السودان و بداية الصراع المذهبي زين العابدين صالح عبد الرحمن

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 11:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2014, 06:55 AM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1034

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان و بداية الصراع المذهبي زين العابدين صالح عبد الرحمن

    السؤال الذي يتبادر إلي ذهن المهتمين بقضية العلاقة الإستراتيجية بين السودان و إيران، هو لماذا قررت حكومة السودان في هذا الوقت إغلاق المركز الثقافي الإيراني في السودان؟ و هل هذا سوف يحد من انتشار المذهب الشيعي في السودان؟
    السؤال الثاني هل سوف يبطل القرار الصراع المذهبي في السودان مستقبلا؟ و هل سوف يفتح القرار أبواب الحوار مع عواصم بعض دول الخليج لكي تحتضن النظام السوداني و تخرجه من محنته؟
    إن قرار الحكومة السودانية إغلاق مكاتب المركز الثقافي الإيراني، سوف لن يضع حدا لانتشار المذهب الشيعي في السودان، بل هو بداية الصراع المذهبي الحقيقي، و سوف ينتقل الصراع من العلن إلي السر، و هو لن يكون في مصلحة السلطة، لأنه لن يكون تحت بصرها، و سوف يأخذ مسارات كثيرة، كما إن 12 ألف شيعي هو نتاج عمل هذه المراكز منذ عام 1987 هو تاريخ تأسيس هذا المركز، كما إن الذين اعتنقوا المذهب الشيعي ليس هم من عامة الناس أو من الرعاع، بل هم نخبة متعلمة و مثقفة و واعية بدورها، و مدركة إدراكا كاملا للصراع الفكري و السياسي في السودان و في المنطقة، كما إن هؤلاء سوف يطالبون بحكم حقوق الإنسان حقهم في ممارسة عقائدهم، و بالتالي لا يستطيع دعاة حقوق الإنسان و الديمقراطية أن يقمعوهم، و يمنعونهم من حقهم في ممارسة شعائرهم، هذه المراكز الثقافية قد أكملت رسالتها بأنها وضعت قضيتها في أيدي سودانيين، أصبحوا بحكم القانون و القوانين العالمية لهم حق في ممارسة شعائرهم، فالإغلاق أو المنع لا يؤثر كثيرا، و هو الصراع المرتقب مستقبلا، و سوف يأخذ منحنيات متعددة، و ليس صراعا من أجل السلطة أنما صراع مذهبي فكري.
    عندما زارت البوارج العسكرية الإيرانية ميناء بور تسودان، قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي إن وزارته لا علم لها، و لا تعرف من الذي سمح لهذه البوارج بالزيارة, و هي زيارة سوف تقلق أصدقاء لنا في المنطقة، و في ذات الوقت تحدث السيد الوزير في البرلمان، و قال إن العلاقة الإستراتيجية مع إيران سوف تفقدنا أصدقاء في المنطقة، و أخذ بعض من نواب البرلمان يطالبون بأن لا تكون العلاقة مع إيران علي حساب دول الخليج، هذا الحديث بدأ يتطور و يرتفع داخل دوائر الحكومة بين أجنحة مختلفة، كل منهم يحاول أن يقرأ الواقع وفقا لمعلوماته، و لكن تفاقم الأوضاع في السودان، و الحرب علي الإسلام السياسي في المنطقة، و التحالفات التي بدأت تظهر في المنطقة، إضافة إلي الحصار الاقتصادي علي السودان، و أزمته الخانقة التي جعلت أغلبية الشعب تتضجر أقلقت السلطة، ثم بدأت المملكة العربية السعودية تتخذ إجراءات اقتصادية تجارية و بنكية و كذلك دولة الأمارات العربية السعودية، شعرت الحكومة في الخرطوم بالخطر من جراء ذلك، و حاولت أن لا تخسر النظام المصري، و تسعي لمد الجسور معه بشتى الطرق، و طلب السودان من مصر تحسين علاقاته مع دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية و دولة الأمارات العربية المتحدة.
    تحدث وزير الخارجية السوداني علي كرتي بشكل مباشر مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن تلعب القاهرة دورا في إصلاح العلاقات بين الخرطوم و كل من الرياض و أبوظبي، و تحدث وزير الخارجية المصري أيضا بصراحة في إن القاهرة و الخرطوم يجب أن تلعبا لصالح مصالح شعبيهما، إذا كانت الخرطوم تعتقد إن للقاهرة دور تلعبه لمصلحة الخرطوم مع دول الخليج، أيضا للخرطوم دور تلعبه لصالح القاهرة في محورين، الأول سد النهضة و التفاهم مع الجانب الإثيوبي لكي يتفاهم مع القاهرة، و الثاني أن تنصح الدوحة في أن توقف هجومها علي القاهرة و مساعدة الأخوان المسلمين، هذه مصالح متبادلة لكل واحد دورا يلعبه لمصلحة الأخر و قبل كرتي هذه المعادلة المصلحية.
