|
السائحون:باب النَجَار مَخَلَعْ/يوسف الطيب محمد توم
|
بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله تعالى:(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)الأية 214 الشعراء قال المعصوم صلى الله عليه وسلم:(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)م
أبدأُ مقالى هذا بسؤالين فالأول :هل هولاء السائحون يؤمنون بالديمقراطية وبالتبادل السلمى للسلطة؟والثانى:هل طبق السائحون مبادئ الإسلام السمحاء من حريةٍ وعدلٍ ومساواةٍ وشورى بينهم كأفراد فى تنظيم الحركة الإسلامية،وكجماعة مع بقية منظمات المجتمع المدنى السودانى؟
والإجابة على هذين السؤالين،معلومة للجميع منذ عام 1989م عندما تم الإستيلاء على السلطة المنتخبة والشرعية بالقوة،بواسطة تنظيمهم ،فأصبح حكم الفرد المطلق ،والتمكين من السمات المميزة لهذا العهد الجديد ،والذى ضرب كل مؤسسات الدولة فى مقتل،وجعل السواد الأعظم من الشعب السودانى غرباء فى وطنهم ومسقط رأسهم وتراب الأباء والأمهات والأجداد
والذى دعانى لكتابة هذا المقال ،هو ماقرأته فى الأخبار فى الأيام الفائتة،بأنَ سائحو السودان قد قاموا بوقفة إحتجاجية ضد زيارة الرئيس المصرى السيسى،والذى يعتبرونه قد إنقلب على الشرعية المتمثلة،فى الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى،والذى جاء لرئاسة الجمهورية المصرية عن طريق إنتخابات حرة ونزيهة ويعتبرونه قد إنتهك الدستور ،وشيع الديمقراطية إلى مثواها الأخير،وذلك بعد عزله للرئيس مرسى،ومن ثم قيام إنتخابات رئاسية وفوز المشير السيسى بها ووجه التعجب من ناحيتى من هذا المسلك الذى سلكه السائحون ،هو أنَ هولاء النفر من أنشط كوادر الحركة الإسلامية السودانية،ويمثلون قطاعاً كبيراً له وزنه داخل التنظيم وقد ساندوا إنقلاب الإنقاذ على الشرعية فى عام 1989م،وبرروا لها كل تصرفاتها غير الحكيمة وسلوكها غير الحميد مع الشعب السودانى ،وخاصةً،إنتهاكات حقوقه و فى كل المجالات،فإذا بهولاء القوم يقفزون من مشاكل وطنهم إلى مشاكل بلد أخر،وهذا السلوك بلا شك يشكل تناقضاً كبيراً،فكيف يسمح هولاء لأنفسهم أن يحكموا بلداً كاملاً ولربع قرن من الزمان،بطريقةٍ ديكتاتورية،تم فيها الهيمنة والسيطرة على كل مفاصل الدولة بواسطة حزب واحد؟وفى نفس الوقت تطالب هذه المجموعة حكام الدول الأخرى بإحترام الشرعية واللعبة الديمقراطية؟وكيف لهولاء النفر،أن يحرموا الشعب السودانى ولربع قرن من الزمان من الحرية والعدل والمساواة والشورى،وفى نفس الوقت يطالبون الشعوب الأخرى وحكامها بالعمل بها؟وهل هم عملوا بالشعارات الإسلامية التى يرفعونها ليل نهار بينهم كتنظيم أو بينهم وبين أفراد وجماعات الشعب السودانى والذين لا ينضوون تحت لواء تنظيمهم؟ والأن لا أدرى والله أين موقف هولاء النفر،من الإنشقاقات الكبيرة والكثيرة التى حدثت لتنظيمهم؟هل هم مع المؤتمر الشعبى؟أم الإصلاح الأن؟أو مع مجموعة البروف الطيب زين العابدين؟أو مع العميد ودإبراهيم؟على كلٍ إن كانوا قد تفرقوا بين هذه المجموعات الإصلاحية،فنقول لهم ربنا يوفقكم،لأن هذه المجموعات قد قامت بمراجعات فكرية جادة،ونقد بناء لفترة حكم الحركة الإسلامية للسودان منذ 1989م وإلى يوم الناس هذا.،وها بلا شك يجعلنا نحترم هذه لإعترافها بالأخطاء التى حدثت أثناء حكم تنظيمهم ومازالت تحدث إلى الأن ،وهم يريدون التقويم والإصلاح والتوافق مع الكيانات السياسية الأخرى للوصول لقواسم مشتركة من أجل حكم السودان ،فأما إن كانوا لا يزالون يناصرون الحكومة القائمة بقيادة المؤتمر الوطنى،فعليهم أن يناصحوا قياداتهم وحثهم من أجل الجلوس مع المعارضة بشقيها السلمى والمسلح،للوصول لإجابة كافية وشافية،للسؤال الكبير،كيف يُحكم السودان؟وأن يحلوا مشاكل وطنهم أولاً ومن ثَم مساعدة الأخرين،أشقاء وغير أشقاء. وبالله الثقة وعليه التُكلان د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى [email protected]
|
|
|
|
|
|