ظللت لفترة طويلة أتابع كتابات الفاتح جبره ومحاولاته المستميتة لكشف المستور في قضايا الفساد عبر تكرار حرف الواو كلما تطاول عهد المستور وزادت جرعات التداوي من الأمراض المزمنة وكل ذلك عبر مناداته الشهيرة " يا ولد هات الحبوب". وكنا نظن وبعض الظن إثم بأن صاحبنا صار مرجعا في الرصد والتحليل لقضايا الفساد بدرجة تؤهله للظهور في الفضائيات العالمية كخبير دولي... ولكنه وبلا مقدمات هوى إلى قاع سحيق ودخل لجحر نمل خرب بدلا من الدخول لجحر الضب كما يفعل البعض في عالم اليوم. وأعجب كل العجب من ذلك السقوط المدوي لرجل عرفناه فارسا في بلاط السياسة لا تلين له قناة، وخبيرا في ديوان المظالم الشعبية ينافح عن المال العام صباح مساء وهو يرسل الدليل إثر الدليل في متابعة القرارات الصادرة بملاحقة المفسدين في الأرض بصبر وجلد لا ينفدان وإن تطاول ليل الاختلاس وتكاثر مناصريه وصار عرفا بين الناس. وأصل حكاية السقوط المدوي يا سادتي الكرام انبثقت بعد الاعلان عن اعتداء مجموعة من النمل على ما يزيد على عشرين طنا من السكر وما تلى ذلك من تعليقات وتحليلات جابت المعمورة وتناقلتها الفضائيات والأسافير بكثافة لم تشف غليلنا وغليل الكثير من بني وطني، وكان العشم كل العشم أن نسمع أو نقرأ تعليقا من خبيرنا الدكتور جبره... وقديما قالوا قطعت جهيزة قول كل خطيب. وبدلا من أن تقطع جهيزة السودانية قول كل خطيب، خرج علينا صاحبنا ببيان ممهور بتوقيع نقابة النمل ينفي بشدة ما نسب لنمل السكر من اعتداء بل وذهب مدافعا عن الحيوانات في بلادي، وما درى الرجل بأنه بذلك البيان إنما صار شريكا في الفساد، وكيف لا يصير شريكا في الجريمة من يدافع عن المجرمين في وضح النهار؟؟؟ والعارفون ببواطن الأمور ومدلولاتها يشيرون الي أن مراتب الفساد في عالم اليوم متعددة ومصنفة عالميا وفق حجم الاختلاس المالي: فسارقي المليارات يطلقون عليهم لقب التماسيح وأهل الملايين يطلقون عليهم لقب القطط السمان وأهل الألاف يطلقون عليهم الجقور وأهل المئات يطلقون عليهم النمل وما دون ذلك يدخلون في مرتبة البعوضة وما فوقها!!! ولقد شهد العالم سرقات ضخمة من قبل طائفة التماسيح مثل سرقة أبار بترول بأكملها أو تفكيك جبل بجلاله قدره ثم ترحيله، كما نهبت مجموعة من القطط السمان عددا من البنوك واعتدت مجموعة من الجقور على طرق وكباري متعددة في حين تكاثرت جرائم السكر والعدس من قبل طائفة النمل بينما تكاثرت في قاع القائمة وبصورة انشطارية - تشبه تكاثر الاميبيا- الرشوة والاكراميات من قبل طائفة البعوض. حدث كل ذلك في بلاد الواق واق دون أن يحرك ساكنا لأن من أمن العقوبة ساء الأدب. بناء على ما سبق يتضح أن المدعو الفاتح جبره يدافع عن اللصوص من ذوي التصنيف الرابع في مقياس الفساد في الأرض (نمل السكر)، وعليه أطالب كل الصحف والوسائط المحلية والعالمية بمنع المدعو الفاتح جبره من تناول سيرة الحيوانات في بلادي لحين اكتمال القضية في هذا الملف الشائك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة