|
الاوراس قصيدة الثورة لمحمود درويش أهديه لمركزو ، جرهام ودانيال كودي !!!
|
(1) بيتي على الاوراس كان مباحا يستصرخ الدنيا مساءَ صباحا و تراب أرضي من دمي معشوشبٌ كي يشرب الغرباء منه الراحا اقداحهم ،عظمات جد ٍ ثائر قتلوه ، و التقتيل كان مباحا و تقيأت باريس كل ذئابها لتمدن المتوحش الفلاحا لا بأس ان جاعت بُنيّة ُ عامل ٍ فالجوع أحلى نعمة ً و سماحا لا بأس ان ماتت ، لتحيا مومس تبتاع من أشلائها افراحا سوزان تصبغ من دمانا ثغرها حتى يظل جمالها فواحا! حتى تظل شفاهها يا قوتة ً لِمَ لا يكون صِباغها ارواحا! (2) أنا في ترابك يا جزائر عَفرتُ .. مرّغتُ المشاعر و خزنتُ أمسك ِ كله ُ ووعيت تاريخ المجازر أنا قبلما اعطيتني نور الحياة .. ولدت ثائر لو تسألين الصخر و الغابات ، و السفح المكابر لو تسألين الساحل المذبوح ، و الشط المهاجر لو تسألين ذراع طفل علقوه على الخناجر لو تسألين بكارة العذراء تشوى بالسجائر لو تسألين حذاء جندي ٍ يدق ُ على الحرائر بقرت ْ حراب النذل بطن َ الحاملات ِ ..و ظلّ حائر فالوحش يقتل ثائراً .. و الأرض تنبت ألف ثائر! يا كبرياء الجرح ! لو متنا لحاربت َ المقابر! فملاحم الدم في ترابك ِ مالها فينا أواخر حتى يعودَ القمح ُ للفلاح يرقص في البيادر و يُغرّدَ العصفور حين يشاء في عرس الازاهر و الشمس تشرق كل يوم .. في المواعيد البواكر
(3)
بيتي على الاوراس كان مباحا يستصرخ الدنيا ، مساءَ صباحا شعبي بلا عَلَم يصلىّ تحته يسع السماء َ مرفرفاً .. لواحا لكن في مُهَج ِ القلوب ِ، خيوطَه مغروزة ، تلد الغد الوضاحا تستجمع الماضي ، تلملم شمله بعد المخاض ، و تسفح السفاحا فبغير كف بالدما ، حنّاؤها لم نلق في باب الغد المفتاحا و بغير زيت دمائنا ، ما نورت حرية ، كنا لها مصباحا! انا منحنا للشموس ضياءها و لكل من طلب الصعود جناحا انا فتحنا الباب في افريقيا فتطايرت شهب اللهب رماحا و تمرد الزنجي يحمل فأسه ليسل من كبد الظلام ، صباحا أو ليس من دمنا منار طريقه يجتاز ريح الليل ، و الارواحا فعلى ضفيرة كل ِ غصن نائم ليَ طائر.. كسر السكون صياحا
(4)
افتح ذراعك للجزائر و احضن مسدس كل ثائر! المدفع الرشاش في الاحضان يحفظ .. في المحاجر خبئه في العينين .. في الشفتين.. في قلب الجزائر و انصبه تمثالاً.. الها امطر الدنيا بشائر! فسلاحنا مطر السماء ، و ليس موتاً أو مخاطر فلينبت الزيتون ، و ليزرع زهور الحب في قلب الحرائر و ليخمر الخبز المملح بالكرامة و المفاخر و ليحرس الشطآن من ريح يحركها مغامر! يا طائر الاشواق ضعني قشة عند البيادر أو عشبة منسية في عرق دالية تسامر حتى أغنى الريح ، و الهضبات ، و الجبل المفاخر: أوراس يا اولمبنا العربي .. يا رب المآثر! انا صنعنا الانبياء على سفوحك .. و المصائر انّا صنعناها ، و ما أوحت بها اوهام ساحر أو شاعر نسي التراب.. فراح يستجدي الخواطر أوراس ! يا خبزي و ديني .. يا عبادة كل ثائر! افتح ذراعك للجزائر في يوم أعراس الجزائر فعلى خيول الريح أسراجنا و علقنا المنائر و أتت (( عروس الشعب )) ترفل بالكواكب و الازاهر انا دفعنا مهرها مليون ثائرةٍ و ثائر و على صباح جبينها الوضاء أشعلنا المباخر ..رفاً من الشهداء ليس تعيه ذاكرة المآثر و من الدم المسفوح حنينا الانامل و الضفائر
|
|
|
|
|
|