|
السودان ومصر.. ستين حتة !! بقلم: د. محي الدين تيتاوي
|
بسم الله الرحمن الرحيم بقلم: د. محي الدين تيتاوي
لم أكن مرتاحاً لنظرة الإخوان المسلمين للإعلام وأثره خلال فترة العام التي اعقبت فوزهم بالانتخابات في مصر وهي نظرة تماثل تعامل الحكومة في السودان مع الإعلام مع الفارق الكبير طبعاً في طبيعة الإعلام والإعلاميين في كل بلد.. فقد ظل الإعلام وبالأخص الفضائيات توجه الاساءات وتخرج على أخلاقيات ممارسة مهنة الإعلام في التوازن والتحقق من المعلومات والعدالة في طرق التغطية الخيرية والإعلامية.. ولهذا كنت انظر بغشفاق شديد إلى إعلام الأخوان المسلمين وهم في سدة الحكم فكانت صحافتهم بائسة وخطابهم الإعلامي بائساً ولم (تمكنوا) من أحداث تغيير يذكر في بنية الإعلام المصر صاحب التجربة الشمولية العميقة التي امتدت لأكثر من ستي عاماً.. لقد لعبت الفضائيات الدور الأكبر في تاليب الشعب ضد الأخوان المسلمين واستخدمت الرمزيات مثل حكم المرشد، وأخونة الوظائف والحياة بالرغم من ان الإعلام ظل طيلة فترة حكمهم كان خارج إطار حدود المعقول والمقبول.. وقد امتدت ألسنة العمانيين والأقباط والفلول لتتجاوز حدود مصر إلى السودان.. وما ذكره المدعو أيمن نور مجرد خطأ فني أظهره ولكن نظرة هذه القوى الإنقلابية للسودان نظرة صهيونية استعلائية0 فوق كم أنا ما عارف) ولكن الحق علينا نحن في السودان الذي نقبل أن يبصقوا علنا فنطبطب عليهم..ومراجعة بسيطة لمواقف الأنظمة المصرية باستثناء عهد عبد الناصر كان مشحوناً باستفزاز مشاعر أهل السودان وخلق المشكلات لبلادننا ويكفي أن قانون المناطق المقفولة الذي انتهى إلى فصل الجنوب ثم عندما كان السودان يصطلي بنيران الاستعمار الانجليزي المصري( عصر المآمير) والباشوات. وبرغم أن السودان قدم تضحيات جسام بأغراق مدينة بأكملها وضياع تراث حضاري كامل في منطقة السد العالي وتهجير سكان وادي حلفا إلى بيئة غير بيئتهم وأرض غير أرضهم فعانوا الأمرين مرارة مفارقة أرض الأجداد والآباء.. أرض الحضارة والتاريخ.. ومرارة العيش في بيئة مشحونة بالأمطار والرعود والصواعق.. بيئة غريبة عنهم وعن أنفاسهم وكأنهم رحلوا وتركوا أرواحهم ووسط النخيل والمساكن والمساجد والآثار التي -رغم مزاعم الانقاذ- ضاعت..بل أن هناك من عاش مرارة ثالثة بفراق الأهل.. حيث انقسمت الأسر نصفهم رحل إلى قرى في صعيد مصر.. ونصفهم إلى حلفا الجديدة.. ورغم فقدان السودان لحقوق كثيرة إلا أن لاحكومة آنذاك تعاملت مع الإخوة في مصر بأخلاق عالية هي أخلاق أهل السودان كافة.. وبمسئولية تفضلية لقيام مشروع السد العالي الذي سيولد الطاقة وتمتد أعمدة النور إلى أرض النوبة السودانية فأخلف المصريون وعودهم.. وبدلاً عن ذلك مدوا أعمدة الكهرباء والغز إلى اسرائيل عدوة العرب والمسلمين كافة.. ولم تك تلك نهاية المطاف في العلاقات السودانية المصرية- صحيح هناك بعض الحريصين على مقابلة السودان ودا بود).. ولكن هناك فئة ضالة مستفزة تنظر إلينا من علي وكأننا( شعب درجة ثانية) كما ذكر أحدهم في إحدى القنوات الفضائية أثناء التمرد الإنقلابي..أما موضوع( الأراضي السودانية المحتلة) بواسطة الجيش المصري في حلايب وشلاتين وعلى طول.. الحدود الشمالية فإن ذلك أمر آخر سنتعرض له مع قضايا أخرى منها احتضان المعارضة وتقديم العون لها.. سد الألفية.. اتفاقية مياه النيل وضرورة مراجتها وضرورة التوقيع بجانب مطالب دول البحيرات العظمى.
|
|
|
|
|
|