|
|
 اعتكاف الشيخ يس
|
1- اعتكاف الشيخ يس
مصطفى ابو العزائم
استاذنا الجليل الشيخ يس عمر الامام صاحب اسهام وكسب وتاريخ ناصع في مجالات العمل العام ، نتفق او نختلف معه فان ذلك لا يغير من حقيقة الرجل من معدن وطني اصيل لا يصدأ ، ولا يتآكل أو يذوب .
وازعم انني اعرفة جيدا بحكم النشاة الادرمانية الخالصة ، وبحكم العلاقة القوية التي تربط بيني وبين كثير من آل الامام ،و قد زاملت منذ الطفولة وفي كل مراحل الطفولة وفي كل مراحل الدراسة عددا من ابناء الامام ، وظللت احتفظ بعلاقات الصداقة معهم جميعا . خاصة اخي وصديقي المحامي الكبير الاستاذ محمد صديق عمر الامام ، وابناء عمومته سارية مكي والمرحوم عبد الوهاب عبد القادر ، والمرحوم حذيفة صديق الذي توفى مبكيا على شبابه قبل ايام قلائل اضافة للاخ والصديق ياسر يس عمر الامام .
لذلك كنت قريبا من آل الامام عموما ومن الاستاذ الشيخ يس الذي تشرت بالعمل معه عندما جاءنا رئيسا لمجلس ادارة صحيفة الايام في الحكم المايوي وقد كنت اجهر برأي في كثير من سياساته الادارية لكنه ما كان يغضب ، واختلفت معه كثيرا وكنت صغير السن ، ليل التجربة أتلمس طريقي في بلاط صاحبة الجلالة ، لكن صدر الرجل كان رحبا . ينفعل لكنه لا يتهور يغضب لكن ثورة الغضب ما كانت لتعميه فزاد احترامي له وتوطدت علاقتي به اكثر وظللت على صلة مستمرة به اكاد لا انقطع عن زيارته ابدا خاصة ونحن جيران نقيم في حي واحد بامدرمان .
وللشيخ يس مواقف ثابته حول القضايا الكبرى فهو اسلامي بل من الرعيل الذي اسس وطور بناء وهياكل الحركة الاسلامية ، وكان ولا يزال من اقرب الناس للدكتور حسن الترابي بعد المفاصلة الشهيرة بين جناحي الحركة الاسلامية انما جاءت وفاء لما يربط بين الرجلين من صداقة واخاء وتاريخ مشترك في بناء وتاسيس الحركة الاسلامية بالسودان . وعندما تناهت الى اسماع الجميع اصوات الخلاف داخل المؤتمر الشعبي في اجتماع مكتب الاخير بسبب المواقف المتباينة من التدخل الاجنبي في دار فور ، وهو ما تخطط له وتعمل من اجلة الادارة الامريكية ،وتدفع بمنظمة الامم المتحدة لتون ( لافتة ) لذلك التدخل اقول عندما تناهت اصوات الخلاف الينا تيقنت تماما موقف الشيخ يس سيكون هخو الرافض ، فقد سمعت منه ذلك شخصا قبل اسبوعين تقريبا ونحن نشارك في تلبية دعوة لاجتماع بوزارة الدفاع الوطني دعا له وشارك فيه الفريق الركن عبد الرحيم محمد حسين وشارك فيه الى جانبه البروفسير الزبير بشير طه وزير الداخلية والفريق صلاح عبد الله مدير جهاز المخابرات الوطني وشارك فيه كل رؤساء تحرير الصحف بمختلف توجهاتها ومناهجها الفكرية .. فقد ارتفع صوت الشيخ يس بالرفض التام للتدخل الاجنبي وعندما قال له قائل أن ( شيخك رى بغير ذلك 9 انتفض وانفعل وقال ( انا ما عندي شيخ ) .
الان ثبت الشيخ يس علىالمبادئ واثبت للناس جميعا ان معدنه لا زال هو ذات المعدن الاصيل الذي لا يصدا ولا يتآكل ولا يذوب .. وهو يعتكف الان في بيته يرفض الحديث عن هذا الموضوع ولا يقبل ان يطعن في مواقف غيره داخل حزب المؤتمر الشعبي رغم تباعد الشقة بينه وبينهم .. ويرفض الحديث للصحافة ولا يريد ان يتاجر بالمواقف ليصنع لنفسه بطولة هو اهل لها ويستحقها .
وكان اثر الشيخ يس عظيماً داخل المؤتمر الشعبي فقد اتخذ الاستاذ بدر الدين طه موقفا مشابها لموقف الشخ يس واعتكف هو نفسه بل واغلق جواله لا يريد ان يتحدث ولا يريد ان يسمع .. وكذلك فعل امير المجاهدين الناجي عبد الله كما يطلق عليه داخل المؤمرالشعبي فقد اتخذ موقفا يشبهه تماما ويشبه مواقف كل الذين حملوا السلاح وجابهوا الاحراش وحملوا ارواحهمم في اكفهم من اجل اعلاء كلمة الحق وكلمة ( لا اله الا الله ) .
واعتكاف الشيخ يس واعتزال بدر الدين وموقف الناجي عبد الله .. لا نريد ان نقول انها بطولة او بوادر انشقاق داخل المؤتمر الشعبي وهو واقع لا محالة .. لكنه نمريد القول انه الموقف المتوقع اصلا من امثال هؤلاء الرجال الذين يعرفون متى يخاصمون ومتى يتنازلون ومتى يثبتون عند حدود الوطنية لا يتجاوزون خطوطها مهما كان الثمن .. ومهما كانت المكاسب .. وهنيئا لنا ولبلادنا بامثال هؤلاء الرجال .. ولا .. نامت أعين الجبناء .
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست