حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 00:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-14-2006, 01:07 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5)

    حول أفكار هذه الورقة :
    (1 – 6) : وبعد أن انتهى الكثيرون في شأن السودان الى التسليم بأن مصيره الى التفتت , ومآله الى الانفصالات , نجد أن فكرة (وحدة السودان) لا تزال بحاجة الى اعادة تأسيس في الوعي السوداني اليوم أكثر من أي وقت مضى .
    فالكثيرون يعيشون وحدة السودان على صعيد الشعارات , بينما يحيون عملية بناء الدولة الانفصالية . ونشؤ المركزيات الاثنية في الاطراف . . حتى الوحدويون منهم يفكرون في الوحدة بينما يبنون الانفصال , فيما يبدو أن الجميع تخلى عن الحلم بسودان موحد ديموقراطي مستقل . مذعنين للفوضى المرعبة التي يمثلها السودان الراهن .
    وهكذا ما سنطرحه هنا ليس بديلا بقدر ما هو اصرار على الاستمرار في (حُلُم) السودان الموحد . والقول : أن بمقدورنا الاتيان بما هو أفضل مما نراه الآن .
    وهنا يبرز دور المثقف في إعادة تأسيس الوحدة في الوعي السوداني , وهي ليست عملية سهلة , شأنها شأن عمليات البناء : معقدة وطويلة الامد , خاصة في ظروف حكم الانقاذ التي حاصرت المثقف وهمشت وأقصت دوره بل والغته في الحياة السياسية .
    وهذا يقود الى قضية الديموقراطية , التي لن تتحقق في ظل الحصار المتعاظم لدور المثقف , بمزيد من العوائق والازمات التي وفرت الانقاذ كسلطة استبدادية فاسدة شروطها مع سبق الاصرار والترصد ..
    ظللنا نتساءل طوال السنوات الماضية , كيف استطاع نظام (اسلاربوي) قمعي فاسد على شاكلة نظام الانقاذ , الذي ولد وهو يحمل بذور فناءه داخله .. كيف استطاع مثل هذا النظام الشائه البقاء والاستمرار , وايصال السودان الى هذه المرحلة من التمزق ..
    بالطبع ثمة آراء واستنتاجات وتصورات مختلفة , تمثل مختلف الاتجاهات السياسية , تجيب عن هذا السؤال , لكن ليس من بينها : الغياب الفاجع للمثقف!!..
    هذا المثقف الذي – بعكس السياسي – يجيد معظم أنماط الثقافة ويدركها – بما فيها النمط السياسي – لأنه يمتهن الثقافة ويمتلك ملكة الابداع , باعتباره منتجا للثقافة (1) ..واذ نتناول موضوع (الغياب الفاجع)للمثقف في السودان , فذلك لأن دوره – المثقف – ظل شاغل لكثير من الكتابات لوقت طويل .
    وبالعودة الى الوراء يمكننا ملاحظة ان فترة زمنية محددة مثل العشرينيات تمخضت عن مثقفين لامعين – بصرف النظر عن تصوراتهم المختلفة حول السودان – مثل عرفات محمد عبد الله ومعاوية محمد نور والتيجاني الماحي وبابكر بدري وابراهيم احمد وعبد المجيد امام و آخرون غيرهم ..
    الى جانب تكوينات فاعلة في مسيرة تاريخ السودان الحديث , والتحولات التي مر بها , مثل جمعية " اب روف" واللواء الابيض ومؤتمر الخريجين .. هذه التكوينات التي بناها المثقف , وشكلت علامات فارقة في سيرورة السودان . اذ امتد اثرها حتى الان (2) ..اذن عبر المثقف السوداني عن نفسه وعن تطلعاته لوطنه الذي يريد عبر مختلف المنابر والمجلات والاصدارات مثل حضارة السودان ومجلة الفجر , الخ ...
    الادوار المختلفة التي لعبها المثقف في تلك الفترة تكاملت وترتب عليها نشؤ الاحزاب السياسية , بتوجهاتها المختلفة فيما بعد ..
    واستمر المثقفون السودانيون يلعبون ادوارهم المختلفة في المجتمع ليتمخض وعيهم لاحقا ومنذ السبعينيات عن مجلة القصة - الى جانب ضغوطاته على المؤسسة الثقافية للدولة , التي اثمرت مجلة الخرطوم والثقافة السودانية – وسوداناو sudanowوالاذاعة والتلفزيون والثقافة الوطنية ووازا وحروف , الخ من مجهودات بذلها المثقفون ...
    اذن مثلت الفترة من الاربعينيات الى الثمانينيات من القرن الماضي , فترة نشطة باتجاه تاسيس منابر المثقف , التي لم تتوقف في حدود الاصدارات فقط . اذ رافقتها تكوينات ثقافية مثل رابطة سنار الادبية ورابطةالجزيرة للاداب والفنون ورابطة الاصدقاء الادبية بكوستي , الخ حتى بدا ان مدن السودان المختلفة تكاد لا تخلو من تكوين ثقافي بناه المثقف . للعب دور ما في المجتمع المحلي , ويتطلع به – هذا التكوين – للعب دور قومي ..
    وفي هذا السياق , ومع اشتداد عسف السلطة الاسلاموية منذ 1989 مثلت مكتبة البشير الريح , الرئة التي يتنفس خلالها المثقفون , بعد ان صادر النظام الاسلاموي (اتحاد الكتاب السودانيين) وحل كل الروابط والجمعيات الادبية والاجتماعية في العاصمة والاقاليم اثر بيان عسكري فج . وهكذ تفرق المثقفون ايدي سبأ بحل المنابر التي كانوا ينضوون تحت لواءها ..
    ومع ذلك , كان المثقف كلما حطموا له كيانا أوجد كيانا آخر , فبتعرض مكتبة البشير الريح للاغلاق اكثر من مرة , وتضييق الخناق على المثقفين , لجأالمثقف الى المراكز الاجنبية(الفرنسي, الثقافي البريطاني , الخ ..) ونهض من قلب هذه العتمة في مركز اخر : عبد الكريم ميرغني , ثم عبد المجيد امام و مركز الدراسات السودانية ونادي القصة السوداني ...
    هذه الحركة الدؤوبة التي لم تنقطع خلال نصف قرن من الزمان , على الرغم مما تخلفه من رهق وغياب أحيانا , ظلت تؤشر على الدوام على شيء واحد : أن هناك مثقف سوداني , لا يبحث عن دور فقط في المجتمع , بل ويعرف دوره بالضبط , وان هناك مثقف مستهدف باستمرار بقمع السلطات السياسية والاجتماعية احيانا , وان هناك مثقف مهدد بالصمت والسكت والغياب الفاجع !..
    (2 -6) :
    رافق نشاط المثقفين في منابرهم التي حاولوا تشييدها خلال ازمات الواقع البائس وحصارات وقمع السلطات الاستبدادية والملاحقات الامنية التي تعرضوا لها , وتعرضت لها منابرهم , نوافذ ثقافية في الجامعات السودانية , مثلتها الروابط الاجتماعية والثقافية والاقليمية , التي حاولت ان تسهم مع المثقف المحاصر خارج اسوار الجامعات , في صياغة المعنى الاجتماعي العام للسودان .
    لكن هل نجحت هذه المحاولات حقا في صياغة اي معنى اجتماعي عام ؟!..
    يكفي ان نلقي نظرة واحدة على المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي السوداني .. ماذا نرى :
    وطن متنازع تتآكله نزعات القبلية , مهدد بالانفصالات .. وطن لا يزال مقعيا في أحد الازقة السحيقة للتاريخ .. وطن تنتظر مؤسسته العسكرية الفرصة في كل عهد ديموقراطي قصير الامد للانقضاض والاجهاز على مخاض روحه المدنية التي تتطلع للولادة ..وطن لا تزال الامراض المنقرضة تاريخيا , مثل الكوليرا والملاريا والسل تحصد ارواح مواطنيه .. هل هذه هي ثمرة نضالات المثقفين السودانيين ؟ ! ..
    في تقديري الخاص أن احد اسباب هذه المشكلة , يكمن في تواطؤ عدد كبير من المثقفين وانحيازهم لمصالحهم الذاتية خصما على الاجندة الوطنية , سواء باستمرارهم في اعادة انتاج الثقافة التقليدية او تواطؤهم مع الحكومات الاستبدادية والقوى الطائفية التي تنطوي مشاريعها اصلا على روح مضادة للتقدم , وحصيلة ذلك – الموقف المضاد للتقدم – التخلف المريع الذي يعيشه السودان اليوم ..
    ربما يبرز سؤال : اذن اين كان المثقفين الديموقراطيين التقدميين المنحازين للاجندة الوطنية ؟!..
    وهو سؤال لا يمكن الاجابة عنه بصورة مباشرة , ففي فوضى الانقلابات والاستهداف المتعاظم للمثقفين منذ الستينيات بجعلهم "دريئة من قش" وتشويه مواقفهم وتصويرها على نحو كاريكاتوري او بصورة تصورهم كشخصيات سايكوباتية , بل وابتذالهم ونعتهم ب"المثقفاتية" , وجعلهم موضوعا دراميا لجماعات "الحلمنتيش" المبتذلة .. الى جانب انهيار اوضاعهم الاجتماعية بسبب الاستهداف المتعمد والمستمر من قبل الحكومات العسكرية, وتعاظم هذا الاستهداف ابان فترة النظام الاسلاموي الحالي , وتسخير هذه النظم الشمولية المستبدة لجهاز الدولة , ليصبح محض جهاز قمعي ..
    في خضم كل هذه الفوضى من الاستبداد والفساد والتشريد والنهب المنظم للموارد والاحالة للصالح العام , فقد المثقف ثقته بنفسه بعد ان ضعفت شوكته , بالتالي قدرته على التغيير ..
    (3 – 6)
    وببروز النص الاسلاموي بمثابة نص على النص الحقيقي , حوصر الواقع برؤية آيديولوجية مفعمة بالالتباس والتلفيق طرحت نفسها حينا : صحوة اسلامية – وحينا اخر : جمهورية اسلامية , الى ان بلغت منتهاها في المشروع الحضاري , او (دولة الخلافة) – كما عند"المثقف" المرحوم فراج الطيب - , فمثلت الذروة في الالتباس والتلفيق – فقد شبه العبد الفقير لله المرحوم فراج الطيب "الجنرال" عمر البشير بأمير المؤمنين عمربن الخطاب- هذه الفوضى التي تعاد فيها عملية اعادة انتاج واسعة النطاق للثقافة التقليدية , من قبل المثقفين "المسيسين الطائفيين والاسلامويين" الذين تواطأوا ضد الحقائق الاساسية لمجتمعات السودان المتباينة في عقائدها وثقافاتها واعراقها ..
    (4 – 6) :
    اذن استهدفت الايديولوجيا المثقفين , فاصبح على رأس قائمة المطلوبين : المثقفين الديموقراطيين التقدميين .. فحاصرتهم بدعايتها المضادة , لتغريبهم عن مجتمعاتهم وتشريدهم عن بيوتهم وعملهم , بل ولاحقتهم واعتقلتهم وعذبتهم وعندما اطلقت سراحهم اصبحوا غرباء فعلا في بلادهم التي طالما حلموا بها وطنا اجمل ..
    وهكذا انجز مشروع "الغياب الفاجع" .. غادر المثقف وهو يحمل هموم تكوين معارضة سياسية ذات نسيج ثقافي , رغبة في اظهار قضية السودان الذي خرج منه مهزوما ومجروحا ومكسور الخاطر – حيث لا عزاء في أغنية عثمان اليمني : نحنا ناس حياتنا جبر خواطر.. أو المثل السائد: كل مكسور بينجبر الا الخاطر - .. ومع ذلك , حاول المثقف وهو في منفاه داخل الوطن او خارجه , منفاه الجبري او الاختياري الاستمرار في الكشف عن كل ما يتصل بالاستبدادد والقمع وغياب حرية الراي والتنظيم و تهميش الشركاء في الوطن ..
    (5- 6) :
    ثمة عوامل اخرى اسهمت في غياب المثقف , مثل انهيار الطبقة الوسطى التي ان لم ينتمي اليها المثقف طبقيا او اجتماعيا انتمى اليها روحا . فبتهاوي هذه الطبقة تحت ضربات النظام الاسلاموي , اصبحت المجتمعات السودانيسة غير قائمة على نفوذ وقوة الطبقة الوسطى , كطبقة تاريخية مسئولة عن انتاج المثقفين – بصورة خاصة – فمع اثننة الانقاذ للسياسة واستمداد قوة مشروعها الاسلاموي – الحضاري- من نفوذ العشائر والقبائل والبيوتات , وتفتت الطبقة الوسطى عمليا , توغل المثقف اكثر فأكثر في الغياب ..
    (6 – 6) :
    هنا يبرز سؤال اخر حول مستقبل الديموقراطية والاسلام السياسي , وغني عن القول التشديد على الاصالة والعودة الى تاريخ انقضى وولى كقاعدة للانتقال الى المستقبل , بدلا من اجتراح هذا الانتقال وادواته في التاريخ العالمي للحداثة , يعتبر تسويقا للأسس الايديولوجية للاسلام السياسي , كما ان المثقفين الذين يقومون بدور المؤامة والمصالحة والتلفيق – وما اكثرهم في ظل الانقاذ – بين الاسلام السيتاسي وبين الديموقراطية الليبرالية , هم في الواقع يجعلون التصالح مع الاسلام تاكتيكيا , كما يعتبر الاسلامويون الحوار الذي يتكالبون عليه الان مع القوى السياسية التقدمية شأنا سياسيا لا يستتبع تنازلا عن اسسهم الايديولوجية (3) التي تنهض في – الاسلام الصحيح وفقا لمزاعمهم – وكما يتصورونه كحراس للنوايا ومُلاك للحقيقة المطلقة , اصطفاهم ربهم - دونا عن سواهم من عباد الله المغلوبين على امرهم ازاء فتاوى الترابي التاكتيكية - للاهتداء لهذا الاسلام الصحيح ..
    - يتبع –
    هوامش :
    (1) صاحب الربيعي . الصراع بين السياسي والمثقف : قيم ام مصالح . مجلة الديموقراطية . العدد 18 القاهرة 2005 ص : 43
    (2) أنظر مقالات (1 – 6) : احمد ضحية . صحيفة الصحافي الدولي 2001 . سؤال الهوية في فكر النهعضة السودانية
                  

07-14-2006, 02:30 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    Quote: ثمة عوامل اخرى اسهمت في غياب المثقف , مثل انهيار الطبقة الوسطى التي ان لم ينتمي اليها المثقف طبقيا او اجتماعيا انتمى اليها روحا . فبتهاوي هذه الطبقة تحت ضربات النظام الاسلاموي , اصبحت المجتمعات السودانيسة غير قائمة على نفوذ وقوة الطبقة الوسطى , كطبقة تاريخية مسئولة عن انتاج المثقفين – بصورة خاصة – فمع اثننة الانقاذ للسياسة واستمداد قوة مشروعها الاسلاموي – الحضاري- من نفوذ العشائر والقبائل والبيوتات , وتفتت الطبقة الوسطى عمليا , توغل المثقف اكثر فأكثر في الغياب ..

    شكرآ يا استاذ احمد ضحية. نتطلع لقراءة بقية المقالات التحليلية الرصينة
                  

07-14-2006, 02:40 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    اكرر شكرى مع الاخ عادل للاستاذ احمد ضحية

    لاهمية الموضوع...

    ملاحظة بسيطة... تقليل الصفحة... وتحديد مواضيع او رؤوس مواضيع بعينها
    فى حيز لنتمكن من بناء الحوار من الجزئيات محاولة خط كل المواضيع
    متوه.. ويساعد فى اعادة انتاج مفاهيم غير مترابطة.. ارى تشعيب الامر الى فروع.. ونحدد شكل المساهمة والتناولة.. والمحاولة... بقتل الموضوع.. وتلخيص الحوار.. ومنها ننتقل الى جزء آخر.. وشكرا على هذا الموضوع الهام
                  

07-14-2006, 09:29 PM

Mutwali Malik
<aMutwali Malik
تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 2720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: sharnobi)

    الاخ احمد ضحية لك التحية
    في ندوة بالدوحة - قطر في العام 1995م للعلامة المرحوم البروفسر عبدالله الطيب بعنوان محنة المثقفين العرب سئل عن لماذا يرتمي المثقفون العرب في احضان السلطة اي كانت فكان رده يسقط الطير حيث يلتقط الحب
    فهل فعلا كما يقولون المعايش جبارة ولنضرب بالمبادئ عرض الحائط اما ماذا الموضوع حيوي وله عدة جوانب اتمني من الجميع المساهمة
                  

07-15-2006, 06:37 AM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: Mutwali Malik)

    لايخفى على الجميع تعاظم التحديات التى تواجة الامة السودانية وتكاثر المصائب عليها من الداخل والخارج بفعل فاعل والفاعل حاضر ومعروف وما يدور فى الداخل هو الافدح والاعظم وتزداد الاحوال كل يوم نحو المزيد من التدهور مما يتطلب مواجهة فورية مسئولة وواعية تدرك اهمية الحاضر والمستقبل وخطورة التجاهل

    ان هيمنة السلطه الحاكمة على مجريات الامور وعدم اتاحة الفرصةمنها للغير للمشاركة معها فى ادارة الحكم جعل البلاد تسير سلبا على خطى التنمية واستثمار الطاقات المادية والبشريه فى احراز خطوات اكثر تقدما على درب التقدم والسلام معنا
    دور المثقف المفروض علية فى هذة المرحلة هو الدفاع عن الثروات المادية والمعنوية للامة ولكن يبدر الى الخاطر هذا السؤال.....
    هل يوجد بالفعل الان مثقفين ؟
    1-فى راى انا لايوجد فى هذة المرحلة مثقفين على نحو ما ذكر فى المقال اعلاة
    لان المثقف فى هذة المرحلة اختار تنظيمات سياسية واحزاب لم تعد قادرة على النهوض بادوار ملموسة ازاء ما يحدث الان من مشاكل حقيقة تواجة الامة
    2-اختار نقابات ليس لديها نشاط سياسى ملموس وتهتم فى غالب الحال بصحة اعضائها ومشاكلهم المهنية وحقوقهم المادية
    3-اصبح وجود المثقف داخل كيانه التنظيمى غير فعال واختصرت مشاركتة فى الحياة السياسية فى اجتهادة الخاص وتصريحاته الفرديه مما يمثل ارتباكا واضحا لشخصية المثقف
    5- قد تكون قيام تنظيمات مثل موتمر الخريجن فى السابق هى الاجدى للمثقف سياسيابحيث انة لا يكون محكوم ببرنامج حزبى معين ولا لائحة تقيدة من جهة بل انة قد يجد نفسة اكثر عند ما ينتمى الى كيان حر يتصدى من داخلة الى التجاوزات ويدعوا من داخلة ايضا الى احداث التغير ويقترح فلسفتة للتغير التى يمكن ان توجد تاثيرا فى الكثيرين لانهاتنبع من تكل مثقفين ينتمون الى تيارات متعددة
    اننى اتمنى ان يكون هناك مثقف ودور للمثقف يجسد المقاومة الحقيقيه مثقف ايجابى يحول المستحيل الى واقع ويحدث التغير الى الافضل
    ولك الشكر استاذ احمد ضحية على هذا المقال الجيد والطرح المرتب وفى انتظار مساهماتك القادمة
    4-
                  

07-16-2006, 04:19 AM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: النسر)

    up
                  

07-16-2006, 10:20 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 -5) (Re: احمد ضحية)

    تحياتي الاعزاء
    عادل, شرنوبي , متوكل, والصديق الغزيز عبد الله مكي"النسر"..
    اعتذر اولا عن تأخري من التأكيد على ملاحظاتكم القيمة دون شك , وذلك بسبب عدم الانتظام في دخول النت , لانشغالات عدة ..
    الورقة انجزت فعلا , لكن بامكاننا ان نستخرج منها (مع بعض رؤوس مواضيع )بعد ختام حلقاتها لنناقشها ونمتحنها على أرض الحوار . بغرض اضاءة الجوانب المعتمةفيها وملء ثغراتها وفجواتها , لتحقيق تسلسل افضل ..
    - بقدر ما يوجد مثقفين انتهازيين يتهافتون , تهافت الأكلة على القصعة فهناك ايضا , مثقفين ملتزمين قدموا الكثير في مسيرة تجربة بناء الدولة الوطنية في السودان , وهذا تفصيله لاحقا ..
    - شكرا لكم جميعا وللنسر اقول , من الخطورة بمكان تعميم الاحكام , هناك مثقفين وهذا واقع , لكن القضية هي : من هو الملتزم منهم ومن هو غير الملتزم ومن هو العضوي منهم ومن غير العضوي ..
    لكن شاغل هذه الورقة بشكل اساس موضوعين : علاقة المثقف بالسلطة . و ووحدة قوى السودان الجديد
    مع محبتي
    احمد
                  

07-16-2006, 11:50 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(2-5) (Re: احمد ضحية)

    مفاهيم أساسية حول المثقف والسلطة في سلاسل الأجيال :
    (1 -9 ):
    نحاول هنا فحص علاقة المثقف بالسلطة منذ القرن السادس عشر , أي منذ قيام مملكة سنار (1505) , وصولا إلى فترة الاحتلال التركي المصري , ثم قيام الدولة المهدية , فالاحتلال الانجليزي المصري , وأخيرا الحكومات الوطنية المتعاقبة ,.
    بالطبع سنكتفي فقطك بمحطات نرى أنها أساسية , في فحص العلاقة بين المثقف والسلطة في السودان – تاريخيا – علنا نتمكن من إلقاء بعض الضوء على جذور وتكوين هذا المثقف , تعيننا على تكوين فكرة عامة , توضح لنا ما هو عليه الآن , فربما يمكننا ذلك من التعرف على مزيد من الأسباب التي صاغت غيابه الفاجع على عهد الإنقاذ بصورة خاصة .
    بداية إن لفظ مثقف intellectualالذي يتم استخدامه اليوم في العربية المعاصرة, لا يمكن العثور عليه في الأدبيات العربية القديمة, وهو اسم مفعول من الفعل "ثقف"أي بمعنى حذق. إذ جاء في لسان العرب : "ثقف" الشيء "ثقفا" و" ثقافا" و"ثقوفة" : حذقه . ورجل "ثقف" (بفتح الثاء والقاف) وثقف(بفتح الثاء وكسر القاف) وثقف (بفتح الثاء وضم القاف): حاذق.
    إذن مصطلح مثقف هو مصطلح حديث , حيث ترمز intellect إلى العقل في تشكيله أو الفكر في بناءه , ما يعبر عن الميل أو النزوع إلى الفكر , وبذلك يختلف المثقف في تفكيره ورؤيته عن ثقافة المجتمع المحيط culture فالمثقفون هم أولئك الذين يشتغلون بفكرهم في فرع من فروع المعرفة ويحملون آراء خاصة بهم حول الإنسان والمجتمع ويقفون موقف الاحتجاج والتنديد إزاء ما يتعرض له الأفراد أو المجتمع من ظلم وعسف السلطات . سواء كانت دينية أو سياسية (1)..
    قسم غرامشي المثقفين إلى مجموعتين حسب الوظيفة الاجتماعية : " مثقف تقليدي "(الأدباء والعلماء وغيرهم ) = traditional intellectual و" مثقف عضوي " : (المفكر والعنصر المنظم في طبقة اجتماعية أساسية معينة ) = organic intellectual .. وتركيز غرامشي هنا على الوظيفة الاجتماعية يعني دور المثقف في توجيه أفكار وتطلعات الطبقة التي ينتمي إليها , أي القيام بممارسة منتظمة للتفكير في الواقع الاجتماعي والسياسي والمشاركة في تغييره , وفي هذه الحالة يصبح المثقفون انتلجنسيا intelligentsia ويتسع مصطلح المثقف ليشمل جميع الذين يصنعون الثقافة ويحملونها ويطبقونها , بل يعول اليسار الجديد على دور الشباب والطلاب كثيرا . مثلما يشمل المصطلح الخبراء والعقائديين النظريين والفلاسفة أو المفكرين والفنانين والصحافيين ورجال الإدارة والوظيفة.
    هنا ثمة تمييز يضيفه دكتور حيدر إبراهيم بين المثقف الخلاق والمثقف الذي يقتصر نشاطه على نشر الأفكار وتطبيقها . الاثنان من النخبة المثقفة ولكن الانتلجنسيا هي التي تحصل على نصيب كبير في مراكز القوة والامتيازات (2)..
    مما تقدم نلاحظ أن مصطلح مثقف من أكثر المصطلحات التباسا , إذ من الخطأ أن نخلط بين التراتبية والنخبوية , فمفهوم المثقف ضبابي بما فيه الكفاية . وكثيرا ما يخلط بينه وبين مصطلح الطليعة والتي هي مسألة مختلفة . فالنخبوية هي إيمان بسلطة قلة مختارة , أو مرجعيتها مما يشير عادة وعلى المستوى الثقافي إلى أن القيم هي حكرا على هذه الجماعة سواء كانت قد اصطفت نفسها بذاتها أو غير ذلك , مستمدة سلطتها أو مرجعيتها من مكانة غير موقعها الثقافي (خلفيتها الاجتماعية أو الدينية مثلا ..) أو من نفوذها الثقافي وحده , ومثل هذه النخبوية كما يشير تيري اينغيلتون لا تتعارض مطلقا مع ضرب من الشعبوية (3) .. ثمة ملاحظة مهمة نرغب في التأكيد عليها هنا, إذ نعني تحديد بالمثقف – في هذه الورقة – المثقفين المنظمين في قوى سياسية, والمثقفين الذين لم يسبق تنظيمهم, أو كان التنظيم مرحلة في حياتهم.
    ( 2 -9 ) :
    إذا استلهمنا بعض المعاني المهمة التي تتضمنها نظرية المجايلة التاريخية (4) في تحقيب التاريخ على أساس الوحدات الصغرى من سلاسل الأجيال , فان مصطلح generation هو الوحدة التاريخية الصغرى المقدر عمرها بثلاثين سنة وعليه فان الفضاء الثقافي والمعرفي السوداني عاش 17 جيل أي 17 وحدة تاريخية صغرى . إذا وضعنا في الاعتبار الجيل الحالي (1985 – 2015) وصولا – تنازليا – إلى الجيل المؤسس لمملكة الفونج (1505) .
    بلغة أخرى نجد أن الأجيال الثلاثة الأولى هي: (1505 -1535) – (1535 – 1565 ) – (1565 – 1595).
    والأجيال الثلاثة الثانية: ( 1595 – 1625) – (1625 – 1655) – (1655 – 1685).
    والأجيال الثلاثة الثالثة: (1685 – 1715) –(1715 – 1745) – (1745 – 1775)
    والأجيال الثلاثة الرابعة 1775 – 1805) –(1805 – 1835) –( 1835 – 1865).
    والأجيال الثلاثة الخامسة: (1865 – 1895) – (1895 – 1925 ) – (1925 – 1955).
    والأجيال الثلاثة السادسة: (1955 – 1985 ) –( 1985 – 2015) – ( 2015 – 2045).
    حيث تمثل كل ثلاثة أجيال وحدة تاريخية كبرى في سلاسل الأجيال .مع ملاحظة أن نقطة البداية الفعلية ليست تلك اللحظة التي تكونت وتشكلت فيها سلطنة سنار (1505) فتاريخ السودان ابعد من ذلك بكثير , يمتد إلى العصور القديمة التي تمخضت سيروراتها عن كوش ومروي اللتين تمخضتا بدورهما عن سنار والفاشر بطريقة أو أخرى . فهذه الممالك – في تقديري الخاص – هي نتاج عملية ثقافية واجتماعية وحضارية متصلة.
    فاختيارنا إذن للحظة الفونج تأسس على أنها دولة تشكلت نتاج تحالف (اثني طائفي ) = (عرب القوا سمة العبدلاب +الفونج + المتصوفة "المثقفين")وحراك اجتماعي واسع ..
    كل ذلك تمخض عن شكل مؤسس لسلطة سياسية ولمجتمع منظم.جمعت فيه طوائف المتصوفة مختلف الأعراق , ومثل الشيوخ (الفقرا = الفقهاء أو العلماء) الطليعة المثقفة التي تستمد من نفوذها على الشعب ,. تأثيرها على السلطة السياسية . التي كانت تحسب لهذه الطليعة المثقفة ألف حساب , فتمنحها الكثير من الامتيازات . التي لم تتمكن بها – مع ذلك – حرفهم من دورهم القائد للمجتمع . فقد تمكن هؤلاء المثقفين (الفقهاء) من حفظ المسافة بينهم وبين السلطة السياسية, وانتزعوا اعتراف الحكام بدورهم الفاعل في المجتمع, حتى أصبح يطلق على القرن الثامن عشر (عصر الفقهاء) (5)..
    (3 – 9) :
    وبسقوط دولة الفونج وبسط الاحتلال التركي المصري لنفوذه على السودان , تغيرت العلاقة بين المثقف(الفقيه) والسلطة , فحكومة الاحتلال الجديدة (التركية المصرية ) عملت على توظيف الدين لإعطاء مشروعية للاحتلال . ولهذا السبب بالتحديد اصطحبت جيوش الاحتلال معها ثلاثة علماء يمثلون المذاهب المختلفة (باستثناء الحنبلي). وهكذا – كما يشير دكتور حيدر – ظهر لأول مرة (العالم – الموظف) الذي يتقاضى أجرا من الدولة بدلا عن تطوعه في المجتمع كما في السابق . بالتالي أصبح (العالم) جزء من جهاز الدولة الإيديولوجي , وأداة لتحقيق شرعية الاحتلال باسم الإسلام . وللتأكيد على ذلك تم قتل العلماء المناوئين للاحتلال بحملات الدفتردار الانتقامية . ومع ذلك لم يكتسب العلماء(الرسميين) أي أرضية عامة بين الشعب. لكن انتهى مؤقتا دور (العالم – الصوفي) , الذي يقف حاجزا بين السلطة الاحتلالية الغاشمة وبين الجماهير التيس لم تكن لديها القدرة الذاتية على حماية نفسها (6)..
    ( 4 -9 ) :
    وعندما اندلعت الثورة المهدية , أخذت الانتلجنسيا المعاصرة للاحتلال (والتي كانت قد تلقت تعليما أزهريا ) تحاول دحض المهدية بإصدار الفتاوى التلفيقية , أي قامت بوظيفتها العضوية , إذ كانت على استعداد تام لتقديم سائر التسهيلات الدينية للمحتل . ومع ذلك , نجحت الثورة المهدية .
    فقد كان محمد احمد المهدي تجديدا لنموذج الفقيه أو رجل الدين المناهض للظلم (7) بتحديه علماء السلطة الذين تراكضوا لكسب ود الاحتلال , وهنا يستنتج دكتور حيدر انه ليس بالضرورة أن المثقفين طليعة حين يكون التناقض بين المصالح الشخصية وبين الأفكار والمعرفة والمواقف الملتزمة , إذ من الممكن أن ترجح المكاسب الذاتية (..
    (5 – 9) :
    عملت المهدية على توجيه مصادرها وتقليل احتمالات الاختلاف والتنوع الفكري والثقافي, ما أنتج وجود نوع من الفراغ الثقافي والفكري., استطاع الاحتلال الثنائي الانجليزي المصري فيما بعد استغلاله بزرع انتلجنسيا ذات توجه مختلف ومصالح جديدة , يمكن رؤيتها ورؤية ممارساتها فيما بعد الكولونيالية بوضوح , إذ تحولت الحكومات الوطنية بعد خروج المستعمر إلى مستعمر جديد .
    وإذا أعدنا قراءة الفترة من منتصف القرن التاسع عشر حتى الآن أي الفترة من 1863 التي تم استهلال التعليم المدني (الابتدائي) وتعليم الإرساليات فيها. إلى أن تم تكوين التنظيمات في الجيل 141895 – 1925) نلاحظ انه منذها بدأت تتبلور المرحلة الليبرالية الوطنية التي رافقتها تأثيرات الأفكار الوحدوية (وحدة وادي النيل) واليسارية والقومية العربية حتى 1985 وصولا إلى مرحلة المركزيات الاثنية الراهنة (جبال النوبة – جنوب السودان – شرق السودان – دارفور ) .
    نلاحظ أيضا على المرحلة السابقة . أي الجيل 13 1865 – 1895) أي جيل الاستنارة – إذا جاز لنا استخدام هذا التعبير – الذي شهد جملة من التحولات التاريخية الصعبة , فقد كانت الأصداء المتلاشية للسقوط المدوي والمروع لمملكة سنار لا تزال ترن في مسامع هذا الجيل الذي اضطهد الاحتلال التركي المصري طليعته المثقفة , وقام بحملات تصفية واسعة النطاق في أوساطها . ثم جاءت المهدية لتحاصر من تبقى من الطليعة المثقفة باعتبارها البحر الكبير الذي يغمر موارد الماء الصغيرة !!!..
    (6 -9) :
    وببسط الاحتلال الانجليزي المصري لهيمنته على أنقاض الدولة المهدية أدرك الفقهاء والشعب أن التغيير الذي حلموا به إنما هو برق خلب , حال سماء الغزاة في كل زمان ومكان لا تمطر سوى الرصاص .
    وباستئناف التعليم الابتدائي وافتتاح كلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم فيما بعد ) بدأ الجيل 14 – الذي اشرنا إليه فيما سبق – عهد التنظيمات إذ حدث تغيير جوهري مهم في هذه الحقبة , لم تعد الطليعة المثقفة هي تلك الطليعة التي أنتجتها الثقافة التقليدية (الفقهاء الأزهريين أو الذين درسوا في خلاوى القرآن ) ثمة طليعة مثقفة جديدة هي التي تتلقى تعليم مدني سرعان ما ستتشكل وتستثمر معارفها الجديدة .
    ولذلك جاءت المقاومة للمحتل عبر الجمعيات الأدبية والوطنية والشعر والغناء, فبرزت في هذا السياق أسماء لامعة مثل خليل فرح (1894 – 1932)الذي كان رؤساءه ينظرون إليه بحذر لاتصاله بأعضاء جمعية اللواء الأبيض (توفيق احمد البكري , توفيق صالح جبريل , بشير عبد الرحمن ,عبيد حاج الأمين , الخ )ومع خليل فرح ظهر غناء النخبة المثقفة(خريجي كلية غردون التذكارية والمدارس الحديثة , غناء الخاصة أو غناء الصالونات كما أطلق عليه وقتها , وكان هذا النوع من الغناء مميزا بموضوعاته الاجتماعية والسياسية , ولا يزال السودانيين حتى الآن يتغنون بأغنيته الخالد (عازه في هواك ) التي انطوت على المشاعر المتفاعلة بين "عازه" – الحبيبة – الوطن . وعاشقها المناضل الجسور:
    - عازه في هواك نحن الجبال + ولليخوض صفاك نحن النبال
    - عازه ما سليت وطن الجمال + ولا ابتغيت بديل غير الكمال..
    وفي ذات السياق برز اسم الشاعر عبيد عبد الرحمن الذي كان مميزا بشعره السياسي , وهكذا كانت مسيرة الشعر "الحقيبة" بصفة خاصة تعكس بطريقة أو أخرى منذ جيل محمد ود الرضي (1865 – 1982) , إبراهيم العبادي – الذي كان رائد في فن المسرح الشعري = مسرحية المك نمر التي كتبها في 1927 , مرورا بجيل خليل فرح وعمر البنا ووصولا إلى جيل عبد الرحمن الريح ومحمد عوض الكريم القرشي (1924 – 1969) ومحمد بشير عتيق (1914 – 1992) - .. نعم هكذا كانت هذه المسيرة بطريقة أو أخرى تعكس التوق للتحرر وبناء الدولة الوطنية..
    وفي هذا السياق برزت حركة اللواء الأبيض (1924) تعبيرا عن أشواق الجماهير للحرية . مثلت حركة 1924 علامة فارقة , إذ حولت مفهوم المقاومة للظلم من إطارها ومفهومها التقليدي الإصلاحي الديني بزعامة رجال الدين منذ الجيل المؤسس(1505) إلى حركة مقاومة سياسية يقودها خريجي التعليم المدني والعسكري (علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ ورفاقهم في جمعية اللواء الأبيض ) . هذا التحول العميق سيلقي بظلاله على تاريخ السودان بعد الاستقلال (التحالف المستمر بين العسكر والمثقفين المدنيين = عبود وحزب الأمة 1958 نميري والحزب الشيوعي 1969 عمر البشير والترابي 1989) .
    هذا التحول الذي أحدثته ثورة 1924 في الدمج بين مفهومين مختلفين (المثقف المدني) و(العسكري) خلق لاحقا – في تقديري الخاص – نوعا من العلاقة الملتبسة بين القوى السياسية المدنية والجيش. في الفترات التي تلت الاستقلال .
    (7 – 9) :
    هذا التحول العميق لمفهوم المثقف في السودان , والذي أحدثته ثورة 1924 هو ما فتح – أيضا – الرؤى والأبواب لنشؤ مؤتمر الخريجين فيما بعد 1938 . لذلك أتصور أن عصر التنظيمات ممتد في الجيل التالي أي الجيل 15 1925 – 1955) , فقد بدأت مجهودات رائد التعليم الأهلي بابكر بدري , التي استهلها في 1910 في الإثمار , كما أن المدارس انتشرت .وتلقى البعض تعليما مدنيا في كلية غردون ومصر وأوروبا وهكذا برز دور المثقف الليبرالي إلى السطح بقوة متمخضا عن نضج الجمعيات الأدبية والاجتماعية .
    كانت هذه المرحلة التي بدأت ملامحها تتضح في العشرينيات من القرن الماضي مرحلة قوية لجيل ما بين الحربين العالميين , ستظل تلقي بظلالها حتى الستينيات التي تمخضت عن ( جبهة الهيئات ) التي كانت في احد أوجهها محاولة لفك الالتباس في مفهوم (المثقف ) (العسكري) .
    فعاليات جيل ما بين الحربين العالميين التعليمية والعلمية والتوعوية والفنية والثقافية والأدبية , عبرت عن نفسها في الشعر والغناء لتصل ذروتها في ثورة (1964) ..
    كما كانت تعبر عن نفسها منبريا من خلال مجلة الفجر وحضارة السودان ..
    إذن منذ 1924 طبعت الحركة السياسية والثقافية أهداف استقلالية من كل تبعات الاحتلال. تم التعبير عنها بأشكال مختلفة من خلال التجمعات الطلابية وتضامنيان الجبهة الوطنية المعادية للاستعمار ومنتديات وجمعيات وأحزاب المثقفين وتأسيس أولى الراديكاليات الشيوعية.وهكذا من جدل التلاحم برزت رؤى جديدة في تأويل النص الديني (محمود محمد طه) مختلفة عن التأويل التقليدي , فمع محمود محمد طه كانت الحرية هي القاعدة التي ينهض فيها الإسلام , وكان العقل – لا الوجدان فحسب – مصدرا للحصول على المعرفة .لا يقل أهمية .
    هذا الزخم من الرؤى والأفكار والنشاط وصل إلى مداه معلنا طرد المستعمر من داخل البرلمان في 1956.
    ( 8 – 9 ) :
    وهكذا تبدأ مرحلة جديدة من تاريخنا الوطني مع الجيل 16 : ( 1855 – 1985) فقد برز دور المثقف إلى السطح بقوة اكبر في كل مناشط الحياة , ووصل ذروته في ثورة أكتوبر 1964 . الشعبية الهادرة. التي أطاحت بحكم الفريق عبود – الذي كان قد تمت مباركته من حزب الأمة في 1958 – لكن يلاحظ على هذه الفترة أيضا أن دور المثقف مثلما برز بقوة من خلال الطلاب والأحزاب السياسية وجبهة الهيئات (التكنوقراط) انحسر فيما بعد كذلك بقوة , إذ سرعان ما انسحب معظم جيل ما بين الحربين العظميين إلى الوراء مفسحا الطريق لصعود جيل جديد يحتوي على ألوان الطيف السياسي المختلفة . فهذه المرحلة تجاذبتها أشواق اليمين الطائفي وتطلعات اليسار( الشيوعي والقومي العربي) والقوى الاسلاموية التي كانت قد أكملت تشكلها في "حظيرة" الطائفية , فغادرت هذه الحظيرة , معلنة بدء المذابح السياسية والعسكرية , والمذابح وسط المثقفين بصورة عامة ( اتهام الطالب شوقي , معهد المعلمين بالردة 1966 – وطرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان على خلفية هذا الاتهام . وإعدام عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي وأعضاء سكرتاريته في 1971, ولاحقا إعدام محمود محمد طه 1984 تطبيقا لحد الردة , فمحاكمة البعثيين الأربعة بذات التهمة 1984,وإعدام 28 ضابطا اثر انقلاب رمضان 1990الخ ) مع تنامي هذه الاتجاهات في التفكير لعدة عقود واستمرار التشجيع للعسكريين على الانقلاب على العهود الديمقراطية قصيرة الأجل , وتقويض الروح المدنية التي لم يشتد ساعدها , تم اشتراع أكثر الآليات جذرية الفترة من الستينيات حتى الثمانينيات من القرن الماضي لتصفية المثقفين , سواء كان بالدعاية المضادة أو الإعدامات العسكرية وإعدامات ما أطلق عليه نميري العدالة الناجزة .
    وهكذا بدا دور المثقف في التراجع . خاصة أن السبعينيات مثلت بدايات الاغتراب والهجرة المنتظمة من داخل السودان إلى خارجه . ليأتي عقد الثمانينيات وتجد الحركة الاسلاموية المسرح مفتوحا لها دون مقاومة فاعلة , إذ عملت منذ المصالحة الوطنية في 1976 على احتواء نظام نميري وتصفية المثقفين وإضفاء مشروعية لهذه التصفية التي تم استخدام نميري أداة لتنفيذها .
    هكذا أخلت الحركة الاسلاموية المشهد من المثقفين الفاعلين في الحركة السياسية , وأضعفت المحتملين المتبقين ممن بقدرتهم مقاومة خطابها التلفيقي فعم الفساد الاسلاربوي بدمج التنظيم في جهاز الدولة ومؤسسات الاقتصاد الوطني . وغيرها من الأمور التي تكفي لإدانة الحركة الاسلاموية دون محاكمة والعمل على اجتثاثها نهائيا .
    إذن أشرت أواخر الستينيات على بدايات الغياب الفاجع للمثقف العضوي. ما جعل المرحلة التي تلتها أي منذ 1985 تعج بمتناقضات وتعقيدات عجز المثقف المنهك نتيجة القمع والتشريد والحياة السرية تحت الأرض من التصدي لها.
    فهناك ضغوط كبيرة تعرض ويتعرض لها المثقف في السودان , فالأجهزة الأمنية تلاحقه كونه أداة تحريك للجماهير وقادة الأحزاب المعارضة يسعون جاهدين لاقصاءه وتهميش دوره , ففي لا شعورهم أن المثقف يشكل تهديدا مباشرا لمراكزهم الحزبية – كثيرون هم السياسيين الذين لا يجيدون السياسة كفن وتخصص قائم بذاته , باعتباره احد أنماط الثقافة , ومعظم السياسيين السودانيين انخرطوا في العمل السياسي بدوافع ذاتية أو قبلية أو طبقية أو بيوتاتية دون أن تكون لهم دراية كافية أو فهم عميق لماهية الفكر الذي يؤطر فعلهم السياسي في المجتمع , على عكس المثقفين – بسعيه للكشف عن جهلهم أو تعرية فسادهم وأخطاؤهم .
    كذلك التيارات الاسلاموية تترصد المثقف فتدبج الفتاوى بحقه أما تهديدا أو تغريبا عن المجتمع , بحيث انه أصبح من الصعب على هذ1ا المثقف المحاصر من كل الاتجاهات أن يتمكن من إشعال ثورة حقيقية .
    (9 – 9 ) :
    هل لنا أن نتساءل بعد : كيف آلت الأمور إلى هذا الدرك ؟!..
    لقد مثل نظام نميري 25 مايو 1969 اخطر العلامات الفارقة في تاريخ السودان الحديث , وفي أوضاع ومتناقضات وخطابات وحروب ومؤثرات يعاني منها السودان والمثقف السوداني حتى الآن , فنتيجة للقمع المايوي تم إضعاف المثقفين لأقصى حد , وعلى الرغم من واقع الاغتراب والهجرة خارج السودان والتشريد داخله تبلورت النخب المثقفة – سواء من تبقى في الداخل أو الذين فضلوا النفي الاختياري أو الإجباري – أكثر بكثير مما كانت عليه في الأجيال السابقة , بحيث استقطبت جماعات مثقفة ومتخصصة لتؤثر في العقل المركزي للسودان سواء كان من خلال منتجاتها الفكرية التي تمكنت من تأسيس مساحات نشطة وفعالة أو بدورها في قيادة أو توجيه أو الهام قوى سياسية مطلبيه (الهامش) ..
    وهكذا برزت ادوار فعالة بحكم عدد من آليات التطور والانفتاح على الثقافات الغربية . لكن رافق ذلك زيادة نفوذ الاسلاموية , دون حاجة للاستتار خلف العسكر كما في عهد نميري , بل تم تسخير المؤسسة العسكرية لحماية ظلاميتها العلنية دون حرج ..
    - يتبع –
    هوامش :
    (1) دكتور سيار الجميل . الانتلجنسيا العربية . رؤية معرفية في بنية الأجيال . مجلة الديمقراطية . العدد 18.القاهرة 2005. ص : 17 .
    (2) دكتور حيدر إبراهيم علي . المثقفون : المفهوم والتكوين في السودان .مركز الدراسات السودانية .القاهرة 2001 ص : 10
    (3) تيري اينغلتون . أوهام ما بعد الحداثة . ترجمة ثائر ديب . الحوار اللاذقية . الطبعة الاولى2001ا.ص : 173
    (4) أنظر : دكتور سيار الجميل . المجايلة التاريخية في فلسفة التكوين التاريخي .نظرية رؤيوية في المعرفة العربية الإسلامية . طبعة أولى بيروت – عمان الأهلية للنشر 1999.
    (5) دكتور سيار الجميل . الانتلجنسيا العربية . رؤية معرفية في بنية الأجيال . مجلة الديمقراطية . العدد 18.القاهرة 2005 ص: 43
    (6) دكتور حيد إبراهيم " مرجع سابق" ص: 50
    (7) السابق ص: 57
    ( نفسه ص : 62
    (9) نفسه ص : 63
                  

07-16-2006, 02:28 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    حول أفكار هذه الورقة :
    (1 – 6) : وبعد أن انتهى الكثيرون في شأن السودان الى التسليم بأن مصيره الى التفتت , ومآله الى الانفصالات , نجد أن فكرة (وحدة السودان) لا تزال بحاجة الى اعادة تأسيس في الوعي السوداني اليوم أكثر من أي وقت مضى .
    فالكثيرون يعيشون وحدة السودان على صعيد الشعارات , بينما يحيون عملية بناء الدولة الانفصالية . ونشؤ المركزيات الاثنية في الاطراف . . حتى الوحدويون منهم يفكرون في الوحدة بينما يبنون الانفصال , فيما يبدو أن الجميع تخلى عن الحلم بسودان موحد ديموقراطي مستقل . مذعنين للفوضى المرعبة التي يمثلها السودان الراهن .
    وهكذا ما سنطرحه هنا ليس بديلا بقدر ما هو اصرار على الاستمرار في (حُلُم) السودان الموحد . والقول : أن بمقدورنا الاتيان بما هو أفضل مما نراه الآن .
    وهنا يبرز دور المثقف في إعادة تأسيس الوحدة في الوعي السوداني , وهي ليست عملية سهلة , شأنها شأن عمليات البناء : معقدة وطويلة الامد , خاصة في ظروف حكم الانقاذ التي حاصرت المثقف وهمشت وأقصت دوره بل والغته في الحياة السياسية .
    وهذا يقود الى قضية الديموقراطية , التي لن تتحقق في ظل الحصار المتعاظم لدور المثقف , بمزيد من العوائق والازمات التي وفرت الانقاذ كسلطة استبدادية فاسدة شروطها مع سبق الاصرار والترصد ..
    ظللنا نتساءل طوال السنوات الماضية , كيف استطاع نظام (اسلاربوي) قمعي فاسد على شاكلة نظام الانقاذ , الذي ولد وهو يحمل بذور فناءه داخله .. كيف استطاع مثل هذا النظام الشائه البقاء والاستمرار , وايصال السودان الى هذه المرحلة من التمزق ..
    بالطبع ثمة آراء واستنتاجات وتصورات مختلفة , تمثل مختلف الاتجاهات السياسية , تجيب عن هذا السؤال , لكن ليس من بينها : الغياب الفاجع للمثقف!!..
    هذا المثقف الذي – بعكس السياسي – يجيد معظم أنماط الثقافة ويدركها – بما فيها النمط السياسي – لأنه يمتهن الثقافة ويمتلك ملكة الابداع , باعتباره منتجا للثقافة (1) ..واذ نتناول موضوع (الغياب الفاجع)للمثقف في السودان , فذلك لأن دوره – المثقف – ظل شاغل لكثير من الكتابات لوقت طويل .
    وبالعودة الى الوراء يمكننا ملاحظة ان فترة زمنية محددة مثل العشرينيات تمخضت عن مثقفين لامعين – بصرف النظر عن تصوراتهم المختلفة حول السودان – مثل عرفات محمد عبد الله ومعاوية محمد نور والتيجاني الماحي وبابكر بدري وابراهيم احمد وعبد المجيد امام و آخرون غيرهم ..
    الى جانب تكوينات فاعلة في مسيرة تاريخ السودان الحديث , والتحولات التي مر بها , مثل جمعية " اب روف" واللواء الابيض ومؤتمر الخريجين .. هذه التكوينات التي بناها المثقف , وشكلت علامات فارقة في سيرورة السودان . اذ امتد اثرها حتى الان (2) ..اذن عبر المثقف السوداني عن نفسه وعن تطلعاته لوطنه الذي يريد عبر مختلف المنابر والمجلات والاصدارات مثل حضارة السودان ومجلة الفجر , الخ ...
    الادوار المختلفة التي لعبها المثقف في تلك الفترة تكاملت وترتب عليها نشؤ الاحزاب السياسية , بتوجهاتها المختلفة فيما بعد ..
    واستمر المثقفون السودانيون يلعبون ادوارهم المختلفة في المجتمع ليتمخض وعيهم لاحقا ومنذ السبعينيات عن مجلة القصة - الى جانب ضغوطاته على المؤسسة الثقافية للدولة , التي اثمرت مجلة الخرطوم والثقافة السودانية – وسوداناو sudanowوالاذاعة والتلفزيون والثقافة الوطنية ووازا وحروف , الخ من مجهودات بذلها المثقفون ...
    اذن مثلت الفترة من الاربعينيات الى الثمانينيات من القرن الماضي , فترة نشطة باتجاه تاسيس منابر المثقف , التي لم تتوقف في حدود الاصدارات فقط . اذ رافقتها تكوينات ثقافية مثل رابطة سنار الادبية ورابطةالجزيرة للاداب والفنون ورابطة الاصدقاء الادبية بكوستي , الخ حتى بدا ان مدن السودان المختلفة تكاد لا تخلو من تكوين ثقافي بناه المثقف . للعب دور ما في المجتمع المحلي , ويتطلع به – هذا التكوين – للعب دور قومي ..
    وفي هذا السياق , ومع اشتداد عسف السلطة الاسلاموية منذ 1989 مثلت مكتبة البشير الريح , الرئة التي يتنفس خلالها المثقفون , بعد ان صادر النظام الاسلاموي (اتحاد الكتاب السودانيين) وحل كل الروابط والجمعيات الادبية والاجتماعية في العاصمة والاقاليم اثر بيان عسكري فج . وهكذ تفرق المثقفون ايدي سبأ بحل المنابر التي كانوا ينضوون تحت لواءها ..
    ومع ذلك , كان المثقف كلما حطموا له كيانا أوجد كيانا آخر , فبتعرض مكتبة البشير الريح للاغلاق اكثر من مرة , وتضييق الخناق على المثقفين , لجأالمثقف الى المراكز الاجنبية(الفرنسي, الثقافي البريطاني , الخ ..) ونهض من قلب هذه العتمة في مركز اخر : عبد الكريم ميرغني , ثم عبد المجيد امام و مركز الدراسات السودانية ونادي القصة السوداني ...
    هذه الحركة الدؤوبة التي لم تنقطع خلال نصف قرن من الزمان , على الرغم مما تخلفه من رهق وغياب أحيانا , ظلت تؤشر على الدوام على شيء واحد : أن هناك مثقف سوداني , لا يبحث عن دور فقط في المجتمع , بل ويعرف دوره بالضبط , وان هناك مثقف مستهدف باستمرار بقمع السلطات السياسية والاجتماعية احيانا , وان هناك مثقف مهدد بالصمت والسكت والغياب الفاجع
                  

07-16-2006, 02:29 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    2 -6) :
    رافق نشاط المثقفين في منابرهم التي حاولوا تشييدها خلال ازمات الواقع البائس وحصارات وقمع السلطات الاستبدادية والملاحقات الامنية التي تعرضوا لها , وتعرضت لها منابرهم , نوافذ ثقافية في الجامعات السودانية , مثلتها الروابط الاجتماعية والثقافية والاقليمية , التي حاولت ان تسهم مع المثقف المحاصر خارج اسوار الجامعات , في صياغة المعنى الاجتماعي العام للسودان .
    لكن هل نجحت هذه المحاولات حقا في صياغة اي معنى اجتماعي عام ؟!..
    يكفي ان نلقي نظرة واحدة على المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي السوداني .. ماذا نرى :
    وطن متنازع تتآكله نزعات القبلية , مهدد بالانفصالات .. وطن لا يزال مقعيا في أحد الازقة السحيقة للتاريخ .. وطن تنتظر مؤسسته العسكرية الفرصة في كل عهد ديموقراطي قصير الامد للانقضاض والاجهاز على مخاض روحه المدنية التي تتطلع للولادة ..وطن لا تزال الامراض المنقرضة تاريخيا , مثل الكوليرا والملاريا والسل تحصد ارواح مواطنيه .. هل هذه هي ثمرة نضالات المثقفين السودانيين ؟ ! ..
    في تقديري الخاص أن احد اسباب هذه المشكلة , يكمن في تواطؤ عدد كبير من المثقفين وانحيازهم لمصالحهم الذاتية خصما على الاجندة الوطنية , سواء باستمرارهم في اعادة انتاج الثقافة التقليدية او تواطؤهم مع الحكومات الاستبدادية والقوى الطائفية التي تنطوي مشاريعها اصلا على روح مضادة للتقدم , وحصيلة ذلك – الموقف المضاد للتقدم – التخلف المريع الذي يعيشه السودان اليوم ..
    ربما يبرز سؤال : اذن اين كان المثقفين الديموقراطيين التقدميين المنحازين للاجندة الوطنية ؟!..
    وهو سؤال لا يمكن الاجابة عنه بصورة مباشرة , ففي فوضى الانقلابات والاستهداف المتعاظم للمثقفين منذ الستينيات بجعلهم "دريئة من قش" وتشويه مواقفهم وتصويرها على نحو كاريكاتوري او بصورة تصورهم كشخصيات سايكوباتية , بل وابتذالهم ونعتهم ب"المثقفاتية" , وجعلهم موضوعا دراميا لجماعات "الحلمنتيش" المبتذلة .. الى جانب انهيار اوضاعهم الاجتماعية بسبب الاستهداف المتعمد والمستمر من قبل الحكومات العسكرية, وتعاظم هذا الاستهداف ابان فترة النظام الاسلاموي الحالي , وتسخير هذه النظم الشمولية المستبدة لجهاز الدولة , ليصبح محض جهاز قمعي ..
    في خضم كل هذه الفوضى من الاستبداد والفساد والتشريد والنهب المنظم للموارد والاحالة للصالح العام , فقد المثقف ثقته بنفسه بعد ان ضعفت شوكته , بالتالي قدرته على التغيير ..
                  

07-16-2006, 02:29 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    وببروز النص الاسلاموي بمثابة نص على النص الحقيقي , حوصر الواقع برؤية آيديولوجية مفعمة بالالتباس والتلفيق طرحت نفسها حينا : صحوة اسلامية – وحينا اخر : جمهورية اسلامية , الى ان بلغت منتهاها في المشروع الحضاري , او (دولة الخلافة) – كما عند"المثقف" المرحوم فراج الطيب - , فمثلت الذروة في الالتباس والتلفيق – فقد شبه العبد الفقير لله المرحوم فراج الطيب "الجنرال" عمر البشير بأمير المؤمنين عمربن الخطاب- هذه الفوضى التي تعاد فيها عملية اعادة انتاج واسعة النطاق للثقافة التقليدية , من قبل المثقفين "المسيسين الطائفيين والاسلامويين" الذين تواطأوا ضد الحقائق الاساسية لمجتمعات السودان المتباينة في عقائدها وثقافاتها واعراقها ..
                  

07-16-2006, 02:31 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    4 – 6) :
    اذن استهدفت الايديولوجيا المثقفين , فاصبح على رأس قائمة المطلوبين : المثقفين الديموقراطيين التقدميين .. فحاصرتهم بدعايتها المضادة , لتغريبهم عن مجتمعاتهم وتشريدهم عن بيوتهم وعملهم , بل ولاحقتهم واعتقلتهم وعذبتهم وعندما اطلقت سراحهم اصبحوا غرباء فعلا في بلادهم التي طالما حلموا بها وطنا اجمل ..
    وهكذا انجز مشروع "الغياب الفاجع" .. غادر المثقف وهو يحمل هموم تكوين معارضة سياسية ذات نسيج ثقافي , رغبة في اظهار قضية السودان الذي خرج منه مهزوما ومجروحا ومكسور الخاطر – حيث لا عزاء في أغنية عثمان اليمني : نحنا ناس حياتنا جبر خواطر.. أو المثل السائد: كل مكسور بينجبر الا الخاطر - .. ومع ذلك , حاول المثقف وهو في منفاه داخل الوطن او خارجه , منفاه الجبري او الاختياري الاستمرار في الكشف عن كل ما يتصل بالاستبدادد والقمع وغياب حرية الراي والتنظيم و تهميش الشركاء في الوطن
                  

07-16-2006, 02:32 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    (5- 6) :
    ثمة عوامل اخرى اسهمت في غياب المثقف , مثل انهيار الطبقة الوسطى التي ان لم ينتمي اليها المثقف طبقيا او اجتماعيا انتمى اليها روحا . فبتهاوي هذه الطبقة تحت ضربات النظام الاسلاموي , اصبحت المجتمعات السودانيسة غير قائمة على نفوذ وقوة الطبقة الوسطى , كطبقة تاريخية مسئولة عن انتاج المثقفين – بصورة خاصة – فمع اثننة الانقاذ للسياسة واستمداد قوة مشروعها الاسلاموي – الحضاري- من نفوذ العشائر والقبائل والبيوتات , وتفتت الطبقة الوسطى عمليا , توغل المثقف اكثر فأكثر في الغياب
                  

07-16-2006, 02:33 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    (6 – 6) :
    هنا يبرز سؤال اخر حول مستقبل الديموقراطية والاسلام السياسي , وغني عن القول التشديد على الاصالة والعودة الى تاريخ انقضى وولى كقاعدة للانتقال الى المستقبل , بدلا من اجتراح هذا الانتقال وادواته في التاريخ العالمي للحداثة , يعتبر تسويقا للأسس الايديولوجية للاسلام السياسي , كما ان المثقفين الذين يقومون بدور المؤامة والمصالحة والتلفيق – وما اكثرهم في ظل الانقاذ – بين الاسلام السيتاسي وبين الديموقراطية الليبرالية , هم في الواقع يجعلون التصالح مع الاسلام تاكتيكيا , كما يعتبر الاسلامويون الحوار الذي يتكالبون عليه الان مع القوى السياسية التقدمية شأنا سياسيا لا يستتبع تنازلا عن اسسهم الايديولوجية (3) التي تنهض في – الاسلام الصحيح وفقا لمزاعمهم – وكما يتصورونه كحراس للنوايا ومُلاك للحقيقة المطلقة , اصطفاهم ربهم - دونا عن سواهم من عباد الله المغلوبين على امرهم ازاء فتاوى الترابي التاكتيكية - للاهتداء لهذا الاسلام الصحيح ..
    - يتبع –
    هوامش :
    (1) صاحب الربيعي . الصراع بين السياسي والمثقف : قيم ام مصالح . مجلة الديموقراطية . العدد 18 القاهرة 2005 ص : 43
    (2) أنظر مقالات (1 – 6) : احمد ضحية . صحيفة الصحافي الدولي 2001 . سؤال الهوية في فكر النهعضة السودانية
                  

07-16-2006, 02:33 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    (6 – 6) :
    هنا يبرز سؤال اخر حول مستقبل الديموقراطية والاسلام السياسي , وغني عن القول التشديد على الاصالة والعودة الى تاريخ انقضى وولى كقاعدة للانتقال الى المستقبل , بدلا من اجتراح هذا الانتقال وادواته في التاريخ العالمي للحداثة , يعتبر تسويقا للأسس الايديولوجية للاسلام السياسي , كما ان المثقفين الذين يقومون بدور المؤامة والمصالحة والتلفيق – وما اكثرهم في ظل الانقاذ – بين الاسلام السيتاسي وبين الديموقراطية الليبرالية , هم في الواقع يجعلون التصالح مع الاسلام تاكتيكيا , كما يعتبر الاسلامويون الحوار الذي يتكالبون عليه الان مع القوى السياسية التقدمية شأنا سياسيا لا يستتبع تنازلا عن اسسهم الايديولوجية (3) التي تنهض في – الاسلام الصحيح وفقا لمزاعمهم – وكما يتصورونه كحراس للنوايا ومُلاك للحقيقة المطلقة , اصطفاهم ربهم - دونا عن سواهم من عباد الله المغلوبين على امرهم ازاء فتاوى الترابي التاكتيكية - للاهتداء لهذا الاسلام الصحيح ..
    - يتبع –
    هوامش :
    (1) صاحب الربيعي . الصراع بين السياسي والمثقف : قيم ام مصالح . مجلة الديموقراطية . العدد 18 القاهرة 2005 ص : 43
    (2) أنظر مقالات (1 – 6) : احمد ضحية . صحيفة الصحافي الدولي 2001 . سؤال الهوية في فكر النهعضة السودانية
                  

07-17-2006, 11:42 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: Sabri Elshareef)

    تحياتي صبري أيها الجميل
    تقسيمك للورقة افضل من تقسيمي لها ,لك الحب والمودة
    احمد
                  

07-17-2006, 01:00 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد (3 – 5) (Re: احمد ضحية)

    علاقة المثقف والسلطة ومخاض السودان الجديد
    (1 -5 ) :
    إذن مثل كل العالم النامي , نشأت الانتلجنسيا في السودان , نتيجة سببين متداخلين , أحدهما له طابع فوقي يرتبط بحركة التحرر الوطني ضد الاستعمار , والسعي نحو بناء الدولة الوطنية .والآخر نتيجة عملية بناء وتوطين جهاز الدولة (1) ..تأثرت الانتلجنسيا في السودان المعاصر , بالانتلجنسيا التقليدية (علماء الدين) لكنها تأثرت أيضا بالمعارف والعلوم الحديثة والأفكار الجديدة .
    يشير دكتور حيدر إبراهيم إلى أن احد الباحثين يرى ثمة توهم بأن المثقف خارج السلطة , ولكنه بداخلها , بمعنى وجود معارضة داخل السلطة لا خارجها , حين يبحث المثقف المسيس عن بديل داخل النسق السياسي القائم ..
    وهناك حالات المثقف داخل السلطة وخارجها في آن واحد , وذلك لأنه ينتمي إلى مؤسسة تديرها السلطة الحاكمة , ولكن على مستوى المبادرة الفكرية هو خارج هذه السلطة , وهذا لا يعني عدم وجود قلة تحاول أن تكون خارج السلطة , أو خارج كتلتها التاريخية (المؤسسة العسكرية , الأمة , الاتحادي , الحركة الاسلاموية والطائفية بصورة عامة) متناقضين فكريا معها , وينشطون سياسيا بهدف تغييرها , وقد يكون هؤلاء عاملين داخل أجهزة الدولة نفسها , لأن تحديد داخل / خارج السلطة يتم حسب الموقف الفكري والسياسي , أي بحالة الوعي وليس بحالة الوجود (2) .. ومن هنا ينطلق دكتور حيدر لدحض فكرة "التجسير" بين المثقف والسلطة , مشيرا إلى أن محاولات البعض تعميم فكرة التجسير بالقول أنها موجودة فعلا في المجتمعات الغربية وهي التي تجنب تلك المجتمعات التوترات , فذلك لأن المثقف هناك ليس بعيدا عن السياسة ومراكز اتخاذ القرار , ودوره مؤثر من خلال توعية الرأي العام أو تقديم النصح والمشورة للنخبة الحاكمة في الاقتصاد والاستراتيجيا والعلوم والفنون . كما يقوم بمهام عديدة ذات صلة بالعمل السياسي , مثل العلاقات العامة , كما تظهر في الحملات الانتخابية وقياس الرأي العام والاتجاهات , ويمثل المتخصصون المثقفين مجموعات أو ما يسمى think – tank تساعد في وضع القرار وإيجاد المبررات والتوضيحات وتقديم الحلول العملية أي الاستشارة السياسية المتكاملة , ومثل هذه العلاقة ممكنة في مجتمعات ديمقراطية وتعددية ليبرالية تكفل حق الاختلاف (3) ..لكن في مجتمعات استبدادية مثل حالة السودان الذي يقسم رئيسه بالطلاق في شئون الحكم والسياسة كأنه يفاوض على سعر"بعير" في "سوق الناقة" بأم درمان .فذلك غير ممكن؟! ..
    من الصعب أن يتنازل مثل هذا الحاكم المستبد عن سلطته المطلقة طواعية للمثقفين , إذا لم يشكلوا قوة ضغط مؤثرة ومنظمة , لذلك يتم نسف فكرة التجسير هنا من أساسها (4) فالأمر لا يحتاج إلى جسور أو توفيق لوجهات النظر بل تغيير جذري , بتقويض نظام حكم المؤتمر الوطني الاسلاموي الفاسد وبناء نظام ديمقراطي على أنقاضه .
    ( 2 – 5 ) :
    لقد وصلت أزمة المثقف والسلطة إلى ذروتها خلال عصر الإنقاذ , فقد هزم المثقف هزيمة ساحقة , وماحقة لدوره الطليعي , فالدينامية الاجتماعية التي رافقت الفترة من العشرينيات حتى السبعينيات انتقلت إلى فئة المثقفين البيروقراطيين , وبالتالي ضمر مركز الأحزاب والتنظيمات السياسية وانتقل إلى جهاز الدولة , فقد صعدت البيروقراطية والعقائدية العسكرية والمدنية عدة مرات من خلال الانقلابات في (1958 – 1969 – 1989 ) على حطام النخبة المثقفة وكان ثمن هذا الصعود هيمنة العسكرتاريا أو العقائدية أو هيمنتهما معا كما في حالة الإنقاذ( يونيو 1989) , بالتالي التهميش الدائم والعزل المنظم بل التشريد المتواصل للمثقف , ومنعه لعب أي دور مستقل في الحياة السياسية والاجتماعية , وهو ما يفسر أيضا – إلى جانب عوامل أخرى اشرنا إليها في حلقات سابقة – اغتراب وهجرة مئات أو الآلف العلماء والمهندسين والمفكرين والأدباء والفنانين إلى الخليج واليمن وأميركا وأوروبا وكندا واستراليا ..
    ( 3 – 5 ) :
    ما هي الأسباب التي دفعت بالعبدلاب والعنج لبناء دولة واحدة مركزها سنار , وما هي الأسباب التي دفعت بالفور والعرب لبناء دولة واحدة مركزها الفاشر , وما هي الأسباب التي حركت الفاشر وسنار لبناء مركز جديد في أم درمان , كحاضرة للسودان الكبير الموحد ..
    في ظني يمكن قراءة ذلك بطريقة مختلفة عما هو سائد – بعيدا عن مفهوم "الفرن " أو الدمج القسري أو "إعادة الإنتاج" وما يرافق هذا المفهوم من أحاسيس بالقسر والاضطهاد التاريخي والتدني أو التقدير المبالغ فيه للذات في الهامش – نعم يمكن قراءته بطريق مختلفة إذا أعدنا قراءة الوعي السوداني للكشف عن التصور الوحدوي في سنار والفاشر وأم درمان .
    فإعادة قراءة التجربة السنارية والتحالفات التي نهضت عليها , وإعادة قراءة سلطنة الفور – بل وحتى مملكة المسبعات في كردفان التي شملت "مهشمي"جبال النوبة - , نلاحظ أن كل هذه الممالك أو السلطنات نهضت في تحالفات شبيهة بتحالف سنار بطريقة أو أخرى . , وان أهم ما يمكننا الخروج به منها هو الحراك الاجتماعي الضخم الذي أحدثته , فالمهدية – مثلا – تمكنت من تحريك الشعوب السودانية بمختلف اثنياتها من أنحاء السودان المختلفة إلى مركزها في وسط السودان .فأم درمان . فمن شأن مثل هذه المراجعة أن تثمر جدلا واعيا حول تقويم التاريخ والتراث السوداني – الذي لا يخلو من ايجابيات عديدة – وتوظيف هذه الايجابيات في فهم الهوية الوطنية بصورة ايجابية , بالتالي الإفادة من ذلك لتصحيح وتقويم الحاضر, بدرجة أو أخرى , لا ستشراف المستقبل "الفدرالي" المثمر للسودان دون شك .
    فالتراث عموما باستثناء (العقيدة) يصبح تاريخا يدرس ويُدرس دونما حاجة للتشبث به , لا لشيء إلا لأن العصر تجاوزه , وإلا سيصبح التشبث بالتراث خاصة ما هو غير مفيد , واجتراره عائق أمام الوحدة والتقدم , وهذا يعني ضرورة إعادة بناء الثقافة الوطنية التقليدية وتحويلها إلى ثقافة وطنية ثورية .
    فإذا كانت الطائفة هي مرحلة متقدمة عن القبيلة , والحزب السياسي مرحلة متقدمة عن كل ذلك , فإننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تغيير الواقع الاجتماعي للمضي ابعد من ذلك , بأن تكون لنا أحزاب حقيقية (برامجية) لا تعتمد على الولاء القبلي أو الطائفي أو الانتماء الديني في نفوذها , وان تكون لدينا تحالفات كبيرة (شبكة مؤسسات مجتمع مدني – جبهة ثقافية – وحدة قوى السودان الجديد أو كتلة قوى السودان الجديد)وهذا لا يعني أن نكتفي بتغيير الواقع الاجتماعي فقط , بل أن نعمل أيضا على تغيير المفاهيم المتصلة بالثقافة الوطنية وأبنيتها ومناهجها وتصوراتها للعالم وقيمتها , وإلا فان تبريرات الدعائية الطائفية والاسلاموية والاثنية ستودي بهذه الثقافة للحفاظ على تقليديتها – سواء كان ذلك في المركز أو الهامش – التي سرعان ما ستستعمل للانقضاض على الكتلة التاريخية (x) التي بإمكانها أن تشيد السودان الجديد فعلا , فالمكونات التقليدية مثل "روح وريحان" و" المنتدى الفقهي" و "وجه النهار"و "العلم والإيمان" , الخ ..من برامج تراثية محلية ومستوردة من العالم العربي الإسلامي يتم توظيفها كمعاول هدم لمشروع التنوير باسم الإسلام , وهو ما يفتح الباب واسعا لبرامج المنوعات لتستضيف برامج مضادة للتغيير الاجتماعي في المنوعات المسائية المزعومة بتلفزيون السودان – الذي يفترض انه جهاز قومي وهو ليس كذلك قطعا – مثل استضافة المك ناصر وحاشيته من الجموعية قبل أشهر قليلة في منوعات المساء للتفاخر بأنهم –قبيلة الجموعية – "أصحاب البلد" وأنهم تكرموا وتفضلوا على السودان بقطعة الأرض – التي هي في الواقع جزء صغير جدا من مليون ميل مربع مملوكة لحكومة السودان وفقا لقانون الأراضي منذ كانت مؤسسة الأراضي ضمن مسئوليات الجيش- التي شيد عليها مطار الخرطوم الجديد , الذي كان من المفترض أن يطلق عليه اسم الجموعية أو يسمى مطار المك ناصر ؟؟؟؟الخ من ترهات ..تسهم في تشكيل الوعي الجمعي بالاتجاهات الخاطئة في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة والمعقدة من تاريخ السودان ..
    يجب ألا يفهم من حديثي هذا أنني ضد الجموعية , فهذا ليس صحيحا , فاستضافة "مك الجموعية" أو "سلطان الداجو" ليقول مثل هذه الأمور لا تهمني ولا أظنها تهم السودان الكبير في شيء ..ما يهم حقا هو أن تتم مثل هذه الاستضافة بطريقة مدروسة تسهم في تكريس "السودانوية"وليس"القبلية" ..بحيث تضيف إلى رصيد وحدة السودان, لا أن تخصم من هذا الرصيد الفقير.
    ما أعنيه بالضبط أن تراعي هذه البرامج عدم إثارة النعرات العرقية , فهز السيف ( على طريقة يا بلد نحنا وحدنا رجالك) تجعل جهاز التلفزيون أكثر جهلا من الجهل الذي هو عليه , في وعيه بحقيقة وطبيعة دوره "القومي " الفعلي , كما تكشف عن عدم وعي هذا الجهاز بالشعار الذي رفعه(التنوع في إطار الوحدة) هذا التنوع الذي لا يفهم منه الاسلامويين العنيفين القائمين على أمر التلفزيون سوى" الكمبلا" و "الطمبور "و "الكسوك", الخ فبنظرهم أنهم عندما يعرضون تراث الهامش في الرقص والغناء إنما يحققون الشعار المرفوع – إذن كل ما يفهمونه عن تنوع الهامش يتلخص في الرقصات والغناء فقط – وهو دون شك تفريغ للشعار المرفوع , فقد اعتادت الإنقاذ تفريغ الشعارات من مضامينها النبيلة , وقد فرغت شعار الفدرالية من محتواه من قبل . أن قضية التنوع اكبر من هز السيوف أو العجيزات . إنها باختصار تتلخص في كيف يسهم الهامش مع المركز في صياغة المعنى الاجتماعي العام لكل السودان, لا في الرقص والغناء فحسب.
    ما يطرح الحاجة لتلفزيون جديد في برامجه الحية , يطرح – على نحو خاص – ما هو جوهري في قضايا التنوع الثقافي والتباين العقدي والاثني , ونقاط الالتقاء أو المشترك بيننا جميعا . وهو أمر يقتضي مذيعين حقيقيين على درجة معقولة من الثقافة والوعي . وهذا لن تحققه إلا سياسات جديدة للإعلام عموما سياسات ترمي لتعميق نقاط الالتقاء بين السودانيين في أطراف الجغرافيا المختلفة. سياسات تفهم معنى أن يكون لك "شركاء أصيلين" في الوطن , من حقهم أن يروا أنفسهم "ذاتا" فاعلة لا "موضوعا"من موقع الآخر الذي يجابه "الذات "المركزية .منذ 1956.
    ما نرمي إليه انه يجب أن نعمل على معالجة الثقافة التقليدية في كافة مستوياتها بتفريغها من هذه العتمة التي تعتمل داخلها.واحتواء مراكز الخطورة فيها على مشاريع الوحدة الوطنية والتحديث , فدون ذلك لن يكون لدينا مجتمع مدني حقيقي ولا مؤسسات مجتمع مدني حقيقية ولا أجهزة قومية حقيقية في المحصلة النهائية لا وطن حقيقي أو دولة حقيقية بين دول العالم الواسع , الذي نشعر بالخجل عندما نتجول فيه ونرى الهوة التي تفصلنا عنه .
    ( 4 – 5 ) :
    ما تقدم لن يتم إلا بضغط من الكتلة التاريخية (الكتلة التاريخية المقصودة هنا: قوى السودان الجديد الموحدة بما في ذلك الحركة الشعبية والمثقفين الديمقراطيين)التي لا يجب أن تكون هنا هي ذاتها مجرد مرحلة لتغيير موازنات السياسة وسياسات الدولة. إذ يجب أن تبنى وتشيد على أساس أنها تنظيم ينهض في العقلانية والديمقراطية وتعدد المنابر داخله والممارسة التحررية الوطنية والتنموية والوحدوية ..
    والكتلة التاريخية ليست مجرد مفهوم , فهي تحالف قابل للتطبيق وجدير بان نفكر فيه كفكرة مركزية لمجابهة تحديات هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا فهي ممكن امثل يتوافق مع معطيات تاريخنا الذي لطالما نهضت دوله في التحالفات , بالتالي يمكننا تحقيقه فالتاريخ لا تغيره ذكريات "نحاس" الجموعية في أم درمان ولا ذاكرة الفروسية لدى "بني جرار" – فقد كانت الميرم "تاجا" أخت علي دينار تساوي لوحدها عشرة فرسان أشداء , وقيل في رواية اثنيه أكثر راديكالية مائة .. وكان طبل علي دينار "المنصورة" لا يقرع إلا لأمر جلل.. وكان يا ما كان في سالف العصر والأوان.. ثم ماذا بعد كل هذا ؟؟؟!!..
    ما الذي يعنيه كل ذلك للحاضر ؟؟ التاريخ تغيره حسابات الحاضر وميزان القوى في هذا الحاضر ..
    ولان الإعلام القومي – مجازا – لا يزال إعلام اسلامو عربي لن يتم تصحيح مساراته لاستيعاب الشركاء الآخرين في الوطن إلا بتقويض حكومة المؤتمر الوطني من أساسها وتشييعها نهائيا إلى مزبلة التاريخ إلى غير رجعة للحركة الاسلاموية ..ليبدأ عهد البناء الحقيقي للدولة السودانية الجديدة , التي نأمل أن يكون لنيفاشا "دور حقيقي" فيها ..حتى يخرج فعلا من ركام الماضي وذكرياتنا الحزينة سودان جديد يلبي تطلعات الجميع ..
    (5 – 5 ) :
    صحيح نحن لسنا متشابهون كتؤام لكن ذلك لن ينفي أننا أخوة , وهو ما يجب أن نركز عليه كمثقفين وديمقراطيين – استثني هنا مثقفي المؤتمر الوطني وكتلته التاريخية والانتهازيين الذين تجدهم حينا أقصى اليمين وحينا آخر أقصى اليسار وفقا للموجة – يؤمنون بمشروع السودان الجديد بإرادة موحدة , تعمل على بلورة نظرية تعتمد عليها قوى السودان الجديد "الموحدة" بهدف مقاربة هذا المفهوم "السودان الجديد" كبرنامج للعمل الوطني وعدم الاكتفاء بتجارب الصواب والخطأ التي يمكن أن تقع فيها الحركة الشعبية لو بقيت منفردة لتها التاريخية "قوى السودان الجديد", بعيدا عن تحالف المثقفين والديمقراطيين وقوى السودان الجديد .
    ومسألة الإرادة الواحدة لن يحققها إلا هذا التحالف "الكتلة التاريخية" فدون هذا التنظيم لن يتمكن المثقفين ولا قوى السودان الجديد من حماية مكتسبات نيفاشا وتطويرها.
    - يتبع –
    هوامش:
    (1) دكتور حيدر إبراهيم علي . المثقفون : المفهوم والتكوين في السودان .مركز الدراسات السودانية . القاهرة 2001 . ص : 66
    (2) السابق. ص : 25
    (3) نفسه . ص : 34
    (4) نفسه ص : 37
    (x) أنظر: دكتور حسن حنفي ودكتور محمد عابد الجابري. حوار المشرق والمغرب . رؤية للنشر . القاهرة 2005.
                  

07-17-2006, 02:20 PM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد (3 – 5) (Re: احمد ضحية)

    UP
                  

07-17-2006, 07:40 PM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد (3 – 5) (Re: النسر)

    ألأخ ضحية..سلامات
    هذا موضوع مهم وملتبس في آن واحد..أهـميته تجئ من عـملية ألحفر
    ألعميق ألتي أجريتها..وإلتباسه يجئ من تعريف كلمة[مثقف]وكـمان في[ألسودان].. ثـم تعريف مصطلح[سياسة]في السودان..قلت ذلك بناءا علي أنه وفي كل ألـملمات لايلجأ[ ألـمثقف ]ألسودانى إلي[ألحزب أو ألنقابة]بإعتبارهما[مواعين] سياسية لإدارة ألـمعركة ضد هذا[ألحدث]..وإنـما يلجأ إلي[ألأسرة..ألعائلة..ألقبيلة]بغرض ألإحتـماء..وقد يحميه أحد ممن أرتكب ذلك ألجرم بحكم ألإنتماء[ألأسري..ألخ]
                  

07-18-2006, 11:03 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد (3 – 5) (Re: abdalla elshaikh)

    تحياتي اخي عبد الله الشيخ
    للأسف , ذاك هو حال المثقف في السودان - طغيان"السياسي" على دوره , ما يضطره غالبا للتواطؤ مع هذا "السياسي" فمهام بناء الدولة الوطنية ,الفاعل في انجازها السياسي لا الثقافي - للاسف- وللاسف ايضا كثيرون هم السياسيون الذين يوظفون "رساميل معنوية " مختلفة كالقبيلة او الدين او الطائفة و الخ .. للحصول على مكاسب سياسية , فالمسألة في التحليل النهائي صراع على الموارد يستغل فيه كل شيء لخدمة المصالح الضيقة.. انه حال السودان : للاسف
                  

07-18-2006, 11:43 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد (3 – 5) (Re: احمد ضحية)

    up
                  

07-18-2006, 08:13 PM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد (3 – 5) (Re: احمد ضحية)

    وعليه يبقي ألسؤال:-
    هل نحن أسسنا لقيام[دولة ألثقافة]..أم كرسنا مفهوم[ثقافة ألدولة].?..
    [دولة ألثقافة]إن قامت في ألسودان فإنها حتما ستخضع لإشتراطات ألتأريخ والجغرافيا.وهى إشتراطات تجبرك لأن ترتب ألتأريخ ألإجتـماعى للثقافات ألسودانية منذ[ مروى..سوبا..سنار..أمدرمان]لا إن نختذله في ألثقافة[ ألسنارية]وأحفادها من[مـهدية..مؤتمر خريجين..إستقلال..ثـم ألحكومة ألراهنة]
    يبدو لي أننا ومنذ[سنار]قد أسسنا لـمفهوم[ثقافة ألدولة]..فسنار ألإسلامية ألعربية يجب أن يكون سلوكها إسلامى عربي.حتى وإن دعي ألحال أن نأتي بشجرة نسب,تثبت أن [ألفونج]أصلهم يرجع إلي[بني أمية]كـما أشارت إلي ذلك كتابات [عون ألشريف ويوسف فضل]..
    تجذر هذا ألسلوك في وعي ألنخب ألسودانية قرنا بعد قرن حتي إذا ما جاءت لحظة قيام ألدولة ألحديثة[ألإستقلال]حتى أعلنت هذه ألنخب بـ[أن ألسودان دولة عربية إسلامية]متنكرة في ذلك علي حقائق ألتأريخ والجغرافيا..
                  

07-18-2006, 02:56 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)
                  

07-18-2006, 10:57 PM

فارس موسى
<aفارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    اخونا احمد ضحيه والحضور سلامات

    *الازمه الحاليه والراهنه فى إبقاء الوطن موحد ليست ازمة مثقف،هى ازمة سياسه ومواعين سياسه وسياسيون (قادة الامه بما فيهم قادة الحركات الثوريه فى الاطراف ).

    *ازمة المثقف فى فضاء الحريه ، الديمقراطيه ،مواعين توصيل الانتاج ( مسرح ،دور النشر، الإصدارات المتخصصه قوانين(الحقوق) ، الخ ).

    *فى ظل اجواء ومناخات ديمقراطيه حقيقيه ومحميه بالقانون حقوق الإنسان من حرية تعبير، ونشر الخ لا نحتاج لإقصاء مثقفى الإسلام السياسى بل تتم مساواتهم فى الحقوق والواجبات (الإلتزام بالقانون) وتتم تعرية افكارهم عبر المناظرات وتفكيك اسانيدها وبالتالى عزلها وهجرها عبر الوسائل السلميه والديمقراطيه .

    *إقصاء اصحاب الفكر اليمينى التحريضى العاطفى وخنقه يولد فى رائى الإحتقانات التى بدورها تفرز العنف ،الحريه لنا ولسوانا ،القانون يحمى الاراء و الافكار والحقوق وقبلها الارواح !!.

    *حشر مفهوم السلطه بين المثقف و وحدة قوى السودان الجديد ما وقع لى عايز شرح ليهو !

    *اطروحات السودان الجديد متعدده ومتباينه وكل يفهمها وفق حاجته ، وقوى السودان الجديد كذلك تتباين رؤاهم ، تختلف طموحاتهم ، هنالك ضبابيه وتغبيش ناتج من فهم الكثيرين لاوجه الخطاب المتعدده او الخطابات المتناقضه .

    *هل السودان الجديد اطروحه بديله لإدارة الدوله عما كان عليه الامر خلال العقود المنصرمه فى السودان القديم ؟؟ام إزاحة اعراق وإحلال اخرى ؟؟ الخطاب ملتبس او هو واضح من خشم سيدو النجرو لكن البس ثوبا اخر لاغراض والاغراض لا تخدم الجديد ولا القديم.

    اكتفى بهذا القدر ونواصل .
                  

07-19-2006, 03:04 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: فارس موسى)

    تحياتي
    عبد الله الشيخ ..
    لاهمية ما تمت اثارته , رأيت ان أشارك ببعض الملاحظات العاجلة , الى حين عودتي مرة أخرى بتأني..
    فيما يتعلق بما أثرته اخ عبد الله الشيخ , انا لم اعني اطلاقا تكريس (دولة ثقافة) او (ثقافة دولة) . فالاهتمام الاساسي لهذه الورقة هو اثارة الحوار حول قضيتين 1) المثقف والسلطة, وذلك - حتى لا اكرر ما قلته في الورقة- باعادة صياغة هذه العلاقة بان يكون للمثقف دور , حتى يتم تجنب العديد من الكوارث , فالمثقف يستطيع المساهمة بفعالية , لو استطاع القيام بدوره الحقيقي , مثلما يحدث في المجتمعات الغربية , باختصار دولة المؤسسات المدنية لا تنهض في غياب للمثقف وهيمنة للعسكر.. اما القضية الاخرى (2) هي قضيةالسودان الجديد , الذي - في تصوري انا - يسع كل السودانيين دون استثناء , ولذلك هو جديد , خلافا للقديم الذي لم يسع حتى ابناء العقيدة والثقافة الواحدة .. كيف نسهم في تقريب وجهات نظرنا حول هذه الامور لنصل الى رؤية مشتركة حولها , هذا هو المهم , وهو امر لا يتم الا بالحوار والمزيد من الحوار ..وارى اننا لسنا مختلفين حول اختزال بعض النخب للسودان في انه دولة عربية اسلامية , وبما ان هذه وضعية خاطئة فمن واجبنا تقويضها , واظن ان الكثيرون اليوم اكثر مما مضى يدركون طبيعة السودان كدولة متنوعة ومتباينة ومتعددة ..وهذه خطوة بالاتجاه الصحيح..
                  

07-19-2006, 03:08 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    تحياتي
    شرنوبي
    موافق على اضافتك للمساهمة , وشكرا لك ,وانا في انتظار مساهمتك التي في الطريق..
                  

07-19-2006, 04:10 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    تحياتي فارس موسى
    اولا سعدت بملاحظاتك , فذاك ضروري للحوار .. يجب الا نكف عن الحوار , فربما يتمخض عن تصورات مشتركة , تقرب بيننا ..
    انا لم اقل ان عدم التوحدفي السودان سببه ان هناك ازمة مثقف .. او لنقل ذلك بعباراتك(الازمة الحالية الراهنة في ابقاء الوطن موحد ليست ازمة مثقف).. انا قلت ان غياب المثقف - وهو غياب مسبب- احد العوامل في الوضع الراهن الذي يعيشه السودان , فطبيعة اى مشكلة - عادة - يكون سببها اكثر من عنصر , لذلك ارى ان غياب المثقف ,هو سبب اخر مضاف لما قلته بخصوص المواعين السياسية .. ولانها بديهية (الازمة السياسية) رايت ان اهتم بعوامل اخرى , لكن لوتمعنت في الاسباب التي ادت الى غياب المثقف - احياتا , خاصة مؤخرا - ستجد الاشارات الواضحة للازمة السياسية , وفشل مشاريع الاصلاح الحزبي .. وفيما يتعلق بقوى الهامش , فهذا موضوع الحلقتين الاخيرتين من هذه الورقة .
    النقطة الثانية التي اثرتها , تخصيصك للمثقف بان ازمته في فضاء الديموقراطية والحرية تكمن في عدم وجود - كما فهمت من حديثك - مواعين توصيل الانتاج : التي حددتها بانها مسرح دور نشر اصدارات متخصصة قوانين حقوق الملكية الى اخره .. هنا انا اختلف معك واتفق معك في الان ذاته , اختلف معك في انك تتحدث عن المثقف (الفنان) سواء كان ممثل او كاتب , الخ .. لكن انا لا اتحدث عن المثقف الفنان فقط , اتحدث عن الفنان والسياسي , والاكاديمي ؟, الخ فكل هؤلاء مثقفين .. وذاك واضح في سياق الورقة في حلقاتها الثلاثة حتى الان ..واتفق معك فيما ذهبت اليه , فذاك جزء من الازمة , او بصورة اكثر دقة : احد مظاهرها ..
    النقطة الثالثة : فيم يخص قولك (اننا لا نحتاج لاقصاء مثقفي الاسلام السياسي , الخ) اتفق معك حول الالتزام بالقانون تحديدا , لكن لننظر الى المشهد الماثل امامنا الان في السودان : من هو القانون ؟ القانون هو المؤتمر الوطني , السؤال هو هل نلتزم بقوانين المؤتمر الوطني بحجة عدم اقصاء الاسلام السياسي , لنثبت اننا ديموقراطيين ؟الديموقراطية الا تلزمها ارادة تحميها الى ان تتمكن من حماية نفسها ؟ في تقديري الخاص ان نعمل اولا على تحقيق دولة القانون والمواطنة ,فهي الحماية الفاعلة للديموقراطية .. ومن الطبيعي في دولة كهذه (دولة المواطنة) لن يدعو احد لاقصاء احد , وان حدث سيكون في مجابهة القانون ..لكن الاكثر اهمية الان بالتحديد هو اسقاط نظام المؤتمر الوطني لاقامة الدولة التي يحترم فيها السودانيين بعضهم البعض , بدلا عن الدولة التي يستأثر بها المؤتمر الوطني مقصيا الجميع - لدي سؤال بريء : ما هو رد فعل المؤتمر الوطني وقوى الاسلام السياسي تجاه دولة مواطنة ؟ كيف سيتعاملون مع هذه الدولة ؟؟!!..
    عمليا هذه الورقة - اشارة لنقطة اخرى اثرتها انت - احد اهدافها تعرية الاسلام السياسي , وان كان بصورة غير مباشرة , لطالما تتبنى (سودان جديد , سودان المواطنة والمؤسسات , والديموقراطية, .. ) فكل ذلك هو نقيض لسودان المؤتمر الوطني ..
    اما فيما يخص (حشر) مفهوم السلطة بين المثقف ووحدة قوى السودان الجديد . حاول ان تحتملني , كشخص يفكر في ان مفهوم السلطة ذو صلة بالمثقف وبالسودان الجديد .. فالصراع الذي يدور الان هو صراع سلطة بالدرجة الاولى فالسلطة هي التي تعيد الاعتبار للذي يحصل عليها , هي التي يتم الحصول على الموارد عبرها ..السلطة هي السلطة , لذلك اذا كان للمثقف دور حكيم في تحديد اتجاهاتها ستكون سلطة ايجابية , خلافا للسلطة الهوجاء التي يديرها مهووسين الان لا يتورعون عن اي شيء .. تخيل لو كان هناك تاثير للمثقف على السلطة السودانية الراهنة , هل كان الجنرال البشير سيقسم بالطلاق في شئوون السياسة ؟ لا اظن.. هذا مثال فقط عن ادارة السلطة بصورة غير راشدة وحكيمة فدور المثقف هو منح السلطة حكمة , تجنبهاخلق جنجويد, تجنبها أثننة السياسة , وتجنبها عدم وجود استراتيجيات لادارة البلاد وتجنبها بؤس السياسة الخارجية الذي تعانيه وتجنبها وتجنبها .. ربما لان دور المثقف في السلطة في العالم الثالث عموما ضعيف لذلك كنت معترضا , ما نريده ان يكون له دور , ولنقل ان هذه سابقة تندرج في سياق رغبتنا في تاسيس think - tanks او "مراكز تفكير" لانها لازمة للديموقراطية ودولة المؤسسات ..
    بهذا الفهم للسلطة علاقة بالسودان الجديد , فالسودان الجديد لن يتحقق في غياب سلطة . تلزمه سلطة لينهض . هذا بديهي .ارجو ان يكون هذا الشرح الذي طلبته ان يكون لامس ما هو غير واضح على الاقل .. وفي النهاية هذه وجهة نظر , يثريها الحوار , لانها ليست مثالية او مطلقة ..
    صحيح اطروحات السودان الجديد متعددة ومتباينة لكن الحلقتين الاخيرتين في هذه الورقة تقترح قيام مؤتمر وطني عام لكل قوى السودان الجديد للوصول لرؤية مشتركة , وفي هذا السياق تطرح توحيد هذه القوى , وستجد ذلك لاحقا فيما تبقى من حلقات..
    تساؤلك حول : هل السودان الجديد اطروحة بديلة لادارة الدولة عما كان عليه الامر خلال العقود المنصرمة ام ازاحة اعراق واحلال اخرى ..اتصور ان هذه الورقة تدعو لاعادة بناء الدولة السودانية باعادة بناء الثقافة الوطنية اولا .. ولم افكر في ان مجرد التغيير في ادارة الدولة ممكن ان يحل المشكلة . السودان بحاجة لاعادة بناء كل شيء حتى المفاهيم المتصلة بادارة الدولة ..
    من جهة اخرى لا تدعو هذه الورقة لازاحة عرق واحلال اخر مكانه , باعتبار اننا هكذا سنحقق سودان جديد, هذا لا يحل المشكلة بل يعقدها وقد اشرنا سابقا ان السودان الذي تدعو له هذه الورقة هو سودان سيادة القانون , سودان الدولة المدنية , سودان الديموقراطية والتنمية والعدالة .. وهذا لا يزيح طرف ويحل اخر مكانه , اللهم الا اذا كانت ازاحة الفساد والاستبداد ولصوص موارد البلاد تعني ازاحة عرق لاحلال اخر مكانه ..وليس هناك لبس في هذا الامر الا اذا كان ثمة (شيء في نفس يعقوب) .. لذلك ارى من المهم والضروري قراءة السطور نفسها لا تركها والذهاب في رحلة بحث عما وراءها ..
    تناقضت مع نفسك عندما جمعت بين ان هذا الطرح ملتبس وفي ذات الوقت قلت انه واضح من (خشم سيدو النجرو) البس ثوبا اخر لاغراض أخرىو الاغراض الاخرى لا تخدم السودان القديم ولا الجديد ..ولعدم معرفتي بالاغراض الاخرى التي اشرت اليها , لانه ليس لدي معرفة بعلم التنجيم , لا استطيع الرد .. اذ التزم هنا بما قلته بالضبط ..في نهاية الامر (الصاح راي والعوج راي )..
                  

07-20-2006, 11:11 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    up
                  

07-20-2006, 12:04 PM

خالد خليل محمد بحر
<aخالد خليل محمد بحر
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 4337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    الاستاذ\ احمد ضحيه
    مساهمه قيمه جدا وقراءه موضوعيه لمجمل ازمه المثقف السودانى, ولكن لا تتفق معى انه من ضمن أزمات المثقف السودانى انه يجيد ببراعه التحرك فى فضاء التنظير اى بمعنى انه يتمكن بمجوهداته من تشخيص الازمه بامتياز ,ولا يتحرك ليضع حلول موضوعيه للازمه زاتها بل ويستعيض عن ذلك بدرجه تدعوا للدهشه التماهى مع ذات السلطه التى انتجت الازمه.
    عموم لكى نخرج من هذه الازمه نحتاج لمثقفيف على قدر عالى من الاستناره والتجرد ونكران الذات لفك الارتباط مابين المثقف والسلطه.
    وكنت اريد منك أن تبدا فى طرح مواصفات لمثقفى النهضه بحسب مواصفاتك ورؤيتك لهم, والذين هم بالضروره لديهم قدره للخروج بالسودان من هذه الازمه
                  

07-21-2006, 01:27 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: خالد خليل محمد بحر)

    تحياتي العزيز بحر
    والله ما قلته صحيح , قتراح الحلول اقل بكثير من التنظير الفعلي حول الازمة , لكن اتصور انه بمزيد من الحوار يمكننا جميعا تقديم حلول : الا ترى معي ان اقتراح جبهة ثقافية موحدة , يمثل خطوة اولى تجاه اجتراح حلول لازمات المثقف , التي هي بالتأكيدازمات الوطن الى حد كبير ..
    صحيح ان هناك تماهي الى حد كبير بسبب سلطة الثقافة السائدة , لكن الا يمكننا معا العمل على تغيير ولو بعض المفاهيم المتصلة بهذا التماهي , او التي ادت اليه .. اعني التماهي في السلطة التي انتجت الازمة , التي هي بدء (سلطة الثقافة السائدة) .. اتصور ان التأكيد على حوار واسع في اطار جبهة عريضة للمثقفين من الممكن ان يلقي حجر في البركة الساكنة ..
    تصوري محدود جدا , بخصوص مثقفي النهضة , يندرج تحت تصورات القوى الديموقراطية الجديدة , والتي تؤكد على ضرورة التزام المثقف بالاجندة الوطنية , وفي تقديري انه تصور مقبول وغير معقد .. فالتزام المثقف(والالتزام هنا نقيض للانتهازية) هو الخطوة الاولى باتجاه الاسهام مع الاخرين في مشروع نهضوي موحد من خلال (تحالف قوى السودان الجديد او تكتل قوى السودان الجديد او ما يروق لي تسميته ب: الكتلة التاريخية)..
    سعدت بمشاركتك كثيرا , وشكرا لك..
                  

07-20-2006, 01:15 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(4 -5) (Re: احمد ضحية)

    الكتلة التاريخية والمركزية الاثنية :
    (ا – 5):
    قبل أن أتناول موضوع هذه الحلقة (الكتلة التاريخية والمركزية الاثنية )ثمة موضع يفرض نفسه بالإشارة إليه ..أعني : الحملة الدعائية التي شنها ويشنها حزب الأمة على حكومة المؤتمر الوطني على قرار ( توازن الخوف)الذي أقامه المؤتمر الشعبي مع المؤتمر الوطني ب(العدالة والمساواة) لتدشين - كما زعم حزب الأمة - غد تشيع فيه الإنقاذ إلى "حثالة التاريخ" ..
    إذا كانت هذه الحملة تنطوي فيما تنطوي عليه من دلالات على رسالة موجهة للحركة الشعبية لاستهلال غد يتعاون فيه الكبار (الأمة- الاتحادي –الحركة الشعبية)على حساب المثقفين والقوى الصغيرة التي خاضت تجربة الصراع المرير ضد الحركة الإسلامية (الإنقاذ).فان هذا المعطى يطرح وقفة جادة لقوى السودان الجديد مع ذاتها في سبيل انجاز مشروع السودان الجديد قبل أن يتم تفريغه من محتواه تحت ضغط التوازنات التي يطرحها تعاون (الكبار) خصما عليه.
    ما يعيد طرح:مسألة الوحدة.. وحدة قوى السودان الجديد وإبرازها مجددا فقوى السودان الجديد بمختلف تصنيفاتها تجد ما يبررها في واقع السودان ولهذا السبب تمتلك شرعيه الوجود والنهوض في كتلة تاريخية عبرت عنها خطاباتها سلفا . فهذه هي الضمانة المانعة لتفريغ مشروع السودان الجديد من محتواه.
    إذا استصحبنا تجربه الدولة السودانية منذ1956م وسلوكها الإيديولوجي القائم على تعتيم الواقع باعتماده على خطابات مخلخلة قامت بتحريف قصدي أو غير قصدي للطبيعة الواقعية للسودان .وأدت إلى حجب تنوعه وتمايزاته وتعداداته وتبايناته..
    إذا استصحبنا هذه التجربة في قراءة النظم المتعاقبة منذ1956م نلاحظ أن القوى المركزية في السودان (في طليعتها حزب الأمة بالطبع ) كانت إيديولوجيتها التقليدية احد الآليات الاساسيه لهذا التحريف واسع النطاق,
    فحزب الأمة يعتمد على حضور الثقافة التقليدية في وعى الجماهير بغرض تعبئة هذه الجماهير للاصطفاف حول برامجه التحريفيه للواقع انطلاقا من الاعتماد على ذاكرة الناس . لا عقولهم وغنى عن القول : عندما يتوقف العقل تعمل الذاكرة , فالأمة كطائفة تراثية _كذلك الاتحادي _تتعامل مع مجتمع تراثي فكره بديلا عن واقعه وماضيه المهدوي ممتد فوق حاضره المعقد الذي لايكف عن طرح قضية التنوع والمواطنة والتي لا يملك لمجابهتها سوى تحريف الواقع ومعكوس هذه الفكرة أيضا هو ما يدفع بالمؤتمر الوطني إلى توحيد مركزه الاسلاموعربي بتفتيت الأطراف (الهامش) وبالطبع هذا لايتم إلا بتحويل السودان إلى فسيفساء طائفية عرقية وهكذا تلتقي القوتين في المشروع الايديولوجى المركزي ..
    هذا الواقع الشائك والمعقد يفرض على قوى السودان الجديد ضرورة أن يقوم وعيها على وعى تاريخي أولى خطواته الإسراع في تشكيل الكتلة التاريخية التي اشرنا إليها سلفا ,وامثل طريق يؤدى إلى تشكيل الكتلة التاريخية هو اعتماد مؤتمر عام يجمع قوى السودان الجديد و قوى الهامش والمثقفين والقوى الديمقراطية الجديدة بميثاق وطني وحدوي له دلالته في وجود الدولة السودانية الديمقراطية الموحدة التي يتحول فيها شعار (التنوع في إطار الوحدة) إلى واقع حقيقي ..
    هذه الدولة المدنية التي نتحدث عنها , لن تستطيع الحركة الشعبية وحدها دون تحالف مع المثقفين وقوى السودان الجديد والقوى الديمقراطية الجديدة على إنفاذها فنيفاشا وحده ليس ضمانة كافيه . خاصة إن أيديولوجية الحركة الشعبية - والتي هي اقل أيديولوجية من غيرها - اعتمدت على شخص الزعيم قرنق الذي صحيح أنه استطاع في حياته إعادة طرح "السودانوية" بصورة قويه لإشعال إحساس المواطن السوداني بكيانيته وبوجوده المستقل ومن هنا كان إلهاب المشاعر في الهامش ليتمخض عن "حركات ثوريه" مثل حركة داود بولاد المجهضة في مطلع تسعينات القرن الماضي وحركه يوسف كوة ثم تحرير السودان وقبل ذلك الحركة المسلحة لمؤتمر البجا ..لكن الرابط بين كل هذه الحركات التي الهم بعضها مشروع الزعيم قرنق هو التهميش فقط بحيث صار "منطق "التهميش أيديولوجيا بديلة لبناء سودان موحد ,وهو ضعف كبير يمكن النفاذ منه لضرب مشروع السودان الجديد ,هذا إذا لم تنحصر قوى هذا المشروع في جزر معزولة.. فمن الممكن أن تستمر هذه الحركات كأطر تنظيميه محددة ومحدودة. لكنها لن تكون موجودة كإطار كبير ومنظم يشمل السودان ككل. وبذلك تفتح الباب لمحاصرتها وضربها خاصة أنها مجرد حركات "تجريبية" لم تتبن خطابا فكريا سياسيا سودانيا محددا وواضحا فقد حاصرت نفسها في الهامش الضيق الذي تمثله _ البجا لا يفكرون في سوى أنهم بجا مهشمون كذلك الدارفوريون والجنوبيون وهذا من أكثر العوامل التي أدت إلى تقوية النزوع الانفصالي لدى البعض سواء في الشمال أو في الجنوب كما أن الرحيل المفاجئ للزعيم قرنق وضع هذه الحركات جميعها في امتحان صعب يهدد مشروعها بالتصفية وهذه التصفية لن تكون من جهة المؤتمر الوطني فحسب بل من قبل الثقافة التقليدية التي هي قوام عقل مركزي ظل يحكم السودان لعقود طويلة ولذلك ثمة ضرورة تحتم وعى قوى الهامش بعضها البعض, فتلك خطوة ضرورية لتشكيل كتله تاريخيه فاعله.. فوعي الهامش لصورته كما تقوم في وعى المركز خاصة أن لدينا هوامش وليس هامشا واحدا..هوامش بحاجة أيضا لتصحيح صورتها في بعضها البعض. لحظتها فقط سيكتشف الجميع انه مختلف عما يقال عنه ومن هذا الاختلاف نكتشف مخايل لا أساس لها غير الأساس الذي تدعيه أو يدعى لها فيصبح هذا الاختلاف خطوة بالإتجاة الصحيح في إدراك مصيرنا المشترك وحاجتنا لبناء سودان موحد يعي عناصر التنوع والخصوصية في ذاته .. والغاية هنا ربط الثقافة السودانية في مركز السودان وأطرافه بعضها البعض.. جعل آخرها زمنا لا زيلا لبدايتها بل تجاوزا لها وتدشينا لبداية جديدة تمنح للأولى تاريخا بان تجعلها تدخل التاريخ هذا من ناحية التاريخ أما من ناحية الجغرافيا فدارفور وجبال النوبة والشرق والجنوب وطن واحد, في كل شبر منه نجد جنوب وشمال وشرق وغرب فالخصوصية في كل هذه الثقافات إنما تمنحها التميز والغنى والقوة(1)..
    (2 -5):
    صحيح أن للمؤتمر الوطني جماهيره , لكن الصحيح أيضا أن الحركة الشعبية بإمكانها أن تتحول إلى حركة أكثر جماهيرية , إذا اندرجت ضمن الكتلة التاريخية (تحالف قوى السودان الجديد) فحين تكون حركة جماهيرية لا نزال تغلي , مثل هذا الغليان الاثني الذي تمظهر في تشكيل حكومة جبال النوبة مؤخرا , لا يكون من الصعب الإطاحة بتقابل ثنائي تبسيطي كالتقابل بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني , أو المؤتمر الوطني وقوى السودان القديم , التي هي آخر بالنسبة للمؤتمر الوطني (ذات) .. هذه الذات التي يسبغ عليها أنصارها أنها هي من استخرج البترول والذهب وبنت الجسور , وطرق الإسفلت – لكنهم لا يذكرون أنها سيرت الجنجويد والد بابين والدفاع الشعبي , الخ – على الرغم من أن هؤلاء الأنصار يعرفون تماما الكلفة الإنسانية الباهظة التي دفعها شعب السودان – لا الحركة الإسلامية - , ويعرفون تماما أنهم يدعمون نظاما فاسدا يغش في كل شيء حتى المقدسات ..كما أن قدرة القوى القديمة على تغيير هذا النظام تنبع على وجه التحديد من كونها تلعب دورا مركزيا فيه ..
    لذلك الأكثر جدوى من كل ذلك هو نهوض تحالف قوى السودان الجديد , هذه الكتلة التي بإمكانها أن تصنع واقعا جديدا فعليا , وهكذا الكتلة التاريخية طرح يفرضه واقع فهم الهامش أخيرا لشروطه الظالمة , التي شرع في تغييرها سواء بالحركات الثورية أو القوى المدنية و تغيير المفاهيم التي لازمت عملية إدارة الدولة ..ولكي يحقق هذا الهامش تحرره وشراكته في السودان الكبير لابد له من فهم النحو الذي يتداخل به وضعه الخاص مع سياق أوسع هو المركز , الذي يساعد منطقه على تقرير مصيره , بحيث لا يعود هناك مركز وهامش , فقط شركاء في الوطن الواحد ..
    وتحالف قوى السودان الجديد ليس بحاجة إلى نظرية معقدة , كيما تدرك الأطراف المختلفة أن الكرة في ملعبها لو توحدت , وان الواقع الراهن بائس بالقدر الذي يقتضي أن تعمل هذه الكيانات التي توحدت على تغييره .... وهذا التغيير احد شروطه بالطبع الحاجة التي تحسها القوى القديمة ذاتها لإعادة صياغة عقائدها النظرية ورغباتها السياسية , إذ لم يعد السودان بحدوده المعروفة ملك لآل فلان أو علان .., ونشؤ تحالف قوى السودان الجديد يسهم بفعالية في إعادة الصياغة هذه التي تسهم في عمليات الإصلاح الحزبي ..وهذا أمر تشكر عليه قوى السودان الجديد مستقبلا فلولاها – لما كان ثمة حديث عن الحاجة للإصلاح الحزبي وعدم قيام الأحزاب على أساس ديني - ولولا ضغط الهامش الذي ما كان ليحس بحاجة للثورة وما كانت ثورته لتنجح ما لم تكن قائمة على هذا الوعي بالذات وبالآخر العائق(القوى القديمة) وما لم تكن– قوى الهامش - مسلحة بأهداف محددة ومتطابقة مع ذاتها بما يكفي لتحقيق هذه الأهداف, لولا كل هذه الأمور لما كان هذا الحوار عن وحدة السودان, وإعادة البناء . . وهذا لا يعني بحال من الأحوال الانغماس في أثنية شاملة, كرد فعل لممارسات المؤتمر الوطني المضادة..
    إن الإسلام السياسي الذي شيد السودان القديم في اللحظات الفارقة من تاريخه(سنار – المهدية – " الصراع في البرلمان حول الجمهورية الإسلامية والدستور الإسلامي في الديمقراطية الثانية " – تجربة 83- 1985-(89 – حتى ميشاكوس )يجب أن يتم النظر إليه على انه ينتمي للقوى القديمة , التي يجب أن تكون ممتنة لقوى السودان الجديد بان تكف عن توظيف الدين في السياسة في السودان الذي – في تقديري – لن يجد خلاصه إلا في تحالف القوى الديمقراطية السودانية الجديدة والمثقفين والحركة الشعبية وحركات الهامش , الخ .. عندها تتغير الموازين فعلا , وربما ينزاح عن كاهل الاسلامويين عبء قناعاتهم بمكاسبهم الاسلاربوية ولذاتهم الدنيوية ويشعرون بأنهم أحرار فعلا في الحديث عن الموسيقى واللون والشعر . أشياء جميلة فعلا لا علاقة لها بالدبابين والجنجويد ..
    بالطبع لن يروق هذا الحديث للكثيرين من عشاق فقهاء الظلام . فالاختلاف هو حال البشر ما يعني أن ما من حال محدد على الإطلاق , وإذا ما كنا سنتمكن من القبض على هذه الحقيقة ما أن نسلخ عنا عبء مفاهيمنا التي تضفي التجانس والتماثل ونطرح ما لدينا من سرديات كبرى منذ عصر الفونج والمهدية ألا نجد عندها سبيلا للتوصل إلى الحال الذي ينبغي أن نعيش عليه من الحال الذي نجد عليه الأشياء , قافزين من الوصف إلى الوصفة ؟؟ التي تقتضي علينا – خاصة بعد نيفاشا – الاحتفاء السياسي بالاختلاف والتعدد والتنوع ..
    لقد كان الإصغاء المرهف إلى السياق التاريخي والى دور الثقافة في صياغة الذات والى اخفت أصوات التراث الإسلامي العربي مقررا إجباريا على كل السودانيين . الآن السودانيين المهشمين يصغون إلى اخفت أصوات تراثهم هم بكل ما تتسم به خصوصية واقعهم المحلي من قوة.. أنهم يستمعون الآن إلى سردية مختلفة عن السر ديات المركزية..ويستمعون إلى جانبها إلى سردية تقول:
    "كان يا ما كان في سالف العصر والأوان , مرت على السودان حقبة الحركة الاسلاموية التي وظفت الإسلام الكريم لخدمة أهدافها المنحطة , وسلوكياتها السياسية العنيفة . وكانت هذه الحركة الاسلاموية ترى انه من الممكن أن تسوغ أفعالها الطفيلية عن طريق حجج عقلانية حينا وخزعبلات حينا آخر ’ حيث تضوع رائحة المسك في ركام الخراب والدم ؟ وكانت ثمة معايير معينة ومشتركة للوصف والتقويم تستخلص منها مبرراتها للحرب والقمع وتصدير الإرهاب و "الثورة الإسلامية" , وفقه الاغتيالات .. والتهميش , الخ .. وبنجاحها في دمج تنظيمها في جهاز الدولة تمكنت من استعمار العباد ولم تكتف بذلك إذ عملت على أثننه الاثنيات ووظفتهم ضد بعضهم البعض , وكان ذلك هو كل ما يفهمه فقهائها حول مسألة جهاز الدولة وتقسيم العمل ..و ."..
    (3 – 5 ) :
    ما هو مطمئن أن تحالف قوى السودان الجديد إذا أنجز فعلا من خلال مؤتمر عام , سيكون أي نقد يوجه له مضطر للتواطؤ معه كتحالف, إذ لن يكون نقدا جوهريا , سيكون نقدا بمجابهة استقرار السودان وتقدمه ..بالتالي لا يعدو أن يكون مثل "انتباهه " الطيب مصطفى للتدخل والمشاركة من زاوية اثنيه مركزية اسلامو عربية .ولذا فان النقد الذي على شاكلة انتباهه الطيب مصطفى لا يمثل تحديا لقوى السودان الجديد إلا بقدر ما يمكن لنعيق غراب أن يمثل تحديا للكتلة التاريخية التي قوامها " الهامش – سابقا " الشركاء حاليا. والقوى الجديدة والحركة الشعبية.
    ( 4 – 5 ) :
    الحديث عن سودان الديمقراطية الليبرالية , كمخرج وحيد لأزمتنا , يستتبعه بالضرورة حديث عن الليبرالية الديمقراطية , التي استطاعت أن تخلق أعظم تراكم في القوى المنتجة شهده التاريخ .إذ جعلت من الملكية لأول مرة أن يحلم الإنسان بنظام اجتماعي خال من الحاجة والكدح بوصفها أول أسلوب عالمي للحياة وللإنتاج يجتث من الجذور كل العقبات ذات الأفق الضيق مما يقف في وجه التواصل الانسانى وتهيئة الشروط اللازمة للسلام والتنمية والحرية والعدالة وتكافؤ الفرص ولذلك تظل الديمقراطية الليبرالية شرطا أساسيا لتحقيق السودان الجديد . بمجتمعة الحر المجتمع الذي لا مكان فيه للإسلام السياسي أو العنصرية أو المستغلين والطفيليين وهذا لايعنى أن يتم تعليق كل هؤلاء المرضى من كواحلهم على مآذن المساجد أو أبراج الكنائس أو إرسالهم إلى الكجور لمعاقبتهم بقدراته الروحية .
    المجتمع التعددى لايمكن أن يتم إلا بعداء حازم تجاه أعداءه والفشل في إدراك ذلك يعنى إسقاط المستقبل التعددى ,على الحاضر المتصارع علية وفقا لمبدأ المنزلة بين المنزلتين والتوفيق والتلفيق بالتالي تعريض هذا المستقبل إلى خطر الحصار والانسداد التام ..
    (5 -5 ) :
    إن احد الأسباب التي تستدعى تكوين كتلة تاريخية من قوى السودان الجديد وقوى الهامش هو: لان هذه الكتلة تمثل احد الضمانات لعدم تحول قوى الهامش إلى مركزيات أثنية . هذا يعنى أن نعمل على بناء ثقافة مشتركة بمعنى الإسهام الفعلي للهامش في هذه الثقافة المركزية الإسلامية العربية عبر مؤسسات الديمقراطية فان ثمرة ذلك ثقافة اشد تنوعا وتغايرا بكثير من ثقافة تجمعهما معا رؤية العالم مشتركة. ويجب ألا نخشى من تعددية القيم وأشكال الحياة التي من المحتمل أن تنتجها مثل هذه الثقافة المشتركة فلطالما كان مزعجا للهامش انه مصاغ ومقلوب من قبل قوى المركز العربي الاسلامى التي تعمل على تحديده دون هوادة, إن لم يكن بالحرب المنظمة مثلما في الجنوب فعن طريق الجنجويد والجيش النظامي في دارفور . انه الوضع الذي جعل الهامش يشعر بالخوف على تاريخه المحلي وثقافته وتراثه وأرضه وثرواته..
    إذن نحن نتحدث بصورة غير مباشرة عن النسبية الثقافية . بما هي تصور أن للثقافات المختلفة مشروعيتها الذاتية الكاملة لكن ذلك لايعنى أنها غير قابلة للقياس باى وحدات مشتركة فهناك نوع من العقلانية مشتركة بين ثقافات السودان ومن الواجب دعمها كأساس مشترك . الواحد منا لايجد صعوبة عندما يصادف سوداني آخر ينتمي لثقافة أخرى في التعامل معه لذلك يجب أن تكف الثقافة التي لطالما كانت مركزية عن غطرستها الامبريالية بإصدار أحكام على أية ثقافة أخرى وهو الوضع ذاته الذي ينطبق على الثقافات الأخرى يجب ألا تصدر أحكاما على ثقافتنا العربية الإسلامية وهذا لايعنى أن نكف عن القول لهم ويكفوا عن القول لنا يجب أن نتفهم ثقافاتنا المختلفة لأنها المدخل لمناهضة المركزية الاثنية . وحتى لا نفكك دون وعى بعض الأفكار التي يمكن أن تكون مفيدة للجميع فيما كان مركز أو هامش مثل فكرة المصير المشترك والوحدة الوطنية. خاصة أن الصراع بين المركز والهامش الجوهري فيه هو السعي للهيمنة السياسية ورفع مستوى المعيشة اى صراع على السلطة والثروة في التحليل النهائي ..في خضم ذلك تم استغلال الاثنيات والدين ,الخ .عدا ذلك فان قوى السودان الجديد جميعها لاتزال مجابهة بخطر الإسلام السياسي . كيف تواجه ذلك؟..
    لاشك أن أعمالها الخصبة حول المركز والهامش والهوية إلى جانب التبصرات العميقة في مكر القوة المسلحة ودهائها سيمثل قيمة كبيرة إذا حلت محلة أفكار التضامن والتنظيم المنضبط والوحدة الوطنية بمعنى تحالف الكتلة التاريخية المنظم المستند على نظرية واقعية في مسائل القوة والسلطة السياسة وإلا سيكون كل ذلك التنظير عن الهوية والمركز والهامش والعمل المسلح , ضد هذه الكتلة التاريخية وضد الهامش وضد السودان الجديد وضد كل الديمقراطيين الذين لطالما حلموا بوطن المواطنة العادل والجميل بحكم النسبية الثقافية ذاتها . إنها بحاجة الآن أكثر من اى وقت مضى ( مواجهة خصومها السياسيين وفقا لأسس معنوية فكرية متينة حيث لا شيء اقل من ذلك أن يوفر لها الموارد السياسية التي تحتاجها..
    - يتبع –
    هوامش :
    (1) - أنظر : د حسن حنفي – د محمد عابد الجابري – حوار المشرق والمغرب – رؤية للنشر – القاهرة 2005
    - أنظر : تيري انغيلتون . أوهام ما بعد الحداثة – ترجمة ثائر أديب – دار الحوار اللاذقية الطبعة الأولى 2001
                  

07-20-2006, 03:37 PM

فارس موسى
<aفارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    الاخ العزيز احمد

    جاييك برواقه ،انا معك فى خندق واحد .

    اكيد العوده
                  

07-21-2006, 01:35 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: فارس موسى)

    تحياتي العزيز فارس
    اولا ارجو ان تكون بخير .وثق تماما ان مساهمتك اسعدتني كثيرا , وفي تقديري الخاص ان اي ملاحظات ترد حول هذه الورقة ستكون مفيدة جدا لي , لانها في تقديري لا تزال بحاجة للمزيد من التطوير الذي لن يتم الا بملاحظات الاخرين حول ثغراتها وفجواتها , هذه الملاحظات التي ستكون موضع اعتبار بالتأكيد عند اعادتي كتابتها مرة اخرى , اذ لا اخفي عليك , شعوري بانها لا تزال بحاجة للمزيد من الجهد والصقل , الذي أساسه مساعدة الاخرين ..
    خالص الود والمحبة
                  

07-20-2006, 11:04 PM

فارس موسى
<aفارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    اخونا ضحيه التحايا
    اولا اود ان اوضح نقطه مهمه جدا وهى اننى عند كتابة مداخلتى الاولى لم اتقيد بما طرحته
    كانت اسئله لا تخرج عن إطار فحوى الورقه .اعتذر عن الخطأغير المقصود واعد ان لا اكرره.

    بدون مجامله الكتابه عندك واعيه ومهمومه ومنتميه لذلك دخلنا للتعلم والإستزاده بطرح التساؤلات. وسابقى لمزيد من الاسئله فارجو ان تتقبل و تحتمل وجودنا !

    ساعود حتما بعد قراءة ما اضفتم .
                  

07-21-2006, 02:38 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: فارس موسى)

    الصديق أحمد
    (سنوات طويلة لم نلتق خلالها.. والله مشتاقين).
    الموضوع مكتنز بالحفر والبحث والرؤى الذكية، وسأعود لطرح ملاحظات حول المثقف/السلطة، وحول حزب الأمة، وهل بمقدوره أن يتحول لجسم سياسي حداثي أم لا.
                  

07-22-2006, 01:19 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: خالد عويس)

    الصديق العزيز خالد عويس
    والله شوقنا ليك بحر .. كيف احوالك - ارجو ان تكون بخير - اتابع كتاباتك , ويسعدني انك لا تزال تحاول الاستمرار , رغم وعورة كل شيء ..
    مرحبا بملاحظاتك , وانا في الانتظار..
                  

07-22-2006, 01:06 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: فارس موسى)

    تحياتي الاعزاء خالد بحر- خالد عويس
    ساعود بعد قليل مع المحبة والود
                  

07-22-2006, 04:57 AM

خالد خليل محمد بحر
<aخالد خليل محمد بحر
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 4337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    الرائع جداّ احمد ضحيه
    عموما يمكن ان تكون الدعوه لاصطفاف المثقفين هو رهان لحل المشكله بداء. ولكن الا تتفق معى إن مصطلح المثقف اصبح فضفاف للغايه ويحتاج هو ذاته لاعاده تعريف من عندك كمتصدى للمشكله وتجد حتى امثال اسحق احمد فضل الله ومن هم على شاكلته ينعتون بالمثقفين. وحتى داخل مربع مثقفى اليسار الذين هم بالضروره يمتلكون جزء كبير من مفاتيح الحل, قلنا حتى دخال هذا المربع يحتاج تعريف المثقف لاعاده غربله. لانى لا اظنك يمكن أن تراهن على مثقفى النادى القديم أو اليسار الكلاسيكى فى إحداث الاختراق المطلوب فيما يختص بجدليه المثقف والسلطه. لجمله عوائق أنا اعرفها وانت اكثر معرفه منى بها.
    ولى عوده
                  

07-22-2006, 01:31 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: خالد خليل محمد بحر)

    تحياتي العزيز بحر
    دام بيننا التواصل..
    كالعادة اقرأ ملاحظاتكالذكية بدقة . . في زمن اصبح من الصعب فيه ان نراهن على حلول ثورية جذرية (على طريقة المد الثوري الراديكالي ابان الاربعينيات والخمسينيات ) , لم يعد امامنا أن نملك سوى (أفكار التسوية) , هذا الحد الادنى من الرهان , الذي ربما يتمظهر في اتحاد شباب السودان الجديد - والدعوة لجبهة ثقافية - والدعوة لوحدة القوى الجديدة وحركات الهامش الثورية والحركة الشعبية والمثقفين الديموقراطيين , في كيان واحد خلال مؤتمر عام يقرب الرؤى والاطراف , انها مراهانات تاخذ مشروعيتها من واقع الحال , اذ تجد مبرراتها على ارض الواقع . وهي افضل حالا من الرهانات الخاسرة , وما اكثرها في العقود المنصرمة بدء بوحدة قوى اليسار انتهاء بوحدة التجمع , الخ ..
    صحيح ان مفهوم المثقف ملتبس , وقد اوردت بخصوصه تعريفات عديدة في متن هذه الورقة , وعلى ذلك مضيت في هذه القراءة , لكن لا مانع مرة اخرى ان نعمل على اعادة صياغة هذا المفهوم , في الحلقة الختامية .. لكن الاهم من كل ذلك ما تضيفه انت الى هذه الورقة فهذا ما يجعلها حية .. ما تضيفه الى هذا المفهوم الضبابي ..

    سارجيء اشاراتي بخصوص مثقفو (مؤسسات الحرس القديم)ايضا الى الخاتمة ..
    تسعدني مداخلاتك دائما , وليدم هذا التواصل الجميل..
                  

07-22-2006, 01:37 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    عزيزى وصديقى احمد ضحية
    حتما ساعود ولكنى حتى الآن مأخوذ بدهشة
    انى وجدت واحدا من رفاق الزمن الجميل
    ضياء الدين ميرغنى
                  

07-25-2006, 12:12 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: altahir_2)

    أهلا ضياء ميرغني
    كيفك يا راجل ووينك .. والله زمان ...
    كل التحايا واصدق محبة
                  

07-25-2006, 12:22 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    ____________

    أزمة المثقف السوداني

    هنالك إشكالية محددة في سبيل تعريف الثقافة على أساس أنها شكل واعي من أشكال المعرفة البشرية، والتي بدورها تعمل على ترسيخ أساسيات التفكير المنطقي وزيادة الوعي بالمدرك العام والذي هو عبارة عن مخزون العقل البشري الناتج من إفرازات الحِراك الاجتماعي والسياسي والطبيعي. ولا توجد تفصيلة تجعلنا نغوص لنعرف الفارق بين الثقافة والحضارة والمعرفة لأنها دوائر متداخلة. فالمعرفة تُشكل ثقافة، والإنسان صاحب الثقافة هو الذي يصنع الحضارة. إذاً فالمعرفة هي الأساس الفلسفي لمجموع المنتجات الواعية. ولأن معطيات المجتمع تؤثر في الإنسان (مادة هذا الحِراك) والمنتج الحقيقي له، فإن هذه المعطيات تدخل بطريقة غير مباشرة في تكوين هذا الوعي وتشكيله أو قولبته. حيث لا يستطيع الإنسان عموماً، والمثقف بصورة خاصة أن يعيش بمعزل عن هذه المعطيات الخارجية. ففلسفة الوعي تعتمد على مبدأ ديالكتيكية (التأثير والتأثر) ولا تنتج أي حركة معرفية بمنأى عن هذا المبدأ، أو خارج هذا الإطار. والمعطيات بجميع أشكالها - سواءً كانت معطيات ذاتية التولّد أو إفرازات طبيعية لعملية البحث والاستقصاء التي يُنتجها الإنسان لا إرادياً أو حتى بدافع البقاء – هي التي تُحدد الشكل المورفيمي لهذه الثقافة أو الحضارة واللتان هما أجزاء من المعرفة المطلقة. وللتوضيح: فإن (المعطيات الخارجية) طبيعة المناخ في المناطق الصحراوية تُشكل ( وعياً ) يُفرز بدوره إنتاجاً فكرياً وسلوكياً يتلاءم وهذه الطبيعة المناخية يتمثل في أدوات الحضارة بشكلها العام كالمسكن وأدوات الصيد والملبس واللغة. . . إلخ. بينما تختلف هذه المنتجات الحضارية لاختلاف الوعي في بيئة تختلف معطياتها الخارجية، ثم تأتي اللغة (رغم أنها إحدى إفرازات هذه المنظومة) لتشكل وتصيغ هذه الثقافة بشكلها النهائي، وتضعها في قالبها اللفظي. هذا الارتباط بين الوعي (باعتباره شكلاً فكرياً لمنظومة المعطيات الخارجية)، وبين البيئة (التي هي محيط هذه المعطيات والمفرز لها) هو – في نظري - المحور الأساسي الذي تقوم عليه حركة الثقافة.



    ومن نافلة القول أن هذه المعطيات في شكلها الجدلي المتغير ينقسم إلى معطيات موضوعية وهي كل ما يحيط بالإنسان من مادة تساعد في تشكيل هذا الوعي العام أو ما يسمى بالوعي الجماعي والتأثير عليه. وهذه المعطيات لا يمكن السيطرة عليها، بل هي التي تولد لدينا نزعة البقاء وتجبرنا على خوض صراعاتنا على أساسها. ومعطيات ذاتية وهي التي تشكل الوعي الفردي، وتلعب دوراً كبيراً في تحديد اتجاهات وميول الأفراد بمنأى عن الصيغة الجماعية، وفي الغالب فإن هذه المعطيات الذاتية هي تعطي السمة الاختلافية بين كل فرد وآخر في تعاطيه للصراع. وجزء من هذه المعطيات الذاتية يدخل بشكل فاعل في بناء الشخصية الفردية والتي هي من أهم الخصائص التي يعتمد عليها علماء النفس في تفسير الظواهر السلوكية.



    وبما أن لا شيء ساكن في هذا الكون، فإن المعرفة والوعي والمعطيات الخارجية (المادة) في تغيير وحركة مستمرين، فإننا نرى تطور الوعي والمعرفة، وتوالد حضارات على أنقاض حضارات أخرى بائدة. إذاً فهو شكل من أشكال الصراع يمتاز بالتجدد. وفي اعتقادي الخاص فإن أزمة المثقف السوداني تتمثل في أمرين غاية في الأهمية هما: الصراع مع السلطة على اعتباره شكلاً من أشكال القهر الفكري الذي يجعل حركة التعاطي مع المعطيات الخارجية أكثر صعوبة وأقل سلاسة، وبالتالي فإن عملية تشكل الوعي أو (إذ جاز لي التعبير) عملية الاستفادة من الصراع المعرفي المتجدد تتباطأ، مما يخلق نوعاً من العجز الزمني أو التفاوت بين المتغيرات المادية والوعي الفردي للمثقف. وعندما لا يكون المثقف مواكباً لهذا التغير المتسارع تنتفي عملية الصراع القائمة أصلاً على نظرية الاندثار والاستحداث، فتصبح المعطيات المستفادة معطيات لا قيمة لها ولا جدوى لعدم تطابقها مع الواقع المعاش. كما أن صراع المثقف مع السلطة ينتج في الأساس عن رفض الوعي بالتسليم لقوالب معرفية جاهزة (مسبقة الصنع) وينصرف المثقف عن صراعه مع المعطيات الخارجية والحركة المتجددة بصراعه مع السلطة. وإذا اعتبرنا أن السلطة شكل من أشكال المعطيات فإن حصر الصراع في جزئية واحدة من منظومة جزئيات، فإنها تؤدي إلى عد المواكبة أو ما يُسمى بالوعي السلبي الذي ينتج في حصر أدوات المعرفة في شكل واحد من أشكالها المتعددة. كما أن إشكالية الهوية هي إحدى المعوقات التي تجعل المثقف السوداني يقع تحت أزمة حقيقة ناتج عند عدم قدرة المثقف على الوقوف على قاعدة انتمائية محددة. وتنشأ ضرورة الانتماء عن فكرة التمثيل الواعي التي تساعد في تشكلها المعطيات الذاتية. حيث تعمل هذه المعطيات على تحديد الميول والاتجاهات الفكرية والعقائدية كذلك. وقد يتغير سلوك الفرد العقلي بحسب ما تمليه عليه قناعاته الفكرية، حيث تعمل الهوية والانتمائية على تكوين بنية وعي لدى الفرد. للتوضيح: (شعراء العصر الجاهلي) و (شعراء صدر الإسلام) إن لكل مؤسسة اجتماعية شكلها الوعيوي الذي يُميزها عن أية بيئة أخرى، فالعصر الجاهلي يمتاز في مجمله بالفكر الوثني وباستئثار المادية على السلوك التفكيري لديهم لذا نجد أنهم يعبرون عن واقعهم بشعر ملتصق تماماً بهذه الفكرة. كما نجد أنهم لا يؤمنون إلاّ بكل ما هو مادي محسوس يرونه بأعينهم المجردة أو بأدوات المعرفة الحسية. لذا فهم لا يؤمنون بالغيبيات ولا بالمثاليات التي جاء بها الإسلام لاحقاً. والإسلام جاء بمعطيات فكرية مثالية جديدة تعتمد على القوى الروحانية والقدرية والغيبية والمشيئية، فنجد أن شعراء صدر الإسلام وتحديداً (المخضرمين) منهم تغير شكل الوعي لديهم لتغير انتمائهم.



    إضافة إلى إشكالية الهوية والصراع مع السلطة لدى المثقف السوداني، فإن هنالك إشكالية لا تقل أهمية عن هاتين الإشكاليتين ألا وهي إشكالية اللغة وأزمة المصطلحات. وفي اعتقادي فإن اللغة بشكلها الحالي عاجزة عن التعبير ولا توازي المد الفكري المادي الذي نعايشه في هذا العصر. إن اللغة – في نظري - تستمد قوتها من شكل الوعي وليس العكس. لذا فإننا نجد ظاهرة محاولات التعريب والتي غالباً ما تكون قاصرة وعاجزة عن التدليل والتوفيق بين ماهية الأشياء والتعبير عنها لفظياً. وهنا يتعلق الأمر بارتباط الوعي بالمادة التي هي مصدر التغذية البنيوية لها. ولا غرابة إذا كنا نستخدم ألفاظ من لغات أخرى للتدليل على ماديات لم نرتبط بها عقلانياً أو فكرياً. للتوضيح: اللغة العربية هي أكثر اللغات التي يمكن أن تعبّر عن العلوم الإنسانية والمعاني الروحية والغيبية لأنها مرتبطة بها فكرياً. اللغة اللاتينية هي أكثر اللغات التي يمكن أن تعبّر عن العلوم الطبيعية والماديات لأنها مرتبطة بها فكرياً. وعلى المثقف السوداني أن يحاول تحليل هذه الإشكاليات بنوعٍ من الشفافية ليتمكن من ممارسة الوعي بشكل أكثر نضجاً وأكثر مواكبة للمتغيرات اليومية.
                  

07-25-2006, 12:26 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    خالص التحايا
    استاذ
    احمد ضحية
    صدقنى متابعك لكن فتر حنينى الكان الزمان ..
    عموما اهو دفع وتشيع ربما وليس وعد بالرجوع..
    التحايا النواضر..
                  

07-26-2006, 01:17 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: معتز تروتسكى)

    Quote: اختيارنا إذن للحظة الفونج تأسس على أنها دولة تشكلت نتاج تحالف (اثني طائفي ) = (عرب القوا سمة العبدلاب +الفونج + المتصوفة "المثقفين")وحراك اجتماعي واسع ..


    احمد ضحية

    سلامات

    المتصوفة أو الفقهاء لم يكونوا جزءا من التحالف الذي أسس لدولة سنار , رغما عن تأثيراتهم اللاحقة , ولكنهم مثلوا مع قطاع التجار النواة الاولى للطبقة الوسطى في مجتمع سنار , حيث كان المجتمع السناري يتألف من طبقتين هما طبقة الحكام وطبقة العامة أو المحكومين وقد كانت هنالك قطيعة كاملة بين هاتين الطبقتين , الى أن ظهرت الطبقة الوسطى التي كان قوامها التجار والفقهاء , وقد كان لهذه الطبقة أثر بالغ في التحولات اللاحقة التي طرأت على الدولة السنارية. (راجع الفقهاء والسلطة في سنار , عبد السلام سيد احمد)

    سلامات يا صديق
                  

07-27-2006, 08:18 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: معتز تروتسكى)

    سلام جميعا
    عادل , معروف , هشام ..
    قدمتم اضافات وملاحظات مهمة .. سنعود اليها لاحقا , لتكون مدخلا لمزيد من الحوار ..
    تحياتي تروتسكي
    عل حنينك يشتعل , عما قريب ..
                  

07-27-2006, 04:50 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    التحية المقدرة للاخ احمد ضحية
    والاخوان الاعزاء
    اعتقد ان الثالوث الذى اطبق عل عنق الشعوب المغيبة في المنطقة
    1- الحاكم المزمن
    2- عالم السوء الذى يسوقه دينيا
    3- المثقف الايدولجي سواء كان يسار او يمين الانتهازي الذى يسوقه سياسيا
    المافيا الثقافية التي تهيمن علي وسائط الاعلام
    المراكز الثقافية التي هي ديكورات لاكاديمي فاشل عبارة عن ديسك معلومات ديسك معلومات

    هذا هو المشهد الثقافي في المنطقة وهو انعكاس للمشهد السياسي
                  

07-29-2006, 03:31 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: adil amin)

    حـــائـــط ابـــيـــض

    بقلم نوري جراح
    ماذا عن الثقافة ؟


    هل تعكس الصفحات الثقافية في الصحافة العربية حركة الثقافة فعلا ؟ هل تغطى هذه الحركة ؟ هل تقدم الجديد بما يليق من احتفاء, وتعيد مسالة النصوص التي تقادم عليها الزمن؟ هل تطرح الأسئلة الحقيقة , أسئلة الإبداع وأسئلة الحرية , أسئلة الإنسان في تطلعه الجمالي ورغبته في التعبير عن نفسه؟ هل ؟ ... وهل ؟ ... وهل ... كثيرات , وهى أسئلة بعضها يتعلق بشخصية المحرر الثقافي , وبعضها بشخصية الصحيفة أو المطبوعة وما هي مشروعها الصحفي, وبفئات القراء الذين تتوجه إليهم.
    ولتبدا بالقراء وصولا إلى المحرر الثقافي , هناك بين القراء من لا تشغله الأسئلة شديدة الخصوصية في الثقافة, لكنة يتطلع عبر القراءة إلى نيل شيء من المعارف والاطلاع علي التجارب ألا دبية , وتذوق شيء من الآداب والفن , وتعبير الكتابات الثقافية في المطبوعة مرشد لمثل هذا القاري .
    وهناك قاري مختص , ومنحاز لفكرة جمالية ولتيارات ادبية محددة , وهذا هو الأقرب إلى ( الصحيفة الثقافية ) العربية الراهنة . فهي صفحات منحازة غالبا , ونادرا ما تشكل الكتابات فيها قسما مشتركا اعظم بين الذاهب والتيارات والمدارس ألا دبية . القاري الأول ينتمي إلى (السواد الأعظم ), والقاري الثاني إلى ( النخبة ) وصحافتنا الثقافية , نخبوية بصفة عامة وفاشلة بالتالي في ان تكون صحافة ثقافية عريضة . وهذا يقودنا إلى الكلام عن علاقة الصحف والمجلات بالثقافة . فهي إلى وقت قريب كانت تتعامل مع الورقات المخصصة للثقافة تعاملها مع الصفحات الخفية المخصصة للفنون والرياضة وموضوعات التسلية والأبراج , ولم تعرف الصفحات الثقافية في الصحافيتين المهاجرة والمقيمة ازدهارا حقيقيا ألا مع مطلع التسعينيات وما رافقها من سقوط مريع لدول الأيديولوجيا الشمولية وقيام حرب الخليج الثانية , واندلاع عشرات الحروب الصغيرة حول أفكار فوكوياما, وهانتنغتون , وبرنار لويس وغيرهم ممن بشروا التاريخ بنهايته والثقافات بحروب طاحنة. وهكذا بدأت كلمة ( الثقافة ) تعبير عن نفسها عن صورة جديدة, خصوصا عندما اضطر السياسي العربي إلى استعمالها من بعد طول تجاهل وإهمال لمفرداتها الغربية , ثقافة؟ نعم .
    لكن المحرر الثقافي هما ابلغ تعقيد يمكن الوقوف علية في معادلة ( الصحافة الثقافية )في الوطن العربي . فهو أحيانا مثقف معقد لأنة بدا شاعرا فاشلا , أو قاصا رديئا ثم انتقل إلى الصحافة , وبالتالي فان علاقته بالنص الأدبي غير المنشور أو بالكتاب المطبوع , هي علاقة مريضة , وقد تكون ثأرية أحيانا . ولو قمنا بعملية إحصاء دقيقة لاكتشافنا أن غالبية المحررين الثقافيين العرب هم من الأدباء عموما , والشعراء بصفة خاصة . ولما كان هولاء أصحاب مواقع جمالية في الكتابة , واصحاب انحيازات أدبية , بالضرورة , تمليها عليها مواقعهم في دنيا الشعر والادب , فان مواقفهم وتحزبا تهم أو لنقل , ان النسيج الذي ينتمون إلية كشعراء وكتاب , سوف يعكس نفسة بالضرورة نفسه علي الصفحات التي يشرفون عليها . وبالتالي فان وضع المحرر الثقافي في قلعتة الأدبية, وكذلك بناءه الأخلاقي والنفسي , ومستوى ثقافته وخلفيته الفكرية كل هذا , سوف يجد ترجمات له علي صعيد عمله الصحفي . ولما كانت النزاهة الأخلاقية والفكرية من الاشياء النادرة في عالمنا المتهاوي خلقيا وفكريا فان (المحرر الثقافي) الذي يقتتل نفسه ليكون نزيها بازاء ما يختلف معه, سوف يبدو لنا , سوف يبدو لنا باستمرار شخصا مثاليا ومقاتلا من طراز القابضين علي الجمر , خصوصا إن الوسط الثقافي العربي في التسعينيات أشبه بسرك فالت فقد مديره وبات مباحا للجميع يلعبون فيه , المهرة والفاشلون , والموهوبون , والذين لم تمر الموهبة بأبوابهم . وحال الوسط الثقافي العربي يعكس نفسه علي حال الثقافية , والعكس بالعكس , هذا يفسد ذاك وذاك يعود فيفسد ما لم يفسد بعد . ويمكن القول , إجمالا , إن النزعات الجمهورية , والطائفية , والميلشياوية , والحزبية بأضيق معانيها , وكل ما تعرفه السياسة من رذائل بات يعكس نفسة علي الثقافة وصحافتها . لكن هل هذه الصورة كلها ؟
    أليس هناك شيء مختلف ؟ ... بلي , ولكن نادر ندرة الأمل في امة اشبعت نفسها ياسا . ولسوف يكون لنا في الأعداد المقبلة من ( المشهد السياسي ) تحقيق شامل حول الملاحق والصفحات الثقافية العربية مع شيء من المقارنة مع الصحافتين الثقافيتين في بريطانيا و فرنسا لعل ماسوف يتبدى في هذا التحقيق يقدم صورة اكثر وضوحا.


    المشاهد السياسى عدد (67)-22/6/1997


    الاخ العزيز احمد ضحية ولزوار
    تحيةطيبة
    رفدا لهذا الخيط الهام

    تعقيب
    هل يعرف احد في السودان الكاتب المسيحى السوداني رؤوف مسعد وروايته بيضة النعامة
    هل يعرف احد الكاتب السوداني الشاب والمتميز محمد هارون عمر وله اربع روايات من الادب العالم الثالثي الرفيع المستوي

    1-وشاح الاسي وتحكي جحيم المولدين في اليمن
    2- المحفل السندسي وتحكي عن الماسونية في زمن عبود
    3-القربان المقدس...ايضا نفس الماسونية وهي الافضل ما كتب
    4-نمارق الشفق...ايضا تدور في نفس الاطار واشبه بالسيرة الذاتية
    هذا جزء من الابداع المغيب بسبب الشللية والايدولجية سواء كانت يسار او يمين
    نحن في حاجة للببلوقرافيا حقيقة تعرف بكتب وكتاب السودان
    وادعوك لزيارة دكتور نزار غانم مستشار السفارة اليمنية والذى يقيم في حي العرب بام درمان لتشهد الكثير من الابداع المغييب وخارج المشهد الثقافي السوداني والحديث ذو شجون
                  

08-05-2006, 04:58 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: adil amin)

    تعقيب : حول أزمة المثقف والسلطة
    بقلم : زهير عثمان حمد
    لقد أثلج صدري ما سطر الصديق والأديب أحمد ضحية بما ورد في أطروحته أزمة المثقف مع السلطة وهو الصراع الدائم بين القلم والسلطان والرمح واليراع فيقول قدماء الحكماء أن الإبداع سرمدي والسلطة أفله فكأنها تولد عند مغرب شمس وترحل مع بزوغ خيوط السحر ولكن الشواهد تدل على أن دوما حوجة الحكام للعلماء والمتبصرين وأهل الثقافة كحوجة الزرع للمياه هي حوجة حتمية وإضافة أصيلة لإدارة الشأن العام والسيطرة عليه ، فليس هناك من سلطان جمع بين أصيل ثقافة وكنوز العلم وإفصاح بيان وحصافة طرح وسلاسة بيان رغم وجود سوابق في التجربة الانسانيه ، فلقد تقلد منصب الحاكم الشاعر ليوبود سنغور والرؤاي السلفاكي وهؤلاء سرقهم بريق السلطة لانت لهم لكنها مزقتهم وأبعدتهم عن الإبداع 0

    صديقي إن إشكاليات المثقف ليس هي طرح فكري ناضج يسع كل ادراء الوطن ولكن كيفية الترفع من الإسقاطات التي يتسم بها الوعي الفردي للمثقف ، أو عندما يكون غير مواكب للأحداث المتسارعة في الساحة الثقافية الضيقة أو على المستوى الإنساني ، ولكن ذلك لا نعتبره قصور إبداعي بل إنما هي معضلة أوجدتها تشعبات الحراك الثقافي الإنساني ولكن نجد ان من أهم هموم المثقف حرية الإبداع وأثابت الهوية وتأكيد خصوصية إبداعه وتميز ثقافة بلاده أو منطقته الجغرافية بالإضافة إلى كل مشاكلات الأدوار الثقافية إن كانت في الخطاب أو الإشكال الإبداعية أو التمازج بين الثقافات والإتيان بطرح ناضج ، وفي بعض الأحيان لا يكون الصراع بينهما هو سلطوي وثقافي واضح للعيان إنما يلبس لبوس الرمزية الفكرية ويتخذ شكل الطرح الفلسفي المجرد وان كنت اجنح هنا إلى استحضار جدلية الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري في صراعه مع الخليفة ذو النورين عثمان بن عفان وان الذي اقرب إلى ثقافتنا ووجداننا هو الطرح ذو الصبغة النقدية الذي تصاحبه إفرازات الالتهاء بمذهب أو معتقد ، قد لا تقتتل الأقلام وهي تفرز طرح مغاير للسلطة السياسية ولكنها تسود الصفحات بظلامية التأويل السلطاني أو الفكر السلطاني وتصفه بسقط المتاع وقصوره على الهيمنة الوقتية على وجدان الأمة ، ولست من الذين يرون أن هناك محسوس ومادي في الصراع بين المثقف والسلطة ولكنه تضارب طرحي فريد يتجاذب ما بين الوطني ومثالية أهل الثقافة 0

    قد نقول إن السياسي ألبس الوطنية لباس القهر في ممارساته اليومية لإدارة الشأن الوطني ، ولكننا نقول له بسخرية ( قالت النُهى للشمس أنت صغيره ) ، لا استدرك هنا قائلاً إن الصراع بيننا وبين أهل السلطة صراع مقدس يحمل بين طياته كل قيم الإنسانية ويستحضر قيم نبيلة تعارفنا عليها نحن لا نملك من قانون هذا الصراع غير أدوات وآليات ما يمكن ان يكون واستبصار الخبير بالمستقبل لسنا حالمون بمستقبل وردي أو معطيات فكريه مثالية لكن هذا ما شكله وعينا الثقافي بهموم امتنا 0

    رغم انكسارات كثير من المثقفين واصطدامهم بواقع عقيم يزدريهم ويسوقهم إلى الإقصاء أجمعين ، أو من سال لعابه لبريق السلطان والمنصب مهما ادعى انه من قبيلة المثقفين وتدثر في عباءة الحكيم الذي لا يود مزيد من الشقاق بل يمكنه الإصلاح بآلية إنا منكم ولكن بطرح مغاير ، وان كان الرؤاي صديقي احمد ضحية أعطى ورقته منهج وأسلوب نقدي وتحليل اصطحب فكر الوسطية وجدلية الليبراليين وإشراق ثقافة الشرق وسماحة أهل السودان ، ولكن الصراع بين المثقف والسلطة تحكمه في زماننا الحالي أربعة محاور هي الهوية ، الحداثة ، العولمة والإسلام وكلها قضايا لم نقتلها بحثاً ولم نصل فيها إلى قواسم مشتركه فإننا كأنجم ملئت السماء بوجودها ولكنها مختلفة في مكوناتها الثقافية وبيننا شقاق ولكن شفافية طرحنا هي المحك الحقيقي لنا في تكوين وعي أصيل باشكالياتنا وتلوينه بسودنه مميزه ، عشقت طرحك وكما عاهدناك مثقفاً تنضح وطنيه مسربلاً بثقافة سودانية أصيله 0

    فاعلم إننا رغم ما قللنا من شراسة الصراع وقربنا المفاصلة بيننا وبين أهل السلطان فلابد أيها الصديق ان نقوم بدورنا كمنارات تنوير بغض النظر من نصارع وفي أي زمان وفي أي مكان ، ونشكر الله إن الغربة قد أعطتنا فضاءٍ اكبر بان نشخص ونكتب ونناقش ، فلتستمر جدلية الصراع بمنطق أهل السودان ( ان السلطة ضل ضُحى ) ، والمبدع جلاّب خير رغم تعسف السلطان والعباد وصروف هذا الزمان ، علني لامست شيء سقط من طرحك وناصرتك في زمن شحيح بالمناصرين وأنت على حق 0
                  

08-06-2006, 11:25 AM

عثمان حسن الزبير

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 919

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5) (Re: احمد ضحية)

    كل التحايا أحمد ضحية

    الورقة غنية وتحتاج لأكثر من قراءة ..
    سأعود..
                  

08-14-2006, 01:42 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(5 – 5) (Re: عثمان حسن الزبير)

    خاتمة
    1_6) ) :
    قلت سابقا أننا ربما كسودانيين لسنا نتشابه كتؤام بسبب اختلاف أمهاتنا لكن مع ذلك لا نستطيع نفى أن هذه الأرض الشاسعة هي أمنا جميعا هذه الأرض الإفريقية النبيلة التي كانت موجودة دائما ولم تأت من الخارج على صهوات الخيول أو جيوش الغزو والاحتلال هذه الأم /الأرض هي ما منحنا هذا التوصيف (سوداني ) وهنا لابد أن نتوقف لتقديم ملاحظة مهمة فالناس عادة لايسمعون أو يقرأون ما يلقى إليهم من كلام إذ يحاولون دائما الكشف عما ما وراء هذا الكلام لذلك يتركون السطور للانهماك لقراءة ما خلفها وما بينها لذلك سيتساءلون عن دور الأحزاب التاريخية ..
    وبوضوح تام أشير إلى أن فشل محاولات الإصلاح الحزبي واستمرار المزايدات على التغيرات الفكرية داخل القوى العقائدية اليسارية والطائفية هو الدافع الأساسي لكتابة هذه الورقة التي تسعى لأن تؤكد في احد أفكارها الأساسية على ضرورة قيام كتلة تاريخية من القوى الاجتماعية الحية والتيارات الإيديولوجية التي تنشد التقدم والتغيير في اتجاه تعزيز الكيان السوداني الموحد الديمقراطي العلماني .
    وتعزيز القوة والمناعة لهذا الكيان وبوضوح أكثر تشمل هذه الكتلة التاريخية المثقفون والديمقراطيون والعلمانيون والجبهة الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني وقوى السودان الجديد وهذا تصور في تقديري مفتوح للتطوير والتأسيس خلال المساهمات التي تشارك في حوار هذه الورقة التي تحاول النهوض في هذا الحوار قبل كل شيء ..
    2_6) ) :
    إذن المرجعية التي ننطلق منها هنا هي التطلعات البرامجية لحركة (حق) بشقيها: جديدة وحديثة, الحركة الشعبية. التحالف الفدرالي.مؤتمر البجا .حزب البعث السوداني ( جادين ) وكل القوى الجديدة الأخرى المنظمة كحزب المؤتمر الوطني وفصيلة الطلابي مؤتمر الطلاب المستقلين أو التيارات غير المنظمة التي تتطلع لسودان جديد ..
    هذه القوى كي تتوافق إرادتها في كتلة تاريخيه بحاجة للابتعاد عن أسلوب التخوين أو ادعاء التنوير كما فعل الترابي بفتاويه الشهيرة مزايدا على الآخرين وهى قوى تدرك خطورة المزايدات وجلها عانت من عدم استجابة القيادات في أحزابها القديمة, لرياح الإصلاح والتغيير العاصفة . الأمر الذي أحبطها وجعلها تؤسس خطوط شروع مغايرة لما كانت عليه فيما مضى . لذلك لابد من الوصول إلى حد أدنى من الاتفاق حول إنقاذ مشروع السودان الجديد ككتله تاريخيه. فهذا المشروع هو الخطوة الأولى للمطالبة بحد أقصى من حقوق الذات السودانية وذلك لا ياتى إلا بمقاومة الإحساس بالعجز والقصور العام الذي يعترى المشهد السوداني.
    3_6 )) :
    شاركنا مؤخرا ك (قوى جديدة) في حوار مفتوح مع الحركة الشعبية مكتب القاهرة حول وحدة القوى الجديدة و مشروع السودان الجديد وقبل كل ذلك مجابهة تحديات هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات والاستفتاء. لكن للأسف كانت استجابة الحركة الشعبية لأطروحاتنا ضعيفة, وجسد حوارنا معها صورتنا الراهنة كسودانيين في ممارسه التحليل لقضايانا : كيف نمارس حوارا غنيا بالأفكار الغنية التي تخرج بلادنا من مأزقها السياسي الاجتماعي . دون أن نتأمل تفكيرنا ونعبر عن أنانا الخاصة ظانين أننا نعبر عن الكل . . حتى تلك الثقافات الصامتة التي ظللنا نتحدث باسمها لم يكن لها مكان في حوارنا المتوتر القلق الذي لن يلغي كونها موجودة وتعبر عن نفسها بأشكال مختلفة دون تجسيد في الثقافة الرسمية. هذه الثقافات التي تعيش حالة فصام سياسي عن السياسة المعلنة بسبب عدم امتلاكنا لأجهزة إعلامية حقيقية واعية ( الإذاعة. التلفزيون . الصحافة ) إذن مالم نحسن من صورتنا في ممارسة التحليل لقضايانا سيكون البديل هو المؤتمر الوطني الاسلاموى الطائفي القائم على أساطير الاختيار ونقاء الدم للمسألة السودانية.. هذا الإحساس الفج بالنقاء الذي يدفع رئيس الجمهورية المزعوم لتفضيله قيادة مليشيا جنجويد في حال حصول تدخل أجنبي في دارفور !؟؟؟؟؟؟؟؟؟!..هذا الإحساس المتعالي بالنقاء هو ذاته الذي يدفع الطيب مصطفى وجريدته العرقية الدينية (الانتباهة( للاقتيات بنشر ثقافة الفتنة ..
    هناك حلول عرضت نفسها في مشروع السودان الجديد كمشروع بديل لمشروع المؤتمر الوطني الحاكم الذي في جوهره مشروع عنصري اثني عقدي يفقد شروط وجوده إلا في ظل إذكاء روح الصراع والعنف ,فهو مشروع محكوم علية بالعنف كضرورة وجودية ولديه خبرة في هذا الإطار ( إعدام ضباط رمضان . اغتيال عدد من السياسيين . الحوادث المريبة للطائرات في الجنوب . شهوة القتل عند إبراهيم شمس الدين والطيب سيخه في دارفور و جوبا . محاوله اغتيال حسنى مبارك . العنف ضد مختلف فئات الشعب السوداني بدء بالطلاب وانتهاء بالمرأة والأحزاب ) .. العنف ضرورة وجودية لدى المؤتمر الوطني حتى ولو لم يواجه العنف من الآخر ( الجنوب /الشرق/جبال النوبة /دارفور الخ )فانه يستدعيه وذلك لإذكاء روح التعصب للحفاظ على الاسلاموعربيه, ومن هنا يتناقض مع مشروع السودان الجديد بل مشروع السودان الجديد يفرض على المؤتمر الوطني والشعبي كطليعة متقدمه لقوى التخلف والعنف تحديا لاسبيل إلى تجاوزه ..
    سيقول البعض أن كل شخص في السودان لديه مشروع سودان جديد شايلو في راسو . فللمفارقة انه في هذه الأيام حتى رئيس الجمهورية الذي يقرأ ويكتب بالعافية, يتحدث عن السودان الجديد. بل ويعد به الجماهير ؟؟ ..
    ( 4_6) :
    وهو سؤال من قبل المماطلة فقد انطوت هذه الورقة على معان واضحة في هذا الخصوص فحديثنا عن السودان الجديد الذي طمحت إليه نيفاشا ناتج عن خوفنا عليه من أن تذروه رياح الإسلام السياسي والطائفية ولذلك عندما نشير للمؤتمر الوطني والشعبي كقوى شرط بقائها العنف لان في ذهننا أن الأمر اكبر من فتاوى الترابي العصرية فالأمر لا يتعلق بمستبد تسامح فجأة ( محمود محمد طه وحكم الردة )ولكن الأمر يتعلق بثقافة تقليدية تنتج التسلط وعدم احترام الآخر ولذلك شتان بين محمود محمد طه شهيد التنوير الديني والترابي الشاهد ) على مشروع تعريه التجربة الاسلاموية التي كان قدبناها هو ذاته , ليجيء في آخر الزمان بقراءته غير البريئة التي لم يكن يوما دافعها التنوير بل المزايدة والمصلحة والمنفعة فهو عراب النظم الاستبدادية المنحرفة عن روح الإسلام (بيعته لأمير المؤمنين جعفر نميرى ولأمير المؤمنين البشير ) تخيل نميرى والبشير أمراء مؤمنين ؟؟؟؟ هذا انحراف بين عن روح الإسلام وجوهره .. هذا الجوهر الذي يتجاسر عليه الترابي بالعبث بين آن وآخر ذرا للرماد في العيون فيصدر ماشاء له من أحكام دافعها المزاج المقنع بالعقل والتكتيكات البائسة للحركة الاسلامويه ..
    5_6)) :
    نحن بحاجة لإنتاج معرفة واقعية بواقعنا في سبيل التكريس للبديل الواقعي ( نيفاشا مدخلنا للسودان الجديد خاصة في مثل هذه الظروف التي يلقن فيها شخص معتوه مثل الطيب مصطفى وانتباهته القراء نصف خريطة السودان . مكتفيا بالسودان الشمالي, ولا يقف عند هذا الحد فحسب بل يقوم بنشر أخبار مزعومة تؤسس للعنف والتفرقة والتمييز العنصري والتحريض الطائفي والعرقي والديني..
    اشعر الآن بخجل كبير أن أجد نفسي مضرا للإشارة لهذا المعتوه. فمن المؤسف أن ندخل في نقاش حول ثقافة الفتنه. لكن المؤتمر الوطني والشعبي فرضا علينا ذلك .صفوة القول لمجابهة ثقافة الفتنه والانتباهة وشخصيات معتوهة مثل الطيب مصطفى أن يعلن المثقفين الديمقراطيين حالة طوارئ إذ لايجب السكوت عن مناقشه مثل هذه الأفكار التي ينشرها المؤتمر الوطني(بصورة غير رسمية) لانجاز شروط بقائه واستمرار يته دون احترام لهذا الشعب المتنوع ..
    إذن ها نحن مرة أخرى نشير لفتاوى السيد الترابي المعتوه الأكبر الذي أراد الاستمرار في مزايداته التاريخية ..هذه الفتاوى القديمة الجديدة التي قصد تفجيرها في هذا التوقيت بالذات كجزء من فلستة في فقه الضرورة والمصالح المرسلة فكان كالذي يبيع الموية في حارة السقايين والسقايين هنا هم الصادق المهدي وما ا أدراك عن موقفه الشهير حول اتفاقيه سيداو ؟ هذا الموقف الذي لن يجرؤ (في ظني)على شرحه للأنصار البسطاء بلغة بسيطة يفهمونها .. لا أريد هنا أن تخوض نقاشا عقيما حول إمامة المرأة أو فقه النكاح الشرعي وزواج الزنديق فهي أمور من شان علماء الدين وحدهم "حجة الإسلام الترابي" و"الإمام الصادق المهدي" . لكن يهمنى هنا بصورة أساسية بلورة موقف حقيقي, فمفاهيم مثل المساواة عموما ومساواة المرأة بالرجل خصوصا وحقوق الإنسان والمواطنة وحقوق القوميات الأصيلة وخصوصية الدول والمجتمعات وقضية الديمقراطية, الخ ..كل هذه الأمور بما في ذلك مفهوم الدولة نفسها هي مفاهيم ليبرالية .. فالإسلام ليس فيه مفهوم دوله بهذا الاسم (دوله) هذه المفاهيم كلها مفاهيم ليبرالية وليست إسلامية وهى مفاهيم عصريه لم تنتجها الثقافة الاسلاميه التقليدية بل تمخضت عن العلمانية وإذا كانت القوى العلمانية ممثله في اليسار الشيوعي والبعث ويسار الوسط قد خفت صوتها كما اشرنا من قبل بسبب جمودها غالبا وبسبب ما تعرضت له من اختراقات الحركة الاسلاموية وقمع جهاز سلطتها العنيف والدموي وبسبب فشل مشروع الإصلاح الحزبي والصراعات البينية والشقوق والانقسامات التي اعترتها تحت شعارات التحريف والتصحيح وتسبب ذلك في أن لايسمع الناس سوى نداء الحركة الإسلاموية, فقد عملت هذه الاخيره على استغلال الإسلام كوسيلة للسيطرة الاجتماعية للحفاظ على المصالح المرسلة للجماعة الإسلامية المزعومة ,وبالتالي وضعهم القائم ضد التغير الاجتماعي وحركات المعارضة الجديدة مؤكدة على شكل الإسلام دون مضمونه وعلى حدوده دون حقوق الناس فالحركة الإسلاموية التي سيرت صيف العبور وبدر والميل 40والدبابين والسائحين, الخ.. ادعت الدفاع عن حقوق الله ورفضت الدفاع عن حقوق الإنسان وكأن الله ليس غنينا عن العالمين وكأن الدفاع عن حقوق الله يتناقض مع الدفاع عن حقوق الإنسان, الذي كرمه الله بالعقل . الله ليس بحاجة لأن تدافع عنه الحركة الاسلاموية في السودان , متخذة من الدين غاية في ذاته وليس وسيلة لتحقيق مصالح البشر .. وكان السيد الترابي عرابا وشاهدا على كل ذلك ؟؟..
    .. بدأت حركه الترابي بتطبيق حرفي للنصوص على عهد نميرى فقطت ما قطعت من ايدى وأرجل وجلدت من جلدت وفتحت الباب واسعا للتيارات الظلاميه التي كادت أن تتسبب في كوارث قومية (إحراق كنيسة الثورة في العهد الديمقراطي الأخير, أحداث مسجد الحارة الأولى وما أدراك ما الخليفى.. وبن لادن الذي جاب السودان شرقا وغربا إن لم يجب كل أنحاءه ) وفى كل ذلك كانت الحركة الإسلاموية وحلفائها الظلاميين لايراعون ظروف العصر وخصوصيات السودان المتنوع والمتباين ومقاصد الشريعة وحاجات الناس . كأن الواقع لم يكن أساس نشأة النص كما هو معروف في أسباب النزول .
    لااظن أن أحدا من علماء المسلمين عبر تاريخهم المديد منذ كانوا مجرد فكرة في خاطر قريش إلى أن آلت دولة الخلافة على عهد العثمانيين إلى ما آلت إليه سبق حسن البنا في القول أن الإسلام دين ودوله . مصحف وسيف وان لم يسبقه احد فذلك لان مقولته ليست بديهية إذ كيف نقول أن الإسلام دين ودوله مع أن كلمه دولة لم ترد في القران الكريم مرة واحده ؟ إذن كيف تسمى الإسلام بما لم يسمى به نفسه وبغير ما سمى به نفسه ( الدين عند الله الإسلام 190 ال عمران //-اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا-3/المائدة فالقول بالإسلام دين ودوله لهو قول يتجاهل التاريخ ولكن التاريخ بالضبط هو التاريخ ونحن نتحدث عن إسلام الدين لا عن إسلام التاريخ الذي ككل ماهو تاريخي ..هو من صنع بشرى
    وقابل للتجاوز وليس له ما لإسلام الدين من قوة إلزام..
    (6 – 6):
    لماذا حرصت عدة قوى جديدة في مرحلة ارتفاع الصوت الاسلاموى (89-199 على رفع شعار العلمانية.. رفعته ردا على محاولة الحركة الإسلاموية الضرب على وتر التفرقة الدينية وتطويرا لحساسيات المذهبية إلى مسألة أثنية طائفية تؤثنن الواقع والسياسة لتبرير وجود الحركة الإسلاموية, فدولة الخلافة التي طالما طمحت إليها الحركة الاسلاموية (ببيعتها لنميرى ثم البشير ).. عندما نشأت في أوائل الإسلام كان أساسها أن المفكرين كانوا سياسيين ورؤساء جيوش في آن واحد كما كان الشعب كله جندا واحدا وهذا العهد لم يطل إلا قليلا ( عهد النبي والخلفاء الراشدين ) جاء بعده عهد دولة السياسة التي أساسها تقسيم العمل ( كما يحب الرفيق ماركس التعبير) ... أصبح السياسي وقائد الجيوش في جهة والمفكر والشعب في جهة أخرى . بمعنى أن دوله الخلافة كانت أحادية ودولة السياسة كانت تعددية .. ما يهمنى هنا بالتحديد أن أفكار مثل التي اشرنا إليها سابقا . مساواة المرأة . المواطنة . الدولة .حقوق الإنسان والديمقراطية الخ هي تعبير عن مواضيع فكرية عالمية تهم السوادنين جميعهم بمختلف عقائدهم بالقدر ذاته الذي تهم فيه العالم .. على الرغم من مقوله ( التركي ولا المتورك(التي هي خير تعبير عن حاله الحركة الإسلاموية في السودان, هذه الحركة التي اتضح أنها احرص على العروبة والإسلام من قحطا نين وعدنانيين العرب ( أهل الرأس والجته)..
    هوامش :
    أنظر :
    - دكتور حسن حنفي , دكتور محمد عابد الجابري . حوار المشرق والمغرب . رؤية للنشر. القاهرة 2005
    أحمد ضحية – القاهرة يونيو/ يوليو2006
                  

08-22-2006, 11:14 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(5 – 5) (Re: احمد ضحية)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de