|
الشهداء الإسرائيليون والقتلى الفلسطينيون بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
|
05:20 PM Oct, 08 2015 سودانيز اون لاين مصطفى يوسف اللداوي-فلسطين مكتبتى فى سودانيزاونلاين
"سقط اليوم شهيدٌ إسرائيلي، كما سقط قبل يومين شهيدان إسرائيليان آخران، طعناً بسكينٍ على أيدي شابين فلسطينيين، الأمر الذي دفع بالشرطة الإسرائيلية وبعض المواطنين المسلحين بمسدساتٍ، لإطلاق النار على الشابين دفاعاً عن أنفسهم وآخرين، فأردوهما قتلى، مخافة أن يستهدفا المزيد من المواطنين، ومما هو جديرٌ بالذكر أن المناطق الفلسطينية تشهد غلياناً وتصعيداً لافتاً، نظراً لقيام الفلسطينيين بمنع اليهود من ممارسة طقوسهم الدينية في الأماكن التي يعتقدون أنها مقدسة حسب عقيدتهم الدينية، ويصرون على الاستئثار بالأماكن المقدسة وحدهم، ويرفضون التقاسم العادل والتعايش السلمي المشترك".
هذا الخبر ليس منقولاً عن محطةٍ تلفزيونيةٍ إسرائيلية، ولا هو مقتبسٌ من نصٍ إعلامي أو محررٍ صحفي إسرائيلي، ولا هو صياغة مدونٍ أو كاتبٍ هاوٍ ، كما أنه ليس نصاً رسمياً صادراً عن الحكومة الإسرائيلية، ولا هو بيانٌ صادرٌ عن وزارة الخارجية أو بلسان أفيخاي أدرعي الناطق باسم جيش العدوان الإسرائيلي الذي يتقن اللغة العربية، وتستضيفه العديد من القنوات الفضائية، كما أنه ليس مقتبساً عن محطةٍ إعلاميةٍ أجنبيةٍ، غربيةٍ أو أمريكية، مؤيدة للكيان الصهيوني ومناصرةً له.
إنه خبر صادرٌ عن محطةٍ إعلاميةٍ عربيةٍ، تبث من وطننا العربي، وباللغة العربية، وتستهدف القطاع العربي كله، وتلقى احتراماً وتقديراً من السلطات العربية، ولها على الأقمار الاصطناعية العربية مكانٌ محفوظٌ وترددٌ محجوز، وقد تتلقى مساعداتٍ ومعوناتٍ أهليةٍ ورسمية، لتتمكن من أداء مهمتها الإعلامية، والقيام بالواجب الوطني الملقى على عاتقها، وقد سمع نص الخبر مسؤولون ومتابعون، وناقدون ومشرفون، ممن يراقبون الكلمة، ويقفون عند الفكرة، ويراجعون كل نصٍ ويقفون عند كل صورة، وينتقدون كل حركة، لكنهم سكتوا عن النص، وكانوا قد وافقوا على نشر الخبر.
ربما يستغرب البعض أو ينكر أن يكون هذا النص قد صدر فعلاً بلسان مذيعةٍ عربيةٍ شابةٍ، ذلقة اللسان، حسناء الوجه، تهتم بمظهرها، وتحرص على شكلها، ولكنها لا تهتم بما يصدر عنها، أو ينطق به لسانها، فهذا آخر همها، إلا أنها قد لا تكون مسؤولةً عن النص، ولا محاسبةً عن فحوى الخبر، إنما هذا من مسؤولية المشرف عن نشرة الأخبار والمعد لها، إلا أن المسؤولية تتوزع عليهم جميعاً، فلا نبرئ منها المذيعة ولا المعد ولا المشرف ولا المخرج، بل كلهم سواء في هذه الجريمة القيمية، التي تمس عقيدة الأمة الوطنية، التي تربت عليها ونشأت، وضحت في سبيلها وقدمت، والتي ما زالت بها تتمسك وعليها تحرص.
الحقيقة أنها ليست محطة واحدة، بل تعددت القنوات ووسائل الإعلام العربية التي تصف الشهداء الفلسطينيين بالقتلى، وتتجنب أن تطلق عليهم الوصف الذي اختاره الله لهم بأنهم شهداء، و تتعمد أن تسيئ إليهم، ولا تقدرهم حق التقدير، رغم أنهم بشهادة رب العزة مكرمين وأخياراً، وأنهم خيرته من خلقه، وصفوته من عباده، وأنه سبحانه الذي اختارهم واتخذهم شهداء، وقد وعد أن يجمعهم يوم القيامة مع الأنبياء والصديقين، كما شفعهم بسبعين من أهلهم، تقديراً لمكانتهم، وحفظاً لقدرهم، وتعهد سبحانه وتعالى بأن يحفظ ذكرهم عبقاً وسيرتهم حسنةً في الدنيا والآخرة.
عجيب ما آلت إليه بعض سلطاتنا العربية، التي حادت عن الحق، وابتعدت عن الصراط، وجانبت الصواب، وقلبت الموازين وشوهت الحقائق، واستبدلت قيمها السامية بغيرها دونية، ومعانيها النبيلة بغيرها دنيئة، وكانت المعالي غاياتها فأصبحت الدنايا طريقها، عندما انحازت إلى الباطل، ومالأت الظالمين وناصرت المعتدين، وساندت القاتل، وأيدت المحتلين الغاصبين، وقلبت لأمتها ظهر المجن، بعد أن انقلبت على إرث الأجداد، وعطاءات الآباء وتضحيات الأبناء، فبخست في دمائهم، وأهانت أرواحهم، وفرطت في المجد الذي بنوه، وفي سنائم العز التي رفعوها.
لا تستغربوا ما سمعتم ولا تستغربوا ما قد تسمعون في المستقبل، فهذه مطالبٌ إسرائيلية، وهي شروطٌ أمريكية، تمليها على الحكومات العربية التي تسعى للبقاء، وتخشى على نفسها من الرحيل من مواقعها، وتتحسب من الانقلاب عليها، فقالوا لهم إن ضمان بقائهم واستقرار حكمهم يكمن في رضا الكيان الصهيوني عليهم، وفي الاعتراف بشرعية وجودهم، وأحقية ملكيتهم للأرض التي يقيمون عليها، والتي كانت ملكاً لأجدادهم، ومجداً لملوكهم، وإرثاً عن أنبيائهم، ومنحةً من الرب لهم.
يشعر الإسرائيليون أنهم باتوا الأقوى والأقدر على فرض القرار وإملاء السياسات وتحديد المسارات، وباتت الدول الكبرى تسعى لمصالحها، وتؤمن احتياجاتها، وتحمي وجودها، وتصل من وصلهم، وتقطع من قطعهم أو حاربهم، لهذا يظن الحاكمون أن ممالأة الإسرائيليين قوةٌ لهم، واستمرارٌ لحكمهم، واستقرارٌ لبلادهم، وأنهم إن أطاعوهم واتبعوا أمرهم، فإنهم يكفلون لهم المستقبل، ويكفونهم غضب شعوبهم وثورتهم عليهم، ويطلبون من كبريات العواصم الدولية أن ترحب بهم، وأن تمد لهم يد المساعدة، وألا تضيق عليهم أو تحاصر بلادهم، طالما أنهم يؤيدون الحق الإسرائيلي ويؤمنون بشرعيته.
خاب من صدق الإسرائيليين واتبع هواهم، وضل من سار على نهجهم ونفذ تعليماتهم، وتباً لخائفٍ منهم وجبانٍ أمامهم، وتعساً لقتلاهم وموتاهم، وسحقاً لمن طالتهم أيدي المقاومين وخنقتهم، أو نالت منهم بنادقهم ومتفجراتهم فقتلتهم، فما هم إلا غاصبين معتدين، مارقين فاسدين، جيفاً معفنين، يستحقون الموت قتلاً، والفناء حكماً، فلا مقام لهم بيننا، ولا حق لهم عندنا، ولا شرعية لوجودهم معنا.
أيها الأبطال البواسل، والرجال الشجعان، أيها المضحون بأرواحهم، والسابقون بجهادهم، ستبقون أنتم الشهداء، والشموع التي تضيء لنا الطريق، والمثال الذي به نقتدي، والدرب الذي عليه نمشي، وسنرفع بكم الرأس ونفاخر، وسنتيه بتضحياتكم ونزهو، فأنتم من رفع رايتنا، وأعلى كلمتنا، ونصَّعَ صفحتنا، وجعل لنا بين الأمم مكانة مرموقة، وكلمة مسموعة، وهيبةً مخيفة، فلن نفرط فيكم، ولن نسمح لجاهلٍ أن يؤذيكم، ولا لمتخاذلٍ أو يتطاول عليكم، ولا لعدوٍ أن ينال منكم، فأنت العين والشامة، والجبين والرأس العالية الشامخة، طاب محياكم، وخلد الله في الأرض والسماء ذكراكم.
