لأول مرة : ابن لادن يتحدث عن زميلنا سامي الحاج !!!!!

Quote: حوار مع عائد من برد غوانتنامو: أنوي رفـــــع دعـــوى قضائية للتعويض عن اعتقـــــالي .. مدخل : من الدلنج الى المناقل ومن ثم إلى بيشاور في باكستان وسجن باغرام بافغانستان ومعتقل غوانتنامو بكوبا.. رحلة لم يخطط لها المحاسب (حماد علي امنو) ببنك السودان الذي جاء اسمه في لائحة المفرج عنهم من المعتقل الأمريكي سيئ السمعة، يحمل الرقم (6) ويفرج عنه بأنه مقاتل غير عدو للولايات المتحدة. حزمة أسئلة طرحتها عليه (الرأي العام) ليحكي عن سنواته الثلاث في ذلك المعتقل وعن القاعدة وأشياء أخر. هل انت تنتمى للقاعدة؟ ابتسم واعتدل في جلسته مجاوباً بأنه منذ نشأته نشأ كاسلامي ينتمني للتيار السلفي في الثانويات والجامعة، وقال إن المنهج السلفي هو طابع حياته وتخرج في مدرسة العلوم الادارية بجامعة الخرطوم في يناير 1997 بعد التخرج عمل ببنك السودان. ماالذي قادك الى باكستان؟ أجاب: في أواخر عام (2000م) أحد أقاربي واعتذر بشدة عن ذكر اسمه يعمل مديراً مالياً في بنغلاديش في (جمعية احياء التراث الاسلامي) اخبرني بحاجة المنظمة في باكستان لمحاسب وقدمت أوراقي عن طريق الفاكس لمكتب المنظمة وقبلت. وعن ماهية الجمعية؟ قال: هي جمعية خيرية كويتية رئاستها في الكويت وليست لها علاقة بتنظيم القاعدة اطلاقاً وأنا شخصياً ليس لدى أية علاقات بالقاعدة لا في السودان ولا هناك في باكستان. واضاف ان الجمعية في باكستان مقرها مدينة بيشاور بالقرب من الحدود الأفغانية وهي مركز لجميع المنظمات الخيرية لقربها من مناطق ومعسكرات اللاجئين الأفغان. طيب، ما نوع نشاطات الجمعية وطبيعتها؟ قال: إن الانشطة تشمل بناء المساجد وكفالة الأيتام وهم أغلبهم افغان بسبب الحرب هناك وحفر آبار المياه وتقديم الاغاثة للاجئين. حدثنا عن الموظفين والعمال؟ قال المحاسب حماد انهم من مختلف البلاد الاسلامية من الصومال والسودان والعراق. هناك اتهام للجمعية من الأمريكان برعاية ودعم الارهاب؟ أكد ان صحة هذا الاتهام صفر% لأن الجمعية في ميزانيتها تعتمد على المتبرعين والخيرين بوقف مال محدد ومعين يأتي من الرئاسة باسم المتبرع وكل من يريد ان يراجع ذلك ستتوافر له كل المعلومات بشفافية ويمكن ان يراجع ويقارن بين حجم التبرعات وما انفقت عليه. وقاطعناه: لكن تجربة الجمعيات الخيرية تقول ان لديها أجندة معلنة وأخرى سرية وانتم تعملون في منطقة متهمة بالارهاب ودعمه وايواء الارهابيين؟! أجاب : أنا محاسب، وأجزم أنه ولا دولار واحد صرف في غير محله، وقلت ذلك في التحقيق في المعتقل ولكن الأمريكان يعتقدون ان أية جمعية خيرية اسلامية ممولة وداعمة للارهاب.وأكدت ذلك في التحقيق بأنه لو وجد أي دولار صرف للقاعدة أعتبر نفسي أنا المسؤول عنه، طبعاً هذا في فترة عملي من يناير 2001 الى مايو 2002م. كم كانت الميزانية السنوية في تلك الفترة؟. في الفترة التي عملت بها كانت ميزانيتنا 3 ملايين دولار صرفت كلها في أغراضها. خبرنا عن الحرب وظروف اعتقالك؟ بعد شهور عدة لم تتجاوز الثمانية قامت الحرب وبدأ القتال، وفي يناير عام 2002 وجهت أمريكا اتهاماً للجمعية بدعم الارهاب وقال وزير الخزانة الأمريكي ان عبد المحسن الليبي وهو مدير سابق للجمعية وأبوبكر الجزائري ينتميان الى القاعدة بينما غادر الليبي الجمعية مبكراً والجزائري لم يعمل بها أصلاً. وما حدث تأكيد لما ذهبت اليه بعد اتهامنا واعتقالنا لم تجمد أرصدة الجمعية ولم يقف نشاطها. وقال أنا كأجنبي ولعدم خبرتي ومعرفتي بالمنطقة ولغة السكان كانت حركتي محدودة ونتحرك وفقاً لجدول أعمال. وماذا عن الاعتقال؟ كنت أمارس عملي بصورة روتينية وفي الساعة الواحدة صباحاً سمعت طرقاً على الباب وقد تم كسره ووجدت رجال الشرطة الباكستانية والمخابرات والمخابرات، الأمريكية يداهمون المنزل. لم أقاوم ولم أفكر بالهرب، لأنني لم أعمل عملاً يدعو لذلك. قاطعناه هل تعرضت للضرب؟ أجاب بنعم ضربني الباكستانيون حين رفضت ان أذهب لايقاظ سوداني يقيم بجواري وقلت لهم ان هذا عملهم وليس واجبي. ومن ثم طالبني الأمريكان بتسليم جواز سفري الذي مر على تجديده عشرين يوماً وقاموا بتفتيش المنزل وأخذوا كل الأوراق.. وكان ذلك ضمن حملة نظمت لاعتقال كل الأجانب والمقصود بهم: العرب المصنفون بتأييدهم للقاعدة. بعد ذلك صفدت وعصبت عيناي ونقلت الى سجن الاستخبارات ببشاور يوم 27 مايو، تولى الأمريكان التحقيق وكان عبارة عن المعلومات الأولية والشخصية الاسم والطول والعمر والعمل وعن كيفية جمع وتسيير الأموال. ومكثنا (11) يوماً وتم نقلنا الى سجن باغرام بأفغانستان وهو تحت ادارة أمريكية. حدثنا عن آلية التحقيق؟ قبل أن نرحل الى سجن باغرام زارنا مسؤول باكستاني برتبة كولونيل واعتذر لنا وأخبرنا بأننا سنذهب الى اسلام اباد وبعد اسبوع سنكون في منازلنا إلى أن وجدنا انفسنا في باغرام مكبلين ومعصوبي الأعين، والتعامل في باغرام قاسي جداً وكل شئ قاسي والعساكر يجرون بك لاجراء التحقيق وانت مقيد ومعصوب لا تدري الى أين؟ وقال: (أنا لم اتعرض للتعذيب ولكننا نسمع أصوات الصراخ والضجيج الذي يعرفك بماذا يجري للآخرين). ويقول حماد : المعتقل عبارة عن ست حظائر وكل حظيرة بها ستة أو سبعة أشخاص ويمنع الكلام نهائياً والوقوف والصلاة في جماعة وكل من يخالف ذلك يعاقب بالتصفيد وهو أقرب الى الصلب ويكون على حسب مزاج المعاقب. وتعرضت لهذه العقوبة مرتين بسبب الصلاة مع زميلي وهو من الجزائر. × سألوك عن ماذا؟ - بما أنني كنت محاسباً كل التحقيق كان عن أوجه الصرف وقد يكون هناك محقق واحد أو اثنان، والارهاب في التحقيق موجود ولم يكن هناك سؤال مباشر عن القاعدة أو اسامة بن لادن وكنا نمنح ثلاث وجبات عسكرية باردة ويتم صرف ثلاث قوارير مياه يومياً والحمام مرة في الأسبوع وعليك بالتيمم للصلاة وإذا تم ضبطك وان تتوضأ فالويل لك. وقال: دورة المياه عبارة عن برميل داخل الحظيرة وعليك ان تتلفح بالبطانية للتستر ولكن لابد من اخراج رأسك ليراقبك العسكري. وماذا بعد ذلك؟ بعد شهرين وفي العاشرة صباحاً أتذكر ذلك كان يوم اثنين تم النداء على اسمائنا من قائمة، كنا (ثلاثين) ونحن السودانيين كنا سبعة من بين تلك القائمة. تم ترحيلنا الى معتقل غوانتنامو. عند وصولنا ادخلنا العيادة للكشف الطبي وقد تم أخذ بصماتنا والحمض النووي الـ (D.N.A) من خصلات الشعر. وحقق معنا أربعة محققون ويتم ارباكك بالأسئلة وقبل أن تجاوب تنهمر عليك من كل واحد من المحققين لتشتيت ذهنك. ومن ثم ذهبنا الى الغرف وهي عبارة عن حجز انفرادي (مترين متر) فيها دورة مياه وملاية وبطانية لا تفعل شيئاً للبرد الشديد، فالتكييف عالي والمباني حديدية ويتم التحكم في درجة البرودة من الخارج. انه المكان الذي لا تستطيع ان تفعل فيه شيئاً بارادتك حتى لو حاولت الانتحار لن تفلح. وماذا بعد ذلك؟ وماذا بعد الانتهاكات؟ نقلنا الى عنابر اخرى يمكن ان تشاهد الآخرين عبر الشباك. أما عن الانتهاكات فقد يطرق العساكر الأبواب أثناء أداء الصلاة وقد تضطر لقطعها بحجة أنك مطلوب للتحقيق، أما عن تدنيس المصحف فقد سمعنا ان عسكرياً في عنابر المحتجزين الأفغان طوح به في دورة المياه أولاً كان عذره بأنه لم يكن قاصداً ولكنه كرر الفعل مما أثار هرجاً ومرجاً وضجة. كيف كانت تصلكم الأخبار؟ لا خبر، والصليب الأحمر هي الجهة الوحيدة المسموح لها بمقابلتنا فقط لاستلام رسائلنا التي تحوي على سلامنا وأنباء بأن صحتنا جيدة فقط، إذا أضفت أي شئ يزال بالحبر الأسود. هل تعرضت لجهاز كشف الكذب؟ ضحك وقال: هناك جهازان صغير وكبير وأنا تعرضت للصغير وبعد الكشف أخبروني بأن الجهاز قال انني كاذب في بعض الأجوبة وصادق في بعضها وطبعاً هذا يرجع الى نوع الاجابة التي كانوا يودون الحصول عليها، أي انها وسيلة ضغط. ماذا بعد هذه التجربة؟ قال بعد ان اصلح جلسته: مازلت ملتزماً وانا اتعاطف مع المساجين والمحبوسين ظلماً. وأنا متيقن تماماً ان الاسلام لا يدعو للتخريب والخراب. لأنه دين سماحة لا همجية. وان ما حدث في 11 سبتمبر اثر على انشطة المسلمين، والادارة الأمريكية تعاملت برد فعل غير مقبول والمسألة كلها اعلامية وكسب اعلامي.. وأؤكد ان مبادئي لن تهتز. يعني لن تناصر القاعدة بعد التجربة الأمريكية هذه؟ أجاب: أبداً.. لأن للجهاد شروطه وضوابطه ولست متفائلاً بأن القاعدة ستهزم الأمم المتحدة في دارفور ولكن الشعوب تختلف والظروف تختلف عن افغانستان. وقال: أنا متفائل جداً ولكنني عاتب على المحامين السودانيين والمنظمات التي تتحدث عن حقوق الانسان التي لم تهتم بنا. قاطعناه: هل يعني ذلك انك ستقدم شكوى ضد الادارة الأمريكية؟ أجاب مبتسماً: هناك نية لرفع دعوى ضد الولايات المتحدة.. وقال إن الأمريكان اطلقوا سراحي بعد ان وقعت تعهداً بعدم مهاجمتهم وحلفائهم. ************************ صحيفة /الراي العام / السودانية : السبت29ابريل2006