|
الحرب على النجاح ..!! بقلم الطاهر ساتي
|
:: مغزى حكاية أدروب كان يصلح بأن يكون نهجاً تقتدي به الأقلام في قضية النائب البرلماني محمد الحسن الأمين وشركة كومون .. فالنائب اتهم - بلا دليل - الأقلام التي هاجمت أنانيته واختزاله لقضية عامة في شخصه، اتهمته بالمنتفعين من شركة كومون و بالكاذبين .. ويُحكى أن أدروب خرج ساخطاً على الوضع السياسي، وكان يهتف : (تسقط تسقط حكومة الظلم)..فأستوقفه الشرطي، ولأنها كانت مسيرة الرجل الواحد، سأله حائراً : (يا زول إنت سكران؟)، ولكي لا يفسد عدالة قضيته، رد أدروب بمنتهى اللامبالاة : (آي سكران، وكمان حلايب ...).. حتى وإن كانت طرفة، فالنفس تأبى إكمال الرد الغاضب والمراد به - فقط - عدم صرف الأنظار والعقول عن (القضية الأساسية)..!! :: وللأسف، نجح النائب البرلماني محمد الحسن الأمين في أن يشغل بعض الزملاء الأعزاء بالدفاع عن أنفسهم من تهمتي (الانتفاع والكذب)، وبهذا يكون قد نجح في صرف عقل الرأي العام عن (القضية الأساسية)، وهي أن صراعها مع شركة كومون صراع (شخصي جداً)..وعليه، لسان حالي أمام إتهامات النائب البرلماني، كما أدروب، أي (منتفع وكذاب)، و (كمان شيوعي و جبهة ثورية)، ولكن هل هذه هي القضية؟.. للأسف لا.. فالقضية هي جهل نائب برلماني بأحد ملفات الاستثمار، ثم تحويره لقضية هذا الملف العام إلى (قضية ذاتية).. وهو لم - و لن - يقدم للرأي العام أدلة إتهاماته (الانتفاع والكذب)، ولكن إليكم أدلة (جهله و أنانيته)..!! :: أولاً، نقرأ ما يلي : (بعد اتهامات محمد الحسن الأمين، حققنا وتحرينا في قضية كومون ومطار الخرطوم واطلعنا على كل الوثائق والمستندات،ولقينا تشغيلها للصالات - من ناحية إجراءات رسمية وقانونية - ما فيه أي مشكلة)، المهندس عبد الله مسار، رئيس لجنة النقل بالبرلمان .. مسار والأمين، تجمعهما يومياً (قاعة برلمان)، ومسار - عبر لجنته - هو المسؤول الرقابي المباشر على كل تفاصيل الطيران المدني ومطاراته.. ولو كان للنائب الأمين وعياً رقابياً - ثم معرفة بقواعد المؤسسية - لما تجاوز لجنة مسار وأفتى في القضية بـ (غير علم)..وبالمناسبة، هو لم يكن يجهل فقط إجراءات التعاقد وقانونيتها، بل كان يجهل أيضاً لمن تتبع كومون حين قال (حقت ناس نافذين)، ثم تراجع سريعاً بعد أن عرف أنها مجرد شركة يمتلكها أفراد غير معروفين وقال : (حقت والد مديرها العام).. !! :: ولو سألوه أين يقيم والد مديرها العام؟، فلن يعرف أنه مقيم بالسعودية منذ أن كان سيادته يُساهم مع آخرين في تشريد (عمال السكة الحديد)..فالرجل القانوني لايتقصى الحقائق، بل يتهور في توزيع (الاتهامات المجانية)، وها هو يدفع ثمن تهوره بتوضيح مسار، وبلاغ الشركة ضده مسار آخر.. والأدهى والأمر، لولا لجنة التحقيقات التي قادها مسار بنفسه، لما عرف محمد الحسن الأمين أن شركة كومون دفعت لسلطات الطيران المدني (3.000.000 دولار)، كأعلى قيمة عطاء في مطار الخرطوم مقابل التأهيل ثم امتياز الإدارة والتشغيل لمدة (7 سنوات)..وهكذا حال الإدارة الحديثة في كل مطارات تركيا وبعض مطارات السعودية والإمارات وغيرها من الدول التي زارها محمد الحسن الأمين ولم يفكر في نقل تجاربها الناجحة، بل فكر في (محاربتها)..وعليه، هل عرفت لماذا ندافع عن هذه التجربة الناجحة؟..نعم، لأننا لا نتخذ مصالحنا الذاتية معياراً للدفاع أوالهجوم في القضايا العامة، أو كما تفعل أنت بمنتهى (الجهل والأنانية)..!!
|
|
|
|
|
|