أهداء للوطني الغيور الرئيس عمر أحمد البشير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 04:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-21-2006, 09:58 AM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أهداء للوطني الغيور الرئيس عمر أحمد البشير

    الأمم المتحدة في السودان ..دولة داخل دولة
    كادقلي : فرح أمبدة
    في مطار كادقلي.. مثلما هو الحال في الجزء الشرقي من مطار الخرطوم .. ليس هناك ما يشير الي ان هذه المساحات من الأرض تتبع لحكومة السودان، فالمنطقة المنبسطة الخضراء تعج بالجنود والضباط وبالموظفين من كل جهة من أركان الدنيا، يختلفون في ازيائهم ولغاتهم وشاراتهم العسكرية .. لكن جميعهم يرضخون لـ "دولة الأمم المتحدة" التي تدير تلك الاجزاء من السودان مثلما تفعل في مواقع أخري كثيرة في الجنوب والجنوب الشرقي وحتي في الخرطوم ..
    في الجزء المخصص لبعثة الأمم المتحدة للسلام في مطار كادقلي كل شئ يشير الي دولة جديدة انشأت داخل السودان ، فالأشياء وكل ما هو مرئي طلي باللون الابيض الذي يميز ممتلكات المنظمة الأممية من غيرها .. باستثناء لافتة خجولة مكتوب عليها "هيئة الطيران المدني - مطار كادقلي" .. ليس هناك من يقوم بخدمة هذه اللافتة من السودانيين .. وهي علي ما يبدو وضعت في المكان الخطأ فالموقع يدار بالكامل من قبل البعثة ويقوم بخدمة من يرتادونه موظفون وعدد من المفتشين العسكريين ليس بينهم سوداني واحد، بل ان الشخص المسؤول عن تأمين الموقع امريكي الجنسية .
    وصلت الي الجزء الخاص ببعثة الأمم المتحدة في مطار الخرطوم .. وهو جزء مقتطع يحمل لافتة خاصة به وله حراسه ومفتشوه وموظفوه وطائراته .. عند الساعة الخامسة صباحا حتي اكون برفقة المسؤولين عن برنامج الامم المتحدة لنزع الألغام الي كادقلي .. في المطار كانت البعثة تدير "دولتها" ببراعة ودقة..
    فحركة الطائرات منتظمة وقلما تتأخر طائرة عن موعدها .. والموظفون بملابسهم الأنيقة لطيفون في تعاملهم وفي حديثهم مع المسافرين رغم تعدد جنسياتهم وخلفياتهم اللغوية .. والصالة مليئة بالرتب العسكرية والشرطية .. ضباط وجنود من بنقلاديش الي روديسيا وومن لتوانيا الي جنوب افريقيا، ومن غامبيا حتي شيلي . بعضهم يتحدث اللغة الأنجليزية والبعض فرنسية وآخرون يتحدثون العربية ومنهم من يتكلم بالاسبانية .. في ذلك الصباح كانت في الصالة تصطرع لغات ولهجات ربما لم يسمع بها اهل السودان ..
    " نحن نشكل عائلة واحدة رغم تباعد خلفياتنا الثقافية والمكانية" هكذا يصف الملازم البنقلاديشي "سليم " ما يربط بين قوات الامم المتحدة في السودان" يبلغ عددها 11.840 من الجنود و800 من الشرطة"، مثل غيره من العسكريين الذين تعج بهم الصالة كان سليم لطيفا وودودا في حديثه معي وكان يظن ان اصراره علي الحديث عن دور بلاده في البعثة يروق لأهل السودان "كنت سعيدا جدا عندما ابلغت بأن علي التوجه ضمن 350 شخصا الي السودان .. قلت لنفسي هذه فرصة كي أقوم بعمل قيم لبلد مسلم".
    داخل صالة المطار قابلت ثلاثة من الضباط السودانيين بزيهم المميز، احدهم وهو من زملائي في الدراسة كان متوجها الي منطقة النيل الأزرق والثاني كان طريقه الي رمبيك اما الثالث فاكتفي بإبلاغي أن رحتله ستنتهي في مكان ما في الجنوب .. كانوا جميعا يشعرون بالاسى لان بلادهم وصلت الي هذ الحد .. لكنهم مع ذلك شكلوا صداقات مع زملائهم من الضباط الأجانب ..لم يكن هذا مدهشا لي فالبعثة التي أتت الي السودان تجاوز عمرها الثمانية أشهر وعلي اية حال ليس امامهم غير الرضوخ للواقع .
    يتفق الضباط الثلاثة علي أنهم لم يكونوا ليتوقعوا عندما تخرجوا من الكلية الحربية ان تصل الأحوال بالسودان الي هذا الحد .. ثلاثتهم حذرون في مجادلة الحديث اليّ كصحفي لكنهم يؤكدون ان ما هو قائم افضل من استمرار الحرب، أحدهم قال بغضب " كان بإمكاننا ان نتوصل الي سلام دون أن نسمح لهؤلاء بغزو بلادنا .. الغريب في الأمر ان تحفظه المعلن هذا لم يمنعه من معانقة صديقه المصري "ملازم يتحدث بلكنة مصرية".
    عندما أقلعت بنا الطائرة تعمدت أن أجلس الي جوار ضابط سوداني متجهم الوجه وعابس منذ ان كنا في الصالة، الرجل لا يحمل اسمه في صدره كما يفعل الآخرون ورفض الأفصاح عن اسمه، وكان يرد علي اسئلتي ببرود وجفوة وعندما سألته عن سبب ذلك قال لي "الامر لا يتعلق بك" بل بهؤلاء "..." وعندما ألححت عليه ذكر ان ما أثار غضبه ان سائق الحافلة التي أقلتنا من صالة المغادرة الي موقع الطائرة وهو من دول شرق آسيا رفض الانصياع لاوامر ضابط سوداني أراد أن يوقفه حتي تمر طائرة رئاسية كانت تقل نائب الرئيس"علي عثمان محمد طه" حيث كان في طريقه الي المملكة الأرنية.
    اجبرني الضابط الغاضب بصمته من التحول الي كرسي آخر .. فقد قادتني ابتسامة ودودة الي التحدث مع ضابط شرطة غامبي كان يجلس في المقعد المجاور ..انا واسيولو من بنجول .. أعمل ضمن بعثة يونماس والآن في طريقي مع آخرين لتدريب شرطيين سودانيين في مدينة رمبيك .. انا سعيد لأني في السودان لقدكانت الفرصة مميزة لخلق صداقات مع أهله .. انا سعيد لاني اساعدهم، لكن الملازم المصري الذي التقيته في صالة المطار في الخرطوم ربت علي كتفي وهو يتجول في الممر الضيق ليقول "ما هذا الذي فعلتموه ببلادكم يا اهل جنوب الوادي".
    الطائرة التي اقلتنا الي كادقلي كندية تم استئجارها من قبل البعثة يكتفي مضيفوها بتوزيع الابتسامات .. وهي الخدمة الوحيدة التي يقدمونها للركاب، عندما هبطت في باحة المطار كان من يقودونها الي مربطها يرتدون شعار الامم المتحدة، وفي وقت لاحق علمت انهم يعملون لصالحها .. يبدو المكان نظيفا ومرتبا علي غير العادة .. وعند دخولنا الي صالة الوصول كان في انتظارنا مفتشون وموظفون من دول مختلفة ليس بينها السودان بالطبع ..ولافتة هيئة الطيران وثلاثة من عمال النظافة السودانيين .الصالة المدهونة باللون الأبيض يرفف فوقها علم الأمم المتحدة .. ومثلما هو الحال في مطار "الامم المتحدة في الخرطوم" تعج بالعسكريين والمدنيين الأجانب، وخارجها "عالم آخر" .. المئات من عربات الدفع الرباعي والشاحنات وسيارات الاطفاء وكلها مطلية باللون الخاص بالامم المتحدة ..وفي باحة المطار ترابط تسع طائرات مدهونة باللون الابيض وعليها شعار الامم المتحدة بينها سبع مروحيات عسكرية والبقية ناقلات جنود وأكثر من خمسين من العربات العسكرية المرابطة، وفي المظلات الضخمة التي تحف بالمكان ينتشر المئات من الجنود الأجانب.
    في الكراسي الوثيرة المنتشرة داخل الصالة كان ثلاثة من الجنود "من جنسيات أفريقية" يتجاذبون اطراف الحديث حول محاولة اغتيال تمت لمسؤول الشق المدني في بعثة الأمم المتحدة للسلام في ولاية جنوب كردفان، عندما سألتهم عن تفاصيل الحادث احالوني بلطف الي ضابط استخبارات امريكي يدعي جيمس ويعمل لحساب البعثة وهو المسؤول الأول عن تأمين المطار والمباني التي تتبع لها حوله .. وعندما علم بأمري رفع حاجبه مندهشا قبل ان يسألني بغلظة قائلا " ماذ تفعل هنا يا رجل".. لكن الرجل عاد الي هدوئه عندما أدرك بأني صحفي اسأل عن ما توصلت اليه التحقيقيات حول محاولة الاغتيال .
    قال الضابط الامريكي ان التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات التابع للامم المتحدة تتكثف حاليا لمعرفة الفاعل والاسباب التي تقف خلف ذلك .. فيما بعد علمت ان المحققين من شعبة الامن والسلامة التي تتبع للبعثة وتعرف اختصارا بـ(undss) ) هم من يقومون بعلميات البحث عن الجناة، وان دور المباحث الجنائية المحلية دور مساعد "تنسيقي" لا أكثر .
    في الطريق من المطار الي قلب المدينة "18 كيلومترا" تنتشر المباني والمعسكرات التي تتبع لقوات الامم المتحدة، وعلي الجهة اليمني من الطريق ينتصب مبني ضخم هو المستشفي المصري المسؤول عن تقديم الخدمات الصحية لاكثر من اربعة آلاف موظف مدني وعسكري يتبعون للامم المتحدة، ولديه عيادة خارجية تستقبل السكان القريبين، يجاوره معسكر ضخم لسرية مصرية ضمن القوات التابعة للبعثة وفرقة متخصصة في نزاع الألغام.
    اما وسط المدينة فيعج بسيارات الدفع الرباعي التي تحمل علم وشعار الأمم المتحدة .. واعتاد سكانها علي رؤيتهم والبعض خلق معهم صداقات .. فكادقلي من أوائل المدن السودانية التي تعرفت علي منظمات الامم المتحدة .. لقد كان ذلك في عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري .. وفيما يتعلق بعمليات السلام الخاصة بوقف الحرب كانت اول منطقة تستقبل عسكريين غير سودانيين في اطار اتفاق وقف اطلاق النار الخاص بمنطقة جبال النوية لكنها الآن تعج بالعسكريين من أكثر من ثلاثين دولة وبها اكثر من 12 منظمة دولية. لقد بينت لي الرحلة بين المطارين ان اتفاق السلام الشامل الذي وُقع في 9 يناير من العام 2005 من قبل الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان وضع نهاية للحرب التي اندلعت أولا في عام 1983 بعد انهيار اتفاق أديس أبابا الذي كان أبرم في عام 1972، والثانية في العام 1983 ودمرت عبر سنواتها الـ 21 جزءا كبيرا من البلاد وحرمتها من الاستقرار والتنمية، وبسببها دفع الشعب ثمنا باهظا تمثل في قتل ما يربوا علي الـ 2 مليون شخص وتشريد 4 ملايين آخرين بينهم 000 600 لجأوا الي البلاد المجاورة.
    لكن الأتفاق نفسه وما لحقه من تطورات في دارفور، فتح "من جهة" الأبواب امام ادارة جزء من الشأن الداخلي عن "طريق الشراكة" مع الامم المتحدة سيكون من غير المقبول نكرانه او الألتفاف حوله .. ورسخ "من جهة أخري" انعدام الثقة بمقدرتنا في ادراة الشأن الداخلي "برضا تام وقبول" بعيدا عن الآخرين .. سيكون من الصعب ان نتمكن من السير في نفس الطريق في مسألة دارفور لسبب واحد هو ان الاسباب القديمة ما تزال قائمة، وان من كتبت عليه خطى مشاها !!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de