|
البشير والغباء المستديم بقلم الطيب مصطفى
|
02:33 PM Apr, 30 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
فَرِحٌ أنا وسعيدٌ بالانتصار الذي حققه الجيش السوداني والدعم السريع في معارك اليومين الماضيين.. فرح أن تلقى جبريل إبراهيم ورهطه ورفاقه في الجبهة الثورية صفعة و(درشة) قوية تضاف إلى أخريات كثر تورط في خوض غمارها منذ أن بدأ وأخوه خليل تمردهما ورغم كل ما جرّته عليه تلك الحروب من خسائر بشرية ومادية تجرّع غصتها حلقه المثخن بجراح الهزائم، إلا أن العزة بالإثم لا تزال تُلح عليه أن يواصل تمرده اللعين.. غير مكترث بمن مات من جماعته ولا من الطرف الآخر المناوئ الذي كان ذات يوم جزءاً منه، ولا مهتم بآيات القرآن تزأر وتحذر: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). كم أنا حزين في ذات الوقت أن يستمر مسلسل الموت والخراب والدمار في حروبنا المجنونة.. كل حروب الدنيا بما فيها جوارنا الأفريقي وضعت أوزارها إلا حربنا.. بربكم ما هذا الشيطان الذي غادر كل الدنيا وأبى إلا أن يستوطن في أرضنا.. هل هي علة فيه أم فينا نحن الذين استبقيناه وأقمنا له البيئة الملائمة والمناخ الصالح ليستقر ويقيم؟. قبل أن نلتفت إلى دولة الجنوب دعونا نجلّي نقطة جديرة بالمناقشة.. فقد عجبت أن بعض قوى المعارضة تخلط خلطاً غريباً بين الموقف السياسي من النظام الحاكم وبين القضايا الوطنية بما فيها الموقف من القوات المسلحة السودانية والقوى المساندة لها، إذ يعتبرون انتصار قواتنا المسلحة على المتمردين انتصاراً للحكومة التي يعارضون سيما إذا كان بعضهم على علاقة سياسية بالمحاربين وحملة السلاح المقابلين للقوات المسلحة. أقولها ضربة لازب إنه أصلاً لا يجوز التحالف مع من يحمل السلاح، وإذا كانت القوانين لا تنص على اعتبار ذلك خيانة وطنية، فإن تعديلاً سريعاً ينبغي أن يصدر لتصحيح ذلك الخطأ. وأذكر أنني جلست إلى القانوني والأكاديمي د. عبد الرحمن الخليفة أستاذ القانون بجامعة الخرطوم في حضور آخرين وعبّر الجميع بعد مدارسة للقوانين السارية عن دهشتهم أنه لا يوجد قانون للخيانة الوطنية، وقد قال د. عبد الرحمن إن ذلك كان موجوداً، إلى أن حذفه د. الترابي أيام كان نائباً عاماً في عهد الرئيس نميري، وكنت يومها أبحث عما أقيم به دعوى على الرويبضة عرمان وأقمت دعوى بديلة تحت القانون الجنائي ولكنها لم تتحرك بفعل فاعل لا أدري حقيقته حتى الآن!. في كل الأحوال إنه في بلاد تعاني من الحروب والتمردات والاضطراب السياسي ينبغي أن يحدد القانون الحلال الوطني والحرام الوطني بدون تعسف من السلطة الحاكمة يتيح لها استغلال نفوذها لتمرير ما يُضيّق على معارضيها بما يعني أن ذلك ينبغي أن يتسق مع المعمول به في الدول الأخرى التي تُعلي من شأن الحريات لكنها لا تتهاون في إعلاء القيم الوطنية العليا. أقول إن البعض يخلطون الأوراق ويعتبرون انتصار القوات المسلحة انتصاراً للحكومة أو للحزب الحاكم الأمر الذي يجعلهم ينحازون تلقائياً إلى الطرف الآخر، وهذا تطفيف وإخسار للميزان ذلك أن الأمة جميعها بأحزابها وجماهيرها ينبغي أن تتفق على مشتركات يتوحد الناس جميعاً على الالتفاف حولها وهذا من أبجديات وأسس التربية الوطنية التي ينبغي أن يحتشد الناس ويجمعون ويتفقون عليها. على سبيل المثال فإن السيد الصادق المهدي ما كان يرضى بأي حال عندما كان وزيراً للدفاع ورئيساً للوزراء قبل نظام الإنقاذ أن تتحالف المعارضة مع حركة قرنق، وكان يعتقل من يفعل ذلك كما ثبت من الوقائع التاريخية مثل ندوة أمبو وغيرها، وبالتالي فإنه لا يجوز للرجل أن يتخذ اليوم موقفاً مغايراً لأنه لم يعد في منصبه الذي أملى عليه يومها اتخاذ مواقف أخرى على العكس تماماً من موقفه الحالي. هذه هي المعايير التي ينبغي أن يتحاكم إليها الناس جميعاً.. ألا يجرمننا شنآن قوم ألا نعدل.. بمعنى ألا يحملنا بغضنا لقوم أو معارضتنا إياهم ألا نعدل في التعامل معهم إذ أننا بذلك نكون قد ارتكبنا خطأ دينياً ووطنياً وأخلاقياً سيحاسبنا عليه الله تعالى قبل أن يحاسبنا التاريخ. أما نظام سلفاكير فقد كتبت عنه قبل يومين وأزيد اليوم أنه لن يحتاج منا إلى أكثر من (دفرة) لينهار فهو على شفا الموت بعد أن أنهكته الحرب الأهلية والمجاعة التي جعلت شعبه يفر إلى دول الجوار خاصة السودان، وها هي القبائل الاستوائية تشتعل بالتمرد على احتلال الدينكا لأراضيها. نحتاج إلى إعمال سياسة Shoot to kill من جديد التي أُعلنت في وقت سابق مع إغلاق كامل للحدود وإنها لدروشة وسذاجة أن تتعامل بالحسنى مع عدوٍ يتربص بك ويسعى إلى قتلك فقرآننا يعلمنا: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ). إن حل مشكلة الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور يحتاج إلى قطع رأس الأفعى الذي ينفث السم في جسدنا، ويدعم المتمردين من عصابات الجبهة الثورية، فهلا اتعظنا هذه المرة وعلمنا أن إزالة سلفاكير من حكم الجنوب ينبغي أن تسبق التصدي للجبهة الثورية في مناطق التمرد؟.
My Homepage
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- رفقاً بشيوخ وحرائر الشام بقلم الطيب مصطفى 04-29-15, 03:31 PM, الطيب مصطفى
- معركتنا القادمة في جوبا بقلم الطيب مصطفى 04-28-15, 03:16 PM, الطيب مصطفى
- حنانيكم بالشيخ أبو زيد محمد حمزة بقلم الطيب مصطفى 04-27-15, 04:14 PM, الطيب مصطفى
- الجنوب.. سيك سيك معلق فيك بقلم الطيب مصطفى 04-25-15, 03:02 PM, الطيب مصطفى
- بربكم تأملوا في فقه الصديقة بنت الصديق بقلم الطيب مصطفى 04-24-15, 03:04 PM, الطيب مصطفى
- (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) بقلم الطيب مصطفى 04-23-15, 02:11 PM, الطيب مصطفى
- أيها الإمام: (من فشَّ غبينتو خرب مدينتو)! بقلم الطيب مصطفى 04-22-15, 02:27 PM, الطيب مصطفى
- يا والي الخرطوم ويا وزير التربية.. العقارات المدرسية والنهب المصلَّح! بقلم الطيب مصطفى 04-20-15, 02:12 PM, الطيب مصطفى
- يا ويل السودان من لوردات الحرب بقلم الطيب مصطفى 04-19-15, 02:35 PM, الطيب مصطفى
- أثرياء الحرب في دارفور! بقلم الطيب مصطفى 04-18-15, 03:36 PM, الطيب مصطفى
- ثم ماذا بعد الانتخابات؟ بقلم الطيب مصطفى 04-16-15, 02:33 PM, الطيب مصطفى
- غازي صلاح الدين وقيمة العفو بقلم الطيب مصطفى 04-13-15, 02:43 PM, الطيب مصطفى
- الزراعة بين المحنة والمنحة بقلم الطيب مصطفى 04-12-15, 02:26 PM, الطيب مصطفى
- أسامة حسون.. آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! بقلم الطيب مصطفى 04-11-15, 02:34 PM, الطيب مصطفى
- أغاني الراب وإصلاح الاتحادي الأصل بقلم الطيب مصطفى 04-09-15, 04:48 PM, الطيب مصطفى
- وزراء أخشى أن يغادروا بقلم الطيب مصطفى 04-07-15, 02:32 PM, الطيب مصطفى
- عندما استبدل الجنوب سيداً بسيد!! بقلم الطيب مصطفى 04-06-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- حسين الحوثي وعارف الركابي بقلم الطيب مصطفى 04-04-15, 02:31 PM, الطيب مصطفى
- صحة المواطن وحماية المستهلك بقلم الطيب مصطفى 04-02-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- يا ويل السودان من كتالين الكتلا! 2-2 بقلم الطيب مصطفى 04-01-15, 03:20 PM, الطيب مصطفى
- لنازحون والخطر الداهم يا وزير الداخلية بقلم الطيب مصطفى 03-26-15, 02:50 PM, الطيب مصطفى
- مبروك للبشير إعلان سد النهضة بقلم الطيب مصطفى 03-25-15, 03:19 PM, الطيب مصطفى
- الميرغني واعتزال السياسة بقلم الطيب مصطفى 03-24-15, 02:57 PM, الطيب مصطفى
- بين الترابي والكادوك! بقلم الطيب مصطفى 03-23-15, 02:48 PM, الطيب مصطفى
- عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى 03-22-15, 03:13 PM, الطيب مصطفى
- نبتة التمباك هل هي شجرة الزقوم؟! بقلم الطيب مصطفى 03-21-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى 03-18-15, 03:13 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 02:24 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 03:08 PM, الطيب مصطفى
- (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 02:10 PM, الطيب مصطفى
- بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 03:07 PM, الطيب مصطفى
- يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 02:55 PM, الطيب مصطفى
- لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 02:25 PM, الطيب مصطفى
- المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 03:44 PM, الطيب مصطفى
- اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 02:32 PM, الطيب مصطفى
- مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 03:14 PM, الطيب مصطفى
- أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 03:05 PM, الطيب مصطفى
- مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 03:00 PM, الطيب مصطفى
- الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 02:59 PM, الطيب مصطفى
- من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 02:42 PM, الطيب مصطفى
- المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 02:45 PM, الطيب مصطفى
- المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 02:25 PM, الطيب مصطفى
- دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 02:58 PM, الطيب مصطفى
- حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 02:39 PM, الطيب مصطفى
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 02:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-21-15, 03:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 02:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 03:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 03:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 04:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 02:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 02:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 02:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 06:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 02:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 03:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 07:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 07:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|