رياحين عند مرقد جون قرنق !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2006, 12:02 PM

A/Magid Bob
<aA/Magid Bob
تاريخ التسجيل: 04-23-2005
مجموع المشاركات: 224

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رياحين عند مرقد جون قرنق !

    رياحين عند مرقد جون قرنق !

    فى صيف عام 1988 ، كنت بصدد إعداد بحث حول "العنف السياسى ومآلاته فى السودان" . وقد أسعدنى الظرف بأن ألتقى الدكتور جون قرنق دى مبيور فى محل إقامته فى أطراف أديس أبابا . عدت من تلك الرحلة سعيداً وغانماًً بالكم الهائل من المعلومات والإنطباعات التى أتاحها لى ذلك اليوم . وقد كان دكتور جون ، كما يناديه رفاقه وأبناؤه تحبباً ، هاشاً وحفياً أدخل الدفء والطمأنينة والإلفة إلى قلبى . وأحسست حينها بأننى أحادث شخصاً أعرفه من قبل . ويبدو أن هذا الإنطباع قد ترسخ لدى العديد ممن تثنى لهم الحديث إلى هذا القائد السياسى والعسكرى السامق مثل "نجم الشمال" .

    حدثنى دكتور جون عن سنى إقامته فى مدينة "دار السلام – تنزانيا" فى منتصف ستينات القرن الماضى . عندما كانت دار السلام "مكة" المفكرين الإشتراكيين الذين جذبتهم إليها تجربة الإشتراكية الإفريقية ، القائمة على مبادىء الإعتماد الذاتى والعدالة واليمقراطية الجماعية ، التى يسمونها بالسواحيلى "او يا جماعة" . وقد تضمن هذه الأفكار "إعلان أروشا" التاريخى . وأضفى الزعيم الإفريقى جوليوس نيريرى وقاراً وبهاءاً على تجربة الإشتراكية الإفريقية . ومعلوم أنه والزعماء الخالدون جمال ونيكروما تحولوا إلى منارات سامقة للتحرر الوطنى ، والوحدة الإفريقية ، ومناهضة مشاريع الإستعمار الحديث فى إفريقيا .

    وخلال سنى دراسته فى الولايات المتحدة (كلية جرينل) وقف جون قرنق على تجارب حركة الطلبة الأمريكيين المناهضين للحرب ضد فيتنام . وحينها أخذت نداءات السلام ، وحق الشعوب فى إختيار نظمها الإجتماعية تخترق حاجز الصمت والتعتيم المضروبة على ما يحدث خارج أسوار الولايات المتحدة الإمريكية . ومن حسن طالعه أن جون قرنق عاد إلى تنزانيا بعد إتمام دراسته و تعرف عن كثب على مفكرين ومناضلين شامخين ، أمثال وولتر رودنى ، وأندرى غوندر فرانك ، وروث فيرست صاحبة كتاب "فوهة البندقية" ، والنجم السامق كريس هانى من زعماء المؤتمر الوطنى الأفريقى فى جنوب إفريقيا ، ومحمود ممدانى الكاتب اليوغندى المرموق ، وعيسى تجيفجى من تنزانيا وغيرهم .

    فى حمية الإنفعال بأفكار التحرر الوطنى والوحدة الإفريقية ، عاد جون قرنق إلى جنوب السودان والتقى اللواء جوزيف لاقو قائد حركة الأنيانيا ذات الأهداف الإنفصالية . وفى مناسبة لاحقة وقف اللواء لاقو أمام أعضاء برلمان جعفر نميرى لإلقاء الضوء على شخصية دكتور جون . وتطرق إلى الحوار الذى دار بينهما عندما زارالأخير معسكرهم فى عام 1970 . قال لاقو "سألت جون قرنق آنذاك : لقد جئت إلينا ، وشاهدت مانقوم به ولكنك لم تفصح لنا عن إنطباعك؟ فأجابنى بأنه لا يرغب فى الإنضمام إلى حركة هوجاء ، تسعى إلى تقسيم بلد إفريقى . وبعدها قفل راجعاً إلى دار السلام " . وبعد إنقضاء بضعة أشهرعاد جون قرنق وأنضم إلى حركة الأنيانيا باعتبارها حسب قوله قد تحولت إلى حركة ذات قاعدة شعبية عريضة . "كان من الحكمة أن نسارع للإنخراط فيها والعمل من داخلها لإنتزاع المبادرة من أيدى دعاة فصل جنوب السودان" .

    وخلال حديثى مع دكتور جون سالته : هنالك بعض الآراء خاصة بين مثقفى شمال السودان تذهب إلى أنكم لا تفصحون عن هدفكم الحقيقى وهو فصل جنوب السودان ، وبأنكم تمثلون رأس الرمح لإستراتيجية عالمية "شيوعية" ، تسعى لتكملة "الحزام الأحمر" الممتد من اليمن الجنوبى ، إلى إثيوبيا (منقستو هيلامريام) ، وصولاً إلى الجماهيرية الليبية ، فى نطاق ما كان يعرف آنذاك "بحلف عدن" . كذلك يقول البعض بأنكم تضمرون عداءاً دفيناً للإسلام والثقافة العربية وإنتماء السودان العربى .

    والحق يقال أن الراحل العزيز لم يبد ضجراً ، وكان إنطباعى ، بأنه رجل وهبه الله نعمة الإصغاء . أنيساً ، يتحدث معك ، ولا يتحدث إليك ، يحاور ولا يجادل "بظنطياً"ً . يعرض ماعنده بموضوعية وإعتدال وحصافة . وقد حباه الله بقدر من الدعابة الذكية ومتانة الحجج . كتب عنه الصحفى المصرى جمال نكروما ، بعد لقائهما للمرة الأولى ما يلى "لقد إنتابنى إحساس غريب ، وكأننى إلتقيت هذا الرجل (قرنق) من قبل . كل شىء فيه كان معهوداً لدى . وفى نظرته الثاقبة وفكره كنت ألمح شيئاً من كوامى نكروما . فقد ترك كل منهما وراءه إنطباعاً على القارة (الإفريقية) بكاملها ."

    كان العقيد قرنق من جيل القادة الأفارقة الناهض من أمثال يورى موسفينى ولورنس كابيلا وغيرهم . لم يكل ولم يمل من شرح أهداف الحركة الشعبية لتحرير السودان . ودعوتهم لبناء "السودان الجديد" حيث يتحقق التآخى بين قومياته المتعددة ، على أساس عدالة المشاركة فى توزيع الثروة والسلطة . وتحقيق هدفهم بصهر هذه القوميات فى "بوتقة" سودانية تسع لكل خصائص المجتمع السودانى وتعدد ثقافاته ودياناته ومعتقداته وأنماط إقتصاده . والعمل بمبدأ "الدين لله ، والوطن للجميع" ، وفصل كريم المعتقدات عن السياسة باعتبارها نشاطاً بشرياً يخطئون ويصيبون بشأنه . وفى حديثه عن إستيعاب التعدد أعجبنى إستحداثه لمفهوم "السرادق الكبير" الذى يتسع لكل القوميات . وكما قال ، كل ما كبر السرادق تتهيىء أمامنا فرصاً أوسع لتمتين وحدة السودان ومنعته .

    وقد أسهم دكتور جون فى تعميق مفهوم المناطق "المهمشة" . ونبه إلى ضرورة التعجيل بازالة مظاهر التطور الإقتصادى غير المتوازى بين أقاليم السودان . وإنعدام العدالة فى توزيع الثروة . والهيمنة على السلطة بواسطة المنحدرين من مناطق الإنتاج الحديث فى وسط السودان .
    وللمرة الأولى لمحت رنة حزن فى حديث دكتور جون ، عندما تطرق إلى ردود الفعل تجاه الحركة الشعبية ، وإحجام السواد الأعظم من الناس فى شمال السودان عن أخذ ما أعلنته حركتهم على محمل الجد . "لقد بحت أصواتنا بأننا لانسعى لإنفصال جنوب السودان، وبأن المعارك التى خضناها فى الستة أشهر الأولى كان الغرض منها إجتثاث دعاة الإنفصال . وقد نجحنا فى ذلك . وقلنا مراراً وتكراراً أن الثقافة العربية والدين الإسلامى من مكونات الشخصية السودانية . ولكن لا أحد فى شمال السودان يأبه لما يصدر عنا . وربما اختلف الحال إذا قدر لحركتنا أن تنطلق من إحدى المدن فى شمال السودان مثل شندى أو كسلا" . وفى حديثه عن إنتماءاته الفكرية بين الراسمالية والشيوعية ، إستحدث دكتور جون مصطلح "السودانوية"
    Sudanism
    أى النظرية المستنبطة من الواقع السودانى . وفى سؤالنا عن مدى إستعداده للمساومة لبلوغ أهدافهم المعلنة . ذكر بأنه قد وطن نفسه على السعى بكل الوسائل المتاحة لبناء جسور العمل المشترك وعقد التحالفات "النجيضة" ليس مع أعدائه فسب ، بل مع حلفائه داخل الحركة الشعبية . وكشأن القادة السياسيين المحنكين قال بأنه يؤمن بالحكمة القائلة "أبق على صديقك قريباً منك ، وعلى عدوك أكثر قرباً!"

    ظل دكتور جون وفياً لإفكاره حتى لحظة موته المفاجىء ، عصر ذلك اليوم المشئوم لكل السودانيين جنوباً وشمالاً ولأنصار السلام والعدالة فى أنحاء العالم . وكانت خاتمة أعماله توقيع إتفاقية "نيفاشا" التى فتحت آفاقاً للسلام ، والحكم الذاتى ، وحق تقرير المصير لمواطنى جنوب السودان . وكان على يقين بأن الحرب مهما طال أمدها ستؤدى إلى طريق مسدود . وبأن ميزان القوى ، لن يتغير فى المدى المنظور لصالح حركته ، وبنفس الدر لن يرجح تماماً لصالح الطرف الآخر . وقد راهن على أن "قوى الطبيعة" ستدفع عملية السلام إلى غاياتها ، وتفتح آفاقاً أفضل "لبناء السودان الجديد" . وكما قال هذا الرهان ، هو "ترجمتى العملية لمنهج البراغماتية" التى تأخذ بعين الإعتبار أن هذه الحرب تدور رحاها على إمتداد عشرات السنين فى جنوب السودان . ومن الطبيعى أن يتسرب التعب واليأس والشيخوخة فى صفوف المحاربين . بينما تتطلع الأمهات والأبناء والأرامل إلى عودة أعزائهم ، وعودة الحياة إلى مسارها .

    فقد السودان بموت جون قرنق أحد أبنائه المخلصين ، وفقد جنوب السودان بفقده أميز قادته السياسيين والعسكريين . وفقدت إفريقيا رمزاً من رموز الحرية والتضامن والسلام . لقد كانت أبلغ الكلمات فى نعيه ما قالته أرملته وسنده الأعظم ، السيدة ربيكا مياندينج "لقد كان جون بالنسبة لنا مثل نبينا موسى فى التوراة . أتم مهمته ، ومن ثم حان الوقت لرحيله ." وبمثل يقينه وثباته هدأت من روع ملايين السودانيين الذين هزمتهم الفاجعة الكبرى . "لقد منحنا الرب جون . وها هو الرب يسترد وديعته ." لقد رحل جون قرنق دى مبيور والوطن وأبنائه جنوباً وشمالاً فى أشد الحاجة إلى حكمته ، وشجاعته ووفائه . فطوبى له فى الأعالى !
                  

07-30-2006, 12:42 PM

عصام علي أحمد
<aعصام علي أحمد
تاريخ التسجيل: 07-16-2006
مجموع المشاركات: 2419

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رياحين عند مرقد جون قرنق ! (Re: A/Magid Bob)

    بطول تأريخ الحركة الشعبية فى الجنوب ، الشمال لم يستوعب
    أفكار د جون قرنق ، والانفصال يأتى دائما فى مخيلة الشمالى
    عند الحديث عن الجنوب ،،، عرف الشمال د جون قرنق بعد مقتله
    وهذه مصيبة .
    فقدنا قائد فى قامة نيلسون مانديلا
    وبقى الاقزام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de