|
أغداً ألقاك ؟ياوَطَنَّا البِإِسمَك كَتَبْنَا وْرَطَّنا
|
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى:(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)الأية 89 الأعراف قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ). ومجدَ شاعرنا الكبير/محجوب شريف ،وطننا الحبيب بالكلمة الرصينة والمعبرة ،والتى تزينت وتوهجت بالصوت الجميل لفنان أفريقيا الأول/محمد وردى عليهما رحمة الله وغفرانه،ونسأله أن يجعلهما فى الفردوس الأعلى،لما قدما من أعمال عظيمة لوطنهما العزيز ولشعبهم الكريم،وذلك كما ورد فى:- وَطَنَّا البِإِسمَك كَتَبْنَا وْرَطَّنا أَحِبَّك، مكَانَك صميمَ الفؤاد وفي حضرة جلالك يَطِيْب الجُلُوس مهذَّب أمامك يكون الكلام قال الأستاذ/المحبوب عبدالسلام فى حوارٍ له مع إحدى صحفنا المحلية و فى بحر هذا الإسبوع،وهو كما تعلمون رجلُ مفكر وكاتب لا يشق له غبار بغض النظر عن الجهة التى يتبع لها قال:(أؤمن ان الحوار ضرورة قصوى لأن بقاء حال السودان على ماهو عليه من المحال خاصة ونحن نشهد بأم أعيننا حالة فريدة من تحلل مؤسسات الدولة نحو تلاشى الدولة (اولا أعني تحلل البعض هذه الايام مما اقترفوه و أكتسبوه)، السنياريو الثانى الارجح و الاقرب هو التجزئة كما حدث مع الجنوب فقد ينضم إليه جبال النوبة وتستقل دارفور او تلحق بتشاد و قد يلحق الشرق بارتريا واثيوبيا وينضم بعض الشمال الاقصى الى مصر ويبقى شريط متوسط نيلى محاصر ريثما ينقسم هو نفسه بين الفرقاء، او كما عبر الامام الصادق المهدى عن ذلك قبل اعوام (ان جيراننا من حولنا سكاكينهم جاهزة لاخذ نصيبهم فى الكيكة) والسيناريو الثالث المرجوح غير الراجح لكنه مرغوب هو الحل السلمى المتفاوض عليه)إنتهى كلام المحبوب.م وبعد:فالسودان الأن كالمرأة الحامل لا يعلم أهلها متى ستضع مولودها،باليل أم بالنهار،وهدفى من هذا المقال هو،لأحذر المؤتمر الوطنى الذى يمسك بكل مفاصل الدولة ،أحذره من حدوث السناريو الثانى الذى ذكره المحبوب،وهو ذهاب المناطق الثلاث المأزومة،إلى خارج الخارطة السودانية الحالية،سواء كان من ناحية الجغرافيا أوالتاريخ أو السكان،فإستمرار الحرب فى هذه المناطق قطعاً سيضاعف من المرارات والضغائن التى فى صدور سكان هذه المناطق المغلوب على أمرها على المركز،فجنوب السودان عندما إختار حق تقرير مصيره،كان الذين يحملون لواء الإنفصال من الأجيال التى ولدت وترعرعت فى زمن الحرب،وشاهدت بأم أعينها مأسى كثيرة وكبيرة تحدث أمامهم وفى مناطقهم وفى وسط أهليهم ،فمن هولاء من هاجر للخارج للدراسة أو للعمل ومنهم من ظل فى معسكرات النازحين واللاجئين،فأصبحوا يحملون أفكاراً عدائية للمركز ويريدون بها مصلحة ذويهم،وتخليصهم من المستعمر الشمالى كما يزعمون ،إذاً فالذين صوتوا لصالح الإنفصال لم يكونوا قد أتوا للتصويت من شمال السودان،بل أتوا من الخارج ومن المعسكرات المذكورة أنفاً.فالأن للمناطق الثلاث والتى تعانى من الحرب،أعداداً كبيرة من سكانها بالخارج وبالمعسكرات،فنسأل الله الكريم أن يوسعوا صدورهم بالصبر وأن يكون تفكيرهم بعقل كل أهل السودان بمختلف مشاربهم،وذلك من أجل قيام وطن تتساوى فيه كل الأقاليم وسكانها من حيث الحقوق وبمختلف مسمياتها،وأن يتم التعويض المجزى لهولاء الناس الكرام أفراداً وجماعات،وعلى المؤتمر الوطنى أن يتخذ القرارات الشجاعة وأولها وقف إطلاق النار فى المناطق المذكورة أعلاها،وأن يضم كل القوى السياسية المعارضة بشقيها السلمى والمسلح للحوار الجارى الأن وذلك من أجل التوصل لسلام عادل وبناء الوطن الكبير ورفعة قدر شعبه العظيم،وعلى قادة المؤتمر الوطنى أن يتعظوا بأيات الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،وأن يستلهموا حب الوطن والشعب من كلمات الشعراء والفنانين وأصحاب الحكم والعقول النيرة،من رجالٍ رحلوا لرحمة مولاهم عن هذه الفانية،ومن رجالٍ مازالوا على قيد الحياة قال أمير الشعراء أحمد شوقى:وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ وقال شاعرنا الفذ الهادى أدم عليه الرحمة:أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ نسأل أن نجد وطننا الحبيب فى مقبل أيامه أكثر تصالحاً بين مكونات مجتمعه،وأن يسوده حكم القانون،وان تبقى الهيبة لدولة المؤسسات وليس للأفراد مهما علت مكانتهم الإجتماعية أو موقعهم الوظيفي.م وليس ذلك على الله بعزيز د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى mailto:[email protected]@yahoo.com
|
|
|
|
|
|