|
الجنوب بين سلفاكير وباقان (2- بقلم الطيب مصطفى
|
01:26 AM May, 27 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قلنا بالأمس إن الغرب الأوروبي والأمريكي أخذ يعض أصابع الندم على تأييده انفصال الجنوب الذي قالت بعض أجهزة الإعلام الغربية إنه ما كان ينبغي أن تُنشأ له دولة، وختمنا بخيبة الأمل التي أصابت عدو السودان الشمالي من قديم (باقان أموم) الذي تقيأ قيحاً من حقده الأعمى قبل أن يغادر الخرطوم بعد الانفصال وهو يودعها بعبارة (ارتحنا من وسخ الخرطوم) (وداعاً للعبودية) ثم لم يمض عليه وقت طويل حتى اُعتقل وعذّب في دولته الحلم قبل أن يغادر جوبا بعد أن أوشك أن يقتل لولا تدخل بعض السفارات الغربية التي وفرت له الحماية حيث استقر في العاصمة الكينية نيروبي التي لجأ إليها بعيداً عن دولته التي لطالما تغنى بها وناضل في سبيل قيامها وكاد منها للشمال وأهله. قال باقان لمحرر (آخر لحظة) لؤي عبد الرحمن والحسرة تملأ قلبه إن (الوضع ببلادنا ينبئ بانهيار الدولة ويهدد جيراننا)، وشن الرجل هجوماً عنيفاً على الرئيس سلفاكير متهماً إياه بفقدان الرؤية السياسية. باقان الذي كان يحلم بإقامة مشروع السودان الجديد في الخرطوم بعد أن يعيد هيكلة الدولة السودانية بما يجعل الجنوب سيداً على الشمال وعلى السودان جميعه تحطمت أحلامه وأصبحت دولته في مهب الريح بعد اندلاع الحرب الأهلية في شتى مدنها وقراها وبات يتوسل إلى السودان أن يحل مشكلاتها المستعصية. يا سبحان الله! فقد والله أرقنا مداداً كثيراً حول أحلام باقان والرويبضة عرمان ونشرنا تصريحاته حين قال لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية إن مشروع السودان الجديد لا يتأثر بانفصال الجنوب ولن يموت بعد الانفصال، مضيفاً: (إننا سننتقل من الخطة "أ" التي كنا نسعى لإقامته من خلالها عبر الوحدة إلى الخطة "ب" بالسعي إلى إقامته من خلال الانفصال). تبخرت أحلام الرجل بعد أن أوشك على الهلاك في بلاده لكن أحلام الرويبضة الشيوعي عرمان ومعه الشيوعيان الآخران عبد العزيز الحلو ومالك عقار لم تتبخر حيث واصل عرمان والحلو وعقار ومعهم بعض قادة حركات دارفور خاصة مني أركو مناوي والشيوعي عبد الواحد محمد نور محاولاتهم العنصرية من خلال إنشاء الجبهة الثورية التي قامت على مرجعية السودان الجديد خاصة بعد أن اقتبست حركتا عبد الواحد ومناوي نفس عبارة (تحرير السودان) التي تحمل في جوفها كثيراً من المضامين العنصرية والتي قام عليها اسم حركة قرنق وجيشه الشعبي. لم ينس باقان خلال الحوار أن يتهم السودان بدعم رياك مشار الذي يشن الحرب على سلفاكير، كما لم ينس أن يقول نفس الشيء عن يوغندا التي قال إنها تدعم سلفاكير، ولكن الرجل الذي يعلم أن الرئيس اليوغندي يحتل دولة الجنوب ويسيطر على القرار السياسي في جوبا وأن معظم القراءات تشير إلى أنه متورط في اغتيال قرنق حتى ينشأ فراغ سياسي تتمدد فيه يوغندا وتهيمن على الدولة الجديدة، يعلم كذلك أن الحركات المسلحة سواء قطاع الشمال أو حركات دارفور تتخذ من دولة جنوب السودان منصة انطلاق لشن الحرب على السودان، بل وأن سلفاكير وجيشه الشعبي ومعه عدو السودان الاستراتيجي (موسيفيني) يدعمون تلك الحركات بالسلاح وغيره كما ثبت مؤخراً من خلال المعركة التي دارت رحاها بين القوات السودانية وقوات جبريل إبراهيم في (قوز دنقو). نحمد الله كثيراً أن تحطم مشروع السودان الجديد، فبالله عليكم قارنوا بين حال باقان اليوم وهو يستجدي السودان أن يتدخل لإنقاذ دولة الجنوب من الانهيار وبين باقان بالأمس وهو يصف السودان من داخل الخرطوم التي كان يشارك في حكمها قبل الانفصال بأنه دولة فاشلة ويهدد ويتوعد ويصر على أن يحشر أنفه في شؤونه حتى بعد أن غادر إلى دولته الجديدة التي كان يمني نفسه بأن يقود منها ثورة تحرير السودان فإذا بدولته تنهار ويخر السقف على طموحاته ويشهد العالم أجمع على قصر نظر من خططوا لباقان ومنّوه بالجنة الجديدة التي ستحكم السودان من جوبا بعد أن تزيل (وسخ الخرطوم) ومرجعياتها وسودانها القديم. كنا نعلم أن الجنوب الذي شن الحرب على الشمال على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان منذ ما قبل الاستقلال أو منذ تمرد توريت عام 1955م لن يجتمع على هوية مشتركة ولن يقيم دولة ذلك أن من ضموه للشمال لم يفعلوا ذلك إلا كيداً للشمال وإلا لعلمهم اليقيني أنه سيكون عبئاً على الشمال وأنه ينبغي أن يكون جزءاً من السودان إلى أن تنشأ هوية مشتركة تلم شعثه وتؤهله ليصبح دولة ينتمي مواطنوها إلى مشتركات وطنية بعيدًا عن عصبية القبيلة التي لا تزال تنهش ذلك الجسد العليل المسمى زوراً وبهتاناً بدولة جنوب السودان. أحدث المقالات
- على من يضحك هؤلاء؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 05-26-15, 02:58 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- الحوادث المرورية وحصد الارواح!! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 05-26-15, 02:54 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- أثمة شربات من الفسيخ؟! بقلم الفاضل عباس محمد علي 05-26-15, 02:44 PM, الفاضل عباس محمد علي
- الاسلاموفوفيا ونقل مشاكلنا للغرب؟! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 05-26-15, 02:13 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- أي رسالة إعلامية يقدمها هذا الموقع؟! بقلم كمال الهِدي 05-26-15, 10:40 AM, كمال الهدي
- الهندي نموذج حقيقي ومعبر عن الانقاذ بكل قبحها وسوأتها بقلم المثني ابراهيم بحر 05-26-15, 10:35 AM, المثني ابراهيم بحر
- الانبار على مذبح الامن الايراني بقلم صافي الياسري 05-26-15, 10:32 AM, صافي الياسري
- عفوُ الربِ وحقدُ العبدِ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 05-26-15, 10:30 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- انتخابات الجالية السودانية بايرلندا بقلم مجدى رشيد 05-26-15, 07:10 AM, مجدى رشيد
- على هامش مصادرة وتعطيل الصحف بقلم صلاح شعيب 05-26-15, 07:04 AM, صلاح شعيب
- الثروة المعدنية والمعادن في السودان:الإستغلال التجاري والصناعي والإستثمار:قلة الحيلة أم قصور في الإم 05-26-15, 07:03 AM, غانم سليمان غانم
- زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية لوﻻية شمال دارفور الهدف والمغزي بقلم التجاني على حامد 05-26-15, 07:01 AM, التجاني على حامد
- (نثر حزين) بقلم الحاج خليفة جودة 05-26-15, 04:19 AM, الحاج خليفة جودة
- لم أصدق هذا السبب.. لكن للأسف !! بقلم نورالدين مدني 05-26-15, 04:14 AM, نور الدين مدني
- المهندس عمر زايدة نموذجاً!!! بقلم د. فايز أبو شمالة 05-26-15, 04:13 AM, فايز أبو شمالة
- سعيد ابو كمبال صار هداي للبشير بقلم جبريل حسن احمد 05-26-15, 04:12 AM, جبريل حسن احمد
- إحذروا من تعيين أم قسمة في المؤتمر الوطني بقلم اكرم محمد زكى 05-26-15, 04:09 AM, اكرم محمد زكى
- البشير يلقى خطاب العرش ، فاستمعوا له باكين ! بقلم على حمد إبراهيم 05-26-15, 03:52 AM, على حمد إبراهيم
- سقوط الاقنعه بقلم الدكتور بابكر حمدين 05-26-15, 03:50 AM, بابكر ابكر حسن حمدين
- الصحافة المبادرة مناصرة لحقوق الإنسان بقلم الدكتور حسن سعيد المجمر طه 05-26-15, 03:47 AM, حسن سعيد المجمر طه
- ياخرطوم.... ارفعى الستارة عن المسكوت! بقلم هاشم كرار 05-26-15, 03:45 AM, هاشم كرار
- جعفر خضر .. رمز فريد من أبطال النضال بقلم د. ابومحمد ابوآمنة 05-26-15, 03:38 AM, ابومحمد ابوآمنة
|
|
|
|
|
|