|
أجواء مسمومة!/حافظ أنقابو
|
توقفت لأسبوع كامل ولربما يمتد التوقف في الفترة المقبلة عن الكتابة بسبب الأجواء المسمومة التي نعيشها في الوسط الصحفي، بسبب قرارات السلطات بحظر النشر في قضايا الساعة، فليس هناك داع أن أكتب في موضوع أرى أنه أقل أهمية من موضوع آخر تم حظر تناوله إعلامياً. لا يوجد مجلس سواء طبيعي أو افتراضي إلا وكان النقاش في حظر النشر أبرز موضوعاته هذه الأيام، سواء كان النقاش في الحظر أو المعلومات الجديدة المتعلقة بالموضوع المحظور. يتفق معي الكثيرون أن قرارات الحظر أكثر ضررا للقضايا من عدمه، فوسائل التواصل الاجتماعي اصبحت اكثر انتشارا من الأجهزة الاعلامية، وتُنشر معلومات غير حقيقية ومضللة ومجهولة المصدر وتكون واسعة التداول والانتشار، ومثل هذه الأجواء يستغلها "أصحاب الغرض والمرض" لتحقيق ما يريدون. لننظر كم قضية حُظر فيها النشر! قضية فساد مكتب والي ولاية الخرطوم. قضية أراضي وكيل وزارة العدل. قضية رئيس حزب الأمة الصادق المهدي. قضية تعليق صدور صحيفة الصيحة لأجل غير مسمى. ويتوقع صدور قرارات جديدة بحظر النشر في قضايا أخرى، كل ذلك تسبب في حالة "بؤس" واحباط كبير جعل الكثيرين من الزملاء الصحافيين في حيرة من أمرهم. كان أول مشهد محبط رأيته مرتسماً على جبين الزميلة والصديقة لينا يعقوب عندما تلقت عبر إحدى مجموعات الزملاء في "الواتس آب" خبراً يتعلق بإحدى قضايا النشر، فقالت: "يعني نشتغل شنو" وتكاد الدموع تنهمر من عينيها، وصلت إلى آخر مرحلة من الإحباط، فقلت لها: لا شيء يستحق كل هذا "الزعل" الذي قد يصيبك بمرض "ضغط الدم" لا سمح الله، ونصحتها بالتعامل مع الأحداث "بأسوأ" الافتراضات، حسب خبرتي في التعامل مع مرض الغدة. والتعامل مع الأشياء حسب أسوأ افتراض للنتائج، يخرج الشخص من دائرة الاحباط الذي قد يصيبه، وعندما تكون النتائج جيدة سيكون رد الفعل الإيجابي أقوى باعتبار النتيجة المتوقعة أقل بكثير. هذه المرحلة من تاريخ السودان وبالمعطيات الحالية تفرض على الجميع التعامل ببرود تام "أو الطوفان" فقطاع الصحافيين "الحارقين رزهم" يكفي تعايشهم مع سندان ضعف القانون الذي يحميهم وحقوقهم المهضومة من قبل الناشرين. كلمة حق حافظ أنقابو [email protected] صحيفة السوداني
|
|
|
|
|
|