همسٌ حميم إلى ناعسة العينين (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 09:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-10-2006, 05:40 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
همسٌ حميم إلى ناعسة العينين (1)

    همسٌ حميم إلى ناعسة العينين (1)

    د. ابوبكر يوسف إبراهيم

    عزيزتي ،
    سلامٌ على روحك الطيبة،
    سأبدأ سرد ما تتمنين أن يكون قد سجلته في أعماقي وطبعته على حسي من همسٍ حميم دار بيننا.

    قلتِ لي: إطوِ صفحة الماضي وعشْ حاضرك وتطلع إلى المستقبل ، كانت أحاديثك مثل رفيف الطير وحفيف الشجر في رقتها وعذوبتها ، كانت أشبه بسيمفونيات تمتزج فيها العاطفة والعقلانية، لذا توقفت كثيراً عند كل همس همستِهِ وعندما كنت أسترجع كل ما قلته لي أو سطرته أناملك كنت أحس أن صداه يرن في مشاعري وأحاسيسي التي أضناها الحرمان من غياب الأنثى في حياتي؛ الأنثى التي شيدتُ لها قصوراً في خيالاتي وعشت معها حوارات في أحلامي وأناجي وأداعب طيفها، وعندها قلتِ لي: أن هذا نزق سببه الحرمان والوحدة ، يومذاك أفصحت لك عن بعض من القلق الذي أحسستهوأنه يعتريني وأن تخوفي من التعامل مع الهاتف وراءه ما وراءه وشطح فكرك، حتى تأكدت أن لي معه تجارب مريرة مما حمله لي من أخبار محزنة زلزلت حياتي وكلها أخبار نبأت برحيل أعز الأعزاء وذلك مرجعه لأنني لا أهاتفك إلا نادراً ومن المكتب، وعنما أدركت حقيقة الأمر حاولت أن تخرجيني من هذه ( الفوبيا) التي سكنتني وإستقرت في أعماقي وأصبح التحرر من ربقتها هو الإستحالة بعينها... كان إستغرابك أنه في عصر الإتصالات ما زال هناك من يعيش في غير عصرها فلا هاتف في منزله ولا هاتف جوال في جيبه، ربما يومها ظننتِ بي الظنون وتصورت أن هناك ما أخبأه عنك وأن هناك من الأسرار في حياتي ربما تصدمك إن إكتشفتها... كثيرٌ منا معشر الرجال يعبثون بعواطف الأنثيات وكأنهن دمىً نلهو بها دون مراعاة لأنسانيتهن .. نعم هذا يحدث ولكنه أمر نادر والنادر شاذ والشاذ لا تصدر به أحكاماً على المطلق ، و يومها أكدتُ لك بأني أربأ بنفسي أن أكون كذلك!! فالأنثى في عرفي هي العاطفة الإنسانية التي لولاها لما كان هناك وجود للإنسانية نفسها؛ ولما كانت هناك أنفسٌ تسكن لبعضها البعض؛ ولما كان هناك إستمرارية للحياة . إن الحب مسألة قدرية لا نختار زمانه ولا مكانه ولا كيفيته ولا طرفه الآخرولا نختار سحنته أولغته أو مكانته العلمية والإجتماعية..إنه نوع من التعامل مع المبهم والمجهول، فقط الأقدار هي التي تحدده ونحن نتعاطى فقط مع الظروف التي أوقعتنا في طريقه أو أوقعته في طريقنا!!مسألة قدرية!!

    عزيزتي...
    إن ما جمع بيننا هي تلك الظروف التي تمخضت عنها تلالاً من الأحزان وترسبت في أعماقنا وإستحوذت على حيز حياة كل منا نتاج تجارب عاطفية وإرتباطات باءت بالفشل... إن المصائب يجمعن المصابين وهنا يبدأ كل منهما في سرد أحزانه ويبدأ كل منهما في تضميد جراحات وكفكفة دمع كل منهما للآخر وتبدأ نوع من العلاقة الإنسانية ... يتنامى شعور إحساس كل بالآخر... هي غرسة قدرية غُرست ونمت وترعرعت حتى أصبحت تعبر عن علاقة يصعب وصفها ولكنها تُجمل في كلمة واحدة هي (الحب)!! إنه حب ذاتٍ لذات وروح لروح ونفس لنفس.. حب لا غاية ولا منفعة منتظرة منه ولا هدف بعينه يمكن تحقيقه من ورائه؛ إنه لقاءٌ قدريٌ بين روحين خُلقتا لبعضهما البعض منذ الأزل وأنهما أحستا بأنهما كانا على موعد مع القدر في إنتظار اللقيا أياً كان موعدها. كان نوع من الحب سطرته رغبة ملحة لسبر غور كل للآخر من خلال كتابات لآمست وتر في قلبٍ ينوء بالألم والحزن والأسى.. كنا مثل إثنان جمعت بينهما الظروف لتطابق ظروف كلٍ منهما الآخر لذا لم نواجه أي عناء في معرفة أعماق الآخر وما ترسب فيها من أحداث وذكريات هي ملحمة من الآم و آمال لم تتحقق كان التسرع في الإختيار والحكم غير العقلاني لفورة الشباب هما أهم أسباب الفشل، إن أصعب تجربة فشل يمر بها أي إنسان هو الفشل في الحب الذي كان يعقد عليه آمالاً مجنحة للسعادة... وعندما تبوء التجربة بالفشل تبدأ ملحمة الأحزان والألم ومثل هذه التجارب لا مخرج منها مهما بحثت عنه خاصة إن كنت إنساناً قدرياً، مرهفاً وحساساًحينهاأما أن تتقبل الأمر بإيمانٍ أو أن تقع فريسة للإستنتاجات والبحث عن مبررات الفشل؛ وحينها تغزو حياتك جحافل الأحزان والآلام فتعيش أسيراً لها وتغلق أبواب قلبك وتتقوقع على ذاتك ، فهناك من تقوده الصدمة إلى عدم الثقة بالآخريات أو الآخرين وهناك من يعيش حالته كتجربة شخصية بمحدودية فلا تتعدى تجربته الآخر والأخريات لأنه يعتقد أو أنها تعتقد أن فشلها لا يعني فشل الآخرين في التجارب المماثلة وأن كل حالة لها ظروفها ويصعب التعميم المطلق. وإلى الغد




    همس حميم إلى ناعسة العينين (2)

    د . ابوبكر يوسف إبراهيم

    أمام حبنا عجز اللسان عن الحديث:
    حبيبتي؛
    تعلمين أنني نويت السفر وهو سيكون أول غياب لي بعد لقيانا لأول مرة ومنذ أن تعارفنا وتطورت العلاقة بيننا من تعارف عارض إلى إرتباط وجداني وفكري وعاطفي... أول غياب بعد ثلاثة أشهر من بداية التعارف... ما بين إستعدادي للسفر وإلى السفر كنت أحاول الكتابة إليك يا سيدتي علّني أجد لديك شيء من الراحة التي أنشدها لنفسي حتى أبتعد عن كل ما كان يؤرقني من تفاعلات الماضي .. خاصة وأن معك أعيش المكان وبدأت لا أفكر في هموم وتعقيدات الزمان وأشعر عند الحديث إليك أو حينما أتلقى رسالة منك بالراحة والهدوء والأمان وهي عوامل تساعدني على أن أعيش في حبك بعمق وتساعدني على الكتابة إليك بعد إيجاد الفكرة والمضمون والمعنى للكلمة التي أكتبها وأقدمها لك عبرمشاعري.
    ( الكلمة) هي الجسر الوحيد الممدود لعبوري إليك ووصولي لك؛ هي الطريق الوحيد المتاح لي والمتبقي بعد أن قمت في حبك بإستهلاك كل الحروف وكافة أشكال المفردات وعميقات المعاني التي حاولت العثور عليها لتعبر عما بي من أجلك.. لكي تكون همزة الوصل وكلمة السر وترنيمة العشق وأنشودة الحب فيما بيننا.
    حبيبتي؛
    حين أغيب كما أخبرتك أحس وكأنما يستوحش الروض وتطرق زنابقه لإفتقاد ك يا زهرة القرنفل.. فالقرنقل يضوع بأريجه روحي الجدباء.. عندها أطلب منك أن تسألي الليل الذي نلتقي في حبه وسأسأل أنا كل أزهار الروض من نرجس وليلك وخزامي كيف يشق عليّ وعليهم إفتقاد زهرة القرنفل؟ فتجيب الأزاهير:- أواه ؛ ما أقسى أن نفتقد القرنقل من روضٍ كان يزهو بتواجدها اليانع البليل!!!
    حبيبتي؛
    ما زلت أسأل نفسي أما زلنا في حاجة للكلام؟ والصمت الذي فينا بات أبلغ من كل الكلام!! ... اجابتي أنني لا أعتقد، لأن للعشق الذي ولد فينا جذوره تبقى على الدوام... لا أعتقد، والشوق فينا حديث شفاه لا ينطق سوى بالحب وبكل مفردات الهيام.. هل ما زلنا يا حبيبتي في حاجة إلى الكلام؟ ... لا أعتقد يا قطر الندى وإطلالة الصبح وإبتسام الأيام... لا أعتقد لأنك لهفة اللقاء وغاية المنى ومنتهى العشق والغرام.
    لذا أنا لن أطالبك بالكلام!!!
    ولأني أحبك سأمتنع يا حبيبتي عن كل أنواع الكلام حتى أعود من سفري ، فصباحاتك عشق بالنسبة لي وليل أنت فيه كأس من الحب حين أتذوقها أذوب في حالة وجدانية هي غيبوبة الحب!!
    حبيبتي ،
    هكذا إنفرجتُ عليك كمد غامر من الحب له أجنحة وأيدي وأنفاس، جئتك كحفيف من ثرثرة الزبد وكإهتزاز قصبٍ عبق ، وأنا كعشب تقرضه الأنفاس والرغبات ،وأنت مصخية بنباتك وبراريك وثمارك وتمائم من ذكريات تنتفض بلا مقدمات أو تواريخ بلا وساوس أو نذور ولا إشارات سوى ما تنبئه الروح والجسد من تجليات وما يستوريه كأنه الهشيم على حواسٍ مبهمة!!إننا نعيش الحب لفلذات من ليلٍ محروس ومن نهار قِطَع الصبح، نعيشه كتنفس النخيل، نعيشه كقطف الليلك من شفة ، إننا نعيش الحب في أزهى أوقاته كسنوات من الليل المبلول ؛ حبنا مثل عيون إستغرقت في لحظات حميمية ملياً وهنياً ورضياً دون إعتبار للزمان وبلا وقت، الصبح وما يشبعه ، والظهيرة وما يرفعها على أبراجها ، والأقمار وما ينزفها من شدة إلتهاب الشجر عليها وما لغلالات محمومة تتمدد على البصائر والجفون. هكذا حبنا وريد ينهر وريداً ، سماء تتنفس بصيص نيازك ، تلتحم فيه كل الأمور والأجناس والمقاصد والخير والطير والحمائم وهديلها الخبيء!! حبنا هو مرونة الأغصان بلا إحتباس، أنت هفيف من ملاءآت صبورة ، أطويك وتطويني نحن الأثنين كمن نستعير سنوات عريقة وعالية وأنفاساً من قمح السهول ، طراوةً من عتمة الينابيع ، وبريقاً مسلولاً من لهف الأحبة ، فأخالني أعود من سفري وأضمك فتطوينني وتنسابين زائغة من ربيع إلى فاكهة ، ومن صيفٍ إلى بستان، ومن أعمارٍ عديدة إلى أنفاسٍ متقطعة... تكاثرينني وأضاعف تساقطك عليّ . وإلى الغد

    (عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 09-11-2006, 05:38 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de