|
أبو الجهالات العظمى الدكتور حيدر إبراهيم علي بقلم: محمد وقيع الله (7)
|
أبو الجهالات العظمى الدكتور حيدر إبراهيم علي بقلم: حمد وقيع الله (7)
من مظاهر تناقض الدكتور حيدر وعدم اتساق أفكاره أنه يدافع عن الإلحاد والشرك ويدافع في الوقت نفسه عن الإسلام! ولكن المقصود بالإسلام عند هذا الشخص ليس الإسلام الذي يدين به مئات ملايين الناس. وإنما هو إسلام الرسالة الثانية الذين جاء به محمود محمد طه، ويدين به بضع مئات من السودانيين الحمقى. فإذا عرفنا ذلك انجلى التعارض الظاهري في موقفي الدكتور. فإسلام الرسالة الثانية الذي جاء به محمود محمد طه قُصد به هدم الإسلام الحقيقي الذي يعرفه سائر المسلمين الذين يدينون به. وإقامة عقائد الشرك والضلال من أنقاضه. أليس من بدهيات أدبيات الجمهوريين قولهم:" إن اسم الله تبارك وتعالى يطلق على معنيين أيضا معنى بعيد وهو ذات الله الصرفة، وهي أمر فوق الإدراك وفوق الأسماء وفوق الإشارات، ولولا أنها تنزَّلت لما عرفت، ومعنى قريب وهو مرتبة الإنسان الكامل الذي أقامه الله خليفة عنه في جميع العوالم وأصبغ عليه صفاته وأسماءه حتى اسم الجلالة (الله) حيث قيلت إنما تشير إلى هذين المعنيين ". من كتاب (عقيدة المسلمين اليوم) وهو قول يفضي إلى عقيدة وحدة الوجود الشركية التي تقول بإمكان توحُّد الذات الإنسانية مع الذات الإلهية. وبالتالي اكتساب الذات الإنسانية الصفات الإلهية؟! وقد وردت أمثال هذه العبارات الشركية بكثرة في الأدبيات الجمهورية. وهذا مثال آخر، فيه تفصيل أكبر، من قول الدجال المتألِّه محمود محمد طه:" الله تعالى من حيث ذاته الصرفة، المطلقة، فوق أن يعرف، أو يوصف، أو يشار إليه، فهو مطلق يتسامى عن كل قيد، أو تحديد .. ثم إنه تعالى لكى يعرف، تنزَّل من إطلاقه إلى مرتبة القيد، فكان أول التنزُّل إلي مرتبة الاسم - الله، ثم مرتبة الصفة - الرحمن، ثم مرتبة الفعل – الرحيم .. وفي مرتبة الفعل برز الخلق، وببروزه أمكنت معرفة الله. . والى ذلك الإشارة بالحديث القدسي، الذى نصه: (كنت كنزا مخفيا، فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق، فتعرفت إليهم فبي عرفوني).. فـ (كنت كنزا مخفيا)، يعنى في حضرة إطلاق لا تعرف، وهذا معنى (مخفيا) .. فهو من حيث ذاته المطلقة، كان، ولا يزال، ولن ينفك، في حضرة خفاء، تجلُّ عن أن تعرف .. ولكن لكي يعرف، تنزَّل الى مرتبة الخلق، والى ذلك الإشارة بقوله: (فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق) .. فالله إنما يعرف بخلقه .. وخلقه ليسوا غيره، وإنما هم هو في تنزُّل .. هم فعله، وفعله ليس غيره .. وقمة الخلق، وأكملهم في الدلالة على الله، هو الإنسان الكامل، وهو صاحب مقام الاسم الأعظم (الله) .. فالله اسم علم على الإنسان الكامل، الذى بين الذات المطلقة في إطلاقها، وبين جميع الخلق ". من كتاب (أدب السالك في طريق محمد) وهذا محض خطل ودجل، فصفات الله تعالى العُلى وأسماؤه الحُسنى ذُكر بعضها في القرآن الكريم، وفي السنة المطهرة، وليست مجهوله كلها. فمنها ما علَّمه الله تعالى لبعض خلقه. ومنها ما استأثر به سبحانه وتعالى في علم الغيب عنده. ونحن مأمورون فقط بالتزام ما ذكر منها في كتاب الله تعالى وحديث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ولا مجال لباطني أن يدعي فهما خاصا في الاعتقاد بالإله عز وجل، ويقوم بموجبه بتنزيل الذات الإلهية إلى مرتبة بشرية، ولو كانت مرتبة نبوية، كما زعم محمود في هذا النص الشركي الصريح. ومثلما يتحدث الجمهوريون الكفرة عن تنزُّل الله، تعالى عن ذلك علوا كبير، لكي يحل في ذوات البشر وأجسامهم الفانية، فإنهم يتحدثون عن إمكان آخر، هو أن يتسامى المرء ليلحق بالإله ويحل فيه. وقد قال محمود عن درجة الوصول هذه التي يمكن أن يبلغها البشر، والتي بلغها هو، ومنع منها موهوما آخر من شيعته ادعاها، هو محمد خير علي محيسي، وفصله وأخرجه حظيرة من الحزب الجمهوري:" ههنا يسجد القلب، وإلى الأبد، بوصيد أول منازل العبودية، فيومئذ لا يكون العبد مسيرا، وإنما هو مخير، ذلك بأن التسيير قد بلغ به منازل التشريف، فأسلمه إلى حرية الاختيار، فهو قد أطاع الله، معاوضة لفعله، فيكون حيا حياة الله، وعالما علم الله، ومريدا إرادة الله، وقادرا قدرة الله، ويكون الله". فهل من شرك أكبر من هذا وأبلغ؟! وهل من إلحاد في الدين أحدّ من هذا وأشدّ؟! نعم! وهو ادعاء محمود في الفقرة التالية مباشرة لقوله هذا أن الله، تعالى عن ذلك علوا كبيرا، ليس كاملا وإنما هو في مرحلة تكوُّن وتطور! وهذا ما جاء في قوله:" وليس لله تعالى صورة فيكونها، ولا نهاية فيبلغها، وإنما يصبح حظه من ذلك أن يكون مستمر التكوين، وذلك بتجديد حياة شعوره وحياة فكره، في كل لحظة، تخلقا بقوله تعالى عن نفسه: (كل يوم هو في شأن) والى ذلك تهدف العبادة، وقد أوجزها المعصوم في وصيته حين قال: (تخلقوا باخلاق الله أن ربي على صراط مستقيم) وقد قال تعالى:(كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون). من كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) وقد تحدثنا في مقال سابق عن أن هذا الحديث، وجملة الأحاديث التي استشهد بها محمود في النصوص التي اقتطفناها من أقواله في هذا المقال إنما هي أحاديث موضوعة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم. كما تحدثنا عن فساد فهمه لمدلول كلمة (ربانيين) في الآية الشريفة. فهي صفة منسوبة إلى العلماء الذين يربُّون الناس بصغار العلم وليس البشر ذوو الصفات الإلهية كما زعم. ولكن هذا التجديف المهرطق في العقيدة، وهذا الميل المشبوه لإحياء الأحاديث الموضوعة الخطرة المعاني، وترويجها بين العوام، وهذا الجهل الفاضح باللغة العربية ومعاني المفردات القرآنية، وهذا الاستدلال المتعنت بالنصوص الإسلامية هو ما يعجب به الدكتور حيدر إبراهيم علي وبه يُسِرٌ. لأنه حفرٌ ونخرٌ وكسرٌ في أصول الدين الحنيف. ولسبب من هذا ينبري الدكتور حيدر دائما للدفاع عن الجمهوريين. وللدفاع عن الملحد صريح الإلحاد الدكتور محمد أحمد محمود. ولمناصرة كل زنديق عنيد مَريد.
|
|
|
|
|
|