يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-03-2006, 00:16 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر
                  

08-03-2006, 01:41 AM

ثابت محمد
<aثابت محمد
تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 2006

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: bayan)

    Quote: أتضح أن جيهان السادات قد "سلخت" أو قولي "سرقت" فصلا كاملا من رسالته للدكتوراه من جامعه أكسفورد "أحتفظ بنسخه من رسالته للدكتوراه اهدانى إياها وقد صورها منى العام الشاعر عالم عباس 1995 ثم نصحني أن لااعيرها لأحد خوفا عليها" هو الفصل الخاص بالا سطوره اليونانية ونسبتها لنفسها في أطروحتها للدكتوراه بإحدى الجامعات الامريكيه مع ملاحظه أن المشرف على عبدالحى في الدكتوراه كان مصريا متخصصا في الأدب المقارن بأكسفورد اسمه "مصطفى بدوى" توفى بعد عبدالحى بسنوات قليله ولقد أشار إلى مسألة جيهان تلك الأديب السوداني الدكتور أحمد محمد البدوي " الذي أشرت إليه في التعقيب الأول في مقال منشور بمجله الناقد اللندنية العام 30 كانون الأول 1990 واكتفى بهذا القدر من التعقيب على الجزء الذي نشرته واعتذر عن اى إزعاج قد أكون سببته لكي مع شكري لشقيقي عبد الكريم لأتاحه المنبر لي ...

    أحمد الأمين أحمد.

    بيان التحية لك
    نثني منح أحمد الأمين البنا عضوية بالمنبر
    فمداخلاته أكثر من رائعة ويبدو أنه موسوعة نقدية وتوثيقية هائلة
    سيكون إضافة للمنبر

    خالص المودة
                  

08-03-2006, 11:02 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: ثابت محمد)

    شكرا الاخت بيان..علي هذه الصيحة من اجل الاخ احمد الامين عضوا بهذا المنبر
    فحتما ان وجوده هنا سيضيف الكثير بما يتمتع به من ثقافة عالية وروية نقدية فذه
    واكاديمية صارمة..
    فاحمد كاتب مواظب في صفحة مقالات حرة بهذا الموقع يرسل مقالات ثرة وترجمة عميقة لاسفار
    مهمة ومفيدة...
    وقد كانت احد ترجماته عن المجتمع الانجليزي المعاصر عنونا لهذا المنبر لعدة ايام...
    لذا اضم صوتي تماما لوجوده هنا...وشانشر هنا بعض من اعماله التي بحوزتي... الا ان نراه بيننا..

    تهذيب شعراء البحيرة!!/ أحمد الأمين أحمد يوسف البنا الكونتى
    By
    Jul 27, 2006, 03:20




    تهذيب شعراء البحيرة



    أحمد الأمين أحمد يوسف البنا الكونتى

    رغم بروز اتجاهات عديدة في مجرى الشعر الانجليزى منذ بزوغ الفترة الرومانسية إلا أن الإنجازات الأساسية والمكتسبات التي أنجزها الرومانسيون سواء المتأصلة في أعماقهم أو المتجددة والمعاد تأكيدها بصورة ساطعة لم يتم التنازل عنها من قبل الكتاب الذين يكتبون بلسان شكسبير، كما لا تزال مفردة " شاعر " ترتبط بالفكرة الرومانسية المتمثلة في الوجدانية والنبي الملهم الذي ظلت افكارة خلافا لما كانت علية في بدايات القرن الثامن عشر الميلادي ترتبط بالأخلاق ويشرع لكل البشر عبر أسلوب منحوتا ببراعة.

    لقد شهدت نهايات القرن الثامن عشر ومطالع القرن الذي تلاة قبل ظهور عبارة " المدرسة الرومانسية" قيام مجموعة من الأفراد ذوى الاهتمامات المتقاربة بالدعاية إلى أفكار نابعة عن الرومانسيين الأصليين من الجيل السابق من شاكلة الشعراء Thomas Gray ,Williams Collin Thomas والروائي Horace Walpole وامتلاءا بالحنين إلى الحرية المتأصلة في المستعمرات الأمريكية المنادية لأجل الاستقلال والثورة المذهلة بفرنسا بالتمرد ضد التفاؤل والعقلانية المغتبطة عند معظم أسلافهم استبدل Blake الإلحاد المجدب والشك الفاتر للموسوعيين وحواريهم بدين شخصي جديد متوهج جاذبا قراءة حيال الأنشودة الرسمية مهيضة الجناح ورباعيات ترتيلي بسيطة أو نوع قريضة الانجيلى الخاص النشط كما تنعكس في فكرة الاجتماعي اضطرا بات الثورة الصناعية القلقة وبذات الصورة استخدم Wordsworth أشكالا شعرية بسيطة—رغم الاحتفاظ كذلك بالسوناتا والشعر العروضي بسبب مجدهم القديم—رسمت حياة الفلاحين المخلصين والأطفال الأبرياء من الداخل عبر لغتهم الخاصة محولا طبيعة الشعر من وصف عادى أو ادعاء إلى معرفة رهيبة بعظمة الآلة وأثرها على النفس الشفافة كما أحتفل بالذات والعقل الفردي والأحاسيس بصورة لم يسبق إليها شاعر من قبل .

    لقد فتح Coleridge عبر المامة المعرفي الضخم بالإنجازات السالفة بالشعر الانجليزى وانفتاح على الاتجاهات الأوربية المعاصرة حيث كانت الرومانسية مزدهرة كذلك بفرنسا وألمانيا بوابات جسر للخيال غامرا قريضة بالفنتازيات والحيرة والرعب ذاتة مسجلا تجار بة الخاصة بالأحلام والعقاقير محتفظا بالرغبة في الاحتفاظ بالأدب الشعبي المهاجر من القرون الماضية الناطق بالتشاؤم والشك والاضطراب العقلي بمنحى يخاطبنا مباشرة على مدى قرنين من الزمان أما اللورد Byron فقد أورثنا غرابة وروح مغامرة وشكة الحديث حول وجود الخير وعدم قناعاتة العميق بحالة الإنسان ولقد تمثل في شخصيتة الأنيقة صورة الشاعر الرومانسي باقتدار متهورا .بوهيميا،وسيما وجذابا بينما استبدل Shelley الأثر الرومانسي المتعجرف للفترة الكلاسيكية المحدثة برجعة شخصية قوية الأثر تعيد تفسير المثاليات الإغريقية التي أثرت شعرية اللغة بصورة غير معهودة بالعروض الأصلية والرباعيات مكسبا لذة وحساسية لعالم رؤيتة وفى فترة تقهقر حروب نابليون وما بعد نصر معركة "Waterloo" الذي حققه قومه على الفرنسيين مفرغا روح الثورة السليمة مقابل قيود الحكومة والمجتمع أما Keats فقد كان شاعرا أخرا أعاد تشكيل عالم اليونان بطريقة جديدة ذات معنى ! لكنة أسهم كذلك فيما صار الغرام الرومانسي الخالص بالقرون الوسطي ففي أفضل أعمالة نجدة قد رفع المعجم الشعري الانجليزى إلى ذرى لا تسامق حيث رعى في كل حياتة القصيرة إذ مات عن ستة وعشرين ربيعا شأن تجانى السودان وشابي تونس وهمشرى الكنانة والجاهلي طرفة بن العبد وبوشيكين روسيا ، وخرائدة المواضيع الرومانسية الخالصة الضرورية للاستلهامات عسيرة المنال وتلاشى الرؤى الباهرة للسمات المتنوعة التي تشكل ما اصطلح علية بالرومانسية المصطلح الذي تم صهرة مؤخرا في القرن التاسع عشر للتفريق عن الجيل " الكلاسيكي" اللاحق والذي اعتبر حينها حركة مقارنة وجديدة دون ريب .

    رغم وجود العديد من الشعراء الإنجليز الذين سبحوا داخل نهر الحركة الرومانسية منهم Thomas Moore, Leigh Hunt, Thomas Love, Walter Savage, Thomas Campbell, Robert Southey ,George Grabble, Samuel Rogers, Thomas Hood, Sir Walter Scott والشاعر الفلاح الملهم John Clare إلا أن أعظمهم بلا شك وأكثرهم تأثيرا في مجرى الشعر العالمي منذ ذاك العهد يتمثلون في ستة أكبرهم سنا هو William Blake الذي عاش في الفترة "1757—1827" ولقد كان بصورة أساسية خارج المجرى الرئيسي للشعر الرومانسي الانجليزى ليس فقط بسب نشر أعمالة الأساسية بصورة خاصة بأعداد صغيرة بالتالي لم يتيسر الإطلاع عليها جماهيريا بل كذلك بسبب افكارة الراديكالية حول السياسة والمجتمع والأخلاق وتوجهات حياتة التي تطورت لدرجة جعلتة شاذا ورغم أن تعبيرة الشعري ارتكز جزئيا على تلك النماذج التقليدية النموذجية ككتابة الترانيم وشعر القرن السابع عشر والقصائد الإنجيلية للملك جيمس كان مدويا ونافذ التطرف رغم الإشارة دائما إلى أنة كان فنانا محترفا قام بإنجاز الكثير من الرسومات الإيضاحية المصاحبة لاشعارة نفسة بصورة تزاوجت فيها الصورة والمفردة بدرجة مدهشة إلا أنة ظل مجهولا في عصرة بصورة واضحة عدا للقلة داخل أوساط ضيقة كما عاش غير مألوفا خلال الفترة القصيرة المتبقية من القرن التاسع عشر عدا لشخص في قامة "دانتى غابر يل روستى" الذي رحب بة كثيرا حتى تم اكتشافة وبعثة كليا عقب قرن كامل من تحديقة في الموت.

    خلافا لبقية الخمسة المتبقين من الرومانسيين الذين اشتهروا بالترحال الذي انعكس على أشعارهم فان Blake ابن مشذب أعشاب لندن لم يرحل بتا بعيدا عن مدينتة لكنة مثلهم كان حرا في توجهاتة السياسية ،حساسا تجاة القيود الحكومية القاهرة آنذاك مفضلا الاستلهام من حروب الثورتين الأمريكية والفرنسية ومعاديا للعقلانية الخانقة والتشاؤم المغرور للقرن التاسع عشر وكشأنهم كذلك فقد عثر على صوت جديد في القريض محققا نتائج ملموسة بأبسط المعاني وباعثا موسيقى عذبة داخل لسان شكسبير التي تتجلى في أعظم خرائدة المقتضبة التي اسماها " أغنيات البراءة" و"أغنيات التجربة" والتي تتمحور حول الطفولة كموضوع مسيطر إضافة إلى قصائدة الحيوانية المجازية "الحمل" التي تعكس البراءة المسيحية الموجبة ونقاء بياضها و "النمر" ويترجمها البعض "اللبوة" والتي تصور فرح اللون وتوحش مواجهة الوجود !

    لعل William Wordsworth الذي عاش خلال الفترة "1770\1850" الشاعر الأكثر تأثيرا في مجرى الشعر الرومانسي الانجليزى بل يعتبر المغرد بصوت شعري جديد أدى إلى تدفق عطر أخاذ مستحدث في بحيرة الأدب الانجليزى كما أن "دينة" الجديد المرتبط بالطبيعة قد غذى الشعراء الرومانسيين وخلفائهم الروحيين بإحدى موضوعا تهم الرئيسية الأثيرة .

    لقد غرس صبا الشاعر في منطقة البحيرات ساحرة الوعورة شمال غرب انجلترة هذا العشق للطبيعة في وجدانة ليتركة وديعا مستغرقا التفكير في همومة ومجددا في موضوعاتة حيث لم تبدأ أسفارة الخارجية إلا في العام 1790 عندما قام بجولة مع صديق عبر أرجاء ارض بود لير ،بلاد دانتى و مرتع غوتة وشيللر قبل أن يمكث عاما كاملا بفرنسا متأملا الطبيعة الثورية عن كثب ثم رحل مرة أخرى برفقة شقيقتة Dorothy في العام 1795 إلى منطقة Dorset حيث التقى الشاعر الرومانسي الثالث Coleridge الذي عشق الشقيقة ! ليستقر الثلاثي متقارب المشارب في منطقة Somerst حيث أصدر الطبعة الأولى من "الأغنيات الشعبية" The Lyrical Ballads كتاب العصر الذي ساهم فية كذلك عشيق الشقيقة !والذي ظل صديقا مقربا لة حتى خلافهم المر في العام 1810 .

    عقب قضاء عاما بأرض غوتة عاد الشاعران والشقيقة العشيقة !الموحية إلى منطقة البحيرات حيث عاش الشاعر خريف عمرة المديد عاملا كمتحصل لإيرادات المجلس، قلت ،التجانى يوسف بشير رومانسي فجر السودان عمل كذلك متحصلا لإيرادات شركة سنجر وتتمثل أجمل قصائدة في "Are We Seven? التي تتحدث بلسان الطبقة الوسطي وقصيدة Tin tern Abbey والتي "تستلهم رضوخة الفلسفي واستخدام مدهش لشعر غنى ومرن " وقصيدة The Solitary Reaper أو الحاصدة المتوحشة والتي ألهمها جولة قديمة لة باسكوتلندة وترجمها عبداللة الطيب "1921-2203" وهو بصير باللغة ب" الحاصدة المتوحدة" في كلمته القديمة عن اليوت فإليها ينظر:

    إلا فاسمع فان الوادي العميق

    يفيض مفعما بالصوت

    وما غنى أبدا بلبل

    نغمات أطيب لجماعات مضناة

    من المسافرين في ظل مكان ما

    بين الرمال العربية

    إلى جانب قصائدة الأخرى مثل "هي شبح من الفرح" و"تجولت وحيدا كغيمة" ولكن اشهر قصائدة على الإطلاق هي قصائد الطبيعة المقتضبة وأنشودة إلى واجب وقصيدة Prelude "عارضها كذلك اليوت" واذكر إشارة الشاعر محمد عبد الحي "1944—1989" القديمة إلينا أثناء جلوسنا فى مجالس درسة بآداب جامعة الخرطوم قبل تحديقة فى الموت بمقدار ما يشيل البرق ويختفي على قول محيميد فى موسم الهجرة البحث عنها داخل كتاب محدد أشار إلى موضعة داخل مكتبة جامعة الخرطوم بدقة وهو على مقعد متحرك وقد طال عهدة بالمكتبة ! باعتبارها بعض المدخل السليم لدراسة التصويرية فى الشعر الانجليزى !والتي تعتبر أهم انجازة الشعري وفيها يتسعيد تطور ذهنة عبر الزمان والفضاء والروائح والألوان إلى جانب القصيدة الحزينة التي كتبها خريف عمرة المتأخر تحت وطأة رحيل الشاعر والكاتب الاسكوتلندى العصامي James Hogg مؤلف الرواية النادرة The Private Memories and Confessions of A Justified Sinner .

    أخيرا لقد نجح Wordsworth بوضوح فيما وصفة صديقة القديم Coleridge كهدفة " بمنح بهجة الطرافة إلى الأشياء العادية موجها العقول حيال الحب وروعة العالم الماثلان أمامنا." .

    لا يمثل الشعر عند Samuel Taylor Coleridge الذي عاش "1772—1834" سوى نزرا قليلا من مجمل نتاجة الادبى مقارنة برصفائة الأخريين إذ خلف نثرا ضخما من النقد الادبى والفكر الاجتماعي والفلسفة واللاهوت وتتمثل أهم أعمالة الأدبية فى مجموعتة الأدبية الصادرة فى العام 1817.

    لقد كتب الشاعر خلال فترة قصيرة 1797—1803 أجود شعرة الذي جاء مبتكرا فى شكلة وروحة ويتضمن عملين اتفق عليها كأحد أفضل ما كتب بلسان شكسبير هما " The Rime of The Ancient Mariner " و"Kubla Khan"" والتي ألهمها حلم راة وقد خضعت لتفسيرات عديدة ولقد ترجم الأولى من السودانيين الأستاذ عمران العاقب أمين مكتبة بخت الرضا فى عهد قديم بتدخل طفيف من عبداللة الطيب "1921—2003" "سقت قبرة الغيمة المرجحنة" قال عمران فى مقالة الماتع "اذكر اننى توقفت طويلا ابحث عن الكلمات العربية التي تصور الأصوات وصادف ذلك دخول بروفسير عبداللة الطيب للمكتبة لاستعارة كتاب ،سألني وهو متوجة إلى قسم اللغة الإنجليزية من المكتبة قائلا أين وصلت فى الترجمة؟ قلت لة the ice was here وقبل أن أكمل البقية أملى على ترجمة البيتين من الإنجليزية:

    " صقيع هنا وصقيع هناك

    لقد شمل الكون ثوب الصقيع

    وللريح زمجرة –خلتها

    هما هم فى حلم ليل مريع "

    كما كانت ضمن منهج المستوى الثاني بقسم اللغة الإنجليزية بآداب جامعة الخرطوم.

    ولد Coleridge فى منطقة Devon لوالد قسا ومدرسا بمدرسة ثانوية ولقد كان قارئا نهما ولعا بالأعمال الخيالية وعند بلوغ العشرين وتحت وطأة اعجابة بالثورة الفرنسية قدم محاضرات حول المشكلات الاجتماعية إلى جانب الشاعر Robert Southey بمدينة بر يستول الأمريكية حيث خططا لإيجاد مدينة فاضلة بأمريكا مما حدا بة الاقتران بامرأة لم يحبها أبدا! كما التقى بالشاعر Wordsworth حيث تقاسما الحياة بمنطقتي Dorset وSomerset , وألمانيا تحت نفقة عائلة ثرية ومنطقة البحيرة شمال غرب لندن حيث فشل فى نيل إعجاب شقيقة زوجتة قبل افتراق الشاعرين بعد شجار مر 1810 ليعيش بلندن مقدما محاضرات عامة وراعيا للموهوبين الشباب ومنهم Byron ،Shelley و Keats كما أدمن الخمر "مثل الأعشى " ردحا من الزمان الأمر الذي سبب لة اضطرابا وحيرة تجلتا بوضوح فى بعض خرائدة.

    خلال القرن التاسع عشر كان اللورد Byron 1788—1824 الشاعر الأكثر إعجابا وشهرة على ضفتي الاطلنطى بل كان الشاعر الرومانسي بامتياز لفرط وسامتة وحضورة الجماهيري واعاقتة البد نية وترحا لة الواسع ووجودة الحقيقي وحريتة وتحررة السياسي وفرحة وامتلائة بالمشاعر وغرابة أطوار حياتة الجنسية إذ كان والعياذ باللة عاشقا وخليلا لاختة غير الشقيقة ! ! والتي صورها فى قصيدتي The Giaour و The Gorsair و لقد ذاعت شهرة هذا الشاعر اثر نشر قصيدة The Childe Harold,sPilirimage والتي تعد نبعا ثرا لبطولتة الأمر الذي حدا ببعض المؤرخين تصنيفة كلاسيكيا مهاجرا إلى القرن الثامن عشر على ضؤ ميولة واتجاهاتة كما كان بعيدا عن التجديد مستخدما فى الغالب العروض التقليدية كما فى خريدتة She Walks in Beauty وسمعت الشاعر والروائي فضيلى جماع "ولد في 1948 في رواية" يتحدث عنها بحب شديد فى أكثر من مرة ونحن نسير تحت زخات المطر فى شوارع لندن أواخر القرن العشرين الميلادي وتندرج ضمن خرا ئد كتبت خصوصا لتغنى بمصاحبة الموسيقى كما عمل على استلهام الرباعيات الإيطالية ottava rima .

    لقد عاش الشاعر باسكوتلندة ردحا لكنة ورث لقبة فى العاشرة عندما رحل إلى انجلترة كما قام برحلة طويلة عبر أوربا حتى وصل تركيا حيث أسرة الجمال البحرسطى والذي منح شاعريتة مادة ثرة تجلت بوضوح فى قصيدة childe,s pilgrimage المشار إليها أنفا و قصيدة Don Juan إلا أن زواجة فى العام 1815 كان أمرا فاجعا غادر على أثرة انجلترة إلى الأبد حيث انضم برهة إلى الرومانسي الخامس Shelley وحلقتة قرب جنيف لينشر مجموعتة الشهيرة The Prisoner of Chill ion ليرحل بعدها إلى ارض دانتى حيث ارتبط بقصص من العشق واللهو والمجون فى البندقية قبل أن يلتحق مرة أخرى بزمرة Shelley إلا أن اضطر مرة أخرى إلى الرحيل إلى ارض هو مر و زوربا ليساعد اليونانيين فى المقاومة لأجل الاستقلال من الأتراك إلى أن حدق هناك فى الموت بفعل الحمى فى العام 1824 ولمعرفة أوسع بهذا الشاعر الوسيم لابد من تأمل مسر حياتة الشعرية تحديدا Manfred إلى جانب ر سائلة النثرية التي تفضح عن شخصيتة بصورة كاملة.

    بالنسبة للكثيرين يظل Shelley 1792—1822 الشاعر الرومانسي الكامل نسبة لسعية وراء الحقيقة والعدالة ومعر فتة الفريدة بالتراث اليوناني والروماني وتعدد أفق قصائدة فى العشق والسياسة والتاريخ والفلسفة وكذلك التعدد الباهر وجدة وطرافة اشعارة وروعة مفرداتة ومرونة فكرة وتتجلى أجمل خرائدة فى غنائيتة المقتضبة ومطولتة الرعوية الأنيقة المعقدة Adonais التي رثى بها الرومانسي الأخير كيتس عند تحديقة فى الموت .

    ولد الشاعر لأسرة ثرية ذات مجد موروث بمنطقة "Sussex " لكنة نشأ غريبا عن محيطة معانيا من اعتلال فى صحتة لازمة طوال حياتة ولقد طرد فى عامة الدراسى الثاني من الدراسة بجامعة أكسفورد لكتابتة كراسة حول الإلحاد فى العام 1811 مثل تجانى السودان الذي طرد من المعهد العلمي اثر نقاش حول أمر ديني ،ثم استشاط غضبا من والدة عقب زواجة من ابنة حارس حانة ‍‍‍والتي عاش معها فى منطقة البحيرة حيث عاش اسلافة الرومانسيين قبل الرحيل إلى ايرلندة وويلز ليفترقا فى العام 1814 ليهيم حبا بابنة رائدة الحركة النسوية " " والشاعر الفيلسوف الشهير " William Godwin " والتي ابتنى بها عقب انتحار الزوجة الأولى بالغاز وقد أقام معها لاحقا قرب جنيف حيث التقى بالشاعر بايرون أثناء تجوالة المبدع.

    غادر الشاعر وحليلتة انجلترة إلى الأبد فى العام 1818 ليعيشا فى نواحي مختلفة بايطاليا قبل أن يستقرا فى مدينة بيزا إلا أن حبهم سرعان ما فتر بسبب وفاة اثنين من انجالهما إلى جانب طبيعة الشاعر الطموحة ولقد كان من سمارهم بتلك المدينة E.William وزوجة Jane التي تغزل بها الشاعر فى ثلاث من قصائدة أهداها إليها صراحة ومن مفارقات الأقدار وفاة زوجها مع الشاعر غرقا !

    تتمثل أجود أشعار Shelley فى Ozymandias والتي تعتبر اشهر sonnet بلسان شكسبير ويندرج تحت المؤثرات السياسية المتمردة إلى جانب قصيدة Ode to the West Wind والتي تأثر بها كثيرا الشاعر العراقي المجدد السياب وقصيدة Adonis التي رثى بها الرومانسي الأخير Keats والتي جارى بها الشاعر الانجليزى الأعمى John Milton فى خريدتة الشهيرة Lycidas صديقة الذي غرق فى البحار الجنوبية وكلاهما يتحدثان عن الموت وجمالة بطقوس وسحر ونبرات أشبة بالغناء ورغم الاختلاف والجدل حول سمعة ووعى Shelley إلا أنة اليوم يعتبر السيد الأعظم لجميع رصفائة الرومانسيين.

    لعلة لا يوجد شاعرا إنجليزيا أخرا ومض وتوهج بصورة سريعة مثل Keats "1795—1820 والذي كتب كل قريضة خلال فترة خمسة أعوام فى ريعان شبابة المجهض إذ حدق فى الموت دون الخامسة والعشرين كالتجانى بفعل مرض السل داء الرومانسيين والذي صرع قبلة امة وشقيقة الأصغر.

    تحت وطأة الإخلاص لوضع والدة المدير اللندني تأثر الشاعر بالأساطير اليونانية والدراسات الأخرى التي رشفها بالمدرسة إلا أن يتمة المبكر جعلة يلجأ لدراسة الجراحة فى العديد من المشافى بلندن حتى زارة شيطان الشعر فى سن الثامنة عشر ليكتب نشيدة الأول On First Looking In To Chapman's Homer ليخلد بعدها تماما إلى الشعر تحت تأثير الكاتب Leigh Hunt الذي قدمة إلى العديد من الأدباء اللامعين ثم كتب فى العام 1817 رائعتة المطولة Endymion راعى الضأن الوسيم الذي سحرة ديانا ربة القمر فى الميثولوجيا اليونانية ووهبتة النوم الابدى تلك الخريدة التي استوحاها الشاعر الزنجي الامريكى كاونتى كوليين وتأملناها ضمن نقول على ألمك 1937-1992 عن الأدب الزنجي وتتجلى أجود اشعارة فى La Belle Dame Sans Merci تلك السردية التي قدمها عبر مقاطع بطولية وهام بترجمتها العديد من السودانيين منهم الجهبذ النحر ير عبداللة الطيب1921—2003 والدكتورة منى كنتباى زميلة الطلب بآداب الخرطوم قديما إلى جانب اناشيدة العديدة التي خاطب بها البلبل ،النفس، الخريف والمالنخوليا ولقد ارتفع إلى جانب Wordsworth بالسنت الانجليزى إلى ذرى شاهقة لا تسامق .

    إشارة:

    *اعتمدت على مصادر ومشاهد وشواهد ومواقف وإشارات وقراءات قديمه عديدة أهمها بالإنجليزية الأعمال الشعرية الكاملة للشعراء الرومانسيين الانجليز كل على حده أضافه إلى كتاب:

    English Romantic Poetry: An Anthology—Ed by Stanley Appelbaum.

    * كلمه عبد الله الطيب رحمه الله "1921-2003 " عن اليوت المشار إليها أعلاه وردت في مؤلفه الصغير " الفتنه باليوت خطر على الشعر العربي" ولقد تأملت هذا السفر في ثلاثة مظان بعناوين مختلفة!!
                  

08-03-2006, 11:07 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    رأيت عبدا لحى بقلم أحمد الأمين أحمد
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    12/12/2006 12:58 م

    "1944-1989"
    أحمد الأمين أحمد

    رغم رحيله عن عمر باكر إلا أن الشاعر محمد عبد الحي "1944-1989" قد ركز لواءه الجمالي بثقة وثبات على رمل الشعر والفكر السوداني مسهما بنصيب وافرمن الإضافات العميقة ذات الأصالة والمعاصرة والعمق الفلسفي ,شغل عمرة البحث الدءوب والتقصي في مختلف أنواع الإبداع الانسانى . ترجم أشعارا اسماها "أقنعة القبيلة " لمجموعة من شعراء أفريقيا جنوب الصحراء من شاكلة ليوبولد شوينكا وكريستوفر اوكيكبو :
    "مهرجان الطبول ,وأجراسنا الخشبية
    في فصول الحديد
    يبين نجم قديم ونجم جديد
    تتأرجح موحشة وهى تهبط إدراجها اللولبية "
    استهلها بمقدمة جميلة عن طبيعة الشعر الافريقى المعاصر اتكائة على موروث ضخم من التراث الشفاهى والمادي ,إيقاع الطبل ,ليل الغابة.أقنعة السحر ، الديانات البكر الرقص الطقسي ومغازلته لأحدث فنون الإبداع الحديث في أوروبا وفى دائرة الفكر المحلى قدم دراسات في الثقافة السياسية بالسودان ضمن مساهمة مع اليونسكو وخاض في وحل " الصراع والانتماء " ويعد من أميز الأكاديميين العرب والأفارقة في الأدب المقارن إذ نال إجازة الدكتوراة " الأستاذية الكبرى" من كلية Saint Antony بجامعة Oxford البريطانية متقصيا في دراسة صعبة وممتعة" هجرة نصوص المتصوفة والرومانسيين الانجليز وميثولوجيا اليونان والتراث الانجليزي المعاصر إلى نصوص الشعراء العرب في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي " وهذه الدراسة رغم حسها التاريخي إلا أنها تجيب على الكثير من أسئلة الشعر ,حلل فيها بصرامة وجمال طبيعة شعراء المهجر وجماعة أبوللو والديوان كما قدم فصولا نقدية اسماها "الرؤيا والكلمات" حول شاعر اليقظة والإشراق السوداني التجانى يوسف بشير "1912-1937" والذي تمطى هاجسا ممتعا في فكرة ووجدانه وخطابة الجمالي .
    ورغم ثراء مناخات عبدا لحى الإبداعية إلا أن انصع مراعية هي الشعر تشهد بذلك درره المدهشة في ديوان الشعر السوداني المعاصر "أجراس القمر "هذا المحترق" ,السمندل يغنى, الله زمن العنف وبعض المسرحيات الشعرية كرؤيا لملك ,حديقة الورد الأخيرة وخريدتة المطولة العودة إلى سنار تلك الأغنية التي تستعصى مفاتيحها لغرابة وحداثة" لغتها ومجازاتها ومساربها وأغوارها ,إنها فتح جديد في اللغة الشعرية يختلف اختلافا ضخما عن اللغة القديمة " وهى حقا " معضلة في ديوان الشعر السوداني " يعضد ذلك حيرة النقاد والشعراء والسحرة والكهنة والصعاليك والعلماء والمتصوفة فك طلاسمها وإدراك مراميها فأهل الغابة والصحراء ينادون " أنها سؤال في الهوية" وآخرون يقولون بل هي " تعبير عن الجوهر الديني في الطبيعة البشرية" وعبدا لحى نفسه حار في أمرها وكان في كل حوار يغذيها ويشحنها روحا جديدة وهذا قمة الجمال فطبيعة شعرة شديدة التوهج بدرجة يستحيل معها التحديق فيه لإدراك جوهرة ...شعر غريب يحاكى النار والحلم.
    محمد عبدا لحى شديد الوعي ولاينادمة شيطا شعر ولعلة أحس منذ ادراكة ازدهار وردة الشعر في وجدانه سعى بكد ويقظة لتحقيق " خطابة الشعري"..غاص في بطون المعرف مرتشفا رحيق الذهن والوجدان البشرى عبر التأريخ والفلسفة والأسطورة واللغة وهذا يبر كثافة المعرفة وتوحدها وحضورها في شعرة ..نظر إلى الكون ..تأمل ذاته لذا جاء شعرة صافيا غزير الثراء والجمال والمعرفة فتهيبه "الجمهور لأنهم يتربوا على شعر ثقافي ينبع من عقل صارم "رأى وتأمل كل شي".
    أصدقاء دراسته ومعارفه يعترفون أن عبدا لحى والكتاب صنوان ومحمد مخلوق جوال جاب أرجاء وطنه الجميل منذ الطفولة ...طبيعة السودان البكر الثرة غذت اشعارة وكستها غنائية ساحريه جعلته مثل الحلم ..ينبهنا في حواراته المتعددة أنة تأمل في بصرة وعقلة وخيالة " الأنهار الضخمة وهى تهدر حمراء اللون والجبال والشمس المصهدة والزراف والثعابين والجواميس والوعول والأيائل والغزلان والأسود والنمور والببغاوات والقرود " الأمر الذي خلق نهرا باطنيا في وجدانه يروى اشعارة...الطبيعة الساكنة والمتحركة ألوان باهرة في لوحاته الشعرية يقول في حوار مع عبداللة محمد إبراهيم " قصيدة " حوار " في " كتاب الوجد" تتعانق فيها الطبيعة في السماء بالطبيعة في الأرض والنيل مركزا اساسى فيها " وتأمل مشاهد " العودة إلى سنار ":
    أبصر كيف مر أول الطيور
    فوقنا.

    وكانت الشمس على المياه
    أمشاجا من الفسفور واللهيب.
    ....
    شجرا أرى وارى القوارب فوق
    ماء النهر والزراع في الوادي .
    وفى "حديقة الورد الأخيرة" قصائد كاملة من وحى مشاهدات الطفولة أبرزها " قصيدة الفهد" ومطلعها:
    وفجاءة رأينا الفهد مسترخيا
    في ظلمة الأوراق
    الخضراء ...في الفوضى
    الجميلة بين الغصون .
    وهى قصيدة تصور مشهدا راة بواكير تجواله المبدع عندما كان طفلا لكن تجارب السنين ورحيق المعرفة غذتا ذلك المشهد بعمق نفسي وفلسفي يتمحور حول " الموت والقسوة" ويدعو إلى تسامح الإنسان مع جمال الطبيعة تجده في لب القصيدة يحتفل القصيدة يحتفل بمخلوقات الله وبراءتها " النحل,النمل ,الأرنب,الصقور ،الطحلب وثمرة الباباى ,المنقة الذهبية....الخ" في جمال شعري بديع مفصحا عن كون من النقاء والبهاء لكن فرحة الطفل " صوت البراءة وصورة الشاعر المثلى-على قول إدريس جماع " لا تكتمل إذ تصرع بندقية الإنسان الفهد الجميل وتفسد جمال الطبيعة وفرحها...ولقد اكسب عبدا لحى ذاك المشهد ثراء ورمزا ولعلة أراد تأكيد خسران الإنسان "بتعارك الصورة الإنسانية المفقودة والصورة الميتافيزيقية القاهرة" وشكل ذك المشهد البكر في ذاكرة الشاعر الأولى بعدا هاما في شعرة " فكرة الموت " الذي يمثل أولى مراحل الانبعاث أهم موضوعاته الشعرية .
    تسيطر "فكرة الموت" على معظم شعر عبدا لحى خاصة في ديوانه "حديقة الورد الأخيرة" والذي سر بة كثيرا واعتبره فاتحة لشعرة الجديد يقول في حوار مع الأستاذة سعاد تاج السر" العودة إلى سنار" هي القصيدة الأولى والأخيرة هي "حديقة الورد الأخيرة" وبينهما سنين كبر الشاب وتفرع وشرق وغرب ورجع ثانية وكان بالرجوع مليئا بكل الهدايا الثمينة التي خزنها في دمه وجبلته ورن عن بعد الجرس الذي يقول في ساحة المدينة أن الشاعر قد عاد ..تلك كانت قصيدة العودة ثم بعد ذلك بدأ شغله مع الناس وبالتالي كثف اللغة واخترع تقاليد جديدة يقول بها الشى الذي يقوله مرة أخرى بالصورة الجديدة , حديقة الورد هي صوت الشاعر بعد بلور وعيه المعرفي والجمالي وبالتالي هي أجود المراعى لفهم و دراسة خطابة الشعري ...
    أحدثت صورة الموت في ذاكرة عبدا لحى الأولى آلما نفسيا شديد الغورفى ذهنه لذا لا غرابة تمدد ظل الموت في ديوان "حديقة الورد الأخيرة" ,قصيدة " الفجر أو نار موسى " فاتحة الديوان يسيطر على صورتها الموت:
    وأنت عند تجلى السكر مقتول
    وصحراؤك احترقت ليلا
    عنادلها
    والورد من دمك المذبوح معلول.
    وفى قصيدة " قمار " نجد " منادمة الموت" وفى قصيدة " الفأر" نشاهد " انكسار آنية الخزف" وفى قصيدة "التنين" يصرع المغنى التنين و " هل أنت غير إشارة" التي تمثل قراءة في شعر التجانى يوسف بشير"1912-1937" الشعري صورة لما ورا الموت..
    كالطفل في الفردوس يمرح
    رغم رائحة الحنوط
    ورغو رمل المقبرة.
    أما قصيدة " ثلاث غزلان" فتصور مصرع غزالة عند النبع المسحور وهذه الصورة ألهمها مشهد راة الشاعر في المنام " كما حدثني ذات ضحى بعيد" ويتمدد ظل الموت في بقية قصائد الديوان "ديك الجن , الفراشة ملكة الليل، الفرس مقتل الملك القديم،سماء الكلام،تنصيب الملك الجديد ،الحمامة الخضراء،الوجه القديم وحديقة النخيل..":
    البيضاء
    تميس على في الحر حر والأجراس
    حصى الينبوع يستفيق
    طفل الماء
    ويفتح الحراس
    أبواب سنار كي يدخل موكب
    الغناء
    ويصعد النهر عبر براري جرحه
    الطويل
    إلى السماء
    لم يسجل عبدالحى مشهد الموت كما راة ذلك الفجر البعيد بل كساه الكثير من معرفته العميقة التي رشفها عبر السنين فالموت عند صار "وعيا" ملازما ونورا نحو المعرفة وإدراك الحقيقة وتارة مطية لاغتصاب السلطة وقهر الأخر لكنة في الغالب بشارة نحو "الانبعاث" الذي يبشرنا في عالم لا ثنائية فيه تصبح المخلوقات كما في بداية الخلق بريئة ونقية وهذا بديع كما يقول ويتمنى وفى شعرة تمتزج الأسطورة بالطبيعة والفلسفة والحلم.
    لعل عبدالحى أحس "غربة شعرة عن معظم النقاد والمتأملين فعمد كثيرا في حواراته إلى كشف " أصول ومصادر شعرة الفكرية والبيئية" فهدانا إلى انهارة الباطنية التي ساهمت في بلؤرتة وسيدرك المتأمل فيه أن المرجعية الفكرية تنم عن ذهن مرن ومعدة قوية صهرت ثقافات متنوعة وغنية ،الأستاذ فضيلى جماع في " قراءته في الأدب السوداني الحديث" شهد "أن أعمالة تكشف عن شاعرية مبكرة وتحصيل معرفي هائل الكم في بواكير عمر شاعر نعده اليوم في طليعة علمائنا الباحثين" والتشكيلي المبدع حسين جمعان عمر وقد عاصر فترة مضيئة في مشروع عبدالحى " العودة إلى سنار" بانجلترة وصمم ورسم اللوحات المصاحبة ل"حديقة الورد الأخيرة" اعترف أن " عبدالحى بلندن كان كثير الاستماع للموسيقى الأسيوية وخاصة الهندية وانكب على قراءة الكتاب المقدس وقرأ كثيرا مما يتعلق بالحيوان وسلوكه كما انه وقف على التاريخ القديم وقفة متأمل ودرس الأجرام والأفلاك ووقف على بعض الرسوم الإيضاحية القديمة للمجرات والنجوم ودرس عادات الإنسان القديم في الحضارات المختلفة وخاصة النوبية وتحرى في حركة التشكيل المعاصرة والقديمة..." ولعل هذا ما جعل قصيدة بصورة والوانة ولغته وروائحه " لوحة" تكاد تنصهر فيها وتتوحد كل الفنون ..."العودة إلى سنار " يصنفها البعض "مسرحية" وآخرون يقولون "رواية قصيرة" ويلاحظ أن أسلوب تركيب معمار الأبيات يستعير معمار بعض الأشكال الهندسية كالهرم كما نبهنا الناقد "سامي سالم"
    سنار
    تسفر في
    بلاد الصحو جرحا
    اسود الأعراف،فهدا قافزا في
    عتمة الدم ،معدنا في الشمس مئذنة
    نجوما في عظام الصخر ،رمحا فوق مقبرة
    كتاب
    وهذه الهياكل لا يبنيها الشاعر لزخرفة اسلوبة بل تكاد تكون هناك علاقة بين الشكل واللون الهندسي والفني ومضمون موضوع صورته الشعرية. حسين جمعان برهافته تنبه إلى ا"انسجام الأصوات وتناغمها في بعض مقاطع " العودة إلى سنار " في إحكام
    ونسق يحاكيان موسيقى استعارت كل الأصوات " رنة المعدن،صوت الإنسان ،الحيوان،النبات ،الأسماك،الحمام ،صرير الباب،" تأمل بعض نشيد العودة :
    أم صوت بشرى غامض يزحف
    كالسحلية الخضراء تحت خشبات
    الباب
    يبعثه من أخر الضمير مرة
    عواء ذئب أخر
    في طرف الصحراء مرة رنين
    معدن الصمت
    مرة حفيف السمك الراقص في دوائر النجوم في النهر
    ومرة همس عصافير الثمار
    حين يلمسها باللهب الأزرق جني
    القمر..
    وترد في مقاطع متفرقة من هذه الأناشيد وخرائد الحديقة صور ومفردات عديدة ذات صلة وعلاقة بالموسيقى والرقص:
    تنفخ في رئة المداح
    وضرب بالساعد
    عبر ذراع الطبال
    ويلاحظ أن الشاعر قد كثف استخدام الموسيقى ليخلق مناخا من الفرح والبهجة التي سادت المجتمع عند عودة "الصوت" الذي يبشر بعالم جديد من الجمال.ومتعدد الاهتمامات يتحدث حديث العارف والمتبحر في التاريخ
    عمر عبد الماجد شاعر "أسرار تمبكتو القديمة" ورفيق طلب عبدالحى يقول" كان محمد موسوعة في الثقافة والسياسة والفلسفة والشعر والمسرح والموسيقى والرسم والتصوف والفلك ، يتحدث عن وضاح اليمن" اسم ابنة البكر" والمتنبي والخيام وابن سينا وابن رشد وابن خلدون وشكسبير وبود لير وطمبل والتجانى ونير ودا وبيكاسو ولوركا وماركيز وسنغور كمن عاش معهم واختلط بهم وعرف أسرار دقائق فنونهم وصناعتهم.
    هذه الثقافة الرفيعة كست شعر عبدالحى عمقا معرفيا بعيد الغور وجعلته شعرا يستعصى على من لا يداوم على الاطلاع المتنوع كما افقدتة الجماهيرية الواسعة ولعل إحساس عبدالحى بذلك جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعرة كما فعل في " العودة إلى سنار " وبعض اضاءات "حديقة الورد الأخيرة" وسيدرك المتأمل في اشعارة وفرة وتنوع الرمز والذي يعرف المهتمون "أنة جوهر التعبير الشعري" الأمر الذي يتجلى بوضوح في الحديث خصوصا عند الشاعر المثقف كعبدالحى الذي يتميز رمزه بالعمق والتنوع والهجرة من حضارات وثقافات شتى....فمن حضارة الإغريق يستعير "اوديسيوس"و"بنلوب"صاحبة المنسج فينسج "السمندل في حافة الغياب" متحدثا عن الوفاء والحب والصبر ومن ذات المرجعية يتناول جدلية الشقاء\السعادة،الموت\الخلود عبر توالى المواسم في قصيدة " الفصول الأربعة" ومن جوف الحضارة الإسلامية زهرة الشمس فوق الجبال
    زهرة الفقراء ومستضعفي الأمم
    زهرة من دم
    زهرة من خراسان قد نضجت بالدم
    زهرة الفقراء.
    من اريتريا لخراسان يمتد نهر حزين
    من دم الحنفاء المساكين والقارئين
    إنهم يصعدون
    لكهوف الجبال البعيدة
    فقراء ومستضعفين
    فقراء من التبر والزيت من برجوازية المحدثين .
    زهرة من دم
    تتألق زهرة من دم مسلم
    تحت نجوم السماء الجديدة
    في الجبال البعيدة
    وترفرف مثل الفراشة في صحو هذى القصيدة.
    يستلهم صور ومواقف وإشارات عديدة للنفرى ،البسطامى،حافظ،ليلى ،تهجه،كانم،تمبكتو وصاحب الربابة وترد أيضا رموز أخرى كالسمندل ، القرندل،التنين ،ديك الجن وكلها ليس اعتباطا بل ذات علاقة متينة بموضوعاته الشعرية كالانبعاث الحضاري، غربة المثقف،القهر النفسي والتفاوت الطبقي:
    رأيتهم :أما،أبا،أطفالا
    على رصيف الزمن المهجور يرتدون
    شمس الكلمات الزرق والاسمالا
    فواحد في رغبة يسأل عن مغارة
    وواحد في غربة يسال عن إشارة
    ويسأل الأطفال عن خبز فيطعمون الحجارة.
    تنبه صاحب "الشرافة والنار" في حاشيته على " العودة إلى سنار" إلى أن "موهبة عبدالحى القوية المستقلة قد اعانتة على تجاوز التراث أو العبور بة إلى مستوى جديد في القول والشكل" والأمر صحيح فوعيه بالتراث لم يكن جامدا بل حوارا متصلا وقلقا ...في الكثير من خرائدة نراه يستوحي صورا وأخيلة ولغة تراثية محلية وعربية وأجنبية ويحقنها بروح جديدة بهدف إنطاقها بلسان يتوافق مع همومه وموضوعاته الشعرية ,تأمل حواراته داخل النص مع مواقف النفرى،فتوحات البسطامى،صور مالا رمية،أخيلة المعرى ومعاني وليلم بتلر Yeats في " العودة إلى سنار" وفى "الحديقة الأخيرة" مقابلة قصيدة " عباد الشمس" مع نص للرومانسي الانجليزي "William Blake " السمو مقابل الجمال كما قال بذلك الشاعر احمد عبد المعطى حجازي في مقالة المدهش عن عبدالحى الموسوم "هذا المبدع المجهول":
    من ظلمة الأرض
    علت مسقية بعرق الأرض
    استطالت حولها بعض أقدام
    يحفها سياج الريح والشمس
    ويرقص حولها الضياء.
    ويستلهم "مسدار الصيد" للحر دلو الكبير " صاحب زينب" ومطلعة"
    الشم خوخت بردن ليالي الحرة
    والبراق برق من منا جاب القرة
    شوف عيني الصقير بجناحه
    كفت الفرة
    تلقاها أم خدود الليلة مرقت بره
    في خريدتة "الليل حتما سيقضى أمرة" نجد الحر دلو يصف الطبيعة ويغنى بزينب متخذا الغزلان أقنعة لكن عبدالحى يصور الخوف داخل النفس الشفافة ويحلم بالاطمئنان و خريدة " السراب" داخل " حديقة الورد الأخيرة "
    وبلد عامية اعماؤة
    يترقرق سرابه في الدم
    يترقرق سرابه في الكلام
    السراب في حنجرة المغنى
    ولحية الشيخ الوقور .
    تمثل هجرة أرجوزة رؤبة بن العجاج :
    وبلد عامية اعماؤة
    كأن لون أرضة سماؤه
    ايهات من جوز الفلاة ماؤه
    يحسر طرف عينية فضاؤه.
    وتصف المفازة والسراب وتستعرض جرس وموسيقى اللغة العربية أو كما قال عبداللة الطيب لله درة في "القصيدة المادحة" لكن عبدالحى يتأمل وحدة الوجود وتجليها عبر بؤس الأخلاق وفساد المجتمع...وهكذا من نبع الطفولة نصور الذاكرة الأولى ،الأسطورة ، التراث ،المغامرة اللغوية والنهل من المعين الغربي ...كل هذا ينصهر في الشعر ليحلق....
    من ترى يمنحني
    طائرا يحملني
    لمغاني وطني
    عبر شمس الملح والريح العقيم
    لغة تسطع بالحب القديم
    ثم لما امتلأ البحر بأسماك
    السماء
    واستفاق الجرس الدائم في
    اشراقة الماء
    * * *
    وبكيت ما بكيت
    وسألت ما سألت
    هل ترى ارجع يوما
    لابسا صحوا حلما
    حاملا حلمي هما
    في دجى الذاكرة وأحلام القبيلة
    بين موتاي وشكل أساطير الطفولة.
    مراجع وإحالات:
    اعتمدت مراجع ومشاهد وشواهد ومواقف وإشارات عديدة بعضها من الذاكرة ويمكن النظر إلى:
    أ –محمد عبدالحى محمود:
    1- ا- العودة إلى سنار –ديوان شعر –طبعتين عن دار جامعة الخرطوم للنشر الأخيرة 1985.
    2-حديقة الورد الأخيرة-ديوان شعر-دار الثقافة للنشر والإعلان-الخرطوم -1984
    3-الله في زمن العنف-ديوان شعر-دار جامعة الخرطوم للنشر الطبعة الأولى -1993.
    4-حوار مع عبداللة محمد إبراهيم حول "ثنائية الفكر والوجود ووحدتهما" صحيفة السياسة السودانية –الخرطوم –تموز 1988.
    5- حوار مع سعاد تاج السر "لست أفريقيا "صحيفة السياسة –الخرطوم آذار 1988 .
    ب- عبداللة الطيب المجذوب:
    1- القصيدة المادحة---كتاب.
    2-فضيلى جماع عبداللة:
    1- قراءة في الأدب السوداني الحديث—كتاب صادر بسلطنة عمان.
    د- حسين جمعان عمر:
    1- مقالان حول العودة إلى سنار بين الطبعتين الأولى والثانية-صحيفة السياسة السودانية 1988 تقريبا.

    حاشية:
    * نشر هذا المقال لأول مرة على مجلة حروف الصادرة عن دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر العام 1991 في العدد 2\3 الخاص برحيل الشاعر محمد عبدالحى ثم أعاد صديقي الشاعر والمترجم الخلاق بانقا عباس الياس نشرة في العدد 5\6 لمجلة الطريقة الصادرة العام 1997عن رابطة الكتاب الديمقراطيين بألمانيا ثم نشرة المسر حي والشاعر يحي فضل الله في صحيفة " الاتحادي الدولية" الصادرة بالقاهرة بتاريخ 29 شوال 1418 الموافق 26 فبراير 1998.
                  

08-03-2006, 11:10 AM

على محمد على بشير
<aعلى محمد على بشير
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 8648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    طالما ان الدكتوره نجاة هى من قامت بتزكيته
    حتما سيكون الاخ احمد الامين البنا قامه سامقه
    واضافه حقيقيه للمنبر

    انا عن نفسى يابكرى اثنى كما الاخ ثابت
    ونطالب بالاخ احمد زميلا كريما واخا عزيزا
                  

08-03-2006, 11:22 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: على محمد على بشير)
                  

08-03-2006, 11:29 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    وحى الألفاظ البذيئة أو كاس مع على المك بقلم أحمد الأمين أحمد
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    12/12/2006 1:33 م

    إهداء
    إلى "عود" برعي و"صوت" داؤد

    أحمد الأمين أحمد
    الكتابة أفق مفتوح نحو عبق الروح المعتقة في الزمن والتجربة..هي تنهض في أصالة بوحها اللامتناهى مترعة بالمعاني والدلالات التي يمكن إعادة تقطيرها وتفكيك مساربها لتعطى ولمها من جديد من زوايا مختلفة التامات أخرى متجددة للاحتمالات اللامتوقعة في خط القراءة والمعنى.
    هكذا فعل احمد الأمين في هذا الكولاج الممتلئ بأفراح التنزه المتبتل فئ "مناخات على المك"ونصوص كتاباته..وقد قال الشاعر "عالم عباس" في رسالة إلى الناظم ذات خريف بعيد "هذا فن نادر ان تجمع مقاطع مختلفة من كتب شتى ومقالات تصنع منها عالما متكاملا للشخص...وهى كلمات على المك لا محالة "...فما اروع ان تنحاز الكتابة قراء ومريدين عن محبة.."
    الناقد \احمد عبد المكرم
    صحيفة الخرطوم \السودان
    الثلاثاء-22رجب 1425
    في حضور الفجيعة والرحيل تقفز إلى الذهن قصيدة الشاعر الامريكى "Henry Long Fellow " مبثوثة في ثنايا "Anthology of American Literature" المجلد الأول طبع 1980 ,جمع جورج مكمايكل وهى اى القصيدة تخاطب شاهد ضريح الرومانسي السادس "John Keats" وتستدعى صورها ولغتها خريدتة المشهورة Endymion راعى الضأن الوسيم الذي سحرته ديانا ربة القمر في الميثولوجيا الرومانية فوهبته النوم الابدى كما تداعب النقوش الكتابية على الضريح والتي تقرا "Here lieth one whose name was written on water " وتقول:
    The young Endymion sleeps ,Endymion sleeps,
    The shepherd boy whose tale was left half told
    The solemn grove up lifts shield of gold to the red rising moon
    And loud and deep ,
    The nightingale is singing from the steep
    It is mid summer but air is cold ,can it be death?
    Alas, beside the fold a shepherd ,s pipe lies shattered near
    His sheep
    Lo!in the moonlight gleams a marble white
    On which I read here lieth one whose name was writ in water.
    هذه الصورة البديعة استوحاها الشاعر الزنجي "كاونتى كولين"في خريدتة "على شواهد أربعة قبور...إلى كيتس" وتأملناها ضمن نقول على المك عن الأدب الزنجي:
    اسمك لم يكن على الماء مكتوبا
    وليس في الغمام
    ياحنجرة الغناء العذب
    شفاهك الصداحة التي قبلها الموت البارد
    أيبست شفتيه بالحريق.
    وفى قصيدة " لونغ فلو" احتفال حزين بالموت وجمالة بنبرات وطقوس أشبة بالغناء:
    And was this the mead
    Of his rather sweet singing? Rather let me write
    The smoking flax before it burst to flame
    Was quenched by death, and broken the bruised reed
    بعبوره البرزخ الفاصل بين الأزل والأبد و "تحديقه " في الموت تنفصل عهود من الالق والأرق والوفاء و "الإمتاع والمؤانسة" عن مجرى الأدب السوداني-تلك الورد الفواحة بالعبير –رغم بعض القبح ..تلك الشملة الملونة التي نسجها نفر من العشاق والفرسان والمتصوفة والعلماء والعشاق والثوار والدراويش الحر دلو الكبير ,البنا الكبير ، العباسي السعيد، توفيق صاحب الدهليز المنهدم ، معاوية ،التجانى،كردى ،كرف الخير ،طنبل، المجذوب ، الناصر، جيلي، عبدالحى محمد، ابوذكرى الراحل في الليل، إدريس جماع "هذا السليم في عصر سقيم والعاقل في امة من السفلة والمجانين "!! تأمل :
    من دمى اسكب الألحان روحا عطرة
    ورؤى النفس وانداء الامانى النضرة
    وشجوني وحياة بالأسى مستعرة
    خلق الزهرة لتفنى لتعيش الثمرة
    أو.....
    قفي يارياح لدى قبره إذا ما أجبت لداعي
    أجلية في رمسه واحملي إلية الندى والعبير
    قفي لحظة فهنا شاعر يروع الوجود اذاما
    احاديثة نثره كلها شعور تعالى وشعر
    وعادل القصاص والحلنقى وكجر اى "خال زينب—كما حدثتني عند السحر وهى على مرمى حجر من البيت العتيق" وكفى وعلى المك يطل وهاجا حول عروش النظم والقول في السودان ناشرا ريشة بإيجاب وفرح على ألوان وضروب من المواعين الإبداعية كتب "القصة القصيرة" فكان عميق الرؤيا رهيف الحس دقيق التصوير كثير الحب والاحتفاء بشخوصه والمكان ناسجا شبكة من النوستالجيا على فضاء قصصه الزمني وكتب الدراسات وجمع الآثار والانطولوجيا فكان حسن الذوق موسوعي الإحاطة مدركا للغة والحضارات ,ترجم لوركا ونماذج من الأدب الزنجي الامريكى ومقالات عن الموسيقيين الكلاسيكيين والمحدثين وبعض ميثولوجيا الهنود الحمر والشعوب البدائية الأخرى فكانت مترجماته خلقا ثانيا للنص مع اتكاءه صادقة مخلصة لروح الأصل وصنف سفرا عن داؤد،شغل عمرة البحث الدأب والإبداع والتواصل والحوار عبر كل وسائط المعرفة والاتصال ..هو بروفسور في الآداب ومحاضر جامعي في الترجمة الإبداعية وثاني رئيس لاتحاد الكتاب السودانيين بعد المفكر الكبير جمال محمد احمد "1916-1986" تربو إثارة ومصنفاته على العشرة "في قرية" ،"القمر جالس في فناء دارة"، "وهل أبصر اعمي المعرة"،"مدينة من تراب"،"حمى الدر يس"،البرجوازية الصغيرة"و" الأرض الآثمة " مع صديقة شادي الموال صلاح احمد إبراهيم "1935-1994"ومصنفات أخرى إضافة إلى كونه حقق التراث الخالد لخليل فرح والبنا الكبير والكثير من المقالات في الاحتفاء والرثاء لرموز الفكر السوداني.
    تنوع وعمق موضوعاته وتعدد تضاريس مشروعة الجمالي جميل اللون والروح يسمح تفكيك وإعادة تركيب هياكله ونسج بساطا جديدا يحوى كل أدوات وموضوعات تاريخه الفكري والادبى الذي يتعانق فيه الموت والفضاء والصور والوصف و...."للمستشفى رائحتان ،رائحة الموت وأخرى هي رائحة الديتول والمجارى والبالوعات واليود والقطط وان كنت لم تشم رائحة الموت فقد استنشقها هو حين كانت ترفرف حول رأس امة "حليمة" وكان قبلها يظن أن الموت ولأنة غدار وخائن لا يغشى الكائنات إلا في الليل لكن خاب حدسه لان امة ماتت بعد منتصف النهار والحزن مطبق وهاجر عنة طعم ولون ورائحة الحياة ....وكان واقفا أمام فراش موتها غير قادرا أن يجود لها بشي بقلب ،بكلية،بشريحة من روحة كي ما تحيا وتعيش ...في ذلك الصباح أحس بألم يفرى احشاءة لم يكن بل كان مدية وكان يسبب له قلقا عظيما ماذا لو ماتت أمك اليوم؟ وكل حي صائر إلى زوال يقول وهكذا يحب تعزية نفسه" يمكن أن يقول للآخرين ويواسيهم معزيا ولكن حين يكون الفقد امة فلن تنفعه كلمات المعزين.
    وكان الزمان شتاء لكم يخاف هذا الفصل لبردة ؟لظلمة ليلة الحالكة؟لم لوحشته؟ أم لان أباة قضى فيه دون إنذار ؟ وكان ينام والمسرة قرب راسة يتوقع أن ينهض على شدو باك من المستشفى ليقول له ماتت ..ماتت ولماذا تموت؟ أليس هذا هو أجمل المستشفيات وأنظفها وفية ممرضات أمريكيات ؟هراء وهل تمنع ممرضة أمريكية الموت أم تؤجل أجلة أن حان؟ و "في صباه كان كثير الحركة والكلام وكانت امة تحبه جدا ولكن بأسلوبها الخاص تضربه حين يخطى حتى يبكى ويخاصمها ساعات ولكن لا تستغني عن حركته وحديثة فتعود فتضمه إلى صدرها وتحكى له قصصا مثقلات بالخيال جميلات " كأنهن التمرات" ...مغرمة هي بالحديث عن المساجد و"في أم درمان واحد وخمسون جامعا" تقول له " عشر منهن بلا مآذن" وهو لم يزل يذكر أسماءها:المساجد عبر العهود.جامع عبد الغفار،جامع الشيخ يوسف،جامع الادريسى ... و...و:
    الشمس في ساحتك الوسيعة
    ثرية من بلور
    والرمل والتراب فيك أبسطة
    والحصى سجادة سخية الألوان من "تبريز"
    وإنا بشوقنا وحبنا لك
    نشيد فيك مئذنة تطاول السحاب
    ياجامع الخليفة..
    "قلب السوق ويؤمه خلق كثيرون مصليين وداعين...وكانت امرأة مصلية مؤمنة تقية خاشعة ورغم كلفها بالمساجد فإنها لم تدخل مسجدا في حياتها مع أن بعض نسوة الحي كن يصلين فريضة الجمعة في المساجد حاجة كلثوم ،حاجة السرة،حاجة علوية ،حاجة خجيجة،حاجة عشه وحاجات أخريات وربما كانت فريضة الحج تخلع عليهن سمة من سمات الرجال هي الاختلاف إلى المساجد لصلاة الجمعة وهو كان يلاحظ "مثلا" أن أكثر من أدين فريضة الحج من نسوة الحي شائخات وربما لم تمن تريد أن توصف بتلك الصفات....ولم كانت امة تريد أن تراه عريسا على راسة "طاقية منسج تأتلق"ملطخا بالضريرة ومسيرا بالعديلة :
    عريسنا طلع البحر يا عديله
    قطع جرايد النخل
    الليلة زينة
    الليلة سار قدمنو ياعديلة
    سار لبيت بت عمو
    الليلة زينة.
    وان ترى احفادة وتسمع دلوكة ليلة زفافه...اة لكنها اليوم مسبلة الأجفان ..متهدجة الأنفاس ومسجية بلا حراك...أيمكن أن تضخ العافية في شرايين وروح من تعطلت منها الكليتان وذبل الفؤاد؟ ...حليمة بت سليمان " وأنها كانت تصدح بالمديح أغنيات في أشغال يومها"...
    كلماتي كالأزهار
    تفوح أريجا
    فلتجمعها يا..قلم البوص
    ولتشرب من دواة العمار حتى تثمل
    فانا الليلة انوي أن أحدثكم عن ....
    ولكن خير من يجيد الحديث عن هذا الحي في هذه المدينة الآدمية هو ذاك الحلاق واسمه "باب الله" ..أقول يحدثكم عن هذا الحي حلاق واسمه "رجب" ليس لأنة أفضل رجالة وارفعهم قدرا ولكن لأنة يحسن الكلام عن الحي ولكن أيضا ليس مهما إن كنت لا تعرف أين هو "حي الركابية" فكثير من إحياء أم در درس وذهبت معالمه منذ أن صارت المدينة العسجدية تتزيا بهتانا وزورا بزى المدن وتهدى قسما من روحها القديمة للسوق ليفترسها:
    مثل هذه العمائر ليست
    من سمات بلدي
    ولا قاطنيها العمائر
    وعيناك تشبهان في خضرتهما
    صفحة النيل في بلدي
    وفيهما من الصباح دمعة الندى
    وفيهما الخوف وفيهما والأسى.
    ثم تصير بعض شوارعها المتربة إلى شوارع "زفت" سوية وغير سوية ..وطفق يغنى عهود مدينته الآدمية زمان العشرين والثلاثين والأربعين..ينشرح انشراح صدره الزمان،غنى عن فقراء أهلها،شذاذ أفاقها ،عبق ترابها و "نسجها حول روحة ضربا من اللون والنوستالجيا إضاعة منة من بعد كثرة الأسى وتراكم السنين " وكم كان كثير الاحتفاء بسفرة ذاك املاة على نفسه في شرخ يوم " أهلت علية فيه ريح الطفولة والصبا وألوان الأماكن..الحوليات والنوبات التي تدق عليها نجوم الليل لحين أن يعانق الفجر إيقاعها وكان "رق" كرومه قد اسلم المدينة للتوثب الجميل فوشمته بظلال من الجراح!!!!!!"
    " في الدهليز أنت والمذياع وكتب غير مرتبة في الاقتصاد،الاجتماع،الديانات،الوراثة،التاريخ والتراجم وأنت والمذياع يحق لكما الغناء وربما الكلام وفى هذه المدينة إن لم تشرب "استغفر الله" لا يزورك النوم وان لم يزرك النوم تموت ضجرا وان صبرت تم لك الانتصار وعلى ماذا الانتصار؟اعلي نفسك؟منذ نومه الظهيرة الهانئة والبطن متخم والمذياع انسك وثمة غناء..عبدا لعزيز،حسن عطية، الشفيع والتاج:
    من شدة اباهو
    وصال الناس اباهو
    قال الداير يشوفوه
    يجود بالروح جباهو
    سمير قلبي حباهو
    وإعلانات وأخبار وكلام وهذا كله حسن ولكن فجاءه يقطع المذيع الأغنية ليقول أن هناك مريضا بمستشفى امدرمان يحتاج دما بصفة عاجلة وأين بنك الدم؟..افتقدوك أم أنت وحدك قد لفظتهم؟ وحدك الليلة مع المذياع والجدران والدهليز المنهدم ..ها قد حان وقت الرحيل وقد تحمر عيونك من شدة البكاء "العيون تشبه الجمر" يعشقها الناس ويتغنون فيها:
    العيون النور كن بجهرا
    غير جمالكن مين السهرا
    يا بدور القلعة وجوهرا.
    صالح عبد السيد يا أبا صلاح،عتيق،الخليل،جيلي،المسلول،إدريس،المجذوب،تشايكوفسكي،ريتشارد رأيت،لانجستون هيوز،غارثيا لوركا وماركيز،هوارد فاست،ناظم،صلاح جاهين،نير ودا،كاونتى كولن تشتاينبك،حمزاتوفا، أبى ذكرى،محمد عمر بشير،معاوية نور و عبدالحى محمد:
    الفرس البيضاء
    تميس في الحر حر والأجراس
    على حصى الينبوع يستفيق طفل الماء
    ويفتح الحراس
    أبواب "سنار" كي يدخل موكب الغناء
    ويصعد النهر .....
    ثم أنة كان شديد الحب والتأمل والعطف والتغني بشيخه ابن بيرق يقول " لا اهتم لقول البعض إن عبداللة جامد وما استمعوا حلقات درسه في "آداب" جامعة الخرطوم" مثلا" جلست أنا في دروسه داخل 105 و102 ومارايت وسلفي هذا من بعض قول الحاسدين وهو في باب الجهالة ادخل وأنا اختلف معهم أولئك ما تأملوا عبداللة الطيب منة شيئا إلا التواضع والعلم النافع واعلم أن التواضع اجل صفات العلماء واعلم أن الآداب والفنون ألوان ومذاقات...كل أديب ينشى على هواة ويكتب ذات نفسه وحسب ما أوتى من الهام وحسب مايرى ويحس الأمور والكائنات والبشر ولا تنسى أيضا أن مكونات الشخصية الأديب لاى أديب ليست ذات المكونات ."
    " الشجرة الكبيرة خضراء وجميلة وذات ظل تتمدد سوداء بديعة في رداء الأرض الأحمر بلظى الشمس..اعرفها عهودا فقد كنت ألوذ بظلها وكانت وفية بة...وكنت وفيا أجود بثقل همومي عليها وحين صارت من فناء المحكمة أنكرتها لأنها أثرت أن تكون في الخدمة العامة على خصوصيتها وترفض أن تظل بظلها في خدمة الناس أجمعين وهى ليست بذات ثمار ....حين توظفت تقلص ظلها الفسيح ولعل المسح الوظيفي ألزمها بشي من الجفاف فامتص خضرة أغصانها فقلت اكلمها في الأمر حتى جاء يوم ساقني فيه "خواجة" إلى المحكمة وكانت الساحة تغص بالعربات ! وفى المحكمة دائما نساء يبكين وأخريات متبرجات ..كنت احلم دهري كله أن أكون طرفا في قضية مهمة يدرسها طلاب القانون في الجامعة : فلان الفلاني ضد المجلس البلدي!مفهوم جدا أن يكره إنسان إنسانا ولكن أن تكره هيئة فهذا غريب!!أقول لك كيف ولماذا؟ السودانية"و..و...عزيزي \الفاضل بشرى الفاضل:
    خذ عندك الناموس والذباب والكلاب والقطط والفئران و"الترابي" و "الأحزاب
    "هنالك شيئا أخر ..منذ عدت من رحلتي الطويلة شيئا خارج البلاد وأنا أتلمس طريقي كانى لا اعرف هذه المدينة" ولم أسامر بها برعي ودا ؤود" وكنت حين رحلت عنها صباح يوم جمعة ما..أراها متماسكة بالزبالة الذين يهيمنون على أمورها سرقة الكحل من أهدابها " النجل" وهذه كما علمت ابعد ما تكون غايات السرقة..ثم والأجر والاسمنت ولكنها بلغة يشوبها الحذر لعلها قد بدأت تعي أن كبار أمالها تتبخر ولا شمس....اسمع عنى بدا اخبرني تلفزيون الغربة بعيد الآماد أن بيوت العشوائيين والعشوائيين جميعهم قد غمرتهم وغمرتها المياه ولم يسلم بفعل الماء ..أم هو الطوفان؟ وكان ولاة الأمور في نعيمهم ينعمون وسد علينا الناموس والخيران والجداول ....اننى أتلمس طريقي وكأني لا اعرف هذه المدينة ولم "أسامر بها برعي ودا ؤود" .
    " وعلى الشجرة دق الحاجب الإعلان زيد ضد عمرو وكانت المسامير تنفذ إلى أعصاب شجرتي وما تحرص الأشجار كلها على اخفائة ولا تبوح بة..انظر إلى الشجرة ظل "شحيح" وأغصان تجف ومسامير غليظة في جوفها وحين كان الهواء يمشط شعرها لم تكن تتمايل كما عهدي بها..بل كانت تترنح كأنما هي مصابة بالدرن...إن نظرت وجدته ظلا غير مستريح والشمس توشك أن تقصف بة و " أشجار الحوش في المنشية تدعو الأشجار حولها للبكاء وتستنجز الريح وعدها أن تنجز الدمع على الكائنات ،اجل عينان صفراوان ..كان جالسا على كرسيه منهكا انبانى بذلك الكرسي دون أن اسالة ، صار الموت اقرب جيرانه إلية ..التصقت بة الجداران وفتح فيها أبواب ونوافذ من الأسى وأقام ....اجل عينان صفراوان تسرع لتذوب ...علمت دهري كله كرمة واحتفائه بالضيوف ..حتى إذا جئت صالونه الفسيح ألفيت الكتب والطعام تذهب فضلاته ثم تجئ ..دار لاشك قد أقامها صاحبها للضيوف والهواء يدخل حرا وصاحبها الشجاع جالس صباح الجمعة ..جسم نحيل وعينان صفراوان اجل صار الموت تقرب جيرانه إلية ..نظرت في عينية كانتا بلون الكركم وإذا صف أهلونا في السودان أحدا بالكركم فاعلم أفادك الله أن ذلك أسمى غايات الصفرة ..محمد عمر بشير".
    المتأمل في مصنفات على المك ونقوله يشم " تيمات" باهرة تطفو بوضوح على معاني ومقاصد كتاباتة..الموسيقى،الغناء،النوستالجيا،شكوى الدهر،والفضاء الامريكى العريض وهو عنده أثير مدهش ولا يحفل كثير بطاعون درويش ذاك المناخ البغيض ومنشئة هو القوقازي الأبيض ..مناخ على المك الامريكى رحب وانسانى نسجه على قول الفيتورى" في مساحات أرضية شاسعة تموج أعماقها بالكنوز والثروات وبشر بيض وسود وافدون من أقصى قارات العالم القديم " والى هذا المناخ يستطرد الفيتورى" السود جاءوا بغير اختيارهم فقد انتزعوا انتزاعا من بين أهليهم ،اختطفوا وسيقوا زرافات ووحدانا إلى حياة عجيبة لم تكن أبدا مجرد خاطرة أو حلما أو حتى كابوسا يطوف بخيالاتهم من قبل وليست في استطاعة احد غيرهم أن يتمثل وقع تلك التجربة المأساوية ،تجربة الاختطاف والاسترقاق على نفوسهم وانعكاسها على مشاعرهم كما انه ليس في الاستطاعة تصور بشاعة الظروف وألوان العذاب التي عاناها أولئك البشر تعساء الحظ حتى أمكن ترويضهم اقصد انتزاع إحساسهم بالحرية وإرغامهم على الاقتناع بقدر العبودية الذي فرضته عليهم إرادة الملاك الجدد لمستمرات العالم الجديد.."
    مناخات شكلت سحبا مدهشة قادنا إليها على المك بتوفره على ترجمة " نماذج من الأدب الزنجي" انتجة أمثال ديفيز،بول دوين،هيوز ،كولن....الخ "وسط ظروف متميزة خلقت أدبا متميزا واضح المعالم" على قول د. الشوش..زنجي على المك ليس نتوءا على سطح الحضارة الأمريكية المعاصرة بل نسيج أصيل ملتحم فيها ومتفاعل معها ومساهم اساسى في بلورة المناخ الامريكى الذي عشقه على المك يقول "ومن الخطأ أن ينظر إلى صلة الزنجي الامريكى بحسبانه منعزلا أو أقلية والصواب هو أن الثقافة الأمريكية في مجموعها إنما جهد الأقلية والأكثرية معا ...الأقلية الزنجية والأكثرية القوقازية وتتداخل الثقافتان في تكوين الوجه الظاهر للثقافة الأمريكية " وهذا فضاء انسانى وبعد يدعو إلى الاكتشاف والتأمل قادنا نحوه على المك.
    اة تذكرت أنى رأيت ابن اختى هذا الصباح ،تعرف هذا الشخص الوحيد الذي احسده على طفولته الغضة الجميلة فهو دون عامة الأول واحسد فيه شجاعته ..كان جالسا في قلب سرير فسيح وفى شجاعة لاحدود لها كان يمزق صحف الصباح بعناية...يمزقها قطعة..قطعة لم يحس بوجودي فقد كان ذاهلا عنى تماما..عزيزي: والدنيا حالها هو حالها منذ أن عرف غاليلو دوران الأرض واستدارتها إلى يومنا هذا ومن قبل ايامة أكانت تدور أو لا تدور الم تسمع من يقول "هكذا حال الدنيا " ويقال مثل هذا دائما في الموت والفواجع..قل بربك ولم يذكر الناس حالها حين تلم بهم المصائب وينسون ذلك حين تغمرهم السعادة في كل جانب ؟ غريب امرالبشر غريب والله أمرهم!!!
    * مصادر:
    أ- على المك "1937—1992:
    1- مدينة من تراب" نصوص في الصبا والأمكنة والوجوه—عن درا جامعة الخرطوم للنشر 1973.
    2-الصعود إلى أسفل المدينة "مجموعة قصصية"
    3- مختارات من الأدب السوداني" اختيارات من القصة،الشعر والمقال-انظر المقدمة"
    4- محمد عمر بشير –اى شي يكون المجد " مقال –بصحيفة الإنقاذ الوطني – السودان"
    5-رسالة إلى القاص بشرى الفاضل – على صدر مجموعته القصصية الأولى –حكاية البنت التي طارت عصافيرها وذكر فيها أن بعض ما يلهمه الكتابة " شكله بالألفاظ البذيئة بدار الرياضة امدرمان" فإليها ينظر.
    6- جمال محمد احمد وصناعة الترجمة " مقال ضمن كتاب " في سيرة جمال كاتب سره شرق" .
    7- الاحاجى السودانية فتح جديد في أسلوب الكتابة " حوا ر حول شيخه عبداللة الطيب—صحيفة الإنقاذ الوطني".
    ب- محمد إبراهيم الشوش : أدب وأدباء " كتاب يشمل مجموعات دراسات ضمنها دراسة عن " مع على المك في الأدب الزنجي وبة بعض حديث للفيتورى عن هذا السفر".
    ج- محمد عبدالحى محمود: حديقة الورد الأخيرة" ديوان شعر عن دار الثقافة للطباعة والإعلان –الخرطوم 1984.
    د- إدريس محمد جماع " لحظات باقية" ديوان شعر –طبع مطابع دار الكتاب العربي –بيروت – دون تاريخ.
    *إشارة أولى :
    نشر هذا المقال ثلاث مرات "بمجلة أفاق جديدة التي كان يصدرها الراحل خالد الكد من لندن وقد ارسلتة إلية دون معرفة شخصية بالبريد العادي من سلطنة عمان 1994 ثم بصحيفة الشارع السياسي السودانية وقد أخذة منى الناقد الراقي مجذوب عيد روس اثر لقاء مفاجئ بالطريق وأخيرا صحيفة الخرطوم"
    * إشارة من صاحب "منك المعاني ومنا النشيد"الشاعر " عالم عباس محمد نور:
    " تمتعت بمقالك عن على المك، فسيفساء جميلة عن عالمة،جمعتها بحذق الجو اهرى "أو كما يقال الجوهرجى" ومهارته هذا فن نادر أن تجمع مقاطع مختلفة من كتب شتى ومقالات تصنع منها عالما متكاملا للشخص ،هي كلمات على المك لا محالة ورؤاه وفلسفته في الحياة والموت والمجتمع ،لكنة أبدا ما جمعها على هذا النحو ، هي منتشرة في أرجاء كتاباتة ،يحتاج إلى عين باصرة ومنهج حتى تتبعة ثم تعيد تركيبة على هذا النحو ،تذكرني تماما بلعب الأطفال "Blocks" . ودالمك صنع من هذه البلوكات مجموعة مباني حمراء صفراء،مسجد وكنيسة وانداية وبار ومقابر وحدائق وجئت أنت ،فرزت الألوان ، أخذت من المسجد الأقواس ومن الكنيسة الصليب وهندسة المقابر ومناضد البار وجمعت من زهور الحديقة وجمعت كل ذلك واعدت بنائها فصارت مدرسة ،هي صنع على المك من صنعك ! أشبة بالذين يقطعون قصاصات الجرائد ويقتطعون الجمل والكلمات ويعيدون لصقها في إنشاء جديد .لكن ما فعلته هو حقيقة عالم على المك ، السريالي والكاوبوى والدرويش المتمرغ في تربة حمد النيل وهو لابس أل full suit .
    *متن على إشارة عالم :
    تأملت قصيد عالم وأنا طالب آداب فقير بجامعة الخرطوم "1984-1988" ثم عبرت المالح إلى سلطنة عمان حيث سامرت صديقة وصنوة فضيلى جماع طويلا وعند مغادرتي عمان قاصدا البيت العتيق حملني كتبا ورسالة إلية بجدة فزارني بالفندق ودعاني لغداء ببيته بحي الصفاء –قف"في رسالة من المجذوب إلى عبدالحى قال" تغديت ذات مرة مع الرجل الصالح عالم عباس وتملات من طعامه " إضاءة منى لاحقا وجدت التعبير للشافعي عندما زار إمام أهل السنة والجماعة الإمام احمد ابن حنبل رحمة الله"" واكل ناس دارفور طعام بالحيل –تعرف "غرب السودان يصلح لي جدا وكذلك جنوبه..وكان نقلى للخرطوم من المصادفات العجيبات السيئات.." ثم أرسلت إلية رسالة من ارض شكسبير اشكره فرد رسالتي.
    * رسالة الكترونية من عادل القصاص:
    " send me all the collections of ALI ELMAK "فرددت إلية " What I know u are not interested in his career beside u were treating him in a very disrespectful way فرد عادل "I had changed my opinion totally after I had read his old collection " Alga mar Jails Fi Fana Darihi and I have mentioned that in an encounter in Al Horia daily. ".
    * إضاءة لوجة عادل:
    عادل القصاص واسمه عادل حسن محمد وأمة صفية!صديق قديم التقيت أول مرة " ذات صفاء ذات نهار اخضر ذات نهار سادس " يلعب " ضمنة " إمام " دكان عم جابر " ثم رافقته طويلا لا نفترق إلا أمام " بيت حليمة" حيث ادهشنى باحاديثة الجميلة حتى افترقنا لعقد ونصف هو إلى سوريا وأسمرة والقاهرة وملبورن وأنا " إلى جسدي المقهور".

    للمزيد من االمقالات
                  

08-03-2006, 11:48 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    ازيدكم..ولا خلاص..ياجماعة..
                  

08-03-2006, 01:03 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    تصوير المرأة في روايات الكاتب النيجيري Chinua Achebe ترجمة : أحمد الأمين أحمد
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    12/12/2006 1:35 م
    إلى اشراقة وانشراح ولورا وشالا بلندن !!
    ترجمة : أحمد الأمين أحمد
    تنبه احد النقاد ذات مرة أن النظرة الخاطفة داخل ترسانة الأدب الافريقى المعاصر تبين أن النساء الأفريقيات ظللن يخضعن لمواقف تحقيرية عبر تصويرهن كشخصيات ماكرة تنقاد بصورة سالبة داخل المجتمع وقديما كتب ناقد في صحيفة The Guardian البريطانية أن "النساء صرن ينظرن إلى أنفسهن كأنماط داخل المرآة الزائفة للكتب التي يصنفها الذكور." أما هذا المقال فيهتم بالطريقة التي عالج بها Achebe احد كبار الروائيين الأفارقة شخصياته النسائية العديدة داخل رواياته المتعددة من لدن Things Fall Apart "الأشياء تتداعى" الصادرة 1958 إلى Anthill of Savannah " زبى نمل السافنا" الصادرة 1987 والتي تمثل خامس انتاجة الروائي.
    رغم أن تصويره للشخصيات النسائية في أعمالة الأربعة الباكرة Things Fall Apart \الأشياء تتداعى -1958,No Longer At Ease\ مضى عهد الراحة-1960, Arrow of God \ سهم الآلة-1964و Aman of People \ رجل من الشعب -1966كان واقعيا إلا أنة كافيا لجعل قلوب النساء تدمى إذ عادة ما يصورهن كأدوات لتحريك الصراع داخل الرواية حيث يوظفهن لتمكين الرجل كمحرك ومتحكم في وجودهن الخالص ..فالنساء في "الأشياء تتداعى" أكثر أعمالة نجاحا لحسها التاريخي والثقافي –تقليديات بصورة صارمة حيث يشكل الرجال بؤرة الاهتمام والصيت كما تتمحور كل أحداث الرواية حول شخصية " اوكونكو" والذي يمثل موته نهاية الحدث الجمالي وكذلك الحال بالنسبة لحياة " اونوكا" المتعبة في نيلها حظا وتقديرا شأن حياة "ايكمنفونا" صغير السن والتي رغم قصرها وبعدها التراجيدي قد نالت تقديرا اكبر مما نالته اى شخصية أخرى داخل الرواية.
    في الواقع لقد تم بناء الرواية على هذا المنوال بحيث " تتداعى الأشياء" فعليا عندما لا يستطيع الرجال الذين مثلوا جوهر الصراع المواجهة البناءة لحقائق الزمن ولعل النساء إن كن منحن أدوارا محورية للحركة في المجتمع أو داخل الرواية قد يجعلنها " تتماسك" بدلا عن " تداعيها" ففي حيز الرواية توظف النساء كأدوات مادية محجوبة عن عمليات صنع القرار الأمر الذي يدل أنهن غير جديرات بالأفكار العظيمة والعميقة علية فشخصيات مهمة ك "اكويفى" وغيرها من حريم " اوكونكو" اللائي وصفهن الروائي بالقوة التي تجعلهن يعشن مع اللهيب المتأجج ذاته مثل "ازينما" ,"شيلوه" و"اناسى" الزوجة الأولى العظيمة نجدهن يعشن بصورة أساسية لتلبية الرغبات الطارئة لرجل وجل نشاطهن مرتبطا بالأشغال المنزلية والعطف والتجارة والزراعة البسيطة والثرثرة دون النسيان أن عليهن الخدمة بانتظام كضحايا للهتك والضرب في حالة ثورة الرجال الفذين يمارسون الارتباطات الأكثر خطورة وجدية في المجتمع والاثنتان اللتان كان بمقدورهما الإفلات من التصوير النمطي للروائي هما " ازينما" و"شيلوه" اللتان ظلتا تنموان بصورة طبيعية وحقيقية حتى تم قتلهما جماليا عبر تصويرهما شخصيتين خارقتين كعرافتين ,علية فان قوتهما في الحيز المكاني داخل الرواية لا تكمن في إنسانيتهن بل في غرابتهن!!
    نجد داخل المجتمعات التقليدية في روايتي " الأشياء تتداعى" وسهم الآلة" أن حيازة النساء تزيد من المزايا الاجتماعية للرجال وتؤكد حريتهم الكاملة في ملكية الأرض الزراعية كما توفر لهم تنوعا في مذاق الطعام الذي يقدم إليهم إضافة إلى تمكينهم على التخلي عن دورهم الابوى تجاه أطفالهم ..ففي هذا المجتمع التقليدي تربى المرأة منذ الطفولة لتعتقد أنها وممتلكاتها حيازة لرجل الذي يجعلها تنجب أطفالا يحملون أسمة أما في رواياته الأخرى ك "مضى عهد الراحة"و "رجل من الشعب" فمازال النساء يحافظن على أدوارهن الخلفية حيث ينظمن الأوضاع داخل الرواية والأبرز حضورا هما "كلارا" في الأولى و "أليس" في الثانية حيث يشتغل البطل بالسياسة لان "خليلته" وليس " حليلته " كما قد يتبادر قد تم إغوائها بواسطة الرئيس "نانقا" لذا استولى على مقعدة البرلماني مع تقديم عروضا لخطيبته –تلك الفتاة الصغيرة التي رعاها لتصبح زوجته – لأجل مصاحبته إلى المناسبات العامة بدلا عن زوجته الأولى المتخلفة بالنسبة لوضعه الراهن بالتالي فانه يريد "فتاة جيدة وجذابة لتلعب دور المضيفةفى حفلاته" كما ورد في الرواية.
    لقد تم تقديم الشخصيات النسائية في روايات Achebe كدمى ومخالب حتى عندما يلهبن الصراع وفى معرض الحديث فان معظم أبكار الروائيين في نيجيريا قد تم وصفهم بان ليس لديهم شقيقات لما تواتر عنهم في تصوير مغال ومنحاز ضد المرأة في هذا السياق هل يمكن اتهامهم بالتعصب والقسوة في تصويرهم الجمالي للنساء؟
    في الأدب غالبا ما يعود التشخيص إلى سياق العرض والتقديم بالنسبة للشخصيات في العمل الخيالي إذ أنة قناة للتأسيس والتعبير عن حقائق اجتماعية مألوفة للزمان والمكان وعادة ما تمثل هذه الشخصيات نماذج للأدوار والتعبير الذي ينبغي للرواية الاهتمام بة ولكن يبدو أن النساء لا يمنحن حياة ومساحات كافية للتعبير عن أنفسهن والمساهمة في التطور الاجتماعي داخل الكتابات الأفريقية.
    إذا تأملنا إبداع هذا الروائي فينبغي إدراك أن هدفه عرض "الأثر الضعيف للتجربة الاستعمارية عند البشر الذين كانوا متماسكين داخل نسيج متميز وثقافتهم الغنية" ورغبة الكاتب هي تأسيس ثقافة وحياة افريقية تصور هذه الحقائق التاريخية بواقعية ...انه يرسم تقاليد موجودة علية فان كان هنالك مأخذا فان التقاليد الأفريقية هي المسئول عن الموقف التفريقي تجاه المرأة الأفريقية داخل المجتمع وليس الرجال أو الكتاب الأفارقة كما ينبغي أن نراعى بان المجتمع وليس الرجال هو الذي يشكل التقاليد..إذن فان الروائيين كانوا يعبرون عن التجربة الحقيقية للمرأة داخل المجتمع الافريقى وعلى ضؤ ما كتب حول النظرية الأدبية الأنثوية فأنة " ينبغي للنص التعبير عن تجربة إنسانية خاضعة للعرف بمقدور القاري تقبلها كانعكاس حقيقي لحياتنا الأنثوية" وكما لا يخفى ففي الروايات الباكرة للروائي تكمن بذور وجهة النظر الموجبة حول المرأة والتي تزدهر في أعمالة المتأخرة ف "الأشياء تتداعى" رغم انحيازها الفاضح ضد المرأة إلا أنها ترفعها إلى مصاف المسيح المنقذ للمجتمع في أحلك فتراته ففي الجزء الثاني من الرواية تحتم على "اوكونكو" البطل " مبارحة دار أبية طلبا لراحة والطمأنينة في ارض امة جراء ما ارتكب من آثام ومغالطات "فصارت Mbanta الرمز الاموى الروحي والمادي والذي يرحب بالطفل الجانح الذي غالبا ما يكون ذكرا كما صورة احد النقاد بقولة " ينتمي الرجل إلى ارض أبية في السراء والرخاء لكن عند الضراء والأسى والمرارة فأنة يجد الملاذ في ارض امة حيث تكون الأم هناك لحمايته لذا دائما ما نقول أن الأم هي الأعلى" .
    لقد تبلور موضوع المرأة كمنارة للأثر الاموى الرحيم تماما في أعمال Achebe الروائية في روايته الخامسة "زبى نمل السافنا " الصادرة العام 1987..إذ صار لديها واجبا متناميا في دفع وتحريك وتطوير المجتمع الذي قد تم تشويشه وتعطيله من قبل الرجال.
    في محاولة الإمساك بالرؤية اعلاة يؤدى الروائي دورة بقوة كناقد ومنقذ معتقدا أن ما يقوم بة يمثل انعكاسا مباشرا لحالة المجتمع الزى تتناسب مهمته معه طرديا نحو الموجب وان تحتم علية أن يظل متوازنا في استخدام مهارته لأجل المساعدة فى تشكيل رؤية ومنحى لمصلحة شعبة.
    يتبين من الواقع الراهن أن نساءنا لم يعدن تقليديات ومستسلمات ومنتحيات شأن أسلافهن بل أنهن قد ارتقين القمة وصرن يعملن ويكدحن ويقحمن أنفسهن فى مناطق مختلفة من المجالات الحياتية علية فان الكاتب الذي يلح حول الصورة المنكمشة للمرأة فى وجه الرجل دائم التسلط فقد لا يصور الواقع, تقدم لنا رواية "زبى نمل السافنا" صورة اجتماعية سياسية لفساد وتعفن داخل امة افريقية متخيلة ببلدة Kagnan من خلال ثلاث شخصيات ذكورية أساسية تتمثل فى Sam الرئيس العسكري ,Christ Oriko وزير الإعلام المصاب بالانفصام والصحفي الشجاع Ekim Osodi حيث تتمحور الرواية حول احتكاكهم وابتزازهم وفسادهم الذي يعقبه انهيار عاجل ,على كل فإننا نجد داخل الرواية أن الشخصيتين الأنثويتين Beatrice وElwa تمثلان شعاعا من الأمل بالنسبة للمجتمع فعلى سبيل المثال تعتبر الأولى صورة للمرأة الأفريقية الجديدة التي ترفض الخضوع للواقع والتذمر والشكوى بل تسعى لمعاندة وقهر الألم والمعاناة لتصبح بصورة مطلقة أملا للمطلب الاجتماعي عبر المبدأ الانثوى الذي يعد ببساطة تقديرا يؤدى إلى تطور وازدهار كل مقدرة إنسانية إلى أقصى حد مقابل بناء المجتمع عبر التحديث والتواضع وحب الآخرين الذين يعانون الظلم والقهر كما تعمل على تذليل وإذابة كل المعوقات التي تعطل التماسك والتطور الاجتماعي ..إنها تمثل الحل المتبادل عبر البشر لأجل حمل الأعباء الاجتماعية والتاريخية معا..الفرح والأسى لأجل تأكيد حدوث النجاح والتقدم.
    على جانب أخر فان بمقدور المبدأ الانثوى الذي ينشد ذاكرة المجتمع –الاعتماد فعليا على المرأة لأجل الاستقرار والتقدم إذا ما تم سبر غور مصادرة جيدا والتحكم فيه وهذا هو خيار الروائي فى هذه الرواية بالقابل فانه اى الروائي يعتقد أنة إذا ما لمسنا الحياة ,الراحة,النظام والتقدم عند النساء فعلينا العض عليهن بالنواجذ كما يريد للمبدأ الانثوى النمو والتصاعد ليكون فى طليعة واقعنا الاجتماعي فعلى سبيل المثال فان لم يكن " اوكونكو" بطل " الأشياء تتداعى" قد حرر بعض الشخصيات العزيزة لوجوده الاموى فان هذه الذكورة هي التي دفعته ومجتمعة إلى الهلاك والقدر المشئوم لم تكن قد تم تفاديها بعد فان "Mbanta" ارض امة والرمز الروحي الذي يرحب بالطفل الجانح وليس دار أبية"Omofia " قد قاومت مجي الرجل الأبيض بقوة وطبقا للناقد Umelo Ojnmah فان Achebe فى "زبى نمل السافنا " يعتقد بان " الكرة فى ملعب الأمم الأفريقية لإثارة المبدأ الانثوى ,ليس بالضرورة فى شكله الجذري فى الحفاظ على المرمى فى الهامش حتى تحدث الأزمات النهائية " لكن بالمقابل ينبغي علينا جلبهن اى النساء الأفريقيات نحو الواجهة عبر شراكة واضحة وتقدير وثقة ليكون بمقدورهن حمل الأمة الحبلى نحو الإمام إثناء مراقبة قوتنا المحدودة وضعفنا بذات القدر وكما تعبر "Beatrice" احد نساء هذه الرواية فان " هذا العالم ينتمي الى الوثنين وليس الى لجنة تنظيمية محلية مهما كان مقدار ذكائها".
    أخيرا دعنا إعادة صدى رؤية هذا الناقد بأنة " ينبغي على قادة الأمم الأفريقية الجديدة –تحديدا نيجيريا بلد الروائي- مراعاة احتياجات واستلهام إفرادها المختلفة...
    0 هوامش:
    1- Achebe روائي وشاعر وقاص وناقد ومفكر وباحث فى التراث الشعبي وأستاذ جامعي فى الأدب الانجليزي-يكتب بلسان Shakespeare وتدرس أعمالة فى كليات الآداب كرافد من الأدب الانجليزي بمفهومة الحضاري واللغوي والاستعماري_يعتبره عبداللة الطيب "1921-2003" وهو بصير "بالجرح والتعديل" أهم وأكثر انجاز من مواطنة "شوينكا" الحائز على " نوبل للآداب" فى العام 1986.
    2- اشراقة هي " الإشراق" وانشراح هي " الانشراح" أما لورا ففتاة بريطانية من أصل نيجيري من قبيلة "الايبو" قوم Achebe لقيتها ذات أصيل بعيد داخل محطة Acton Town غرب لندن ثم تناولنا العشاء بGolders Green احد أحياء اليهود شمال لندن وشالا فتاة نيجيرية لكنها من قبيلة اليوربا قبيلة شوينكا الذي صححت لفظي له إنها جميلة وطويلة ولدت مسلمة ثم تنصرت عقب زواجها من نيجيري نصراني بحجة أن المرأة عندهم على دين زوجها اوكما قالت!!!!.
    3- نشر هذا المقال للكاتب Reginald Tach باللغة الانجليزية فى مجلة Amazon التي يصدرها كتاب أمريكا اللاتينية فى أغسطس العام 1995 كما نشر نتفا من الترجمة العربية التي قمنا بها فى صحيفة " الشارع السياسي" ضمن الملف الذي أعدة الناقد الكبير" مجذوب العيد روس" عن الأدب الافريقى بمناسبة يوم الكاتب الافريقى –نوفمبر 2001 ثم نشر كاملا بالملحق الثقافي الذي يتعهد الناقد احمد الطيب عبد المكرم بصحيفة الخرطوم غرة رجب 1425 .
                  

08-03-2006, 04:22 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    سلامات
    وعوافي
    حقيقة استاذ احمد الامين كنز معرفي ثمين .. فالرجل له اسهامات قوية في مجال النقد .. وله رؤية ثاقبة يتميز بها في كل تحليلاته ..
    ومرحبا بالاستاذ احمد الامين البنا عضوا بالمنبر العام ....
    وهو اكيد اضافة ثرة ستساهم بصورة اصيلة في تغذيتنا بالمعرفة النقية ... فهو رجل شفاف ومهذب وخلوق ومثقف باتع ويظهر ذلك جليا في مداخلاته وفي كتاباته الموجودة في صفحة المقالات بالمنبر هذا بالاضافة الي ترجماته القوية وفي هذا البوست بعض منها ..
    ويا استاذ احمد البنا نحن في انتظارك ..
    فقط اتمني من باشمهندس عبدالكريم الامين (وهو شقيق الاستاذ احمد) ان تخبر الاستاذ بان يرسل رسالة عضوية للباشمهندس بكري ابوبكر واهو البوست دا مفتوح من اجل ذلك ...
                  

08-03-2006, 08:43 PM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: ودرملية)

    أحـمد الأمين البنا
    أعرفه حق الـمعرفة فهو ناقد ثاقب
    وكان آخر عهدي به في القاهرة عابرا إياها الي لندن

    مرحبا بك..كارلوس
                  

08-03-2006, 09:27 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: bayan)

    دِكتوره بّيّان.
    سلامات.
    ويا ألف مرحب بالأخ ود الأميّن.
                  

08-05-2006, 04:40 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: Mohamed Adam)

    إشارة وشذرات من كتاب الصراع وإلإنتماء في الشعر الثقافي السوداني المعاصر للدكتور محمد عبد الحي 1944-1989 ...ترجمة أحمد الأمين أحمد
    ...ترجمة أحمد الأمين أحمد
    إشارة أحمد
    تنتمي هذه المحاضرة\الكتاب إلى إحدى مجالس المسامرة التي كانت تنتظم أمسيات معهد الدراسات الأسيوية والإفريقية بجامعة الخرطوم عندما كان "وحدة أبحاث السودان" وكان رواده في بهاء شاعر الشرافة و النار المجذوب والنور عثمان أبكر وابوذكرىو و شاعر الزنوجة الأكبر سنغور إذ يروى أنة زار المعهد المذكور إثر هبوطه الخرطوم أواخر سبعين ومطالع ثمانين القرن العشرين مشاركا حكام إفريقيا مؤتمر قمتهم أم هو مؤتمر الأحزاب الاشتراكية بافريقا؟ ندا عنى الأمر وقتها كان الدكتور إسماعيل الحاج موسى وزيرا للثقافة وعبدا لحى مديرا لمصلحة الثقافة هذا ولقد ترجم له عبد الحي وحشى بعض قصيدة في ترجمة إبداعية ثانية ضمن مختاراته عن الأدب الأفريقي التي أسماها "أقنعة القبيلة" ....
    ولقد نشرت هذة المحاضرة\الكتاب باللغة الإنجليزية في كتاب تحت العنوان "Conflict and Identityضمن سلسلة "كراسة السمنار الأفريقي" تحت الرقم 26فى العام1976بمبادرة طيبة من مدير المعهد وقتها العالم المحقق يوسف فضل حسن...
    تنبع أهمية هذا الكتاب\المحاضرة أنة ينتمي إلى مرحلة غنية و حاسمة فى تطور فكر ووجدان الشاعر محمد عبدا لحى 1944-1989م حين كان يجلس للحوار والمسامرة ضمن مجموعة اصطلح عليها نقديا ب"الغابة و الصحراء" خارجا من خواتيم مرحلتة الوثنية - على المستوى الجمالي - فالرجل شهد فى رسالة خاصة لصفية الشاعر عمر عبد الماجد صاحب ديوان " أسرار تمبكتو القديمة" أنة مسلم على المنهج السني-والتي أشار إليها الأديب الثبت الدكتور أحمد البدوي في مقالة ألما تع بمجلة الناقد اللندنية العدد الثلاثين كانون الأول من العام1990مشيرا إلى أنة قد حاول طمسها وإنكارها وإسقاطها نهائيا من تاريخه الجمالي..قلت ربما لأنها تشير إلى الانشطار والتمزق بين الناس قبل أن يشير فى حوارة قبل الأخير مع الكاتب والمسرحي الراقي عبد اللة محمد إبراهيم حول ثنائية الفكر والوجود إلى أن الإنسان واحد عند اللة كالكعبة المشرفة!ويلاحظ المتأمل فى حوارات عبدالحى المتعددة إلى أن هذا السفر رغم صفرة يعد أكثر الأسفار التي أحال إليها الشاعر تارة باسم " الصراع والانتماء" وأحيانا باسم "الهوية والصراع " أو " الألفة والصراع".
    جلست فى مجالس درس عبدالحى بآداب جامعة الخرطوم 1984--1988 وقرأت علية " مدخل إلى الشعر الانجليزى الحديث" و "شعر الحرب" وأكملت ترجمة سفرة هذا ذات خريف بعيد بفندق فكتوريا بأسمرة الجميلة تجرحني بسحرها ونظافتها ويحرق فؤادي صفاء ألوان ورقة أهلها وقد عرضتها على الناقد الكبير مجذوب العيد روس بالخرطوم فاستحسنها ونشر نتفا منها فى صحيفة "الشارع السياسي" السودانية ضمن احتفالة بالذكرى التاسعة لرحيل الشاعر كما عرضتها مرتين على التشكيلي المبدع المتواضع حسين جمعان الذى سامر عبدالحى طويلا بلندن والخرطوم وصمم "حديقة الورد الأخيرة" ورسم اللوحات المصاحبة لأناشيدها .

    "مدخل"
    ورد فى الملحق الخامس"الموسوم "الأعراق البشرية السودانية"ضمن مذكرة موجزة أعدها ضباط حكومة السودان العام 1904 أي بعد سنوات خمس من قيام الحكم الإنجليزي المصري أنة ..وبدون مقدمات علمية دقيقة تختص الإفادة الأنثروبولوجية الوصفية التالية ب"الطبيعية العربية الإفريقية الهجين لثقافة شمال السودان وتقرأ"ألان وبكل المقاييس لقد ساد العرب فى كل الجزء الشمالي من السودان والممتد من مصر إلى كردفان بعد أن أذابوا كل السكان الأصليين الذين سبقوهم فى تلك الفجاج وفى معظم الأحوال لم ينجحوا فقط فى فرض لغتهم عليهم والتزاوج معهم بحرية فحسب بل لقد نجح فتحهم بصورة تامة الأمر الذي أدى إلى ذيوع تعاليم دينهم و علاقاتهم القبلية بدلا عن المعتقدات والمؤسسات القديمة...الأمر الذي يقلق مضجعنا ثم أن هؤلاء القوم يصنفون أنفسهم عربا ونحن بالمقابل نقبل المصطلح لكن بالتأكيد من الخطل اعتبارهم خلصا يعود نسبهم البعيد إلى عرب عصر النبي محمد صلى الله علية و سلم"
    لقد أثارت مسألة العلاقة بين العروبة و الأفريقية مؤخرا اهتمام علماء السياسة والتاريخ والأجناس السودانيين منهم والأجانب على السواء ففي شباط من العام 1968نظمت وحدة أبحاث السودان مؤتمرا حول الموضوع ..حيث سعى علماء من جنسيات شتى إلى "محاولة إزالة اللبس عن هذا القطر الشاسع المعروف باسم السودان " ويمكن فى هذا السياق تأمل عبارة د.مدثر عبد الرحيم اختصاصي العلوم السياسية وأحد أبرز المشاركين فى ذاك المؤتمر كتعبير دقيق ومباشر لموضوعة إذ يقول"لقد امتزجت العروبة بالإفريقية كليا في شمال السودان الأمر الذي أدى إلى استحالة التمييز بينهما بأشد الأراءتجريدا فالأغلبية العظمى من السكان يشعرون بأنهم "عربا وأفارقة"فى ذات الوقت دون أدنى شعورا بالتوتر والتناقض ."
    لقد كان المحور الأساس لمؤتمر "السودان فى إفريقيا "كما أسماةالدكتور يوسف فضل محرر الاوراق التي اختيرت ونشرت لاحقا فى كتاب بالإنجليزية تحت العنوان أعلاه هو التركيز على مفاصل التواصل والتشابه والتباين بين السودان وماجاورة من بلدان إفريقية عبر منطلقات لغوية و أثرية و تاريخية و اجتماعية و عرقية وسياسية لكن الملفت غياب المنطلق الأدبي الذي يعتبر دون أدنى شك المصهر الذي شكل قاموسا لغويا جديدا أتاح وصف الانتماء الثقافي الأمر الذي جعل الشاعر السوداني المعاصر شاعرا ثقافيا فى المقام الأول والذي قد ظل منذ أواخر العشرين في القرن العشرين المبدع الحضاري للأمة و المنقب عن البذور المطمورة و مبتكر الصور المعقدة للهوية علية فإن موضوع هذا الكتاب\المحاضرة هو تعقب الخلق التدريجي لتلك الأسس الشعرية وتكوين اللغة التي أنجزتها.
    . \2\
    جماعة الفجر وما تلاها
    لقد ساد بالسودان كسائر الدول الإفريقية عقب العقدين الأولين من قيام الحكم الإستمارى جيل من المتعلمين ممن تعلموا على غرار صفوة المتعلمين بأوروبا ولقد عاش الكثيرون منهم فى العواصم التي شكلها المستعمر الحاكم إلا أنهم سعوا عبر الحركات الوطنية إلى انتزاع السلطة عبر تأطير كياناتهم داخل الوطن المغتصب بدلا عن حصر انتمائهم داخل مجموعاتهم العرقية او مجتمعاتهم المحلية ولقد كان هذا الوعي الجديد فى الأدب تعبيرا عن البحث عن الجذور العامة للثقافة القومية والإرث العام للرموز الجماعية التي تتشكل عبر المجموعة العرقية ...
    لقد كان ذلك بداية حمى خلق أدبا جديدا يعبر عن التجربة الإنسانية كما تشكلت وتجذرت من خلال تطورات وتعرجات الحساسية السودانية ولاشك يعتبر شاعر العشرين التجريبي "حمزة الملك طنبل "أول من سعى بوعي إلى تحقيق عناصر الشعر الجديد للإنتماءفى مشروعة الشعري إذ تعكس خرائدة التي ضمنها ديوانه الصادر في العام 1931تحت عنوان" الطبيعة" أثر الشعر الرومانسي الإنجليزي عبر استلهام منطلقات الشاعر الكبير William Wordsworth...الإحساس العميق بالأشياء الطبيعية إلى جانب الطبيعة المشحونة بواقعية موشاة بروح صوفية كذلك تمثل اشعارة مفارقة للأسلوب الخطابي الموروث عن الشعر العربي القديم وشعر الكلاسيكية المحدثة إذ تهبط لغته الشعرية إلى لغة الخطاب اليومي ..
    لقد نادى طنبل شعراء السودان التضمين التام للروح السودانية والالتفات إلى الطبيعة والثقافة السودانية في أشعارهم علية فيعتبر هذا الشاعر أول من صهر وأستخدم مصطلح "الأدب السوداني"ويبدو سفرة النقدي الصغير "الأدب السوداني و ماينبغى أن يكون علية"شبيها بسفر Wordworth"تمهيد إلى القصائد الشعبية الغنائية" في هجومه المباشر على شعر سابقيه المباشرين وإضفاء خلفية على نوعة الخاص من الشعر لكن الأكثر أهمية بالنسبة لموضوعنا الراهن هو انتقاد بقسوة اسلافة الشعراء لكونهم أصداء خالصة للشعر العربي ثم إلحاحه أن الشعر المكتوب عبر قريحة شعراء السودان ينبغى إن يعكس حساسية وطبيعة بلادهم لكنة كان مبهما في فهمة لماهية "السوداني" ...
    لقد صار ببداية الثلاثين من القرن العشرين "أثرا للمجموعة الأصغر من الكتاب والأكثر تعلقا بتعريف مصطلحاتهم ملحوظا ونسبة لمساهمات معظمهم فى الكتابة عبر منبر مجلة "الفجر"الثقافي الذي تأسس العام 1932ولسوف أشير إليهم لاحقا ب"جماعة الفجر"..
    لقد عكست مجلة الفجر طوال سنوات صدورها الخمس الاندماج التدريجي والتنوع في الهوية الثقافية في الشعر السوداني التي أعلن عنها في مشروع "طنبل" ففي تحت عنوان "شاب سوداني يفكر "وصفت افتتاحية العدد التاسع عشر من تلك المجلة سياسة تحريرها "علينا في شكل ومضمون تحرير المجلة بقدر الإمكان الاهتداء بتراث أفضل ما عرف عن المجلات الإنجليزية الأسبوعية ولهذا فقد جندنا بعض الكتاب الشباب من الجيل الأكثر حداثة بحيث يعهد لكل واحد منهم قسما معينا ...نحن شباب هذا الجيل أبناء التراب وبواكير ثمار النظام الجديد الذىسيربط السودان بباقي بلدان العالم."
    لقد كان معظم هؤلاء الكتاب الشباب كمحمد أحمد المحجوب "1909-1976"ومحمد عشري صديق و شقيقة عبداللة ويوسف مصطفى التنىمن خريجي كلية غردون التذكارية "Gordon Memorial College” التي عرفت لاحقا بكلية الخرطوم الجامعية"Khartoum UniversityCollege"قبل أن تتطور إلى جامعة الخرطوم"University of Khartoum"...وتبدو سياسة التحرير المتخيلة ك"محاكاة "أو "منافسة" ل"أفضل ما عرف عن المجلات الإنجليزية الأسبوعية " طموحة لكنها أقرب إلى الزيف إذ لم تأخذ النوعية المختلفة بصورة واضحة لقاري المجلة المستهدف ولا المشاكل الخاصة التي كان يتوقع مجابهتها علية فعاجلا ما ظهرت الحاجة للخضوع التام للوضع الثقافي والسياسي للدولة فظهرت بصورة منتظمة سياسة جديدة تبلورت في الإفتتاحية التي ظهرت بعد ثلاثة أشهر من الإفتتاحية الأولي"ليس مجديا على الإطلاق أن نحذو وقع الحافر على الحافر نهج العربية والأوربية الأخرى ..في حياتنا الخاصة هنالك قضايا سياسية و اجتماعية واقتصادية ودينية ليس لها نظير في الدول الأخرى.."
    لقد كانت القضية الأساسية التي تعين عليهم مجابهتها هي الطبيعة الهجين لتراثهم الثقافي إذ نسبوا أنفسهم عبر القومية وليس العرقية لذا فقد كان اكتشاف اسما عاما لكل هذه المجموعات وتعريفة على شكل هوية ثقافية هما عاما ..ولقد تم تصويره مبدئيا على شكل تداخل عرقي "منذ عهد سحيق استقبلت هذه الرقعة من وأدى النيل بامتدادها في الصحراء والسهول على جانبيها تدفقا لا ينقطع من الغزاة والمهاجرين وتجار الرقيق ..وبدون استثناء فقد تم صهرهم وتشكيلهم جميعا داخل عناصر هجين جديدة." وهذا الإنجاز سف يتم دفعة خطوة نحو الإمام للتعبير عن مجرى قاموس أدبي جديد وكان الطموح الاجل نموذجا متكاملا:"تعتبر الهوية السودانية نموذجا ينبغى علينا جميعا العمل لاجل إنجازه كما عليها بأن تعكس كل عملنا مثل ما يجب أن تعكس سياستنا وتربيتنا و أدبنا وثقافتنا ...إنها الخطوة الضرورية التي ينبغى علينا اتخاذها قبل أن نسعى للتحالف مع أمة او أمم أخرى في سبيل التمازج القومي "..
    لقد نشرت مجلة الفجر بأقلام مجموعة من كتابها عددا من الموضوعات التي اهتمت بتعريف مميزات و أشكال الهوية السودانية ولقد تابع الموضوع لاكثر من عقد من الزمان أحد أبرز أعضائها الشاعر المهندس والقانوني "محمد أحمد المحجوب –1909-1976" الذي شكل رقما بارزا في السياسة السودانية قبل وعقب الاستقلال وبلا ريب فقد كتب بعض افتتاحياتها التي ما تكتب بدون توقيع..
    لقد حاولت مقالات المحجوب تقديم عرضا متكاملا ومنظما لرؤيته أو بعبارة أخرى رؤية "جماعة الفجر"حول مفهوم الهوية الثقافية وعلاقتها بالأدب و السياسة السودانية إذ دافع في نقاش نظمة "نادى الخريجين " بأم درمان في الثالث والعشرين من آذار 1935 عن الحركة التي تنادى ب"استقلالية الثقافة السودانية عن نظيرتها في مصر وبقبة العالم العربي" ضد ما نادى به الصحفي المصري الزائر حينها "حسن صبحي"حول الوحدة الثقافية لوادي النيل حيث أستمسك المحجوب بإكتشافة الخاص حول فكرة الثقافة المنطبقة على العنصر العرقي المنبت والشخصية الثقافية للسودان قائلا "لا شي يفرحني اكثر من سماع كلمة "ثقافة" مضافة إلى كلمة "السودان" لكن تعريفة المحوري للثقافة كان مستعارا من قاموس الشاعر والمثقف الإنجليزي الضخم ماثيو أر نولد"Arnoldعاش في العصر الفيكتورى والذي تمثل الثقافة عندة "الصورة الحضارية المثلى بالنسبة للأمة" كما يعتقد بان العوامل التي تتداخل في صناعة الثقافة تتمثل في:
    -معرفة أفضل ماتم التفكير فيه او التعبير عنة من الأحداث الثقافية والروحية والاجتماعية التي تهمنا.
    -"الدين "بوصفة المتحكم في حياتنا الروحية والمنجم الذي يهبنا الوسائل الضرورية ل "الكمال "الذاتي.
    -العادات والأعراف التي تربين عليها والتي نعرفها ونتبعها بصورة آلية.
    كما يضيف بان الثقافة وعبر تحويل مجرى الفكر الحر الخالص حول هذه العادات والأعراف تمكننا من مسألة قبولها أو رفضها على ضوء فهم عميق ودقيق ويعرف الثقافة ك"منهج و أسلوب للحياة المثلى سعيا وراء الكمال".
    لقد أقتفي تعريف المحجوب للثقافة وعواملها أثر تعريف ماثيو أر نولد M.Arnoldللموضوع والذي أوردة في سفرة المشهور"الثقافة والغوغائية Culture and Anarchy" حذو النعل بالنعل وفية يقول "إن الثقافة هي السعي"وراء كمالنا التام عبر الحصول على المعرفة حول كل الأحوال التي تخصنا بمعرفة أفضل ما فكر فيه او عبر عنة العالم ثم التحويل عبرها تيار الفكر الحر النقي إلى آرائنا وعاداتنا المخزونة التي نتبعها آليا"..
    كما يتبين لاحقا فان تطبيق المحجوب لفكرة "أرنو لد" في الواقع السوداني لم يكن بالصورة التي عناها صاحبها...صورة صفوية لوحدة مثالية عميقة التفكير تسمو فوق الصراعات ومايعتبرة من صغائر الأمور واهتمامات ضحلة للطبقات الإجتماعيه والصناعية والتجارية في العهد الفيكتورى..فالثقافة كما يعرفها عبارة عن معارضته" للفوضى والحيرة "السائدين في ذلك العهد على هذا المنظور فإن الثقافة تسمو "فوق فكرة الطبقة الى فكرة المجتمع كلة" ويضيف "أرنو لد " "في سياق طبقاتنا الاجتماعية فإننا نؤكد تماما طبيعتنا العادية التي تجعلنا أفرادا منفصلين أثناء الحرب \أما في سياق الثقافة فإننا نجرب "أفضل ما في ذاتنا "التي بموجبها نكون في انسجام واتحاد ذاتيين.
    هذه الذات اللاطبقية المثلى قد تم التعبير عنها بواسطة الصفوة عدد محدود من الغرباء أفرادا ينقادون في العادة عبر الروح الإنسانية العامة بدلا عن روحهم الطبقية ويشكل هؤلاء الغرباء أقلية داخل أي مجتمع طبقي..
    في كتابة الصغير "الحركة الفكرية في السودان"والذي وجهة إلى مؤتمر الخريجين في العام 1941 استعار المحجوب "1909—1976" مفهوم أر نولد حول الصفوة الأقلية التي تسمو فوق الصراعات وتنمو تلقائيا وطبقة بطريقة تناسب مفهومة الخاص لمسألة الهوية القومية في السودان وبحسب مصطلحات"أر نولد"فإن الصراعات التي يتوقع"للذات المثلى"السمو فوقها هي صراعات اجتماعية سياسية بينما نجدها عرقية عند المحجوب...كذلك يتعلق مفهوم واهتمام "أر نولد" بالطبقات الإجماعية أما عند المحجوب فبالعرقية....
    تتكون الصفوة الأقلية عند المحجوب "1909-1976" من أولئك الذين أدركوا بعمق وأولئك القادرين على التعبير وتشكيل روح التوجيه الثقافية عبر التركيز أكثر على المتشابهات بدلا عن الاختلافات بين المجموعات العرقية العديدة كذلك يحملون هذه الروح إلى واجهات وجبهات جديدة للكمال الثقافي إلا أنهم يعتقدون في إمكانية النماذج الثقافية كوسائل للسعى نحو الكمال البشرى وهذه الصفوة الثقافية حسب إحساسه عبارة عن أقلية تجد في كل المجموعات العرقية وربما في الأحزاب السياسية كذلك والتي تتعلق بكل الأمة وليس بمجتمعاتهم الصغيرة المحدودة...
    إن التعبير الإبداعي لهذه الذات الثقافية ونماذجها هو الذي يخلق "الأدب القومي" يقول المحجوب"1909-1976":من الضروري لجماعة الفجر أن تطور أدبنا القومي الخاص الذي يحمل انطباعاتنا ويميزنا عما سوانا من الأمم الأخرى" ويضيف أنة "الأدب المكتوب باللسان العربي الموشى بطبيعة لهجتنا لان اللهجة هي التي تميزة عن أدب الأمم الأخرى" كما ينبغى لشاعر الصفوة الثقافية اكتساب معرفة بالثقافة العربية الإسلامية والفكر العربي المعاصر إضافة إلى الأدب الغربي لكنة يقترح خضوع ذلك لعملية تحول ثقافي في الذهن يفصح عنها من خلال تأريخ وطبيعة و عادات الأمة...
    تعتبر "صفوة " المحجوب بلا ريب مصدر لأسلوب رؤيته الرتيب والذي يتعلق أكثر بالإستلهامات النظرية بدلا عن الإنجاز العملي ..على كل فإن سفرة"الحركة الفكرية.."يحتوى وبشكل كثيف على أطروحات "جماعة الفجر"قصورها وقوتها التي يسودها روحا جريئة غير معهودة حيث ينتظم الحوار شعورا يرتفع بالعامل الأساس في خلق الشعر السوداني إلى مستوى الوعى و اليقظة..وكانت معرفتهم بالطبيعة الهجين لتراثهم الثقافي أول محاولة جادة لتعريف طبيعة العقل الجماعي التي تمثل مصدرا للإبداع بالنسبة لجيل جديد من الشعراء السودانيين فإنهم قد فشلوا في تحقيق اكتشافهم الشعري لاهتمامهم بالحواجز والخطوط العامة أكثرمن التطبيق ولقد كان الوجود الحقيقي للوعى الأفريقي داخل كتاباتهم مبهما بصورة تدعو إلى العطف والألم...
    لقد كانت كتاباتهم إنجازا نظريا وليست واقعا للتزاوج والتعايش بين العروبة و الإفريقية في خلق الهوية السودانية إضافة إلى ذلك فإن علاقتهم بالثقافة الأفريقية لم تكن محددة بصورة قاطعة فعلى سبيل المثال ليس هنالك إشارة إلى أفريقيا داخل سفر "المحجوب "سالف الذكر كذلك فشلت "جماعة اليد السوداء" التي أنشئها بالقاهرة العام 1937 الشاعر السوداني المنبت "عبدالنبى مرسال" أحد المشاركين في مجلة الفجر في إدراك سياستها السوداء كالشعر الأسود..
    لقد ظهرت بالسودان كراسة صغيرة حول الفن الأفريقي مجهولة المؤلف ورغم أن هدفها جذب إنتباة القاري إلى الفن والمعمار الأفريقيين كمصدر إلهام بالنسبة للفنانين السودانيين ألانها قد ظلت معزولة ولم تحظى بأي تعليقات أو شروح يقول أحد المساهمين في تلك الكراسة"ربما يجد بعض القراء غرابة في الحديث عن فن أفريقي ربما لان القليل منهم ذي معرفة به وربما يدهش الأمر أولئك الذين يجهلون أن النحت والموسيقى الأفريقية يحظيان بتقدير واسع عند الفنانين الأوربيين إذ يعتبر النحت الزنجي الفن الأكثر صلة في العالم بالمستقبليين Futurists في أوربا الحديثة بجانب أن الرسم الزنجي شابة إلى حد كبير حركة "التكعيبية\Cubisim" كذلك استعارت أوربا إيقاع "الرمبا" عن الموسيقى الأفريقية وما يهمنا حول هذا السياق ليس دقة الملاحظات الواردة بل الموقف الحقيقي والدلالات التي تضمنتها"قد تفيدنا دراستنا للفن الأفريقي كثير وربما تضيف إلية فنا يعكس حساسيتنا وشخصيتنا الخاصة ،ورغم ذلك فإن الاكتشاف الحقيقي للتراث الأفريقي في الفنون مازال غائبا وفى ذات الأمر فغن الرسم والنحت كانا غائبا تماما عن المشهد الثقافي في الخرطوم والذىكان منشغلا بصورة أساسية بالشعراء الذين كانوا ينعمون باكتشافهم في التراث الشفهي المحلى وتأريخ السودان بدلا عن الخضوع لمؤثرات خارجية..
    لقد كانتا جماعة الفجر بداية الاحتفاء بالانتماء وإعادة إكتشاف الجذور العامة للهوية والإبداع الذي تم التعبير عنة تدريجيا في أشعار بعض الشعراء الشباب خلال عقد الأربعين من القرن العشرين ويعتبر صاحب "الشرافة و النار" محمد المهدى المجذوب "1919-1982" بلا ريب الشاعرالذى جسدت اعمالة هذا الفرح الواسع بالانتماء بين سائر مجايلية من الشعراء كما يعد أول شعراء بلادة الذي فتحوا إمكانية كتابة قريضا باللسان العربي المبين يحمل وعيا بالانتماء الحقيقي لتراث الزنج يقول على هدى "نار المجاذيب":
    عندي من الزنج أعراق معاندة وإن تشدق في إنشادي العرب
    وفى أجود حالاته فإن شعرة يعكس أل"وحدة" داخل اعمق مصادر التراث تأمل:
    تراثي أصداف و ريش و نخلة أعانقها والغاب من حولنا تشدو
    ولقد أنعكس هذا الوعى الثقافي في اختيار مادة موضوع الكثير من خرائدة كما يتجلى في رائعته "سيرة"في "الشرافة والهجرة"
    البنيات في ضرم الدلاليك
    تلفتن فتنة و انبهارا
    من عيون أصغى الكحل
    فيهن هنيهة ثم طارا
    نحن جئنا إليك الليلة يا أمها
    بالزين والعديل المنقى
    حاملين جريد النخل فألا
    على إ اخضرارا ورزقا..
    وتسيطر داخل قصيدة مثلها مادة الموضوع على واقع ثقافي ناتج عن عملية تاريخية طويلة الانتشار عوامل الوثنية و الإسلام..
    في الواقع فأن هذه العوامل قد تم التعامل معها داخل القصيدة كطقس ..وطبيعيا في هذه الرؤية فإن الملمح الثالث لإنجازه الشعري هو الجانب اللغوي ففي أجود حالاته فإن شعرة يبدع "لغة ثالثة" لسانا عربيا سودانيا داخل بيان الشعر العربي او أنة يسمو بهذه اللغة التي تطورت تاريخيا كلغة عامية إلى مستوى تعبير أدبي نقى و مصقول...
    كذلك يتحتم على المتأمل الإشارة إلى التجربة المدهشة للشاعر المحسن عبداللة الطيب " المولود في العام "1921" في كتابة قريضا مستلهما من شعر التراث الشعبي السوداني، ففي حركة وإيقاع خريدتة " سدرة التل " داخل ديوانه "أصداء النيل" طبع 1957 والتي صاغها على إيقاع "الجابودى"شعر تراثي حيوي موجز ليس عربيا قحا رغم عروبة لسانة..إذ وظفت اللغة فيه للرقص والحركة على إيقاع من حساسية مغايرة للمألوف...


    \3\
    شعراء السودان بالمهجر
    لقد تم نفخ روحا جديدة في شعر الجيل الجديد من الشعراء السودانيين الشباب المهاجرين إلى مصر ،ورغم عدم وجود ما يدل على وعيهم بإنجازات أسلافهم الشعراء داخل الوطن خلال عقدي الثلاثين الأربعين من القرن العشرين إلا أن تحقق الأفريقية في شعرهم كانتماء ثقافي وصورة شعرية وهيام كان أساسا نتيجة لتجربتهم الشخصية داخل الإطار التاريخي و الثقافي المصري في فترة الخمسين من القرن العشرين فقد كان لسواد إهابهم الواضح خصوصا الفيتورى وجيلي ومحى الدين وسط سكان مصر ذوى الملامح العربية-البحرسطية أثرا على شعورهم بالغربة .
    ففي حالة الفيتورى كما سيتجلى لاحقا فإن غربته قد أخذت شعورا أبعادا أسطورية بالنزع والإجلال العنصري والثقافي كذلك كانا حياة الفقر التي عهدوها في حواري القاهرة والإسكندرية الفقيرة والمكتظة بالسكان والرذيلة عاملا أخرا عمق إحساسهم بالغربة وبلا ريب إنها الغربة هي التي قادتهم للانضمام او التعاطف على الأقل- مع الحركات السياسية اليسارية السائدة وقتها بمصر والسودان.
    أما على الصعيد الشخصي فإن أشعارهم تفصح وإلى حد كبير عن تمجيد الصورة الشعبية للسودان في الأدب المصري كجزء من مقاطعة ثقافية سوداء في العالم العربي،ورغم عدم إجراء دراسة حول أصول وتطور هذه الصورة إلا أنة واضحا معرفة كيفية نشأتها بواسطة الشاعر المصري الرومانسي "على محمود طه\1902-1949" والذي كتب جزئيا تحت وطأة الرومانسية الإنجليزية والفرنسية فتمثيلة ل"طفل الطبيعة" تعتبر جزءا من موضوع أوسع للوثنية الرومانسية والبدائية في شعرة،ف"طفل الطبيعة" في بعض قصائده أفريقي أسود مرتبطا ب" بلاد الجنوب" او السودان والأكثر خصوصية في هذا السياق قصيدته الغنائية المسرحية"أغنية الرياح الأربعة" ونشيده الغنائي المقتضب "النشيد الأفريقي"..
    تكمن أصول السودان الغنائية في ترجمة فرنسية لشذرة من الغناء المصري القديم موضوعها مقابلة مع"الرياح الأربعة المجسدة"،لقد خلق موضوعا وقدمت شخصيات وهمية الأسماء ...
    كان الموضوع محاولة خطف "الرياح الأربعة"Damzel” بواسطة”Uzmurdah” القرصان الأفريقي رمز الروح التجارية والتي أحبطت بواسطة الشاعر المصريPatosis” ،لقد قدمت “Ismita” رمز الرياح الجنوبية فتاة زنجية جميلة هيفاء "غير جلنار" تلك الصورة المرتبطة بصورة منابع النيل في العقل المصري والتي ترجع أصولها إلى الكونيات المصرية القديمة ،إنها"ابنة جبال القمر" التي تبرق ثناياها وتنسكب دموعها أمطارا ..إنها الآلة الذي يقود الماء من منابع النهر إلى مصر ..شعرها مجعد ومعطر بإسراف ..إنها الجارية الربانية وراقصة إله الغاب وتعتبر صورة نمطية لصورة "على محمود" لإفريقيا المرتبطة في ذهنه بالجزء الجنوبي ل"وأدى النيل" إنه يسميها ابنة الجنوب الأمر الذي يعيد الى ذهن القاري إبن الجنوب والذي يوظفه في قصيدة أخرى مهدأة بصورة مباشرة إلى الساسة السودانيين خلال عقد الأربعين.
    لقد كان "على محمود" مدافعا بارزا عن وحدة وأدى النيل شعار ذلك العصر وبالنسبة له كان السودان عبارة عن"جنوب الوادي" وفى كل الأحوال فإن رمزة “Ismita” يظل "أسطورة بدائية نبيلة ولقد كتب تلك الدراما الغنائية في بواكير الأربعين وسنوات عقب ذلك وربما تحت تأثير نمو الحركة القومية السياسية في السودان كغيرة من سائر بلدان أفريقيا فقد بدلت صورته النمطية تلك لتتماشى مع روح العصر وتعتبر الصورة الجديدة المرسومة في الأبيات التالية من النشيد الأفريقي إحدى صور البدائي النبيل ذات الإطار السياسي:
    Carry winds my voice to thevalley
    And hawl through the crage and plains
    Blow with love breeze of the night
    And be my messengers to the one
    Where the tribe dwells aborn-fire
    Shone there is my clan
    And the dancinggirls singing girls full of youth
    وترجمتها:
    واحملي يا رياح صوتي إلى الوادي وضجي بكل حزن وسهل
    وأنسمى بالغرام يا نسمة الليل وكوني إلى الأحبة رسلي
    إن في حومة القبيلة نارا ضوت على مضارب أهلي
    رقصت حولها الصبايا وغنت بأغاني شبابها المستهل
    ................
    صوت أفريقيا روحي صباها ونداء القرون بعدى وقبلي..
    وليس مدهشا الإحساس بوجود روح خريدة الشاعر الرومانسي الإنجليزي "شللي" الموسومة"أنشودة إلى الرياح الغربية"اعلاة..
    على كل فإن أشعار "على محمود"والذي حدق في الموت العام 1949 عند مطلع العقد الذي توج حركات التحرر خاصة المتأخرة منها تعكس إهتمامة الحقيقي بحركات التحرر في أفريقيا و آسيا وشيوع الوحدة الأفريقية كتعبير عن المناخ السياسي الجديد شفى القارة وإندياح الشعر الأفريقي في دنيا الأدب العالمي..
    لم تكن أحداث كمؤتمر عدم الانحياز ب"باندونق" في نيسان1955 ومؤتمر كل الشعوب الأفريقية ب"أكرا" كانون الأول 1958 و"تونس"1960 و "القاهرة"1961 مجرد مناسبات سياسة او وقائع شعرية بالنسبة للشعراء السودانيين المغتربين عن وطنهم ونجد أن تعبيرهم ربما عن غير قصد متأثرا بعمق بالصورة الثقافية للسودان في الأدب المصري إذ نجد أن السوداني عندهم يحمل سمات من صورة "على محمود" للبدائي النبيل The noble savage للسياسي مع وجود فوارق طفيفة إذ تحمل صورتهم الموقف الاشتراكي الثوري الملتزم ففي "أغنية على لسان راعى أفريقي" بمناسبة استقلال السودان ينسب الفيتورى نفسة رغم يقظته السياسية إلى الأرض المحررة:
    أنا من أفريقيا أرض الكنوز
    لم تزل أعماقها مثل الرموز
    والطلاسم
    قد مشينا نتحدى القدرا
    لنحيل الأرض كونا أخضرا
    ووجودا نيرا...
    كانت أفريقيا عند هؤلاء الشعراء رمزا غامضا لانتمائهم الثقافي وظمأ أبدى بالانتماء وأرضا خيالية ووجودا فلسفيا وحلما أموي للطفل التائه..
    أفريقيا يا أفريقيا
    مدى صدرك أجهشي بالنجوى يا اماة
    لقد كانت "أسطورة كبرى" شكلها أولئك الشعراء داخل أنفسهم :
    أنا لا أملك غير إيماني بشعبي
    وتأريخ بلادي
    وبلادي أرض أفريقيا البعيدة
    هذه الأرض التي احملها ملء الهواء
    والتي اعيدها في كبرياء
    .....................
    هذه الأسطورة الكبرى...بلادي
    لقد تم صياغة هذه الأسطورة بصورة عامة من العناصر النمطية....
    وحفرة نار عظيمة
    ومنقار بومة
    وقرن بهيمة
    وتعويذة من صلاة قديمة
    وليل كثير المرايا
    ورقصة سود عرايا
    يغنون في فرح اسود
    وغيبوبة من خطايا
    تؤرقها شهوة السيد
    وسفن معبأة بالجواري
    وبالمسك والعاج والزعفران
    كما لا يخفى فالأبيات للشاعر الفيتورى الذي يعتبر الوحيد بين رفاقه شعراء المهجر الذي يقدم ذاته بصورتها الأفريقية كما أن أصوله العرقية تبدو غامضة بعض الشي إذ نجدة كثيرا ما يبدل رأية حولها لكن الأرجح إنحدارة من أب ليبي وأم إسكندرانية ذات أصول من جنوب السودان ،أما تأكيدة للأصل الزنجي الأفريقي فيتجلى بعنف في خرائدة الأولى على شكل خطابة بكائية غاضبة:
    قلها لا تجبن لاتجبن قلها في وجي البشرية
    أنا زنجي وأبى زنجي المجد وأمي زنجية
    او:
    ألان وجهك اسود
    ولئن وجهك ابيض
    سميتني عبدا،
    في الواقع فإن تأكيدة لأصلة الزنجي ليس صحيحا بصورة مطلقة كما أن دحضة للدم العربي في ذاته لايعد رفضا لجزء من كيانه بل رفضا للوسط الثقافي الذي يشعر فيه أنة يشغل حيزا هامشيا لذا كانت تجربته محاولة عنيفة للتعريف بمصدرة الخالص للنزع ولقد أخذ رد فعلة الباكر للوسط العربي- البحرسطى شكل صراع حاد تم التعبير عنة كشعور معارض للآخر ولقد أورد في بعض مدونات تجربته الشعرية:
    "لقد كانت عيونهم تخترقي وتتبعني أينما ذهبت ..كانوا يضحكون منى..لقد عرفت السر..سر المأساة :كنت قصيرا اسودا ودميما"
    ولكن لم تكن تجربته تلك مع أفريقيا السوداء مباشرة لذا ينم شعرة الأول عن معضلة الإحباط ورغبة جامحة للانتماء:
    أفريقيا أفريقيا النائية ياوطنى يا ارض أجدادية
    أني أناديك ألم تسمعي صراخ آلامي وأحقا دية
    أنى أناديك أنادى دمى فيك أنادى أمي العارية
    أنى أنادى الأوجه البالية والعين الراكدة الكابية
    فويك إن لم تحضني صرختي زاحفة من ظلمة الهاوية
    وتعتبر صورة أفريقيا عند الفيتورى متناقضة المشاعر –كأسطورة كبرى –تمثل مصدرا للانتماء الذي يتوق إلية ..أما من ناحية اللون والملامح البدنية فتعتبر مصدرا لنزعة جراء ذلك فإن صلته بأفريقيا إحدى علامات القبول والرفض:
    أفريقيا استيقظي
    استيقظي من ذاتك المظلمة
    كم دارت الأرض حواليك
    كم دارت شموس الفلك المضرمة
    وشيد الناقم ما هدمة
    وحفر العابد ما عظمة
    وأنت مازلت أنت
    كالجمجمة الملقاة.
    تمثل هذه الصورة –متناقضة المشاعر –بالنسبة لأفريقيا بالضرورة إسقاطا لذات الشاعر الممزقة تجاه انتماء دفين فىذاكرة الخطابة البكائية للقصيدة داخل شعر أسطوري تتطور كعمل ضروري في خلق الشخصية الشعرية ولا يحفل إن طفت على ذهنه كحلم او كابوس طالما إنها تظل صورة الليل البهيم لذاته الخالصة القصية...
    وطأت أقدام الفيتورى ثرى وطنه السودان لاول مرة في عمرة العام 1961 حيث أقام لاعوام ثلاثة كان حاسمة في تطور مشروعة الشعري إذ فقد لون الإهاب والصورة النمطية لأفريقيا عندة الخصوصية حيث وجد أن سواد لونه ليس سمة خاصة ومصدرا للصراع في البيئة السودانية "خضراء اللون" لذا سادت في مجموعته الشعرية الثانية"عاشق من أفريقيا" رؤية جديدة لذاته كشاعر ولأفريقيا كانتماء إذ تلاشت الخطابة البكائية عندة وماضي الإحباط الغاضب:
    صناعتي الكلام
    قد أجيد تارة......وقد أخطي تارة
    لكنني منذ مشت عواصف الحنين في دمى
    ومنذ ازدهرت براعم الكلام في فمي
    ومنذ ماإنطلقت ضائعا متشردا
    أطوي ليالي غربتي
    وامتطى خيول سأمي
    كنت عذابي أنت يا أفريقيا
    وكنت غربتي التي أعيشها
    وشئت أن أعيشها
    وحين جابه "الواقع" أختار عن قصد أو عن غير قصد "الأسطورة" ويمثل شعرة الناضج مفارقة الخطابة إلى الرمزية..حيث تم قبول أفريقيا كتجربة وجودية في شعرة وطبيعة رمزية للذات مبتكرة ومحددة السماء بواسطة الشاعر:
    من ذلك الوادي الرمادي أنا
    لو انحدرت في الصخور مرتين
    و ارتطمت في الضباب مرتين
    ثم درت دورتين
    خلف ذاك المنحنى
    فسوف تلمسين سقف أفقي
    وتبصرين من بعيد زورقي
    ..... ..... .......
    عارية روحي وعار جسدي
    كما ترين
    ساذج منبسط اليدين
    لا أخجل أن أقول:
    يازمنى حتى الآسي شهوة
    وقدماي تتلويان في الهوة
    لا ارهب أن أقول:
    " يا زمني تآكلت حوافر الخيول
    والحوت في النهر يعرى ظهرة للشمس
    والزراف يستريح في السهول
    رائع هذا الدجى الأخضر
    رائع صفاء الظلمة الجميل
    رائعة رائحة الضباب والشجر
    رائحة الجبال و المطر
    رائحة السماء و النجوم
    رائحة الأرض إذا تنفست
    وهى تعانق الغيوم"
    لقد انصهرت ذات الفيتورى تماما مع أفريقيتة ذات الأسطورة الشعرية وكانت "رجعته" وحدة أسطورية بين الذات والصورة النقية لها كأفريقيا حين يتجلى لها وجود شعري قوى...فتراجعت أنماط شعرة الأول لتفسح المجال أمام أنساق رمزية من الشعر الناضج الذي يمثل احتفالا بأفريقيا وليس تحقيقا مباشرا للوجود الثقافي والتاريخي والجغرافي..

    \4\
    الشعر الجديد
    لم يظهر رنين الصوت الحقيقي للانتماء العربي الأفريقي في الشعر السوداني المعاصر إلا خلال عقد الستين مع تطور شعر "صلاح أحمد إبراهيم"و "مصطفى سند"و "محمد المكي إبراهيم"و"النور عثمان أبكر"و "محمد عبد الحي" عن الاستلهام النظري ل"جماعة الفجر"و "اللغة" التي صهرها المجذوب، ورغم أن أحد هؤلاء الشعراء –تحديدا النور عثمان-الذي ينحدر من أصول قبيلة الهوسا الأفريقية قد أستمر في التعبير في بعض خرائدة عن الحلم الأفريقي للشعراء السودانيين المهاجرين على مصر إلا أن الشعر الجديد قد تجاوز هذا التراث...
    لقد تعلم الشعراء الجدد الدرس عن أسلافهم فتطبع شعرهم بانسجام من الوعى وراء الصراع وخلافا لأسلافهم فإن شعرهم يستلهم الرغبة تجاه إعادة التصالح بل إنه راسخ الإيمان بأنة على الصعيد الشعري فإن الأشياء قد تم التصالح معها على أرض الواقع وليس هنالك حلما بفردوس عربي تائه ولا رؤيا بأفريقيا بعيدة المنال ولقد صاغ كل من ألئك الشعراء أغنية أوبته وتاليفة مثل "جماعة النحل" داخل الخلية يقول النور:
    "جاموس الغابة ووعل الصحراء أمتنا"
    ولقد تم التعبير عن تزاوج الرموز هذا عند محمد عبدا لحى"المولود في العام 1944":
    الليلة يستقبلني أهلي
    خيل تحجل في دائرة النار
    وترقص في الأجراس وفى الديباج
    امرأة تفتح باب النهر وتدعو
    من "عتمات\ظلمات"الجبل الصامت والأحر أج
    حراس اللغة المملكة الز رقاء
    ذلك يخطر في جلد الفهد
    وهذا يسطع في قمصان الماء
    ................
    أرواح جدودي تخرج من
    فضة أحلام النهر و من
    ليل الأسماء
    تتقمص أجساد الأطفال..
    في مثل هذا المناخ من الألفة والانسجام قد صار من الإمكان كتابة شعرا يحتفل-كما يتضح-"بالحقيقة العارية"للتزاوج العرقي والثقافي الذي يثمر:
    الفور والفونج وكل سحنة فاحمه وشفاه غليظة
    وشعر مفلفل ذر على إهاب
    حقيقة عارية كالفيل ،كالتمساح ،كالمنيف
    فوق كسلا
    سليطة الجواب :
    كذاب الذي يقول في السودان إنني الصريح
    إنني النقي العرق،إنني المحض
    أجل كذاب
    هذا "صحو الكلمات المنسية"
    مرآة البداية
    او:
    هذا مخاض النار فاحتطبوا جذور منابع في الصخرة
    في أعماق ليل الغاب،في قبو الخرافات الأول..
    في هذا الشعر يتوصل الشاعر السوداني لأول مرة إلى تصالح مع ذاته وتأريخه وتراثه والطبيعة حولة ورغم أن لسان شعرة عربي مبين إلا أنة يشعر بالحرية والفرح في إعادة صهرها حسب الظلال الرقيقة لحساسيتهم الخاصة،علية فان الشعر السوداني الجديد قد أبتكر لسانا داخل اللسان العربي المبين والذي قد تم قبوله كلسان أفريقي حيث أن تاريخه الطويل بأفريقيا قد منحة خصائص أفريقية كمادة أولية للإبداع الشعري،ولقد حرر قبول هذا التراث الثقافي طاقات الشاعر السوداني الجديد..
    لم يعد هنالك مجالات أخرى في الشعر السوداني الجديد لبرهان او تأكيد انتماء او هوية كما لا يوجد حنينا لوطن بل اهتماما بجوهرة حيث يكون كل شيئا قريبا و مألوفا وليس هنالك أفكارا ملوثة بالارتباط لكن تورطا في البناء الشعري للوجود الثقافي..
    أخيرا تعتبر القصيدة الجديدة في الشعر السوداني المعاصر شعرها الثقافي وجزءا من الحقيقة وليست عنها ..إنها صرخة تعود في المقام الاخيرإلى المناطق النقية وراء الثقافة نفسها كما يعتبر ذلك الشعر إثراء لكل من الشعر العربي والأفريقي.
    لقد أسهمت درجة "أفرقه "اللغة العربية في بعض الشعر العربي وإدخال أشكالا وتعبير شعري جديدة في تراثه وأفاق لسانة ووعية أما في السياق الأفريقي فيعتبر تتويجا لانتصار على الانشطار الثقافي في شمال الصحراء وجنوبها..
    لقد أستوحي الشاعر السوداني الجديد مجاله الشعري من شيطان الذات المنشطرة و"الهامشية الجماعية" كما يعبر شعرة الجديد عن "وحدة" التجربة والرؤية..ثم أن حقيقة كونه باللسان العربي المبين لا يناقض مسألة أنة قد "وطن" نفسة كليا في القارة الغنية بالشعر الأفريقي المعاصر حيث تشكل أفريقيا والعرب لسانا واحد
    الهوامش والحواشي:
    أنظر المرجع التالية:
    1-السودان الإنجليزي المصري:مذكرة أعدها "ضباط حكومة السودان"،حررها المقدم "كونت قلي خن"—لندن-1905.
    2-السودان في أفريقيا،تحرير وتقديم د.يوسف فضل حسن..طبع جامعة الخرطوم1971\انظر المقدمة..ومجملة دراسات قدمت إلى المؤتمر الدولي الأول الذي نظمته "وحدة أبحاث السودان" بجامعة الخرطوم في الفترة 6\12 شباط 1968 .
    3-P .C Lioyd. Africa in Social Change-Penguin Books1968P105.
    4-طنبل،حمزة الملك:ديوان:الطبيعة"طبعة الخرطوم العام 1972.
    5- مجموعة مجلة الفجر,تأسست الجماعة العام 1934 بواسطة الشقيقين عبداللة ومحمد عشري الصديق ومن أشهر أعضائها عرفات محمد الذي لعب دورا بارزا بعد صدور المجلة ومحمد أحمد المحجوب و عبد الحليم محمد و يوسف مصطفى التنى ويوسف مأمون وجلهم من أبناء طائفة الأنصار لذا نال بعضهم حظا في تاريخ السودان السياسي عقب خروج الإنجليز وارتقاء رموز تلك الطائفة مواقع حساسة في السلك السياسي السوداني ..
    6-Mathew Arnold,Culture And Anarchy-ed.J.Dover Wilson,Cambridge,1966 p6
    7-المحجوب،محمد أحمد:"الحركة الفكرية في السودان وإلى أين يجب أن تتجه" طبع الخرطوم 1941..لاحقا أعيد طبعة تحت عنوان"نحو الغد" عن قسم التأليف والنشر بجامعة الخرطوم 1970- راجع مقالة "مجذوب عيدروس" بمجلة الدستور اللندنية العدد520"تساؤلات جيل الثلاثينات في الهوية الفكرية"..
    8-المجذوب،محمد المهدى"1919-1983"نار المجاذيب" و"الشرافة و الهجرة" –أعمال شعرية..
    9-عبد الله الطيب-ديوان "أصداء النيل " الخرطوم 1957 ...فيما بعد ذكر في "ذكرى جمال"1986 أن "الجابودى مما يحرك القلب وسمعناه في دار أهلنا الجعليين وأصلة "حساني"ومن شاء حذا علية بالفصحى و الدارجة فأنة عميق بالغ الحلاوة:
    "بحر الدميرة زايد
    قالوا الحبيب راقد
    راقد مرضان وأنا عندي لية قصا يد
    غنى لي يا ربابة
    فريع ألبان حبابة
    هوى يا فقير قوم علب الثقابة
    توب الزراق موغالى
    وحديث خشميكم حالي
    حبيب قساى بالريدة شاغل بالى
    ..............
    هوى ياهبابة هبي
    والشاي دا حل كبي
    ود العرب ريحانة قاعدة جنبي
    شاي الظراف عبوة
    جابو الصنبور صبوة
    ..........................
    أنظر –إن شئت- سفرة النادر" ذكرى صديقين"طبع 1408
    10- الفيتورى،محمد مفتاح:"الأعمال الكاملة" بيروت 1967
    11- جيلي و تاج السر:" قصائد من السودان" القاهرة1956
    12- عبد الرحمن،جيلي :"الجواد والسيف المكسور" القاهرة 1967
    13- فارس، محي الدين:" الطين والأظافر" القاهرة 1956
    14-طه،على محمود: "أغنيات إلى الرياح الغربية" القاهرة 1944
    15- إبراهيم، محمد المكي :ديوان "أمتي"الخرطوم1969
    16-محمود، محمد عبدا لحى:"العودة على سنار" طبعة أولى 1973 الخرطوم
    17-أبكر ،النور عثمان :"صحو الكلمات المنسية" 1972 الخرطوم
    18- إبراهيم صلاح أحمد: "غضبة الهبباى"
    19- سند،مصطفى محمد: "البحر القديم 1972 الخرطوم
                  

08-05-2006, 05:44 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    يا سلام
    اتمنى ان نرى احمد بيننا في اقرب وقت
    وحتما سيقدم الكثير..
    مازلت اقرا بمتعة عالية
    شكرا لكما
    وتلسم البطن الجابتكم,,,
















    ود رملية لازم نتآمر على عبدالكريم..سيكون هناك اجتماعا سريا...
                  

08-05-2006, 11:15 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: bayan)

    كأس على ذرى الأوليمب بقلم: أحمد الأمين أحمد
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    10/3/2006 11:36 م

    كأس على ذرى الأوليمب
    " تأمل في الإلياذة والأوديسة"

    أحمد الأمين أحمد

    إلى سيد أحمد بلال مترجما وشاعرا وإنسانا !1


    تمثل الإلياذة أقدم أثرا أدبيا يونانيا وهى عبارة عن ملحمة شعرية بلغت أبياتها 16،000 موزعة داخل أربعة وعشرين كتابا ورغم اختلاف العلماء حول تأليفها إلا أنها عادة ما تنسب إلى الشاعر اليوناني الكبير "هومر" الذي يعتقد قيامة بإملائها شفاهة.
    تصف الملحمة العام الأخير لحرب طروادة وتتمحور حول البطل اليوناني "أخيل" الذي غادر ساحة الوغى ليمكث بخيمته لحنقه الشديد على قائدة "أجاممنون" أثر خلاف حول الجارية الحسناء"بريسيسى" إحدى سبايا المعركة ولم يعد إلى العراك إلا بعد مصرع صديقة الحميم " باترو كلس" الذي واصل القتال لابس لأمة صديقة الشهيرة علية فقد تم تهيئة المسرح للمعركة الفاصلة بينة وبين هكتور أمير طروادة .
    يعتبر التعاطف الذي أبداه "أخيل" تجاه خصمه الهرم"بريام" أكثر أجزاء الملحمة تأثيرا وحركة داخل هذه الملحمة التي تمثل قصة حربية يطفو خلالها التعاطف والبطولة فوق العبث والشر وعبث القوة الهدامة للصراع لأجل المجد وشهرة الروح الإنسانية الجريئة للعصر البرونزي باليونان .
    تظل هوية الشاعر الايونى "هومر" أمرا غامضا إذ أدعت لعظمته سبع مدن إغريقية بنوتة "شأن ذاك اللعين الذي أشار إليه عبد لله الطيب في تفسيره على تلاوة الشيخ الجليل صديق حمدون رحمهما لله" ، كما ذهبت بعض الدراسات المعاصرة إلى أنة لم يكن رجلا بل امرأة !!! لكن من المتفق علية أنة كان أعمى شأن المعرى وجون مليتون و البرد ونى وقد أجمع المحدثون على أن كلا من الإلياذة والأوديسة لشاعر مفرد لكنة مختلف عن الأخر ويدل تحليل نصيهما إلى رجوعهما إلى القرن الثامن قبل الميلاد رغم دلالة مفردات ولغة الأوديسة على تأخرها نسبيا.
    يبدو أن كلا العملين عبارة عن تجميعا للعديد من التراث الشفوي ويعدان بلا شك باكورة الأعمال الحقيقية في الأدب الغربي والمركز الاساسى للتراث اليوناني بصورة اكبر مما يمثله إبداع وليام شكسبير في تراث بلادة الذى بلغ درجة قال عنها "ونستن تشرشل" أحد ابرز دهاقنة السياسة البريطانية في التاريخ استعداد أمته التخلي عن مستعمراتها التي كانت لا تغيب عنها الشمس مقابل عدم التخلي عن بيت واحد من تراثه أو كما قال بل وصلت عظمته عند أمته وتفرده إصدار معجما خاصا بلغته وتراكيبه وصوره ومجازاته وشخصياته وخيالة!!نسبة لما يحتويانه من معلومات وتربية أساسية تدفقت بانسياب داخل قارورة عطر الحضارة اليونانية التي أنجبت للإنسانية سقراط وأفلاطون و أرسطو وهيرودتس وابقراط وارخميدس و نيكوس كازنتزاكس صاحب "زوربا اليوناني".
    تستدعى الأوديسة تلك القصيدة الملحمية مغامرات اوديسيوس الشهير بيوليسس أو عوليس خلال رحلة عودته من جزيرة مملكة ايثاكا عقب انتهاء حرب طروادة ولقد وصفها عميل المخابرات البريطانية الامبريالي لورنس العرب في تصديره لترجمته إياها إلى لسان أمته باعتبارها أقدم سفر يستدعى التأمل وأول رواية أوربية.
    تفتح الملحمة مصراعيها في Ogygia تلك الجزيرة الغربية القصية لحورية البحر Calypso التي احتجزت عوليس لسبع سنواته ليضاجعها أخر الليل !! في الرغو، عارضة علية الخلود الأبدي إن شاء البقاء إلا أن حنينه العارم إلى حليلته الفاضلة Penelope ظل يؤرق مضجعة ،استلهم ذلك محمد عبد الحي"1944-1989" خلال مرحلته الوثنية التي أشار إليها الكاتب الثبت الدكتور احمد محمد البدوي في كلمته القديمة حول عبدالحى وعصره ، في "السمندل في حافة الغياب" تأمل :
    لو ضاع في نزوعه البحري، فالعباب
    والملح سوف ينحتان من عظامه المبلورة
    حدائقا من صدف تضئ في صيف الليالي المقمرة
    على رمال ساحل الخراب
    00000
    وهى على منسجها منتظرة
    تسير بالزمان مرة،ومرة تعود بالزمان القهقرى
    لبرهة تضئ خارج الزمان حيث تلتقي
    ببرهة الغربة برهة الإياب.
    حتى أمرها كبير الآلهة زيوس إطلاق سراحه ليؤوب ، لكن سفينته تحطمت عند إحدى الجزر ليمكث ردحا تحت وفادة مليكها وابنته الحسناء مفصحا عن شخصيته خلال مأدبة أقاموها على شرفة ومن ثم أقنعوه رواية تجواله ومغامراته التي شملت ايامة ببلاد أكلى زهور اللوتس التي تؤدى إلى نسيان الماضي،هزيمته للعملاقين الأعورين Cyclops و Polyphemus ،حقيبة الرياح التي أهداها اياة آلة الرياح Aeolus ،قتاله آكل لحوم البشرLaestryonions ،سحرة بواسطة Circe الذي مسخ ملاحية إلى خنازير!!،زيارته إلى العالم السفلى،نجاحه في الإفلات من حوريات لبحر اللاتي يعشن في إحدى الجزر ويجذبن البحارة بغنائهن العذب إلى الصخور المحيطة حيث يهلكون والتهامه لماشية Helios التي تم عقابه عليها بتحطيم إحدى سفنه على جزيرة Calypso ونسبة لبراعته الأسطورية فقد اصطفته الآلة أثينا التي قادته إلى Alcinous الذي ساعده على الرجوع إلى جزيرته ايثاكا حيث التقى ابنة "تلماك" الذي ظل يجوب سواحل المتوسط أعواما عديدة بحثا عنة ومن ثم تمكنا من القضاء على "تمخن" وخطيبته الذين ظلا يحلمان بالاستيلاء على مملكته خلا غيابة الطويل.
    يقول الجاسوس الامبريالي T.E.Lawrece الذي ترجم الأوديسة إلى لسان شكسبير تحت اسم T.E Shaw "هنالك القليل من الأفراد الذين قد يكونوا بحارة،جنود وعلماء طبيعة في آن واحد منهم هومر الذي تحول كثيرا فخاطب عبر كتاباتة المستمعين الذين تمثل المغامرات والبحار عالمهم اليومي فكان صادقا في خيالة ".
    أخيرا تنتمي الملحمة كجنس فني إلى الإنسان القديم وقد عمر "هومر" طويلا عقب عصر البطولة بوطنه الذي شحنة بثقة وثراء تراثه لذا أوضحت أعمالة معرفة تامة ومقدرة فذة في التعامل مع مادته المليئة بالإلهام الذي ضمخ ابداعة بروح ذلك التراث كذلك تعج دفاتره بموضوعات بنفسجية أفرغها داخل حكايته علية صار يبدو مثل الكاتب المعاصرWilliam Morris مدفوعا بعصره لتناول الأسطورة حيثما عثر على بشر يحيون تحت سماء الله سبحانه وتعالى.

    * المصادر والإحالات:
    0 المقروءة بالانجليزية:
    1-Wordsworth Classic: The Iliad—By Homer—1995.London.
    2-Wordsworth Classics: The Odyssey Translated by:T.E Lawrence. London.1995.
    3- C.R.Beye:The Iliad, The Odyssey and the Epic Translation1996.London
    4- Dictionary of Shakespeare—Charles Boyce.

    0 المقروءة بالعربية:
    1- محمد عبدالحى—السمندل يغنى " ديوان شعر".
    2- د. أحمد محمد البدوي –مقال عن محمد عبدالحى بمجلة الناقد اللندنية العدد30 كانون الأول 1990 .
                  

08-05-2006, 11:17 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    وجهان من أرض بود لير بقلم أحمد الأمين أحمد
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    17/3/2006 10:03 م


    وجهان من أرض بود لير
    أحمد الأمين أحمد

    إلى استاذى القديم د. بابكر على ديومة !!

    \1\
    فيكتور اوقو .... صاحب البؤساء

    يعتبر فيكتور أوقوه "1802-1885" أحد أعظم الكتاب في حقل الشعر والدراما والرواية بأرض بود لير حيث ولد بمدينة Besancon لوالد ضابط في الجيش الامبراطورى لنابليون بونابرت تدرج حتى وصل مرتبة "كونت"،ورغم الطبيعة القلقة للعائلات العسكرية نتيجة الترحال إلا أن الفتى "فيكتور"قد تلقى تعليما راقيا ببلاد دانتى ولوركا وعاصمة النور باريس حيث تفتحت وردة الإبداع داخلة منذ فترة باكرة اثر فوزه بجائزة الشعر المدرسية ثم استطالت حتى أسس مجلة الأدب المحافظ Conservative Litteraire العام 1819 التي أرتقت بة إلى دور ريادي داخل الحركة الرومانسية ببلاده.
    لقد كان انتاجة ضخما بصورة مذهلة شمل عشرين مجلد شعري،عشرة مسرحيات وتسع روايات إلى جانب العديد من المتفرقات كما كان ليبراليا مناديا بمجانية التعليم للجميع ومؤمنا بقوة بفكرة الجمهورية رغم صداقته المتينة مع الملكيين حيث جرى تعيينه عضوا بالأكاديمية الفرنسية التي تعتبر أعلى هيئة فكرية ببلادة وقد ترأسها لاحقا ضمن من ترأسوها الشاعر والمفكر والسياسي السنغالي ليوبولد سيدار سنغور "1906-2001" الذي ترجم بعض قصيده ترجمة ثانية عن لسان شكسبير،الشاعر السوداني محمد عبدالحى "1944-1989" في ترجماته لمختارات من الأدب الافريقى التي أسماها " أقنعة القبيلة" وكذلك فعلت الدكتورة نجاة محمد على المقيم بفرنسا والتي ترجمته مباشرة عن لسانه تأمل:
    يا امرأة عارية سوداء
    تكتسين لونك الذي هو الحياة,وتقاطيعك التي هي الجمال
    في كنف ظل كبرت،ونعومه يديك كانت تعصب عيني
    وها أنا ذا في قلب الصيف والجنوب
    اكتشفك من علياء قمة محترفه أرضا مرعودة
    تصيب سهام قلبك قلبي،كبريق نسر.
    عقب الثورة الفرنسية 1848 التي هزت العالم المادي البشع وأطاحت بعرش البور بون ورأس لويس السادس عشر أصبح فيكتور عضوا بالجمعية التأسيسية التي رسخت معالم الجمهوريات الفرنسية المتلاحقة رغم ذلك ظل معارضا بارزا للإمبراطورية الثانية للويس نابليون مما اضطره إلى مغادره باريس مع حليلته Adele وخادمته Juliette Drout والإقامة حينا ببروكسل ثم منطقة Guernsey داخل وطنه حيث أكمل روايته العظيمة البؤساء Les Miserables العام 1862 والتي ترجمت مرتين إلى اللسان المبين أولهما بواسطة الشاعر المصري الكبير حافظ إبراهيم الذي عمل فترة بالسودان وقد وصفه الكاتب Swinburne باعتباره " أعظم كاتب ولد في القرن التاسع عشر" الذي شهد مولد الثالوث الروس الرهيب دوستوفسكى وتولستوي و شيخوف والايرلندي جيمس جويس والعديد من الشعراء الرومانسيين كما أعترف الناقد العدائي W.E.Henley "شأن الباقلانى في التراث العربي، كما ذكر عبدا لله الطيب "1921-2003" في الجزء الأول من مرشده"بأنة أعظم أديبا عرفته فرنسا المعاصرة التي أنجبت موليير ،إميل زولا ،شارل بود لير،رامبو ، قوستاف فلوبير ،اندريه برايتون واو نرى بلزاك وهلم جرا.
    عاد "اوقو" إلى باريس العام 1870 ليعمل مجددا كنائب برلماني إلى أن صار عضوا في مجلس الشيوخ خلال الجمهورية الثالثة حتى وفاته 1885 حيث سجى جثمانه أياما عديدة أسفل قوس النصر قبل دفنه في أل "Pantheon ".
    تمثل رواية البؤساء إحدى أعظم كلاسيكيات الأدب الغربي لما تصوره من عمل استبدادي، قضائي ومتآمر يمتاز بالوصف التاريخي المحكم والثراء في تصوير الشخصيات كالمجرم الأحمق Van jean والوغد النذل Thenardier وصبى الشارع الرث Gavroche ومفتش الشرطة العنيد القاسي Javier والعاهرة الرقيقة Fantine وابنتها البريئة Cosette الذين ولجوا محراب الشخصيات الدرامية الخالدة في دنيا الأدب العالمي إلى جانب طرحه أوصاف مذهله لمعركة Waterloo التي شهدت هزيمة أمته على يد عدوها اللدود الانجليز وتحركات بطله Van jean عبر مجارى تصريف مياه باريس والمعارك العسكرية خلال ثوره تموز.
    من الغرائب نشر هذه الرواية بصوره متزامنة بعشره لغات !! تحت اسم Les Miseres قبل أن يكملها صاحبها لاحقا تحت عنوان Les Miserables والتي تشير في لسان بود لير إلى الفقراء والمعذبين والمنبوذين والطبقة الدنيا والمتمردين ضدها لذا فقد نالت حظوة واهتماما بالغين عبر التاريخ ...إنها عملا قضائيا متسلطا جرى على لوحات واسعة ذات استطرادات فاحشه وخارجه عن المخطط الاساسى أهمها ذاك الوصف المطول لمعركة Waterloo وربما يعود ذلك لإقامته الطويلة نسبيا ببروكسل وافتتانه بالتفاصيل وطبيعة الأرض الى جانب وصف رحلات بطله Van jean عبر مجارى باريس والعراك بين الثكنات خلال ثورة يوليو 1848 ولعل تلك المقدرة الفذة على التوصيف هي التي أدت الى خلود هذا العمل وتبوءه المكانة السامية في مصاف العمال الكلاسيكية للأدب الغربي.
    يتمثل الخيط الذي يقود الى تفهم واستيعاب هذه الرواية في ذاك التمهيد المقتضب الذي سجله كاتبها بدار Hauteville بمدينه Guernsey أثناء منفاه الاختياري في الأول من يناير 1862 والذي يعتبر شاهدا على تفكيره ومعتقداته والذي يقرأ" طالما يوجد بمنطق العرف والقانون أدانه اجتماعيه تخلق بصورة فنيه في وجه العدالة عذابات على الأرض وتهدر الكبرياء المقدس المرتبط باقدارالبشر،طالما ظلت هناك تلك المعضلات الثلاث للعصر المتمثلة في الاستهزاء بالرجل لفقره،تحطيم وامتهان المرأة لحرمانها وتحجيم الطفولة البريئة بسبب القهر والحرمان...طالما ظل الاختناق الاجتماعي قائما،بعبارة أخرى طالما ظل الجهل والبؤس جاثمين على الأرض ستبقى روايتي هذه شيئا مفيدا.".
    \2\
    رينيه ديكارت
    " أنا أشك إذن أنا موجود"

    يظل رينيه ديكارت أحد أعظم الفلاسفة في تاريخ الفكر الغربي لما تمثله انجازاته التي تضعه مباشرة بعد اليوناني أفلاطون المصدر الوحيد الأكثر أهميه للشخصية الفكرية الغربية الحديثة إذ يعد مؤسس الفلسفة الاوربيه الحديثة بلا جدال.
    ورغم تأثره كثيرا بالمصادر الفكرية والتراث العقلي القديم والوسيط إلا انه تمكن بصعوبة من الإفلات من ربقهما وبالتالي التأثير الموجب على المفكرين المحدثين الأوائل في تجاوز ذلك القيد المثالي المتين ،كما تصنف بعض أعماله التي أنتجها خلال حياته العملية الخصبة المقتضبة المتمثلة في "خطاب حول المنهج" ،" تأملات حول الفلسفة الأولى" ومبادئ الفلسفة باعتبارها كلاسيكيات الفلسفة الغربية باقتدار، وتقدم إنجازاته العقلية أدبا غنيا وجليا وفريدا فخلافا للانتهاكات والتجاوزات الفلسفية البارزة التي قام بها نجده مساهما حقيقيا بارزا داخل ما يعرف اليوم بالعلوم التجريبية إذ خلف أثرا ملموسا في الهندسة،الجبر،الطبيعة،الحركة،البصريات،التشريح والطب ورغم تجاوز العصر للكثير من أفكاره ونظرياته تلك إلا أنة من الصعوبة إنكار المجال الفكري الواسع الذي فتحه للعالم.
    ولد ديكارت العام 1596 بقرية La Haye التي تعدل اسمها إلى La Haye Descartes ثم استقرا أخيرا على Descartes داخل منزل جدته لأمة التي ربته عقب وفاتها وقد تحول إلى متحف صغير بحمل اسمه,وعند بلوغه العاشرة ألحق بأشهر مدرسه دينيه بأوربا تابعه لليسوعيين حيث تم عزله بسكن خاص لاعتلال صدره مع السماح له بالاستيقاظ متأخرا عند الصباح لينعم أكثر بدفء الفراش الأمر الذي جعله كما يقول يذعن للتواصل مما صار ديدن حياته.
    رغم امتنانه لليسوعيين وتعاليمهم الدينية التي غذت تفكيره وشكلت علمه الأول إلا أنه صدم بتلك المعرفة تحديدا تلك الفلسفة المدرسية اى تلك التي تؤلف بين أفكار أرسطو ومناحي التعليم الدينية ومن ثم لجأ إلى دراسة القانون بمنطقه Peitiers حيث كتب Traite d,Escrine الذي ضاعت مسوداته ليبدأ التأليف بحثا عن معرفه مختلفة عن تلك المتوفرة داخل الكتب العظيمة بالعالم كما يقول فبدأ الترحال عبر أوربا مستهلا بهولندا حيث التحق فترة بالجيش الذي حارب لأجل الاستقلال عن اسبانيا وقد التقى هناك بعالم الرياضيات اليهودي الشهير Isaac Bekam الذي رعاه وقاده صوب الاكتشافات الحديثة في الرياضيات والعلوم الأخرى وقد أهداه مؤلفه الأول الموسوم Compendium OF Music والذي كتبه باللغة اللاتنيه ويهتم بالنسب الرياضية وتناسقها ومن ثم غادر إلى ألمانيا التي إلجائه بردها القارس إلى غرفه موحشة بها مدفئه متواضعة رأى داخلها ثلاثة أحلام قاده تفسيرها كما زعم إلى اكتشاف "أسس العلم المدهش" وربما كان يختلج بذهنه المرن توحيد العديد من العلوم التي كانت منفصلة كالهندسة،الموسيقى،الفك،البصريات والحركة تحت مظله الرياضيات.
    لقد دون ديكارت الكثير من أفكاره في دفتر ضاعت نسخته الأصلية إلا أن الفيلسوف الألماني "فلهام" قد احتفظ بنسخه بديله له جرى اكتشافها لاحقا ونشرها تحت عنوان أفكار خاصة "Cogitations Private " يحتوى على أجزاء عديدة تشمل تعليقات على موضوعات علميه ،رياضيه،تأملات خاصة ،وملاحظات دقيقه تتضمن الاشاره إلى أحلامه الشهيرة التي رآها في تلك الحجرة الموحشة بألمانيا في تلك الليلة الباردة،الحواس ،الاراده والخيال ويشير احد تلك الأجزاء إلى حل جميع المعضلات المتعلقة بالرياضيات وتوحيد العلوم.
    لقد عاد ديكارت إلى وطنه 1622 حيث قام ببيع نصيبه من ورثه العائلة ليتمكن من الإنفاق على حياته وبحوثه الفكرية ومن ثم وهب نفسه كليا للدراسات الفلسفية " لأجل منفعة البشرية" كما قال حيث سعى إلى الانزواء الاجتماعي رافعا شعار الشاعر القديم أوفيد " كي تحيا عليك بالانزواء" لكنه لم يفلح في ذلك المسعى نسبه لجذب أرائه التجديدية للكثير من الانتباه مما أهله الانخراط في العديد من المحافل العامة إلا أن فلسفته تلك قد منعت في جامعه Utrecht المحافظة بهولندة بسبب جرأتها على الدين المسيحي.
    ترك ديكارت تساؤلاته في الرياضيات ليعود إلى الفلسفة والعلوم المتعلقة بها حيث بدا التأليف باللغة اللاتنيه عمله الاساسى "قوانين لأجل توجيه العقل" ويمكن ربط مشروعه الميتافيزيقي بحثا عن الحقيقة برحله خاصة لمفكر يرغب في التواصل المجرد وعكسه فلسفيا عبر تلك الرحلة الحقيقية من خلال تبنى موقفا نقديا ضد كل الآراء التي جرى تلقينها بواسطة الاباء والمعلمين اى منهج الشك للوصول إلى الحقيقة عبر التجربة العملية.
    تم نشر العمل الاساسى الأخير لديكارت غراميات الروح Les Passions deL,Ame العام 1649 بعد ستة أشهر من تحديقه في الموت ولقد كان عبارة عن رسالة صغيره حول موضوع كتبه إلى الملكة Elizabeth ثم طوره لاحقا إلى عمل ضخم لأفكار فلسفيه واسعة وقد كتبه بلسانه بود لير–اى اللغة الفرنسية وينقسم إلى ثلاثة أجزاء يحتوى كل منها على أعداد كبيره من الموضوعات الصغيرة التي بلغت مائتان واثني عشرا شملت آرائه في الأخلاق،علم النفس وفلسفه العقل في محاوله لتبيان العلاقة بين العقل والجسد.
    نسبه للمضايقات الجماهيرية والفكرية التي تعرض إليها داخل جامعه Utrechit لبى ديكارت دعوة كريستينا Christina ملكه السويد للانضمام لعضويه محكمتها الأمر الذي اضطره قبول رعاية لأول مره في حياته فهبط استكهولم حيث تواتر تأليفه نصا موسيقيا لباليه مولد السلام La Naissance de la Paix تخليدا للاحتفال بنهاية حرب الثلاثين عاما إلا أن هنالك جدلا حول صحة نسبته إليه كما استهل تلك الفترة كتابه الذي لم يكتمل في البحث عن الحقيقة عبر وسائط الضؤ الطبيعي La Rechrche de la Verite Par La Lumiere Naturelle كما أدى رغبه الملكة تدريسها الفلسفة عند الخامسة صباحا إلى انقطاع عادته المتأصلة في الاستيقاظ متأخرا والتواصل والتأمل مع تدرج الحرارة والضوء الأمر الذي شكل له توترا بالغا كذلك أدى عدم تحمله صقيع تلك المدينة إلى إصابته بالتهاب رئوي حاد إلى تحديقه في الموت العام 1650 عن عمر يناهز الرابع والخمسين عاما.
    عند وفاته أدرجت السلطات الدينية الكاثوليكية مؤلفاته ضمن " قائمه الكتب الممنوعة" حتى جرى بعثها بعد أربعه قرون من تحديقه في الموت عبر إحياء أفكاره بصورة جعلته أبا للفلسفة الحديثة ومشكلا للهويه الفكرية الغربية.
    * المصادر والإحالات:
    0 الالكترونية:
    1- موقع WWW.SUDAN-FORALL.ORG
    0 المقروءة بالانجليزية:
    1- Wordsworth Classics—Les Miserables a novel "2 volumes" London-1995.
    2-A.Maurois: Biography of Victor Hugo 1956.
    3- Wordsworth Classics of World Literature—Descartes—Key Philosophical Writings—London 1995.
    4- Antony Kenny, Descartes: A study of His Philosphy,Random House,NewYork1968; reprinted Thoemmes Press,Bristol993.
                  

08-05-2006, 11:21 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    شرفة على نهر الفولغا بقلم أحمد الأمين أحمد
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    5/3/2006 7:02 م
    شرفة على نهر الفولغا
    " تأملات في قراءات قديمة "

    أحمد الأمين أحمد


    "أ"
    دوستوفسكى

    ولد دوستوفسكى العام 1821 في مستشفى Mariinskaya المخصص للفقراء في أحدى اشد مناطق موسكو عزلة لأبوين من الطبقة الوسطى إذ كان الوالد طبيبا عسكريا ، ثم بدأ دراسته في المدرسة الهندسية العسكرية بمدينة بطرسبرج خلال الفترة 1838-1843 إلا أنة أدار ظهره للهندسة لأجل التمتع بحياة أكثر تعلقا بالأدب الأمر الذي انتهج الروائي النيجيري الشهير Chinua Achebe " ولد العام 1928" والشاعر السوداني الكبير محمد عبدالحى "1944-1989" اللذان هجرا دراسة الطب لأجل التمتع بدراسة الأدب.
    و تتمثل أولى أعمالة المنشورة في ترجمته لرائعة رائد الواقعية الفرنسي الروائي Balzac الموسومة " Eugenie Grandet " في العام 1844 أما باكورة أعماله الأصلية المنشورة فكانت-أهالي فقراء "Poor Folk إثرها تم اعتقاله ضمن آخرين لاتهامه بعضوية حلقة اشتراكية حيث تنقل بين معتقلين بقلعتي القديس بطرس والقديس بولس ولقد ترك البرد القارس الذي تعرض له هناك أثرا قويا في ذاكرته واحساسة تجلى بوضوح في الكثير من أجواء رواياته و قد ذكر الطيب صالح في حواره على الدرب أن البرد الذي إصابة أول هبوطه لندن منتصف خمسين القرن العشرين قد هاجر إلى الكثير من مشاهد وأجواء روايته "موسم الهجرة إلى الشمال".
    لقد استلهم دوستوفسكى من تلك التجربة مادة مؤلفة –مفكرات من دار الميت "Notes From The House Of The Dead" والتي نشرها العام 1860 على صحيفة الزمان The Time التي أصدرها مع شقيقة ميخائيل إلى أن تم قمعها وإيقاف صدورها العام 1863بعد عام من تجواله المبدع في ارض بود لير وموليير ومرتع غوتة وشيللر وبلاد ديكنز والتي تأثر خلالها كثيرا بمرأى المعرض العالمي بلندن الذي يقع خلف محطة أنفاق Earls Court أول غربي لندن والفقر المدقع بمنطقة White Chapel حيث إحدى أشهر محطات أنفاق لندن وصور العاهرات الانجليزيات اللاتي يعرضن أجسادهن الرخيصة في أل Haymarket ذاك الشارع المتوهج بمنطقة Soho وسط لندن حيث المسرح العتيق الذي كان يرتاده مصطفى سعيد بطل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال " للروائي السوداني الطيب صالح في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي ...!!
    لقد استخدم دوستوفسكى بعض تجارب ومشاهد هذه الرحلة في مادة كتابة – "مفكرات من العالم الأسفل" Notes From The Underworld " الصادر في العالم 1864 عام رحيل حليلته وشقيقة تاركين في كنفه عددا من الأبناء تولى إطعامهم رغم سؤ أحواله المادية ليخلد إلى كتابة " الجريمة والعقاب" التي نشرت في العام 1866 وقد صادفت صيتا مدويا ونجاحا باهرا مما أهلة أن يبتنى بسكرتيرته الشابة Anna حيث رزقا بذرية وعاشا في حبور وهى تغمره برعاية وعطف أثناء نوبات الصرع التي كانت تنتابه وجنوحه للميسر الأمر الذي ساعده التغلب على الاكتئاب الذي سببته تلك الأفكار السوداء التي تنتابه كما اعانتة بخبرتها في تصريف الشؤون المالية الأمر الذي كان ينقصه لتتوالى أعمالة الكبيرة مثل الأبله " The Idiot العام 1868 \الأشرارThe Devilsالعام 1872\ شباب فج A Raw Youth العام 1875والاخوة كارمازوف The Brothers Karamazov العام 1880ورغم نجاحه كمؤلف إلا أنة عاش جل حياته في اضطراب وعوز مالي لدرجة المعاناة من وطأة الجوع والهروب من الدائنين مثلما فعل بعدة الروائي الايرلندي الراقي James Joyce أثناء اقامتة بباريس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي بل وصل بة الأمر لرهن قميصه الأخير لأجل الحصول على ما يسد رمقه حتى صرعة مرض الصرع ليشيعه إلى قبره أربعون ألفا من الفقراء الروس !!!.
    ارتكزت سمعة دوستوفسكى كروائي على بصيرته الفلسفية والنفسية الحادة والنافذة داخل أعماق الروح الإنسانية كما سمقت قامته الأدبية وسمت كثيرا خلال القرن العشرين الميلادي بعد تطور مناهج النقد الادبى تحديدا في فرنسا ونضج مناهج التحليل النفسي والذهني بدرجة جعلته يقف شامخا مع أعظم الروائيين عبر التاريخ يقول القاص والاكاديمى السوداني حامل الأستاذية الكبرى في اللغة الروسية بشرى الفاضل ...." الكاتب الروسي فيودر دوستوفسكى في نظر باختين يختلف في كتابته الروائية عن سائر الكتاب الروس والمعاصرين له في العالم والسمة البارزة في رواياته حسب باختين هو تعددية الأصوات وعلى الرغم من وجود صوت الكاتب داخل الرواية إلا أن شخصيات الرواية تحيا داخل النص حياتها الخاصة كأنها شخصيات أوجدت نفسها داخل النص ففي "الإخوة كارمازوف " على سبيل المثال تعيش كل شخصية داخل النص حياتها الخاصة الكاملة ولا وجود لايدليوجيا الكاتب أو تدخله في مسار تطور أفكار كل شخصية كما أوضح كيف أن اللغة عنده تختلف في أسلوبيتها عن الروايات الأخرى وأن اتجاهه يمكن أن يمثله في التاريخ الادبى الرومانسي الانجليزي اللورد بايرون و شكسبير.




    "1"
    الجريمة والعقاب

    تعتبر " الجريمة والعقاب" باكورة الأعمال الخمسة الكبيرة للروائي الروسي Fyodor Dostoevsky وتبين مدى سيطرته ومقدرته على التحليل والتأمل النفسي وكشأن معظم الروايات العظيمة في الأدب فإنها تتجذر وتتأصل بقوة داخل التجربة الخالصة للروائي والتي عبرها جرى البناء والسرد حول الفكرة الموجزة للعدل البشرى.
    و تستند هذه الرواية على التجارب الشخصية المرعبة ل"Dostoevsky والنظام الجزائي القاسي لروسيا القيصرية. ....إنها حكاية سوداء تدور داخل الشوارع الخلفية والبنايات المكتظة في الأحياء الفقيرة وحانات مدينة " سان بطرسبرج" التي حولها البلاشفة القدامى إلى "لينيغراد" ثم عادت بعد البروستريكا إلى اسمها الأول فهل تعود "عد الفرسان" بعد زوال البلاشفة الجدد إلى "عد الغنم" يا عالم عباس ؟ " !! قبل العهد الاحادى الالحادى الشمولي واهتمامات وتحركات المجرم Raskolnikov الذي يسمو بنفسه إلى مصاف الرجل الخارق على النمط النابليوني مقررا ارتكاب جريمة قتل كمسألة مبدأ علية يتم ترتيب المسرح لأجل قصة ملحمية تهدف لاستقصاء حاذق ومتقن للجريمة وعالمها حيث يتقوقع البطل المضاد القاتل داخل لوامس وعيه الخاص وخلاصة المطلق من خلال " العقاب " والمعاناة.
    تهتم " الجريمة والعقاب" بالحياة والأفعال الشريرة لطالب فقير أسمة Raskolnikov المستمد اسمه من مفردة في لسان تولستوي معناها في اللسان المبين "المنشق" أو " المنفلت" والذي يطيل التفكير في همومه الخاصة وبؤس وفقر عائلته المكونة من والدة وشقيقته الصغرى فيجد الحل في قتل عجوز تعمل بالمراهنة ومن ثم يصطنع برنامجا متشنجا ومتقنا لأجل تبرير جريمته المدبرة تلك ليرتفع داخل وعيه إلى مصاف الرجل الخارق على النمط النابليوني ساميا فوق القانون والمساءلة وكشأن الكثير من أفعالة لاتتم جرائمه حسب خطة مدبرة بل يجد نفسه مجبرا على القيام بها بصورة أسوأ لما كان مخططا له ،علية فان الروائي مسلحا بسيطرة تامة على أدوات فنه يتقدم لإزالة اللبس والغموض عن التبرير الذاتي الذي يرسمه البطل حول ذاته عندما ينهض شعوره ويستيقظ ضميره بصورة كبيرة ببث الاطمئنان ووخز فاعل الشر والجاءة إلى التعاطف مع المومس النقية الشابة " سنيا" المضحية بنفسها والتي أجبرت على الإدلاء باعترافها القديم نسبة للظروف الحانقة التي تحيط بوالدها العربيد Marmeladoff وسائر أفراد عائلتها حيث اعترف الوالد العربيد تحت وطأة الشك التام للمتحرى Petrovitch رغم افتقاره بدرجة واضحة للدليل علية فقد جرى تهيئة المسرح ل " العقاب" مما يستدعى من القارئ تحديد طبيعة الندم الحقيقي ومدى إمكانية عودة السلام والطمأنينة مجددا للروح المعذبة للبطل المدان.
    لقد كتب الناقد Laverne Irving يقول إن الجريمة والعقاب " كانت إدانة واسعة للتعاطف والرعب والإنسان والسمو إلا أنها هامة وجديرة بالذكر نسبة لتصويرها وتعريتها لمدينة " سان بطرسبرج " بمبانيها المكتظة المعتمة وأعماقها إضافة إلى لحظاتها المليئة بالمرح المفرط المثير للغضب!".
    لقد تأمل " دوستوفسكى" خلال سنوات سجنه في "Omsk" رائعتي الروائي الانجليزي Charles Dickens الذي حدقت مليا في رأيت دارة الفخمة بين شارعي Baker streetوOxford Street وهى إلى الثاني اقرب وسط لندن وقد صارت متحفا Pickwick Papers و David Copperfield لذا فقد شاطرة الكثير من الاهتمامات الأولية كبؤس الحياة المدنية وظروف معاناة الأطفال و مسببات وأثار الجريمة إضافة إلى المعاناة التي تلاقيها الإنسانية البريئة.

    "2"
    الأبله
    استهل دوستوفسكى كتابة " الأبله" خلال اقامتة المأساوية بمدينة " جنيف " الساحرة وقد نشرها على شكل سلسلة فى مجلة Russky Vestnik خلال شهري يناير وفبراير من العام 1868 حيث لاقت حماسا منقطع النظير من القراء ثم أكملها فيما بعد بمدينة "فلورنسا" الايطالية ورغم تجاهل النقاد يومها لها إلا أن صاحبها أعترف أنها أحب أعمالة إلى قلبه ،ذكر النيجيري Chinua Achebe أن أحب أعمالة إلية هي Arrow of God أما السوداني الطيب صالح فالفصل الأخير من " بندر شاة ".
    تبدأ الرواية بعودة الأمير Myskin إلى وطنه روسيا من منفاه بسويسرا ونسبة لتورطه فى غرام محموم ومؤامرات مالية تتعلق بمجموعة من الشخصيات البارزة والتي تقوده أخيرا إلى المأساة فأنة يبرز كمزيج فريد للنموذج المسيحي للكمال والآراء الخاصة للمؤلف والعاطفة والأخلاق فتتباين ذاته الهادئة مع القدرات الدنيوية لكافة الشخصيات الأخرى فى الرواية و لقد وجه دوستوفسكى داخل هذه الرواية اتهاما قاسيا للطبقة الحاكمة الروسية التي شكلت عالما لا يستطيع التكيف مع الخير الذي يتمتع بة " الأبله" وكشأن سابقتها " الجريمة والعقاب " فإنها توضح موهبة صاحبها على النفاذ داخل الشخصية وتحليلها وتناول مفاهيم دينية وسياسية واسعة حيث تأثر كثيرا بلوحة الرسام Hans Holbein التي تأملها بمدينة " بازل " السويسرية ، قلت عاش بها James Joyce ردحا " والتي تصور المسيح علية السلام وهو يرجل من الصليب ،قال تعالى في المحكم " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبة لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منة ما لهم بة من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا " وتعتبر ملهمته الأساسية لجعل بطلة الوحيد المسيطر نموذجا لما أسماه " الرجل الطيب الموجب"...
    مسلحا بوعيه بمنحى الأبطال الطيبين فى الرواية المعاصرة نحو العبث واللهو لجأ الكاتب لتقديم بطلة الأمير باعتباره أبلها مجسدا للفضائل المسيحية وبصورة مفارقة فان العناصر الهزلية لتصويره الباهر له تبدو شكلا متعمدا للسخرية من الذات من جانب المؤلف وتشكل ما أسماه الناقد الانجليزي Ronald Hingley " توترا عصيا بين الجد والهزل ".
    لا يتميز "الأبله" الذي عانى منذ طفولته من مرض عقلي غامض جعل كل تصرفاته تصدر عن عاطفته وليس عن عقلة باى سمات حقيقية خالصة ونسبة لتورطه فى مؤامرات عدية مدبرة فانه ينشأ كمزيج فريد للمقدرات البشرية الشبيهة بأخلاق المسيح علية السلام ،الحب،الذاتية،الآراء الخاصة للمؤلف،الحزن ،الألم والأخلاق وكشأن الروائي الذي عانى شخصيا أثناء كتابة هذه الرواية من العنف ونوبات الصرع فان البطل كذلك كان مصابا بالصرع ومعرضا لكافة أنواع الأمراض الاجتماعية ولقد عمل حبة المسيحي وذاته الصافية كأساس هيكلي داخل الرواية يشد ويجذب قدرات وعواطف كافة الشخصيات الأخرى والتي جرى رسمها كذلك بقوة ومعظمها مستوحى من أشخاص حقيقيين شأن أحداث معينة جرى بناؤها داخل الرواية من الواقع الخارجي حيث تبين مفكرات الروائي أنة كان معجبا بتجسيد الجرائم الروسية المتعلقة بموضوعات داخل رواياته يتجلى ذلك فى استلهامه لحادثة الفلاحة الشابة Olga Umestskaya التي أحرقت دار أهلها انتقاما من قسوتهم عليها وفى مسوداته الأولى للأبله تم بناء مقتل Nastasya Filipporna على جريمة فعلية بموسكو كما أن المشهد الأخير بالرواية يعتبر تطويرا مباشرا لمشهد عطيل شكسبير .
    غالبا ما تتم المقارنة لصالح " الجريمة والعقاب " بصورة غير عادلة عندما تذكر "الأبله " على ضؤ بنائها غير المترابط فلقد خطط دوستوفسكى ثم تخلى عن ثمان نسخ معدلة من الجزء الأول وحدة للرواية قبل دمج شخصياته أخيرا الأمر الذي قد يحسب لصالح الشكل غير المترابط للعمل فالمتعة العالية تتوفر بواسطة الارتباك المعقد للعلاقات الغزلية والمؤامرات المالية التي شكلت المخطط الأمر الذي تتضح أهميته فقط على ضؤ التباين بين " الأبله" وسائر الشخصيات الأخرى وفشله المطلق فى العمل بصورة فعالة داخل عالمهم الدنيوي القذر !!! .
    تحمل رواية" الأبله" يأسا عارما نسبة لإتاحة الروائي أرضية صلبة وقاسية للعالم الحقيقي المتمثل تحديدا في الطبقة الروسية الحاكمة في عصره والتي أدى فشلها الشديد إلى فشل " رجل طيب موجب " على البقاء في العالم الذي شكلوه .
    وأخيرا لقد أنتج " دوستوفسكى" روايته " الأبله" في أوج قوته الأدبية لذا جاءت عملا عبقريا يتمتع بارتباط واسع بموضوعة وقد يبدو تمثيله للأخلاق عديم الجدوى لكنة يستعيد التأمل في الماضي وأحداثه ثم أن محاذير أميرة "الأبله" للارستقراطيين داخل الرواية تبدو كالتنبؤات الأمر الذي تحقق في العام 1917 قبل سرقة الحلم وانكساره بواسطة القهر والتعالي والزيف واضطهاد الذاكرة وقهر الوجدان و صقيع " أرخبيل القولاق" و" انتحار" مايكوفسكى و"فرار" تروتسكى و " عزلة " بوريس باسترناك الكئيبة و"السخف" الستالينى!!.





    \ب\
    تولستوي

    الكونت ليو تولستوي هو الابن الرابع للكونت نيكولاي اليتش المحارب القديم ضمن الحملة الروسية التي تضافرت مع البرد في صد المحارب الفرنسي الطموح نابليون بونابرت عن تخوم روسيا، فقد أمة في عامة الثاني وأباة في السادس لينشأ يتيما في كنف خالاته بموسكو حتى التحق العام 1844 بجامعة كزان إلا أنة تركها بعد ثلاثة أعوام مفضلا الاستقرار في ضيعة وأملاك والدة محاولا تحسين الظروف المعيشية للعمال الزراعيين والعبيد العاملين بها إلا أن عدم تقثهم بة اجبره على التخلي عن تلك التجربة والعودة إلى موسكو للاستمتاع بمباهجها حتى تم تجنيده في الجيش العام 1851 ليشارك في حملات القضاء على تمرد قبائل القوقاز وما تلاه من حروب واضطرابات ، عندها فتحت له صالونات القديس "بطرسبرج" أبوابها ليخلد إلى الكتابة والتأليف !!.
    لقد نفر تولستوي عن الكثير من الكتاب الذين كان قد شجعهم من قبل وعاد مجددا إلى ضيعة عائلته في العام 1862 بمنطقة Safya Berg ليبدأ العمل في كتابة رائعته " الحرب والسلام " والتي جرى نشرها خلال الأعوام 1865-1869 ثم أعقبها بروايته الثانية "انا كارنينا " والتي نشرت خلال الأعوام 1875-1877 وقد اعتراه أثناء تأليفها قلقا ميتافيزيقيا عارما وظفه في مشهد الاعتراف داخل الرواية كما شكل انشغاله المتزايد بالموضوعات الفلسفية والدينية توترا بالغا وتناقضا أمام حياته العائلية لدرجة أدت إلى سوء علاقته مع حليلته التي أدركت استحالة الإنفاق ماديا على العائلة الكبيرة دون ريع رواياته الأمر الذي كان يتناقض مع الكثير من تفكيره!! لكنة حسم ذاك التوتر بالتخلي نهائيا عن عائلته مصطحبا ابنته الصغرى شأن أوديب سوفوكل ليختم حياته متبتلا في احد الأديرة لكنة توفى قبيل ادراكة ذاك الدير كالملك الضليل حندج بن حجر الذي توفى عند مشارف إنطاكية ودفن أسفل جبل عسيب وهو ينظر إلى حوران دون بلوغ مبتغاة !! .
    \1\
    الحرب والسلام
    إنها ملحمة كبيرة تتمحور حول غزو نابليون لروسيا العام 18121 وتعد خير مثالا لرؤية صاحبها أن التاريخ يسعى نحو غايته بعناد مع ظهور الإنسان كأداة طارئة لعملية تاريخية معينة ورغم صعوبة قبول الانحياز إلى محصلة فلسفة التاريخ اليوم باعتبارها احد موضوعات " الحرب والسلام" أعظم إنتاج تولستوي الاانها تضيف عمقا ورؤية إلى السردية الممتعة التي تنثر تفاعلا تاريخيا واجتماعيا وشخصيا.
    تعج الرواية بما يفوق الخمسمائة شخصية يتم عرض وتقديم وتحريك كل منها على حدة!!الأمر الذي أمكن عرض لوحة ملونة متكاملة للمجتمع الروسي في زمن خارجي امتد من 1805 إلى 1820 شملت الأباطرة ووزرائهم وضباطهم الكبار إلى جانب أعداد لا تحصى من صغار الضباط والجنود والنبلاء والفلاحين الفقراء.
    يمثل المشهد الافتتاحي سهرة بموسكو يدور جل حديثها حول الإعلان الأخير بنابليون إمبراطورا على فرنسا ثم يتلوه انتقالا طويلا يجرى خلاله تقديم الشخصيات الرئيسة الثلاث الشابة البريئة " ناتشا راسف" ،الأمير المتهكم المتعجرف " اندرو بولكونسكى" والمفكر " بيير بيزوكوف" الابن غير الشرعي للكونت بيزوكوف " هو صوت الروائي" إلى جانب مجموعة ضخمة من أصدقائهم وأقاربهم وأنجالهم حيث يجرى تناولهم ومتابعتهم طوال مجرى الحدث والسرد عبر تقادم أعمارهم ونضج أذهانهم وتطور رؤاهم للحياة من خلال نسج فريد معقد بارع تعجز المفردات عن تصويره يتقاطع فيه التاريخ والواقع بدرجة مدهشة كما يتقدم الكاتب ويتمدد في توسيع رؤيته للحياة بالرجوع إلى أحداث وأقوال شخصياته تلك العديدة مجبرا إمكانية تبنى مقدراته التي يحس بها في العالم مما حدا بالأمير المتعجرف المتهكم بالتوازن والقبول الموجب الهادئ للموت بينما ينهزم المفكر "بيير" عند بلوغه الذروة بقبول حكمة ضرورة قبول الحياة بخيرها وشرها بدلا عن السعي لإحداث تغييرا عبر الفكر والجمال !!.
    ا\2\
    آنا كارنينا
    تمثل " آنا كارنينا" إحدى أكثر بطلات الأدب العالمي حبا وتعلقا بالذاكرة إذ تسيطر جاذبيتها وسحرها وفتنتها ودلالها وغنجها وغطرستها بشدة وثراء لا مثيل له على هذه الرواية التي اعتبرها "تولستوي" أولى محاولاته الجادة في شكل الكتابة الروائية التي تخاطب الطبيعة الخالصة للمجتمع بكافة مستوياته...القدر ...الموت...العلاقات الإنسانية...والتناقضات العنيدة للوجود لذلك فإنها تنتهي بتلك الصورة المأساوية مع وجود الكثير من الأسى والحزن اللذان يدفعان إلى الياس! رغم امتلائها كذلك بأجواء ومشاهد وصور ومفردات الفرح والمتعة والإضحاك.
    ولقد أستهلها صاحبها العام 1873 اى بعد سنوات خمس من اتمامة درته " الحرب والسلام " تلك الفترة التي مثلت بداية شعوره بالامتعاض والنفور مما يسمى بالطبقة العليا الروسية التي كان ينتمي إليها والدة بدرجة ما ولقد بلغت مسوداتها الأولى ست مسودات حتى وصلت النسخة الأخيرة إلى المطبعة العام 1877 .
    لقد نتج الفهم الواسع لتولستوي لموضوعات الحضارة في عصره عبر موقعة النقدي المتمرد المتأمل داخل مجتمعة خلال تلك الفترة الحاسمة من التأريخ وقد انعكس تضافر تجربته الثرة مع ذكائه الواسع وخيالة المجنح " إن استعرت مفردات جبران"في هذه الرواية وسابقتها اللتين تميزتا ببعد غير مألوف صار فيما بعد مقياس للرواية الأوربية.
    كثير ما ناقش تولستوي فكرة تأليف كتابا عن مجتمع المرأة التي تتحطم ذاتها عبر امتهان جسدها والعلاقات الغرامية المبتذلة فاخضع قلمه كليا لذلك الحلم كما أشارت بذلك المسودات العديدة الأولى لهذه الرواية إلا مر الذي قد تلاشى عند وصول النسخة الأخيرة المعدلة إلى المطبعة !! لكن التقاطع الحاد بين شخصيتي" آنا كارنينا" و عشيقها " ليفين" قد مثل فكرة لاحقة مكنته ليس من ابتكار تركيبا للتباينات التي سندت الرواية فحسب بل الإفصاح كذلك عن سيرته الذاتية ،همومه المتعلقة بالمجتمع الروسي ،السياسة،الزراعة، الفلسفة والثقافة وهلم جرا.
    رغم إشارة الروائي Henry James إلى روايات تولستوي باعتبارها " مسخا هلاميا فضفاضا" إلا أن " آنا كارنينا" تبدو جديرة بالاهتمام لوضوح وتناسق تركيبها حيث أوضحت رسائل ويوميات ومراجعات صاحبها اهتمامه الشديد بهيكلها لدرجة اعتبارها قمة انتاجة الجمالي على مستوى الشكل وتصنيفها أولى محاولاته الروائية الحقيقية الجادة حيث تحتوى على ستة أقسام كبيرة مقسمة داخليا إلى فصول مقتضبة تحتوى على العديد من الحلقات والصور التي تشكل انساقا مختلفة تمنح الرواية وحدتها العضوية ومنذ براعة استهلالها يؤسس تولستوي موضوعات متصلة تتميز بالثراء خصوصا عند تقديمه بطلته "آنا"عبر مناحي شتى أثناء تحركه وتقدمة نحو استغراقه وتأمله الفكري الاساسى من خلال مشهد افتتاحي محملا بالكثير من الدلالات والرموز،كما يتم تبيان المعايير المزدوجة التي يبديها المجتمع تجاه الرجال والنساء في مرحلة مبكرة ثم إدخال موضوعا مسيطرا أخرا وهكذا دواليك...
    لقد تم نسج خيطا من الازدراء والتهكم والتورية والسخرية بصورة ملفتة داخل نسيج هذه الرواية لدرجة أدت إلى هدوء السرد، كذلك جرى توظيف عناصر من المرح والإضحاك بصورة بنائية بأقصى درجة ومن الملفت ظهور القطار الذي كان اختراعا حديثا وقتها بفاعلية مؤثرة في الجزء الأول من الرواية عند تقديم الشخصيات .
    أخيرا لقد رسخ تولستوي وسائلا دقيقة بارعة للتشخيص أدت إلى تشكيل صورة بارعة الأبعاد لكل مبدأ و معنى داخل حركة وتطور شخصياته....فالبطلة نفسها يتم تقديمها تدريجيا عبر الظروف المختلفة والتباين مع غيرها من شخصيات الأمر الذي يتم طوال مجرى الأحداث حيث تم تمثيل حماتها "دوللى" وأختها " كيتي" ووصفهما بصفات ممتازة واللتين قد حظيتا شأنها بحياة رغدة ودعة إلا أنهما يفقدان جاذبيتها وسحرها والعفة والكبرياء والسمو تلك السمات التي تفتقر إليها حلقتها الاجتماعية!!
    تتمثل الصورة داخل رؤية الحياة في معضلة عرقية تم تبيانها بمشهد عنصري يتمثل في موت شبح " فيرونسكى"مما حدا بالبطلة الفشل في التغلب على معضلات ضميرها الخاص وضغوطات المجتمع الذي يدينه الروائي بصورة ضمنية والذي لا تملك المقدرة على تحمل نفورة واستعدائه كذلك تعتبر المقارنة المعقدة بين " ليفين" عشيق البطلة و " فيرونسكى" وبعلها " كارنينا" وغيرهم مركزا للرواية والتي ترتبط بالتباين المرسوم بين مدينتي بطرسبرج وموسكو المتصفتين بالضغوطات العصرية والقيم التراثية على التوالي ورغم مقدرة الأول التمتع بمباهج طبقته إلا أنة ظل ملتزما ومهتما بقوة بموضوعات أكثر نبلا وسموا يتجلى ذلك في اقترابه اللصيق بالزراعة والطبيعة مفرغا مقاومة تولستوي حيال الطريقة المثلى للحياة الأمر الذي يتناقض مع تفا هات وترهات ما يسمى بالطبقة العليا الروسية التي يمثلها شخصيات ستيفا،فيرونسكى والبعل كارنينا.
    يقول الكاتب الانجليزي Matthew Arnold .. "يظل انتصار سحر وفتنة "آنا" سامقا وباهرا نسبة لطبيعتها السخية الثرة ومرحها المتدفق بصورة تجبرنا على احترامها وعشقها وغفران أخطائها وبلاشك إنها إحدى أكثر بطلات الأدب حبا وعلوقا بالذاكرة." .
    \ج\
    شيخوف
    ولد انطون شيخوف العام 1860بمدينة "تانقروق" على ساحل بحر "أزوف" لوالد بقال وجد قس وعند مراهقته اضطر والدة تحت أعباء الديون الرحيل بالعائلة إلى موسكو حيث أكمل دراسة الطب وصار يعين والدة ماديا عبر كتابة القصص وموضوعات التسلية لمجلة كوميدية فبدأت سمعته الأدبية في التطور تدريجيا قبل ظهور أعمالة الجادة على المجلات الأدبية الرصينة بطرسبرج وموسكو.
    جرى نشر مجموعته الأولى " قصة موتلى" العام 1886 وردفها بأخرى ليفوز بجائزة بوشيكن الأدبية ثم توالت أعمالة الأخرى أشهرها قصته الطويلة "البرج" ومسرحيته الأولى " ايفا نوف" خلد بعدها تماما إلى فن القصة القصيرة.
    لقد أدى سوء إدراك المخرج إلى مقاصد مسرحيته "ايفا نوف" إلى فشلها الذر يع عند عرضها بمسرح بطرسبرج 1896حتى جرى بعثها بعد عامين بواسطة مسرح الفن بموسكو الأمر الذي عضد أمكانياتة المسرحية لكنة اضطر الهجرة إلى مدينة "يالتا" الايطالية حيث كتب مسرحياته الكبيرة : العم فانا "1900" الأخوات الثلاث "1901" و كرز الأوركيد"1904" قبل ستة أشهر من وفاته متأثرا بمرض السل الذي صرع بعدة شاعر الإشراق السوداني التجانى يوسف بشير "1912-1937" وقد أهلته على تبوء مكانة كأحد أعظم المؤثرين في الأدب والمسرح الروسي.
    ترجمت أعمال شيخوف منذ العام 1903 إلى العديد من لغات العالم حيث أبدى الكثير من الكتاب العالميين مثل الايرلندي برنار شو ،فيرجينا ولف،إليزابيث براون ،سومر موغام وكاترين مانسفيلد إعجابهم الشديد بنهجه وحرفيته الفنية العالية وتكمن أصالته في مزجه الفريد للمأساة والملهاة والعلل النفسية وتقنيته الخاصة التي تعتمد على ذكاء وحساسية قارئة الحصيف كما تهتم قصصه شأن مسرحة بضرورة عدم القابلية على التواصل بين البشر والطبقات لكن عاب علية بعض النقاد افتقاره للمبادرة والحركة الموجبة ، ومن الملفت تقديمه لشخصياته الجمالية حسب ارتباطهم بحوادث تافهة وخارج السياق والمحملة واقعيا بدلالات بارزة وقد علمته متطلبات وشروط تسويق المجلات ضرورة الإيجاز وعدم الاهتمام كثيرا بالتفاصيل الأمر الذي أدى إلى تشبيه بناء قصصه بالشريط الضيق الذي يستمد جمالة ما يوضع علية ويستدعى منهجه من القارئ الحصيف تأمل التفاصيل بنفسةعلية فغالبا لا يقوم بإيراد ذروة الحدث في تخطيطه القصصي ربما لاستغراقه العميق في استجلاب شخصياته من الواقع.
    تتمثل أجود قصصه القصيرة في " قصص من الحياة الروسية" ،"موت موظف" و"ضامر وبدين" اللاتي كتبهن العام 1883 ورغم امتلائهن بالمرح والتهكم والسخرية إلا أنهن -تحديدا الثانية- يعجن بعرض لمثالب فترة قبل ما يسمى بالثورة الاشتراكية بروسيا "1917" التي تنتج معظم الدناءة المستعصية والغياب الأمثل لاحترام الذات بأنظمتها الطبقية باختصار انه لا يقدم اى حكم أو قيمة أخلاقية " رغم أن جدة قس" بل يترك ذلك لقارئة الحصيف.
    تشف قصص مثل " أطفال" و"جاك الصغير"عن مقدرة فائقة على كبح جماح شخصياته والتحرك بهدوء من وعى احدهم إلى الأخر عبر تبنى إيقاعات ومفردات شخصية معينة داخل مجاله السردي بصورة تؤدى إلى صعوبة تمييز صوته وتحديد موقعة داخل الحدث وتبيان مدى تعاطفه ففي قصة " العامل الذكرى"والكثير غيرها تجده يستعرض موضوعا محدد عبر رؤى مختلفة مستخدما تورية هادئة ومرحه لكنها تلقى بظلال خطيرة من الشك على صدق الأخلاق الثابتة المطلقة ،أما "حكاية البستاني الكبير" فتطرح أنظمة تقليدية للعدالة وتبدو عبر اهتمامها ب" الأثر المكتسب للأيمان بالإنسان" مصورة للموقف الخاص للمؤلف.
    يتخلل هذه القصص الكثير من المقارنات التي تنير عتمة الحياة المجهضة يتجلى ذلك في "أحلام"،"روسو"و "غير مرغوب" وتبين التباين الحزين بين الأحلام الكبيرة للبشر والواقع .
    لا يقدم "شيخوف" في فنه أي تبريرات للإنسان بل تجده يعامل جميع شخصياته بدرجة متساوية من القسوة دون أي أدانه أو تهكم منطلقا من وجهة نظر حزينة لادراكة التام للقوى المستعصية التي نواجهها أجمعين كذلك يتسم أحسانه وحساسيته الإنسانية بدرجة سامية من السمو والشفافية لدرجة معاملته للأشرار داخل فضائه الجمالي الداخلي بنوع من الشجي واللطف.
    أخيرا يصعب تقييم أثر "شيخوف" الجمالي ، تأمل قدرته على إثارة وإثراء المناخ في "الليلة الكبيرة" التي ابتكر عبرها شكلا فنيا جديدا مستخدما تخطيطا مقتضبا الأمر الذي لا يتحقق عند كتابته قصصا طويلة نسبيا مثل "In The Ravine" التي تعكس جاذبيته الشخصية الخاصة المتمثلة في اسلوبة البسيط الواضح الذي حظي بشعبية واسعة حيث أصبح الأشخاص العاديين أرقاما داخل الأمور المتعلقة بالحياة أرتقي بة إلى المقام الأعلى في القصة القصيرة.

    مصادر وإحالات :

    * البصرية:
    1- مشاهد من " جولات تحت زخات المطر" وسط مدينة لندن ذات صيف بعيد بعضها في رفقة الشاعر والمسرحي والروائي فضيلى جماع وأسرته الكريمة ..!!
    2- الحرب والسلام - مسلسل تلفزيوني- عرض بالانجليزية على تلفزيون BBC2 العام 1997.
    * السمعية:
    1-- الطيب صالح : حوار اذاعى أجراه الناقدان عبد القدوس الخاتم وعبد الهادي الصديق –راديو امدرمان منتصف ثمانين القرن العشرين " الأرشيف الصوتي الخاص بصديقي "الجواد" الكاتب والصحفي السوداني معاوية حسن يس بدارة الجميلة بلندن ".
    2- أحاديث مبعثرة في دهاليز وليالي آداب جامعة الخرطوم ذات شتاء بعيد مع طالب اللغة الروسية وآدابها زميلي في الطلب "عطا عبداللة أبو كليوة " الذي زار أرض تولستوي وقتها أكثر من مرة طلبا للعلم.
    * المقروءة بالعربية:
    1-- كتب الشاعر عالم عباس مقالات راقية بصحيفة الصحافة السودانية أواخر القرن العشرين الميلادي يستنكر اعتداء "تلاميذ" الترابي " شفاه الله" على ذاكرة التأريخ ووجدان المواطنين بغرب السودان وتغيير أسماء بلدانهم بما يروق لهم !!
    .2- طلحة جبريل : على الدرب…مع الطيب صالح—ملامح من سيرة ذاتية الناشر توب للاستثمار والخدمات – الرباط ،مركز الدراسات السودانية- القاهرة." التأريخ غير مثبت " لكنة صدر في العام 1997 !.
    3- الطيب صالح: موسم الهجرة إلى الشمال " رواية" ،طبعات عديدة أجودها تلك الصادرة عن دار " توبقال" التونسية ضمن " سلسلة عيون المعاصرة" .
    4- مالك حداد" ليس في رصيف الأزهار من يجيب " رواية ، النسخة الأصلية بالفرنسية" وهو كاتب جزائري راحل يمتاز اسلوبة بشاعرية عالية جدا في استخدام اللغة وتدور جل مشاهدة داخل الذهن وليس الواقع شأن James Joyce في رائعته Ulysses وهو ما اصطلح علية النقاد بتيار الوعي وقد استخدمه صديقي القديم القاص السوداني عادل القصاص كثيرا في بعض قصصه القصيرة " انظر مجموعته القصصية الموسومة لهذا الصمت صليل غيابك " .
    5- بشرى الفاضل " دكتور" : المفكر باختين ليس شكلا نيا - مقال- الملحق الثقافي لصحيفة الحياة السودانية الأحد 4\ شعبان 1425 عن الملحق الثقافي لصحيفة المدينة السعودية.
    6- سورة النساء الآية 157 .


    * المقروءة بالانجليزية:
    .
    1-- Arrow of God –an novel by Chinua Achebe " see the introduction".
    2-Wordsworth Classic-Dostoevsky—Crime and Punishment—London—Reprinted 1995.
    3--Baring: Landmarks in Russian Literature1910.
    4--E.J.Simonsostoevsky: A Biography 1940.
    5- A.Yarmolinskyostoevsky: A Biography 1971.
    6-Ronald Hingley, The Undiscovered Dostoevsky,1962.
    7.Avarm Yarmolinsky,Dostoevsky:His Life and Art,1975
    8- Wordsworth Classic—The Idiot—London—Reprinted 1995
    .
    9 - Wordsworth Classic-Tolstoy-War and Peace –London-Reprinted 1995.
    10- Wordsworth Classics-Leo Tolstoy-Anna Karenina
    11- J.Bayley:Tolstoy and the Novel
    12-F.R.Levis Anna Karenina and Other Essays,1967.
    13-Wordsworth Classics-Anton Chekhov-Selected Stories—London 195.
    14-H.E.Bates,The Modern Short Story,1941.
                  

08-05-2006, 11:27 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    اها..بيان في داعي للتامر مع ودرملية تاني...!!!
                  

08-05-2006, 03:11 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    سلامات
    وعوافي
    يابيان حمدلله علي السلامة..
    معليش اليومين دي انا بي هناك في بوست المتشرد والرحلة ..
    يازولة كيكي دا انا بتآمر عليه مع ضلي زاتو خلي لامن القي لي زول معاي ..فحباب التأمر علي كيكي ..
    تخريمة:-
    عبدالكريم انا طبعتا المقالات والترجمات الفوق عشان امش اقراها في البيت المهم لاحظتا خلط في عنوانين مختلفات لمادة واحدة ..واقصد تهذيب شعراء البحيرة - والكوخ الموحش ..اتمني ان تصحح العنوان .. اقصد هل المادة التي تتحدث عن الشعر الانجليزي العتيق هي بعنوان الكوخ الموحش ام انها بعنوان تهذيب شعراء البحيرة ولو كان الاخير اقرب للمادة .. المهم في انتظار تصحيحك لي العنوان فاذا كان العنوان الصحيح هو تهذيب شعراء البحيرة فياريت تجيب لينا المادة بتاعت الكوخ الموحش .. حقيقة الاسم ملهم بصورة عجيبة ..ياريت تكون مادتو متوفرة عندك ..
    وتقبل شديد حبي ومودتي ..
    وللاستاذ احمد البنا تمام المعزة والاحترام ..
                  

08-06-2006, 02:13 AM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: ودرملية)

    أتته الأمارة خاضعة اليه تجرجر أذيالها
    فلم تكن تصلح الآ له( و لم يكن يصلح الآ لها)
    و لو رامها أحد غيره لزلزلت الأرض زلزالها

    أبيات شعريّة مشهورة حفظناها في زمن الطلب الدراسي، أنساني الزمن اسم شاعرها و اسم الأمير

    الذي قيلت في حقّه.

    لمثل الأستاذ أحمّد الأمين أالبنّا ينبغي أن تأتي عضويّة : سودانزاونلاين خاضعة تجرجر أذيالها.

    فهي لم تكن تصلح الآ له. و هو انسان ذو مواهب متعدّدة يصلح لعضويّة سودانيزاونلاين و لغيرها.
    و قد رام ثمّ نال عضويّة سودانيزاونلاين بعض الشائهين من مدّعي الثقافة و لم تتزلزل بعدأرضيّة الثقافة السايبيريّة السودانيّة بفعالهم، لكنّها فقدت الكثير من تربتها الخصبة ونباتهاالنضر.
    نحن نحتاج لأمثال الأستاذ أحمّد الأمين البنّا لنمدّ أرض و شبه جثّة الثقافة الاسفيريّة السودانيّة ليس فقط بشتلات يانعات و دماء حارّة متعافية، بل أيضاأشجار ثقافيّة في ميعةالشباب، لم نزل تؤت أكلها، و أرواح و متصلة و متشبّعة بأنوار الفطرة الالهيّة السليمة.

    الشاهد أنّ الأستاذ أحمد لا يحتاج لتزكية رغم تكفّل واحدة من أعلام منبرنا الاسفيري: د. نجاة محمود- مشكورة - بها. فالاخ بكري يعرف القدر الثقافي و الفكري للأستاذ أحمد الأمين بدليل نشره لكثير من كتاباته في واحد من أقسام منتدانا السايبيري هذا.

    طارق الفزاري

    ود زينب


                  

08-06-2006, 07:46 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: wedzayneb)

    شكرا الاخ ودرملية علي هذه الملاحظة..
    والكوخ الموحش فعلا عمل مختلف وسوف اقوم بنشره باذن الله قريبا..
    ولك الان هذا السفر...
    بس بالانجليزي يا مرسي!!

    Imagism In Modern English Poetry---By: Ahmed Elamin Ahmed.
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    1/25/2006 3:49 pm
    By: Ahmed Elamin Ahmed.
    Introduction:
    It is agreed that the roots of the modern English Poetry go back to the beginning of the 20th century ,when the imagism attitude led to by T.E.Hulme and Ezra Pound was established.
    For long years we have miconcepted the indication of the word "imagism" for we had believed that it is connected with presenting the images whether in reality or as metaphor –then it was developed to concern with the latter only, also this imagism was related in our minds with the general concepts which established by the modern criticism such as the unity of poem, unity of impression. Organism ,coherence….etc
    Imagism movement and modernism are both artificial resource like the resources which are used in pointing the different artificial attitudes it goes beyond the temporal indication to contain thoughts and artificial features –also it presents the features of the whole age.
    There is a sense in which imagism may be defined satisfactorily and inclusively for it was just a matter of technique –it is also an attitude towards the nature and function of poetry.
    T.E.Hulme was known as the first imagist poet and theorist, the poets of this attitude from Flint to Pound were the first who wrote about him ,studying his aesthetic and experimental poems and comparison of them with the imagism is simply a watered down version of the speculation or of one wishes a reduction of their principles essentials.
    Hulme Group of 1908 Club were organized in 1909 this was closed to his poetic theory—this salon which limited for only short time attracted many poets mainly Flint and Pound but it limited their prose lying effectiveness ,this club was widely for general discussion rather for lecturing where Hulme celebrates his ideas and does literary lecturing but he has no rhetorical ability so he was unknown by many of his contemparies.
    The second Poet Club developed in the salon of 1914—as Hulme inserts turning to modern art the impression of the contemparies is that of Hulme was related with visual arts than poetry, he analyzed in some details what he considered the two main problems of the artist:
    & -Perception---what he sees.
    &-Expression—how he communicates what he sees.
    He says:" The artist however sees not stook but types but indidivuals,his problem is to see things as they are apart from any conventional way of seeing them".
    Literature in fact may be defined as entirely the deliberate standing still hovering and thinking one self in an artificial view for the moment and not affecting real action at all ,he says the literary artist has a language to express his unconventional vision because words are designed to serve an essentionally practical purpose –the words tend to give a lowest common denomination of meaning "concrete language".
    The artist second problem is to break the stiff general patterns which make language incapable of expressing an individual reaction, the artist conveys the full range of his own individual feeling –his success depends on his ability in using the metaphor because by revealing new analysis to the reader he can convey the freshness and individuality of new vision.
    The analogy forces the reader to linger over points significant to the poet, one is the concrete visual quality of the imagery used in the comparison "each word must be an image seen not a counter"concentratness of imagery produces a shock that bring the reader to an abrupt stop.
    The effect Hulme wanted was that word set poetry apart from the practical and dully reasonable attitudes of normal life.
    Hulme believes man can not write without seeing at the which precedes the writing makes it firm." He has asserted a debt toHenri Berg son for certain in his aesthetic –studying this aesthetics one finds an approach hostly retreat from Berg son which is characteristic of Hulme Philosophy as whole.
    Hulme has got two main concepts of the Bergonism :
    - Conception of reality as a flux of interpertracted elements unseizable by the intellect .
    - Orientation of the mind towards action and the significance of the orientation habits of operation which the human mind has developed.
    Hulme believes the artist who emancipated for the necessity for action can lift the veil and expose reality he asks how does this reveal the inner –life of things "interaction in just what the artist tries to regain in breaking down the barrier that space puts up between him and his model" this is the basis for Hulme statements of the artist problem of perception.
    Bergson also provided Hulme with an analysis of language which revealed or limitation imposed upon it by its service to the intellectual and its consequent inability to express what the artist sees ,he admits that: "without language intellect would have remind fixed on the external objects with which it deals and would never have been free for more complex process of thought…etc" it can not for example express reality like consciousness is made up of interpeniated states –it can express reality in non real terms .
    Through the rhythms of these words he can subdue the intellect and prepare the way for an intuition ,he can create condition which increases its effectiveness is moved by a certain image which put in to juxtaposition in separate lines serve to suggest and evoke the state he feels to this picking up and juxtaposition of distinct images in different lines ,one can find a fanciful analysis in music ….etc
    Hulme also was indebted to Bergson for providing with an efficient vocabulary ,both theorists insisted that poets vision is an unconventional one—adjusted language in comported to express it and relied upon metaphor and analogy to bring the reader in range of the vision effectiveness but Hulme debt is limited to Bergson lucid argument of these related ideas, beyond this the theories of the two men at which variance.
    According to Bergson the artist sees reality ,he express the minds normal orientation towards action and turns instead of to the search for pure knowledge ,he has learned that intuition serves where intellect fails , and through it he discerns in the face of living being .
    Hulme philosophy marked by a consisted refusal to grant to intuition the power Bergson gave it and he defined literature as the "Hovering and thinking oneself in an artificial view." It avoids the abstract and mules language a sharp instrument with which to prove human feelings.
    Hulme describes literature as ethic romanticism or classic the term carries in his as ethics the same meaning they had in his philosophy and represent opposing views of things the artist sees ,in his vision the romantic assumes that the human mind can apprehend the realities of religious as well as of these of the external world of absolute truths and the world of intellect tends to explain the religious in human tends and reduces God to the level of man-but the romanticism believes in man as a measure of all things.
    Hulme analyzed the poetry of many romantic poets to support his vision –in general terms ,leaving the reader to perform the detailed criticism for himself.
    The distinction between romantic and classical verse was of Hulme,s way of distinguishing in poetic theory between the foolish over estimation of man's potentialities which extend his vision to include reality and the wise foreshadowing with God grace it represents a plea and prophecy .
    The terms was in his argument belief that poet should reject the romantic and turn to the classic and confidently predicated that before it was about it was about to take place.
    He made specific suggestion for the guidance of poets who wished to achieve the cheerful dry unsophisticated tone of the new verse and even write a handful of poems to demonstrate his theories he broke the romantic vision about man, he says the aim of the poetry is to express the vivid patches ,the "sudden lifts " in life .love, fighting ,dancing …etc.he wanted poetry to express was the minor transient almost trivial ones which result from seeing physical things in an unconventional way—must not wait for their appearance –anyway of seeing objects of routine existence is worth experience.
    Hulme turned from the horizon to his feet—if the classical poetry by presenting them in an usual way he will have to rely on analogy ,he established a reasonable standard for evaluating the new verse ,he didn,tthink the question of metric irrelevant he recommended that the classical poet seeks new verse.
    The new verse has two main principles a Hulme said:
    -Denial of regular number of syllables as the basis for versification.
    -Determination of line length by the requirement of the imagery.
    Hulme poems are not merely unimaginative exercises written to the specifications of a blue point while they are clearly meant to demonstrate his theory –they do not need the theory to justify their appearance and print and while they conform to his recommendations ,they place them in a perspective that suggests their e relative importance and in at least one case they reveal clearly a significant point which would probably be overlooked on the strength of his theory alone.
    The poems deal with the subjects of every day perception e.g.
    1- Above the quiet dock in midnight
    Tangled in the tall mast's carded height.
    -2 A touch of cold in the autumn night
    I walked abroad
    And saw the ruddy moon lean over a hedge
    Like a red face farmer…
    These subjects are standard material for poetry, perhaps Hulme selects them for both character tics because his interest was to force the reader to see a literary way of seeing it.
    He deals with the way personal feeling that result from viewing a physical object in an unusual way e.g. his poem Mana Abona success or failure depends upon the impact of the imagery the poem shows that the object is important not only because it is physical but because its peculiar nature completes a contrast one finds:
    The moon compared to the child's balloon.
    A sunset compared to a coquettish girl.
    The stars to the white faces of the towns children.
    And roundabout were the wishful stars with white faces like town children.
    In the sky describes in these lines :
    O,God make small
    The old star…eaten etc.
    The comparison in each case reduces normally poetic and impressive perception to the level of the trivia of every day life ,his poem accepts the tragic nature of manes limitation with ironic amusement that shows most clearly in the kind of contrast he expected analogy to make.
    The poems have no regular metrical pattern but the metre is ignored where an analogy seems to require it, line length are adjustable to the linguistic demands of the image .
    Beyond its immediate interest as a forerunner of imagism Hulme,s theory of poetry has a more general significance it was, at the same time a visual significant before his eye, it this image which precedes the writing and makes it firm.
    Hulme has got two main concepts of the Bergsonim:
    1-conception of reality as a flux of interpreted elements unseized by the intellect.
    Hulme believes the artist who emancipate for the necessity for action can lift the veil and expose reality he asks how does this reveal the inner-life of things "interaction in just what the artist tries to regain in breaking down the barrier that space puts up between him and his model" This u is the basis for Hulme statement of the at artist problem of perception.
    Hulme lectures in imitation for Berg son method says the poet is moved by a certain image which put in to juxtaposition in separate lines serve to suggest and evoke the state he feels to this picking –up and juxtaposition of distinct images in different lines ,one can find a fanciful analysis in music.
    Hulme also intended to Bergson for providing with an efficient vocabulary, both theoritists insisted that the poet vision is an unconventional one adjudge language in compared to express it and relied upon metaphor and analogy to bring the reader in to Bergson lucid argument of these related ideas ,beyond this theories of the two men at which variance .
    According to Bergson the artist sees reality he express the minds normal orientation towards action and turns instead to search for pure knowledge –he has learned that intuition serves where intellect fails ,through intuition he discerns in the Hulme philosophy marked by a consisted refined literature as the hovering and it finds oneself in to an artificial Bier.
    Hulme and the imagists made the beginning of the effort which culminate in more complex and elaborate theories of certain contemporaries critics.
    References:
    1-FUSUL: An Egyptian Journal of Literary Criticism ,published in Arabic with some articles in English ,French or both , Volume no.2 "Literature And Arts" Jan,--Mar.1985—Egypt.
    2- Imagisim-Achapter in The History of Modern Poetry \ A book by Stanley Coffman & Norman Okhaman –1951.
    3- Oral Lectures entitled "An Introduction to Modern English Poetry " delivered by Dr.MOHD ABDULHAI..Dept. of Eng.—Faculty of Arts – University of Khartoum—Sudan during the academic year 1987-1988.
                  

08-06-2006, 08:08 AM

عبد الله عقيد
<aعبد الله عقيد
تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 3728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: bayan)

    يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر

    ما دام الإبداع الذي قرأنها هنا قد خطه قلمه
    فهو بالفعل صيد ثمين للمنبر
    نرجو من الأخ بكري الاستجابة لهذه النداءات
    واستضافة الأخ احمد الأمين البنا
                  

08-06-2006, 08:21 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبد الله عقيد)

    نبع ماء في فجر بخت الرضا...أحمد الأمين أحمد..

    الأخ المرهف لونا وشعورا وحديثا عمار يس :
    اشكر انتظارك دلوي عن جماع ولأنك عاشق بخت الرضا فقد ذكروا في الخبر أن جماع أبان عمله بمعهد السنتين ببخت الرضا 1955 وجدوه ملقيا على جدول ماء منساب رقراق في فجر بخت الرضا وهو يبكى فسألوه عن خبره فأجاب " ماذا يحدث لو صار الإنسان رقيقا كهذا الجدول؟ تأمل هذا الحس والصفاء والعقل الراجح " هل هو المجنون أم دولته وعصره هما المجنونان؟" وأسمع يا أبن سميه:
    من دمى أسكب في الألحان روحا عطره
    ورؤى النفس وأداء الأماني النضرة
    وشجوني وحياة بالأسى مستعرة
    خلق الزهرة تفنى لتعيش الثمرة
    **** *****
    هل سألت الزنبق الفواح عن سر العبير
    مثلها أرسل شعري انه فيض شعوري
    انه أهات أحزانى و أنغام سروري
    انه أنفاس روحي واختلاجات ضميري.
    في ترحالى وتسولي ببلاد الآخرين شكل إدريس جماع حضورا ممتعا في أنسى مع زملاء العمل العرب فمدرس لغة عربيه سعودي الجنسية صنفه والبرد ونى اشعر المحدثين من العرب لكن فقر السودان واليمن المادي حال دون بلوغهما الآماد وسير الركبان بذكرهما كما ألح على معلم سعودي آخر يدرس التربية الفنية بضرورة تزويده بديوان جماع باى شكل من الأشكال ذاكرا أن أشعاره القليلة التي تأملها تلهمه بعض اللوحات:
    هذه الموجه من هذا الخضم فيضان زاخر بين المم
    ومن الموجه فاضت لجة تكسح الذل وتجتاح الرمم
    بين صيحات تعالت مثلما يقذف البركان أشلاء الحمم
    والتقى التيار وساح كما تحضن العالم أمواج الخضم.
    المتأمل " لحظات باقية" يلحظ انشغال الشاعر بموضوعات إنسانيه تجريديه لا تخضع بلون الإنسان ودينه بل بروحه وسموه وحريته
    وإذا ما سقط الطير الجريح وهو مخضوب على الأرض طريح
    يضرب الأرض بريش ويصيح حوله زغب من الطير تنوح
    وتلمست بجنبيك الجروح فبحق أنت إنسان وروح




    ثم تجد قصائد مثل "هذه الموجة" التي "تنساح دائما إلى مدى ابعد" و"رسالة الحياة"، "من سعير الكفاح، "أصوات" التي ترعد مدوية في نفير الجهاد "نسمه الحرية" ،"نضال لا ينتهي":
    ليخلصوا في أوطانهم من كل ذل أو شقاء
    للعيش في حرية وليرفعوها للسماء
    والخائضين الحرب من أجل المطامع والدماء
    ليس الخراب بطولة إن البطولة في البناء
    هل في تلك الخريده رسالة قديمه للساسة السودانيين ؟ علما أنها كتبت في "من وحى الذكرى الأولى لعيد الحرية" اى العام 1957 !! ثم ينشغل الديوان بموضوعات التحرر والكفاح مع الشعوب المقهورة كثوره الجزائر والعودان الثلاثي على مصر :
    يهتز وقعك في المشاعر يا صوت أحرار الجزائر
    لحن إذا مس الشعوب فكل من في الأرض شاعر
    صوت تجمع في انبعاث دويه صوت الضمائر. رغم ذلك ظل الوطن دخانا يتصاعد في كل الصفحات "روح السودان"، الفجر المرتقب" ،"نسمه الحرية"، "من سعير الكفاح" ،"وداع المحتل" ،"نشيد العلم السوداني " و"نشيد جامعه الخرطوم" أم نخيل يا عمار عند تحولها فجر الاستقلال وحى السودنه من الكلية الجامعية وتبعيتها لجامعه لندن:
    أغمري في الو هاد والنجاد والمهاد بالسني
    يا منا ر العلم والعلم حياة شعبنا
    في هدى الفكر ادفعي الجيل لنبنى غدنا
    أنت للشرق وللدنيا كما أنت لنا......إلى أن يقول:
    يا حمى الفكر وفى الفكر حي’وخلود
    رمز إنسانيه لم تدر ما معنى الحدود
    حرري الأجيال من فيضنا مجمع انهار للوجود
    خرجي في كل فن وابعثيهم رسلا
    وانشدي للوطن الباقي ازدهرا وعلا.
    ختاما سألت استاذى الشاعر فضيلى جماع ذات خريف بعيد ونحن نسير تحت زخات المطر بلندن" لماذا يا أستاذ لم تفرد فصلا خاصا لإدريس جماع في " قراءتك للأدب السوداني الحديث"؟ رغم انك أشرت إليه نتفا في المقدمة وبعض الاضاءات الداخلية فأجاب "يا أحمد أنا أخاف من هذا الشاعر" هذه الأجابه الشفيفه تذكرني بموقف الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف عندما كان صائما واحضروا له إفطارا جميلا فقال "استشهد مصعب بن عمير قبلي وهو خير منى فلم نجد ما نكفنه بة سوى برده إن غطت رأسه بدت قدماه وان غطت قدماه بدا رأسه "فبكى ولم يقرب ذلك الإفطار ولعل فضيلى جماع بإجابته تلك المقتضبة أراد تلخيص مأساة إدريس جماع وذهوله وغربته وسط مجتمعه " المعتل" وسلاما على مصعب وعبد الرحمن وعمار وإدريس فضيلى جماع
    ....................... المخلص أحمد الأمين أحمد
                  

08-06-2006, 05:05 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    سلامات
    وعوافي
    الاحباب في هذا الخيط "الرقيق - شرس"..
    عبدالكريم لاحظت في مقالات الاستاذ احمد البنا بعد الاخطاء في الطباعة واثرت بصورة بالغة في اجسام المقالات وانسيابها .. فبعض الفقرات تكون فيها فراغات لا معني لها (spaces) وايضا بعض الاسماء التي كتبت باللغة الانجليزية موقعها في المقالات يترك تاثيرا علي شكل المقال بعد الرجوع الي الكتابة باللغة العربية .. فمثلا :-
    وحلقتة قرب جنيف لينشر مجموعتة الشهيرة The Prisoner of Chill ion ليرحل بعدها إلى ارض دانتى حيث ارتبط بقصص من العشق واللهو والمجون فى البندقية قبل أن يلتحق مرة أخرى بزمرة Shelley إلا أن اضطر مرة أخرى إلى الرحيل إلى ارض هو مر و زوربا ليساعد اليونانيين فى المقاومة لأجل الاستقلال من الأتراك إلى أن حدق هناك فى الموت بفعل الحمى فى العام 1824 ولمعرفة أوسع بهذا الشاعر الوسيم لابد من تأمل مسر حياتة الشعرية تحديدا Manfred إلى جانب ر سائلة النثرية التي تفضح عن شخصيتة بصورة كاملة.(انتهي النقل)
    هو مر و زوربا كان المقصود به هوميروز او هوميروس وهو شاعر المعلقة الاسطورية الاليازا والاوديسا ..وكان يقصد الاستاذ احمد البنا "هومر و زوربا" ..لا هو كاسم اشارة و مر كاسم قائم بذاته يعني مر و زوربا بعد حذف "هو" للاشارة..
    هذا بالاضافة لقلب الهاء المربوطة تاءا مربوطة ..
    برغم هذه الاخطاء الا ان المقالات ثرية للغاية وغنية بالمشاهد والتفاصيل والتاريخ العتيق والتعابير الذكية الفاتنة.. وهي لا تصدر الا من عارف متمكن ومثقف ذو بصيرة نقدية حريفة .. وحسبنا ان كاتبها هو الناقد والشاعر والكاتب احمد الامين البنا ..
    وارجوا ياكريم ان تبلغه اشواقنا ومعزتنا واتمني ان التقيه في القريب اذا شاء الله في الامر ...
    ...
    اما الخلاف بين الخواض وبيان .. فوالله العظيم انا من اكثر الناس حزنا عليه .. وشخصيا ارهقني ايما ارهاق .. فانا اعرفهما الاثنين معا فكلامها له روح شفافة وطيبة وجميلة وكلاهما يرتكز علي حصيلة معرفية ونظرة عالية في الحراك الثقافي السوداني والعالمي وكلاهما يقف في منصة قوية ولكن .. بئس لكن هذه .. لكن كلاهما يشوه في هذه الصورة البديعة بيديه .. كبراقش التي جنت علي نفسها..
    اتمني ان ينفصلا بقدر الامكان .. وان لايجمعهما لا تناص ولا تماهي .. اطلاقا فحساسيتهما ضد بعض فوق كل قدرة ومقدار .. فان انزل الخواض نجوم النقد ونظمها عقدا مضيئا لن ينال اعجاب بيان .. وان ازاحت بيان شمس المعرفة وجلست مكانها فلن ينال ذلك اعجاب الخواض .. هذا الخلاف (ازلي) وسيظل طالما انهما يشاركونا اوكسجين الوجود .. والغريب ان الموت غائب تمام في خلافهما .. اقصد اذا تذكر كلاهما انهما الي زوال وفناء فسيعرفان طريق الاتفاق المستحيل... وكلاهما يدافع باستماتة عن وجهة نظره "التي لاتحتمل الخطا البتة" وكلاهما يهدر في معرفته "كل حسب طريقته" فالمغالاة في اي شيء ناسف اصيل للـ"الساس" و "الراس" ..
    الغريب ايضا انني احبهما .. هكذا .. حبا شديدا والله العظيم" وربنا يتلطف عليً من جرائر هذا الحب"..
    والخواض هو اولا من عاديته اسفيريا "عداء رأي لا عداء روح" وخرجت من هذا العداء والحمد لله بفائدة عظيمة مضمونها " يجب الا اغالي في عدائي او حبي" فاستطعت ان اطبق الاولي وهزمتني الثانية شر هزيمة ..
    ملحوظة:-
    الناقد هو مبدع فاشل .. فشل في الابداع فاحترف النقد ..وفقا لهذا الراي فان الناقد عاطل عن الابداع اكاديميا كان ام محترفا ..هذا حسب رؤية ادونيس ..
    وهذا ماخرجت به من راي الدكتور عبدالمطلب صديق مدير تحرير جريدة الشرق القطرية في الخلاف بين المؤسسة الاكاديمية وما عداها في النقد كفكرة وعلم .. كان ذلك عندما ناقشته فيما داخل قاعة الدرس وخارجها بالذات في مجال النقد ... وهو اي د.عبدالمطلب صديق عزيز اعتز بصداقته.
    وماخرجت به ايضا لولا وجود الكتابة لانعدم النقد .. فالناقد ينتظر الاخر (الكاتب) حتي يحين دوره هو .. والمتلقي غير مهتم بالناقد ونقده بقدر اهتمامه بالكاتب ومنتجه ..
    واقول اخيرا للخواض وبيان بعد التصرف في الاغنية:-
    لو كنت ناكر للهوي زيكم
    كنت غفرتا ليكم كل العذاب
    الشفتو في حبكم..

    هذا مع غزير حبي وودادي لكم جميعا
                  

08-07-2006, 08:56 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: ودرملية)

    اشكر من ناشد ومن ثنى فقد ارسل بكرى "مع الرياح الجنوبيه" كلمه السر عليه اشكر الجميع د.بيان ،ثابت ،عبدالله الشيخ ،محمد ادم والاخرين ويا ود رمليه هومر و زوربا اسمين لشخصين مختلفين والواو بينهما للعطف الاول هو هوميروس عند العرب والاخر بطل روايه لليونانى نيكوس كازنتزاكس ، شكرى جزيل للاخ طارق الفزارى "ودزينب" ويا طارق اسمع قول الحردلو فى زينب:
    زينب فى البنات مى داب سماحه الزى
    شن تشبه بلا اللدتو امو ودى
    فيها تلت خصالا ما حواهن حى
    الصبا والجمال عقب اللهيج النى
    وقال ايضا:
    بعد سبعين سنه وبيض سبيب عينى
    ما بحسب بساهر من طوارق الغى
    شوق زينب ترى خلانى منى ولى
    اشكى على الغصون لى من يعرف البى
    واكرر شكرى للجميع.

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 08-07-2006, 09:05 AM)

                  

08-07-2006, 09:01 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: احمد الامين احمد)

    حبابك مليار ..

    و البيت بيتك .
                  

08-08-2006, 10:24 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: فيصل نوبي)

    العزيز نوبي
    شكرا لك وانت اول مرحب باخونااستاذ احمد..
    وبالجد حبابو مليار
    لا يعرف قدر الرجال الا الرجال...
    مودة
                  

08-07-2006, 09:13 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: احمد الامين احمد)

    اشرقت الانوار يا احمد
    نتمنى لك اقامة جميلة وهادئة..

    وشكرا لبكري...
                  

08-07-2006, 12:52 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: bayan)

    العزيزه د بيان

    قلنا نخش للمؤاذرة لقينا الموضوع تم

    تب ماقصرتي وكذلك بكري

    والف مرحب عزيزنا احمد

    مساهماتكم قطعا ستفيدنا جميعا

    (عدل بواسطة Elmosley on 08-07-2006, 12:53 PM)

                  

08-07-2006, 02:01 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: Elmosley)

    مرحب..بالاخ احمد الامين..
    وشكرا للجميع واولهم بيان...وبعد ده الواحد ممكن يجر نفس.شوية
    من الايميلات الكثيرة..التلفونات البقد الجيب دي...
    فاهو الاخ الريس بكري ابوبكر استجاب ..
    فاذا نحن هنا جلوسا في انتظار ك...
                  

08-07-2006, 03:16 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    سلامات
    وعوافي
    الاستاذ احمد البنا .. الف مليون مرحبا بك بيننا .. والدار منورة بي جيتك السمحة ..
    اما بخصوص تصحيحك للاسمين (هومر و زوربا) فانا اعرفهما فقط طريقة كتابتهم في المقال اعلاه توضح وكأن "مر" ثم "واو" العطف ثم "زوربا" اي ان "مر" اسم منفصل سبقه اسم الاشارة "هو" والصحيح هو كما قلت انت هومر - و- زوربا.. وقصدت بالتوضيح اعلاه الخطا المطبعي .. وانا اعلم جيدا انك تعلم جيدا .... هذا مع كامل ودي ومبحتي ..
    تخريمة:-
    طبعا انا(فنان غناء وتاليف موسيقي ورسم وكتابة قصة قصيرة ومسرحي) وعبدالكريم الامين (فنان مسرحي وكاتب قصة فقط ) (اعداء) عداوة ضارية ستلحظها هنا في هذا المنبر فارجوا ان تحدد موقفك من الان مستبعدا بذلك صلة الدم و القربي ومفعلا لمنطق العقل والحكمة بوقوفك الي جانب موهبتنا في الغناء والتاليف الموسيقي والرسم وبقية الفنون السبعة...
    ..................
    مرة اخري اكرر سعادتي بوجودك بيننا واتمني ان تكون نيلا عذبا يروي شرايين اسفيرنا بماء المعرفة الزلال ...

    طبعا التخريمة اعلاه هي للونسة فانا وعبدالكريم يُقلدنا السمن حين يخالط العسل
                  

08-08-2006, 10:42 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: ودرملية)

    Quote: طبعا انا(فنان غناء وتاليف موسيقي ورسم وكتابة قصة قصيرة ومسرحي) وعبدالكريم الامين (فنان مسرحي وكاتب قصة فقط ) (اعداء) عداوة ضارية ستلحظها هنا في هذا المنبر فارجوا ان تحدد موقفك من الان مستبعدا بذلك صلة الدم و القربي ومفعلا لمنطق العقل والحكمة بوقوفك الي جانب موهبتنا في الغناء والتاليف الموسيقي والرسم وبقية الفنون السبعة...


    اخي العزيز احمد

    اتمنى ان تتجاهل خبر العداوة هذه.. عندما ذهبت الى الدوحة
    وقف امامي ود رملية وعبدالكريم
    وطلبا مني ان اختار
    ود رملية او عبدالكريم بحجة ان الانقسام في الدوحة
    حزب لود رملية وحزب لعبدالكريم..
    وكانت "دقيسة" كبيرة حين اخترت ود رملية الذي توسل بعلاقة
    ممتدة لسنوات طويلة يشوبها كثير من الوداد والمحبة...
    لم تمض ساعة وجدتهما معا يتضاحكان وعرفت ان خبر تلك العداوة المزعومة
    ماهو الا شرك..
    وقمت بتوثيقها في صورة سابحث عنها حالا...
    فلا "تدقس" مثلي..
    وتسقط في احبولة خبثهما الماكر..(وش غاضب)
    ويا ود رملية تلقاها عند الغافل
                  

08-08-2006, 10:47 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: bayan)








    ود رملية وعبدالكريم.. والود بينهم بحور..
                  

08-08-2006, 10:27 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: Elmosley)

    المبجل استاذنا الموصلي
    شكرا لك على هذه الوقفة
    ما بتقصر
    مودتي وفائق احترامي..
                  

08-07-2006, 10:10 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: bayan)



    أما أنا فلم أكن متحمســـاً لدخول صديقي الحميم/ أحمد الأمين

    Quote: فاحمد كاتب مواظب في صفحة مقالات حرة بهذا الموقع يرسل مقالات ثرة وترجمة عميقة لاسفار
    مهمة ومفيدة...

    كما قال عبد الكريم .....

    كنت أفكر في أن هذا المنبر كان و حتي قبل حوالي العامين بيئة صــالحة لمثل كتابات أحمد .. لأنهــا كانت ســتجد حظهـا من الإهتمـام و التقدير و المتابعــة و المناقشـــة و الحوار المفيد، في ذلك الزمان كانت البوسـتات ذات الفائدة، التي تنفع الناس، تمكث في الســــطح أمداً طويلاً .. و كان الزبـد يذهب جفـاء. و لكن الحال تغير و إنقلب رأســاً علي عقب، صارت مثل كتابات أحمد تتدحرج و تغطس في القاع ســريعاً علي حســـاب بوســتات الفضائح و المشاكل و المهاترات.

    أحمد الأمين أديب بالفطرة و كاتب جرئ في آرائه و محـاور جاد ، لا يجامل ... وهو في نفس الوقت إنســـان مرهف لا يحترم الآخرين و آرائهم، لا يهاتر و لا يحتمل المهاترات . و هذا رأيي فيه من خلال معرفة لصيقة و صداقة حميمة إمتدت عبر سنوات، لذلك لم أكن أتخيل أنه ســيعجبه الحال هنـا، فقد رحل الكثيرون من المبدعين ممن أري أن أحمد يشــبههم و يكافئهم قيمة و قدراً.

    لكني الآن.. و بعد أن رأيت هذا البوســت .. أعترف بأنني لم أفكر في الأمر ملياً و أنني لم أكن محقــاً مائة بالمائة... لماذا لم أفكـر في الأمر من الجانب الآخر المض ؟ لماذا لم أفكر في أن وجود أحمد و أمثاله يصـير أكثر ضـرورة في مثل هذا الوقت، فعسـي أن يكون وجودهم ســبباً في تحســن الحـال و عســـاه يســاعد علي عودة المبدعين الغائبين ..

    أضـــم صـوتي للدكتورة بيان و الآخرين و أنــادي بمنح الأديب الأستاذ أحمد الأمين أحمد يوسف البنا العضــوية لدخول منبر الحوار

                  

08-07-2006, 10:15 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: bayan)


    كتبت مداخلتي أعلاه قبل أن أكمل قراءة البوســـت

    و رجعت لإكمال قراءته فإذا بأحمد هنـــا

    شـــكراً بكري شــكراً بيـان

    و مرحبـــاً بأحمد

                  

08-08-2006, 00:52 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24973

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: خالد الأيوبي)

    مشكورة يا دكتورة على صيدك الثمين

    ومرحباً باحمد الامين
                  

08-08-2006, 08:50 AM

Bannaga ELias
<aBannaga ELias
تاريخ التسجيل: 01-24-2006
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: حيدر حسن ميرغني)

    ألف مرحب بك ياصديقي في البورد أنت أضافة حقيقية وجادة وألف شكر لك يا دكتورة نجاة لقد نجحت فيما فشلنا نحن فيه منذ زمان بعيد.
                  

08-08-2006, 12:30 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: Bannaga ELias)

    مازلت اشكر كل من ساهم فى نيلى شرف العضويه وياخالد الأيوبى ما اجمل تلك الايام التى لم نكن نفترق خلالها الا لماما بسلطنه عمان وشله الانس الجميله تلك بمقهى الخروصى ثم الانتقال الى شقه المهندس ابوالمعالى " علمت انه اصبح وزيرا ولائيا بولايه سنار وقبلها كان محافظا من غير اعباء بشندى" تحياتى لك وللاسره.
    صديقى الراقى بانقا الياس ارجو ان يعلم الجميع ان معظم مقالاتى المتواضعه التى نشرتها بالصحف والمجلات داخل وطنى وخارجه انت الذى يقوم بارسالها او توصيلها لتلك الاصدارات لما تتمتع به من صلات قويه وثقه مع محررى تلك الاصدارات لك الود.
    اشكر المبدع الموصلى مع ملاحظه انك تكاد تكون اكثر فنان سودانى يتواصل مع الجمهور عبراسهاماتك العديده عبر هذا المنبر والاخ حيدرحسن ميرغنى ود.بيان مره اخرى
                  

08-08-2006, 12:52 PM

Omayma Alfargony
<aOmayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: احمد الامين احمد)

    أحمد الأمين أحمد

    اضافة ثرة لا شك.

    حقيقة لم أقرأ له سوى ما نشره الأخ عبدالكريم هنا

    الأمر الذى دفعنى دون تردد للترحيب به بيننا

    وارجو أن يطيب له المقام...

    أحمد الأمين أحمد


    حبابك ألف.


    الاخت بيان

    لك التحية والشكر.
                  

08-09-2006, 00:23 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: Omayma Alfargony)

    الاخت أميمة
    سلام واحترام
    شكرا لك على الترحيب بالاديب احمد
    الذي قطعا سيكون علامة فارقة
    في المنبر...
    وقد اتى في وقته
    حيث سنقوم باحياء ذكرى سمندلنا المغني محمد عبدالحي...
    ونتوقع منه الكثير...
    ربنا يحفظكم جميعا..
    مودة
                  

08-08-2006, 01:28 PM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا بكري احمد الامين البنا اكبر صيد للمنبر (Re: bayan)

    تحية طيبة للجميع،

    و مرحب بـ مقدمك الكريم اخونا احمد الامين احمد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de