|
|
 ثقافتى القتال وحمل السلاح عند البجـــا
|
السلاح الابيض ملازم دائما للرجل البجاوى وقد يستغرب البعض لحمل الرجل البجاوى السلاح وربما يتعدد السلاح عنده وقد فسر البعض بان كثرة السلاح تعنى ان حامله انسان جبان وقد يكون استند هؤلاء الى بعض النظريات ولكن الثقافة عند الامم لا يمكن اختزالها فى رؤية قد تصح او تخطا وان نظرنا العالم حولنا هنالك من قادة دول يعتزون بتراثهم وثقافتهم وتجد سلاحهم الابيض لايفارقهم وهو علامة بارزة لكون ان هذا الرجل من الدولة الفلانية .
حمل السلاح عند رجل البجا مكمل لهيئته ومظهره الخارجى والاعتقاد السائد عن عامة البجا بان من لا يحمل السلاح ينقصه شيئا من الانتماء وايضا الحروب والاقتتال تنشا بين القبائل البجاوية دون سابق انذار ومن يوقعه حظه العاثر فى معركة لم يكن جاهزا لها يدفع ثمن عدم جهوزيته وحسب ثقافة القتال عند البجا فانك مسئول عن ما يرتكبه قريبا لك ضد اى قبيلة ولا يهم ان يكون ذلك الشخص اخوك او فقط انه من القبيلة ولا تعذر الا اذا كنت صغيرا او شيخا كبيرا فضلا عن النساء فان الحاق الاذى بهذه الشرائح محرم عند البجا ولا تقبل الاعذار او التبريرات وقيل وان اعتدوا عليك والنساء لهن تقدير خاص حيث ان المراة يمكنها ايقاف معركة مهما كانت درجة حرارتها فمثلا ان تقدمت امراة لساحة المعركة وكشف عن راسها يتوقف المتقاتلون عن القتال وينصرفوا الى حالهم .
وايضا يضاف الى تلك الشرائح المستثناة من القتال من كانت به اصابة طعنة رمح او ضربة سيف وحتى الان يتناقل الناس قصة ذلك الفارس الذى نازل خصمه ولان خصمه كان مصابا فى احدى رجليه طلب منه بان يكون القتال جلوسا وقد خشى صاحب الطلب بان يظهر اصابته ويعتبر الناس ذلك بانه استدر عطف منازله فلذلك طلب من المقاتل الاخر بان تكون المنازلة اليوم جلوسا وكان الاخر بيده رمح فسددها فى صدر منازله وقال له خذها ولك الخيار بان تجلس بها او تقف ولكنه بعد وفاة منازله اكتشف بانه كان مصابا فندم ندما شديدا وترك شعرا حزينا يعبر فيه عن ندمه لانه ارتكب خطاء يراه لا يمكن تبريره.
وايضا لان الحرب والقتال جزء من الحياة اليومية للبجاوى وذلك لانعدام القانون فى ذلك الزمن وعدم وجود دولة تنظم حياة الناس ورغم وجود الادارة الاهلية وقوانينها الا ان الادارة الاهلية لا تتدخل الا بعد وقوع الحدث لا قبله وكل هذه الاشياء فرضت او كونت الشخصية البجاوية حسب ما نراه اليوم ولا شك ان تحديد الحدود وتاسيس الدولة السودانية ساهما اسهاما مقدرا فى تخفيف وطاة الاقتتال وايضا اسهمت الدولة فى تقليل اعتماد البجاوى على السلاح ولكننا مازلنا نرى البجاوى وهو يتزين بسلاحه ولكنه بداء يختفى رويدا رويدا.
|
|
 
|
|
|
|
هاشم نوريت
Mohamed E. Seliaman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست