الجِبْت بقلم بابكر فيصل بابكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 00:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2015, 03:06 PM

بابكر فيصل بابكر
<aبابكر فيصل بابكر
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 187

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجِبْت بقلم بابكر فيصل بابكر

    03:06 PM Oct, 08 2015
    سودانيز اون لاين
    بابكر فيصل بابكر-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    mailto:[email protected]@gmail.com
    الجِبْت (بكسر الجيم وسكون الباء) كلمة أصلها غير عربي, وهى تعني الصَّنَم والكاهن والساحر ونَحْو ذلك, وقد وردت في القرآن الكريم مرة واحدة فقط مُقترنة "بالطاغوت", وذلك في قوله تعالى في الآية (51) من سورة النساء : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ).
    أما (الجِبْت) في الإصطلاح السياسي فهو المثقف الخادم للسُّلطة الإستبدادية, للفرد أو الطغمة, المُتأهبُ دوماً للدفاع عنها و لوضع مساحيق التجميل على وجهها القبيح وتقديمها للجماهير بوصفها ملكة للجمال , مُهمتهُ الأساسية هى "تخدير الوعي" مقابل ثمن يقبضه أو وظيفة يتقلدها.
    هذا النوع من المثقفين الخُدَّام – للأسف الشديد - موجودٌ بكثرة في أوساط الطبقة السياسية السودانية, لا يكترثون لشىء سوى تحقيق مصالحهم الذاتية الضيقة, يوظفون كل جهودهم وإمكاناتهم الفكرية البائسة لخدمة الطغاة, و يتسترون خلف الألقاب العلمية العقيمة, وخير ممثلٍ لهذه الفئة من الناس : إسماعيل الحاج موسى.
    يُجسِّد هذا الأخير المثال الأسطع للمثقف الذي نشأ وترعرع في حضن مؤسسات الإستبداد, فهو سليل التنظيم الشمولي الفاشل المُسمى "بالإتحاد الإشتراكي السوداني", والرجل يكِّنُّ عداءاً غريزياَ مُستحكماً للأحزاب السياسية و للديموقراطية متذرعاً بأوهام "التنظيم الواحد" وبعدم جدوى تطبيقها في السودان.
    خرج علينا الاسبوع الماضي بتصريحات هاجم فيها رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي، وحمَّلهُ مسؤولية فشل الديمقراطية بالبلاد، وقال إنَّ " المهدي تقلد منصب رئيس وزراء (3) مرات ولم يترك التجربة الديمقراطية تنجح لخلافاته المتكررة مع الأحزاب المشاركة في الحكومة وحتى مع قيادات حزبه". إنتهى
    من يقرأ هذا التصريحات يعتقدُ أنها صادرةٌ عن رجلٍ يؤمن بالحُرية, و كرَّس حياته السياسية لخدمة المبادىء والأفكار الديموقراطية, ولتثبيت أركان النظام الحزبي التعددي, وليس رجلاً قضى كل عمره في خدمة الطغيان, وفي أروقة أحزاب السُّلطة, من لدن الإتحاد الإشتراكي البائد وحتى حزب المؤتمر الوطني الراكد.
    الخلاف أمرٌ طبيعي في ظل الحكومات الديموقراطية, خصوصاً الإئتلافية منها, وهو أمرٌ معروف حتى في الديموقراطيات العريقة الكبرى, دعك من السودان بتجربته الديموقراطية المحدودة, و مشاكله الإجتماعية الكثيرة, وموروثه التاريخي المُعقد, وبالتالي فإنَّ تحميل شخص واحد مسؤولية فشل التجربة الديموقراطية ينمُّ عن سذاجة بائنة, وإن كان ذلك لا يعفي السيِّد الصادق من تحمل مسؤولية الكثير من الأخطاء.
    ثم من يستطيع الجزم بأنَّ الديموقراطية فشلت في السودان ؟ وبأية معيار يتم قياس هذا الفشل ؟ إنَّ النظرة الموضوعية لتقييم النظام الديموقراطي لا تكون في "المطلق" بل يجب أن تطبق معايير "نسبية" في قياس أداء ذلك النظام مقارنة مع الأنظمة الشمولية التي حكمت السودان لثمانية وأربعين عاماً منذ الإستقلال, هنا فقط سيتضح أنَّ الديموقراطية لم تفشل بأية معيار, بل كانت تسير بخطى وئيدة في الإتجاه الصحيح, وانه لم يكن ينقصها شىء سوى منحها المزيد من الوقت, "فالتراكم الزمني" أمرٌ ضروري لتثبيت أركان النظام الديموقراطي, ولا يوجد أصح من المقولة : "أخطاء الديموقراطية تعالج بالمزيد من الديموقراطية" وليس بالإنقلابات العسكرية.
    أننا نسأل إسماعيل الحاج موسى, لماذا لم يفتح الله عليك بكلمة واحدة طوال ستةٍ وعشرين عاماً من حكم الإنقاذ تنتقدُ فيها المآسي التي حلت بالبلد ؟ لماذا لم نسمع لك نقداً للفساد المستشري وللقبلية التي عادت بصورة أسوأ مما كانت عليه في القرن التاسع عشر ؟ لماذا لا تتحدث عن الفقر والمسغبة والجوع والمرض, عن مُخرجات التعليم البائسة, وعن هجرة الملايين من الناس, عن تدهور الأخلاق, وعن .. وعن .. وعن ... ؟
    بالطبع لا يُمكن لمثقف السلطان أن ينبس ببنت شفة في القضايا التي تهم الناس, بل تجده دوماً يقف في خانة الدفاع عن الإستبداد والطغاة, ولن نستغرب إذا عرفنا أنَّ حديثه هذا جاء في إطار الرد على تصريح للسيد الصادق المهدي حمَّل فيه الدكتور الترابي مسؤولية الجرائم التي أُرتكبت في العشرية الأولى للإنقاذ.
    إنبرى إسماعيل الحاج موسى للإمام الصادق واصفاً حديثه بأنه ( سياسي لا يرقى لمستوى النظر القانوني ) وطالبه بتقديم بينات ضد الترابي, قائلاً أنه لا يمتلك أية بينات تدينه، ومدللاً على ذلك بأن ( الترابي لم يتولّ أي منصب تنفيذي في الحكومة، ولكنه كان رئيس السلطة التشريعية لفترة محدودة ).
    يعلم الجميع, حتى راعي الضان في الخلاء, أنَّ الدكتور الترابي كان الحاكم الفعلي للسودان طوال السنوات العشر الأولى للإنقاذ وقبل وقوع المفاصلة الشهيرة, وبالتالي فإنه يتحمل المسؤولية "السياسية والأخلاقية" الأكبر عن كل الإنتهاكات والجرائم التي وقعت في تلك الفترة, ولن يعفيه من ذلك عدم تقلده لمنصب تنفيذي كما يدعي صاحبنا, ومن هنا جاءت تصريحات المهدي.
    ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ حديث إسماعيل يذكرنا بما كان يقوله طاغية ليبيا الراحل "معمر القذافي" الذي ظل حتى آخر لحظات حياته ينفي تمتعه بأية سلطة أو تقلده لأية منصب تنفيذي في الحكومة الليبية, ويسمي نفسه "القائد", ومع ذلك فإنَّ الشعب الليبي, وكل العالم كان يعرف أنه الحاكم "الأوحد" لليبيا طيلة أكثر من أربعين سنة, والمسؤول الأول عن كل المصائب التي حلت بذلك البلد, فهل كانت إدانة القذافي تتطلب "بينات" ؟
    ما يدعو للدهشة حيال تصريحات إسماعيل الحاج موسى هو أنّه سبق لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي أن أعلن في مناسبات عديدة إستعداد قادته للمحاسبة و للمثول أمام المحاكم إذا تم ذلك في إطار إتفاق لمساءلة جميع الأنظمة التي حكمت السودان منذ الإستقلال, مما يعني أنهم يقبلون "بمبدأ" المحاسبة فما الذي يجعل شخصاَ آخر لا ينتمي للحزب ينبري للدفاع عن الترابي بينما أهل حزبه صامتون ؟
    يبدو أنَّ صاحبنا لا يُريد أن يفوَّت الفرصة دون أن يمارس هوايته المفضلة في التزلف والتملق وحرق البخور ( يقول دانتي في كوميدياه الالهية أنّ المتملقين مكانهم في الحلقة الثامنة من جهنم مع الطغاة والقتلة ).
    لا يكتفي إسماعيل الحاج موسى بدفاعه عن الترابي, بل يطالب بفتح أبواب المحاكمات لجميع الأنظمة و يقول بنبرة ملؤها التحدي الزائف ( لو فتحنا باب المحاكمة فستكون مجزرة لن ينجو منها أحد ).
    هو يعلم أنَّ جميع الأنظمة التي وصلت إلى الحكم عبر الإنقلاب العسكري – بما فيها الإنقاذ – عملت في بداية حكمها على محاكمة رموز الحكم خلال الفترات الديموقراطية المختلفة, وأقامت المحاكم العسكرية الناجزة التي أدانتهم بالفساد, ومع ذلك كان يتضح في كل مرَّة أنَّ هذه التهم ملفقة وغير حقيقية, وقد قصد منها فقط تشويه وجه الحكم الديموقراطي التعددي.
    إنَّ المسؤولية الأخلاقية للمثقف تُحتِّم عليه الإنحياز لخيار الحكم الديموقراطي ومحاربة الإستبداد, وهو الأمر الذي يعني إنحيازه الحقيقي للشعب, إذ أنَّ التجارب قد أثبتت أنَّ الشمولية هى العدو الأول للبلد وللناس, وأنَّ أية محاولات لتجميلها – تحت أية نوع من المسميات – لا تعني سوى أنَّ ذلك المثقف قد أصبح خادماً للطغيان مهما إختلفت أشكاله وتعددت مُسمياته.