بيروت في 8/10/2015
https://http://http://www.facebook.com/moustafa.elleddawiwww.facebook.com/moustafa.elleddawi
mailto:[email protected]@gmail.com أحدث المقالات
- طلاب المؤتمر الوطني هددوا بتفجير جامعة مدني الأهلية ونسفها..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 10-08-15, 03:16 PM, عبد الوهاب الأنصاري
- لماذا لا يشارك حزب البهجة في الحوار المرتقب؟!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-08-15, 03:14 PM, فيصل الدابي المحامي
- تراجي مصطفي !! بقلم راشد عبد الرحيم 10-08-15, 03:13 PM, راشد عبد الرحيم
- الجِبْت بقلم بابكر فيصل بابكر 10-08-15, 03:06 PM, بابكر فيصل بابكر
- رؤية سمير المشهراوي لفتح ما تحت السطور بقلم سميح خلف 10-08-15, 03:04 PM, سميح خلف
- تعميد الوحدة الوطنية في حرب أكتوبر بقلم د. أحمد الخميسي 10-08-15, 03:03 PM, أحمد الخميسي
- (غنماية) حاج أحمد!! بقلم عثمان ميرغني 10-08-15, 01:37 PM, عثمان ميرغني
- من يدري؟! بقلم صلاح الدين عووضة 10-08-15, 01:34 PM, صلاح الدين عووضة
- الطامة (الكبرى ) جداً ..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-08-15, 01:32 PM, عبدالباقي الظافر
- عثمان ميرغني .. هل هو غرور ونرجسية ؟! بقلم الطيب مصطفى 10-08-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- سلامة نظرك ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-08-15, 01:29 PM, الطاهر ساتي
- التصريحات التطمينية ومفارقة الواقع بقلم نورالدين مدني 10-08-15, 06:03 AM, نور الدين مدني
- لاخير فى الحاكم ولا المحكوم بقلم عمرالشريف 10-08-15, 06:01 AM, عمر الشريف
- قال البشير ان من يرفض الحوار في يوم 10/10/2015 انه سيحسمه بقلم جبريل حسن احمد 10-08-15, 05:53 AM, جبريل حسن احمد
- الحوار ،الهلال ، المريخ ، كمال عمر: السقوط!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-08-15, 05:43 AM, حيدر احمد خيرالله
- غياب الدستور وممارسة حقوق المواطنة الحوار بقلم بدوى تاجو 10-08-15, 05:41 AM, بدوي تاجو
- لماذا ارتفع حجم الكراهية في السودان إلي هذا المستوي المخيف ؟؟؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمد 10-08-15, 05:34 AM, هاشم محمد علي احمد
- وزارة الصحة تجود بغير مالها على المصابين اليمنين! بقلم عثمان محمد حسن 10-08-15, 05:29 AM, عثمان محمد حسن
بيان من حركة تحرير السودان للعدالة حول وصول وفد الحركة الي انجمينا للقاء بدبي 10-08-15, 03:57 PM, بيانات سودانيزاونلاينبيان هام رقم (26 ) الخيانة العظمي تلاحق القيادة المكلفه في الحركة الشعبية لتحرير السودان 10-08-15, 03:55 PM, بيانات سودانيزاونلايننواب: الحكومة تجري خلف العجائز وناشطات الأسافير لإنجاح الحوار 10-08-15, 03:54 PM, اخر لحظةالجبهة الوطنية العريضة ترد على دعوة رئيس الحكومة السودانية لها للحوار 10-08-15, 03:51 PM, الجبهة الوطنية العريضةبيان صحفي إن لم يكن الحل في الإسلام فأين يكون؟! 10-08-15, 03:49 PM, حزب التحرير في ولاية السودانالحزب الإتحادي الموحد نرفض حوار التمكين 10-08-15, 03:00 PM, بيانات سودانيزاونلاينبرلماني مستقل: لا يمكن للمهدي والميرغني أن يعملا ضد حكومة أبنائهما 10-08-15, 02:49 PM, صحيفة التيارابوعبيدة الخليفة : البشير يسعى لإعادة انتاج مشروع ﺍلإبادة الجماعية عبر الحوار 10-08-15, 02:44 PM, ابوعبيدة الخليفة عبد الله التعايشيمصر ع وإصابة (4) أطفال في حادث سقوط قطار بمنتزه ببحري 10-08-15, 02:42 PM, اخر لحظةبدء محاكمة المتورطين في فضيحة مدرسة الريان الوهمية 10-08-15, 02:39 PM, صحيفة الصيحة السودانيةكاركاتير اليوم الموافق 08 اكتوبر 2015 للفنان عمر دفع الله عن حقوق الانسان فى السودان 10-08-15, 02:35 PM, Sudanese Online Cartoon
|
|
|
|
|
|