قراءة في ذفتر توجهات( كاد) تجمع كردفان للتنمية.... KAD

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 09:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-25-2006, 02:16 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في ذفتر توجهات( كاد) تجمع كردفان للتنمية.... KAD

    في هذا المجال نقد م سياحة فكرية عن توجهات تجمع كردفان ، اسبابه و اهدافه و لربما ادواته للوصول لمبتغاه ، هذه المساحة للتحاور و التفاكر قدمها لنا الاخ العزيز ذكتور مكي الدخري و ندعوكم لمتابعة همساته الثرية في كردفان اونلان . و عزرا لايستطيع الاخ مكي مباشرة الرد هنا لانه ما ذال ينتظر العضوية هو و اخرين من كاد . و حتي يرضي عنا الله سنواصل ايصال صوت الكردافة الثوار بما هو متاح .
                  

08-25-2006, 02:19 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في ذفتر توجهات( كاد) تجمع كردفان للتنمية.... KAD (Re: shahto)

    (1)KAD

    تظل التساؤلات كبيرة وكثيرة حول توجهات هذا التجمع كأحد مؤسسات المجتمع المدنى الجديدة التى ظهرت ضمن مشروع التصدى لاشكاليات الوطن المتعددة ورغم أن التعامل مع اطروحاته وجد صدى واسعا وعلى مستويات مختلفة اتفاقا واختلافا، الا اننى أرى أن جزءا من توجهاته المضمنه فى ديباجة الاستراتيجية تحتاج لقراءة ما ولاسيما فى الجزء الخاص بتوجهاته نحو الارتباط بشعوب هذا التجمع التصدى لقضاياها منطلقا من ضرورة التغيير عن ذهنية المركز الاقصائية التى سادت زمنا طويلا وانتجت الازمة الحالية واستبدالها بالارتباط مع المتأذين منها. بالطبع هو مشروع كبير بدأت الحركة الشعبية لتحرير السودان بتدشينه عبر فكرة السودلن الجديد وتبعتها مجموعات أخرى تقترب وتبتعد من فكرة الحركة الشعبية ولكن بمقدار حسبما تقتضيه طبيعة المجتمعات الثقافية التى انطلقت منها تلك التحركات الجديدة من حيث الاقتراب الثقافى من المركز السياسى ودرجات التأثر بخطاب نخب المركز ومنظمات مجتمعها المدنى المتأثرة سلبا وايجابا بالتقلبات السياسية التى هى ايضا نتاج لصراع تلك المؤسسات فيما بينها للاستئثار بالسلطة والثروة وترسيخ بنية وعى ثقافى كثيراً ما كانت مناطق انطلاق تلك الحركات الجديدة مسرحها المستغَل. الا أن هنالك اسئلة يتذرع بها رواد نخب المركز وهذا التجمع كما هو حال رصيفاته من الحركات الجديدة مطالبين بتوفير ردود مقنعة لتلك الاسئلة. من بين هذه الاسئلة هو ما اذا كان هذا التجمع يرتكز على بنى جهوية أو تغذيه نعرةَ عرقيةَ ما تعرقل بناء الدولة القومية الموحدة؟ وقبل محاولات الاجابة على هكذا اسئلة، لابد من طرح الاتى: هل النخب التى قادت الدولة فى العقود الخمسة المنصرمة قدمت نموذجا يحتذى به لفرملة نشوء تلك الحركات، ام تلك الحركات هى بدائل لجأت اليها نخب الهامش كرد فعل لفشل نخب المركز فى انشاء دولة حسنة السير والسلوك؟ من خلال قراءة توجهات التجمع نفهم أنه يقول بأن فاقد الشئ لا يعطيه. أى أن فكرة الأحزاب السودانية ولاسيما العتيقة منها يمينا ويسارا ووسطا تتبنى الاطروحات القومية شكلا وتمارس اللاقومية مضمونا. وبالتالى يكون الاحتمال الاول هو اذا كانت هنالك جهويةٍ ما تسيطر على تفكير نخب حركات الهامش فيبدو أن منشأها هو اطروحات ومن ثم ممارسات نخب منظمات المركز السياسى، أى داونى بالتى كانت هى الداء. والثانى هو أن تلك الحركات قررت احداث قطيعة نهائية مع تاريخ الفشل الذى كسا ادق تفاصيل تاريخ تلك الاحزاب واحداث توجه جديد يمحو عار الفشل ويؤسس لمداخل جديدة نحو دولة تنتسب ولو جزءيا للعصر. لكن يبدو ايضا ان نخب المركز لا تريد التحول نحو تلك الحركات لدعم حركة التجديد تلك. أى أنها تصر على الاخرين بالانتماء اليها وليس العكس رغم انها تحمل فى طياتها ذات الداء الذى تراه اصاب تلك الحركات الجديدة. ويبدو ايضا أن بعض النخب المتمترسة داخل المركز السياسى لا يعجبها لا هذا ولا ذاك. وذلك عندما تكتب وتقول ان فشل الاحزاب فى المركز السياسى ديمقراطييها وشمولييها ليس مبررا لقيام تلك الحركات وليس مبررا لحمل السلاح وليس وليس وليس. لكن هذه الدعاوى لا يسندها الواقع بتاتا. فجميعها حملت السلاح من ليبيا ومن اسمرا ومن داخل الخرطوم ومن مصر لكن يبدو ان معيار تلك الاحزاب سادرا فى غى الغرابة وهو اذا فشلت هى فى تجربة ما فما على الاخرين الا التسليم بهذا الفشل والبقاء منتظرين حتى تأتيهم بينة من ذات موقع الفشل. بهذا الرفض لتحرك الهامش وعدم الوقوف مع قضاياه العادلة هم يقفون مع ذات النظام الذى حملوا ضده السلاح وعندما فشلوا فى ازاحته جاءوا ليقتسموا معه المواقف والثروة والسلطة متذرعين بالكثير غير المقنع. الا أن المنتظرين وكما اراهم قد ملوا الانتظار واصبح لا عاصم لهم اليوم من أمر هذه البلاوى الا التمترس خلف وحدتهم وايجاد ارضية الارتباط المصيرى الذى يحولهم من منتظرين ابديين الى صناع قرار. أم أن هذا ايضا ليس حتى من حقهم أن يحلموا به. تعالوا الى كلمة سواء.
    مكى الدخرى
                  

08-25-2006, 02:21 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في ذفتر توجهات( كاد) تجمع كردفان للتنمية.... KAD (Re: shahto)

    (2) KAD



    فى حالة الدولة فى السودان تظل فكرة البحث عن حلول عن طريق منظمات المجتمع المدنى فى الهامش هى احدى الافكار الصالحة بعد الفشل الذريع لرصيفاتها المنتفخات بالافكار الاقصائية وغير القادرة على التخلص منها.أى أن طبيعة تكوينها بجوانبه المختلفة يفتقر لأسس ومبادئ الديمقراطية الخلاقة بتمفصلاتها المختلفة فى حياة الانسان وهذا ما ضربها فى مقتل. هذه الاسس والمبادئ اذا لم تكن هى اس الارتباط بين منظمات وتجمعات وحركات الهامش فانها تفقد صلاحيتها كبديل معقول وذى وجود مبرر. ببساطة لأن انجاز المشروع الانسانى لن يكتب له النجاح بدونها وهذا سنعود اليه فى دفتر اخر من توجهات كاد.
    هنا نقرأ توجهات كاد من خلال رؤاها وتصوراتها للواقع بمنظارالتاريخ والجغرافيا الاجتماعيين حين تتلمس طريقها نحو فك الارتباط بالمركز وتعزيزه مع تلك المنظمات الجديدة. وهنا تتوجه كاد بهذه البوصلة لاسيما مع واقع مهمشى دارفور. لست متأكدا من مقولة تداولها الكثيرون تنسب للراحل الدكتور جون قرنق وهى أنه فى احدى جولات المفاوضات بين الحركة الشعبية وحكومة الجبهة الاسلامية "قبل الفراق" جاء الراحل الدكتور قرنق داخلا الى غرفة المفاوضات فوجد مفاوضيه على الحاج ومحمد الامين خليفة فقال لهم"واتو مشكلتكم معانا شنو"؟
    فى كردفان توجد قبائل الدينكا، الفور والبرقو والزغاوة والمساليت والبرقد والنوبة الداجو والتنجر والتمام والبنى هلبة والمسيرية والرزيقات و البرنو والفلاتة والبديرية والجوامعة والجعليين والشوايقة ..الخ ما ذكر فى بوستات تعريفية رصينة فى موقع كردفاناونلاين أوردها بعض الاعضاء المحترمين، اضافة الى العديد من القبائل والاثنيات الاخرى التى يشترك فيهااقليمى دارفور وكردفان.
    نقول إن موت أحد أفراد هذه المجموعات فى دار فور بالانتينوف أو احتراق قريته أو سلب مصادر رزقه من حيوانات اليفه وحرماته من امكانية اصطياد البرية من الاراضى الزراعية بورة كانت ام سراية أو رعوية، يجعل ذوىالقربى منه فى كردفان متأذين مثله، حزينون مثله، هميمين بالبحث عن مساعدته وفقا لتراث الاسرة الممتدة وتراث التضامن القبلى والاجتماعى الذى يبدأ من النفير والسربة مرورا بالمشاركة فى الاتراح والافراح الى دفع الدية. هذا الاحساس ايضا ينتاب الاخرين فى الاقاصى الاخرى من السودان لكن بدرجة اقل كما سأحاول توضيحه لاحقا.
    يسافر الكثيرون فى رحلة النشوغ (ق) من كردفان الى دارفور حيث الاشتراك فى مصادر الثروة ولاسيما الطبيعية، فيرعون انعامهم هناك حيث تستطعم من ذات المكان الجغرافى والتاريخى فى آن واحد، تشرب من مصادر المياه ذاتها وربما انستروا من المطر بالخيام المصنوعة من المواد ذاتها. ولأن الانسان كائن اجتماعى ففى كثير من الاحايين تنشأ العلاقات الاجتماعية التى مرجعها الاساسى فى رايى هو تقديس فكرة التشارك هذه، من زيجات وصداقات تتجاوز لتصبح هذه العلاقات ربما ابدية لدى الانسان الطبيعى والسوى. اللب الاقتصادى ومن ثم الاقتصادى هذا، هو رابط بين سكان هذين المكانين ولا يخلو من التأثيرات السياسوية والتثاقفية التى تنتج من خلال تداخل هذه العناصر. لا أحد ينكر وعلى الاطلاق وجود ذات المجموعات السكانية التى ذكرت، وجودها فى معظم ان لم يكن فى كل بقاع الجمهورية المفترضة فى كل اتجاهاتها غير المتفق على تسميتها بطريقة لائقة، نتيجة لألاعيب النخب السياسية المتمركزة (اذ انها تارة جنوب وشمال السودان فقط، وتارة غربه وشرقه وجنوبه وشماله ووسطه، وتارة اخرى دارفور والشرق والشمال، وأحيانا و...الخ ما تقتضيه مصالح الانظمة السياسية الحاكمة فى الخرطوم من تسميات تغنيها فقط وتسمنها من جوع وتسهل لها تذويب هذا فى ذاك). ولكن هل رأينا ما يجعل الارتباط بين دارفور وكردفان والذى تمليه طبيعة نمط الانتاج الاقتصادى ومخرجاته السياسوية والتثاقفية لدى السواد الاعظم من سكان هاذين المكانين، هل رأيناه فى تلك الاماكن الاخرى فى كل بقاع الجمهورية المفترضة هذه؟. اذا رأيناه موجودا فلربما أملته ظروف التنزيح أو النزوح "الطوعى" وكليهما كانا دون رغبة الذين عانوا منهما. ولكنهم اى المجموعات التى ذكرت سابقا اتبعوا عندما تحولوا هناك ولكن لا اعتقد ان ان يرتبطوا بالاخرين الذين سكنوا معهم بعد وقوعهم تحت مغرزة التنزيح والنزوح هذه، وبالتالى لم يكن الحال معهم مثلما مع الذين تشاركوا معهم الماء والكلأ. ففى الجزيرة هم عمال "اللقيط" و"ام بحتى" وجمع القطن وعمال المحالج والمعنيين بالكشات بأنواعها المختلفة فى عاصمة بلدهم ..الخ. إذ أن التاريخ القريب لم يذكر أن قطارا كان يحمل "مكشوشين" متوجهاوكذلك فى القضارف وفى هبيلا التى لم يمتلك اى احد من المجموعات المذكورة اى مشروع زراعى فيها مع انهم سكان المكان والعارفين ان وقوع هذه المجموعات فى وفقا لحقائق الالتحاق بالتعليم فى وقت مبكر وشغل الوظائف فى وقت مبكر لدى رصفاءهم الذين استاثروا بذلك الحظ ليس للمقدرات الذهنية الخارقة أو خاصية النهم المعرفى واللتان تتوفران عند الكثيرين من افراد هذه النخب، ولكن تلبية لظروف الاحتلالات المختلفة وتماهى رواد هذا السبق مع خطابها وانسجامهم النفسى مع نزعاتها الاستغلالية بما فيهم من تأثروا بتلك النزعة من السكان من هذه المجموعات ان وجدوا. هذا واقع ونمط انتاج لا يوفران ظروف ارتباط مثل التى تتوفر فى الحالات المذكورة انفا. هؤلاء الناس وجدوا انفسهم مغمورين فى تشارك نمط هذا الانتاج المتخلف دون رغبتهم، ولكنه الخيار المؤلم الذى لابد لهم من الدفاع عنه كوسيلة وحيدة وشبه أخيرة للبقاء. انهم فى نظر حملة الذهنية الاقصائية حتى من بنى اثنياتهم يجب أن يحيوا هكذا. حتى ان رئيس الدولة المفترضة عندما ثار هؤلاء الناس فى دارفور بصرف النظر عن التسرع فى الحكم على ما آلت اليه ثورتهم، قال انه صراع حول جمل مسروق، ورددت صفوة الحماية الايدولوجية قائلة انه صراع حول الحواكير. اى انه ليس صراع بين عمال فى مصنع وسلطة، ليس احتجاجا على عدم وجود بنية تحتية مهلهلة حتى، ليس صراع ضد الوبائيات المستفحلة، ليس صراع ضد الامية الابجدية، ليس صراع ضد الهيمنة الثقافية، ليس صراع ضد الاستغلال السياسى، ليس صراع ضد الجفاف والتصحر والجراد والافات الزراعية، ليس صراع ضد عقلية الاستعباد، ليس صراع ضد جهاد المسلم ضد مواطنه غير المسلم أو المسلم فى جبال النوبة، ليس ضد اعدام التراث الانسانى، ليس ضد اكثر تجليات المشروع الحضارى فاشية والمتمثلة فى الاسلمة والتعريب القسريين،ليس ضد فرض الالحاق الثقافى المحرم دوليا وفق لحقوق الانسان، ليس ضد فرض الايدولوجيا الدينية والثقافية التىتلغى مدرسة فى حجم مدرسة خورطقت وتحرم الالاف من أبناء سلالات ام بحتى واللقيط من تلقى العلم فى منبر له القدح المعلى عندما يتناول السودانيون سيرة ما تبقى من التعليم الجيد، ليس صراعا للحفاظ على ثقافة المقاومة الشعبية – عندما يتغنن بنات دارفور وفى تلفزيون الدولة المكرية "حماده جندو وأمو ما رديانه، لبسو الكاكى وأمو ما رديانه" (المقصود رضيانة)- ، ليس ضد يلدونالا فاجرا كفارا، ليس ضد الذى ما خفى وهو أعظم، انه صراع حول جمل مسروق او حول حواكير أوهو صراع عصابات نهب مسلح. هذا المشروع الذى له تعريفه الخاص والاخرق للآخر ولردود افعاله، هذا المشروع لم ينزل علينا من السماء ولم يهاجر الينا من الجزر أو أشباه الجزر، انه صنيعة ثقافة ضلالية لها تاريخ طويل متجذر فى مؤسسات هذه الدولة المفترضة وهى معاص لا يستطيع ابليس انجازها على وجه الارض وقد تسببت "فعايلها" تلك فى محاولات ربط نضالات الشعوب المهمشه فى وطننا مع بعضها البعض ومن بينها دارفور لا يهم أين زمكانيتها بقدر ما يهم هبتها الواضحة لتغيير هذه الضلالات. انها نضالات موجهة لهزيمة ذهنية وليس لهزيمة عرق. ان صراع الذين يقفون مع بعضهم البعض ضد هذه الضلالات ليس صراعا املته حقيقة وجود ظاهرة سيكولوجية المقهور كما سماها فرويد ولكنه ضد اسقاطات هذه السيكولوجية وضد ممارسات الذين تنطبق عليهم بالفعل تلك السيكولوجية كما هو واقع النخب التى الحقت الدولة المتعددة الاثنيات بالاخرين الذين ينتمون سوا تسمى به وجودها، ومن ثم احدث لهم ذلك تلك العقدة عندما يحسون بالدونية وهم جالسين بينهم. اضافة لذلك املته ظروف الاشتراك فى مأساة تناسيهم كبشر اولا، وكمواطنين ثانيا وكمختلفين ثقافيا ثالثا وكمنبوذين عرقيا(عرقهم دساس أو مرتزقة، هل نستطيع أن ننكر أن ذلك حدث ويحدث؟) رابعا.
    يقول المفكر السودانى منصور خالد فى هذا السياق "ان العنصرية هى صفة يلصقها أهل الشمال بكل صاحب حق ينهض للمطالبة بحقه من عناصر السودان غير العربية، وكلها اما حقوق سياسية أو اقتصادية لا شان لها بالأصل العرقى أو المنبت. وفيما يبدو فان العنجهية العرقية عند بعض أهل الشمال لم ينج منها حتى الذين ينتسبون منهم للصحوة الاسلامية، علما بأن الاسلام دين لا يتفاضل عربه على عجمه الا بالتقوى" (النخبة السودانية وادمان Institutionalاو العنصرية الممأسسة.
    هنالك اختلاف يقرأ فى توجهات كاد مع ما يعنيه الدكتور منصور خالد فى تعميمه للفظ (أهل الشمال) بهذه الطريقة المطلقة فنحن نفهمه فى اطار الشمال السياسى أى الذهنية السياسية التى تم انتاجها لادارة الدولة والتى يسميها البعض امثال المفكر السودانى الكتور محمد سليمان واخرين بذهنية الجلابة او دولة الجلابة، ولا نفهمه فى اطارالشمال الجغرافى اوالاثنوقرافى رغم ان الثانى كان محورا اساسيا فى انتاج الاول ولكن الذهنية التى تشكلت استدمج فيها من هم خارج الشمال الجغرافى كما هو حال الذين يتبنوها فى الامصار السودانية التى فى اقاصى الحدود الغربية والجنوبية. اضافة الى ذلك الاختلاف وكما هو واضح فى قراءة محمود الزين المذكورة أدناه، واذا اعتبرنا ان الخرطوم شمالا، فانها متغيرة من حيث الوصف الديمقرافى الاثنوقرافى وهذا التغيير يدحض امكانية التعميم بأن كل اهل الشمال ينظرون هكذا للاخر.
    يذكر الدكتور محمود الزين حامد فى محاولتة الرصينه لقراءة مدلولات الخارطة السكانية الراهنة فى السودان " الذى ينظر إلى تاريخ السودان منذ بدء الاستعمار التركى يلاحظ أنه كلما توغل السكان الهاربين من الإرهاب التركى جنوباً أكثر فأكثر كلما كانت العاصمة التركية تهرب شمالاًَ. هل هذه مصادفةً؟ أم أنه منطق وسم العلاقة الجيوبوليتيكية بين الكثافة السكانية والسلطة فى السودان؟ وما تأثير ذلك على النخب الحاكمة؟ إننا نزعم أن الخصيصة الهروبية التى لازمت الإدارة الاستعمارية لأكثر من عقدٍ من الزمان منذ دخولها السودان وتأسيسها لعاصمتها فى الخرطوم قد طبعت هذه العاصمة حتى هذه اللحظة بِسِمَة عدم الإصغاء لمطالب الشعوب التى تحكم وهكذا ورَّطتها فى عدم إدراك حاجات هذه الشعوب وبالتالى مراكمة غُبنها والأخير هذا هو سبب هاجس الخرطوم التاريخى المتمثل فى إحساسها بأنها عرضة "للغزوات" المدمِّرة من قِبل هذه الشعوب. الخرطوم الحالية متورطة فى حالة كونها عاصمة تركية – عاصمة ورثت كل صفات العاصمة التركية الاستعمارية؛ عاصمة مُهَجَّسَة، وبالتالى متربِّصة بكل "الغرباء" وهى هكذا لن يهدأ لها بال إلا حين تُهجِّنهم، حين تُعِيد تشكيل كيميائهم النفسى فى قوالب الأرثودوكسية والإستبداد الشرق-أوسطيين‘ أو تسحقهم أو تقذف بهم بعيداً فى اتون المجهول أو فى أحيان أخرى تستدمجهم فى خطابها السياسى العام لكن تحديداً بهدف تقديمهم كقرابين لإستمرار مشروعية نمط حكمها الإستبدادى. عزلة الخرطوم جعلت منها عاصمة استبدادية. هل تغير ذلك الآن بعد أن تحوَّلت الخرطوم من عاصمة ذات أغلبية عربية إلى عاصمة أقليات لا تدعى أيٍّ منها الغلبة عددياً على الأُخريات؟"
    فى مثل هذا التاذى من تلك الضلالات، يشترك الحامدى أو ام رياحى مع البرناوى والبقارى مع الزغاوى، لكن ليس زالنجى مع شندى او عبرى مع امرمبيطة وأعنى من يسكنون وليس الموقع. لأن الذى فى شندى حتى ولو كان تعلم أنه هو الاعز تاريخيا حتى وأن اكتست اماكن سكنه بمميزات التهميش، تثقف تاريخيا بأنه الانقى عرقيا وبالتالى تشكل هكذا سيكولوجيا وبالتالى لن يثور على ذاته. أى أنه "مهمش نقى عرقيا وثقافتو سايدة، ولا نقى قاعد على راسو. .."
    وبعد سقوط الملايين من ضحايا هذه الدولة، أحسن ما يمكن أن يحلم به الفرد من المطالبين تاريخيا وأخلاقيا بالارتباط المصيرى هو نائب رئيس دولته أو حاكما انتقاليا للاقليم الذى ينتمى اليه من حيث العرق أو مساعدا لأحد الرؤساء غريبى الاطوار وهذا وفق اتفاقيات تعتبر اتفاقيات لوقف الموت واستمرار الحياة البائسة. أى بؤس أكثر من أنك لا تستطيع أن تحلم بالطريقة التى تأمل فيها بتقدم، وفى وطنك؟ هل هذه اتفاقيات تؤتى أكلها؟ أليست هى اتفاقيات تجيز للاخرين المغربين فى وطنهم بأن يرتبطوا ببعضهم البعض من أجل مواجهة الاخر الذى غيبهم فى رحلة التغيير هذه مهما كانت شرعية سلطته المكتسبة، أو بأى شرعية مركزية ظلت تاريخيا تهمشهم سياسيا وتستغل مواردهم اقتصاديا وتقصيهم ثقافيا وتضطهدهم عرقيا بحيث تصبح محصلة تلك الظلامات هى هيمنة متكاملة العناصر. وفقا لهذا الواقع وما تمخض عنه من وقائع سياسية واجتماعية تمثلت فى فرض رؤى التغيير من اقاليم الاطراف المهمشة كما هو حال جنوب الوطن وشرقه وغربه، وفقا لذلك ترتبط كردفان بدارفور وبالاخرين القادمين فى الطريق وبعيدا كل البعد عن ارث المركزية الاستعلائى، الجهوى، العرقى، الاقصائى، الاخصائى والاستغلالى.
    لقد ذكرت جنوب الوطن وشرقه وغربه وفق التعريف السائد والمخل وليس لى اى عذر سوى ايصال فكرة قراءتى لتوجهات كاد عبر السائد من مصطلحات، وفى هذا السياق ما الذى تبقى من الجمهورية المفترضة وها هى كردفان ممثلة فى تجمع كردفان للتنمية وتجمعاتها وروابطها الاخرى قد تخطت التابو وتجاسرت على وهم ما تبقى من مركز عبدالرحيم حمدى،الصادق المهدى،الميرغنى وعموم اليسار العروبوى والاسلاموى وجميع الالحاقيين. ماذا تبقى حتى نبقى اسيرى مكان ليس موجودا الا فى مخائل دعاة الوطن العربى الكبير وصفحات التاريخ المزور باتفاق الكثيرين من رواد الآركيولوجى والممسكين بمقود منهج البحث فى التاريخ. ماذا تبقى؟ على هذه الذهنية أن تتغير.
    وللحقيقة ايضا لنا مزار آخر سنأتى له لاحقا فى محيط الثورة فى دارفور وارتباطها بما حولها نتيجة للتداخل الاثنوقرافى الذى ينتج وبالطبع واقعا تاريخيا مشتركا ولكن يظل الاختلاف بينهما موجودا لضرورات عدة مثل نسبة الاثنيات المتداخلة ونسبة اندماج الاثنيات مع الاخرين فى كل اقليم على حدة ..الخ. وبالتالى تأثير النشاط الاقتصادى والسياسى والاجتماعى الذى ربما تغذيه عوامل ارتباطات اخرى لها علاقة بميكانزمات التعايش وتاثير السلطة المركزية ووووو....الخ. ولكن ايضا تظل عوامل الارتباط بين هذين الاقليمين أقوى من عوامل الفك بينهما.
    بقى أن نشير الى أن ادانة او التشكك فى مثل هذه المبررات للارتباط وتحديد المصير المشترك بين سكان الهامش من اجل خلق وطن قومى معافى واردة لكن بحضور مشروع بديل. وأن التشكك المجانى فى النوايا الوطنية لسكان الهامش محمود الزين يجب ان يدرك الناس أن ضحايا الحروب لهم حساسية مفرطة تجاه دق طبول الحرب وتجاه صياح الغوغاء المتعطشة للدماء. إن ضحايا الحرب يطورون وأن الذين لم يعانوا ويلات الحرب هم وحدهم الذين يشعلون نارها وهم وحدهم الذين لا يدركون فظائعها وهم وحدهم غير المبالين حين تدق طبول الحرب. تعالوا الى كلمة سواء.
    مكى الدخرى
                  

08-25-2006, 11:58 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في ذفتر توجهات( كاد) تجمع كردفان للتنمية.... KAD (Re: shahto)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de