|
الاحتفال بمناسبة ذكري الاستقلال - احلام و اماني بقلم صلاح حمزة
|
-- ------- --------------- و كالعادة فقد اعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء السوداني أن يوم الخميس المقبل الموافق الأول من يناير من عام 2015م سيكون عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد ,,, كنا نتطلع ونحن في هذه المحن الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية المعروفة إن تكون لمناسبة الاستقلال نكهة خاصة جديدة و مختلفة تماما في الطعم والرائحة واللون , نتطلع إلى نوع جديد من الاحتفالات و المهرجانات و المسيرات و المظاهرات , كنا نتمنى ان يستغل السيد الرئيس ونائبيه عربة مكشوفة لا غطاء لها لا تصطحبها عربات و دراجات الحرس والمراسم لا من خلفها و لا من أمامها ولا عن يمينها ولا عن شمالها , يتبعه النواب و المساعدين والوزراء ووزراء الدولة وولاة الولايات ووزراء الولايات اضافة الى اعضاء المجلس الوطنى واعضاء المجالس الولائية و المعتمدين للمحليات المختلفة و بقية الدستوريين والتنفيذيين و مدراء الشركات و المؤسسات و الهيئات الحكومية العامة وقادة الجيش و الشرطة والامن و السلطة القضائية و مجلس الاحزاب و رؤساء الاحزاب الموالية ورؤساء الاحزاب المعارضة , نتمني ان تتحرك هذه المسيرة المليونية عشية ذكري الاستقلال تكون نقطة انطلاقها من القصر الجمهورى الجديد يقودها السيد الرئيس ونائبيه و مساعديه على ان تكون بالارجل تتحرك صوب الوزارات والجامعات المختلفة ينتظرها الموظفون والطلاب فى مبانيهم وعند وصولها لمدخل كل وزارة يقوم بمخاطبتها رؤساء النقابات والعمال كذلك الامر فى مداخل الجامعات يخاطبها رؤساء الاتحادات الطلابية و اساتذة الجامعات يطوف القائد ونائبيه ومساعديه و الوزراء و بقية الدستوريين و التنفيذيين بالمصانع والمكاتب المختلفة يرحب بهم العمال والموظفون وهم يقومون بتأدية واجبهم اليومي دون تعطيل او توقيف للعمل , يقوم القادة بتشجيعهم للعمل والإنتاج ومحاورتهم في كيفية تطوير العمل , يتدارسون فى كل وزارة عن كيفية تطوير العمل , يطوفون بالمناطق الصناعية والزراعية , يطوفون لمشاهدة العاملين فى بناء الطرق والكباري وتشجيعهم وليس إيقافهم عن العمل للحضور الى ساحات القصر الجمهورى او الساحة الخضراء يطوفون بالقرى المحيطة بالعاصمة ويتفاكرون ويتساءلون عن كيفية حل مشاكل هذ القرى ,, يطوفون بالمدارس وهى تعمل ويحكون مع طلاب الجامعات والمعاهد العليا وهم فى قاعاتهم ويتدارسون مع اساتذة الجامعات عن كيفية الخروج من الازمات والمشاكل المختلفة , يطوفون بالاسواق والمحلات المختلفة فى المحليات ويتدارسون مع المعتمدين فى مواقع العمل عن كيفية النظافة و نقل القمامة والنفايات . نحن فى حاجة الى نوع جديد من الاحتفالات يختلف عن الاحتفالات التى اقمناها فى الاعوام الماضية ولم نجنى منها غير البهرجة فى لحظتها , اعواما اضعناها فى العطلات والمهرجانات والاحتفالات الرسمية والشعبية ولم نجنى منها ثمرة . التعطيل عن العمل باى حال لانعتبره احتفالاً انما يعد خراباً وهو الامر الذى تؤكده النظريات والافكار الاقتصادية المختلفة , لذلك كنا نتمني ان نبدأ هذ اليوم السعيد بمزيد من العطاء والعمل على الاقل بالنسبة للقادة كى يكونوا قدوة لبقية فئات المجتمع . فللنظر الى الدولة الماليزية وكيف عمل قادتها حتى تطورت واصبحت تنافس الدول الكبرى , ان من اهم الاسباب التى ساعدت فى تنفيذ استراتيجياتهم الاهتمام بالزمن وعدم اهداره فى الاحتفالات والمسيرات والمظاهرات , الاهتمام بالعمل فى مواعيده , الاهتمام بالزمن فى الدخول والخروج للعمل , الاهتمام بالزمن فى ساعات الاكل والراحة وخلافه . انها احلام و اماني عسي ابناء ابناء ابناء ابناءنا يكون لهم حظ منها .
صلاح حمزة mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|