|
السيسي جي فايت بهنا.. خالد تارس
|
في زيارة غامضة يمر المشير عبد الفتاح السيسي متعجلاً بالخرطوم ، لم يعلن مرور السيسي بالخرطوم الا بمقدار ماتسمح بة ظروف الزيارة الخاطفة عندما ينوي الرجل اصتياد عدد من العصافير بحجرٍ واحد , فالاطمئنان على صحة البشير وترتيب ملفات خلافية عالقة بين الخرطوم والقاهرة قبيل وبعد الاطاحة بسلطة الاخوان المسلمين في مصر كلها مجرد (عصافير) .. لهذة الاسباب اختار الرئيس المصري ان يكون عنوان زيارتة التستر والغموض الذي لاتدركة الابصار , وبحسب امينة الطويل خبير مركز الاهرام للدراسات فإن السيسي قد يتطرق لمناقشات دقيقة مع الرئيس البشير حول ملفات شائكلة وضعت علاقات البلدين في مهب الريح تماماً , فبينما يحمل الجانب السوداني ملف حلايب بيمينة فإن الجانب المصري يحمل ملف سد النهضة بشمالة فمتى تنتهى المناورات اذاً .؟ ويبدو موقف الخرطوم مسبقاً ضد عملية الإطاحة بمرسى واعتبار السيسي انقلابي يشكل كبرى حلقات المفارقة في الحوار السوداني المصري , ولا تبدو اشواق السيسي في هذة اللحظات متطابقة بالضرورة مع اشواق البشير وبالتالي يستحيل ان تقرأ نتائج الزيارة بعناية.! تظل اسرار جنرال الجيش المصري الذي تربع على عرش الكنانة بعد ازاحة مثيرة للجدل لحكم الاخوان الذي اعقب ثورة الربيع العربي التي اطاحت بنظام مبارك كما هي , وذات الأسرار تفند اندفاعة الميكانيكي لخوض انتخابات الرئاسة والفوز بها جملة واحدة .. وتظل سحابة الصيف ثابتة غائمة لاتمطر الا بتكرار مشهد ثاني حتى يخبر السيسي طاقمة الرئاسي من مطار ملابو في غينيا بنيتة الهبوط على الخرطوم في وقتٍ تزداد فية العلاقات السودانية المصرية توتراً .. قصد عبد الفتاح السيسي ان تكون زيارتة الاولى للخرطوم قصيرة جداً مجرد(غشوة).. لساعة واحدة فقط يطمئن فيها على صحة نظيرة السوداني ويهمس على اذنية المثقلة بالاشياء .. وتاتي الزيارة في اكثر الاجواء تلبداً بالغيوم , ويسلك فيها الرئيس المصري طريق عودتة من القمة الافريقية التي تستضيفها غينيا الاستوائية , ولكن الطريق المعاكس الذي اقتحم بة سعادة المشير السيسي مطار الخرطوم سبب حرجاً غير مسبوق لنظام الرئيس البشير الرافض اصلاً لفكرة الاطاحة بسلطة رجل الإخوان محمد مرسي .. وهو الحرج الذي بلغ القاهرة عندما ادركت جماعة السيسي ان تظاهرة اخوانية خرجت في الخرطوم ترفض استقبالة.! وعلى الرغم ان مجموعة السيسي التي تحكم مصر حالياً تعلم جيداً ان تظاهرة اخوان السودان لاتعبرعن مزاج عقدي بقدر ماهي قناعة قيادات كبيرة في الخرطوم بعدم شرعية الحكومة التي يقودها السيسي حتى بعيد اكتساحة للانتخابات المصرية الاخيرة , وكانت الاحتجاجات التي خرجت غاضبة في العاصمة السودانية للاطاحة بحكم الاخوان في مصر كافية لان يفهم السيسي تبريرات وزير الخارجية السوداني علي كرتي التي وصف فيها تدهور علاقات السودان ومصر في عهد مرسي اكثر مما كانت علية في عهد مبارك , الا ان وجود معارضة اخوانية للرئيس السيسي في الخرطوم تشكل عقدة سياسية كبيرة تحملها جماعة السيسي القابضة على نظام الحكم في الكنانة محمل الجد حتى ينتهي الجدل والتضارب بين مقولة الوزير كرتي ومدلول المظاهرات المنددة بحكم العسكر في مصر , فالتظاهرة الاخيرة سببت صداع نصفي للخرطوم اكثر مما سببتة حلايب التي دشن منها السيسي حملتة الانتخابية نكاية في موقف السودان من سد النهضة الاثيوبي.
|
|
|
|
|
|