|
|
 عذاب في لبنان
|
تخرج صديقي في إحدى الجامعات المرموقة بمرتبة الشرف وعمل مساعداً للتدريس وضاق السبيل أمام طموحاته ومسئولياته تجاه أهله فلم يعد من ثمة مناص سوى أن يشد الرحال كغيره من الكفاءات التي التي لم تجد ما يقيها شر الفاقة والعوز فآثرت الرحيل.
وكان أقرب وسيلة تتواءم مع إمكاناته هي سوريا تلك الدولةالوحيدة التي يمكن لسوداني دخولها دون أن تقف التأشيرة عائقاً أمامه مزمعاً المواصلة منها للبنان حيث يمكنه أن ينال دخلاً أفضل حسب ما تواترت به روايات القادمين.
في العاصمة حطت به الرحال فمكث بها أياماً يستطلع سبل الهجرة للبنان. وكان يهيم على وجهه نهاراً ويعود لفندقه مساءاً تتخللها فترة الصلوات التي يؤديها في المسجد القريب من الفندق.
في ذلك المسجد كان يلفت نظره ذلك المعاق الذي لم تمنعه إعاقته من الحضور للمسجد في معظم الأوقات. وصدف أن كانت صلاته ذات مرة بجانب ذلك المعاق الذي اقتضت إعاقته الإتكاء عليه فكان صديقي حريصاً على عدم إشعاره بأي شئ يجرح شعوره ولما فرغوا من أداء الصلاة شكره قائلاً: العديد من الذين أُصلي إلى جوارهم يتضايقون من إعاقتي لذا تجدني شاكراً تهذيبك. فأكتفى صديقي بأن أخبره أنه لم يفعل شيئاً يستوجب الشكر وانصرف.
أخيراً وجد صديقي أحد المختصين بتهريب البشر للبنان عبر الحدود، وفي اليوم المحدد توجهوا سبعة عشرة شخصاً صوب لبنان حيث الخلاص والجنة والموعودة.
في المنطقة الفاصلة بين الدولتين توجد غابة كثيفة تتخللها أنهار صغيرة كالجداول. ترجلوا في تلك المنطقة وأخبرهم المهربون بأن يلزموا الصمت والحذر وقد كان.
سار رتلهم بين حفيف الأشجار لساعاتٍ طوال إلى أن انهمر الرصاص فجأة بغزارة حاصداً أشخاصاً معه ففر من تبقى لا يلوون على شئ ومن بينهم صديقي.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
ركض صديقي كمن تطارده أسوأ كوابيسه نهاراً وتفرق الجميع مذعورين والرصاص يحصد الأرواح بلا هوادة ودونما رحمة.
أعترض سبيله نهرٌ صغير فألقى بنفسه فيه وكان النهر شديد التيار فجرف متعلقاته الشخصية ومن ضمنها جوازه وتذكرته التي قدم بها من السودان. وبعد عدة ساعات التقى بمن تبقى من رفاقه وعددهم أربعة. هاموا على وجوههم لساعات عديدة ولحسن حظهم أنهم كانوا قد دخلوا حدود لبنان وبلغوا قريةً فيها.
عثروا على عجوز قبل استضافتهم نظير مبلغٍ من المال ووعدهم بتدبير سفرهم لبيروت في شاحنة لنقل العلف. وكان قد تبقى معهم النذر اليسير من الدولارات فدفعوه فصاروا من المعدمين. سافر إذا صديقي وصحبه متخفيين تحت كومة العلف إلى أن بلغوا بيروت وتم إنزالهم في شارع الحمراء فتوجهوا إليه وهناك اتصل صديقي بأحد معارفه الذي حضر إليه على الفور وأخذه لمسكنه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
بعد أن قضى صديقي يومين كاملين نوماً وأكلاً أخبره (معرفته) بأنه قد وجد له عملاً في أحد معارض الأثاث براتب مغري وقد كان حيث ذهبا سوية لصاحب المعرض الذي رحب بصديقي وقام بتسليمه العمل على الفور.
عمل صديقي -ولندعوه (ن)- بجدٍ واجتهاد لمدة ثلاثة أيام عندما حضرت زوجة صاحبة المعرض (اللعوب) وطلبت من (ن) أن يُفرجها إحدى غرف النوم وعندما ولجت الغرفة تمددت على السرير تاركةً تنورتها القصيرة تنحسر لأعلى.
- شو عم تبحلق تعاااال.
- يخرب بيت شيطانك أجي وين؟
- (هي هي هي) تعال نجرب صلاحية السرير.
فأحمر وجه (ن) غضباً وخرج من المعرض لا يلوي على شئ.
----------------------------------------------------------------------
وفي السكن واجهه المعرفة.
- شنو يا أخينا بدري الليلة؟
- خلاص سبت الشغل.
- كيف الكلام دة؟
- والله اللي حصل.
وبعد عناء قص (ن) لمعرفته ما حدث وهو يكاد يموت غيظاً فأنفجر الأخير ضاحكاً وقال:
- يا صاحبي إنت لو عملت كدة ما أظنك تشتغل في البلد دي.
- طيب والرأي شنو؟
- شوف يا أبو الشباب تشتغل بودي قارد؟
(ن) مذهولاً : بودي قارد؟
- أيوة.
- وين؟
- في واحدة مطربة محتاجة بودي قارد الراتب ألفين دولار.
- ألفين دولااااااااااار؟
- أيوة.
- استعنا على الشقاء بالله، يلا أرح نستلم.
- شوية روق بعدين المساء حنمشي عشان يعملوا ليك المعاينة بس أهم شي حاجتين. أولاً انت لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم وتاني حاجة تقوم بوظيفتك على الوجه الأكمل.
- ماشي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
المفضال/زهير
تحياتى و صادق الإحترام..
مررت بنفس التجربة و أسؤأ منذ سنوات خلت، الرحمة لمن مات منهم ونسأل الله المخرج لمن نجا.
سبعة ساعات ياصديقى قضيناها و نحن تائهين فى جبال الزبدانى بعد أن فقدنا مرشدنا للطريق حين
إنهمر رصاص عسكر حرس الحدود. فى ليلة شتوية من أبرد و أقسى ليالى فبراير، لم نكن نعلم شيء
عن الطقس، فكنا بملابسنا الصيفية، رافقنا صبى يافع لا أظنه قد بلغ الحلم وقتها، قطعت أصابع قدمه
الشمال بفعل البرد بعد وصولنا لبيروت بأيام ( لا أدرى تشخيص الحالة الطبية) و لكن قيل أن الأصابع
قد أصابها تلف كامل. السودانيون الذين يعملون فى التهريب هناك يبيعون القادم من السودان لمهرب سورى
الجنسية لقاء مبلغ (20) دولار لذلك يترصدون صالة الإستقبال بمطار دمشق، و فى أغلب الأحيان يفقد الشخص
جواز سفره و تذكرة العودة إما ببيعهما لأؤلئك الذئاب و ينتقل الجواز فيما بعد لملكية شخص آخر، أو رهينة
لدى المهرب لحين العمل بلبنان و دفع مبلغ التهريب.
مات من مات فى ذلك الطريق، و عانى من نجا فى جحيم بيروت، سأعود لاحقاً ما أمكننى لأحكى لك عن مأساة
السودانيين هناك.
مع شكرى و تقديرى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: عبدالرحمن عزّاز)
|
انا بعرق إنو اللبنانيين هايمين زينا فى الشتات على وجه الارض لضنك المعيشة
فى لبنان فأنا ما عارف إيه اللى بيودى السودانيين فى لبنان هل للهجرة من هناك
ام لانو فى سبل عيش متوفرة ؟
Quote: - (هي هي هي) تعال نجرب صلاحية السرير.
فأحمر وجه (ن) غضباً وخرج من المعرض لا يلوي على شئ.
|
حسع لو كان جّرب معاهاصلاحية السرير يمكن كان بقى صاحب المحل -- تعيش رجب تشوف عجب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: ترهاقا)
|
الأخ الفاضل /زهير
بعد الإذن منكم ، أسمح لى أن أجيب على تساول الأستاذ الكريم/ترهاقا
Quote: انا بعرق إنو اللبنانيين هايمين زينا فى الشتات على وجه الارض لضنك المعيشة
فى لبنان فأنا ما عارف إيه اللى بيودى السودانيين فى لبنان هل للهجرة من هناك
ام لانو فى سبل عيش متوفرة ؟ |
قد تكون إجابة الكثيرين حسب معرفتى بهم هناك، ولأنى مررت بالتجربة و سألت نفسى ذات
السؤال، هى سهولة الهجرة من بيروت حيث تتوفر إمكانية التهريب لأوربا، و إمكانية الحصول
على فيزا(آنذاك) لبعض الدول التى لا تخطر على بال من يسعى للهجرة كدولة(توغو) فى غرب
أفريقيا، و قد تستغرب لم لا يهاجر لها الشخص من السودان، لأنه ببساطة السفر إليها من مطار
بيروت يمر بفرنسا حيث يخفى الشخص جوازه و يطلب اللجوء فى مطار باريس ، حتى أصبحت
سلطات المطار تحجز جواز أى سودانى مسافر لتوغو عبر ذلك الطريق.
الأمر الثانى ؛ هو أن مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الإقليمى رئاسته هناك على ما
أظن، أو أنه المكتب الأكبر فى المنطقة و الأكثر توفيراً لفرص الهجرة حيث إستقبل أعداد مهولة
من اللاجئين العراقيين.
إضافة للمرتب الذى يتقاضاه العامل مقارنة بسوريا.
أرجو أن أكون أوضحت لك مع وافر الشكر و التقدير.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عذاب في لبنان (Re: ترهاقا)
|
أخي ترهاقا
مسكاقمي
بيني وبينك أكيد. بس الفكرة في من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله.
تسلم لجميل وكريم مرورك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
الأخ زهير
لك التحية
حقا سيدى سمعت العجب من القادمين من لبنان بعد ان فقدوا كل شىء وغنموا الاياب سالمين
فلبنان ليست جاذبة ابدا ومن يقول للاخرين ان الفرص فيها متاحة فهو مخادع بلا شك فالاشغال هنالك وضيعة ولا تناسب اخلاقنا كسودانيين ابدا ودوما اولئك يقعون فى المهالك بحسن نية ...
لعلنا شعوب المنطقة تتشابه واحيلك الى هذه القصة ايضاحكاية من موريتانيا ( للكاتبة جليلة بنت معلام )
وفى انتظار حكاية صاحبنا (ن ) ..
مع كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عذاب في لبنان (Re: قرشـــو)
|
هكذا حال من كان غريب الوجه واليد واللسان.
طوبى لمن رمت به الأقدار في دياجير المهاجر دونما ذنبٍ اغترف فقط ما اقتضته المشئة وما هو مسطور في الكتاب فرسمت فرشاة البؤس عليه عبوساً وكآبة علاوة لما هو كائن.
الكاتبة أكثر من رائعة وتصويرها لأحاسيس محمود أكثر من جميل.
سلمت.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
لنتعرف قليلاً على صديقي (ن) هو رجلٌ فارع الطول عريض المنكبين ممتلئ الجسم في تناسق وطيب القلب لأبعد الحدود. معرفته بأمور (الشيطنة) لا تتجاوز قراءاته وما يسمعه في مجالس الحديث.
ذهب هو ومعرفته في المساء وألتقوا السكرتيرة التي أدخلته على الراقصة ودون الخوض في تفاصيل مملة نقول أنه قد اجتاز المعاينة من الوهلة الأولى وصار (قبضاي) و(رباطي) بحقنا. وتم تسليمه مسدساً أوتوماتيكياً لزوم عدة الشغل وكدة.
وعندما يجن الليل تصعد المطربة -والتي اتضح أنها (راقصة) أيضاً في دوام ما بعد منتصف الليل- المسرح وعندما يحاول أحد النظارة من جمهور المتفرجين بعد أن تفعل أم الكبائر عملها أن تخطي خشبة المسرح ينال ضربة على أم رأسه من (القبضاي) (ن) تجعله يستغرق في نومٍ عميق تتخلله الأحلام الملائكية حيث يستطيع صعود كل خشبات المسارح سواء أعتلتها (بت قضيم) أو (جنيفر لوبيز).
ويعود معها قرب الفجر لشقتها حيث تنام في غرفة وينام (ن) في الصالة الواقعة أمام الغرفة.
مرت ثلاث ليال على تلكم الحال و(ن) يعود مع الراقصة قرب الفجر لينام طوال النهار. وفي اليوم الرابع وبعد أن أوشك أن يخلد للنوم تناهى لسمعه صوت المفتاح يدور في قفل باب الشقة وإذا برجل يدخل الشقة دونما اكتراث له والمطربة تستقبلعه بقميص النوم الذي يشي بكل شئ ولا يكاد يواري سوءة ومن ثم تغلق عليهما باب الغرفة.
علت الأصوات الماجنة بالداخل وطرق الكؤوس وعلت معها الأفكار في ذهن (ن) هل هو نوع من القوادة تلك التي أضحى يمارسها؟ وهل يسكت يأكل عيشه متبعاً نصيحة معرفته بألا يسمع ولا يرى ولا يتكلم؟
وما هو مصيره إن ترك العمل؟
تقلب في فراشه إلى أن طلع عليه النهار وحينها قرر بأن الله الغني ولن يمكث في المكان مهما كانت الأسباب.
ترك (ن) العمل مع مطربتنا الراقصة رغم الوعود ومحاولات الإغراء المستميتة وفي النهاية نفحته ثلاثمائة دولار مخبرة إياه بأن مكانه محفوظ إن رغب في العودة إلا أنه خرج ولم يعد ثانيةً.
-------------------------------------------------------------------------
- ياخ انت أصلك فقر وما وش نعمة.
- النعمة الزي دي الله الغني عنها.
- حتتعب بطريقتك دي.
- ما أظن أتعب أكتر من تعبي عشان أصل هنا.
- طيب نشوف ليك شغل جديد.
------------------------------------------------------------------------
في منطقة مقفرة قرب الشاطئ توجد بناية منعزلة ذات مرآب كبير بأسفلها. في تلكم البناية وفي ذلك المرآب تحديداً كان عمل (ن) الجديد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
اتضح للسكرتيرة المذهولة أن مديرها يعرف (ن) حق المعرفة، وسحبه للداخل وهو يسمعه آيات من الترحيب وسأل (ن) عن أخباره فقص عليه ما جرى بالتفصيل فطلب المدير من السكرتيرة أن تقوم بحجز غرفة في الفندق التابع للخطوط واستخراج تذكرة وعمل حجز يكون في أقرب وقت وقد كان بعد ثمانية وأربعين ساعة.
هل عرفتم من كان ذلك الرجل؟
إنه ذلك المعاق رفيق (ن) بالمسجد.
( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2-3
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
أخى زهير
لك التحية
القصة ملئية بالعبر الجميلة وبالنسبة لى اهم ما فيها ان الدنيا مازالت بخير بعد ان كدت ان افقد الثقة فى العالمين ولكن طالما ان مثل (ن) هذا موجود فالدنيا بالف خير وارجو ان يكون بنى وطنى كلهم من ذات الطينة رغم اننا نرى ونسمع العجائب منهم ...
كما ان الصلاة سيدى لها مفعول كبير ولها فوائد كبرى وقد لا ندركها الا وقت الشدة ... التحية لذلك الرجل العاجز الذى حافظ على صلاته فى المسجد وانقذ بطلنا من كربته وجعله يعود لاهله سالماً من غير اذى ويكفيه من الغنيمة الاياب الحُر الأبى...
ليت الناس تقرأ هذه القصة وتتمعن فيها سطرا سطرا فكلها عبر والله ...
يديك العافية يا سيدى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: قرشـــو)
|
الحبيب قرشو
ليتنا نتذكر دوماً قوله صلى الله عليه (أحفظ الله يحفظك، أحفظه تجده تجاهك).
أما العالمين فكل منا به نزعات من الشر قد تغلب عليه حيناً ونتجاوزها في في أحايين كثر فلا تبتئس فهناك رب يقدر الأمور ويزنها ويحفظ من حفظه ويعرف من عرفه في رخاءه فيتعرف عليه في شدته.
لك كل مودتي وبالغ احترامي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
الاستاذ زهير فصة فعل مليئة بالعبر ولكن
وسوف احكي لك لاحقا تجربتى مع هذه البلاد
وسجن فرن شباك ومزراع يشوع
واللبنة وقطعة الخبز
والعجيب
اتذكر دوما قول الله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
الأخ العزيز/ زهير
تحياتى و إحترامى.
أولاً دعنى أثبت فهم محدد حول تجارب العمل بلبنان.
لا يمكن أن يتحصل كائن من كان على عمل مكتبى محترم، حيث تنقسم الأعمال ما بين الشّاقة و المهينة
و كل حسب مقدرته، إلا فيما ندر و من لعب الحظ دور فى حياته ، فقد يتحصل على عمل أرقى نوعاً ما.
تنقسم الأعمال هناك ما بين (الباطون) و هو عمل المبانى باليومية، المطاعم(إشتهرت به شركة الكات)
و يختص غالباً بغسل الأوانى و جليها و الإهتمام بالنظافة، ثم عمل حراسة البنايات السكنية غالباً(ناطور)
و هذه لا يلقاها إلا صاحب حظ عظيم، حيث يتم بيعها بمبلغ مالى ربما لا تستطيع توفيره فى سنة كاملة من العمل
كيف؟ الناطور(الغفير) العامل بالمبنى سودانى، و قرر السفر يأتى لوكيل المبنى و يدعى أن له ظرف طارىء
عليه السفر لسوريا و أن قريبه هذا سعمل بدلاً عنه لحين حضوره.. و ذلك بعد إستلام مبلغ بالدولار من الشخص
الجديد يتم الإتفاق عليه حسب الراتب الشهرى، غالباً ما يكون سعر البيع 800 دولار و الراتب الشهرى 200 دولار
و لكن الأهم من ذلك ما يتعرض له ، السودانيون من إهانة و مذلة لا يعلم مداها إلا الله( و على فكرة معظمهم خريجين)
حتى عام 2000 كا ن عدد السودانيين بالسجون اللبنانية يقارب 5000 سجين حسب إحصائية مكتب مفوضية شؤون
اللاجئين ، أغلبهم بتهمة دخول البلاد بصورة غير شرعية(خلسة) كما يسمونها .
و حكمها السجن ثلاثة أشهر و الغرامة حوالى خمسين دولار على ما أذكر، ثم مسلسل آخر للتعذيب و هو الترحيل
للأمن العام (قسم الأجانب) لإجراءات السفر، و يتطلب ذلك توقيع الشخص المراد تسفيره، يرفض أغلبهم التوقيع
و هنا تبدأ مرحلة التعذيب لإجبار الشخص على التوقيع، عانى فيها من عانى بمنطق .... كيف أعود خالى الوفاض؟؟
و ماذا سأفعل هناك؟ و كيف أواجه الواقع؟
و بالتأكيد هى أسئلة لو أخضعت للمنطق فسنغنى جميعاً( بلادك حلوة أرجع ليها ديار الغربة ما بترحم)
لكن الأحلام .... و الأمانى ... و الأمل.... فى مستقبل أخضر تلعب بالعقول ... فيتحمل الواحد كل صنوف التعذيب...
خرج من المعتقل صديقنا....(ترابن لاكو)
بعد أن أوسعوه ضرباً ،، و مارسوا كل صنوف التعذيب معه... و صادروا كل أحلامه و أمنياته...
ثم أهدوه حلماً لم يكن فى الحسبان و هو(الحصول على كرسى متحرك)
خرج من هناك مشلولاً.....
باءت كل محاولاتنا بالفشل فى تصعيد قضيته.... و كانت لنا لجنة سودانية لمتابعة تلك الحالات,,,, فعلت ما بوسعها
و لكن العين بصيرة و الإيد قصيرة....
على رأسها آنذاك المحامى عضو المنبر الزميل(عبدالعظيم أحمد)
و الصديقعبدالعليم بابكر
و ثلة من الشرفاء.... لهم التحية...........
كما لا يفوتنى أن أذكر الدور الذى قامت به منظمة العفو الدولية بقيادة(د. محمد عبدالسلام)
و المجهودات الجبارة للراحل المقيم المفكر الأستاذ(الخاتم عدلان)
سأعود لاحقاً للحديث عن الإغتيالات التى حدثت هناك عمداً و مع سبق الإصرار و الترصد
و الدور المخجل لسفارتنا بلبنان....
مع وافر الشكر و التقدير لفتح هذه النافذة....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عذاب في لبنان (Re: عبدالرحمن عزّاز)
|
الاخ الكريم
زهير
تعرف,
قررت ان ادخل النت لمجرد دقائق,
اطلع فيهن على عجل
للجديد الذى كتب
و و جدت هذا البوست
بدأتة,
و لم اقف حتى نهايتة
قصة صديقة (ن)
مثيرة, مؤلمة
محزنة,
و فيها سعادة و توفيق
فى ذات الوقت
لك الشكر على هذا البوست
و و فقنا الله
لاتخاذ صحيح القرار
غادة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
الأخت غادة
سعيد بأن وجد البوست من كريم اهتمامك موضعاً
نسأل الله أن يوفقنا دوماً في اتخاذ صحيح القرار
وأن يختم بالنهايات السعيدة حياتنا وأعمالنا
تسلمي لجميل مرورك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: عبدالرحمن عزّاز)
|
أخي الكريم عبد الرحمن
لشد ما آلمني كلامك وحز في نفسي أن ينال الضيم ابناء وطني.
وبكل تأكيد ما جبرنا على المُر غير الأمر.
التحية لكل الشرفاء الذين حملون لواء الذود مدافعين ومنافحين عن ابناء الوطن في سائر بقاع الأرض.
لك صادق مودتي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: Balla Musa)
|
الفاضل دوماً د. بله موسى
أسعدني مرورك ولا أجد ما أقوله سوى في ميزان حسناتك كل ما سقته عني من جميل ورائع كلماتك التي تنبئ عن كريم أصلك ورائع شخصك وسمو خصالك.
لك مودتي وتقديري بلا حدود.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
الفاضل دوما / زهير
لك التحية اينما كنت و سدد الله خطاك ايها الهميم
| Quote: وبكل تأكيد ما جبرنا على المُر غير الأمر |
قد بستغرب البعض لماذا يهاجر السودانيين الى لبنان بلد
فقير بالنسبة للسودان من ناحية الموارد الطبيعية و الصناعية
و خاصة المياه و ألأراضى الخصبة التى حبانا بها الله و لكن اذا
قارنت بين الحد ألأدنى للأجور بين السودان و لبنان تجد الفرق
كبير و رغم العذاب و ألألم ابان تواجدى فى لبنان تمكنت من
انتشال اسرتى من الفقر الى مستوى ( مستورة ) و الحمدلله ,,,,
و صدقت حين قلت ما اجبرنا على الخروج من حدود الوطن هو ( ألأمر )
و قد يكون حال السودانيين فى لبنان احسن حالا من المتواجدين فى
تركيا علمت من احدهم انهم يأكلون من مكبات الزبالة نسبة لعدم
مقدرتهم بالمضى قدما الى اليونان او بريطانيا .
و لك الشكر على فرد مساحة لهذا الموضوع الحى .
الرجو ألأتصال بى على هذا ألأيميل ...
[email protected]
الفولانى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: عوض الله الفولانى)
|
زهير صديق
شكرا لك على البوست
وصدقني هذه شعوب ماعندها رحمه.
وربنا يستر اولادنا ويغتي عليهم.
قطع قلبي عبد الرحمن عزاز بقصة السوداني الذي اصيب بالشلل تحت وطأة التعذيب.
كل هذا يا اخوتي يجعلني اقتنع تماما بضرورة تفعيل العمل ضد الانقاذ.
فلم يحدث في تاريخنا ان تشردنا كما تشردنا في عهد الانقاذ.
ولم يحدث ان استبحنا,وتبهدلنا واتلعن ابو يومنا كما يحدث لنا الآن!!!!
ومتى بعد اكتشاف البترول!!!!!
فهل يعقل ان نكون دوله بتروليه,وشعبها يشتغل بورابين وناطورجيه في لبنان.
واحمد الله انه مافي سودانيات في لبنان لانه نصيبهم لن يكون افضل من السرلنكيات:
لبنان جحيم الخادمات ألأسيويات و جنة العرب
كان الله في عون الجميع.
شكرا لك زهير لهذا البوست.
وتحياتي لصديقك (ن).
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: Tragie Mustafa)
|
أختي تراجي
معك تمزق قلبي لما أصاب الوريف عزاز فالرجل أكن له مودةً بلا حدود ويؤلمني ما يصيب وأصاب أبناء وطني حيثما قطنوا.
لك شكري ومودتي بلا حدودوتحياتك وصلت.
تسلمي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: عوض الله الفولانى)
|
الأستاذ الفاضل/ عوض الله الفولانى
تحيةً واحتراماً
بكل تأكيد يوجد فارق ضخم بين ما نتقاضاه في الخارج وما بين ما يمكن أن نناله في وطننا -إذا تجاوزنا لجنة الاختيار- وعلى الأقل ما يخلي الحالة (مستورة).
أشكر إثرائك للموضوع بالتداخل وتسليط الضوء.
تسلم لجميل وكريم مرورك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
و نواصل يا صديقنا زهير....
إبراهيم التاج حسين و الحلم الموؤد:
لم يكن صديقى فحسب بل كان شقيقى الذى لم تلده أمى، منذ الطفولة و أيام الصبا و أحلامه الجميلة
رن هاتفى ذات يوم و كان هو فى الطرف الآخر من داخل الحدود اللبنانية، تحدثت إليه ثم إلى الشخص
المسؤول عن الرحلة(كمهرب) و أكدت له الضمانات و القصة إياها، المهم و صل فى ليلة شتوية ممطرة
و فيما بعد ، كنت على أهبة الإستعداد للسفر من بيروت إستلم إبراهيم عملى بصيدلية الشعار-رأس النبع-
كان يزاملنا فى السكن قريب لى إسمه (إمام) يصغرنا بسنوات كثيرة نشأت بينه و إبراهيم علاقة حميمة جداً
و غادرنا إمام ذات يوم متوجهاً للجنوب اللبنانى حيث وجد عملاً أفضل....
فأيقظنى إبراهيم قائلاً أن إمام قد سافر ، فقم و أجهز و لنشرب معاً شاى الصباح!
كنت مرهقاً جداً ، وبعد فترة فتحت لأجده فى المصلاية و الشاى بقربه، تحدثنا قليلاً ثم خرج ، و ليته لم يفعل!
لم تمضى سوى دقائق جاءنى شاب سودانى راكضاً و هو يقول لى مذعوراً (إنهم قتلوه)
قتلوا من؟
إبراهيم.
إبراهيم من ؟ و عن ماذا تتحدث؟
الساكن معاكم هنا!
و هو الآن بمستشفى الزهراء....
لا أدرى ما حدث بعدها يا زهير.... فقط أتذكر أننى وجدت نفسى أمام بوابة المستشفى يمنعنى الحرس، حافى القدمين
و قد لمحت من بعيد نقالة عليها شخص لم أتبين ملامحه عرفت فيما بعد إنه(إبراهيم)
أطلق عليه ثلاثة رصاصات ، إثنتان فى كليته اليمنى و أخرى فى موضع القلب من الخلف الرقيب بجهاز الأمن العام
اللبنانى(حسين هزيمة) هزمه الله دنيا و أخرى...
و السبب أنه لا يملك إقامة دائمة بلبنان، و قد إستمرأ الشباب اللبنانيون إبتزاز الأجانب بحجة الإقامة و إرغامهم على دفع
مبالغ مالية و إلا فالسجن و الترحيل ، و لكن قرر الجميع أنه لا تعامل إلا مع الجهات الرسمية و من يرتدون الزى العسكرى
و لكنه كان يرتدى الزى المدنى، و يتحدث بسخريتهم المعهودة فلم يعره (إبراهيم ) أدنى إنتباه....
و كان التهديد إن لم تقف حالاً ( بأوصك) أى سأطلق عليك النار
و لم يقف....
كان مثلنا يازهير....
يحلم ببيت دافىء... و حبيبة.... و بنت إسمها رباب
و أم تستقبله عائداً من ديار الغربة...
كان أصدقنا... أنبلنا .... كان بشموخ التبلدى و ثبات الجبال الراسيات فى بلادى......
لكن...
قدر الله و ما شاء فعل.... له الرحمة و المغفرة و ليتقبله ربى مع الشهداء و الصديقين و حسن أولئك رفيقا...
صدق نزار قبانى:
(الموت فى فنجان قهوتنا... و فى مفتاح شقتنا... و فى ورق الجرائد
و الحروف الأبجدية...
بيروت تقتل كل يوم واحد منا.... و تبحث كل يوم
عن ضحية)
ذهبت و معى بعض الإخوة منهم/عادل نواى توتو/ هاشم عبدالله/ محمد رمضان
للسفارة لمقابلة القنصل و شرح الوضع لأن القانون يمنع تسليمنا الجسمان...
فكانت الإجابة إنه ليس مقيم و داخل لهذه البلاد بطريقة غير شرعية،، و هذه مسألة يطول نقاشها كما أننى
ذاهب لمؤتمر صحفى فى صالة فردان .... فعودوا صباح الأثنين و سأرى ما يمكن أن أفعل لكم....!
ساعتها كان هناك وفد من منظمة (امنستى إنترناشونال) يرأسه د. محمد عبدالسلام
وقفوا معنا و قدموا ما لم تنجز سفارتنا منه مثقال خردلة.....
طرحت تلك القضية فى سودانيز أونلاين الشكر لكل من ساهم فيها،،،
و أخص الراحل المقيم( الخاتم عدلان) الذى بقى على إتصال بنا حتى ساعة ترحيل الجثمان و دفنه بمقابر شمبات الأراضى...
و التحية لكل من سجل موقف أو ساهم بكلمة و رأيى....
و سأعود....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: عبدالرحمن عزّاز)
|
الاخ عزاز
لك التحية
والله حزنت جدا لما دار للاخ ابراهيم التاج
وربنا يرحمه ويغفر له ...
وحال اخواننا فى لبنا نسمع عنه كثيرا ولا يعجبنا حال تعامل اهل البلد
من السودانين ...
ربنا يسهل عليهم ...
الجليل زهير الاخ (ن)
قصة رائعة ومحزنة واتمنى ان يعيه الجميع وان يتركوا بالهم لهذا الامر ...
تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: عاصم ابوبكر حامد)
|
الرائع عاصم
بحمد لله فقد أفلت صديقي من تلك التجربة المرة واليوم يكمل رسالة الدكتورة بالولايات المتحدة ولم تزده تلك التجارب إلا إيماناً وصلابة.
لك وله وللجميع كل الود وخالص التقدير.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: عبدالرحمن عزّاز)
|
رحم الله إبراهيم التاج حسين بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته ولن تستطيع تصور مقدار حزني وألمي لهذا الشئ وأسأل الله الصبر لأهله بعد أن فقدوا ركيزة ودعامة كانت تحمل عنهم عبء الحياة مادياً ومعنويا.
الشكر لكل من أسهم بجهده وفكره ورأيه ورحم الله الراحل المقيم (الخاتم عدلان).
بانتظار المزيد من إثرائك للبوست.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
| Quote: فكانت الإجابة إنه ليس مقيم و داخل لهذه البلاد بطريقة غير شرعية،، |
لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
ما ارخص الانسان السودانى عند اهله اولا وعند غيرهم ثانيا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
اخوانى ........
هذه هى آلام المخاض , كيما نمنح الحياة الجديدة........
الحياة الجديد للسودان الافضل .....
سيظل بنى السودان يعانون , طالما ظل هذا الكابوس جاثما فى صدر المواطن السودانى ..
فليكن سلاحنا العلم والمعرفة وقوة الارادة , ........
فما يلقاه بنى السودان داخل اوطانهم اشد وانكى ....
طوبى للشهداء .............
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: زهير حيدر صديق)
|
شكرا زهير لهذا البوست مرة آخرى
وشكرا( عزاز ) وانت تبكينا كل يوم اكثر
فان لم نملك (لابراهيم التاج )سوى الدموع ولو متأخره فالنفعل.
واصلوا متابعين.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عذاب في لبنان (Re: othman mohmmadien)
|
شكرا اخي عثمان محمدين
للدعاء لشهيدنا (ابراهيم التاج):
Quote: اللهم أنزل عليه شآبيب رحمتك وعزائم مغفرتك
والسلامة من كل إثم
والغنيمة من كل بر
والفوز بالجنة والنجاة من النار
اللهم أجمعنا به في جنتك
انا لله وانا اليه راجعون
آللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك
آللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك
اللهم انا نسالك بأسمك الاعظم ان توسع مدخله
اللهم آنس في القبر وحشته
اللهم ثبته عند السؤال
اللهم لقنه حجته
اللهم باعد القبر عن جنباته
اللهم اكفه فتنة القبر
اللهم اكفه ضمة القبر
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته
اللهم ألحقه بالشهداء وحسن أولئك رفيقاً
اللهم افتح عليه نافذة من الجنة00 واجعل قبره روضة من رياضها
آمين يا الله |
آمين يا رب العالمين.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبدالرحمن عزّاز
ترهاقا
قرشـــو
hatim
ابوالقاسم ابراهيم الحاج
غادة عبدالعزيز خالد
Balla Musa
عوض الله الفولانى
Tragie Mustafa
عاصم ابوبكر حامد
othman mohmmadien
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست