طلبت الخدمة العسكرية من صديقي شهادته الجامعية مقومة من التعليم العالي لكي تحسب له فترة جامعية ،،وكان صديقي قد تخرج من جامعة القاهرة فرع الخرطوم تقريبا عام 2003 ، حمل صديقي شهادته واتجه الى التعليم العالي لمعادلة شهادته ، استقبله موظف الريسيبشان الاستقبال وطلب عرض الشهادة له (انتبهو:ريسيبشان) ، اخذ موظف الريسيبشان يقلب في الشهادة ثم أصدر قراره السامي فورا: (تشكلت لجنة ومنعت تقويم شهادات جامعة الخرطوم باعتبار انها جامعة تم تأسيسها لمعارضة النظام وانت معارض للنظام ومن ثم لن نقوم بتقويم شهادتك ، حمل صديقي شهادته وخرج ثم اتصل بي. طلبت منه ان يطلب من الريسيبشان قرار اللجنة مكتوبا او الرد مكتوبا او تمكينه من الدخول الى المدير المختص.. رفض الريسيبشاتيست كل هذه الحقوق المكفولة له قانونا ، ومن ثم لم يعد امامه سوى التظلم الى المحكمة الادارية لتعيد له حقه وفق اعتبارين قانونيين ..ان القرار الاداري يجب اولا ان لا يخضع في حقوق الطلاب ومصالحهم للدوافع السياسية .وثانيا لا يجوز للقرار الاداري أن يسري بأثر رجعي على المراكز القانونية التي استقرت قبل صدوره. ثالثا: ان يتم معاملة الحالة الحالية معاملة بالمثل اي مثل الذين تم تقويم شهاداتهم قبل القرار. واضح تماما ان القرار تم بقرار سياسي المقصود منه الانتقام من مصر في شخص الطلاب الذين يدرسون هناك..ولا مانع قريبا من ان يصدر قرار اخر يمنع الطلاب من الدراسة في اي جامعة من الجامعات المصرية وعدم تقويم اي شهادة لجامعة مصرية. ولكن السؤال: هل فعلا سيكون هذا انتقاما مشبعا لشعور المسؤولين الحانق على مصر؟ هل ستتضرر مصر من هذا القرار فعلا؟ هل سيقوم النظام بسحب شهادات المتخرجين من جامعة الخرطوم من وزراء ووكلاء نيابة وقضاة مدنيين وعسكريين؟ هل يمكن مقارنة جامعة القاهرة ببعض الجامعات التي سقطت تماما من اي تصنيف دولي للجامعات .. ضعيفة القدرات والامكانيات والتأهيل والتي تمنح شهاداتها المضروبة لكل من هب ودب ؟ هل يحصل طلاب مصر على شهادات مضروبة مثل شهادة ماجستير البشير وحرمه وداد بابكر وغير ذلك من الكيزان الاسلاميين؟؟؟
الاجابة لكل هذه الاسئلة بالنفي (لا) ... مصر لن تتضرر فالطلاب ليسوا طلابها ، ما سيحدث هو انه حتى الطالب الذي لا يعارض النظام سيعارضه الان بكره عميق جدا لأنه مسه في مستقبله مساسا مباشرا... هذا القرار الذي ينتهك القانون بوضوح هو قرار سياسي ولكنه كمثل كل قرارات النظام قرار سياسي بليد جدا ، لا يختلف عن بلادة شعارات النظام الاولى (امريكيا روسيا قد دنا عذابها) والتي لحستها الان وصارت تمسح مؤخرة امريكا بلسان غندور والبشير وبطانتهما .. هذا القرار لابد من الغائه عبر تكاتف جميع خريجي الجامعة لرفع دعاوى قضائية ادارية ودستورية ضد النظام وهذا ليس صعبا ..فالدولة ليس لها ان تصدر قرارات كيفما اتفق وكيفما شاءت .. فأي قرار تتخذه الدولة محكوم بمبدأ واضح ومباشر وهو تحقيق المصلحة العامة ..وهذا ما لم يتوفر في هذا القرار البائس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست