حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-12-2006, 01:21 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام

    القاص عثمان حامد سليمان:

    الآن لن تجد ما تبكي عليه!

    حاوره عيسى الحلو

    مدخل

    القاص عثمان حامد سليمان من كتاب بواكير السبعينات هاجر الى دول الخليج منذ مدة طويلة وهناك يشارك في الحياة الثقافية العربية، اذ يرفدالكتابة بابداعه القصصي حيث نشر الآن مجموعتين قصصيتين هما « رائحة الموت» و« مريم عسل الجنوب»، تلتقي به «الرأي العام» هذه المرة لتدير معه نقاشا حول ارتباط الكتابة بالتطور الحضاري العصري.

    « المحرر»

    انت من كتاب السبعينات الباكرة.. الآن ألمت تحولات عميقة بالواقع الاجتماعي محليا وعالميا.. كيف هي الكتابة عندك تحت هذا الظرف؟

    - تنتمي فترة سنوات الستين الزاخرة بالتحولات لانفجارات ما بعد الحرب العالمية الثانية، من اهم ظواهرها المعارضة القوية خارج البرلمان بدايتها كانت، ليس محليا ولكن عالميا بثورة اكتوبر 1964 بعدها بسنوات انطلقت ثورة الشباب والطلاب من فرنسا ربيع 1968 وتوالت الانفجارات هذا واحدثت تغيرات عميقة في عالم الكتابة والغناء والموسيقى والسينما والمسرح واشكال الاحتجاج بدايات انطلاق منظمات المجتمع المدني وحقوق المرأة والاقليات الاثنية والعرقية ثم بدايات ثورة المعلوماتية والاعتماد على الاجهزة الالكترونية والحاسبات الآلية، والآن ابرز مظاهر العولمة وانفتاح الاسواق العالمية على كل شئ في ظل قبضة اليد الواحدة للقطب المهيمن. سؤالك اين يجد الكاتب نفسه في كتابته وقلمه من الصراعات الاسفينية بمواقع الانترنت؟ واين الكتاب والصحيفة والمجلة والكتابة التي اصبحت بكافة مدارسها تقليدية بالمعنى الكلي للكلمة.؟

    -هاجرت وعمرك 29 سنة .. معك عشر سنوات «وعي محلي سوداني» وكان ان تغيرت .. كيف ؟ واين ظهر هذا في كتاباتك؟

    تذكر يا استاذ عيسى انني قلت لك في حديثنا السابق ان مدينة امدرمان قد شكلت الحاضنة الحانية لشخوص ومشاهد كتابتي القصصية وانها بهذا المعنى كانت المحول الرئيس لمكونات الوجدان والذاكرة ربما حدثت تغيرات ظاهرة في بنية المحول الامدرماني ولكن بقى من المدينة القديمة وسيبقى حتما الى ان تطوى الارض شرقها بمائه النيلي ، النيل من ابناء امدرمان ولد في زمان سحيق في خاصرتها الجنوبية عند الملتقى، وقد تدفقت قهوة الازرق المنسابة من الهضبة الاثيوبية لتلاقح كرات ماء النيل الابيض القادمة من افريقيا، هذه المدينة كانت وستظل منبعاً للالهام.. مكان فريد وتاريخ اجتماعي متدرج انتصر كثيرا على التناقضات والتباينات التي فرضتها التنوعات القبلية والعرقية الاثنية هذا النسيج المتمازج يزخر بالقصص والحكايات ، يحمل قماشات تصلح لنسج الروايات اكتب الآن وبعد كل هذه السنوات في الغربة - وهي ليست غربة بعيدة مكانياً- اكتب بذات الروح ، ولكنها ملونة بالوان غير مألوفة هنا، فالتعرف على الآخر والاطلال من نوافذ السفر على اقطار الدنيا اتاح لي افقا اكثر اتساعا ورؤية فيها شمول وتنوع الآن تأخذ الغربة مفهوما جد مغاير.. فهي ليست كالمهاجر التقليدية الماضوية التي انجبت شعراً وشعراء ولغة كتابة مختلفة خالطتها اخيلة من بيئات مختلفة ، فحتى وقت قريب اصبح الناس مثل البدو الرحل ولكن في بطون الطائرات وانفتحت حدود الكرة الارضية بل تكسرت اقفالها امام ضربات المهاجرين والمتنقلين في عصر العولمة.

    الملاحظ في الكتابات السودانية الحديثة.. ان هناك تناقضا ما بين المضمون والشكل، فالكاتب المحدث يأتي بشكل جمالي جديد «FORM» لمضمون قديم... لان الواقع المحلي لم يتغير ويتطور على الصعيد الحضاري... وان شكل الافكار اصبح عالميا ومتطوراً لذا فنحن نشهد هذا الانشطار على صعيد الكتابة العربية الآن؟

    استأذنك ان اتحدث عن الكتابة باللغة العربية وليس الكتابة العربية، ففي رأيي ان الانفصام سببه عدم احترام « الساعة » اعني « الزمن» فالزمن مختل هنا في السودان لا أحد يلتزم بأي موعد كان ولا حتى مواعيده الشخصية اعنى وقت اكله وشربه وعمله وزيارته وترفيهه وانتاجه ووقت راحته كل هذا مزلزل ومحطم يحطم كل ما حوله وكل من معه والعالم لن ينتظر ، فالايقاع سريع ومتناغم والحياة اكتسبت هارموني يختلف عن هذا النشاز، فالى ان يدرك الناس ان للساعة والدقيقة اهميتها ستمضي صواريخ الحضارة الجديدة مثل القذيفة ونحن وانتم في ذهول.!!

    ستصدق حتما انه لا توجد ساعات بالميادين والساحات او المرافق العامة بالخرطوم ولا المكاتب الحكومية والخاصة ولا بالجامعات والمدارس وغيرها من الدور التي يرتادها الناس وهم في خدرهم اللذيذ الى ان يدرك الناس اهمية الوقت سيكون للكتابة تفعل خلاق وكعامل اجتماعي بناء اثره الملموس.

    وفق توقيت هذه الساعة الحضارية الكبرى.. نجد اختلالاً في الموقف بالنسبة للكتّاب داخل الوطن وخارج الوطن حيث الاغتراب هو اغتراب حضاري في الاساس؟

    ان الذي يدرك قيمة الوقت لا يستسلم مثلاً لمرض الملاريا الذي سقط من ذاكرة العالم.. فكيف يسمح اي مجتمع لمثل هذا الداء المنتشر ان يعطل حركة الانتاج بصورة تكاد تكون شاملة.. انظر كيف يمكن لهذ الحشرة الضئيلة الحقيرة ان تعطل قوة انتاجية هائلة لملايين ساعات العمل دون ان تتحرك اي يد بمبيد يقضي عليها.

    الاغتراب الداخلي هو ضرب من الموت الاجتماعي أدى الى الانهيارات الراهنة ومنها كثافة نزيف اغتراب القوى الاجتماعية الفاعلة هروبا الى عوالم اخرى لا يتحقق في كثير منها شرط البقاء على قيد الحياة الهادئة الكريمة فان في الخارج نملة عاملة. عبدة في تلقيط رزقها الذي سيطؤه الفيل حتما..

    الاغتراب الحضاري يصطدم بصخرة الذهنية السودانية التي يستعصى عليها قبول الجديد، تلك العقلية شديدة الانغلاق التي تختفي في الجيتوهات التي انشأتها بمنازلها تجتر فيها كل ما في الوطن من تراجع، انك لن تجد ما تبكي عليه وانت تسترجع ذكريات العمر ناهيك عن الكتابة ذلك الوجع العظيم.



    الراى العام الثقافى10-8-2006

                  

08-12-2006, 05:13 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)

    شكرا ياقريبي محمد .. علاقتي بعثمان لم تتعدي بعد بضع اسابيع ..جمعتنا كلماته فتخابرناقبل سفره الاخير الي السودان فبعث لي بكتابه الانيق " مريم عسل الجنوب" ..تناولت بعضا مما كتب في مكان غير هذا ..عثمان منضبط الكلمة ملتزم في اعطاؤها حقها .. يستعمل كلماته بمرونة تكاد تجعلها تتكلم ..وصاف ..انيق الحرف .. ذاكرته تبدو لاقطة لكل تفاصيل الاشياء التي يراها غيره عادية لا تستوجب الانتباه ...

    (عدل بواسطة abubakr on 08-12-2006, 05:14 AM)

                  

08-12-2006, 09:40 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: mohmmed said ahmed)

    البناء العظيم ابوبكر
    عندما تعرفت على الاستاذ القاص عثمان انتبهت لهدوئه وكلماته الموجزة المحكمة
    وعندما قرات له اعجبتى حرارة الكلمات وتدفقها وبراعة التصوير

    لعثمان اسلوب مدهش ايضا فى الحكى والحديث العذب

    افكار الحوار لامعة وخاصة الاشارة للتعامل السودانى السلبى مع الوقت
    وحنقه على هذه الحشرة الحقيرة التى انتصرت علينا ونحن اصحاب مشاريع حضارية تصم الاذان
                  

08-12-2006, 12:16 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)

    عزيزي المسرحي محمد
    عثمان مهنته الاقتصاد والبنوك والتعاملات المالية والاقتصادية الدقيقة وحسيت ان ذاك كان له الاثر فيه الا انه في محادثتنا القصيرة اشار الي ان ذلك لم يكن له اثر في كتاباته وبالعكس ربما لم تكن ملهمة ويبدو لي ان عثمان ولد ليكون قاصا من نوع يهتم بالتفاصيل مما يجعل القصة عنده مسرحا مكتوبا تكاد ان تري الشخوص تخرج لك من بين الحروف .. قصص عثمان ان اخذت للمسرح ربما لا تحتاج الي سينارست او ربما سهلت مهمة السينارست وانت اعلم وما انا الا بناء بيوت وانتم تبنون ما هو اصعب
                  

08-12-2006, 12:44 PM

ahlalasrar
<aahlalasrar
تاريخ التسجيل: 12-05-2004
مجموع المشاركات: 257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: abubakr)

    يا له من كاتب فذ يستحق
    منا كل الاحترام والاهتمام
    قرأت له مقاطع من"مريم عسل الجنوب "
    اعجبتني طريقة السردالأخاذة
    وأعجبتني السودنة الجميلة في
    التطرق لبعض عاداتنا النبيلة
    اتمني لو طرأت فرصة قراءة
    "رائحة الموت" هنا بالبورد
    التحية لك أخي
    على هذا الموضوع
    المفيد..

    دمت في كنف الحبيب
    المصطفى ( ص)
                  

08-12-2006, 03:51 PM

haider osman

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)

    الاستاذوالقاص عثمان تعجز الكلمات عن وصف ابداعه القصصي

    اما من الناحية الشخصية العلمية العملية فهو موسوسة متحركة (ماشاء الله)

    من كل بستان زهرة
                  

08-12-2006, 05:48 PM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: haider osman)

    ألأخ محمد سيدأحمد
    تعرفنا علي عثمان حامد[الـمذهل]بالقاهرة كنا نجلس في حضرته مسائلين تجربته القصصية والتى لـم تتوفر لنا بالسودان طوال عقد الثـمانين..فهي بحق تجربة قصصية تجرأت وخدشت شكل القصة في السودان
    ولقد بدأت كتابة دراسة نقدية حولها..ولكن وفي زحام هجرتى الي امريكا ضاعت هذه الدراسة وبعض كتبي ومن بينها قصص عثمان... ولقد فرحت جدا بهذا البوست لانه سيجمعني بعثمان وسيجمعنى بكتبه
    ولذا رجائي يا محمد أن تبلغ عثمان هذه الرسالة..واترك لي اية رد في الـماسنجر
    عبدالله عبدالوهاب[كارلوس]
                  

08-12-2006, 07:36 PM

فاروق حامد محمد
<aفاروق حامد محمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع القاص عثمان حامد (محمد سيدأحمد : Re ) (Re: mohmmed said ahmed)



    UP

    يا سلام عليك يا محمد سيد احمد

    أيها الرجل المسكون بالفن والأدب

    لايرادك هذا النص الهام للأديب الجميل

    الصديق الرائع عثمان حامد سليمان

    الذي يباغتك بالدهشة في نصوصه وصوره

    اللتين تجعلان كل حواسك وعقلك يغوصون

    عميقا في كل ما يرسمه بريشته اللغوية

    المبهرة.

    وغدا نلتقي بعد أن أعيد قراءة اللقاء مرات و..

    مرات أخر (أصله كلام عثمان دايما غمييييييييس)

    مع محبتي ( المتوضئة لكما)

    أخوكم فاروق حامد
                  

08-12-2006, 08:33 PM

فاروق حامد محمد
<aفاروق حامد محمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع الأستاذ القاص عثمان حامد سليمان (Re: mohmmed said ahmed)




    U P
                  

08-12-2006, 09:48 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)

    جميل ان تجد كتابات عثمان واسلوب عثمان بعض قليل من تقريظ مستحق ..علاقتي بعثمان قصيرة لكن ان قرات له مرة تجد انك تعرفه منذ عقود ...امل من الجمع الزائر لمنبر محمد سيداحمد هذا ان يعرف الجمع بروائع عثمان وانا هنا اشارككم في احدي روائع عثمان من كتابه مريم عسل الجنوب .. ارجو ان تجد عند المهتميين منكم بالادب والقصة تعقيبا وحوارا يلقي ضوء علي هذا الكاتب الاديب الرائع

    ________________________________________
    الظلام
    -----------------------------------------------------------
    شمس ضامرة أخرى هذا الصباح تستند على قوانم متمالكة .
    بيوت المدينة ساكنة في الرماد، الشوارع مسكونة بالعتمة ، الحواvي بالنحيب المتقطع والنسيم غريب الدار.
    رضعت ليلى من أثداء الظلام وتقرفصت وحيدة في قعر الدار.
    طرقات خفيفة كأنها الفاجعة تزحف على خشب الباب ، كالمكيدة تكمن خلف الأعمدة . نهضت أمها الكفيفة وهي تتحامل على قوائمها . نفضت عنها غبار الفيبوبة . كانت ليلى تقف متحفزة عند الردهة الأمامية ينحدر بصرها نحو الجدار الذي يجرحه الباب .
    انساب فيض من الضباب وتململ الهوا ء المموم ، فرنت ليلى إلى فرجة الخشب ، وعندما لمحته في حلته السمراء توارت مسرعة إلى الداخل .
    بدا الطارق في وقفته الوجلة وكأن الحرب قد لفظته ، بالغبار على سترته ، كأنه ذبابة الخندق ، كأنه جريح عابثة القناصه ومثلوا به في احتفال الرصاص والقنابل .
    "ديفتح بوابة الذاكرة بعد أن نفاه القادة عن وليمة أوسمة
    الذهب وأخرجه الجنود من احتفال نجوم الفضة .
    تدخل أسرابه كترياق المدافع وهي تسقط دخانها فوق ملاجئ العدم . ينفر من ذاكرته كقاتل يتشبث بعظامه يحاصره الفراغ
    يهرب شهوده من أمامه وهو يترافع عن مهمة الصدى والوجوم . يبدو كمن طحن المغيب نهاره فأصبح من طرائد
    اليأس ، يرمي سهام الرماد على منازل العرس وتسقط أشلاؤه في . مجاهل الرمل .
    الحرب تضرم الهذيان فيشتعل مسرح الغابة بحمى السنابل
    ويفر الطير من الأوبئة . يقود القاتل موته فوق جثة القتيل "
    كان للطارق عينان صخريتان ، ربما فولاذيتان . لكن هذه
    السيدة لا تبصر، إنها كفيفة كثيرة التوجس ، تعي الصمت
    وتستظل بشجرته العالية . مضى عليها أكثر من عشرين سنة وهي ساهرة لا تنام تستشعر الهواء الداخل بقرنيها الخبيئين
    - تصوب أنبوب أنفها على شقوق خشب المدخل ، لا يهدأ شهيقها، لاتغفو وهي تحرس بابها .
    تشممت عتبات دارها ومدت أذنيها تتسمع الخربشات على خشب الباب
    أما الفتاة ليلى، فقد كانت جوهرة الدار، يبت ق حسنها في عيني أمها الكفيفتين ، كانت ترفل في حرير الغواية ، زهرة نارية تحرق قلوب الفتيان . تفتحت براعمها الحلوة في أكباد الغزلان . جسدها لدن كطينة الينابيع الأنثوية الطيعة ، نضرة كسنبلة البهاء في رداء الفل والياسمين ، تتدلى عناقيد الأعناب والرمان من أفصانها الريانة ، كوكب ساطع ومضيء في عليائه . طير غريد يتفنى بعافية الفجر الطالع ، حديقة كبيرة أزاهيرها مغموسة في الندى البهمج .
    كانت الفتاة ليلى لا تخرج من دار أمهاكثيرأ ، كانت تخشى النظرات التي تخدش رقتها وخفرها ، تفر من تربص الفتيان بها وتفزع من الوقوع في حبائلهم ، كانت ترى عند كل منعطف فخأ منصوبأ ، فالعيون لا تففل من حسنها الباهر، وكانت هواجسها تصور لها وثوب غاصب بليل .
    الباب قلق بهرج الطرقات . بيد مرتعشه فتحت الام بابها فباغتها الواقف خلفه بجماع كفه تدحرجت منكفئة اثر تصاعد اللطمة الصاعقة علي صدغها.
    خطا فوق جسدها الهامد، كان يحسب أن الحياة قد فارقته . لم يترجل من صهوة الرغبة ، أسرج جوادأ أصهب . تراجعت ليلي وهي تلوذ بحصون من وهم
    انتشرت حمى انتباه الجسد، توترت أقواس واشرأبت نوايا نفثتها تلافيف مشحوذة كالخناجر. أياد مروحية تدور ثملة. مناجل مسننة تشتاق لقطف فاكهة طازجة وحلوة . جسد يقظ يفصح عن عداء ويصرخ بالشرور، يشهر سيفه الشبقي ليقطر به رقابأ محرمة .
    ركض إليها شاهرأ خنجر المجون ، استدارت لتحتمي بالأركان ... حطم أسوارها ومزق الأستار، انقض عليها كذئب لاهث . قاومت اكتساحه بأظافرها وأسنانها ومنعت لنفسها دفاعات ، لكنه أحكم عليها حصار المذبحة المجنونة ، أشعل فوقها نيران عراكه ، اقتنصها بسهامه الجارحة فغرقت ، مزق ثوبها في النزيف .
    تساقطا معأ ، هي في العري والامتهان ، وهو في استراحة الأوردة المهتاجة .
    هبط طائر السكون ، خرجت أبواق الضجير من هيئتها ودخلت
    في معطف الصمم ، هوت الفرفة في بئر الصمت بحوائطها
    الظلام جوف ابن أوي وبوابة الطين الأعمى.
    الظلام سقوف تطبق على أرضياتها بقرات سوداوات بلغت
    سن يأسها وتيبست ضروعها .
    الظلام نقيض حسنها ، نقيض العصافير، الزهور وااحفيف .
    الظلام ثوب من القطران ، دلاءه مملؤء بالهواجس
    على بعد خطوتين من المذبحة نهضت أمها ، قامت من انحنائها ، انطلقت شرارات من عزيمة الجمر، طقطقت النار، كشرت النمرة العمياء عن أنياب كالحراب المسنونة ، أشهرت أظافر ظامئة تشتاق للدم ، عوت عوا ء طويلأ ومجروحأ . دهمته كقاطرة حديدية تندفع بقوة مجنونة . اكتسحته بأعصايرها الغاضبة . عندما ارتطم الجسدان ، أنشبت أصابعها في عنقه وشددت قبضتها على خناقه ، كزت أسنانها . لا فكاك ...تلجلج وارتج جسده متراقصأ .
    هل مات ام هي تستميت في خنقه؟
    بدأ يهبط متأرجحأ بين ساعديها ، هوى على صدرها ، كأنه
    معلق بها، كأن قامته قد ارتسمت في حضنها .
    اخذ جسده يتقلب في تلاحمه بجسدها كمن يريد ان يتوحد بها. لفظ اخر انفاسه مات هناك وهي مدهوشة فزعة وهو قابع بلا حراك يسبح في خضم حبر ظلامها الاسود يشد جسدها الي اسفل يكاد يطيحها بثقله بدات تحس الما مبرحا جسده المتعلق بجسدها ينغرز كانه نصل يمزق اوصالها
    انفطع أنبنه وتلاشت رويدأ رويدأ ريحه .
    عندما خرجت أمها إلى الطريق كانت ترتعش من الحمى وكانت السموم تدخل مدية الريح في رئة المدينة فتنفتح لها بوابات الجهات الأربع ، نثار، اقتحام ، هبوط وايلاج في الأنقاض البائسة البرصاء.
    جلست المدينة على خاصرة النهر وقد غادرتها الخضرة والنضار وزحف الاصفرار على بريتها . جبينها مجدور وعرباتها العريانة تستلقي على أسرة طرقاتها الموبوة ، تقاطعت أرتالها الأولى. تقافزت حسراتها البكماء صوب الهاوية ، تظاهرت باشتعال الغبار وأسقطت أشجارها أجنة الظل ، فعكرت نهار الحديقة ، تعاقب عليها ليال ونهارات كثيرة ة وبللت أقدامها مياه النهر الكبير.
    بركة ماء مسورة بالعشب بصقها النهر، كراكي وبجعات وطيور ملونة لحتقط ديدان الطين . الجسر الحديدي يظلل النهر الهادئ، ينعس على دهانه الأخضر الباهت .
    تتفتح أرحام النهر الهادئ تستقبل لقاحات الطمي الأزرق على مشهدة من الصيادين والأسماك . يخرج أطفال سمر يتعابثون بالأحبال السرية والشباك البيضاء وبأشرعة المراكب وبالخشب الطافي فوق الماء.
    على رقعة متهتالكة من أرض طينية مرتجفة ، شمالأ على مرمى من رؤية النهر والمدينة ، أقعت أم ليلى وأناخت بحملها الذي اهترأت أطرافه وتساقطت . تأوهت ، فامتلات عيناها بالدمع .فاضتا . بكت جسدها الذي أخذ في التصدع ، جروحها المفتوحة النازة ولهاتها التي تشققت .
    خرجت به إلى الطريق وهي تحمله وشاحأ بشعأ وتأتزر بجسده الذاوي.
    هيأ بموته استعراضأ للمارة الذين خرجوا من أقنعتهم لشوارع المدينة ومسحوا جفونهم بزيت الدهشة .
    سفحت عافيتها وهي تخطو به تسبقها عيون الفضول ترقص في محاجرها . يستجمع الصبية المشردون بعض البذا ءات وتقافزون من قدامها ومن خلفها ، كأنهم طيور يتيمة تنقب عن أعشاش الشمس.
    هي ماضية بحملها تؤوي قيحأ في منطاد، تنتفغ بموت الذي تحمله بين ذراعيها ويتورم جسدها يصبر أسيرأ للتفسغ .
    كانت تتجول وفي قيادها رعب الجسد البارد المتحلل ، تحاصرها دهشة المارة وأسئلتهم المعلقة ... اصطبغ جلدها بحناء الجثة والتصاق لحمها الصمفي النتن الذي يطعنها بأشواكه.
    عادت تنشد لروحها ، تقغ على مزمار الدمع والنهنهات المتقطعة
    "خبئي يا بنيتي بذرة الذعر التي ستنتفغ في أحشامك ،
    خبئي لهاتك،
    خبئي انهيارك ،
    جثته تنتفغ هناك في العراء بعد أن رأها أهل المدينة ، قابعة . أنت في قعر الدار تنزفين من اعتداء أشيائه .
    سنعود معأ للجهر بالرائحة , نسدل الأمس لسكون النهر، لتحلل نسيج الماء, لاضمحلال القمر, لتكلس الشمس ،
    لتوحش النجوم ولخيانات الظلام ».
                  

08-13-2006, 02:20 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: استأذنك ان اتحدث عن الكتابة باللغة العربية وليس الكتابة العربية، ففي رأيي ان الانفصام سببه عدم احترام « الساعة » اعني « الزمن» فالزمن مختل هنا في السودان لا أحد يلتزم بأي موعد كان ولا حتى مواعيده الشخصية اعنى وقت اكله وشربه وعمله وزيارته وترفيهه وانتاجه ووقت راحته كل هذا مزلزل ومحطم يحطم كل ما حوله وكل من معه والعالم لن ينتظر ، فالايقاع سريع ومتناغم والحياة اكتسبت هارموني يختلف عن هذا النشاز، فالى ان يدرك الناس ان للساعة والدقيقة اهميتها ستمضي صواريخ الحضارة الجديدة مثل القذيفة ونحن وانتم في ذهول.!!

    ستصدق حتما انه لا توجد ساعات بالميادين والساحات او المرافق العامة بالخرطوم ولا المكاتب الحكومية والخاصة ولا بالجامعات والمدارس وغيرها من الدور التي يرتادها الناس وهم في خدرهم اللذيذ الى ان يدرك الناس اهمية الوقت سيكون للكتابة تفعل خلاق وكعامل اجتماعي بناء اثره الملموس.

    ان الذي يدرك قيمة الوقت لا يستسلم مثلاً لمرض الملاريا الذي سقط من ذاكرة العالم.. فكيف يسمح اي مجتمع لمثل هذا الداء المنتشر ان يعطل حركة الانتاج بصورة تكاد تكون شاملة.. انظر كيف يمكن لهذ الحشرة الضئيلة الحقيرة ان تعطل قوة انتاجية هائلة لملايين ساعات العمل دون ان تتحرك اي يد بمبيد يقضي عليها.

    الاغتراب الداخلي هو ضرب من الموت الاجتماعي أدى الى الانهيارات الراهنة ومنها كثافة نزيف اغتراب القوى الاجتماعية الفاعلة هروبا الى عوالم اخرى لا يتحقق في كثير منها شرط البقاء على قيد الحياة الهادئة الكريمة فان في الخارج نملة عاملة. عبدة في تلقيط رزقها الذي سيطؤه الفيل حتما..

    الاغتراب الحضاري يصطدم بصخرة الذهنية السودانية التي يستعصى عليها قبول الجديد، تلك العقلية شديدة الانغلاق التي تختفي في الجيتوهات التي انشأتها بمنازلها تجتر فيها كل ما في الوطن من تراجع، انك لن تجد ما تبكي عليه وانت تسترجع ذكريات العمر ناهيك عن الكتابة ذلك الوجع العظيم.



    حقيقة لم أجد مثل هذا التلخيص المدهش لما هو حادث فى السودان. من يقرأ هذا اللقاء بتمعن لابد له أن يبكى و يترحم على هذا الوطن.

    حقا ما بيننا وبينها بون شاسع تلك الملعونة " الحضارة" . لكن لم يقل لنا عثمان حامد ماذا نفعل ولعله أراد أن يتركنا هكذا لنعرف فداحة أن نكون فى غياهب الجب بينما لا يدرى بنا أحد و لاندرى حتى نحن أين نوجد.
                  

08-13-2006, 02:36 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: هشام المجمر)

    يا ود المجمر .. عثمان معكم في ابوظبي وانت كما علمت من خالك صلاح شاب نشط و مهتم بانشطة الدار او النادي السوداني وكثير الاجتماعيات وعثمان الذي قضي اكثر من ثلاث عقود ونحن في بلد واحد لم نعرفه فيها الا مصادفة قبل شهر ربما مؤشر لخطا او قصور من النادي في التعريف بعثمان وامثاله .. عثمان سيكون معكم لاعوام قادمات كثيرة باذن الله .. مهمتكم التعريف والاستفادة منه مباشرة وانت قادر علي ذلك

    ودمتم
    ابوبكر سيداحمد

    (عدل بواسطة abubakr on 08-13-2006, 03:52 AM)

                  

08-13-2006, 04:20 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: abubakr)

    عثمان حامد مدرسة وقامة فنية سامقة ، من القلة التي تتطابق قولا وفعلا ،الكتابة والفن هما المدخل للتعامل معه ولكن إحترام الزمن والإنضباط هما الكفيلين بالإستمرار في التعامل معه ،كم نحن سعداء بمزاملته سنوات الغربة خلال تواجده في الإمارات
                  

08-13-2006, 04:24 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)

    الأخ الكريم بكرى

    تحية عطرة

    شكرا لك على هذه الإهتمام بالقاص المبدع عثمان حامد.
    رغم انى تركت مسئوليةالعمل الثقافى بالنادى منذ حوالى العامين لكنى أؤكد لك ان النادى لم يقصر فى التعريف بالمبدع عثمان وقد قدمناه فى قراءات لأعماله لأكثر من مرة. و شارك معنا ومازال يشارك فى العديد من الأنشطة الثقافية وآخرها مشاركته الرائعة فى ليلة التضمان مع الشاعر محجوب شريف فعثمان يتمتع بحيوية كبرى وهو صاحب افكار ومبادرات فى العديد من المناسبات الثقافية.

                  

08-13-2006, 05:35 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: هشام المجمر)

    شكرا ود المجمر للتوضيح .اصلو انا وخالك ناس بنايات في الاقاليم -خارج المدن- ويادوبك نبني نخلص ونرجع بيوتنا .
    ما قراته حتي الان من المتداخليين عن عثمان يشير الي مبدع فاتنا ان نعرفه ونحن في سباق مع الدنيا او هي تغيظنا ركضا
                  

08-13-2006, 05:33 AM

فاروق حامد محمد
<aفاروق حامد محمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع القاص عثمان حامد سليمان (Re: mohmmed said ahmed)

    عثمان حامد المذهل

    يمكنكم أن تضيفوا لاسم الأستاذ عثمان حامد حفيد الشيخ حامد ( ابوعصاتاسيف)

    لقب "المدهش" يسبق أو يلي اسمه. وبما انه من العمراب (الجعليون) فان قواعد

    اللغة العربية لا تنطبق على أي من اسمه أولقبه..... اذ يجوز لناأن نضيف ألفا

    على التاء المفتوحة او المربوطة للتنوين أو على أي شيئ يلحق باسمه.

    وقد لاحظت ان معظم المتداخلين استعملوا كلمة الدهشة أو المدهش........... وهي

    كلمة مناسبة لوصف كتابات عثمان ولكنها ليست الأنسب ... فأنامثلا ووفقالصداقتنا

    التي تمتد لأكثر من...(لن أقول لكم) لأن عثمان ما زال غض الاهاب المهم هي صداقة

    عمر..... أفضل عليهاعليها كلمة المذهل.... وهو فعلا مذهل .

    وأصدقكم القول ان أكثر من يضحكني من أصدقائي القليلين هو عثمان حامد الى درجة أن

    أن السيدة حرمنا وكل ناس البيت حينما يسمعونني (أكلكع) من الضحك في التلفون لا

    يجرؤون على ازعاجي مهما كانت قوة الأسباب وقدسمعت واحدة من بناتي تقول :"ماما يللا

    نمشي بابا بكلم عمو عثمان حامد ما حيفضى حسع".ما أريد قوله ان لعثمان موهبة

    اجتماعية مذهلة في الولوج الى قلب أي حدث أو موقف مهمابلغت درجة جديته أو حرجه

    ليفجر بذكاء بالغ الطرفة الراقية فيتقشر الحدث كماالبصلة و(تطرشق) أي (شكلة)أو خناقة

    أو سوء فهم.. فيضحك الجميع ويشعرون انهم كانوا يتخانقون على لا شيئ....ولعثمان مقدرات

    عالية على تصوير ورسم الأحداث بلغة شديدة الأناقة والحضور ويستوي في ذلك ان كان متحدثا

    أوكاتبا.... كما انه يمتلك احساسا مرهفا بجسد اللغة حتى لتحس في تعامله الأنيق معها

    أنها حبيبته (( لعن الله الجبن والاستطراد: كنت أحبذ عشيقته لكني بخاف عديل كده من أختي

    العزيزة أم خالد "زوجته")) ومن يعرف عثمان يعرف جيدا قدرته الفائقة في تشقيق

    المفردات والافادة من انشقاقاتها في تطويع لغة "الحكي" بجمالية متفردة ينفرد بها

    وحده من بين كل من قرأت لهم في عالمنا العربي . هذا الى تملكه لناصية اللغة والايجاز

    غير المخل (وقديما قالت العرب البلاغة هي الايجاز ووضع الكلم في موضعه دون اخلال

    بالمعنى).



    ألا فليبقك الله لنا ذخرا يا أبا خالد فان صحبتك متعة من متع الدنيا


    ونواصل ان كان في العمر بقية







                  

08-14-2006, 00:34 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غيتوهات (Re: mohmmed said ahmed)

    (الاغتراب الحضاري يصطدم بصخرة الذهنية السودانية التي يستعصى عليها قبول الجديد، تلك العقلية شديدة الانغلاق التي تختفي في الجيتوهات التي انشأتها بمنازلنا)

    دى فكرة تستحق التوقف والتمعن

    فى كل بلاد الاغتراب نشكل غيتوهات ونحجم عن التفاعل مع المجتمعات التى نوجد فيها
    اعيش فى الامارات منذ 8 سنوات وليست لى صداقات مع ابناء البلد ولا ابناء جنسيات اخرى
    امر الغيتوهات اصبح اكثر تعقيدا مع اضافة البعد الاسفيرى
    لنصنع غيتوهاتنا الاسفيرية فى جهات الدنيا الاربعة
    نصحى من صباحات الله ونتونس مع محمد عبد الحميد فى هولندا وابوبكر سيد احمد فى ماليزياوتراث فى اليمن
    حولنا تكنولوجيا التواصل والشفافية المذهلة الى مسارات تفضى للكهوف السودانية المغلقة
                  

08-14-2006, 07:46 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيتوهات (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: لنصنع غيتوهاتنا الاسفيرية فى جهات الدنيا الاربعة


    ياقريبي..انت براك الشهر الماضي شفت الغيتو بتاعي اهو في الحال ده من 88 مع تغييرات في التكنلوجيا لتواكب التطور.. وصلت الي تلك النتيجة بعد ما لقيت انو انا اتولدت ومزاجي عالمي .. اي انسان هو الانسان وفشلت في ان احصر ذاتي في مجموعة محددة .. شروط الغيتوهات البشرية صعبت علي ما بقدر عليها ..قعدات ومشاوير لا وقتي لا عملي بيدوني ليها وقت .. العالم الافتراضي ولمده عشريين سنه عمل لي صداقات كثيرة جدا واتعلمت كثير وكل يوم اتعلم ودية هواية جميلة لانها تحدي كل ما تقول عرفت تلقي نفسك ولا عرفت الا فتفوتة وتقوم تحاول تتعلم ومرات كثيرة تلقي نفسك ازددت معرفة بجهلك فتتغاظ وتحاول وياهي المكابدة اليومية .. الغيتو بتاعي اهو بقي مربوط بجهلي ومحاولاتي لمسح اميتي والعايز ينضم اليه يكون ساعدني لاني اكيد حاتعلم حاجة منو اومنها ....

    (عدل بواسطة abubakr on 08-14-2006, 07:48 AM)

                  

08-15-2006, 01:07 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غيتوهات (Re: abubakr)

    الاستاذ محمد سيداحمد
    لك كل التحيات وانت تسبقنى فى انزال هذا اللقاء الرائع مع الاستاذ عثمان حامد
    ولابد لى من تحية خاصة للاستاذ الصحفى عيسي الحلو الذى اجرى هذا اللقاء وهو الخبير بالادب والادباء فى السودان .. واتمنى له طول العمر فهو مدرسة فى مجاله و رجل مهموم بتخصصه تجده دائما سارح ويفكر ويعض سجارته التى لا تفارقه وتحس بان هذا الرجل يعيش فى عالم اخر غير عالمنا الذى نسرح ونمرح فيه دون اهتمام بالزمن كما وصفه الاستاذ عثمان حامد بطريقة غير مباشرة ..
    وهذا ما استوقفنى فى هذا اللقاء الهام ..واهتمام الاستاذ عثمان حامد بالزمن واضح فى حياته المنظمة فى كل شىء وهو يلفت نظر القراء الى اهمية الزمن والذى هو ارخص الاشياء عندنا للاسف ... واكيد امة لا تحترم الزمن امة متخلفة عن الركب ..
    اتمنى ان يكون اكبر قدر من السودانيين ممن يهملون الزمن فى حياتهم قرا هذا اللقاء ولى عودة
    ..
                  

08-17-2006, 04:38 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)




    عزيزنا محمد سيد أحمد


    شكراً لك أن يسرت علينا أن نقرأ .
    لم يكن لقاء على الصفحات السيارة، بل كان الحديث كما أشعر جماع :

    كل يوم صور عبر الطريق تزحم النفس بها ثم تفيق
    ليس ما هزك حساً عابراً إنه في الصدر إحساس عميق
    ......
    زمان منذ قراءة نص نثري يُزلزل الثوابت .. ويجبرك أن تبكي حالك ،
    وحال الأهل والأصدقاء و الأقربين .
    أهدى إليَّ رفيق عمل من وطن مُجاور ، يُحسِن الظن بي ، ويعمل حثيثاً كما يُعلن دوماً حين يقول لي :
    ( أسعى لأعيدك مؤمناً ) !
    كنتُ أتبسم ، مُشفقاً عليه أنه لم يزل على سطح الماء ، يحتاج الزمان ليتعلم سباحة الأعماق .
    كان هذا الرفيق حاذقاً للغة العربية ومُجوِّداً للذكر الحكيم ، ويُتقن علومه الهندسية بصور تُواكب العصر ...
    ثم أهداني كتاب مُترجم للعربية عن ( إدارة الوقت ) .
    عجبت أيما عجب أن يُهدني كتاباً من هذه الشاكلة ، فهو يُخالف رؤياه لشخصي ، لكنه أردف :

    ـ هذا الكتاب يصُلُح لك .. وقد صدق .

    تصفحت الكتاب ثم بدأت أقرأ ...
    وعندها تكشفت لي أكثر قبضة المُجتمع الرعوي علينا ، في حركاتنا وسكناتنا منذ التصفُح .. !.

    ومع الكاتب المُذهل بحق / عثمان حامد سليمان

    جلست وقرأت هنا .. وقرأت المُداخلات جميعاً .

    ونقطُف هذا النص :

    [ فالزمن مختل هنا في السودان لا أحد يلتزم بأي موعد كان ولا حتى مواعيده الشخصية اعنى وقت اكله وشربه وعمله وزيارته وترفيهه وانتاجه ووقت راحته كل هذا مزلزل ومحطم يحطم كل ما حوله وكل من معه والعالم لن ينتظر ، فالايقاع سريع ومتناغم والحياة اكتسبت هارموني يختلف عن هذا النشاز، فالى ان يدرك الناس ان للساعة والدقيقة اهميتها ستمضي صواريخ الحضارة الجديدة مثل القذيفة ونحن وانتم في ذهول.!! ]

    انتهى الاقتطاف .

    وهذه قراءتنا العجلى :

    قراءة الكاتب لمُجتمعنا : المُكتوون بنيران الوطن ، والهاربين به في القلب ،
    والمُفجِري أنفُسهم خارجه .. كقراءة ساحرة من قصص الخُرافة تنظُر الدنيا وقد تكورت في كُرة من زجاج .

    هكذا كانت مقالته على إيجازها البليغ ، دعوة لشُرب كأس من القهوة
    ومن ثم البُكاء المُر .


    قرأت ولم أسلم من رُصاص كلماته بشأن الوقت واحترام أنفسنا قبل أن تأخذنا قذيفة تُرجعنا إلى زمن غابر : فصيلة تكاد تنقرض تطلب الإنسانية حمايتها ، بديلاً عن صراعنا من أجل البقاء في وسط إنساني مُتلألئ .

    هُنا برشاقة فكر الكاتب ، ونغم صورته على صفحة ماءٍ رقراق ، يكتُب لم تعتاش آفات الدُنيا و تأكل أجسادنا ، ونحن نتقلب في خدر الموات . انتبهت لدرس ( نحن والزمن ) مرة أخرى ..
    وكادت عيناي أن تقذف ندى التأثر ، ورثاء النفس قبل ميعاد رحيلها .
    أسرفت في وصفنا عزيزنا الكاتب الفخيم عثمان حامد سليمان .
    إنها صفحة من صفحات الحِكمة ترتدي لسانك المُعطر .

    شكراً لك عزيزنا زلزلتنا بكلماتِك ونحن أحوج الناس لتلك الزلزلة .

    ربما نجد مُتسعاً من الوقت للغوص أكثر .

    شكراً لجميع المُتداخلين ،

    نجوم كتاباتهم ظاهرة لعيان من يُبصِر نهارا .

    عبدا لله الشقليني
    17/08/2006 م
                  

08-17-2006, 08:44 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)

    بيكاسو ..سلام ... يبدو ان ما لم تقدر عليه مهنتنا الواحدة ولا سنوات دراستنا معا ولا وجودنا في رقعةواحدة من عالم مدور قدرت عليه الرقع المسطحة-شاشات كمبيوترات- من عالم اليوم المسطح اليكترونيا-عالمنا الافتراضي- واشواقنا في كهولتنا الي كلمات "تبرد الجوف " في صحراء امتدت الي دواخلنا متسللة الي فراغ فيها حين زادت المسافة بيننا وبين ما كانت خطانا تقطعه طولا وعرضا ولا نعطش ...
    شيخي جمال (له الرحمة) جمعنا من قبل واليوم اتي شيخ اخر-عثمان- بطريقته ومريديه واوراده فالتحقنا بهم وها نحن ندور وندور في حوليته ...وشكرنا لقريبي الرطان محمد سيد احمد واصل ارحام ابداع

    سلام حتي مطلع الفجر

    جني الرطان ابوبكر
                  

08-17-2006, 10:53 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: abubakr)



    عزيزنا المُحب :

    الكاتب : أبوبكر

    نرى الوجود جميلاً بعينيك ،
    وأنت تكتُب .

    على الماء البلوري يسهُل أن نلتقي ،
    ونتخاطر ، ونملأ صحارينا بنبات الفكر الأخضر .
    شكراً لك ، فمحبتُك لنا هي من أجلستنا هذا المجلس
    من الوصف .
    التحية للجميع هنا ونملأ الرئتين من أوكسيد الثقافة
    والمحبة .

                  

08-17-2006, 10:56 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)




    الأحباء:
    ـ محمد سيد أحمد
    ـ أبوكر
    وبقية الأعزاء هنا ،


    مرة أخرى ( عطفاً على الزمان و سلطة الملاريا )


    صدق الكاتب الرائع / عثمان حامد سليمان

    حين ذكر :


    [ إن الذي يدرك قيمة الوقت لا يستسلم مثلاً لمرض الملاريا الذي سقط من ذاكرة العالم.. فكيف يسمح أي مجتمع لمثل هذا الداء المنتشر أن يعطل حركة الإنتاج بصورة تكاد تكون شاملة.. انظر كيف يمكن لهذه الحشرة الضئيلة الحقيرة أن تعطل قوة إنتاجية هائلة لملايين ساعات العمل دون أن تتحرك أي يد بمبيد يقضي عليها. ]



    أذكر في أوائل التسعينات كانت ابنتاي ، وهما أصغر من سن الدراسة ، يفرحان عندما أصاب بالملاريا !، فقد كُنت قبل الانهيار أدلف على محل كان عامراً في وسط الخرطوم ابتاع ورقاً مُقو وأقلام مُلونة .

    العالم خارج البيت في أوائل التسعينات لهبٌ من الممنوعات ، وخير مكان هو كهفك الذي تسكُن .
    احضر مقصان لهما ، وأمنحهما ما يشاءان من الورق المُقوى ، ثم أبدأ حياة الآلفة :

    أرسم لهما الطير بأنواعه ، نَقُصّ ثم نُثبت ما نقُصّه قائماً فإذا هو في آخر المطاف طيور أضخم من حجمها الحقيقي . سريعاً يكتشفان أن ما أصنعه هو أجمل مما يصنعان ، فخبرة الزمان منحتني باع أن أرسم جيداً . أما الذي بين أيديهما وهما يُقلدانني فقد كانت مُحاولات الطفولة راغبة أن تشُب ، ... ثم يتخطفان اللُعَب .

    كنتُ أحاول أن أصنع من ضعفي عن العمل اليومي ، ألا يمنعني من صناعة الترفيه الرخيص لطفولة نشأت في مجتمع أراد حُكامه أن يُغسلوا ما تبقى من أثر الحضارة لنرجع قروناً ، وكانوا حينها في أشرس قبضة على حلوق البشر ...

    إنها تلك الحشرة التي تعبث بدمائنا تارة ، ثم ترتدي قمصان السلطة أيضاً وتحكُم .



    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 08-17-2006, 11:02 AM)

                  

08-17-2006, 12:36 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: كنتُ أحاول أن أصنع من ضعفي عن العمل اليومي


    ياصديقي الفنان

    هم صناع الضعف ... صنعو من دماء ادمتها الباعوض مصانع
    سلطة وسلطان لهم وحشرات تسكن مجري الدم للشعب
    هؤلاء هم سواءة اباء لم يصلو علي النبي في ليلتهم تلك

                  

08-19-2006, 11:11 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اسئلة (Re: mohmmed said ahmed)

    اسئلة عثمان حامد
    مباشرة وصادقة وصادمة
    يضعنا وسط ظلمة الفراغ القاسية بين ما نصرخ به عن مشروع حضارى وما نغرق فيه من واقع اليم

    لانملك حساسية التعامل مع الوقت
    وتهزمنا حشرة حقيرة
    ما اتعسنا
                  

08-30-2006, 05:27 AM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسئلة (Re: mohmmed said ahmed)

    up

    ولي عوده
                  

08-30-2006, 06:51 PM

فاروق حامد محمد
<aفاروق حامد محمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع القاص عثمان حامد (Re: mohmmed said ahmed)

    الأخوة : محمد سيدأحمد ، شقليني ، أبوبكر ،Ahlalasrar ، حيدر عثمان
    عبدالله الشيخ ، هشام المجمر ،عاطف عبدالله، الكيك، عالية عوض الكريم


    تمعنوا هذه الكلمات الرائعات التي خطها يراع عثمان حامد وهي تتمازج وتندغم أحرفها في بعضها

    ثم تتزاوج فيخرج من رحمها الولود أجنة كاملة التخلق والجمال بعدد الأحرف........ تنمو وتكبر وتتمدد

    ألوفا من اللوحات التشكيلية المبهرة الألوان ....... فلا تدري ان كنت تقرأ أحرفا هجائية أم تنظر باستلاب

    الى صور تمتزج فيها الفوتوغرافيا بالتشكيل...........تنداح ألوانها في العمق لتستقر في وعيك احساسا

    مذهلا بالجمال المطلق .......



    ------------------------------------------------------------------------------------------------------


    بركة ماء مسورة بالعشب بصقها النهر، كراكي وبجعات وطيور ملونة تلتقط ديدان الطين . الجسر الحديدي

    يظلل النهر الهادئ، ينعس على دهانه الأخضر الباهت .

    تتفتح أرحام النهر الهادئ تستقبل لقاحات الطمي الأزرق على مشهدة من الصيادين والأسماك . يخرج أطفال سمر يتعابثون

    بالأحبال السرية والشباك البيضاء وبأشرعة المراكب وبالخشب الطافي فوق الماء.

    على رقعة متهتالكة من أرض طينية مرتجفة ، شمالأ على مرمى من رؤية النهر والمدينة ، أقعت أم ليلى وأناخت بحملها الذي

    اهترأت أطرافه وتساقطت . تأوهت ، فامتلات عيناها بالدمع .فاضتا . بكت جسدها الذي أخذ في التصدع ، جروحها المفتوحة

    النازة ولهاتها التي تشققت .

    خرجت به إلى الطريق وهي تحمله وشاحأ بشعأ وتأتزر بجسده الذاوي.

    هيأ بموته استعراضأ للمارة الذين خرجوا من أقنعتهم لشوارع المدينة ومسحوا جفونهم بزيت الدهشة .

    سفحت عافيتها وهي تخطو به تسبقها عيون الفضول ترقص في محاجرها . يستجمع الصبية المشردون بعض البذا ءات وتقافزون

    من قدامها ومن خلفها ، كأنهم طيور يتيمة تنقب عن أعشاش الشمس.

    هي ماضية بحملها تؤوي قيحأ في منطاد، تنتفغ بموت الذي تحمله بين ذراعيها ويتورم جسدها يصبر أسيرأ للتفسغ .

    كانت تتجول وفي قيادها رعب الجسد البارد المتحلل ، تحاصرها دهشة المارة وأسئلتهم المعلقة ... اصطبغ جلدها بحناء الجثة

    والتصاق لحمها الصمفي النتن الذي يطعنها بأشواكه.

    عادت تنشد لروحها ، تقغ على مزمار الدمع والنهنهات المتقطعة

    "خبئي يا بنيتي بذرة الذعر التي ستنتفغ في أحشامك ،

    خبئي لهاتك،

    خبئي انهيارك ،

    جثته تنتفغ هناك في العراء بعد أن رأها أهل المدينة ، قابعة . أنت في قعر الدار تنزفين من اعتداء أشيائه .

    سنعود معأ للجهر بالرائحة , نسدل الأمس لسكون النهر، لتحلل نسيج الماء, لاضمحلال القمر, لتكلس الشمس ،

    لتوحش النجوم ولخيانات الظلام ».


    لكم أنت خلاق و مبدع يا أبا خالد .............. فلله درك .... كما يقول أئمتنا الأولون.......


    فاروق حامد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de