|
!متى يستيقظ العالم من غفوته للنظر لما يدور في فلسطين؟ جعفر حسن حمودة
|
يا شعوب العالم ودول المجلس التعاوني استيقظوا من غفوتكم ونومكم العميق، ولا تغضوا البصر أو الطرف عما يدور في الساحة الفلسطينية، وكأنكم لا تعلمون ولا تبصرون عما يحاك ويجري في "فلسطين" الآن، لأن هناك شعباً بأكمله يُقتلون ويُبادون ويُدمرون بنيران "العدو" الصهيوني. إلى متى سنظل نقف في موقف "المتفرج" ونحن نُغض البصر عما يجري ويدور أمام أعيننا عبر الشاشات ووكالات الأخبار، وكأننا في ثبات عميق من النوم ولا نريد أن نصحوا منه أبداً، وكأن ما يحدث في فلسطين أمر لا يهم "العرب" ولا المسلمين جميعاً، أو العالم أجمع. إذاً لماذا لا نتحد لمجابهة "العدو" الصهيوني الذي استولى على بيت المقدس، ألا يهم المسلمين أمر بيت المقدس؟ الذي هو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.. والقدس بالنسبة لنا هي قلب الأمة النابض، الذي دنسه ودمره العدو الصهيوني بعد احتلاله. والسؤال الذي يفرض نفسه هل قتل 400 شهيد وإصابة 1000 في غزة لا يوقظ ضمير العالم بصفة عامة، وضمير الأمة الإسلامية والعربية بصفة خاصة؟ أين النخوة العربية يا "عرب"، إخوانكم في الإسلام والقدس يموتون ويقتلون فجر كل يوم، ونحن ولا حياة لمن ينادي أو يجيب على الاستغاثة. بخلاف المملكة العربية السعودية. الذي قال نائب وزير الخارجية السعودي في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب مساء الاثنين الماضي: إن ما يجري في غزة "عارٌ في جبين البشرية"، وما ألقاه في خطابه في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة "عار على القوى الدولية الفاعلة، وعن تقاعسها عن حماية الشعب الفلسطيني من نيران القصف الإسرائيلي والعمليات البرية التي تشنها قوات الاحتلال فجر كل يوم. إلى متى سنظل هكذا نرى ونغض البصر عما يدور؟ وكأن الأمر لا يعني أحداً من المسلمين أو العرب. وإن لم نستيقظ خلال هذا الشهر الفضيل ونتذكر بأن لنا إخوة مثلنا مسلمون وصائمون يعانون الأمرين القتل والإبادة الجماعية، فمتى سنستيقظ من ذاك أو ذلك الثبات العميق الذي نحن فيه، ومن تلك الغفوة التي غشت أبصارنا جميعاً، ومتى ستتحرك القوى الدولية وشعوب العالم المحبة للسلام لكي ننقذ إخوتنا في فلسطين وفي غزة من نيران العدو الذي يحاصرهم من جميع الاتجاهات كل يوم؟ ولماذا لا نبادر كما بادر ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية، حينما أحس بشعوره للمسؤولية تجاه "فلسطين" والشعب الفلسطيني، وما قدمه من مساعدة عاجلة للهلال الأحمر الفلسطيني بمقدار 200 مليون ريال سعودي، جزاه الله خيراً، وهي من ضمن المساعدات الإنسانية والحاجات الطبية والغذائية التي يقدمها لإخوته العرب والمسلمين، وهي أقل ما يقدمه للشعب الفلسطيني في محنته الحالية التي يعاني منها. والسؤال الآخر الذي يفرض نفسه أيضاً لماذا لا تتحد الدول العربية كافة وتقوم بنفرة شاملة بدعم الشعب الفلسطيني بما يحتاج إليه في هذه المحنة التي نرى أبناءه يقتلون أمام أعيننا ونحن ننظر إليهم ولا نفعل لهم شيئاً؟ فالشعب الفلسطيني قادر على الدفاع عن نفسه ووطنه ووشعبه، ولكن ينقصهم الإمكانات "المادية والسلاح" الذي يجابه ويحارب به العدو الصهيوني، ولو نحن وفرنا لهم ما يحتاجونه من مال وسلاح، فهم قادرون وعلى استعداد تام في أن يقتلوا ويقاتلوا العدو ويخرجونهم من بيت "المقدس". أو من أي مكان في فلسطين. أو كما قال "البطل" صلاح الدين الأيوبي "القدس أو الموت". وحتى فجر اليوم الأربعاء 16-07-2014، واصل الطيران الحربي الإسرائيلي بمختلف أنواعه قصف منازل المواطنين الفلسطينيين ومواقع الأجنحة العسكرية للفصائل ومقرات أمنية؛ ما رفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 24 والمصابين إلى أكثر من 200 حالة. لماذا لا يقدم العالم أجمع ما في وسعه لنصرة الشعب الفلسطيني؟ ولوضع حد نهائي لهذا العدوان الذي يستهدف الشعب الفلسطيني. أو كما قيل في المثل: "أيد على أيد ترمي بعيد".
جعفر حسن حمودة - الرياض [email protected]
|
|
|
|
|
|