|
أحداث ومؤشرات.. د.أنور شمبال صناعة الرموز
|
أحداث ومؤشرات.. د.أنور شمبال صناعة الرموز ضاقت قاعة النادي الدبلوماسي بالخرطوم، بما رحبت من حضور عتيق، ومتشوق للمعرفة عن النفط وإدارة شأنه في ليلة الأربعاء قبل البارحة، شاهدين على تدشين كتاب (سنوات النفط في السودان) الذي نشرته دار مدارك للنشر لمؤلفه الصحافي المهتم بالشأن النفطي السر سيد أحمد، وتقديم الدبلوماسي د.منصور خالد. لم أصدق أن يشهد تدشين كتاب، علمي أكثر منه تاريخي قصصي، وفي شأن يوصف بالجمود لأنه متعلق بجداول وأحصاءات، ورسوم بيانية، ذلك الحجم من الحضور. فالكتاب لم نقرأه بعد، وكذلك لم يكن الأول في الشأن النفطي، فقد سبقه كتاب (البترول السوداني.. قصة كفاح أمة) لمؤلفه المستشار سيف الدين حسن صالح، وكتاب (أسرار استخراج النفط السوداني) لمؤلفته الصحافية شادية عربي مديرة إدارة الإعلام بوزارة النفط، ولكن بشهادة الشاهدين لحفل التدشين من الذين قرأوه وقدموه للقارئ السوداني، فهو كتاب حلَّل ووثَّق بدقة قصة استخراج النفط، وربطها بالتغيرات والتقلبات التي أحدثها في السياسة السودانية إيجاباً وسلبياً، من زيادة حجم ميزانية الدولة إلى فقدانه بانفصال الجنوب، وتبعاته التي نعيشها الآن، من أزمة اقتصادية، وأمنية بأبيي، بل هو مرجع لا غنىً عنه لأي باحث أو مخطط للنفط. وقد نجح نائب الأمين العام لوزارة النفط السابق المهندس حمد النيل عبد القادر، في تقديمه للكتاب، بمنحى مختلف لكنه ممتع في السرد، ومُقنع في الفكرة، ولخص مخرجات الكتاب، في عبارة واحدة، وتمحور حولها حديثه، وقال إن مشكلة النفط السوداني هو (ضعف الوعي به) وأن الحاجة مُلحة لتوسعة الوعي بالنفط من قمة هرم الحكم إلى قاعدة المواطنين وتلاميذ المدارس، ثم أن أية بلد في الدنيا تعرف برموزها، في أي من المجالات، وليس بغيرها، والرموز هؤلاء يصنعون صناعة بإضفاء الأضواء عليهم، كما يكونون جديرين برمزيتهم حتى يمثلون البلد، مستشهداً بشهرة دولة إسرائيل بعلمائها، والدعاية التي بثتها عنهم، ارتبطت أسماء علماء ومقترعي العالم بهم، ولم يكن ذلك وليد صدفة، بل هو صناعة مع الإصرار على الصدارة، وإنه بالضرورة الاحتفاء بالمتميزين من أبناء بلادي، حتى يصبحوا رموزاً، أو كذلك قالها حمد النيل، وأنا معه في رؤيته.
|
|
|
|
|
|