:: قبل أسبوع ونيف، وبعد إصابة عشرين رضيعاً ببكتريا السالمونيلا، سحبت السلطات الفرنسية حليب الأطفال (سيليا) من بعض الأسواق.. وقال البيان الصادر عن وزارة الصحة الفرنسية أن عملية السحب تستهدف (ثلاث دفعات ) من منتجات حليب الأطفال التي تم تصنيعها في الفترة ما بين ( منتصف يوليو ومنتصف نوفمبر) بمصنع تابع لشركة ( لاكتاليس نيوتيراشن سانتي)، وذكر البيان الفرنسي إن التسمم بالسالمونيلا يحدث خلال ثلاثة أيام من استهلاك المواد المصابة..!! :: بعد هذا الإعلان مباشرة، شرعت بعض الدول العربية والافريقية في سحب الحليب الملوث بالبكتريا .. ولكن في بلادنا، لم تتحرك السلطات الصحية إلا بعد أن طالبت جمعية حماية المستهلك بسحب هذا الحليب أكثر من مرة ، وكذلك بعد أن إستنكرت الجمعية أكثر من مرة تقاعس وكيل الشركة المستوردة - فى السودان - من سحبه .. ومنذ الثلاثاء الفائت، أي بعد اسبوع ونيف من الإعلان الفرنسي، شرعت شرطة مباحث حماية المستهلك والفريق الموحد في سحب الحليب ..!! :: لو لم تعلن السلطات الفرنسية عن إصابة هذا الحليب بالبكتريا، لشرب أطفالنا كل البكتريا في غفلة السلطات المسؤولة عن فحص وتحليل الألبان المستوردة، وهي إدارة الأغذية بوزارة الصحة والمعامل التابعة لها .. وقبل عام تقريباً، قصدت هذه الإدارة باحثاً عن حجم إستيرادنا لألبان الأطفال، ثم عن إحصائيات الأمهات العاجزات عن الرضاعة بسبب سوء التغذية..وليتني ما قصدتها، إذ وجدت المدير والنائب والعاملين وأجهزة الحاسوب، ولم أجد حجم ألبان الأطفال التي نستوردها ولا أنواع الألبان المسجلة ولا أي معلومة ..!! :: نعم للأسف، فالمعلومات غير جاهزة، و( مًرعلينا بعد كم يوم، يمكن نجهزها ليك) هكذا قالوا بمنتهى الخمول واللامبالاة .. رغم أنها إدارة مناط بها مهام الرقابة على ألبان الأطفال، و رغم أنها تستلم رسوماً على كل رسالة ألبان أطفال واردة، ثم تستلم رسوماً عند تسجيل كل ماركة لبن أطفال، ثم لديها أجهزة حاسوب و مكاتب و كوادر متفرغة، ومع ذلك هي بحاجة إلى أيام لتجهز إحصائيات تفترض أن تكون تقريراً دورياً معلوماً للجميع .. ولذلك ليس بمدهش بأن السادة الكسالى بهذه الإدارة آخر من يعلموا باصابة حليب الأطفال بالبكتريا، رغم إمتلاك إدارتهم الفاشلة معامل الفحص والتحليل ..!! :: وبالمناسبة، قبل عام وهي تحتفل بالاسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، ذكرت وزارة الصحة الاتحادية بان نسبة وفيات الأطفال لعدم توفر الرضاعة الطبيعية بلغت (19%).. وقالت اليونسيف أن بلادنا تحتل المركز السابع في قائمة أسوأ دول العالم في رعاية الأمومة والطفولة، ومن كل الف طفل ينتقل (78 طفلا) إلى رحمة مولاهم بسوء التغذية.. وكذلك أشارت تقارير اليونسيف - و أقرت بها وزارة الصحة - قبل عام بأن ( 1.800.000 طفل) مصاب بسوء التغذية في بلادنا.. !! :: ودراسة أجرتها اليونسيف كشفت أن الرضاعة الطبيعية في بلادنا لا تتجاوز (55.4%)، وهذا يعني أن الرضاعة الصناعية (45.6 %)، وهي نسبة مزعجة .. ومع ذلك تفرض الحكومة - العاجزة عن تحليل وفحص ألألبان المستوردة - على ألبان الأطفال : (10% جمارك)، (13% ضريبة تنمية)، ( 17% قيمة مضافة)، ( 3% أرباح أعمال)، ( رسوم المواصفات2%)..هكذا الأثقال .. (45 %) من قيمة علبة لبن رضيع يتم توريدها في خزائن حكومتنا، بيد أن الحكومات الأخرى تدعم ألبان الأطفال.. (45 %)، تدفعها أسرة الرضيع لسلطات تتفاجأ بالألبان الملوثة بعد الإستيراد و التوزيع ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست