|
الخطة (ب)..!! بقلم عبدالباقي الظافر
|
02:40 PM May, 06 2015 سودانيز اون لاين عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
في ١٤ أغسطس ٢٠٠٣ كنت حديث عهد بالولايات المتحدة.. في نحو الرابعة وعشر دقائق عصر ذاك اليوم انقطع التيار الكهربائي.. وقتها كنت اعمل في مدينة صغيرة بولاية نيوجرسي.. استغربت من حالة الهلع والاستغراب التي ارتسمت على وجوه القوم.. معظم الذين قابلتهم من الشباب لا يتذكرون مثل هذا السيناريو.. الشيوخ يؤرخون لحادثة مماثلة كانت في منتصف ستينيات القرن المنصرم.. عادت الكهرباء قبل منتصف ذات الليلة.. كل محطات التلفزة ومعظم الصحف كانت تروي تفاصيل اليوم الأسود الذي كان بسبب عطل في مساقط المياه في الحدود المشتركة بين كندا وأمريكا.. بنهاية ذاك اليوم تم تشكيل لجنة مشتركة برئاسة وزيري الطاقة في البلدين.. واحدة من الفرضيات المهمة التي طرحت على نطاق واسع كان وجوب تعويض المواطنين الذين تضررت مصالحهم وكذلك تغريم الشركات المسؤولة عن التوليد المائي. أمس عاشت بلدي في حالة إظلام تام استمرت نحو أربع ساعات.. هذه الساعات كانت مليئة بالرعب.. وسائط الإعلام الحديثة لعبت دورا في صناعة وتضخيم الشائعات.. كل مواطن كان يحمل رواية مختلفة للأحداث.. الروايات تصاعدت من هجوم مسلح على سد مروي إلى إضراب شامل في وزارة الكهرباء.. المبالغة وصلت إلى حديث عن قوات مسلحة تتأبط شراً وتتجه نحو الخرطوم.. لم تموت الشائعات إلا بعودة التيار الكهربائي. بداية لماذا تعاملت وزارة الكهرباء ببرود مع الحدث الساخن.. وحدة الإعلام بسد مروي تعاملت مع حالة الإظلام بشكل اعتيادي.. في هذه الحالة المطلوب خطابا سريعا وفعَّالا يصل جميع المواطنين.. ليس هنالك أفضل من رسائل على الهواتف النقالة تشرح العطل وتنبيء بموعد عودة التيار.. ولكن هذا لم يحدث. كيف تعاملت المرافق الإستراتيجية مع حالة الإظلام.. بعض المشافي لم تكن مزودة حتى بمولد كهربائي للتعامل مع الأحداث الطارئة.. كثير من مرافق المياه لم تتمكن من تزويد المواطنين بالمياه لأن المحطات كانت تعتمد بشكل كامل على الكهرباء العامة.. من حسن الحظ أن انقطاع التيار حدث مساءً ولم يواكب أوقات الذروة وارتفاع درجات الحرارة. في تقديري أن وزارة الكهرباء ترتكب خطأ جسيما حينما تعتمد على سد مروي وحده في تزويد معظم الشبكة القومية بالكهرباء.. الآن ثلثا الكهرباء تنتج من مروي.. ماذا سيحدث أن تم استهداف تلك البلدة أو الخطوط الناقلة من قبل الحركات المسلحة.. تحت هذا السيناريو نحن نعيش على تقديرات هؤلاء القادة.. ولكن للأسف بعض هؤلاء يتصرف على نحو غير إنساني.. نحو ثلاثمائة طالب بجنوب كردفان لم يتمكنوا هذا العام من إكمال امتحانات الشهادة الصغرى بسبب القصف الصاروخي للمدارس. بصراحة.. مطلوب وضع الخطة (ب).. بلدنا قريبة جداً من السيناريوهات السيئة.. إذا احتجنا لأربع ساعات لإصلاح عطل فني في خط ناقل للكهرباء كم نحتاج لترميم كارثة تم التخطيط لها مسبقا.. النجاح يقاس بمنع وقوع الخطأ لا بسرعة إصلاحه.
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- مائة متر..!! بقلم عبدالباقي الظافر 05-04-15, 07:08 PM, عبدالباقي الظافر
- الدرويش بقلم عبدالباقي الظافر 05-04-15, 03:28 PM, عبدالباقي الظافر
- الرصاصة في جيب الرئيس..!! بقلم عبدالباقي الظافر 05-02-15, 03:22 PM, عبدالباقي الظافر
- حزب الـ 6% بقلم عبدالباقي الظافر 04-30-15, 02:46 PM, عبدالباقي الظافر
- البحث عن المليون مواطن..!! بقلم عبدالباقي الظافر 04-28-15, 03:32 PM, عبدالباقي الظافر
- اتركوا الشرطة في حالها..!! بقلم عبدالباقي الظافر 04-27-15, 03:07 PM, عبدالباقي الظافر
- لجنة عبد الملك..!! بقلم عبدالباقي الظافر 04-26-15, 03:34 PM, عبدالباقي الظافر
- من قال نحن عرب؟! بقلم عبدالباقي الظافر 04-24-15, 03:11 PM, عبدالباقي الظافر
|
|
|
|
|
|