كلما صبرنا متعشمين وسائلين المولى عز وجل أن يهدي رئيس الهلال إلى طريق الصواب يخرج علينا بتأكيد جديد على أنه لا يتعلم من الأخطاء مطلقاً. آخر تصريحات الرئيس العنترية هو " العشري مدرب فاشل". طيب يا كاردينال اقتنعنا بفكرك الكروي العالي وقدرتك على تقييم المدربين رغم أنك ربما لم تتفرج على مباراة كرة قدم إلا بعد أن بدأ تلميعك كرئيس محتمل للهلال.. وصدقنا أن العشري فاشل وأن باتريك فاشل وكافالي فاشل، لكن دعنا نسألك سؤالاً بسيطاً: من الذي أتى بكل هؤلاء؟! ألا يعتبر من يجلب فاشلاً أفشل منه؟! مجلسكم عديم الرجاء.. أو لنكن أكثر دقة ونقول شخصك الكريم هو من تعاقد مع ثلاثتهم بالإضافة لعدد من المدربين المحليين منذ توليكم الشأن الإداري في الهلال، وجميعهم ذهبوا إما مقالين أو فارين بجلدهم من جحيم سياساتكم الخاطئة وتخبطكم وعشوائية مجلسكم. في كل مرة تتهورون وتقبلون بآراء من لا علاقة لهم بالجوانب الفنية وتتعاقدون مع لاعبين ومدربين لتأتوا بعد حين وتصفوهم بالفشل، ألا تملون الفشل يا رجل؟! تقول أن العشري أساء لمصر بهروبه من الهلال وفي ذات الوقت نراكم قبل أن تشرق شمس اليوم التالي لمغادرته قد أتيتم بمدرب جديد فهل تفترضون في جميع الأهلة الغباء وعدم الربط بين الأمور أم ماذا؟! في مقال الأمس قلت أنه كان على المجلس بدل التعجل في اصدار البيان أن يتريث ويفكر قليلاً في الأسباب التي تدعو مدرباً لمثل هذا التصرف، وما هي إلا ساعات قليلة بعد نشر ذلك المقال حتى أطلق العشري تصريحات قال فيها أنه آثر المغادرة لأنه ظل يتعرض لضغوط في اختيار التشكيلة ومساومات بغرض التخلص من عدد من لاعبي الفريق الكبار، فيما تقول بياناتكم وتصريحاتكم أنه هرب متخلياً عن مسئولياته تجاه النادي، حتى دون أن يدفع تكلفة الفندق الذي يسكن به!! وهذه الأخيرة " دون أن يدفع تكلفة الفندق.." أضحكتني بصراحة. فالمعروف أن سكن المدرب من مسئوليات النادي المتعاقد معه، فما الذي يلزم العشري بدفع تكاليف سكنه؟! ولماذا أقام حتى أيامه الأخيرة في فندق لو كنتم أناس مرتبون ومنظمون كما تزعمون؟! بالطبع الرواية الأقرب للتصديق هي ما نطق به العشري. فقد عرفنا تدخلات البعض في التشكيلة ومحاولات فرض ارادتهم على مدربي الهلال قبل أن تتعاقدوا مع العشري. كما قرأنا الكثير من المقالات التي طالبت بإبعاد كاريكا وبشة ومساوي قبل أشهر طويلة من حضور العشري للسودان. إذاً أنتم من لا تصدقون الجماهير القول وليس سواكم. لن نتعامل مع تصريحات العشري على أساس أنها صحيحة مائة بالمائة، فهو أيضاً قد شارك في الخطأ ولو لفترة قصيرة، ولم يتبع نهج الشفافية وتوضيح الحقائق منذ الوهلة الأولى. لكن لا شك لدي مطلقاً في أن غالبية تصريحات مجلسكم تجافي الحقائق. وقد خبرنا وشهدنا على ذلك في الكثير جداً من القضايا الهلالية بدءاً بقضية اللاعب بكري.. الانسحاب والتصريحات ضد اتحاد ( اللقيمات) حسب وصفكم.. ولا أقول انتهاءً بمغادرة العشري لأن الواضح أن سلسلة أكاذيب مجلسكم لا تنتهي. بالأمس صدر عنكم بياناً يشجب طريقة تصرف العشري ويوضح أن المدرب الوطني مبارك سلمان سيتولى الشأن الفني إلى حين التعاقد مع مدرب جديد. وفي مساء نفس اليوم جاءت أخبار تعاقدكم مع المدرب الروماني بلاتشي الذي سعد بعض المتعجلين كعادتهم بالتركيز على لقبه " صائد البطولات". وجدوا في اللقب مادة دسمة للمانشيتات لأنهم لا يتأملون في شيء اطلاقاً، بل يكررون اكليشيهات وعبارات ثابتة بهدف اثارة القراء. يستخدمون اللقب سريعاً كنوع من تحفيز الأهلة لاستقباله دون أن يتساءل بعضهم " متى كانت آخر مرة اصطاد فيها بطولة.. وما سبب توقفه عن صيد هذه البطولات؟ هذا ليس حكماً مسبقاً على رجل لم يبدأ مهامه حتى اللحظة، لكنه مجرد تنويه فقط لخطورة الاستعجال والركض وراء المانشيتات وهو من أهم أسباب تدهورنا الرياضي عموماً. مثلما هللتم للتعاقد مع من سبقوه وعقدتم المؤتمرات الصحفية لتقديم الوعود الكاذبة سنقرأ بعد شهرين أو ثلاثة نفس العبارة " بلاتشي مدرب فاشل" يوم أن يفر بجلده أو تقيلونه. صدقني هذه الطريقة لم تعد تصلح لتشغيل (كشك ليمون)، دع عنك نادِ بهذا الحجم الثقيل جداً عليكم. قلت أن العشري أساء لمصر بتصرفه، لكنه أكد لإحدى قنوات بلده بأنه سبق أن تحدث مع أحد أعضاء مجلسكم ( الخامل) موضحاً له أنه لن يستطيع الاستمرار في مثل هذه الظروف فكان رد العضو " ليس هناك مشكلة" ، فمن نصدق يا كاردينال؟! ثم أن اتفاقكم مع مدرب أجنبي آخر بهذه السرعة يؤكد أنكم كنتم على علم بخطوة العشري، وأن البيان الذي اصدرتموه جاء كاستمرار لسلسة الأكاذيب ليس إلا. قبل أن أكمل كتابة هذا المقال اطلعت على تصريحات للأمين العام للنادي عماد الطيب، وحين يصرح عماد بشيء تأكد عزيزي القاريء أن عكسه هو الصحيح. فقد عودنا عماد على التصريحات النارية التي غالباً ما تخلو من المصداقية. قال عماد أن هناك شرطاً جزائياً وأنهم بصدد مخاطبة الجهات المعنية لحفظ حقوق الهلال واسترداد قيمة الشرط الجزائي من العشري (20 ألف دولار)، ونقول لعماد ألعب غير هذه اللعبة فقد صارت مكشوفة و(ماسخة) جداً. فقد سبق أن حدثتنا عن المحافظة على حقوق الهلال إبان قضية بكري المدينة وطلع كلامك ( فشوش). أما قولك " المجلس سرعان ما تعاقد مع مدرب بديل" فيؤكد انعدام المصداقية في تصريحاتكم. إذ ليس منطقياً ولا معقولاً أن يهرب منكم مدرب اليوم لتكون ( سرعان) هذه صبيحة اليوم التالي مباشرة! لو أن لديك حافلة تخلى سائقها عن العمل معك يا عماد قد تجد صعوبة في إيجاد سائق بديل من أبناء الوطن خلال 24 ساعة، فليس معقولاً أن يتم التعاقد مع مدرب أجنبي في ظرف هذه الساعات القليلة. الحقيقة الوحيدة التي أصبحت معلومة لدينا هي أنكم تكذبون على جماهير النادي. والمؤسف وما يدعو للحسرة هو أن أكاذيبكم ليس فيها أي نوع من الذكاء، وربما أن هذه إرادة المولى عز وجل أن يكشف كل ضليل نفسه بنفسه لذلك لا يسعفكم الذكاء في صياغة تصريحاتكم بشكل يدخل العقول. تلقينا الكثير من مثل هذه التصريحات في الفترة السابقة وللأسف الشديد لم نجدك صادقاً مع الجماهير في أي منها. ما أفهمه شخصياً هو أن تغيير المدربين المتكرر يصب في مصلحة بعض السماسرة والمتكسبين من مثل هذه الصفقات ( المضروبة). لن ينفعكم لا صائد بطولات ولا صائد أسماك ما لم تتحلوا بالشجاعة والصدق والنبل وتناقشوا مشاكلكم الإدارية بشفافية وتسعون لحلها. هذا ما ظللنا نردده منذ فترة، لكنكم للأسف تضاعفون من جرعات التضليل والضحك على عقول الأهلة كل يوم. تتحدث شفهياً عن رغبتكم في تحقيق الاستقرار، لكن كل ما نراه على أرض الواقع يعكس خلاف ذلك تماماً. ولعلك تابعت مع آخرين ما جرى لأحد الزملاء بصحيفة الأسياد بالأمس القريب. فقد ارتكب أحد مشجعي النادي حماقة كان من الممكن أن تؤدي لوفاة الزميل الذي نحمد الله أن لطف به وجنبه الخطر البالغ. ومع شجبنا الشديد لمثل هذه التصرفات ورفضنا لها، لابد أن نقف على الأسباب التي أوصلت مشجعي الكرة لمثل هذه الدرجة من الغضب والانفعالات التي تؤدي لجرائم مرفوضة ولا تشبه روح الرياضة في شيء. ولتتأكد أنت يا عماد ورئيس النادي ومنسقكم الإعلامي وبعض أنصار الرئيس من الزملاء الذين أعلنوا الحرب على الجميع.. لتتأكدوا جميعاً من أنكم أحد أسباب هذه السلوكيات الغريبة والمرفوضة من بعض الجماهير. وحتى اتحاد الصحفيين الذي شجب الحادثة اليوم ومعه مجلس الصحافة والمطبوعات أسهموا بشكل من الأشكال وكانوا سبباً وراء ما جري وما قد يحدث في مقبل الأيام. فقد ظل اتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة على مقاعد المتفرجين على الإساءات والبذاءات التي إمتلأت بها بعض صحفنا الرياضية، والسياسية أيضاً دون أن يحركوا ساكناً. ظلوا بلا حيلة تجاه من يسمون صحفيين مجازاً وهم ليسوا أكثر من متكسبين على حساب أنديتنا وجماهيرها المغلوب على أمرها دون أن يحاولوا محاسبتهم على لغتهم العدائية. حتى وقت قريب كنا نشجب ما تقوم به بعض الأقلام من تحريض على العنف بين جماهير الناديين الكبيرين، فإذا بهؤلاء القوم يسعون لنشر العنف والكراهية بين جماهير النادي الواحد، فكان طبيعياً أن تظهر مثل هذه السلوكيات. ونحمد الله أن جاء الإعتداء على الزميل خفيفاً ولم يكلفه روحه. وحتى لا يتكرر المشهد المرعب، أو يحدث عراك وتقاتل بين أبناء الهلال لابد من وقفة جادة وحسم للأمور قبل استفحالها. وتذكر يا عماد لو أن الصدق كان ديدنكم في التعامل مع جماهير النادي لما فاض بهذا المشجع أو طفح كيله لكي يسعى للتنفيس بهذه الطريقة الاجرامية. ولو أنكم أوقفتم من يتحدثون بإسمائكم ويتولون عن مجلسكم الكثير من المهام عند حدهم لما استشاط هذا المشجع أو غيره غضباً، ولوجد ألف طريقة للتنفيس عبر النقاش الهاديء. لكن المشكلة أن الحقيقة في وادِ بينما تهيمون أنتم في وادِ آخر. المشكلة أن غالبية الأهلة يجتمعون حول هلالهم وأنتم تجتمعون حول شخص الرئيس. المشكلة أن قلوب المشجعين العاديين على الهلال الكبير وأنتم لا تفكرون سوى في مصالحكم الخاصة. المشكلة أن الكثير من الأقلام الهلالية تكتب عن الهلال وتعترف بمشاكله وتضع الحلول وأنتم لا تصغون أو تعيرون اهتماماً سوى لأقلام محددة تسبح بحمد الرئيس. خوفي أن يكون دوركم المرسوم هو تدمير الهلال فقط ولا شيء غير ذلك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة