|
|
 المواجهة مع حزب الله بقلم عادل شهبون
|
هناك إجماع في وسائل الإعلام الإسرائيلية علي أن الحرب الدائرة الآن ضد لبنان هي أكثر حروب إسرائيل فشلا. فصحيفة هاآرتس تتعجب من أن تنظيما صغيرا مثل حزب الله مكونا من بضع مئات من المقاتلين الذين يبلغ تعدادهم كتيبة ونصف كتيبة نجح في شل نصف دولة بعمليات قصف يومية بعشرات ومئات الصواريخ, وتتساءل الصحيفة قائلة: من كان يصدق أن مدنا مثل صفد, وعكا, ونهاريا, والناصرة, وطبريا, خصوصا حيفا عاصمة الشمال ستستيقظ صباح كل يوم علي صوت صفارات الانذار وعمليات القصف العنيف الذي دفع بعشرات الآلاف الي دخول المخابئ, وشلت الحياة في جزء كبير من إسرائيل, وهذا كله قبل أن يبدأ حزب الله في اطلاق صواريخه الثقيلة علي تل أبيب.
وتضيف الصحيفة: من كان يصدق أن الجيش الإسرائيلي الذي تخشاه إيران وتخشي من قيامه بمهاجمة منشآتها النووية القادر خلال ليلة واحدة علي القاء23 طنا من القنابل لا ينجح في ايقاف الهجمات الصاروخية, وكيف أنه بعد اعلان الجيش الإسرائيلي أن قناة المنار التابعة لحزب الله قد قصفت ظهر حسن نصر الله من خلالها سليما معافي, المعلق السياسي يوئيك ماركوس يري أن إسرائيل بدأت هذه الحرب بهدف القضاء علي حزب الله كتنظيم عسكري معاد وردا علي عملية الاختطاف التي تمت بسبب الروتين والتراخي المتفشي في الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة, والجميع كما يقول ماركوس افترضوا أن الجيش المزود بأحدث الأسلحة سيقوم بدحر حزب الله, ولكن رويدا رويدا بدأت تتكشف الحقائق والمؤشرات المقلقة ووجد الجميع أمامهم جيشا غنيا وكبيرا وغبيا بدلا من الجيش الصغير, والذكي الذي يعرفونه.
وتشير وسائل الإعلام الإسرائيلية الي انه في اللحظة التي ستشعر فيها الجبهة الداخلية بأن الجيش لا يؤدي دوره المنوط به فإن الناس لن يفروا من منازلهم فقط وإنما من إسرائيل كلها عقب هروب عشرات الآلاف من السياح, ويسخر الإسرائيليون من رئيس هيئة الأركان الذي يظهر عليهم يوميا, وكأنه في حيرة من أمره ويلقي خطابات هي من اختصاص رئيس الوزراء أولمرت.. إذاعة إسرائيل علي لسان العميد احتياط رافي نوي تقول ان تفوق الاختفاء مازال في يد حزب الله, وان الجيش الإسرائيلي الكبير لم يصب حتي الآن قدرة هذا الحزب, وأكثر مايخشاه المعلقون في إسرائيل أن تتحول المواجهة الحالية الي حرب استنزاف تتوسع بما يتجاوز أهدافها الأمر الذي يؤدي في النهاية الي انفجار الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
الكاتب الصحفي زئيف شترنهال يقول إن الحرب الحالية هي أكثر الحروب التي خاضتها إسرائيل فشلا. وبصورة تزيد عن حرب لبنان الأولي التي كانت قد أعدت بصورة جيدة من الناحية العسكرية, ويضيف أن من قرر شن هذه الحرب لم يحلم حتي بنتائجها وآثارها المدمرة علي كل المجالات, ولم يضع في الحسبان آثارها السياسية والنفسية, وتضرر مصداقية الحكومة الإسرائيلية في نظر المواطنين, وتبين أمام العالم كله أن سلاح الطيران القوي لم ينجح خلال أربعة أسابيع في ايقاف اطلاق صواريخ حزب الله بل واحتاج الي شحنات أسلحة طارئة أخري مثلما حدث في حرب أكتوبر1973.
صحيفة معاريف تري أن إسرائيل قد خسرت المعركة ولم يعد مهما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيصل الي الليطاني أم لا ولم يعد مهما إذا كانوا سيأتون برأس نصر الله الي إسرائيل فقد انتصر حزب الله وخسرت إسرائيل, فالجيش الإسرائيلي بقيادة دان حالوتس باع لأولمرت خطة فاشلة. الكاتب عوزي نزيمات يشير الي ان خطأ ايهود أولمرت المصيري كان شن حرب شاملة دون التأكد من قدرة الجيش علي تحقيق الهدف منها. فأولمرت دخل الباب الذي أحجم باراك وشارون عن دخوله
|
|
 
|
|
|
|
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست