الزمن الجميل ...مرحلة بعد القرية بقلم عبد المنعم الحسن محمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-16-2024, 08:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2015, 02:41 AM

عبد المنعم الحسن محمد
<aعبد المنعم الحسن محمد
تاريخ التسجيل: 12-07-2014
مجموع المشاركات: 9

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الزمن الجميل ...مرحلة بعد القرية بقلم عبد المنعم الحسن محمد

    03:41 AM May, 24 2015
    سودانيز اون لاين
    عبد المنعم الحسن محمد-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين






    يبدو أن انصار الزمن الجميل هم الاكثر مما اضطرني لكتابة حلقة ثانية عنه سأجتر فيها بعض الذكريات الجميلة التي تلت مرحلة القرية وحش القش والغنيمات والحمارة والدحشة والعناقريب ولبس الدمورية وحياة المعاناة والعقارب والدبايب والأعمال الشاقة ، في منتصف حقبة الثمانينات حضرت للخرطوم لاول مرة مغتنما فرصة حضور عمي المغترب في شركة ارمكو في اجازته السنوية واتلبطت فيه وفرضت نفسي عليه وحضرت معه للخرطوم متأبطاً شهادة الثانوية العامة التجارية التي حصلت عليها للتو ولم يجف حبرها بعد ، وشنطة بها شوية هديمات وجيب خالي تماما وحلم جميل يحلق بي للعمل في شركة بعينها طالما تمنيتها منذ سنوات ودراسة المحاسبة في جامعة الفرع بنظام الانتساب لاحقاً، اوصلني عمي الى بيت احد اقربائنا ببحري وربما يكون ليس لنا اقرباء كثر بالخرطوم وقتها وهذا هو البيت المتاح لنا النزول فيه لقلة الخيارات آنذاك ،تركني عمي معهم وذهب في حال سبيله وقضيت معهم ساعات جميلة وكنت مطير عيوني ومصدوم حضاريا ومليء باللهفة والامل والخوف في آن ، كانت اول مرة تطأ قدماي الخرطوم وكنت منبهراً الى حدٍ ما حيث كان اقصى ما اعرفه عن المدنية هو عطبرة مدينتنا العمالية البسيطة والعجلات ومحطة القطار وبيوت الدريسة حيث خالتي ، وجل ثقافتي فيها تنحصر في منطقة موقف حاج الريح ولوري علي ود موسى وبوكسي اب ستة ، انطلقت في نفس اليوم الى وجهتي التي جئت من اجلها وهي منزل ابن عمتي العزابي الكريم المضياف الذي يعمل في شركة الصمغ العربي حلمي الازلي ، والذي كان يأتينا في الاجازات مضمخاً بالعطور الراقية والاحذية الفخمة والنضارة والوسامة والروقة ، وحلمت وانا في المرحلة الابتدائية أن ادرس محاسبة وأعمل في هذه الشركة مع ابن عمتي وكنت واثقاً من تحقيق هذا الحلم .
    ساقفز مباشرة الى تعييني في الصمغ العربي بعد ستة اشهر من وصولي الخرطوم قضيتها محاسباً في دار نشر تدعى " مطبعة دينا الحديثة للطباعة والنشر " وبينما انا منهمكاً في عملي بالمطبعة واذا بالهاتف يرن وطلب مني المتحدث الحضور غدا لشركة الصمغ العربي لعمل مقابلة حيث أنني قدمت اوراقي لهم عن طريق ابن عمتي المحاسب معهم بمجرد وصولي للخرطوم ، وشاءت الصدف ان يسافر ابن عمتي للعمل في الكويت واوصى زملائه بالاهتمام بي ووفاء لهذا الزميل المحبوب تم الاتصال بي وقَبلت وحققت حلمي بسرعة ادهشتني وادهشت ابن عمتي الذي ما أن وطئت قدماه ارض الكويت بقليل حتى سمع أنني قبلت بالشركة .
    كانت تلك الشركة الجميلة في ذلك الزمان علامة من علامات الزمن الجميل بحق وحقيقة يتمثل في رقيّها ونظامها ودقتها وموظفيها ومديروها وملائتها المالية الضخمة ، طَلب مني انا وزميلاي اللذان قبلا معي ان نقابل المدير العام قبل ان ننطلق في الدوام والذي كان مقابلته اصعب من مقابلة باراك اوباما اليوم ، وكان ذلك الرجل المهيب الله يطراه بالخير مثال للرزانة والهيبة والرقي وهزّ يدينا بقوة وابلغنا برسالة الشركة وأهدافها ونحن نرجف من التوتر وتكسو ملامحنا حالة من البساطة والمسكنة والخوف ، لم أكن وانا ذلك الشاب المسكين الحاضر لتوي من القرية وحش القش ورعي الغنم وسقي الحمير مصدقاً لما أنا فيه من نقلة ، جلست على طاولتي ومسكت دفاتري وسارح في الخيال بانني انا فعلا هنا ام انني احلم ، وبحكم قرويتي وسذاجتي كان جل وقتي يضيع في البحلقة في الناس وونستهم الراقية وكلامهم المختلف وملابسهم النظيفة ووجوهم النضرة التي لم ترهقها قترة لما يتمتعون به من نعمة ورفاهية واطمئنان .
    تم منحي خطاب تعيين في وظيفة كاتب حسابات مبتديء براتب شهري قدره 250 جنيه ذهلت جداً وترورقت عيناي بالدموع من الفرحة والانبهار بهذه الثروة التي هبطت علي من حيث لا ادري وكنت اعرف احد اقربائي يعمل في احد الدوائر الحكومية بعطبرة ومتزوج ومستاجر منزل وراتبه 57 جنيه ومحسود من الكثيرين وانا عينت بمبلغ 250 جنيه يا للروعة ويا فرحة أمي وأبي المتعبان بأبنهم الكبير الذي توظف وسيغير ملامح حياتهم المتواضعة ، ولا زلت محتفظاً بذلك الخطاب الذي غير مسار حياتي من شاب قروي فقير الى موظف في شركة محترمة براتب سال له لعابي قبل ان يسيل لعاب من اطلعتهم عليه .
    كانت ونسة زملائي الذين وجدتهم بالمكتب جداً رومانسية وناعمة على شخص مثلي لم يعرف من قبل سوى التعب والاعمال الشاقة والمكابدة في حياة الريف التي كانت قاسية جدأ آنذاك ، يتحدثون عن حفل راس السنة والكرسيماس والرحلات الترفيهية ومباريات الهلال والمريخ والسفر للقاهرة في الاجازة وشراء الملابس من محلات لم تخطر في بالي خاصة وأن الشركة تقع في ارقي مواقع الخرطوم في شارع الجمهورية حيث الفخامة والنظافة ومحلات المسرة ودلكة ومحلات الايسكيريم والبيرغر الذي لاول مرة آراه في حياتي ولا انسى الفضل لابن عمتي الذي عزمني على اول ايسكريم في حياتي في محل راقي جوار الشركة عندما اتيته في المرة الاولى وقد انفقت الكثير من ماهيتي لاحقاً في هذا الآيسكريم الذي كنت كأني احاول تعويض سنوات طفولتي وصباي التي ضاعت مني قبل معرفته وراح جلها في اكل الكسرة بملاح الورق وشرب الشاي باللبن المعتق برائحة الغنم والبعر ومليء بالصوف وكانت فاكهتنا المتاحة هي النبق والحنبق وليس البندق بطبيعة الحال لمن لا يعرفون الحنبق .
    جلست على طاولتي وفوجئت بأن خلفي مباشرة ً زراً اذا ضغطته خلال ثواني يقف امامي عامل انيق لابس ينفورم نظيف ومرتب ويقول لي " آمر وش بقيت " دي بالسعودي طبعا لزوم بهرجة الموضوع ، المهم تأتيك القهوة بالتنكة وعليها الوش والكباية والصحن والماء ويظل العامل يفرغ حمولة صينية كاملة امامي وانا فاتح خشمي والدهشة تعقد لساني من هذه الدودهة والرفاهية البقيت فيها وأنا متعود على جبنة أمي والفنجان وعود الجنزبيل والبركة ، واذكر ان تعييننا صادف قبل رمضان بأيام وحضرنا توزيع سلع رمضان آنذاك عندما كانت البلد بخيرها ومستوى معيشة ناس الصمغ العربي كان عالي جداً ، وفؤجئت للمرة العاشرة بأن اعطيت لي حصة ضخمة من التين والزيتون والقمردين وما عارف شنو اشياء لم اسمع بها وفوق ما يدرك خيالي القروى الذي ارتبط رمضان عنده بالآبري والبليلة و "البغنية " ولا يعرف سواها، أخذت تلك الحمولة من النفائس الى حيث سكني وهرسنا أنا والعزابة نصفها في اليوم الأول من باب الضواقة وارسلت الباقي لامي رحمة الله عليها ولكن للاسف وصلتها تلك السلع القيمة بعد عيد الضحية بشهرين وكان التين اقرب للطين والزيتون اقرب للتركين لكثرة من تعرضا له من حرارة وسؤ شحن ومرمطة .
    ونواصل ........
    عبد المنعم الحسن محمد .
    21/05/2015م

    أحدث المقالات


  • رئاسة السجادة القادرية العركية بالسودان / نعي اليم 05-24-15, 03:23 AM, اخبار سودانيزاونلاين
  • إستقالة من حركة العدل والمساواة السودانية.. 05-24-15, 03:19 AM, خليل محمد سليمان
  • بيان مهم من رئيس المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة 05-24-15, 03:16 AM, حركة العدل والمساوة السودانية
  • وفد عالي المستوى من قيادة الحركة الشعبية يصل للمرة الأولى الي العاصمة السويدية أستوكهلم 05-24-15, 03:11 AM, مبارك عبدالرحمن أردول
  • العلاقات السودانية المصرية بعد حلف الرياض 05-24-15, 03:06 AM, منى البشير
  • كاركاتير اليوم الموافق 24 ابريل 2015 للفنان ود ابو عن الماسورة!! 05-24-15, 03:03 AM, Sudanese Online Cartoon























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de