مريم عبد الرحمن تكس: وحدة السودان مسؤولية مَنْ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2006, 06:41 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مريم عبد الرحمن تكس: وحدة السودان مسؤولية مَنْ؟


    وحدة السودان مسؤولية مَنْ؟

    مريم عبد الرحمن تكس

    * كتب الأستاذ حيدر المكاشفي يوم الإثنين 14 اغسطس- الصحافة العدد 4737 مقالاً بعنوان: «الوطن بين (طنابير) الوحدة و(دلاليك) الإنفصال»، وقد شدني هذا المقال وأخرجني من شواغل كثيرة شغلتني عن الكتابة ذلك أن المقال الذي بدأ بـ (خمس سنوات وبضعة أشهر هي كل المدة المتبقية لحلول أوان استحقاق تقرير المصير الذي نصت عليه اتفاقية نيفاشا حيث يجري الإستفتاء على مصير الوطن بين أن يبقى واحداً موحداً أو ينشطر إلى دولتين).. ويستطرد الأستاذ المكاشفي قائلاً: (ورغم خطورة هذا الحدث واقتراب زمانه إلا أن قضية الوحدة ظلت مهملة ومنسية لا تجد ما يقابلها وما تستحقه من جهد وبذل وعمل من الأطراف والفعاليات كافة سياسية واجتماعية وثقافية)، هذه المقدِّمة في المقال لم تنبه إلى المصير الذي ينتظر وحدة السودان بل الى كون قضية الوحدة نفسها مهملة ومنسية، هذا يقودني إلى سؤال جوهري وأساسي على عاتق من تقع مسؤولية وحدة أراضي وشعب السودان؟ وإلى سؤال آخر هل الأطراف والفعاليات في الشمال مؤهلة لتحمل مسؤولية الوحدة؟!
    مع الإقرار التام بالتباين الثقافي والديني والعرقي في السودان إلا أن الحراك الإجتماعي الطبيعي كان يسير نحو بلورة الشخصية السودانية لولا سياسات ما يعرف بثورة الإنقاذ التي جعلت من قضية الوحدة الوطنية أمراً شائكاً ومعقداً في آن واحد، فهل بالإمكان الإستفادة من كل الخراب والتدمير اللذين حدثا للبنية الإجتماعية في إعادة بناء وتعمير وجدان وطني واحد أم أن الوحدة مُساقة إلى حتفها؟! أعود إلى السؤال الجوهري على عاتق مَنْ تقع مسؤولية وحدة السودان؟ فإذا كان الشمال غير مؤهل لذلك، الأخوة في الجنوب ما هو دورهم والسنوات الخمس تمر مرَّ السحاب الذي تسوقه الرياح الهوجاء؟
    على الاخوة في الجنوب أن ينظروا إلى مكونات شمال السودان نظرة متأنية متأملة، وسيكتشفون أن الشمال الآن يعاني خللاً واضحاً في بنيته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وإنه ليس موحداً بشكل من الأشكال ضد الجنوب، وأن شمال السودان الذي يضم شمال الوادي والشرق والغرب والوسط، كل مواطن في هذه الجهات له معاناته وهمومه، فالمواطن في عطبرة يقف على أطلال مدينة كانت تعرف بمدينة الحديد والنار، كانت تتمتع بحراك ثقافي واجتماعي واعد، والمواطن في ام روابة يقف على تلال الرمال الزاحفة بعد أن كانت المدينة من أكبر أسواق المحاصيل النقدية في شمال كردفان، إذ انتهت تقريباً شمال كردفان تماماً كمنطقة ذات انتاج زاخر أسهم في بروز رأسمالية وطنية، على سبيل المثال (الشيخ مصطفى الأمين) وعلى عطبرة وام روابة قس ما شاء لك لتجد أن مواطن الشمال دائخاً حائراً.
    في الجانب السياس، الأحزاب السياسية في الشمال كيف ينظر لها الاخوة في الجنوب هل يرونها قادرة وفاعلة تعيش ديمقراطية حقيقية تعمل وفق دساتيرها ونظمها الأساسية... هل هي قادرة على اتخاذ قرار أو فعل في مناطق نفوذها ودوائرها دع عنك قضية وحدة الجنوب والشمال؟!
    في الجانب الثقافي، الصحف والكتاب والمثقفون مَنْ هم ولمن يغردون وفي أي وادٍ يهيمون وبأمر مَنْ ولمَنْ يكتبون؟ هل يكتبون من أجل ثورة التغيير؟ من أجل حقوق المواطنة والعدالة؟ للأسف لا يزال بعضهم يرى أن الإنقاذ ضحية للحركات المسلحة التي حملت لواء التغيير ويعيبون على قادتها أنهم لا يحملون الدرجات العلمية وينسون أن دبابات الإنقاذ التي استولت على السلطة ما زالت ترابط أمام مباني الإذاعة والتلفزيون وهم يتباكون على دخول المتمردين للخرطوم، وينسون أيضاً أن الدرجات العلمية لا تكفي لخلق رؤية وطنية ثاقبة صادقة وأمينة ولا يريدون أن يعلموا أن الشيخ زايد بن سلطان الذي نهض بالامارات وحدة واعماراً كان أُمياً، وأن السودان ابو مليون ميل مربع وأطول نهر في العالم قعدت به درجات السوربون وغير السوربون في ذيل قائمة الدول الفقيرة والأكثر لجوءاً ونزوحاً وفساداً في العالم. فهل يقرأ الاخوة في جنوب الوادي كل هذه التناقضات التي يعيشها الشمال ليدركوا أن الأزمة ليست أزمة شمال الوطن وجنوبه وحسب بل أزمة ضمير وطني عام.
    ومما يجعلها أشد وطأة وأقسى وقعاً كونها نابعة من الرجال الذين يتحكمون في إدارة البلاد بالسلطة والمال، ولأدلل على ذلك أسوق مقتطفات من مقالين أحدهما للأستاذ الحاج وراق والآخر للدكتور الطيب زين العابدين في مشكلة تمس جوهر الوحدة الوطنية في الشمال نفسه. كتب الأستاذ وراق يوم الأحد 6/8/2006م بعنوان: صفعة (الغطرسة)، وذلك بمناسبة تأخير موعد وصول الأخ القائد مني أركو مناوي تحدث الأستاذ وراق عن دلالات هذا التأخير قائلاً: (فإن له دلالات مهمة عن طبيعة القائد مني وطبيعة الدوائر المتنفذة في الإنقاذ والتي اختطفت القرار السياسي في البلاد، ومن ثم فإن له مغزى مهماً لارتباطه بالكرامة). انتهى كلام وراق. ليقول د. الطيب زين العابدين في ذات السياق في مقال نشر يوم الأربعاء الموافق 9/8/2006 العدد (4732) ص 13 بعنوان: (فهلوة + رذالة+ سوء تقدير) (...في هذا المناخ المواتي يعرض الدكتور مجذوب الخليفة عقد شراكة سياسية بين المؤتمر الوطني ووفد المقدمة المعني، فقد سبق وأن عرض الفكرة لوفد المقدمة من الحركة الشعبية الذي وصل الخرطوم في نهاية 2004م، وكان الرد المهذَّب من الوفد بأن الوقت لم يحن بعد لعقد مثل هذه الشراكة، وقام بعرض الفكرة مرة ثانية لوفد المقدمة من حركة تحرير السودان وجاء الرد مثل الذي سبقه إن هذا الاقتراح سابق لأوانه ولا أظن أن الدكتور مجذوب سينسى فكرته المحببة إذا وُقِّع اتفاق جديد مع مؤتمر البجا أو فصيل عبد الواحد أو خليل ابراهيم رغم فشل التجربة مرة بعد مرة وعلى كلٍّ من حق السياسي أن يحاول زيادة فرص كسبه السياسي بالسبل المتاحة كافة بما في ذلك الفهلوة السياسية، ولكن لا يجوز له أن ينحط إلى درجة الرذالة السياسية وهذا ما حصل مع وفد الحركة بعد رفضه عقد شراكة مع الحزب الحاكم فجأة اكتشف الحزب المضيف أن عدد العربات التي يستخدمها وفد المقدمة أكثر مما ينبغي فأنقصها بنسبة (600%) وسحب خدمات الغسيل والاتصالات من أعضاء الوفد وتغيَّرت كمية الطعام ونوعيته.. ماذا كان يتوقع عباقرة المؤتمر الوطني من مثل هذا السلوك المزري مع حركة مسلحة حملت البندقية من أجل كرامة أهلها ورفع المظالم عنهم سوى تلك الصفعة التي تمثلت في عدم حضور زعيم الحركة في اليوم الموعود). إنتهى كلام د. الطيب زين العابدين..
    هل يتابع الاخوة في الجنوب أخبار مثل هذه الممارسات السياسية التي أرجعها الكاتبان المرموقان وهما ليسا من غرب السودان إلى انها موضوع كرامة ألا يلاحظ الاخوة في الجنوب أن بأسنا بيننا شديد، وأننا في سبيل السلطة لا نبقي كرامة ولا انسانية ناهيك عن حق مواطنة وحق قانون أو دستور، ألا يقرون بعد هذا أن الموضوع موضوع ثقافة سياسية يجب تغييرها من جذورها وإلا فلن يبقى السودان موحداً ليس شماله وجنوبه بل إلى أبعد من ذلك.
    إذاً، الكرة في مرمى الاخوة في الجنوب فما هو رأيهم ودورهم في موضوع الوحدة فقد ورد بصحيفة «ألوان» العدد (3593) ص3 بتاريخ 4/8/2006م حديثٌ للسيد باقان أموم حول موضوع الوحدة جاء فيه (...جاذبية الوحدة ترتبط بإصلاح جذري في البنية السياسية للدولة السودانية وتصحيح ظلامات الماضي وتبني برامج ايجابية تعالج قضايا التمييز العرقي والديني وقضايا التهميش الاقتصادي والسياسي، ربما لا تكون فترة ست سنوات (قبل موعد الاستفتاء) لانجاز كل ذلك كافية لكن لا يمكن أن نطلب من الجنوبيين أن يدوسوا على الجمر، مسؤولية تنامي روح الإنفصال في الجنوب هي مسؤولية جمع القوى السياسية التي حكمت السودان مُنذ الإستقلال والتي حاولت فرض مشاريع آحادية واقصائية على الجنوب، كما أن حكومة الانقاذ مسؤولة عن ذلك لأنها أعلنت الجهاد ضد الجنوب مما خلف مراراتٍ وأثراً سلباً على العلاقات بين الشمال والجنوب). انتهى كلام السيد أموم. لأقول له إن جماهير الشعب السوداني بلا استثناء هي الآن تدوس على الجمر وضحية مثلها مثل شعب الجنوب للسياسات التي ذكرها وإذا أعلنت الانقاذ الجهاد على الجنوب ونفذته فإنها لم تتوان في الشروع في التطهير العرقي والإبادة الجماعية في دارفور (مشفوع هذا بالأدلة والوثائق ويعرفه العالم كأكبر مأساة انسانية إذاً لماذا لا تكون المرارات دافعاً قوياً لوحدة السودان من أجل الأجيال ومن أجل إثبات القدرة على المحن كما فعلت شعوب كثيرة.
    إنَّ الشعور بالإنتماء إلى الوطن السودان هو الأعمق والأقوى رغم مظاهر الإنتماء إلى الجماعة أو الجهة. السودانيون لم يكونوا جماعة سياسية واحدة منذ الإستقلال وهذا لا يعني الإشارة فقط إلى وجود الكثير من الأعراق والألوان والأديان في السودان، فالعرب أنفسهم إذا اعتبرناهم أقلية أو أكثرية ظلوا منغلقين ومختلفين بالرغم من تمتعهم بسمات مشتركة. إذاً عامل الإنتماء إلى الوطن الكبير يبقى هو الخيار المنطقي الوحيد أن الصراع على السلطة في الخرطوم منذ الاستقلال سواء كان انقلابات أم غزوات أم إعدامات أم تعذيباً في بيوت الأشباح، إنما تم بين الشماليين أنفسهم وبالتحديد (العرب)، فلا خلاص ولا ملجأ ولا مفر من الوحدة إلا إليها، فإذا أخذنا مثلاً أحد مكونات الجنوب العرقية الكبيرة (الدينكا) مثلاً لا نستطيع أن نتنبأ بوحدة سياسية بينهم دون أن تأخذ منهم الخلافات كل مأخذ، وهذا يجري على مكونات دارفور ومكونات الشرق وحتى في الوسط لقد فشل السيد حمدي عندما أراد أن يرسم لحزبه (حاكورة) سياسية بمثلث ظن خائباً سينجيه وقومه من انفلاتات أهل الجنوب والشرق والغرب. إن أي تجزئة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ستكون ضد المنطق والواقع وستقع في تناقضات لا أول لها ولا آخر، وسينتهي إلى الوحدة كما سينتهي إليها الصوماليون طال ليل غبائهم أم قصر.
    على الاخوة في الجنوب أن يدركوا أن الشمال لم يعد بأيدي المستبدين القادرين على فرض الإقصاء والإستعلاء، ولم يصل بعد إلى أيدي الوطنيين الغيورين القادرين على رسم خارطة طريق وطنية واضحة المعالم. وعليه، عليهم أن يترفعوا عن مراراتهم، ويترفعوا لمقام الوطن السامق، لأن الوحدة خيار العقلاء، فالإنفصال إذا بدأ لن يقف في دولتين شمال وجنوب ولن يقف في تشظي الشمال وحده.
    ____________________________________________________________
    جريدة الصحافة السودانية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de