|
|
 السيجارة الإلكترونية هل هي الحل ؟بقلم : بدرالدين حسن علي
|
يثور جدل حاليا في الأوساط الكندية وغيرها حول السيجارة الإلكترونية ، وهل هي الحل للإقلاع عن التدخين ؟ السيجارة الإلكترونية حاليا بدأت تغزو الأسواق ويتكاثر عدد مقتنيها ، وأسعارها يتراوح بين ثلاثين وخمسين دولارا أميركيا ، وتتكون من جزئين أساسيين ، الجزء العلوي يعتمد بشكل رئيسي على مخزن ال " Flavour ." وهو من عدة أنواع مثل الليمون وغيره ويباع في قنينة خاصة ويعتمد على كمية إستهلاك السيجارة ، أما الجزء السفلي فهو البطارية اللازمة للشحن وغالبا ما يتم شحنها عن طريق الكومبيوتر ، وعملية الشحن ضرورية لمواصلة التدخين ، وقد جربت شخصيا تدخين السيجارة الإلكترونية ، وهي صحيح تماما أنك تنفث دخانا ولكنه غير مضر صحيا على الأقل في الوقت الراهن وإلى أن تكتمل الأبحاث حوله وأيضا نتهي الجدل حوله وحول السيجارة الإلكترونية ، والمعروف أنه يوجد حاليا نحو مليوني شخص يدخنون السيجارة الإلكترونية خاصة في بريطانيا والقانون حولها يختلف من بلد لآخر ، بمعنى أن هناك بعض البلدان ما تزال تقف تجاهها موقفا سلبيا .
منظمة الصحة العالمية تتحفظ على إستخدام السيجارة الإلكترونية وتمضي قدما في موقفها لمنع التدخين ، كما أنها تواصل نشر تقاريرها حوله ، و نشرت تقريرا مؤخرا قالت فيه أن ستة ملايين شخص يموتون سنويا بسبب التدخين .
وتختلف المواقف من السيجارة الالكترونيّة ، ويرى العديد من الأطباء من مختلف الاختصاصات أنها تشكّل حلاّ لمشكلة التدخين ويستغربون تحفّظ منظّمة الصّحة العالميّة بشأنها.
ولكنّ آخرين يتخوّفون من أن تكون بديلا واهما لا بل خطيرا للتدخين، والقضيّة الانسانيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة بالغة الأهميّة، وتواجه معها الأخلاقيّات الطبيّة والعلميّة معضلة جديّة.
المهم أن الجدل المثار حول السيجارة الالكترونيّة في اوروبا وغيرها واختلاف المواقف منها ومن السياسة التي ينبغي اعتمادها بشأنهاما زال مستمرا .
مثلا في الولايات المتحدة، اضطرّت دارة الغذاء والدواء للجوء إلى باحثين من جامعة يال بعد أن عارضت المحاكم الأميركيّة منعها.
وفي كندا يتم استهلاكها رغم أن القوانين تمنع استهلاكها في حال كانت تتضمّن مادّة النيكوتين، بينما شركات إنتاج السيجارة الإلكترونية عازمة على المضي قدما في نشرها
وشركة Victory Electronic Cigarettes على سبيل المثال تقدّم نفسها على أنها من أكبر الشركات في هذا المجال بعد حيازتها على شركات عديدة وتوقيعها على اتفاقيّات مع شبكات توزيع.
و رئيس الشركة برنت وليامز يقوم شخصيّا بحملة لصالحها لأن والده توفّي في سن مبكّرة بسبب الادمان على التدخين. وينشط وليامز من جانب آخر لحث المدخنين وعددهم مليار وربع مليار شخص، على الاقلاع عن التدخين
هناك شبه إجماع حول مخاطر السيجارة التقليديّة التي تتضمّن القطران ومواد أخرى تتسبّب بأمراض القلب والسرطان وأمراض الرئة والتنفّس. و السيجارة الالكترونيّة لا تتضمّن القطران ولكنّها قد تضمّ مادة النيكوتين وسواها من المنتوجات المشتقّة التي لا يعرف بعد مضاعفاتها على الصّحة. وثمّة مخاوف من تهوين استخدامها خصوصا لدى الشباب.
الطب الوقائي يرى أن السيجارة الإلكترونية أهون الشرين ووسيلة لإنقاذ حياة ملايين المدخنين
.
حتى الآن النتائج المرجوة لمكافحة التدخين تعتبرجيدة رغم أن هناك فئة من المدخنين رفضت الرضوخ للضغوط الإجتماعية واستمرت على عادتها
إن تراجع التدخين شكّل انتصارا على العديد من الأمراض ولكن ليس بالضرورة على الأمراض الخبيثة التي كانت السيجارة تساعد المريض على تجاوزها ، كالانهيار العصبي او القلق و سواهما.
والسيجارة الالكترونيّة ستساهم بدون شكّ في إنقاذ حياة الكثيرين ولكنّها لا تشكّل البديل.
والأطباء الذين فيها وسيلة لمساعدة المدخّنين محقّون بتأييد استخدامها كعلاج وقائي ،
لكنّهم يواجهون مقاومة من قبل المراجع الطبيّة والسياسيّة على حدّ سواء، خلاصة الجدل أن الأطباء يفكّرون بالمرضى والسياسيين يفكّرون بالناخبين، لكن أيا كان الأمر وأيا كان شكل السيجارة فينبغي الإقلاع عن التدخين .
|
|
  
|
|
|
|
بدرالدين حسن علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست