00:17 AM Nov, 23 2015 سودانيز اون لاين
هلال زاهر الساداتى-
مكتبتى
رابط مختصر
جلس الصديقان مصطفي وعمار أمام منزل الأول تحت شجرة النيم علي كرسيين تهالك نسيجهما البلاستيكى من القدم ، وكان مصطفي صاحب الدار قد زرع تلك الشجرة منذ عشر سنوات قبل أن يحال علي المعاش ، فأينعت الشجرة وأصبح لها ظل ظليل يتفيأ تحتهاالجلوس للونسة، ويستريح فيه لبعض الوقت الراجلون من هجير الشمس الحار كنار الأتون ، وكان الصديقان يجتران ذكريات الأيام الخالية السعيدة والأوقات المترعة بالبهجة التي ولت ولم يعدمها الزمن البرئ ولكن بفعل أناس جاء بهم الزمان جففوا منابع السعادة من حيوات الناس وأصبح كل ما يسر وكل ما يبهج وكل ما له قيمة مادية أو معنوية حكرا" لهم ، وصار الناس كالمثل الذي يقول : كالعير في الصحرآء يقتلها الظمأ والمآء فوق ظهورها محمول !
وكان الصديقان قد أشرفا في العمر علي الخمسين منذ أن أحيلا علي المعاش في ظل هذه الحكومة الجديدة ، وكانا في شرخ الشباب في عشرينات عمرهما وقيل لهما أن ألأحالة للصالح العام ، ولم يطلعهما أحد علي كنه ذلك الصالح العام ، فقد كانا يؤديان عملهما بجدية وكفآءة وأخلاص ولم يبدر منهما ما يكدر ذلك أو ينتقص منه! وعن شكواهم صمت دونهم الآذان وأوصدت الأبواب وسدت المنافذ في وجهيهما فاعتصما بالشكوى الي الله ، وبتقصي الأمر عرفا آن من حل محلهما شابان يافعان أكملا للتو تعليمهما في المرحلة الثأنوية
،وأولهما خاله عين مديرا" في أحدي الوزارات ، وأما الثانى كان عضوا"في تنظيم الطلاب في حزب الأنقلابيين الأسلامى .
وقال مصطفي لصديقه سأسر لك بأمر كنت أحمله في صدري كل هذه السنين وقد نآءت نفسي بكتمانه لوحدي ، وقد جآء أوان الكشف عنه ، فقد تبدد الحلم الذي كنت أروم تحقيقه في دنيا الواقع المرير وعصفت الريح بالآمال السعيدة المرتجاة في غياهب العدم ،فقد كانت هناك زميلة لي في الجامعة تنتمي الي أقليم دارفور في غرب السودان تجسدت فيها مفاتن الأنوثة ومكارم الأخلاق وزانها عقل راجح وخفة ظل وروح مرحة ، ونشأ ود بيننا وتمكن حبهافي سويدآء قلبي وأيقنت نفسي أن هذه الفتاة هي هدية الخالق لي في الحياة ومن الحتمي أن يكلل هذا الحب الآنى برباط سرمدى يوثقه قران الزوجية، وفاتحتها في الأمر ونثرت لها ما أكنه لها من محبة وعشق يقصر الخيال عن وصفه ، وكانت منها الأستجابة ، وربط بيننا عهد مقدس لا ينفصم ولا توهن عرآه ولا تبلي جدته كر ألأيام ومرور السنين .
وقاطعه عمار قائلا" ( أألي هذا الحد أودي بك هذا الحب العاصف ،أليس فيه شئ من الغلو ؟ ) واجابه مصطفي بصوت غاضب ( لا أسمح لك بقولك هذا ولن أواصل معك الحديث في هذا الأمر ) ، وقال عمار ( أنى اعتذر ان كنت قد أغضبتك عن غير قصد وكنت اعجب فقط في وجود مثل هذا الحب ووجود مثل هذه الأنثي ، واستحلفك بالله أن تكمل الحديث وقالـ ـ أها ـ ووضع باطن كفه غلي فمه علامة علي أنه لن يتكلم ثانية ) ، وتنهد مصطفي تنهيدة من اعماقه أردفها بقوله : آخ يا دنيا! ، وقفت في حديثي عند تواثقنا أنا وسعاد علي المحبة الأبدية ، ولكن افترقنا وفي قلبي حسرة ،فقد ذهبت لتقضي الاجازة الصيفية مع أهلها ، وكنت مشفقا" عليها وعلي سلامتها وخضت في جدال ملح وتوسل زا دته حبات أد مع ترقرقت في عينى تلقائيا" من حزن ، فقد تواترت الأنبآء عن قتال يدور ودمآء تسفك وبيوت تحرق وصبايا يغتصبن من طرف عصابات مجرمين يسمونهم الجنجويد بتحريض وتأييد ودعم من الحكومة ، وهؤلآء المجرمون ميدان قتالهم ونشاطهم ضد المدنيين الأبريآء العزل من النسآء والأطفال وكبار السن بدون شفقة ولا رحمة ودون اعتبار لدين أو خلق .
