في ظل تعرض المجتمع إلى التصدعات المتكررة و التي تهدد عرى أركانه بالانهيار في حال أستمر على ما هو عليه من انحطاط و فساد أخلاقي ينذر بقرب الإطاحة بالمجتمع من أسسه الرصينة لذلك لم يبقَ أمام الأمة إلا بالنهوض بأعباء المهمة و إعادة الحياة إلى قيم و مبادئ الأخلاق النبيلة خاصة في الوقت الذي أدار فيه الإعلام ظهره لهذه المهمة الإنسانية و تخلف عن نشر هذه الجواهر الأخلاقي و نشر الصلاح و الإصلاح في الأمة الإسلامية وفي المقابل تخلى عن رسالته المهنية و فقد عنوان المصداقية و سلم زمام أمره لمافيات الفساد و الإرهاب العالمي طمعاً بدنياهم الزائفة أو خوفاً من بطشهم الدموي و إرهابهم العالمي لذلك لجأت الأمة إلى القصائد ذات الكلمات السامية و الأشعار النبيلة المستوحاة من رسالة السماء وفي محاولة منها لتحقيق ما تصبو إليه فقد ظهرت على إثر ذلك العديد من الأطوار و المقامات التي تبث الشعور بالمسؤولية و تدعو الفرد إلى ضرورة الالتزام بأخلاق الإسلام و احترامها و التحلي بها ومن ثم تطبيقها في واقعه اليومي ومن هنا بدأت القيادات الإسلامية المؤمنة برسالتها تبحث في تلك الأطوار عن أكثرها تأثيراً و جذباً للناس و أحسنها لفظاً و أداء و أخفها مؤونة فكان طور الشور و البندرية في طليعتها بل ومن أفضلها وصولاً و تحقيقاً لمراد الإنسان المسلم الصالح إلى العقول و النفوس و التأثير فيها خاصة مع الإيقاع المصاحب لها و الذي يحرك الجسد ليتفاعل معه و يعيش معاناة و ألم و لوعة المرارة التي كان يعيشها صاحب المصاب ، فالشور و الذي عرف بمضمونه العريق بين أهل الاختصاص وما يشير إليه في الاصطلاح إلى العسل المَشور و لطالما تغنى الشعراء بهذا اللون الأدبي الفني العذب أما اليوم ومما يؤسف له فقد عانى من الهجر و الإعراض عنه رغم ما فيه من خصائص و حسنات قل نظيرها حتى أصبح هذا اللون الإنشادي تفتقده المجالس الدينية ومع كل هذا الإجحاف و الظليمة التي يشكو منها إلا أن تلك العتمة و الجفاء الذي لحق به فقد انجلت و إلى الأبد بفضل ما قدمه الشباب المسلم الواعي و المثقف و المؤمن بصدق رسالته و عدالة أهدافه في العديد من مدن العراق و بدعم ورعاية منقطعة النظير من لدن المهندس الأستاذ الصرخي الحسني و تذليله كل الصعاب و توفير كافة مستلزمات النجاح لهذا المشروع الرسالي و الذي يهدف لنشر الأخلاق الفاضلة بإقامة مجالس الشور و التي تضمنت إحياء لشعائر دين السماء الوسطية و الاعتدال في المجتمع فشهدت المجالس قصائد أخلاقية و إسلامية بحتة جسدت الصورة الناصعة لتعاليم ديننا الحنيف تجسيداً واقعياً و بعيداً عن الغلو و التطرف المقيت الذي لا جدوى منه الذي يستهدف شريحة الشباب بالدرجة الأساس في المجتمع لما تحمله من طاقات إبداعية و عقول متفتحة و قدرات كامنة قادرة على صناعة الغد المشرق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة