|
|
 الصحفي فرح امبده يقرع ناقوس الخطر اشهرانواع الماعز في السودان تواجه خطر الإنقراض بسبب مرض غامض
|
بسبب مرض غامض .. وانعدام الرعاية البيطرية
ماعز الميدوب الشهيرة تواجه خطر الإنقراض
اعداد : :فرح امبدة
قال مواطنون من بلدة المالحة الواقعة في الركن الشمالي الشرقي من ولاية شمال دارفور ان منطقتهم في طريقها الى فقد موردها "الاقتصادي الوحيد" بسبب مرض غامض بدأ يصيب الماعز، ويعتمد سكان المنطقة الجبلية واغلبهم من قومية الميدوب العريقة على تربية الماعز والاتجار بها، وتمول منطقتهم معظم مدن الإقليم بلحوم الماعز التي يفضلها السكان على غيرها وكانت منطقتهم قبل الحرب تغذي حتى الاسواق الليبية، بيد ان الماعز في تلك المناطق الجبلية تعاني من مرض ربما ادى الى تناقص اعدادها والقضاء عليها مع مرور الزمن.
وحسب افادات قادمين من المنطقة تحدثوا لـ"الصحافة" فإن الماعز في العديد من مناطق جبال الميدوب تعاني من مرض غير معروف تسبب في اجهاض اعداد كبيرة منها، وان السكان المنطقة التي تقع معظم بلداتها في الوقت الراهن تحت سيطرة المجموعات التي تعادي الحكومة لا يدرون ما يفعلون لان المرض جديد عليهم ولم تعرفه المنطقة من قبل، وان مربي الماعز باتوا قلقون من ان يؤدي المرض الى ابادة معيزهم التي يعتمدون عليها خاصة وان فصل الخريف هو الموسم الذي عادة ما تحمل فيها اناث الماعز ويشتد فيه عود ذكورها .
ونبه صالح حامد محمد وهو من قيادات حزب الأمة المعارض وينحدر من تلك المنطقة الى ان السكان في تلك الاصقاع يعانون من تدهور اوضاعهم المعيشية جراء الحرب واهمال الحكومة لهم ،وذكر في حديث مع الصحافة مساء أمس ان المنطقة ستتضاعف معانات سكانها اذا ما تحول المرض الذي يصيب مواشيهم الى وباء اذ ان المنطقة حسب قوله ليس امامها من مورد اقتصادي غير تربية المواشي وعلى رأسها الماعز وليس بها اي مشفى بيطري .
وفي وصف القادمين من المنطقة لطبيعة المرض فإنه يصيب الماعز "الماخض" أي التي تكون قد شارفت على وضع حملها، وانها قبل ان تجهض يفتر جسمها وتميل الى "الرقاد" والانقطاع عن قطيعها، وقالوا ان المرض يتمركز في مناطق المالحة ودبدبو وجبل عيسى ومنطقة ماريقة، وان سكان المنطقة ليس لهم حديث غيره لجهة ان المنطقة تعد من المناطق المهمة في تربية الماعز.
وتشتهر المنطقة الواقعة بالقرب من جبال الميدوب بتربية الماعز، وعادة ما يفضل سكان شمال دارفور ومصدرو الماشية الى ليبيا "الماعز الميدوبية" لانها تتغذى على النباتات الجبلية وعروق النباتات التي تعطي لحومها طعما مميزا وعادة ما تكون عظامها هشة خاصة الماعز صغيرة السن والتي غالبا ما يتم خصيها في الستة أسابيع الأولى بعد الولادة و ذلك لتفادى ظهور الرائحة المميزة للماعز وغير المرغوب فيها من قبل المستهلك، وتتميز لحوم الماعز الميدوبية عن غيرها من اللحوم بأنها تحتوى على نسبة اقل من الدهون، وهي من أقدم واشهر أنواع الماعز وتتميز بضخامتها وبأنفها المحدب وبلونها الأشقرفضلا عن إنتاجيتها العالية من الحليب.
وفي الخرطوم توقع خبير متخصص في علم الحيوان هاتفته الصحافة الاسبوع الماضي ان يكون المرض الذي يتحدث عنه سكان جبال الميدوب من النوع البكتيري الذي يصيب الماعز في الأشهر الأخيرة من الحمل بعد ان تضعف مقاومتها، وقال المصدر بعد ان فضل عدم ذكر اسمه " لجهة ان المعلومات التي طرحتها امامه مبنية على وصفة سمعية " ان المرض المعني قد يكون مرض البروسيلا وهو مرض معدي عبارة عن التهاب يصيب رحم الماعز وتتسبب فيه بكتريا معروفة تسمى "البر وسيلا ميليتيناسيس".
وحسب قوله فان المرض يسبب الإجهاض للماعز في الشهرين الأخيرين من الحمل، وقد يكون مدخلا لأصابتها بالعقم في المستقبل، مثلما يفعل مع الذكر الذي يصيبه في الخصيتين والمفاصل، وحسب قوله فإن الذكر يمكن أن ينقل العدوى للإناث ، لكن الأخطر ان عدواه قد تنتقل للإنسان عن طريق تناول الحليب غير المغلي جيدا أو عند تحضير الأطعمة من اللحوم المصابة .
وحسب افادات سكان المنطقة فإن المرض ظهر عقب حملة لتلقيح الحيوانات - استمرت في المنطقة لعدة أشهر- نظمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع السلطات الحكومية لمكافحة امراض الحيوان .. ويشكل ذلك قلقا وسطهم لجهة ان منطقتهم قد لا تشهد عودة فرق التطعيم مرة أخرى.
|
|
 
|
|
|
|
محمد الامين محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست