عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 07:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2006, 03:28 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00

    يصادف اليوم الثلاثاء 20 يونيو 2006 الذكرى السادسة لرحيل المبدع (عبدالهادي الصديق) الذي رحل عنا في ذات التاريخ من عام 2000م والراحل المبدع عرف باسهاماته الباذخة في مجالات العمل الثقافي العام ضمن جيل يعتبر ، بلا مغالاة (الجيل الذهبي) للثقافة السودانية الحديثة لا سيما وقد ساهمت أعماله الموثقة في مجال (النقد الأدبي)، في إرساء أسس علمية متينة لضرب من الابداع اتصف بندرة من قبل المنتجين في سياقه بساحاتنا الثقافية ، بالاضافة الى اسهاماته الموثقة ايضا في الاعلام المرئي والمسموع ، (السوداني الثقافي) في إطار اهتمامه برموز الأدب جلست الى الشاعر والناشط الثقافي المعروف كمال الجزولي والى الشاعر د. مبارك بشير (رفقاء درب الراحل) وخرجت بهذه الحصيلة:







    كمال الجزولي:نفتقده بشدة ونحن في خضم الميلاد الثاني لإتحاد الكتاب السودانيين



    د.مبارك بشير: برحيله (نصف عمري) العامر بالوعد والحب والكتابة ارتحل



    إعداد القسم الثقافي



    كمال الجزولي: تأسيس منبر للنقد الأدبي يحمل اسم الراحل






    علاقتي بعبد الهادي الصديق تمتد إلى الطفولة والصبا، نحن جيل واحد.. كانت أمدرمان صغيرة، والناس فيها أهل.. لذلك كنا أهلا وأصدقاء. جمعتنا كرة القدم وكان عبد الهادي لاعب كرة قدم جيداً، وهدافاً بارعاً، تشهد له روابط الناشئين. دخلنا من بيتهم: بيت دار صليح، إلى أصدقاء كثر في حيهم: حي السور. وتعرفنا على أخوة وأصدقاء جمعتهم بعبد الهادي في النهاية المصاهرة. ولكن جمع بيننا أكثر الحب والمودة والصداقة والإخاء.



    يتميز عبد الهادي بحس إنساني رفيع وبقدرات هائلة على الإخاء وجمع الناس، وبيتهم بيت كرم، ووالدته (رحمها الله) كانت والدتنا جميعاً وأخواته وأخوانه كذلك. أبدى عبد الهادي ومنذ زمن بعيد ميل إلى الفكر وإلى الأدب وإلى الفن وإلى الثقافة ولذلك برع في هذا المجال ككاتب ومبدع وكمنظم ثقافي وكمقدم برامج إذاعية وتلفزيونية. نشر بدايات إنتاجه وهو في المدرسة الثانوية في عدد من الصحف أذكر منها جريدة الصحافة في عهدها الأول. وعرفه الناس قبل أن يدخل الجامعة.



    في الجامعة تفجرت قدراته في بيئة كانت تمتاز بالإهتمام بالثقافة وبوقت الفراغ الذي يتيحه البرنامج الجامعي نفسه للطلاب، وذلك كان عهد الشعراء والقصاصين والنقاد التلامذة. جاء عبد الهادي في الجامعة على أثر النور عثمان أبكر، ومحمد عبد الحي، ومحمد المكي إبراهيم، وعيدابي، وعلي عبد القيوم، وعبد الباسط سبدرات وتلك الكوكبة من الشعراء والقصاصين والنقاد الأماجد.



    في الجامعة أنجز عبد الهادي كتاباً كاملاً في السنة الخامسة، وكان هو مشروع التخرج، وهو (أصول الشعر السوداني) ولا يزال هذا الكتاب من أمهات الكتب التي يعتمد عليها الباحثون كمراجع، لا غرو، فقد أنجز قبله بأكثر من عشر سنوات محمد المكي إبراهيم (الفكر السوداني: أصوله وتطوره) ولم يكن عمره يزيد عن 23 عاماً، تلك أجيال فذة حقيقةً، ليس من باب الإنحياز العاطفي، ولكن حتى بالدرس الممنهج يمكننا أن نصل إلى هذه النتيجة.



    بعد ذلك تخرج عبد الهادي وإشتغل دبلوماسياً، وكان دبلوماسياً مميزاً، كسبته الخارجية كدبلوماسي مفكر، وتلك الكوكبة من الدبلوماسيين المفكرين مشهودٌ لها، جاء في تلك السلالة: محمد أحمد المحجوب، جمال محمد أحمد ومحمد المكي إبراهيم، نور الدين ساتي، وغيرهم كثيرون والآن فيها أيضاً جمال محمد إبراهيم، والذي أرجو أن يخرج من معطف الناطق الرسمي باسم الخارجية ليجد وقتاً أكبر للتفرغ للإنتاج الأدبي والإبداعي.



    أتاح العمل الدبلوماسي لعبد الهادي أن يشتغل في أمريكا وأفريقيا والعالم العربي، فحرص على توطيد أواصر وعلاقات مع كثير من المفكرين والأدباء والكتاب في البلدان التي عمل بها والأقاليم التي عاش فيها. كما استفاد من وقته، في السفارات التي اشتغل فيها، في الإنتاج، عبد الهادي كان غزير الإنتاج، وما يعرفه الناس من إنتاجه الموجود في رفوف المكتبات منه: أصول الشعر السوداني، قصيدة الجمال، عناق الأشرع والحزام السوداني إلى آخر هذه السلسلة من المطبوعات، أقل بكثير جداً من ما ينتظر النشر لدى أسرة عبد الهادي، وأتمنى أن تتاح الفرصة ويلتفت الناشرون ويتصلوا بالسيدة: عطور وببناته المبدعات لكي يُنفض الغبار عن هذا المنتوج الغزير.



    كان عبد الهادي في إنتاجه مبتدعاً لا متبعاً، فهو يبحث دائماً عن الجديد، وعن الطريف وعن ما لم يقل. كان نافراً من دارج القول ودارج الأفكار، وكان يبحث باستمرار في أعماق الأشياء وفي الزوايا التي لم تطرق، ولذلك لامس خليل فرح من زاوية مختلفة تماماً في (نقوش على قبر الخليل) ولامس سوسيولوجيا العلاقات الأفريقية في الحزام السوداني من زاوية نحتاجها بشدة لنعيد النظر في توجهاتنا الحضارية والوجودية كبلد وكثقافة وكشعب. كذلك في (قصيدة الجمال) نجد المضاهاة التي أنجزها بين شايكومسكي وبين التجاني يوسف بشير، وقد كانت فتحاً، وسعيد لأنني أول من نشرتها في أيام إشرافي على الملحق الثقافي في عدد الثلاثاء المتميز في جريدة الصحافة، أواخر التسعينيات وبداية الألفية الثالثة.



    سعدنا به منظماً ثقافياً في إتحاد الكتاب السودانيين، كان من المؤسسين ومن أوائل الذين تحملوا أعباء الإتحاد في بداياته الأولى، فعمل سكرتيراً أو أميناً مساعداً للشؤون الخارجية للإتحاد. وفي عهدهِ أزهرت لنا علائق راقية ومفعمة بالمعرفة والرغبة في التواصل مع إتحادات إقليمية وعربية وأفريقية وأوربية. أبرمنا في عهده عدداً من البروتكولات المشتركة مع عدد من إتحادات الكتاب في فلسطين وتونس والجزائر وموريتانيا وفي اليمن ولبنان، ساهمنا في تأسيس اتحاد الكتاب الأفارقة، كما ساهمنا في إعادة تأسيس إتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. هذا علاوة على الكثير جداً جداً من علاقات مع قامات رفيعة في مجالات الفكر والآداب في شتى أنحاء العالم.



    نفتقده بشدة الآن ونحن في خضم الميلاد الثاني لإتحاد الكتاب السودانيين، ونتعشم أن نستطيع أن نفيهِ حقّه بأن نتقفى آثار ما فعل وما أنجز في باب العلاقات الخارجية للاتحاد، وألا يكون مجرد لوحة تذكارية على جدار الاتحاد، وإنما يكون وجوداً حياً بمتابعة مواصلة ما أنجز. وأنا شخصياً آمل أن أستطيع تأسيس منبر باسمه للنقد الأدبي الذي برع فيه عبد الهادي من خلال الاتحاد. (رحمه الله وجعل البركة في بناته وزوجه).



    د. مبارك بشير: نصف عمري الذي رحل..!



    شيء لله.. شيء للوطن. والشهادة في حق ((عبد الهادي الصديق))، الشجر (الما بِنطَلِع لي زول). كان الزمان وسيما، وحلو التقاطيع، حين تعرفنا على عبد الهادي، في جديد ((الملاحق الثقافية)) في اشرئبابة (أبادماك) التي لم تصمد طويلاً، صيحةً عبرت الأفق كلمعان البرق، مؤذنةً لفجرٍ سيأتي. عندما دخل عبد الهادي الفرقة 102، طالباً في السنة الأولى بآداب الخرطوم، كان كاتباً معروفاً، الجامعة، خلفه بأعوام، كان قد توغل في (منطقة القلب) تماماً. كثير من الناس، قادرون، على نحوٍ ما، على إثارة الضجيج في البرية، كتبوا شيئاً مفيداً، أو لم يفعلوا. لكن عبد الهادي اختصر في هدوء غريب، المسافة بين الطفولة الباكرة، والنضوج الإبداعي، قبل دخول الجامعة.



    حين دخلنا من بوابة (الجامعة) التي (كانت دار الحكمة) في النصف الأول من عقد السبعين، كان عبد الهادي الصديق مركزاً ثقافياً لوحده. والفتى البدين الذي لا يحتفظ في سجل الذاكرة بخصام لأحد. يضحك في وجه الزمان العابس والأشخاص الجالبين للملل. وعندما يكتب يكتب بـ(قلم البوص) عن خليل فرح، وشعراء جيل الستينيات، آخر الستينيات.. كانت دوارق العسل تسيل دمعاً ودماً. وعبد الهادي الخلاصة، خلاصة المزيج الإبداعي لـ(عبد الله علي إبراهيم، وعلي عبد القيوم، وابي ذكرى، ومحمد عبد الحي، والنور عثمان أبكر، وسبدرات والنصري أحمد الصديق دار صليح يبدأ من الآخر، في السهل الممتنع، من وداع القوافل والقوافين فتمنينا في زمن طلائعي على الله، مستقبلين القبلة: اللهم أنصر حركة النقد الأدبي بأحد العبدين، عبد الهادي أو عبد القدوس الخاتم فنصرنا بالاثنين معاً. شيء لله... شيء للوطن.



    هل يتذكر ما تبقى من (الرعيل الأكاديمي الوسيط) أن يكتب البحث التكميلي عن (أصول الشعر السوداني)، أطروحة ذات جرس ورنين في مصاف (الدراسات العليا)، لذا، لم يكن غريباً ان يتلقف الدراسة (المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون) التابع وقتئذ، لوزارة الثقافة والإعلام، لينشرها على الملأ في كتاب أصبح مرجعاً وكاتبه خريج غض. عبد الهادي ود فاطنة، المرأة الصالحة التي عرفت خلال السبعين عاماً كيف تروي ظمآن الهجيرة، وتشبع بطعامها الجميل ضيوف الهجوع، وأكباد السابلة والمساكين، نهاراً، ثم تفرغ لأصدقاء عبد الهادي من أول المساء حتى الساعات الأولى. أصدقاء عبد الهادي عناصر في حديقة متعددة الأزاهير والألوان. شيء لله.. شيء للوطن. فقد كان العضو المؤسس والسفير الدائم ((لإتحاد الكتاب السودانيين)).



    عمل عبد الهادي غداة تخرجه مدرساً لمادة (النقد الأدبي) في (معهد الموسيقى والمسرح) وفي ذلك الزمان البعيد حدث ذلك، لمدة عام واحد أو أقل. ثم التحق دبلوماسياً بالسلك الدبلوماسي، كان درة عقدها النضيد، الوريث المبدع للسلف الصالح من جمال محمد أحمد ومحمد عثمان يس، وفضل عبيد ورحمة الله عبد الله وخليفة عباس ومحمد ميرغني وصلاح أحمد إبراهيم والزميل المبدع لمحمد المكي إبراهيم والحردلو وعمر شونة وعبد الله جبارة والصاوي وجمال إبراهيم وكامل إدريس وعبد المحمود. من أول السلم الوظيفي حتى درجة سفير، كان عبد الهادي من أجمل ما وهبته الخارجية للسفارات التي توثق عُرى الوطن، بالبلاد الصديقة والشقيقة، والتي ترسل شارات الخصام. دبلوماسي بدرجة مبدع، وكاتب بدرجة سفير، وصديق مفضل لأعضاء البعثات الدبلوماسية في العواصم التي يعتز حكامها بمعرفة عبد الهادي.



    الغريب، أن عمله المهني المتفرّد لم يشغله عن الكتابة. أثرى المكتبة السودانية بالعديد من الكتب والدراسات. قدم أروع البرامج الإذاعية والتلفزيونية، نظّم أجمل الصفحات الثقافية. وفي عامه الأخير، أعد مؤلفه المهم والمرجعي عن (الحزام الأفريقي)، دراسة في العلائق الثقافية لاقليم (بلاد السودان) من نواحي (البحر الأحمر) حتى الساحل الأطلسي. وما أعظم كتاب (الوداع الأخير). أما ما بين العبد الضعيف، والكاتب الذي يحاول أن يغني مع الآخرين، علمت لحظة رحيله في نهار العشرين من يويو عام 2000م، أن (نصف عمري) العامر بالوعد والحب والكتابة، قد ارتحل!!.
















    (عدل بواسطة فتحي الصديق on 06-21-2006, 03:34 PM)

                  

06-20-2006, 03:30 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: فتحي الصديق)

    المصدر الملحق الثقافي لصحيفة السوداني والذي يشرف عليه الزميل الشاعر والناقد الصادق الرضي00الثلاثاء 20/6/2006
                  

06-20-2006, 03:40 PM

noha_g
<anoha_g
تاريخ التسجيل: 06-14-2002
مجموع المشاركات: 2119

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: فتحي الصديق)

    فتحي الصديق


    تحياتي

    ما زالت الكلمات تعجز عن شكرك

    و ها أنت تكشف مواضع الجمال في الراحل عبد الهادي الصديق الأديب الفنان الموسيقار رحمه الله و أسكنه فسيح جناته

    عرفته من خلال كتاباته في جريدة الصحافة أول الأمر بعمقه الموسيقي الأدبي الرفيع و عندما قرأت مؤلفه قصيدة الجمال المسحور و مقارنتها بسيمفونية الجمال النائم أحسست أنني أمام أدب راقي تتراقص كلماته كما ترقص فتيات الباليه بأجسادهن الممشوقة بخفة على أنغام تلك السيمفونية لشايكوفيسكي

    و لعله كما قيل أديب دوبلوماسي رقيق له عمق المعرفة و التمعن الذي يأسرك

    له الرحمة و لنا الصبر على فقدان المبدعين
                  

06-21-2006, 01:05 AM

أبوتقى

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: noha_g)

    فتحي الصديق


    للراحل الرحمة بقدر ما أسدى للجمال والأدب

    لك الشكر الجزيل ولعل الراحل يمت لك بصلة قربى

    ونرجو ان توافرت لك اعمال نقدية ان تدرجها في هذا البوست فهي إضافة في الانتظار
                  

06-21-2006, 04:56 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: أبوتقى)

    - عزيزي بيتر اليتش تشايكوفسكي اقدم اليك نفسي .انا التيجاني يوسف بشير ولدت وعشت في زمن ما بين الحربين 1910-1937 زمن احاطة الاستعمار السياسي والثقافي بسياجه الحديدي زمن الازمة الاقتصادية العالميةوثالوث الفقر والحهل والمرض.والحرمان والالم واليأس.تلك حالة وصفها عرفات محمد عبد الله بان حاجات الناس بلا سداد والفاقة والعوز يخيمان على السودان تلك البقرة الحلوب.وفي الوقت الذي يتسابق فيه خريجو كلية غردون التذكارية الى كراسي السلطة يطارد الاستعمار الموهوبين والمبدعين خاصة من امثالنا نحن ابناء المعاهد الوطنية ويسد امامنا كل سبيل من سبل اكل العيش. ظللت في بلادي التي ضاقت عني اتنقل من وظيفة لاخرى.ومن شركة (سنجر) الى مجلة(امدرمان) والتي فصلت من العمل فيها.وصرت اتنقل من عمل حر لكسب لقمة العيش الى لا عمل.
    -وانا اسمي اليتش تشايكوفسكي. ولدت في عام 1840 رحلت عائلتي الى بيترسبرج حيث حاول والدي الحاقي بمدرسة الحقوق والتي دخلتها على مضض.لاني كنت اريد تكريس كل اوقاتي لتعلم الموسيقى.وبسبب سوء الاحوال المادية لوالدي توظفت في وزارة العدل حتى اتمكن من استئجار منزل لاسرتي.ونظرا لضعف الموارد المالية اضطررت للقيام باعمال اخرى كاعطاء دروس خصوصية في فن الموسيقى.
    في حقيقة الامر كنت قد تعرفت في الكونسرفتوار على طالب فنان يدعى هارون لاروش وهو الذي اصبح فيما بعد ناقدا فنيا مشهورا.وقد شجعني هذا الناقد على ترك الوظيفةبوزارة العدل والتفرغ للفن.رغم ان التخلي عن الوظيفة حرمني من المال اللازم لقضاء حوائجي.فقد قدمت استقالتي وقررت العيش بما احصل عليه من العمل الحر مثلك.ولم يكن مدخولي من هذا العمل كافيا لسد حاجتي اليومية فلجات الى الاستقراض من المرابين. ووجدت نفسي بعد فترة قصيرة وانا اسير في طريق مسدود.انها قضية المفاضلة بين الفن والوظيفة.فالادب والفن لا يعتبران مهنة.
    هكذا بدا الناقد المرحوم عبدالهادي الصديق لقاء التعارف بين المبدعين المرحوم الشاعر التيجاني يوسف بشير والموسيقار العالمي تشايكوفسكي.خطرت الفكرة للناقد الحصيف بعد حضوره لباليه (الجمال النائم)لتشايكوفسكي في (الميوزك هول)بمدينة نيويورك.تراءت للناقد صورة التيجاني يوسف بشير وهو يلقي قصيدة النائم المسحور على خلفية موسيقى تشايكوفسكي
    ايها النائم في مهد اغاني ولحني
    هكذا ينفذ سلطاني ويستهويك حزني
    انت يا واهب الحاني ويا ملهم فني
    انت فجرت لي اللحن ففيأتك امني
    انما اصنع من كرمك صهباني ودني
    انما اسحر عينيك بما تسحر منى
    تساءل الناقد الحصيف عن السبب الذي اتى بصوت التيجاني في هذا الباليه على خلفية الموسيقى الحالمة.وبحث في المصادر التي يمكن ان يكون التيجاني قد عرف منها فكرة الجمال النائم وقصة الاميرة المسحورة للكاتب الفرنسي شارل بيروليت والتي استوحى منها تشايكوفسكي فكرة الباليه.
    ثم انطلق يبحث في اوجه الشبه بين شعر التيجاني ومسوسيقى تشايكوفسكي.بين الوتر والقصيدة.
    في لقائهما الخيالي شكا المبدعان حاليهما لبعضهما.وشظف العيش الذي عاشا فيه.ومعاناتهم في البحث عن سبل كسب العيش
    يا بلادي وانت اضيق من رزقي مجالا ودون اخرات اذني
    حسب قلبي من الاسى ماالاقي ملء جنبي من كلال وايـن
    وتجربة الصراع النفسي في سنين الدراسة
    ودعت غض صباي تحت ظلاله ودفنت بيض سني في محرابه
    ولقيت من عنت الزيود مشاكلاوبكيت من عمرو ومن اعرابه
    ثم
    حتى رميت ولست اول كوكب نفث الزمان عليه فضل شهابه
    ثم عرج الناقد على نظرة المبدعين الشاعر والموسيقار للمرأة والتوافق الغريب بينهما في النظرة للمرأة رغم اختلاف البيئات التي نشأ فيها المبدعان.ارتبط تشايكوفسكي بانتونيا لانها كانت المراة الوحيدة التي اقتربت منه كثيرا.كذلك التيجاني.فقد روى بعض معاصريه بانه اغرق في التغزل بالمسيحيات في شعره لان امراة مسيحية بعينها كانت قد اقتربت منه اكثر واكثر..وحنت عليه ومسحت على جبينه
    ويا صبوة ركزت في الضلوع على غير سارية او عمد
    يشيدها الامل المستفيض ويحصدها اللهو فيما حصد
    رميتها في صميم الوجود واعلنتها فجر يوم الاحد
    احبك حتى تبيد السماء ويبتلع النيرات الابد
    ثم عرج الناقد المتمكن لحالة المبدعين عند لحظة الخلق الفني لحظة ميلاد القصيدة وميلاد النغم.واستمر في تتبع سلوك المبدعين في حياتهما وفق روايات معاصريهما من حب للطبيعة بحثا عن الهدوء وهربا من حصار الحزن والكابة.
    غاص النقد الحصيف عميقا في بحور شعور التيجاني على انغام تشايكوفسكي .توقف عند (النيل سليل الفراديس)
    انت يا نيل يا سليل الفراديس نبيل موفق في مسابك
    ملء اوفاضك الجمال فمرحى بالجلال المفيض من انسابك
    حضنتك الاملاك في جنة الخلد ورقت على وضيء عبابك
    وامدت عليك اجنحة خضرا واضفت ثيابها في رحابك
    قبل الموت الف تشايكوفسكي السمفونية الحزينة.وقبل الموت ايضا كتب التيجاني
    وانا اليوم لاحراك كأن قد شد في مكمن القوى اوثاق
    بت استنشق الهواء اقتسارا نفـس ضـيق وصدر طــاق
    وحنايا معروقة وعبون غائرات ورجفة ومحـــاق
    ويذات المرض (ذات الرئة) توفي المبدعان تاركين ارثا فنيا ضخما.
    قراءة في قصيدة الجمال
    عبدالهادي الصديق
    دار اروقة للطباعة والنشر والتوزيع الخرطوم
                  

06-21-2006, 05:13 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: أبوتقى)

    عزيزي أبو تقى
    لك الشكر على مرورك هنا00وددت أن اقول لك أن الصلة التي تربط بيني وبين هذا المبدع المتميز هي تميزه بالكتابة والابداع وظمئي الدائم لكل ما خطه قلمه (السنين)00
    سأعود ما وسعني الوقت لاضافة ما أحصل عليه من كتابات الراحل المقيم بابداعه00
                  

06-21-2006, 05:06 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: noha_g)

    سعدت كثيرا بمرورك هنا يا دكتورة00وأنتظر عودتك مرة أخرى00
                  

06-21-2006, 05:29 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: فتحي الصديق)

    هذه واحدة من دراسات الراحل المقيم د. عبدالهادي الصديق وهي دراسة كنا في امس الحاجة لان تكتمل بالشكل المطلوب و لكن هكذا دائما الموت نقاد جيد يختار الجيادمنا له الرحمة و المغفرة والامنية ان تنشر كل دراساته علي المنبر لانها بمثابة مرجعية لكثير من القضاياالشائكة التي يحتدم ويحلو فيها النقاش...هذه واحدة من دراسات الراحل المقيم د. عبدالهادي الصديق وهي دراسة كنا في امس الحاجة لان تكتمل بالشكل المطلوب و لكن هكذا دائما الموت نقاد جيد يختار الجيادمنا له الرحمة و المغفرة والامنية ان تنشر كل دراساته علي المنبر لانها بمثابة مرجعية لكثير من القضاياالشائكة التي يحتدم ويحلو فيها النقاش...

    للباحثين في قضايا السودان والهوية هكذا نقتل التاريخ بحثا من اجل ان نتفق لا ان نختلف مع عميق الود..


    دراسات سودانية

    السودان تحت أضواء جديدة

    مدخل:


    هذه دعوة للبحث أكثر من كونها بحثا.. ورغم التوغل غير الضار في الوصف الوظيفي لعلماء الآثار و الأجناس إلا أن مقصدنا هو مارمينا إلي إيضاحه من محاولة الكشف بأضواء جديدة عن مجموعة أفكار هي في صميم الجذور التاريخية للهوية السودانية ... وما سأقدمه هنا هو بداية الحلقات ستتصل حول التأصيل التاريخي تعتبر ضربة البداية و نقطة الانطلاق بما تمثله من أساس تحتي تنبني عليه أفكارنا اللاحقة, و لهذا كله فارجوا أن تفتحوا لي عقولكم..لا لتقديم بحث مدرسي ولكن لاستقبال ما سوف ارسمه من مداخل و ما سوف أثيره من قضايا تمثل مواد صالحه لمزيد من التنقيب والدراسة.
    فلنبدأ إذن بالكلمة الأولي و هي السودان إذ أن للكلمة عدا مدلولها اللغوي مترادفات أخريات أكثر خطورة
    و أهم دلالة من المعني اللغوي للكلمة فان تسمية السودان تجرني إلي كونها اسم موصوف و تعني القوم السود , لدينا في قاموسنا اللغوي ما يشابه ذلك في وصف أقوام آخرين كالحمران ( اى القوم الحمر) و القرعان و لعلها من قرع اى قاد الإبل إلي مورد الماء فأصبحت بمثابة النسبة, فالسودان إذن قد جاءت في وصف المنطقة التي يسكنها قوم سود البشرة رغم هذا فان تحفظنا علي هذا المدلول يأتي لإهمالنا للمدلول الحضاري للكلمة, و هذا ما يهمنا في مبحثنا الثقافي هذا فالسودان هو حزام حضاري شامل يمتد من شرق القارة إلي ساحل السنغال, ودليلنا علي ذلك أن دول شمال أفريقيا البيضاء و حتى يومنا هذا تطلق اسم السودان علي بلاد مالي و النيجر, وذلك انه مع ازدهار مملكة مالي بمركزها الثقافي والحضاري وكأول جامعة افريقية انصهرت فيها حضارة المنطقة فان مملكة مالي قد عرفت باسم السودان قبل أن يرسم محمد علي باشا حدوده السياسية.


    فإذا أردنا أن نتناول هنا الثقافة السودانية و في محاولة لتأصيلها فلا بد أن نبدأ بتحديد السبق التاريخي الذي ارسي دعائم هذه الثقافة و عملية تأصيل التأثير والتأثر بين مناطق الحزام السوداني شرقا وغربا و تحديد الدور الذي ساهمت به تيارات التأثير في تكوين الثقافة السودانية. سوف لا أتعرض في هذا الحديث إلي اثر شمال غرب أفريقيا في التكوين الوجداني للثقافة السودانية إذ أنني سوف أتناول هذه المسالة في حديث آخر , ما يهمنا ألان هو الانطلاق من مفهوم السودان بمكانته الحضارية و الثقافية في المنطقة وأول ما سأتناوله هو ما أشرت إليه في البداية حول التسميات أو المترادفات لاسم السودان – وهو كوش و إثيوبيا. لقد كثر الحديث حول اثر مروي في المنطقة كحضارة افريقية متفردة زحفت جنوبا من مسخ ثقافة المتوسط و عادت إلي المكان السوداني في الغابة و الصحراء فحفروا الآبار العظيمة رغم عظمة النيل و عمروا مساكنهم من الأجر المروي و بنوا مدن عمال صناعة الحديد ونقلوا هذه الصناعة إلي قلب القارة الأفريقية و عبدوا اباداماك الإله الأسد بدلا عن آمون حمل دلتا النيل الوديع, ورسموا الأفيال و الربابة علي جدران معابدهم وكتبوا و غنوا بالهيروغليفية المروية بدلا عن الهيروغليفية المصرية و بنوا معابد الشمس في البجراوية نحو اعتقاد فكري جديد,وبذلك تكونت علي مستوي اللغة و الفكر و الفنون أولي معالم الثقافة السودانية.
    ويكفي أن باذل دايفيدسن قد وصف مروي بأنها أعظم ما خلفه العالم القديم من بقايا قصور حضارتها التي ازدهرت منذ إلفي عام.
    إننا لا نود الاندفاع في تأييد اطروحات بعض المورخين من أمثال الشيخ آنتا ديوب في كتابه عن الأمم السوداء و الثقافة حول التداخل القائم بين حضارة كوش و مروي السوداء و الحضارة الفرعونية, كما لا نريد أن نندفع في تأييد اطروحات غلاة الزنوجة من أمثال تشانسلر وليا مز في( كتابه تحطيم الحضارة السوداء)
    (The destruction of black civilization)
    بان اصل الحضارة الإنسانية, إنما هي حضارة سوداء وفي مقدمتها الحضارة المروية, ولكننا نود الوقوف مع البراهين العلمية التي كشف عنها علماء الآثار و ذلك في تقديم طرحنا والذي نحن بصدده فالتساول الأول هو عن كلمتي كوش و إثيوبيا و العلاقة بينهما .. أن من المسلم به تقريبا أن إثيوبيا هي كلمة يونانية أصلا وتعني بلاد السود و هي كانت و وقتئذ تشمل جميع الأراضي الأفريقية الواقعة جنوب أسوان من البحر الأحمر إلي المحيط الأطلسي بما في ذلك ارض المملكة المروية سودان اليوم و جبال المملكة الاكسومية ( إثيوبيا اليوم) و أن ابرز الاستشهادات في هذا الخصوص كانت الترجمة المثيرة للجدل في العهد القديم "يأتي الأقوياء من مصر وتمد إثيوبيا أياديها نحو الله ". و فقا لما ذكره ايمانويل جيس فان هناك تراجم المانية حديثه نقلت مباشرة من العبرية تقول "أن مصر تمثل القوة إما كوش فتمد أيديها نحو جوفا “ Jova.و يدل ذلك علي أن كلمة إثيوبيا كانت تطلق علي كوش أيضا .. كما حدثنا التاريخ بان احد ملوك مملكتي مروي هو ناتاكماني قد بلغ نفوذه ساحل الجبال الإثيوبية شرقا و أن احد ملوك النوبة و يدعي سلكو و الذي سجل انتصاراته باللغة اليونانية في كلابشة قد كتب " أنا سلكو الملك النوباطي الجبار لجميع الإثيوبيين" ويبدو من هذ ا أن إثيوبيا كانت تدل علي جميع أهالي وادي النيل جنوب أسوان و بشكل عام .. و لقد اندرجت الإثيوبية كفكرة أساسية في حركة الجامعة الأفريقية "البان افريكانزم" لكونها المعتقد الفكري الذي سبق المسيحية بالنسبة للسود في جزر الكاريبي و في جزيرة جمايكا بصفة خاصة ومنها نبعت وتطورت فلسفة " ماركوس غارفي" و "ألراس تفاري" و "موسيقي الريغي " وحيث يمتد إيقاع الريغي في جذور إيقاعات الموسيقي الإفريقية عبر تجارب الجاز و البلوز في عودة عميقة إلي الأرض ألام Mother land و التي يسمونها إثيوبيا. .
    يقول كلارك Sebastian Clarke في كتابه جذور موسيقي الريفي أن إثيوبيا التي يتغنون بها و المشار إليها في الإنجيل ليست هي إثيوبيا الحالية التي يحكمها الإمبراطور هيلاسلاسي ولكنها بلاد النوبة التي تسمي كوش أو مروي . لقد ازدهرت الإثيوبية كفكره ثقافية فلسفية ارتبطت بحضارة أفريقيا السوداء في جزر الكاريبي كما تمثلها حركة الرأس تفاري وكانت بذرة هذه الفكرة قد بذرة منذ نهاية القرن الثامن عشر عند تأسيس كنيسة جورج ليلGeorge liel الأرثوذكسية الإثيوبية عام 1974 م أو ما تسمي بالكنيسة الأفريقية ُEthiopian Babiste Church التي استطاعت قيادة معارضة ضد الكنيسة التقليدية التي يسيطر عليها البيض .
    فقد كان ملاك المزارع و الكنيسة التقليدية يرفضون تدريس الكتاب المقدس " الإنجيل" للسود" الإثيوبيين" الأمر الذي أدي إلى تولد شعور لدي الإثيوبيين أو السود بالعودة و الانتماء إلي معتقداتهم الحضارية و ليس لدين مسيحي رسمي فقد أتي الرجل الأسود للأراضي الجديدة بنفسه بينما ترك وراءه ديانته.و لم يحمل معه سوى معتقداته و ذلك بعكس الرجل الأبيض الذي أتي داخل مجموعة عرقية واحده متكاملة .و لقد بدا الإنسان الإفريقي في الأرض الجديدة البحث عن جذوره الحضارية وهويته الثقافية من خلال العودة إلي زمن موغل في القدم وقد مارس معتقداته القديمة بوسائل افريقية، وهي مزيج من الوثنية والمسيحية واليهودية، فإلي جانب الرقص والإيقاع فإن ما تنادى به كلمات الريف إنما تنطوي علي حلم العودة إلي الأرض ألام أفريقيا بصفه عامة وإثيوبيا بصفة خاصة، إنهم يعنون سودننا أليس كذلك ؟ فالسؤال الآن هو: مالذى قاد حركة الرأس تفارى وموسيقى الريغى للغناء لإثيوبيا هيلاسلاسى وليس لحضارة كوش القديمة ؟
    أولاً فإن حركة ألراس تفارى تدعو إلي الاعتقاد في هيلا سلاسي ا لأول أسد يهوذا كاله ملك سيظهر لتخليص الإنسان الأسود وإعادته من المنفى إلي الأرض التي تحكمها ، فإن مفهوم ألراس تفارى له ظلال من الحقيقة في الإنجيل وبالتحديد الإشارة إلي نظرية التبعثر والمنفي والعودة ، وكما جاء في العهد القديم من إشارات للمستضعفين من يهود مصر ونظرية المنفى فى) بابليون( وتحريرهم عن طريق موسي، و في الإنجيل عن طريق المسيح .ولذلك فإن المضطهدين السود في جمايكا قد اتكاؤا علي ألفكره لذا فإنهم يتغنون عن منفاهم في بابليون وانتظار للخلاص علي يد موسي
    الأسود (BLACK MOSSES)
    لقد أشرنا إلي أن الرس تفارى كحركة تقع في إطار فكرة الجامعة الأفريقية ورغم سلبيتهم فقد كانوا مبعديين أكثر من كونهم كنسيين لذلك فقد مزجوا بين حضارة إثيوبيا أو كوش القديمة وبين المسيحية اللبرالية بانتمائهم إلي الكنيسة الإثيوبية الأفريقية.
    الأرثوذكسية وظلوا بذلك منعزلين في انتظار الخلاص بالعودة إلي الأرض ألام فقالوا:
    We shall repatriate black on the shore of Zion where
    We shall be steady and we want no more
    وهم يتحدثون عن العودة إلي مملكة صهيون في أفريقيا، وفي عام 1920م بدأت أفكار ماركوس غارفي في الانتشار وهي تنادى من داخل الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية التي أسسها جورج ليلف بشعار العودة إلي أفريقيا Back to Africa Movement فوصف غارفي بأنه النبي الأسود لأنه بشر بهذه العودة ثم انه و مع تنصيب الإمبراطور هيلاسلاسي عام 1930 م كراس تفاري لإثيوبيا و كأول دولة افريقية سوداء تنال استقلالها و علي رأسها ملك
    الملوك اله يهوذا فقد اندفعت حركة ألراس تفاري في الترويج له كاله ملك من سلالة سليمان ابن داود و بأنه هو
    ذلك المنتظر لأعادتهم إلي ارض إثيوبيا أو أفريقيا ألام (Motherland) خاصة مع تحرك هيلاسلاسي الأول في
    عام 1936 م وظهوره في مسرح الإحداث قد ساهم ظهور هيلاسلاسي في إثارة حلم العهد القديم بان الأرض ألام
    لا تزال في انتظار أطفال بذره إسرائيلChildren of the seed of Israel) و بذلك فقد تركزت فكرة اليهود المسيحية المزدوجة في فكرة ألراس فاري (Judaeo Christianity) ورغم أن هيلاسلاسي قد نفي عن نفسه صفة الألوهية (Divinity) إلا أن حركة ألراس تفاري كانت قد تركزت كفكرة يوتوبية لا أساس لها من الحقيقة التاريخية والموضوعية بل هي مجرد حلم بالهروب من أمر الواقع الاقتصادي المرير الذي عاشه الإنسان الأسود
    في جمايكا , و كان ماركوس غارفي في ذلك الوقت قد احكم إدخال الفكرة في إطار ما يسمي بالجامعة الأفريقية
    " البان افريكانزم" بإنشائها في عام 1940 م حكومة افريقية في المنفي فاندرج اسمه جنبا إلي جنب مع ايمي سيزار و ليون دارماس و فرانز فانون , و الذين ينتمون جميعهم إلي التجربة الأمريكية الكاريبية التي ساهمت في إرساء مفهوم تحرير الإنسان الأسود في العالم . و في عام 1960 م أنشئت في جمايكا كنيسة منفردة بهذا الفكر سميت بالكنيسة
    المنصرة (Church Triumphant of Jah Rastafarians) وعندما أنشئت في عام 1965 م
    جمعية ألراس تفاري للعودة الفعلية إلي أفريقيا كان في مقدمة تعاليمها تدريس تعاليم مملكة سليمان الأفريقية و في هذا الأثناء كانت حركة موسيقي و غناء الريغي قد انتشرت علي نطاق العالم تدعو للحرية و خلاص الإنسان الأسود
    بعودته إلي أرضه ألام.
    إنهم يعنون سوداننا أليس كذلك ؟ فإذا كنا قد توقفنا عند مفهومي كوش و إثيوبيا ثم تعرضنا لحضارة المسيحية النوبية فلنا أن نتسال من أين جاءت الفكرة اليهودية داخل هذه الحضارة المسيحية والتي ترددها أغاني الريغي .
    تعود هذه الفكرة إلي الفترة التي بدأت فيها الحضارة المسيحية تنتقل من مروي و كوش إلي مملكة اكسوم و التي تعرف بإثيوبيا الحالية , ففي عام 300م هجم عيذانا علي مملكة مروي وهي تشهد طورا من انحلال الحضارة المسيحية
    و لم يكن في الحملة الأولي مسيحيا , كما يستنتج من أسماء الآلهة التي نسب إليها هذا الانتصار في مسلته المشهورة
    إما في الحملة الثانية فمن الواضح انه قد اعتنق المسيحية كما تبدو في عبارات الشكر التي يوجهها إلي خالق
    السماوات و الأرض الذي هو اله واحد , ففي هذه الحملة يذكر عيذانا انه اتجه و دمر منازل النوبة السود قبل أن يطارد النوبة الحمر في الشمال .
    و هكذا يبدو أن حضارة إثيوبيا قد انتقلت من ممالك النوبة إلي اكسوم في حوالي عام 330 م خاصة وإننالانجد
    بعد هذه الفترة بان ثمة اهرمات قد شيدت في منطقة مروي .. ومن الطريف في الأمر أن اكسوم قد أخذت المسيحية
    من ممالك النوبة في فترتها الأخيرة و سلكت المذهب الأرثوذكسي, وذلك أن كنيسة علوة وبفضل مساعي الأسقف
    " لونجنيوس" قد أصبحت تابعة و في أيامها الأخيرة للبطريركية القبطية الارثوذكسيه في الإسكندرية .
    وقد كتب الأسقف لونجنيوس رسالة إلي احد ملوك نوبا طيا يعرب له فيها عن شكره ويخبره بأنه ولدي وصوله
    إلي مدينة سوبا قد وجد فئة من المسيحيين و الاكسوميين الذين يعرفون بالخياليين.
    وهناك رأى يقول بان اصل ملوك سوبا من سلالة أسرة اكسومية, و ربما تتصل الأسرتان بالأسرة المالكة في اكسوم , كما انه قد لوحظت بعض العادات و التقاليد المشتركة بين الأسرتين النوبية و الاكسومية , و هذا يعني أن المسيحية فيما بين هجوم (عيذانا) علي مروي في عام 300 م و عام 500 م تقريبا هي فتره تيه شهدت انقساما مسيحيا , الإمبراطورية الرومانية و قد انتقلت ما بين كوش و مروي ( السودان اليوم) و اكسوم ( إثيوبيا اليوم) علي الطريقة الأرثوذكسية .. إما في ما يتعلق بتداخل الديانة اليهودية معها و بنفس التداخل القائم في فكر ألراس تفاري فقد حدثتنا كتب التاريخ أيضا أن أول مسيحي دخل ارض النوبة كان خصيا في حاشية ( الكنداكة ) و هي الملكة ألام في المملكة المروية , و هذه الحادثة مدونة في كتاب ( إعمال الرسل ) و كان ذلك الخصي وزيرا للملكة و قد عاد إلي ارض النوبة و عرش الكنداكة بعد أن تعلم مبادي اليهودية و ذهب إلي المدينة المقدسة لأداء فريضة الحج و عاد منها وقد احتفظ بمنصب عال لدي الكنداكة ملكة مروي, وقد كان مثقفا موثرا حيث كان يقرا سفر اشعياء باللغة اليونانية وتقول مصادر التاريخ أخري بأنه قد تعلم الديانة اليهودية في رحلته إلي مصر حيث كانت جاليات يهودية كبيرة تمارس
    السيطرة الاقتصادية و التجارية في زمن تعرضت فيه المسيحية إلي الانقسام و الضعف علي ضوء الانقسام القائم في الوحدة المسيحية في أراضي الإمبراطورية الرومانية .. أو البيزنطية .
    و هذا يعني أن انتقال المسيحية ما بين مصر و النوبة واكسوم قد جاء في تلك الظروف التي تزاوجت فيها الديانة المسيحية بالديانة اليهودية , إما إذا عدنا إلي ملكات مروي في تلك الفترة والتي توصف الواحدة منهن بالكنداكة والتي شهدت في عهدهن الديانات مثل هذا الازدواج فان ذلك يعيد إلي الأذهان قصة سيدنا سليمان و بلقيس , فقد جاء في الذكر ( اني وجدتها و قومها يسجدون للشمس من دون الله ) علما بأنه لا توجد معابد شمس في تلك المنطقة عدا في مروي كوشية و البجراوية في ارض السودان .
    كما يمثل الصراع بين سليمان و بلقيس , ثم الاتحاد بينهما فيما بعد انتصار فكرة ما يسمي بمملكة سليمان الأفريقية.. التي انحدرت منها سلالة ملك الملوك هيلاسلاسي ملك يهوذا.. خاصة و إننا إذا عدنا من جديد إلي الآية
    ( أن مصر تمثل القوة , إما كوش فتمد أيديها نحو جوفا) فان ذلك يعني و بالضرورة اعتناق الإثيوبيين أو الكوشيين ثم الاكسوميين أو الإثيوبيين للديانة اليهودية و من هنا فقط ظهر الازدواج الذي لا يهم بقدر أهمية ظهور الإثيوبية .. تلك الفكرة التي ترسخت في فكر الإنسان الإفريقي في منفاه في الأرض الجديدة و حلمه بالعودة إلي الأرض ألام مع ظهور اله يهوذا أو موسي الأسود , فتظل الإثيوبية كإشارة للحضارة السوداء في كوش أكثر من كونها إشارة إلي إثيوبيا الحالية أوحتى مملكة اكسوم , باعتبار أن المملكة السوداء الوحيدة التي أحدثت إثرها في ثقافات المنطقة عبر التاريخ هي حضارة كوش , إذ إننا لا نجد ذلك الأثر الفعال فيما تركته حضارة اكسوم المتأخرة و ذلك بالرجوع إلي إلي الاهرمات و ما كشفته الحفريات من ازدهار فكري و ثقافي عظيم لمملكة كوش أو مروي , بما يجعل باذل دايفيدسن يصف حضارة مروي بأنها من أعظم ما خلق العالم القديم من حضارة .
    و علي ضوء ذلك تناقلت إلي الفكرة الرئيسية , و هي كيف انتقلت حضارة كوش أو إثيوبيا إلي الدنيا
    الجديدة ؟ و كيف أدت مفعولها الحضاري السحري ما افرزه التاريخ الحديث إلي درجة قادت إلي حقيقة خطيرة
    قوامها أن فكرة الجامعة الأفريقية أو ألبان افريكانزم قد انطلقت أول ما انطلقت ليس من داخل أفريقيا بل من جزر الكاريبي .... تثبت نظريات جديدة أن الأفارقة قد جاءوا إلى الدنيا الجديدة وبالتحديد في منطقة أمريكا الوسطي والكاريبي قبل مجيء كولومبس في عام 1942م كما أورد ذلك Ivan sertima وذلك في كتابthey came before Columbus وكما ذكر في ذات الكتاب أن كولومبس عندما جاء إلى جزيرة جامايكا كان مصحوباً بعدد كبير من البحارة السود إلا أن المغالطات كانت لا تزال دائرة حول الفترة التاريخية التي آتى فيها هؤلاء الأفارقة إلى جزيرة جامايكا .
    لقد تابعت و بنفسي هذه التساولات في المتحف الإفريقي الكاريبي في ( كينغستون ) و عثرت علي دراسة جديدة ظهرت بعد سنوات من ظهور كتاب (Sertima) و تدل إشارات مبعثرة في بعض المخطوطات أن هولاء الذين جاءوا الجزيرة من أفريقيا لم يكونوا فراعنة .. و لم يكونوا أفارقة بل هم جنس ثالث يرجح أن يكونوا نوبيين .. وهذا ما أثار بعض التساؤل في زمن موغل في القدم خاصة بعد اكتشاف اهرامات المكسيك و غيرها من معالم حضارة وادي النيل في أمريكا الوسطي و من مظاهرها وصف الذرة الشامي في سيرة سيدنا يوسف للآية (11) و الذي يرجع و انه و بالعكس قد انتقل من وادي النيل إلي الأراضي الجديدة و فضلا عن ذلك فانه يوجد في ولاية كارولينا الشمالية معبد يسمي معبد السودان أفادني سادنوه انه يعود إلي معتقدات وادي النيل ومملكة كوش و بالتحديد إلي سيدنا سليمان
    (Solomonic Dynasty) تظل كل تلك المظاهر مبعثرة تثبت إلي درجة كبيرة انتقال هذه المعتقدات إلي الدنيا الجديدة إلي أن حدث اكتشاف احد عشر رأسا من الحجر هي عبارة عن رأس افريقية الملامح وقد أثبتت الاختبارات الأخيرة بواسطة الكربون 14 إنها تعود إلي الفترة حوالي 291ق.م أوائل القرن الميلادي و هي ذات الفترة التي شهدت توسع الإمبراطورية الرومانية و التي مازالت أثارها باقية في منطقة البجراوية , هذا من جهة و من جهة أخري صدرت دراسة في مجلة المتحف الإفريقي الكاريبي العدد الرابع من عام 1980 م بعنوان( الأفارقة جاءوا إلي جمايكا قبل وصول كولومبس)وذكرت هذه الدراسة ما يلي :
    " أن من المرجح أن يكون هؤلاء الأفارقة من البحارة النوبيين و هم مجموعة من البشر كانت تعيش في جنوب مصر (السودان الحالي ) وهم يشكلون جزءا من إمبراطورية عظيمة تدعي كوش و التي ازدهرت في الفترة ما بين عامي 751 ق.م و 654 ق.م . و قد كانوا يمثلون قسما من الحضارة المصرية الكبيرة و في هذه الفترة فان النوبيين كانوا هم الطبقة الحاكمة في مصر و قد كونوا الحياة الثقافية المزدهرة للمنطقة بأسرها في تلك الفترة . ثم تساءلت الدراسة عن الدوافع التي قادت النوبيين إذا صحت هذه الحقيقة للإبحار حتى مشارف الدنيا الجديدة ؟ و في ذلك يسوق المقال ما يلي كإجابة لقد كانت هناك علاقات و اتصالات وثيقة بين هذه المنطقة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط في الفترة ما بين عامي 5000 ق.م و 2000 ق.م .
    و كانت علاقات مبنية علي أسس من الصداقة و التضامن و ذلك عندما كان النوبيون وجيرانهم الفينيقيون في حالة حرب مع الآشوريين الذين جاءوا إلي سوريا و لبنان من الشرق .
    بما أن الفينيقيين لم تكن لهم قوة عسكرية فعالة بل كانوا يشتعلون بالتجارة و كانوا معروفين كتجار مهرة يجوبون الأفاق بحرا و برا وقد قام النوبيون بالاستعانة بالفينيقيين في ركوب البحر وذلك في البحث المشترك عن معدن الحديد ليستخدمه النوبيون في صناعة آلة الحرب, فان بحثهم عن طريق البحر قد تجاوز المواني الواقعة علي شوا طي البحر الأبيض المتوسط إلي شواطى الأطلنطي في غرب أفريقيا, و قد يكون وصولهم إلي الأراضي الجديدة بمحض الصدفة أو عن طريق القصد ايهما – خاصة و أن الفينيقيين من قبل قد ركبوا البحر ووصلوا إلي مناطق الجزر البريطانية من ناحية الغرب و بالتحديد منطقة كور نوول بحثا عن معدن الصفيح و لذلك فان مواصلة إبحارهم ناحية الغرب إلي الأراضي الجديدة تصبح حقيقة ممكنة.
    و في الجمع بين النظريتين نجد أن علماء الآثار و بالتقريب قد حددوا الفترة حوالي 200 ق.م و باتجاه أوائل القرن الأول الميلادي كفترة تحالف ملوك النوبة مع الفينيقيين ووصولهم إلي الأراضي الجديدة من جهة ومن جهة أخري حددوا الفترة ما بين أوائل القرن الأول الميلادي حتى عام 350 ق.م كفترة اتصال بين ممالك النوبة المسيحية و مملكة اكسوم. و هذه هي الفترة التي يرجح أن تكون فيها المعتقدات الدينية الأفريقية قد بدأت وصولها اليى الدنيا الجديدة.. و قد جاء ذلك بعد انتشار المسيحية و اختلاطها باليهودية في الممالك النوبية ثم انتقال هذه المعتقدات إلي اكسوم أو إثيوبيا الحالية, ومن ثم تطورت فكرة الإثيوبية إلي فكرة الأفريقية السوداء بالإشارة إلي المنطقة الحضارية بأسرها.
    و مع الاضمحلال المتزايد منذ القرن السادس الميلادي في مروي حتى قيام مملكة سنار تلك الفترة التي نطلق عليها فترة التيه, فان حضارة إثيوبيا قد هاجرت من كوش إلي "إثيوبيا الحقيقية تاريخيا و حضاريا " إلي إثيوبيا اليوم التي استحوذت علي الاسم الحضاري للمنطقة الأفريقية و التي صارت منها كلمة الإثيوبية (Ethiopisme) و تعني الأفريقية بالنسبة لمعتقدات الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية, التي انطلقت منها فكرة الجامعة الأفريقية نحو التحرر و الوحدة و تلك الشعارات التي نبعت منها تتغني علي إيقاع موسيقي وكلمات أغاني الريغي.. إذن.. فإنهم يعنون سودننا " كوش " القديمة و ليس إثيوبيا الحديثة.. أليس كذلك ؟؟؟

    دراسة نشرت بمجلة الخرطوم العدد 18
    بقلم الراحل المقيم عبد الهادي الصديق





                  

06-21-2006, 05:34 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: فتحي الصديق)

    الدراسة أعلاه نقلها لهذا المنبر الأستاذ المامون خضر في بوست نشر في عام 2003 في ذكرى رحيل عبدالهادي00
                  

06-22-2006, 00:37 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: فتحي الصديق)

    *
                  

06-22-2006, 06:24 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: فتحي الصديق)

    المكان: جميع الجهات التي يصلها بث الاذاعة السودانية البرنامج العام0
    الزمان:منتصف سبعينيات القرن الماضي في تمام التاسعة والنصف صباح كل جمعة0
    0000000(يضيف التواضع الى الانسان بعدا ثالثا من الجمال والعذوبة والصفاء)00
    جبران خليل جبران
    الجمال والنغم اعداد وتقديم عبدالهادي الصديق0اخراج صلاح الدين الفاضل00
                  

06-22-2006, 01:27 PM

noha_g
<anoha_g
تاريخ التسجيل: 06-14-2002
مجموع المشاركات: 2119

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: فتحي الصديق)

    و للذين لم تسنح لهم فرصة معرفة عبد الهادي الصديق

    دعونا لا نجحفه حقه من التعريف البسيط السريع

    عبد الهادي الصديق
    1947- 2000 م

    تخرج في جامعة الخرطوم- كلية الآداب- بمرتبةالشرف في اللغة العربية و آدابها في 1972م
    نال الدبلوم العالي في العلاقات الدولية من جامعة باريس في 1982م
    عمل محاضراً و رئيساً لشعبة الدراما بالمعهد العالي للموسيقى و المسرح الخرطوم 1972م
    إلتحق بالسلك الدبلوماسي السوداني في العام 1973م و ظل في المهنة حتى وفاته في 2000م
    تخصص في مجال عمله في الشئون السياسية و الأفريقية ( الأفريقانية)
    كاتب و أديب مزج الدبلوماسية بالثقافة
    حائز على جائزة الدولة التشجيعية للآداب و الفنون في عام 1973 في النقد الأدبي
    نال وسام العلم و الآداب الذهبي و جائزة الدولة التكريمية في عام 1997م
    من مؤلفاته:
    أصول الشعر السوداني
    نقوش على قبر الخليل
    اتجاهات الشعر السوداني المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية
    السودان و الأفريقانية ( ترجم إلى الإنجليزية و الفرنسية)

    هذا ما كتب عنه في غلاف مؤلفه قراءات في قصيدة الجمال للتيحاني يوسف بشير
    رحمهم الله جميعاً
                  

06-25-2006, 03:12 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالهادي الصديق000ذكرى رحيل الجمال00 (Re: noha_g)

    الدكتور محمد المهدي بشرى 0صحيفة السوداني 24/6/2006 في ذكرى رحيل عبدالهادي الصديق كتب يقول:
    في بدايات نشأته الإبداعية كان الشاب والطالب الجامعي عبدالهادي الصديق يكتب في العديد في المجالات الإبداعية مثل المقالة والقصة القصيرة والفولكلور، وقد ركز بشكل خاص على جانب الفولكلور. كان اهتمام الكتاب والباحثين بقضايا الفولكلور والتراث محدوداً، وكان ما يكتب يعبر عن جهد فردي ومحاولات للبحث عن الذات من خلال موضوعات الفولكلور. بالطبع لم يكن مصطلح الفولكلور قد دخل في الأدبيات السودانية، كما هو الحال عليه الآن، وكان المصطلح يستخدم بمعناه العام جنباً إلى جنب مع مترادفات أخرى مثل التراث والأدب القومي والأدب الشعبي. وهذا كله مفهوم بالنسبة لعلم ما زال يتحسس طريقه في السودان، ويعود الفضل لمجلة (الخرطوم) التي شجعت الكتاب على التصدي لقضايا التراث عامة والفولكلور خاصة، فعلى صفحاتها ظهر العديد من المهتمين بالفولكلور والذين سيكون لهم شأن فيما بعد، وعلى رأس هؤلاء الباحث الفولكلوري المتمرس، الطيب محمد الطيب، وهو ذو حضور ملموس وقد ساهم بنصيب وافر لأجل إرساء دعائم علم الفولكلور، وهذه المساهمة تحتاج إلى وقفة خاصة وهذا ما سنقوم به فيما بعد، بإذن الله.





    يهمنا في هذه السانحة، الباحث الفولكلوري عبدالهادي الصديق، الذي توفر على تناول ملامح الفولكلور السوداني وكتب عدة مقالات، ففي خلال عام واحد هو عام 1968 كتب عبدالهادي الصديق أربع مقالات في مجلة (الخرطوم) على الوجه التالي: في عدد فبراير كتب مقالاً بعنوان؛ الموسيقى في الشعر السوداني؛ وفي عدد مارس بعنوان؛ الشخصية السودانية من الشعر الشعبي؛ وفي عدد مايو بعنوان؛ الخريف في شعر الحردلو؛ أما في عدد ديسمبر فقد كان المقال بعنوان؛ المناحة: معاناة داخلية؛ وكما هو واضح فإن جميع المقالات عدا واحدة تحدث عن الشعر. وسنلاحظ كذلك أن عبدالهادي بدأ مساهماته بدراسة الشعر الشعبي وانتهى بالحديث عن جنس فولكلوري بعينه هو (المناحة). ولا شك أن الاهتمام بالشعر الشعبي والتركيز عليه ظاهرة واضحة في الفولكلوريات السودانية، كما هي واضحة تماماً في الأدب السوداني المكتوب.



    وقد درست ظاهرة سيطرة الشعر كجنس إبداعي على ما عداه من الأجناس من قبل العديد من الكتاب والنقاد مثل عبدالمجيد عابدين ومصطفى هدارة وإحسان عباس على سبيل المثال، لهذا لم يكن غريباً أن تركز معظم دراسات الباحث الشاب عبدالهادي الصديق على ملامح الشعر الشعبي.



    وتجدر الإشارة هنا إلى أن دراسته عن الحردلو من الدراسات المبكرة التي توقفت أمام عبقرية فذة من عبقريات الإبداع الشعبي وهو الحردلو. جاءت دراسة عبدالهادي صديق بعد عدة مساهمات درست هذه العبقرية وعلى رأس هذه المساهمات مقال عبدالمجيد عابدين؛ الحردلو: شاعر عربي صميم؛ الذي نشر في مؤلفه (من الأدب الشعبي في السودان).



    كذلك نلاحظ أن عبدالهادي يستخدم في دراساته هذه خبرته كناقد أدبي درس مناهج النقد على يد كبار الأساتذة الذين تتلمذ عليهم في كلية الآداب من لدن عبدالله الطيب وإبراهيم الحردلو وعون الشريف قاسم والحبر نور الدائم، وهذا الأمر يبدو واضحاً في تناول ملامح قل أن يتناولها الباحث الفولكلوري مثل الموسيقى في الشعر الشعبي، لما لمثل هذا الموضوع من صعوبة. لكن تمكن عبدالهادي صديق من علم العروض ساعده على هذا الأمر بسهولة ويسر. وكما هو متوقع فإن عبدالهادي يرجع الكثير من ملامح الشعر الشعبي إلى الجذور العربية، فهو يقارن الشاعرة بنونة بت المك بالخنساء.



    نخلص للقول إن عبدالهادي في كتاباته المبكرة يبدو أقرب للمدرسة العروبية، لكنه شيئاً فشيئاً سيعمل على تجاوز هذا الإطار إلى إطار أكثر شمولاً بعد أن توقف كثيراً أمام التيار الإفريقاني، ولا شك أنه بلغ القمة في آخر مؤلفاته وأكثرها عمقاً وهو (الحزام السوداني) إذ نجده ينظر للهوية السودانية بمنظور منهجي.



    إن كتابات عبدالهادي في الفولكلور رصيد طيب في مساهمات الرواد الباكرة وقد تميزت بنضج في التحليل، وبالطبع سلاسة في العبارة على النحو الذي عرفت به كتابات عبدالهادي صديق الذي نحتفل بذكرى رحيله السادسة.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de