|
|
 عشرون يوما فى سجن الترحيلات بالقاهرة
|
فىمكان اخر من هذا المنبر ذكرت بان بوكرى مفوض اللاجئين استغل مشاجرة حدثت بينى وبين احد موظفى المفوضية ليخطر السلطات المصريةبذلك حتى يتخلص منى فقد اصبحت بالنسبة للمفوضية مثل شوكة حوت لا تنبلع لا بتفوت
حاولت المفوضية رشوتى بان تشرع فى اجراءات لهجرتى لكننى فطنت لذلك وافسدت خطتهم فالخطا يجب اصلاحه كله وليس جزئيا
ثم طلبت من المفوضية ان اقابل السيد جاسمين وهو عراقى من اصل كردى ويبدو انه كان من اللينينيين الذين فروا من صدام حسين ولجا الى كندا
ذهبت الى المفوضية فى احد الصباحات وقلت لهم باننى ساذهب الى القضاء اذا لم يسمحوا لى بمقابلة مسؤول الحماية جاسمين ومن خوفهم حددوا مقابلة بعد 3 اشهر لكننى رفضت ذلك وقلت باننى ساذهب مباشرة الى المحكمة فما كان من الموظف الا ان ترجانى وهو فى حالة يرثى لها من الهلع ان انتظر ودخل مرة اخرى الى جاسمين وتم تحديد موعد بعد 3 اسابيع
قبلت الموعد الجديد على مضض لان نفس الموظف قال لى بانه يخاف ان يشخط جاسمين فى وجهه اذا رجع اليه مرة اخرى
كنت استمتع من (جرستهم) لانهم استاسدوا على واغلقوا ملفى عمدا وكانوا فى قمة العنجهية اللينينية
اتيت باكرا فى الموعد المضروب وجلست انتظر مقابلة السيد جاسمين من 9 وحتى الثالثة والنصف
وكان يتفادى مقابلتى ويريدنى ان امل وانصرف لكننى صمدت
وعندما دخلت عليه كان مثل فار مذعور وكان الياس باديا فى عينيه عندما بدات فى الحديث لم يسمح لى بالمواصلة وبالرغم من اننى كنت اود معرفة الحقيقة منه شخصيا عندما بدات فى السؤال عن دور حمودة فيما حدث فانتهرنى قائلا لا تتحدث عن الماضى
ثم نهض واقفا من مكتبه واتجه نحو الباب وهو يامرنى بان اتبعه لم افهم شيئا ولكننى فهمت فقط انه لا ينوى الحديث معي حول التفاصيل ثم وضع يده فوق كتفى وكان المنظر مضحكا لاننى طويل القامة و كانني صديق حميم له وهبطنا الى الطابق الثانى من البناية حيث امر احدى الموظفات باستخراج بطاقة لي رغم اننى لم التقيه لهذا الغرض
كان من الواضح انهم يريدون احتواء المشكلة لكننى كنت تواقا لمعرفة الحقيقة
بعد اسبوعين من هذا اللقاء طلبت من المكتب وعبر الفاكس ان يطلبوا من المفوضية فى كييف ان
تامرنى بالصفح عنهم لانها هى التى منحتنى الحماية الدولية وانا مدين لها بذلك وامهلتهم 10 ايام ليقوموا بذلك وعندما لم يفعلوا ذهبت الى قسم الشرطة وحررت محضرا ضد المفوضيةكما وعدتهم فى رسالتى الاخيرة
ولان المفوضية فى سويسرا تاخرت فى تنفيذ ما طلبثه منها
وهو ابعاد كل الموظفين الناطقين بالعربية من المفوضية
ثم وقعت المشاجرة ووجدت نفسى فى قبضة الشرطة ورغم اننى لم ابدا بالاعتداء اذ لا يعقل ان اذهب الى المفوضيةوابدا بضرب الموظف
كنت احاول الحديث الى الوظف المذكور لكنه ادار ظهره لى وشرع يتحدث الى احد اللاجئين
اذ ذاك جذبته من ياقة قميصه قائلا لماذا يدير ظهره لى بهذه الطريقة فيما اتحدث اليه
فاجانى بلكمة فى وجهى ثم اردفها باخرى حاولت ان اتفادى لكماته وكنت اقف بين صفين من المواسير
فبدا فى خنقى كان الحارس الامنى يحاول ان يوقفه لكنه لم يتوقف وكنت انا شخصيا احاول ايقافه
لسبب بسيط لانه اذا استمر فى ضربى فان ردى سيكون قويا
وهكذا كان
نظرت الى اعلى ووجدته يطل على من فوق الدرابزين وهو يحاول خنقى لقد صعد الى هناك ليتفادى ضرباتى
وجدت نفسى مقيدا ومحاصرا ففكرت فى وقف اعتداءه فكان ان قفزت الى اعلى مثل لاعبى الكرة
وخبطته براسى بقوة فجاءت الضربة فى انفه عندها توقف كل شئ ورايته ينسحب والدماء تسيل من انفه
لقد فرح بوكرى بهذا الحادث لانه وجد الفرصة التى كان ينتظرها فقد ارسل اثنين من موظفيه لايقافى حتى لا اهرب من المكان وقد وجدونى فى قبضة الشرطة ولو لم توقفنى الشرطة كنت فى تلك اللحظة غاضبا وهائجا وعلى استعداد لتدمير كل من يقف امامى لكن مشكلة العالم الثالث ان الشرطة وهو جهاز فاسد صمم خصيصا لحماية اللصوص من امثال بوكرى دائما ما تنتصر للظلم
ظهر بوكرنى فى شرفة المفوضية مثل مهرج واخذ يشتمنى ويتوعدنى بالسجن والتاديب لم يكلف نفسه معرفة المعتدى فالبادى دائما اظلم
بعدها اقتادتنى الشرطة الى قسم العجوزة حيث تم حبسى على ذمة التحقيق
بعد حبسى مباشرة تم جمع جميع الموقوفين للتمام واجلسونا على البلاط ثم بدوا فى مناداة الاسماء
وعندما جاء دورى استدعانى احد ضباط الشرطة الواقفين امام الباب وسالنى عن سبب وجودى فى الحبس ( وكان يعرف السبب بالتاكيد) فقلت له بسبب خناقة فاذا به يوجه لكمة عنيفة الى صدرى لا يزال مكانها يؤلمنى حتى الان وهو يقول لى يعنى بلطجى
كدت ان اسقط على الارض لكننى تحملت وثبت
بعدها اعدنا الى حجرة الحبس
كانت الحجرة او من المفترض ان تسع عشر اشخاص لكنها كانت تحوى فى ذلك اليوم حوالى الاربعين
ما بين بلطجية وتجار مخدرات ومتهمين بالسرقة الخ
الشئ الذى اثار دهشتى هو ان جميع هؤلاء كانوا صائمين رغم انهم من عتاة المجرمين
فى المساء تم عرضى على وكيل نيابة العجوزة والذى اسثقبلنى بالسباب قائلا ياكلب يا حيوان
لكننى فاجاته بعد ان بدا تحقيقه بان قلت له باننى قد لجات الى القانون ضد المفوضية لكنهم لم يفعلوا شيئا وقد قابلت زميله قبل 3 اشهر فى نفس المكتب وحذرته من اننى قد ( اخذ حقى بيدى اذا لم يتدخل القانون لايقاف صعلكة بوكرى وجاسمين) ورغم اننى لم اعتدى على موظف المفوضية فى ذلك اليوم الا ان ما قلته جعل وكيل النيابة يغير من لهجته ويخاطبنى بطريقة اكثر تهذيباقائلا يا دكتور ثم امر بالافراج عنى حتى يتفادى المحاسبة اذا ذهبت القضية امام القاضى
ونواصل
|
|
 
|
|
|
|
نصار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست