خرقة النقاب! عبد الرحمن الراشد

Quote: محجبات لندن يبدو غريبا بعض الشيء ان يتحاور البريطانيون حول صفة الحجاب والنقاب المقبولة، الذي لخصه اعتراض وزير الخارجية السابق جاك سترو بقوله، انه لا يستطيع ان يخاطب امرأة لا يرى وجهها. لكن الحوار ليس غريبا على هذا المجتمع، المعروف بحيويته وجدليته، فقد سبق ان جادل في ظواهر الهيبية، والتنانير القصيرة، والعري، وعمامة السيخ الدينية. ومن الطبيعي ان تتعدد الآراء حيال النقاب، خاصة انه يزامن التطرف والارهاب، وما تلاهما من عنصرية عند البعض ضد الجالية الاسلامية. جاء دور بريطانيا لتجادل في شأن النقاب، كما تجادت فرنسا حول الحجاب. وأرجح ان يخسر النقاب معركته لا لسبب، الا لأنه غير عملي في مجتمع ارتضى من قبل بغطاء الرأس بلا نقاش، بخلاف فرنسا وتركيا والدنمارك. وسبق للسيخ ان خسروا اعتراضاتهم ضد لبس خوذة الدراجات النارية، التي فرضت حماية لراكبيها، رفضت بدعوى ان عمامتهم دينية ولا يجوز ان يلبس فوقها شيء. قيل لهم في النهاية لا استثناءات، إما الخوذة او سيروا على اقدامكم. ويمثل النقاب اعلى سقف في امتحان الحريات في بريطانيا، التي تعتبر من أكثر المجتمعات الغربية تسامحا، والنتيجة خاسرة حتى الآن. وسبق ان خسر المسلمون معسكرات مهمة كانت تؤيدهم في الماضي، وان كانت تخالفهم في الرأي، مثل اليساريين والليبراليين. كانوا يؤيدون المسلمين من قبيل مبدأ حماية حقوق الحريات الفردية. الأكثرية انسحبت تدريجيا بعد احداث التفجيرات، وسخافات ابو حمزة، وانتشار المؤيدين لابن لادن، وزواجات القصر القسرية، وظهور مواقف ضد المرأة، وأخيرا ارتداء النقاب الكامل الذي لم يكن معروفا قبل ظهور الحركة الاصولية السياسية بين مسلمي بريطانيا. لكن ايضا يجب التمييز بين المواقف، فمعظم المعارضين من السياسيين لم يقفوا ضد حق المرأة في ان تتنقب، طالما انها ليست مسؤولة عن عمل، كما في حال المعلمة، إذ لم يقل أحد بنزع اغطيتها عنها إن كان ذلك خيارها. الحوار محصور في جانبين، واحد قانوني يخص مكان العمل وسيحسمه قرار المحكمة لا المجتمع. وجانب آخر نقاشي ثقافي، كما عبر عنه سترو، بان النقاب يسبب العزل بين فئات المجتمع وتحديدا الجالية المسلمة، التي يقول انها احوج الى الانخراط والتعايش مع الاغلبية. موقف يكاد يتفق عليه السياسيون البريطانيون على اختلافهم الحاد حزبيا في كل شيء آخر، مثل العراق وأفغانستان والعلاقة مع اميركا وغيرها. الحقيقة الأهم من خسارة خرقة النقاب، ان المسلمين خسروا الكثير من التعاطف، بسبب ممارسات أقلية متطرفة، بل إن جود الاقلية هذه أصلا في مجتمع غربي يناقض مبادئها وتدينها لا مبادئ الدولة المضيفة فقط. ولا أقولها من باب التمييز او التذمر، بل من باب الانكار على التناقض، فالاولى بالمعلمة ان ترحل الى بلد مسلم يحترم خصوصيتها، لا أن تعيش بين قوم يناقض كل شيء فيهم ما تعتبر رفضه واجبا دينيا. بريطانيا، والغرب عموما، ليس البيت المناسب للمتشددين جدا، كونه يناقض مواقفهم في كل شيء يرونه ويعايشونه. ويبرر البعض التناقض بين السكن في بلاد «الكفر» وواجباتهم الدينية بقولهم، انها الحاجة الى لقمة العيش، التي اجبرتهم على الانتقال الى بلد كبريطانيا، وهو امر ليس صحيحا في معظمه. الحقيقة انها رغبتهم في رغد العيش لا لقمة العيش، وهما امران مختلفان تماما. الاقامة في بريطانيا مثل الاقامة في أي بلد إسلامي له قوانينه، التي تستوجب من المقيم والمواطن احترامها وإن لم يستطع فعليه أن يعود ادراجه. [email protected] ارسل هذا المقال بالبريد الالكترونى اطبع هذا المقال علــق على هذا الموضوع التعليــقــــات خلف الشمري، «المملكة المتحدة»، 17/10/2006 كلامك واقعي وأتفق معك على هذه النقطة. لمى عبدالعزيز، «المملكة العربية السعودية»، 17/10/2006 زميلة بولندية حين حضرت للمرة الأولى إلى الرياض سألتني إن كان مسموح لها إرتداء لباس البحر على شاطئ السباحة في جدة خلال إجازة قصيرة، أجبتها بالنفي، فديننا لا يسمح به. سألتني: حتى وإن كانت دولة مسلمة مثل مصر تسمح؟ قلت نعم، وبثقة أفهمتها أن هذه الجزئية دينية وليست تقليد. زميلتنا تمشي في أسواق الرياض بعباءة تغطي جسمها حتى في أشد فترات السنة حرارة وتمر مرغمة تحت أشعة شمس حارقة بلباس أسود معروف أنه يمتص المزيد من الحرارة، فقط لأنها احترمت البلد الذي تعهدت بالعمل فيه تحت مظلة نظامه. لم يجبرها أحد على غطاء وجهها أو لبس النقاب أسوة ببنات المدينة لأن هناك دائما حد أدنى وحد أقصى للقوانين. لا أظن أن صاحبة النقاب في بريطانيا تتوقع تأييدا في العالم الإسلامي أو الغير اسلامي لموقفها، ليس فقط لأن النقاب محصور جغرافيا ومذهبيا بل لأنها عادة تتنافى مع مسألة حساسة جداً ألهبت العالم منذ 5سنوات وهي الأمن. تغطية الوجه حتى في البلاد الإسلامية عائق حقيقي يعرفه كل رجل أمن، عائق في نقاط التفتيش وممرات المطارات وعبر الحدود، هذه حقيقة نتجاهل أهميتها لأن قوة البيئة الإجتماعية لدينا تطغى أحيانا على الجانب الأمني، ولكن جاك سترو لن ولا يريد تفهم هذه المسألة، وأظنه أرادها ديبلوماسية وإلا لقالها حقيقةً أن مسألة إندماج الجالية الإسلامية لن يعيقه النقاب، كما أن مستوى الإندماج قبل النقاب لم يعف لندن من الإرهاب. الحقيقة أن جاك سترو يعرف الفرق بين النقاب والحجاب، ويعرف أن النقاب يرمز لجهة إسلامية متشددة لذا أراد أن يسجل موقفا منها، بل ويحاول عزلها عن بقية المسلمين الذين تساهلت معهم القوانين البريطانية بلبس حجاب يغطي الرأس، ويبقيها قضية معلقة يتناولها الإعلام الغربي كله وليس فقط البريطاني، ليقول للفرنسيين مثلا أنكم ان سمحتم بالحجاب في المدارس والجامعات سيخرجون عليكم بالنقاب، لأن الإسلام المتطرف سيطل برأسه عليكم في الحلقة الاخيرة من المسلسل. في رأيي، جاك سترو على حق، بل وكان باللطافة التي جعلته يُجمّل رأيه بالمبرر الإجتماعي، ولكنه غدا لن يفعل إذا ظهرت إشاعة بأن أحد المشتبه بهم في قضية إرهابية كان يتجول في اوكسفورد بالنقاب. صلاح الامين، «نيوزلانده»، 17/10/2006 إن أمثال تلك المرأة يجب أن تفهم أولا وآخرا أنها تعيش في بلد غير إسلامي ولا يدين بالعقيدة الإسلامية، وكان يجب عليها احترام العادات والتقاليد لذلك البلد الذي أمنها وأعطاها الحرية ويجب أن تعرف حدود تصرفها في ذلك البلد.وإلا فما عليها إلا الرجوع من أين أتت وممارسة تقاليدها في بلدها الاسلامي. اعتقد ان امثال تلك المرأة أساءت للاسلام والمسلمين ويجب على اصحاب الامر هناك وضع حد لهذه التصرفات الغير مسؤولة والتطاول على اناس وعادات مجتمعات سهلت واعطت الكثير وعدم اللعب والتكابر الذي ياتي من افراد غير اهل للمسؤولية. احمد سعيد عباس مصري، «الكويت»، 17/10/2006 بالفعل من يريد ان يفرض خصوصياته يفرضها على أسس سليمة وفي ظل مناخ قابل لفرض ما يريده وليرحلوا إلى بلادهم وترك بلاد الكفر لأصحابها، وللاسف ان مشكلة النقاب غير مستساغة للكثير من المسلمين فهي ليست بالفروض الواجبة على المسلمة وبالفعل هو شكل انعزالي حتى داخل مجتمعاتنا وحرية ارتدائه تسمح لمن هي بعيدة عن العمل المباشر وكلنا نعرف كم من المهازل ترتكب باسم النقاب داخل مجتمعاتنا لذلك لا يوجد اصدق ماسمعته منك سيدي الكريم.