    في الاجتماع الذي عقد لوزراء الخارجية للدول المحيطة بليبيا، قال وزير الخارجية المصري لنظيره السوداني، إن ما يؤرق مضاجع القيادات في دول الخليج، العلاقة الإستراتيجية بين الخرطوم و طهران، و إن وجود إيران من ناحية الغرب و خاصة في البحر الأحمر يهدد أمن دول الخليج، لابد من النظر بصورة عاجلة في هذه العلاقة لكي تكون مدخلا للحوار، نقل وزير الخارجية هذا الحديث للرئاسة، إن إعادة العلاقة مع دول الخليج في هذا الظرف الذي يمر به السودان، مسألة في غاية الأهمية، و في داخل أروقة السلطة كان الحديث كيف يكون المخرج، باعتبار إن الخرطوم تريد أن تعيد علاقاتها الطبيعية مع دول الخليج، و في نفس الوقت أن تحتفظ بعلاقة مع إيران، فكان الاتفاق علي إغلاق المركز الثقافي الإيراني و فروعه في السودان، لذلك جاء بيان وزارة الخارجية محدد العبارات و ينحصر في الجانب الثقافي حيث قال البيان ( إن الدور الذي يلعبه المركز الثقافي الإيراني يهدد الأمن الفكري و المجتمعي في السودان) و تعلم السلطة إن إغلاق المركز سوف لن يؤثر في المجموعات التي ارتبطت بهذا المركز، و الذين تشيعوا في السودان أصبحوا أعدادا كبيرة في المجتمع، و هؤلاء من النخب المثقفة و المتعلمة، و هؤلاء قادرين علي أن يشقوا طريقهم وسط الصراعات السياسية و الفكرية في السودان، و إيران سوف تتفهم هذا الرأي، كما ليس في مصلحة إيران أن تقطع علاقتها مع السودان.
    الجانب الأخر في هذه القضية و التي أرقت الخرطوم، زيارة السيد الصادق المهدي لدولة الأمارات العربية المتحدة، و مقابلته لوزير الخارجية السيد عبد الله بن زايد، و الزيارة لم تكن متوقعة، حيث سافر السيد الصادق المهدي من القاهرة لدولة الأمارات، و تعتقد القيادات السياسية في السلطة، إن الزيارة قد ترتبت من قبل القيادة السياسية المصرية، و هي أيضا وسيلة ضغط علي الخرطوم، و هذا اللقاء، يلوح إن المعارضة في الخارج، ربما تجد دعما من الدول التي تحارب الإسلام السياسي، و أيضا وجود السيد الصادق في أديس و إعلانه سوف يزور دولة جنوب أفريقيا، سوف تفتح أبواب معارك دبلوماسية جديدة بين الحكومة و المعارضة، و سوف تكون المعارضة مدعومة في حركتها في الخارج، الهدف من حركة المعارضة إغلاق الأبواب في الاتحاد الأفريقي أمام الخرطوم، بعد ما أصبحت جامعة الدول العربية شبه معطلة، في ظل التحالفات في المنطقة، هذه الحركة للسيد الصادق و فتحه بابا جديدا في المنطقة، جعل الخرطوم تبحث عن إغلاق هذا الباب أمام المعارضة، و أن تحاول الخرطوم إعادة علاقاتها مع بعض دول الخليج بشتى الطرق، و هذا أيضا سببا عجل بإغلاق المركز الثقافي الإيراني.
    إن المركز الثقافي الإيراني أفتتح في عام 1987 عقب انتفاضة إبريل، بعد عودة العلاقات السودانية الإيرانية، التي كانت مقطوعة في عهد الرئيس جعفر محمد نميري، و الذي وقف في الحرب العراقية الإيرانية إلي جانب بغداد، و أرسل كتائب من الجيش السوداني تقاتل مع العراق، و بعد الانتفاضة تمت إعادة العلاقة السودانية الإيرانية، و قام الدكتور محمد علي أزجرد بفتح المركز الثقافي الإيراني، و استطاع الدكتور ازجرد بناء علاقات وطيدة مع النخب السودانية خاصة في قطاع الإعلام و الصحافة و السياسيين و القيادات الطلابية و الكتاب و المشتغلين بالفكر، و أرسلت العديد من الدعوات لكثير منهم لحضور احتفالات تأسيس الدولة الإسلامية التي تقام في 11 فبراير من كل عام، ثم بدأت إرسال أعداد من الطلاب السودانيين، و خاصة من حفظة القرآن للحوزات العلمية في كل من مشهد و قم و غيرها، و اللحوزات العلمية يدرس فيها الفقه و السيرة و علم الكلام إضافة إلي الفلسفة و المنطق، و هؤلاء أصبحوا حاملين للمذهب الشيعي ليس عن جهل أنما عن وعي و إدراك مبني علي قناعة، و استطاع الدكتور أزجرد أن يستعين بأية الله محمد علي تسخيري المستشار الحالي لأية الله السيد علي خامئني مرشد الدولة الإسلامية في إيران، و أيضا هو المسؤول عن حوار المذهب في أن يلتقي بعدد كبير من النخب السودانية و يؤسس لحوار المذاهب و كان مدخلا للاستقطاب، و دعوة أعداد من النخب السودانية للمشاركة في حوارات تقيمها الجمهورية الإسلامية في الخرج.
    إن الفرق بين الخلاوي السودانية و الحوزات العلمية في إيران، إن الخلاوي السوداني تهتم فقط بتحفيظ القرآن و قليل من علم الحديث، و بالتالي يخرج هؤلاء إلي المجتمع نصف متعلمين، بينما الحوزات العلمية في إيران، أو عند الشيعة بصورة عامة، تتكامل عناصر العملية التعليمية الدينية، إلي جانب حفظ القرآن، يدرس الطالب علم الحديث، و السيرة بكل جوانبها، و علم الكلام، و مسألة أساسية دراسة الفلسفة و علم المنطق، لكي يساعد الدارس مستقبلا علي مسألة التأويل، و بالتالي يخرج للمجتمع هو حامل رسالة و يعرف ما يريد أن يقدمه، هذا القصور المستمر في الصوفية السودانية التي لم تستطيع تطوير ذاتها، أصبحت تفرخ للجماعات الإسلامية الأخرى، ذهب بعضهم إلي الجماعات المتطرفة، و تبني العنف كمسار لتحقيق تطلعاته السياسية، و لا أقول الدينية، و البعض الأخر وجد طريقه لتبني المذهب الشيعي، هذا الفراغ المعرفي و القصور في الطرق الصوفية في السودان، جعلها هي نفسها عرضة، أن تمثل طابورا خامسا لأية سلطة قهرية في السودان، و تسعي دائما أن تحقق لها السلطة تطلعاتها بقرارات إدارية أو سلطوية، و هذا الذي سعت إليه في تصديها للذين تشيعوا، لم يكن لديها الاستعداد في مواجهتهم فكريا و تفنيد دعاويهم، لأنها لا تملك المعرفة الكاملة، التي تؤهلها في الدخول في حوارات فكرية إن كانت دينية أو غيرها، و لذلك هي تتجه إلي تأليب السلطة في أن تتخذ قرارات تساعدها علي الاستمرار في تواجدها كمنظمات فقدت الأهلية في السودان.
    في مقال سابق كنت قد ذكرت إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ترصد 85 مليون دولار أمريكي سنويا للمجال الدعوي و الثقافي في أفريقيا، و هذا المبلغ قد فتح أبواب كثيرة في عدد من الدول الأفريقية، لم يكن المذهب الشيعي قد وصل مسامع الناس هناك، و أصبح لهم مجموعات منتشرة في المنطقة، و ارتبطوا هؤلاء بعدد من الروابط الثقافية و العقدية بينهم.
    إذن قضية التشيع في السودان رغم إغلاق المركز الثقافية، هي معركة لم تنته بل هي معركة بدأت الآن، و لن تستسلم إيران بعد ما أصبح لها أتباع في السودان و لن تقطع الحبل السري منهم بل هؤلاء سوف يجدوا أنفسهم في معركة مكشوفة و مفتوحة، و سوف تأخذ بعدا إستقطابيا، و إن السلطة رسميا قد تعلل إنها قد أغلقت المراكز الثقافية حتى لا يكون للجانب الإيراني دورا إداريا تلعبه، و لكنها لا تستطيع قمع الذين تبنوا المذهب الشيعي، و سوف تغض الطرف عنهم، باعتبار إن هؤلاء سوف يجدوا معاضدة من حركات الإسلام السياسي، و هي المعركة الأكثر خطورة، و إن إيران سوف تستعيض عن ذلك بزيادة المنح الدراسية للطلاب السودانيين، و في ظل الأزمة الاقتصادية، والفقر و البطالة، التي جعلت عشرات الآلاف من الشباب دون عمل و مستقبل مظلم، عرضة لعملة الاستقطاب، و هؤلاء لن يترددوا في قبول هذه المنح الدراسية أو فرص عمل لمساعدة أهلهم، أنها معركة في ظل الصراع المذهبي، نسال الله البصيرة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de