|
( واقفة ساكت ) بقلم الطاهر ساتي
|
11:51 AM May, 17 2015 سودانيز اون لاين الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
:: عندما تٌعاتب تصريحات سادة الحكومة والأحزاب وبياناتهم قبيلتي الرزيقات والمعاليا، نتذكر ( تجربة مارينا)..مارينا، أيها الأكارم، كانت فنانة صربية ذات جمال و ثقافة وحياة ثرة بالتجارب الإنسانية المدهشة..ومن أشهر تجاربها في حياة الناس، مغامرة شهيرة أرادت بها إختبار سلوك البشر في حال منحهم الحرية المطلقة في إتخاذ أي قرار، أي في حال توفير ( مناخ الفوضى)..!! :: وقفت مارينا - في مكان عام - بجانب طاولة بلا حراك، أي كما التمثال.. وكانت قد وضعت على الطاولة بعض السكاكين والأزاهير والعصي والحلوى وأكواب ماء ومسدس..في ساعتها الأولى، لم تثر وقفتها إنتباهة المارة، ولم يسألها أحد عن ( سر الوقوف)..ولكن بعد ساعة أخرى، أثارت وفقة مارينا الساكنة إنتباهة المارة والسيارة .. ثم توالت ردود الأفعال ..!! :: وضع أحدهم زهرة بين أصابعها، ولم تشكره مارينا ولم تبتسم..وجاء آخر ووضع قطعة حلوى بين شفتيها، فلم تمضغها ولم تشكره.. وجاء الثالث وأجتهد في سقيها، ولم تتحرك مارينا ولم تشكره..هكذا كانت ردود أفعال الناس طوال ثلاث ساعات الوقوف الأولى..ردود أفعال سلمية و إنسانية راغبة في مساعدتها وخدمتها.. ولكن، لم يستمرهذا الوضع طويلاً..إذ شرعت الجماهير في إظهار ردود أفعال أخرى ..!! :: أشهر أحدهم المسدس في وجهها وأمرها بمغادرة المكان، فلم تتحرك مارينا، فوضع المسدس على رأسها، ولكن تدخل البعض وأبعدوا المسدس..وجاء آخر بسكين، ومزق ملابسها حتى تعرت، فلم تتحرك..وبعد التعري، تحرشوا بها بالنكز و اللمس وطعن بعض أجزاء جسدها ولم تتحرك مارينا.. ولكنها أدمعت..ولم تمنعهم دموعها عن التمادي في السلوك العدواني..وعند الساعة السادسة، تحركت مارينا من مكانها.. وما أن تحركت، هرب الجميع لا إرادياً..!! :: ثم، لخصت مارينا تجربتها المؤلمة في أسطر قليلة.. ( البشر الذين نلتقيهم يومياً ونتعامل معهم دائماً في حياتنا، مهما إختلفت أعراقهم وثقافاتهم وأعمارهم، فلهم القدرة والرغبة في إرتكاب الأخطاء والجرائم وإظهار السلوك العدواني، ولكن فقط في حال أن يجدوا من يتيح لهم الفرصة)..هكذا حصاد تجربة مارينا المؤلمة، وقد صدقت بياناً بالعمل.. سكونها أغرى الحمقى بالإعتداء، وصمتها أغرى السفهاء بالتحرش، و ما أبداها من عجز شجع المارة على السلوك العدواني .. وكذلك المناخ بدارفور لايختلف كثيراً عن مناخ ساعات تجربة مارينا..!! :: ولذلك، في محيط هذا الصحب، ليس هناك ما يستحق التأمل غير بيان صادر عن القطاع السياسي للأخوان المسلمين ..لم يشجب البيان كثيراً ولم يناشد طويلاً، أو كما السواد الأعظم من بيانات وتصريحات ما بعد المعركة، بل تعمق في ( اللحم الحي)..( إعفاء جميع القيادات السياسية والعسكرية بولاية شرق دارفور لعجزهم عن آداء واجبهم، وتوقيف كل من تحوم حوله شبهة قيادة الإعتداءات ، ونشر قوات شرطة كاملة العتاد ومدها بما يعينها وبما في ذلك طائرات الإستطلاع، وتنظيم وحصر السلاح للجيش والشرطة فقط، وتنظيم ملكية الأرض بما يحفظ للدولة حقها ولا يضيع الحقوق الأصيلة للناس، ومراجعة الأعراف الأهلية في ما يتعلق بجرائم القتل والنهب)..!! :: هكذا الثغور وحلول سدها، فأين إرادة الدولةالتي تسد تلك الثغور ليحل السلام ؟..لم ترد الإرادة في البيان، ولكن - من واقع الحال بدارفور وغيرها - تبدو إرادة الدولة كما مارينا ( واقفة ساكت)، ولذلك ينتشر السلوك العدواني في المجتمعات..!!
أحدث المقالات
- حل مشكلة المعاليا والرزيقات بالعودة الي الاقليم الواحد بقلم محمد علي سيد الكوستاوي 05-17-15, 04:47 AM, محمد علي سيد الكوستاوي
- 16 مايو ذكرى ثورة التحرير بقلم عوض أمبيا 05-17-15, 04:02 AM, عوض امبيا
- النفس البشرية في تقريب القرآن الى الأذهان بقلم د. حازم فاضل البارز/مركز الامام الشيرازي للدراسات وال 05-17-15, 03:59 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الإعدام لمرسي وللقرضاوي بقلم د. فايز أبو شمالة 05-17-15, 03:57 AM, فايز أبو شمالة
- حتى أنت يا كمّـال الجزولي؟! بقلم أيمـن تابـر 05-17-15, 03:56 AM, أيمن تابر
- بائعة الشاي..!! بقلم عبدالباقي الظافر 05-17-15, 03:47 AM, عبدالباقي الظافر
- إيدك معانا..!! بقلم عثمان ميرغني 05-17-15, 03:45 AM, عثمان ميرغني
- مدير أمن القضارف أم بيقا .. تعذيب وتهديد بالتصفية ونهب ممتلكات بقلم جعفر خضر 05-16-15, 11:04 PM, جعفر خضر
- الإحن السياسية والنزاعات المسلحة والاتفاق الغائب بقلم نورالدين مدني 05-16-15, 11:00 PM, نور الدين مدني
- حل مشكلة دارفور.. في حل مشكلة السودان !! بقلم بثينة تروس 05-16-15, 10:57 PM, بثينة تروس
- أصلحوا لنا دنيانا فأن الله كفيل بآخرتنا آخرتنا بقلم هلال زاهر الساداتي 05-16-15, 10:52 PM, هلال زاهر الساداتى
- اشواق دكتور عبد الوهاب الافندي و الدوس علي الحقائق بقلم جبريل حسن احمد 05-16-15, 10:16 PM, جبريل حسن احمد
- ( ... ويمشون في جنازته ) !! بقلم د. عمر القراي 05-16-15, 10:05 PM, عمر القراي
- الاشرفيون ومعاهدة الابادة الجماعيه الدولية بقلم صافي الياسري 05-16-15, 10:01 PM, صافي الياسري
|
|
|
|
|
|