الصحفيون هؤلاء الجنود المجهولون بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 09:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2017, 05:14 PM

بدور عبدالمنعم عبداللطيف
<aبدور عبدالمنعم عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 55

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصحفيون هؤلاء الجنود المجهولون بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

    04:14 PM November, 10 2017

    سودانيز اون لاين
    بدور عبدالمنعم عبداللطيف-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    [email protected]



    في أواخر الثمانينيات بدأت تلح عليّ فكرة الكتابة للصحف، وانتابني حماسٌ جارف أشبه بذلك الحماس الذي سيطر عليّ وأنا ألج أبواب جامعة القاهرة فرع الخرطوم حيث كانت الجامعة آنذاك أشبه بخلية النحل تعجّ بشتى النشاطات الأدبية والفكرية والسياسية، فالديموقراطية في أوجها والنشاط الطلابي لا تحده حدود.
    فإذا بي أجد نفسي أسيرة ذلك الجو مبهورةٌ به، وإذا بتلك الموهبة الوليدة تتفتق دفعة واحدة وكانت في المراحل السابقة تجد متنفساً محدوداً لها في دفاتر الإنشاء والجمعيات الأدبية، وفي مرات قليلة متباعدة على صفحات الصحف المحلية.
    ولم يمض على وجودي في الجامعة شهرٌ واحد إلا وكنت قد أخرجت إلى حيز الوجود جريدة حائطية اخترت لها اسم "الكلمة". عملت في البداية على تحريرها وكتابتها بنفسي ثم ما لبثت أن شدّت انتباه الزملاء والزميلات فأصبحوا يشاركون فيها بجديةٍ وصدق.
    وأصبحت "الكلمة" بعد ذلك منبراً لشتى الآراء الثقافية والأدبية والاجتماعية والسياسية، وبرزت على صفحاتها مواهب عديدة في الرسم والخطوط والإخراج الفني. وقبل أن تكمل "الكلمة" عامها الثاني كنت قد تزوجت وسافرت إلى المملكة المتحدة... وسرقتني الحياة هناك فلم أحاول من جانبي أن أعرف ماذا حل بها بعد سفري.
    بعد أربعة أعوام عدت وزوجي إلى أرض الوطن وبصحبتنا ضيفان عزيزان، وكان من الضروري أن أهرع إلى الجامعة لمواصلة دراستي. ولا أنكر أن فكرة إعادة "الكلمة" قد راودت ذهني مراراً، إلا أن صراخ ومطالب الطفلين كانا أعلى من صوت أي كلمة، فتركتها وفي القلب إحساسٌ بالذنب وفي النفس العزم على مواصلة صحبة "الكلمة" عندما تخف المسؤوليات.
    وفعلاً إستهللت حياتي العملية محررة بمجلة "الصبيان". ومجلة الصبيان - لعلم القارئ –كانت أول مجلة في الشرق الأوسط تتجه لمخاطبة الطفل العربي.
    صدرت تلك المجلة عام 1946م عن مكتب النشر التابع لمعهد التربية في "بخت الرضا". وكان ذلك المكتب يقوم أيضاً بنشر الكتب المنهجية التي تعدها "بخت الرضا" إلى جانب كتيبات خاصة بالأطفال والكبار.
    كان يشرف على تحرير تلك المجلة ويساهم في الكتابة فيها أجيالٌ من العمالقة لا يستهان بقدرهم في مجال الفكر والأدب أمثال المغفور لهم بإذن الله عوض ساتي، و جمال محمد أحمد، وبشير محمد سعيد وفخر الدين محمد وآخرون مما لا يتسع المجال لذكرهم وكلهم قد شغلوا فيما بعد أرفع المناصب سواءً على صعيد وزارة التربية والتعليم أو السلك الدبلوماسي أو الصحف القومية.
    ولكن تلك المجلة العتيدة التي كانت فيما مضى قبلة الأنظار، أصابها الوهن والضعف وتضاءل حجم صفحاتها بعد أن عصفت بها رياح الظروف الاقتصادية والسياسية التي تأثر بها كل مرفق في البلاد..
    والآن بعد حل "وتصفية" دار النشر التربوي التابعة لوزارة التربية والتعليم،توقفت مجلة الصبيان نهائياً وحُررت شهادة وفاتها في العام 1995..وهكذا وبتلك القرارت الهوجاء أغتيلت مجلة الصبيان وانهدم معها صرحٌ.. واندثر تراثٌ وتاريخ لا يقدّر بثمنٍ أو بمال.
    وفي هذا المجال أجد أنه من الإنصاف ومن الضروري الإشارة إلى مجلة "ماجد" الإماراتية للأطفال والتي أضحت بحق نجمةً تتلألأ في سماء وطننا العربي تجذب إليها أنظار الكبار والصغار على السواء.
    وإذا كان للإمكانات المادية وما صاحبها من نوعية الورق وجمال الطباعة والرسم دورها في هذا النجاح الكبير الذي حققته المجلة ، إلا أنه بالقطع لا يعدو أن يكون دوراً تكميلياً، لأن المضمون هو الذي يُعوّل عليه في النهاية، وهو الذي من شأنه أن يحقق إستمرارية أي عمل.
    وقد كان لي شرف المشاركة بكتابة قصة العدد في مجلة "ماجد"(ضمن مجموعة من الكتّاب من مختلف البلدان العربية) في وقتٍ من الأوقات وأعلم عظم المسؤولية وحجم المعاناة التي يجابهها من يتصدّى لولوج هذا المجال. ولعل أقلها عبئاً أن تتقمص شخصية الطفل وأنت تطرح أفكاراً وأهدافاً غاية في الجدية والخطورة وبأسلوب يزيد من حصيلة هذا الطفل اللغوية ولا يستعصي على ذهنه الصغير.
    وإذا كانت الكتابة للكبار أقل عنتاً ومشقة منها للصغار، حيث أن الكاتب يسكب أحاسيسه وانفعالاته على الورق بتلقائيةٍ وعفوية وكأنه يخاطب صديقاً عزيزاً لديه تاركاً "للكلمة "حرية الحركة والتعبير عما يجول في خاطره، إلا أن هذه الكلمة نفسها قد " تتمرد" وترفض الخروج من معقلها، وذلك إذا أحست أن الكاتب يرغمها على التعبير عن أفكار مشوشة أو غير صادقة، وإن استجابت تحت ضغطه وإلحاحه فإنها تخرج باردة خالية من الحس والمعنى، مما لا يتحقق معه التواصل المطلوب بين الكاتب والقارئ.
    ومن جانبٍ آخر ، وفي ظل نظام شمولي قمعي يفرض تحديد قوالب معينة للكتابة،يجد الكاتب نفسه مضطراً ومرغماً على التعامل مع "الكلمة" بحذرٍ وحرصٍ شديدين مما يستنزف طاقته ويورثه القهر والإحباط.
    والآن ترى هذا النظام في سعيه المحموم للبقاء يعمل بكل السبل والوسائل على "تدجين" تلك الصحف الغير موالية لسياساته، وذلك بقهر كتّابها وشل أيديهم فأصبحت كتاباتهم بلا طعمٍ وبلا روح اللهم إلا من بعض "هنّاتٍ" هنا وهناك ... تلك الهنّات التي لا تلبث أن يتم الإجهاز عليها فورياً إما بسحب المكتوب أو خضوع صاحبه للمساءلة ، هذا إن لم يصل الأمر إلى درجة الإعتداء الجسدي أوالإعتقال ، وقد تطال العقوبة الصحيفة نفسها ويتم إيقافها لعدة أيام وأحياناً يتم إيقافها فور إعدادها للتوزيع ليقاسي مالكها مرارة الخسائر المادية.
    ومن هنا نلمس المهمة الصعبة الملقاة على عاتق هؤلاء الجنود المجهولين من الصحفيين والكتّاب وخصوصاً أولئك الذين التزموا بكتابة عمود يومي.
    وفي النهاية فالكاتب إنسان يعتريه ما يعتري سائر البشر من مشاعر الحزن والفرح ويخضع مزاجه للتقلبات المختلفة وتستغرق ذهنه مسؤوليات أسرته، الأمر الذي يقلل من حجم عطائه ومستوى أدائه.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de