    أحدث المقالات

  • من يدري؟! بقلم صلاح الدين عووضة 10-08-15, 01:34 PM, صلاح الدين عووضة
  • الطامة (الكبرى ) جداً ..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-08-15, 01:32 PM, عبدالباقي الظافر
  • عثمان ميرغني .. هل هو غرور ونرجسية ؟! بقلم الطيب مصطفى 10-08-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
  • سلامة نظرك ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-08-15, 01:29 PM, الطاهر ساتي
  • التصريحات التطمينية ومفارقة الواقع بقلم نورالدين مدني 10-08-15, 06:03 AM, نور الدين مدني
  • لاخير فى الحاكم ولا المحكوم بقلم عمرالشريف 10-08-15, 06:01 AM, عمر الشريف
  • قال البشير ان من يرفض الحوار في يوم 10/10/2015 انه سيحسمه بقلم جبريل حسن احمد 10-08-15, 05:53 AM, جبريل حسن احمد
  • الحوار ،الهلال ، المريخ ، كمال عمر: السقوط!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-08-15, 05:43 AM, حيدر احمد خيرالله
  • غياب الدستور وممارسة حقوق المواطنة الحوار بقلم بدوى تاجو 10-08-15, 05:41 AM, بدوي تاجو
  • لماذا ارتفع حجم الكراهية في السودان إلي هذا المستوي المخيف ؟؟؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمد 10-08-15, 05:34 AM, هاشم محمد علي احمد
  • وزارة الصحة تجود بغير مالها على المصابين اليمنين! بقلم عثمان محمد حسن 10-08-15, 05:29 AM, عثمان محمد حسن























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de