ذهبت سعاد الي بلدتها ووجدت جوا" يسوده التوتر والخوف والترقب لمجئ الشر المجهول ، فقد أغار الجنجويد علي قرية قبل أسبوع وأجهزوا علي كل شئ فيهامن بشر وحيوان واغتصبوا النسآء حتى الأطفال منهن ، ثم أحرقوا المنازل وصارت رمادا" تحمله الريح .
وتسلح أهل البلدة الصغيرة حتي النسآء بما تيسر لهم من أسلحة بيضآء مثل السكين والسيف والحربة والفرار ، مع انها لا تجدي فتيلا" أمام الأسلحة النارية لدى الجنجويد . وفي فجر اليوم الثالث لقدومها صفرت أصوات طلقات الرصاص والصراخ في أجوآء البلدة وخرج الرجال والشبان لاستطلاع جلية الأمر فاستقبلهم الجنجويد برصاص منهمر فوقعوا صرعي علي الفور وكان والد سعاد وأحويها الكبير والصغير في جملة القتلي ، ثم أخذ الجنجويد يتصايحون ( العوين .. العوين ) ،واقتحموا البيوت ينهبون ما تقع عليه أعينهم ويقتادون البنات الصغيرات ويقتلون العجائز ، وكانت سعاد قابضة علي سكين ورآء ظهرها وتقدم منها واحد منهم وقبض علي يدها ومزق فستانها وتركها عارية ،فغرزت السكين في صدره وتفجر الدم من جرحه الغائر فاطلق عليها من سلاحه الكلاشنكوف مجموعة من الرصاص ووقعت ميتة في وقتها ، ووقع الجنجويدي يتخبط في دمه المنبثق من قلبه المطعون كالنافورة وهو يشخر قبل أن يسلم الروح ، وبهذه النهاية المأسساوية ذهبت سعاد الي بارئها فى الجنة شهيدة ، وذهب قاتلها الجنجويدى المجرم الي نار جهنم .
وبقيت وحيدا" بعدها وسأبقي وحيدا" ما دمت حيا" وهذا هو السر الذي بقيت أكتمه ،وهو سبب عزوفي عن الزواج . وسأ كون حربا" علي الجنجويد حتي نطهر سطح الأرض من رجسهم وشرورهم
هلال زاهر الساداتي 22\11\2015
أحدث المقالات
روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
ثلاث شخصيات تبحث عن مؤلف حديث عن خوجلي والمطوع والسميط بقلم بدرالدين حسن عليورشة فرانكفورت للتنظيمات السياسية الأرترية .... وغياب النقد الراشد لها.. ؟؟!! بقلم محمد رمضانسِرُّ في سوبا! بقلم ضياء الدين بلالمن هنا سأمد أذنىّ إلى لوس انجليس! بقلم هاشم كرارأحان وقت أكل الهامبرجر والهوت دوق؟ بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسفرسالة الى الشعب المصرى بقلم عمر الشريفكلنجة وحكاية مافيا الاتجار بالبشر (1) بقلم إسماعيل ابوهجبهة الشرق ........ لماذا تمردت ؟؟؟؟ ولماذا جنحت للسلم ؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمدالحريات الأربع ...!! بقلم الطاهر ساتيإنقاذي و(نص)!! بقلم صلاح الدين عووضة هذا المواطن قابل للاهانة في كل مكان..!! ! بقلم عبد الباقى الظافرمصر: عندما تشن الحرب على نفسها! بقلم الطيب مصطفىشئ لله يازبير احمد حسن !! بقلم حيدر احمد خيراللهسيدي الرئيس خمسة عجاف وسياسة مامون بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قناتالمؤتمر الوطني والميثاق الملكي بقلم نبيل أديب عبداللهوالله .. إنه هو الله الواحد .. القهار بقلم موفق السباعيالانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (40) وداعاً للكارلو ستاف وأهلاً بالكلاشينكوف بقلم د. مصطفى يوسف قراءة تحليلية للأزمة الراهنة لرياضة كره القدم بالسودان ما بين قرارت أيلول الأسود 2008 وتدخل البرلماالهجمة المصرية علي الرعايا السودانية – الأسباب والأبعاد المحتملة ومثل نشوف الفيل ونطعن ضله – قراءة50 سنة على حل الحزب الشيوعي: جمعيتكم سعيدة وبخيتة عليكم بقلم عبدالله علي إبراهيم