|
|
 كلمة الخرطوم في المهرجان الإبداعي الأول لرابطة المحس بالرياض
|
كلمة الخرطوم(التي ألقاها الأستاذ أحمد علاء الدين) في المهرجان الإبداعي الأول لرابطة المحس بالرياض:-
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين, حمدًا يليق بجلاله العظيم, الصادق والقائل في محكم تنزيله الكريم (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة, والنعمة المسداة, محمد بن عبد الله, النبي العربي الأمين, الذي ضرب لنا مثلا بالمؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم بمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهروالحمى.
الإخوة و الأخوات- الحضور الكريم- الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,,,
يسرني في هذه الأمسية المباركة, أن أحيي هذه الرابطة الفتية, رابطة أبناء المحس أبناء الحضارة في رياض السعد والخير, وهي تحتفل بمهرجانها الإبداعي الأول بتكريم الطلاب المتفوقين لهذا العام تحت شعار: (أطفال وشباب اليوم.. رجال الغد) بمشاركة كريمة من السفارة السودانية والتي هي دارنا جميعا, وبقوة وفاعلية وبمؤازرة شديدة من هذه الكوكبة الميمونة من المبدعين النوبيين الذين يعبرون عن قضايانا وهمومنا نثرًا وشعرًا ولحناً وتشكيلاً، وبمساندة طيبة ومقدرة من ضيوفها الكرام من أهل السودان الوطن الواحد، الأوفياء، المتمثلين لقيمنا، والمعبرين عن وجه شعبنا المشرق، لنحتفي في حضورهم بالموهوبين من فلذات أكبادنا .
وبطبيعة الحال، فقد استطاعت هذه الرابطة, وخلال فترة وجيزة أن تملأ الساحة نشاطًا وحيوية، محركة المياه الراكدة، ورابطة بين أبناء االمنطقة في ملحمة حقيقية من أجل البناء، والإسهام في نهضة منطقتنا، وولايتنا، والسودان على امتداده.
الإخوة و الأخوات:-
وأنا إذ أتحدث إليكم باسم صحيفة الخرطوم ومديرها العام الدكتور الباقر أحمد عبد الله أشير إلى أن علاقة الخرطوم مع جميع الإخوة المغتربين كانت وستظل علاقة وطيدة ممتدة لم ولن تنقطع، لأن التجربة الفريدة التي خاضتها الخرطوم بصدورها من الخارج في أيام عصيبة حيث كان السودانيون فيها في أشد الحاجة إلى وسيلة للتعبير عنهم قد أوجدت هذه العلاقة التي هي أقرب إلى صلة الرحم، لأن الفكر يظل دائما من أقوى الروابط التي تجمع بين أفراد المجتمع الواحد.
وعندما عادت الخرطوم إلى حضن الوطن فتحت صفحاتها لكل أهل السودان، وحرصت على أن يكون للأطراف صوتها حتى تنعتق من أسر التهميش وقيده، ولكي يكون الحوار الموضوعي لغة مألوفة للشارع السوداني على امتداده من حلفا إلى نمولي، من أجل ترسيخ دعائم الديمقراطية والتعددية، وكان طبيعيًا والأمر كذلك أن يكون للنوبيين صوتهم العالي في هذه الصحيفة لأنهم بما لديهم من حضارة عريقة لا يعرفون لغة للتخاطب إلا لغة الحوار أخذًا وردًا، مهما كان حجم الخلاف والاختلاف، وهذه هي لغة الحكمة والمنطق التي تليق بأهل الحضارة والريادة.
الإخوة و الأخوات:-
وقد كان انطلاق صفحة بانوراما الشمال من هذا الفهم الذي نريد به المشاركة في تأسيس رؤية لسودان الغد الذي يستوعبنا جميعًا على اختلاف مشاربنا وتوجهاتنا الفكرية والسياسية، وتباين انتماءاتنا الجهوية.
وكان وجود هذه الصفحة سببًا في أن تتجاوز هذه الرابطة سن الفطام سريعًا، وتبلغ ما بلغته من نضج ووعي، لأن هذه الصفحة ظلت تعكس أنشطتها المتنوعة، وتسجل إنجازاتها الباهرة ، وخاصة أن الدكتور الباقر ظل متابعًا لهذا النشاط وداعيًا أعضاء هذه الرابطة وشقيقاتها من روابط حلفا ودنقلا وسكوت وحلفا الجديدة للتعبير عن آرائهم عبر كل صفحات الخرطوم، إلى جانب انتمائي وأخي الزميل المشرف على الصفحة حسين حسن حسين إلى منظومة هذه الروابط العريقة.
الحضور الكريم:-
وأنا إذ أنقل إليكم تحيات الزميل حسين الذي يشهد بيننا هذه المناسبة السعيدة في هذه الليلة التاريخية، فإننا نؤكد لكم مرارا وقوف صحيفة الخرطوم مع كل عمل نوبي بناء، ودعم صفحة بانوراما الشمال لعمل هذه الرابطة مع كل الروابط النوبية الخلاقة، ولكل منظمات المجتمع المدني النوبي الممثلة في روابطها واتحاداتها الشرعية، كما يسرني أن أنقل لكم مرة أخري تحيات الأخ الدكتور الباقر وترحيبه المستمر بمشاركات الأعضاء، بل استعداد الصحيفة لتخصيص صفحة دورية للروابط النوبية ذات طابع ثقافي، تعكس الإبداع الحضاري للنوبيين قديمًا وحاضرًا ولن تكن الخرطوم للنوبة والنوبيين غير ذاك الصدر الحنون، كالأم الرؤوم.
الحفل الكريم:-
نكرر لكم التهنئة بهذا المهرجان الإبداعي الأول، ونتمنى لكم دوام الإبداع والإشراق، والاستمرار في درب العمل العام الشاق، ودمتم أبناءً بررة للنوبة، وللسودان الحدادي مدادي.
والتحية والتجلة لأهل هذا البلد المضياف الذين فتحوا لنا قلوبهم، وحملت لهم قلوبنا أعظم المشاعر وأنبلها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرياض 3/7/1427هـ الموافق 28/7/2006م
|
|
 
|
|
|
|
ghariba
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست