|
|
 جنجويد جديد» في معارك ما «بعد أبوجا»
|
«جنجويد جديد» في معارك ما «بعد أبوجا»
فصائل دارفور.. النيران لم تعد «صديقة»
تقرير:محمد عبد القادر
مناوي «جنجويد جديد» ، وصف يختزل في مضامينه كثيرا من التحولات على الساحتين السياسية والميدانية في دارفور، حينما يصدر عن عبد الواحد محمد نور رئيس «حركة تحرير السودان» ، اذ ان الرجلين كانا وحتي قبل توقيع اتفاق ابوجا في الرابع من مايو المنصرم يتخندقان في معسكر واحد ، وان تفرقت بهما سبل البحث عن الحلول .
ومفردة «الجنجويد» التي يبدو انها دخلت قاموس «الشتيمة » في لغة الدارفوريين تعني - حسب مناوي- في حوار نشرته «الصحافة» الثلاثاء الماضي « أية منظومة ميليشيات تكونت من قبل الحكومة لدعم القوات الحكومية». وبين وصف عبد الواحد -الذي يعد اعلان حرب على موقعي الاتفاق- وتفسير مناوي، اطل واقع مأساوي سودت ارقامه الدامية تقاريرالاتحاد الافريقي والامم المتحدة ، مفاده ان مواجهات وقعت الاسبوع الماضي بين الفصائل في دارفور اسقطت عشرات القتلي ، وتسببت في حدوث حالات اغتصاب ونزوح جماعي. والشاهد في الامر ان فصائل دارفور بعد التوقيع على ابوجا انصرفت عن محاربة الحكومة الى تصعيد قتال داخلي اوجد واقعا خطيرا في الاقليم.
والوصف الذي جادت به رؤية عبد الواحد يلخص بجلاء التطورات التي صارت الىها الاوضاع في دارفور بعد انحياز مناوي لمعسكر الارادة الدولية والاقليمية ، وتعنت عبد الواحد في الانضمام الى وثيقة اتفاق ابوجا. ولم يتردد عبد الواحد في فتح النار على موقعي وثيقة ابوجا في تصريحاته لصحيفة الحياة اللندنية امس الاول ، اذ قال «ان الحكومة أضافت جنجويدا جدداً هم حلفاؤها في إتفاق أبوجا من فصيل مني أركو مناوي الذي تحوّل أداة لشن الهجمات علىنا وارتكاب مجازر وإبادة ضد المدنيين من قبائل الفور والتنجر» .
والاثنين الماضي ، اعلنت بعثة السلام التابعة للاتحاد الإفريقي عن مقتل أكثر من 80 شخصا بشمال دارفور، فيما وصفته بأشرس المعارك منذ توقيع اتفاق السلام في دارفور قبل حوالى شهرين بين حركة تحرير السودان بزعامة مني اركو مناوي وفصائل مناوئة في بلدة كورما ، وأضافت في بيان لها ، ان القتال الأخير بدأ قبل حوالى أسبوع عندما شنت قوات تابعة لجيش تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي هجوما لإخلاء القري المحيطة بالبلدة الواقعة في شمال دارفور، والتي تعاقبت للسيطرة علىها ثلاثة فصائل مختلفة منذ شهر مارس الماضي.
ويوم الاربعاء المنصرم، أبدي الممثل الخاص لامين عام الامم المتحدة يان برونك قلقا عميقا من ازدياد موجة العنف في دارفور ، واكد في مؤتمر صحفي ازدياد التقتيل والنزوح في مناطق اسماها بالحساسة شمال دارفور وشرق جبل مرة وطويلة، مؤكدا انتهاك كافة الاطراف لاتفاق السلام الموقع في ابوجا بنحو اعاد الحركة اللولبية في الهجوم والحملات المضادة.
وقال برونك ، الذي شبه اعتبر ما يحدث في دارفور حالىا «جرائم حرب» إن الوضع الأمني آخذ في التدهور بقوة.
ويري الكاتب والاكاديمي المتخصص في ملف دارفور الاستاذ عبد الله ادم خاطر ان وصف عبد الواحد لمناوي بالجنجويد الجديد ربما يكون مؤشرا لبداية ازمة ، غير انه يعتقد بان اثار الوصف لم تتجسد على الواقع بعد ، ويستعجل خاطر الذي هاتفته «الصحافة» مساء امس تفعيل الحوار بين الاطراف الموقعة وغير الموقعة ، وصولا الى حالة من التراضي توقف الحرب وتعلن بداية حياة جديدة في الاقليم تضمن استدامة السلام وتحقق التنمية.
ويعول خاطر على تدخل الاطراف الضامنة للاتفاق ، وهي :«الاتحاد الافريقي ، والامم المتحدة ، والموقعون» بدرجة كافية لخلق اجواء تسمح باستمرار عملية السلام. وبدا خاطر غير قلق على مستقبل دارفور جراء مواجهات محتملة بين الفصائل على خلفية احداث كورما ، وقال ان ما وقع من احتكاكات كان طبيعيا نظرا الى ان المنطقة ذات صراعات قديمة ، ومضي الى القول انه «من الصعب جدا تفسير الاحداث الاخيرة ـ التي اشار الىها بيان الاتحاد الافريقي ـ في سياق نجاح او فشل اتفاق ابوجا» ، ويدعو خاطر الى اهمية تثبيت الايجابيات في اتفاقية ابوجا وتنزيلها الى ارض الواقع .
وفي دوائر فصيل عبد الواحد محمد نور ، حذر جعفر منرو الناطق الرسمي من التداعيات الخطيرة التي من الممكن ان تترتب على انسان دارفور في ظل عدم شمول اتفاق السلام لكافة الفصائل ، ونبه الى ان استمرار اتفاق ابوجا بشكله الراهن سيؤدي الى مزيد من الاستقطاب الحاد الذي من شأنه توتير العلاقات بين الفصائل .
واشارمنرو ، الذي تحدث «للصحافة» عبر الهاتف من باريس امس ، الى ان الاتفاق بشكله الراهن لا يحقق السلام ولن يطبق على الارض مالم يستوعب كافة الاطراف ، ونوه الى ان الاصرار على امضائه وفقا لمايسير الآن سيخلق مزيدا من التوتر بين الاطراف على الساحة الدارفورية«الفصائل» . واتهم الحكومة بانها كانت طرفا في معارك كورما بشمال دارفور عبر توفير الاسناد لمقاتلي حركة مناوي ، ودعاها الى نظرة اكثر شمولا في التعامل مع ازمة دارفور لان مثل هذا المسلك سيعقد القضية -على حد قوله.
فصيل مناوي ، اعتبر وصف عبد الواحد لمناوي بـ«الجنجويد الجديد» بانه تطرف ، درج محمد نور على استخدامه في ادارة الخصومة ، وقال محمد حامد دربين الناطق العسكري ، ان سعي عبد الواحد والفصائل الرافضة للتوقيع لاكمال ابوجا سيكون اجدي نفعا لاهل دارفور من تصعيد المعارك الكلامية والعسكرية ، لان صراع الافيال حسب دربين« تتأذي منه الحشائش الصغيرة- المواطنون» ، وقال دربين ان هناك مواجهات ، لكنه برأ فصيله من الهجوم ، واضاف «لن نهاجم ، ولكن اذا هوجمنا فسنتصدي»، واشار الى انهم سبق وان انسحبوا من بعض المواقع حرصا منهم على سلامة انسان دارفور وامعانا في انحيازهم لوثيقة السلام الموقعة في ابوجا. واعرب دربين عن اسفه لاستعانة رافضي اتفاق ابوجا بقوة اجنبية لاسقاط المواقع التي يسيطر علىها فصيل مناوي في شمال دارفور، ومضي ليضيف الى معطيات الواقع المرير فصلا جديدا من المواجهات بين موقعي ورافضي ابوجا ، قال ان ملامحه اكتملت امس حينما اتهم قوات تابعة لتشاد وتحالف جبهة الخلاص بشن معارك واسعة في شمال دارفور استهدفت مواقع حركة تحرير السودان ، وخلفت اعدادا كبيرة من القتلي والجرحي. ويبدو ان دارفور موعودة بمعارك قادمة لن تسلم منها «الحشائش الصغيرة» بالطبع ، بعد ان تحولت بنادق ابنائها بفصائلهم المختلفة الى«نيران غير صديقة » تجعل القول بان القادم احلي ، ضربا من الخيال
|
|
 
|
|
|
|
محمد الامين محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست