|
" ملح الارض " بين الماء والبارود/عواطف عبداللطيف
|
" ملح الارض " بين الماء والبارود • لا منطقة وسطى .. ما بين الجنة والنار .. المطر والرصاص .. فما زالنا بين فواجع الامطار التي عرت " الغبش واليتامى " وماصت الحيطان .. حتى هطل قرار رفع الدعم عن المحروقات في سودان اليوم كالصاعقة البرقاء على روؤس اصلا هي مهمومة بضيق المعيشة قزمت قامات الاطفال ..بسؤ التغذية وسوء التدبر لمراكب الاقتصاد الذي افرغ الريف من جوفه و " لحس" مدخرات البترول واهمل الزرع والضرع والعيشة المعدن تلك التي كانت. • هذا احمد.. يريد ان يصل لجامعته وفي جيبة لفافة لا تتعدى الخمسة عشر فلسا .. وتلك حاجة التومة تريد بصلا وشيء من عظيمات او حشي الخرفان .. يكفي طعما مستصاقا لبطون تصوصو جوعا منذ ان شقت الشمس عن كبد السماء .. لا حجارة ولا حصى لتغليهم حتى ياتيهم النعاس .. من اين لها اصلا بموقد وانبوب غاز قفز هو الاخر ضمن المحرقات التي لامست طلح الهشاب وحفرة الدخان عطر نساء السودان وساونتهم بعد رهق مشاوير قفة الملاح و" كانون " الشاي واللقيمات في زوايا الحارات ومواقف الباصات وجوار المشافي ودريبات الازقة الخلفية وتحت الشجيرات ترصدهم الكاميرات المتطفلة والعفوية التي تحدث الناس حولنا عن ثروة مهملة مع سبق الاصرار حيث يتسكع الشباب " العاطل " كالقنابل المؤقوتة وكفاقد تربوي ما بين سجلات الجامعات والتوظيف .. • هتف الصبايا والصبيان بحلاقيم جافة " يسقط .. يسقط .. فهطل مسيل الدموع وقرقعت البنادق .. وسلت الخناجر وسقط الشهيد .. والوليد .. والشماسة واطفال الشوارع والمندسين بين الصفوف ..والجوعي والمتعطشين ... ونفيسة وعلى ... اين كانت الاجهزة الامنية والشرطية لحراسة المندسين والمتضررين على السواء !!! • ضمن رزنامة الخريف لم تستأذن السماء لافراغ جوفها ومتى كانت السماوات تستأذن للهطول والبرق والكسوف والنهار والتتابع والانزواء ولكن " ثلاثاء " قفل ماسورة دعم المحرقات كان يوما خانقا كالحا علي ستات الشاي وامهات اليتامى والمرضي والمعاشيين .. ألم يتدارس المتراصصون بعمائمهم المطرزة وعصيهم التي أحسن اختيارها ان ذلك سيكون مرجلا يغلي !! وكيف لا يغلي .. وحواء ورقية وموسى ومحمد احمد كوتهم نار الغلاء حتى جفت إمعاهم وفاض بهم الصبر كيلا فنهبوا وكسروا وتطاولوا على الاسر المنزوية في اركان منازلها جوعا وخوفا .. وحلما بان هناك من سيؤمن عرباتهم وركشاتهم واسواقهم وبنوكهم وقوت يومهم الذي دخل لبوابة " الجميل المستحيل " اين كانت العيون الساهرة لتحمي المحتجين والمتفلتين والمكتوين بنار الغلاء ورفع الدعم وكيف تندس هذه الجموع في غفلة عن أعين المسؤولين .. بل كيف يتم تدمير كل تلك المقدرات ودون ان تصل قوات الحماية والاسعاف .. وان كان كل هؤلاء متفلتين .. فكيف تكون حياة المواطن آمنة .. أين قنوات الرصد ومؤسسات المجتمع المدني ووزارات الشؤون الاجتماعية وغيره وغيره .. • ما ذنب " ملح الارض " يكتوي تارة بامطار الخير التي لم يحسن استغلال مسارتها واخريات برفع الدعم الذي لم يحسن توقيته ..واخريات بعدم تأمين مسيرات الغضب .. ألا يكفي اهل المرابيع وكرري والبرقيق وزالنجي ما سقط من منازلهم لتلفحهم قرارات الهبت سياط السوق ورفعت كل ما يصلح للاكل الادمي لارقام فلكية ما انزل الله بها من سلطان. • إن هطلت الامطار دون استئذان فهل انفتحت الارض على اباليس " الجن والشياطين " ليحصدوا تسعة عشر نفسا او هي مائة او يزيد واكثر منها عدد بنوك وبصات ومشافي ومنازل الخ !! ما ارخص الدم البشري في بلد يمتلك اكبر ثروة حيوانية لكنه فضل ان يضحي بدم الغبش .. وحكايات ما زالت فصولها تتشكل وسط مضاربات تبري النافذين اللذين اسكنوهم بمجاري السيول او غضوا الطرف عن تململ الجياع والمتربصين بسواطير وعصي دمرت عمارا كان بالامس ولن يزيد الاقتصاد إلا تعقيدا .. ويموص ملح الارض الذي تقزمت اجسادهم بسوء التغذية وسوء التدبر وسوء التعامل مع الكوارث والفواجع والانفلات وو .. • ماذا انتم فاعلون .. اقول لكم .. أجلسوا العقلاء ليقولوا كلمتهم فما أكثر نجباء حواء السودان التي أنجبت الصديق الامين وأخو الاخوان الكريم وو .. عواطف عبداللطيف [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة: حينما يؤسد الامر لغير اهل .. فالنتائج معروفة مسبقا .
|
|
|
|
|
|