|
|
 الجيل المضيع
|
الجيل المضيع
انني كشاب في السابعة و العشرين كثيرا ما تطرق مسامعي تلك الانتقادات التي يبثها الكبار(جدا) حول مدى سطحية هذا الجيل و انه جيل لا يهتم بالسياسة و انه جيل لا يمكن الاعتماد عليه و جيل ضائع و جيل بلا هوية ووووالخ وإنني اريد في هذه السانحة ان اوصل رسالة الى المواطنين الكبار جدا و الى السياسيين الكبار جدا جدا, ان هذا الجيل الذي تتهكمون منه هو جيل في غاية الوعي لكل ما يدور حوله على الرغم من مظاهر اللا مبالاة التي يحيط بها نفسه و التي تفسرونها انتم على انها سطحية, و لكن الواقع هو ان هذا الجيل اراد ان ينأى بنفسة عن هذه المسرحية الهزلية التي تدور حوله لأنه يخجل من ان يكون له دور فيها , انكم ايها السياسيون الكبار جدا لا تريدون اتاحة الفرصة لاحد الاجيال التي جاءت من بعدكم ليواصل المشوار الذي تعتبرون انفسكم قد بدأتموه بمجرد تحريك ارجلكم و ايهام الناس (الكبار) بأنكم تحركونها استعدادا للانطلاق نحو المجد الذي لم نشم رائحته حتى الان منذ خمسين عاما هي عمر الاستقلال, و الاسوأ من ذلك هو انكم لا تدركون ان ما كنتم تقنعون به اباءنا في الماضي لم يعد صالحا لإقناعنا اليوم فانا كشاب من هذا الجيل المضيع لا يعنيني ان السيد فلان هو حفيد الرجل العظيم فلان لأن ما يهمني في شخصك هو ما قدمته لي و ليس ما قدمه جدك , كما لا تستهويني فكرة الاشتراكية التي بدأ مؤسسوها في التنصل منها تدريجيا بعد ان ثبت فشلها بينما ما زال بعض المسنين عندنا يعضون عليها بالنواجذ, كما انني لم اعد اثق في ذلك الفكر المتأرجح بين الاسلامية و الميكيافيلية, و حتى الضيف الجديد الذي حل على الساحة السياسية قادما من الغابات و الذي كان في وسعه اذا تمتع بالحنكة ان يختوي هذا الكم الهائل من الشباب المتابع للمسرحية الهزلية اثبتت تصريحات مسؤوليه انه ينطلق من قاعدة جهوية لا تهمها مصلحة السودان ككل, فبالله عليكم لماذا نهتم بالسياسة التي ليس فيها ما يستحق الاهتمام, قد ينعتنا احد هؤلاء الكبار بأننا جيل غير مثقف و لهذا فهم ينصبون انفسهم اوصياء علينا حتى نكبر و نصبح مثقفين مثلهم, هم لا يدركون ان معايير الثقافة نفسها قد تغيرت, فالمثقف لم يعد ذلك الشاب الذي يزرر قميصه (للزرارة الاخيرة)و يلبس نظارة سميكة ويتأبط كتابا من نوع (جامبو)و يتكلف الوقار في مشيته, انه ببساطة قد يكون شابا يرتدي بنطلون جينز و تي شيرت , يحمل عشرة كتب في (ميموري ستيك) يعلقها في عنقه و لا يلاحظها احد, لا يشتري الجرائد لانه يتصفح الانترنت و يقرأ ما لا تستطيع الرقابة ان تقتطع منه شيئا, يشارك بارائه في المنتديات على الانترنت و التي قلما يشارك فيها من هم فوق الاربعين,كما انه يتابع الفضائيات و يعلم ما يدور في العالم اولا بأول, هذا الشاب الذي يبحث عن عمل و ليس من حقه التفكير في الزواج إطلاقا بفضل السياسات الحكيمة للكبار الذين لم يورثوا جيلنا هذا سوى المشاكل المستعصية, إن هذا الجيل يبحث عن كيان يتمتع بالمؤسسية و حرية الطرح و تكافؤ الفرص و لا يؤمن بفكرة القائد الملهم او المهدي المنتظر الذي سيأتي و ينتشله بقوته الخارقة من اسفل سافلين الى اعلى عليين.
اسامة محمد ميرغني
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست