|
الجمعيات الخيرية " وصيد الكاميرا
|
• لن يستطيع اي متابع او مراقب ان يشكك في الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعيات الخيرية عموما فما بال ما قامت به خلال الشهر الفضيل حيث تنشط الجمعيات في عدة محاور لحض المحسنين لاخراج اموالهم وذكواتهم وصدقاتهم لتنال مزيدا من الثقة بالاعلان عن برامجها وفلسفتها لايصال الاموال المتدفقة لمستحقيها المحتاجين والفقراء وتخفيف معاناتهم الحياتية .
• هناك .. خيط رفيع جدا يفصل بين اصطياد عدسات الكاميرات لابراز الانجازات والتفاخر بها وبين إيصال الامانات لاصحابها .. من يقلب صفحات الصحف اليومية يجد ان بعض مسؤولي هذه المؤسسات يتدافعون تدافعا نحو العدسات وفلاشاتها وهم يبذلون الابتسامات العريضة في وجهها للدرجة التي تختلط الامور ولا يتبينون إن بين اياديهم طفلا جائعا او امراة ضامر عودها اهلكتها سبل المعيشة الضنك او رجل هدته المسؤوليات الاسرية او مريض نازف لدم دفاق يبلل الارض وتربتها .
• ما بين الابتسامات العراض لحصاد الكاميرا والوجع الانساني للفقير المحتاج او المتألم المريض او الذي ينازع الروح جوعا تبقى الضرورة الملحة اعادة الحسابات واحتساب الخطوات فليس كل ما ينجز يحتاج لهذا الزخم من نبض الكاميرا ووهجها القاتل احيانا ..
• نعم هناك ضرورة لتوثيق الاعمال الخيرية ففيها العبرة والنموذج ليحتذى وضرورة إيصال المعلومات للمتبرعين وبازلي الاموال ولحض المحسنين لاعمال الخير والبر ولاصحاح الضمائر النائمة والبعيدة عن الاوجاع الانسانية .. ولكن كل هذا وذاك .. يتطلب إنتقاء ما يستحق ان ينشر عبر الوسائل الاعلامية والصحف السيارة وما يجب ان يكون للتوثيق ولحض الهمم .
• ان استحداث ادوات للتواصل والمحسنين واعلامهم اين ذهبت اموالهم المبذولة يجب ألا يكون بتصيد عيون الكاميرا واصطيادها لتتحول لاداة مفاخرة بين الجمعيات ولرفع سقف انجازاتهم بالصورة واي كانت واستغلال المواجع الانسانية لتشارك بعض مسؤولي الجمعيات ابتساماتهم التي لا تتناسق وتلك الاوجاع .
• ان الكاميرا وعيونها الفاتنة مدرسة تحتاج لمن يحسن التعامل معها متى وكيف .. وللجلم هذا الاندفاع والتوازن ما بين الضرورات والانزلاقات وحسابها بالدقة المتناهية لكمال الفعل والاجر.. ولسنا في موقف الوعظ للتذكير ( ألا تعرف اليد اليسرى ما تدفعه اليمنى .. والمثل الشعبي يقول ( ما زاد عن حده انقلب لضده )
• فيا رجالات العمل الخيري اوصلوا المساعدات وحضوا المحسنين وامسحوا على رأس اليتيم .. ولكن احذروا الانسياق وراء عيون الكاميرا واغراءتها ولا تكونوا لها صيدا ثمينا.. بارك الله لكم وفيكم .
• عواطف عبداللطيف [email protected]
اعلامية ةمقيمة بقطر
همسة : : سؤال حائر .. أيهما اشد قسوة على النفس الجوع ام كشف عورته
|
|
|
|
|
|