|
هل يمكن لأشيائنا الجميلة أن تتطور ؟ هل يتراجعوا ؟
|
يقول بعض العائدين من الوطن أنه أصبح كومة من الفوضى .. وينظر آخرون بمنظار مختلف فيرون أنه يتقدم .. البعض من هؤلاء يرى أن التطور بطيء للغاية ، والبعض الآخر يرى أنه يسير بمستوى مقبول ... وفي اعتقادي أن كل هذه الآراء صحيحة . فالفوضى التي يراها البعض لها وجه آخر وهي في حقيقتها جزء من آلام المخاض . والأرقام الرسمية تشير إلى زيادة في الدخل وزيادة في المنصرف ( على مستوى الدولة على الأقل ) ، وهذا في حد ذاته يمثل تطوراً . والقصور ، والإهمال ، الناتجين عن أخطاء السنوات السابقة لا يمكن معالجتها بين يوم وليلة . والطبقة التي انتفعت وربت ونمت في مناخ الجور السياسي والاقتصادي والاجتماعي لن تتخلى هكذا وبمحض حسن النية عن كل امتيازاتها ومكاسبها .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل يمكن لأشيائنا الجميلة أن تتطور ؟ هل يتراجعوا ؟ (Re: ودقاسم)
|
هناك اختلالات كثيرة ، وهناك تململ ، وعدم رضا من فئات اجتماعية ، وجهات وأطراف عديدة . موازين توزيع الدخل والعدالة الاجتماعية مختلة إلى حد كبيرٍ إن لم نقل عنه أنه مخيف . هناك إجحاف وضيم سياسيين ، وهناك ممارسات إدارية خاطئة . هناك مستوى من الإقصاء ومستوى من التنفّذ ما يزال ممارساً . هناك فساد ، وتقصير ، وإهمال ، وضيق أفق . لكن هناك إهلاك للأرواح قد توقف ، ونزيف الدم يتجه نحو نهاياته ، والصرف البذخي على الحرب والتسّلح أصبح يتراجع .. هناك ضعف في الخدمات والبنيات التحتية يصل درجة هدر حياة الإنسان . وهناك كم هائل من الرسوم والأتاوات والجبايات لم يتوقف بعد . وهناك حاجة ماسة لإعادة التعمير في المناطق التي تأثرت بالحروب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يمكن لأشيائنا الجميلة أن تتطور ؟ هل يتراجعوا ؟ (Re: ودقاسم)
|
وكثيرون منّا مكبّلون بالإحباط ، وربما بقدر كبير من اليأس . وثقتنا ببعضنا ضعيفة إن لم تكن غائبة كليّاً . منّا من إذا حاولت دفعه إلى الأمام يقول لك وبكل بساطة : هؤلاء لا يمكن التعامل معهم ، هؤلاء لا يمكن الثقة بهم ، هؤلاء لا يمكن أن يصدقوك في شئ !! والتجربة المريرة خلال سنوات الضيم الكبير ( على وزن الكساد الكبير ) لابد أن يكون وجهها الآخر درسا لنا ، كلنا ، نحن وهم .. فكل وقتنا ، وكل أموالنا ، وكل مواردنا استهلكناها في التعدي على بعضنا . ولابد أن نتساءل عن الحصاد ، ولابد أننا سنجد أنه أكبر كثيرا من الصفر الكبير ... واستمرار أشيائنا القبيحة يزيدنا قبحا ، وخسارةً ، وبالتالي نحصد المزيد من الإحباط حتى لتستولي علينا دائرة الإحباط المفرغة ، والتي تجعلنا ندور في داخلها إلى ما لا نهاية ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يمكن لأشيائنا الجميلة أن تتطور ؟ هل يتراجعوا ؟ (Re: ودقاسم)
|
مناخ السلام يفرض علينا عملا ضخما وبذلا كبيراً ، ويفرض علينا نوعا من الانضباط . فالسلام لم يقم على إلا على اتفاقيات محددة ، مكتوبة ، وملزمة لكل الأطراف . والالتزام الدقيق بنصوص الاتفاقيات هو المطلب الوطني الأول ، والملحّ ، والعاجل . والمطلب الثاني هو أن نتفق كلنا أنه قد انتهت مرحلة الفهلوة السياسية ، والمزايدات ، والتواء النوايا ، وإضمار روح التآمر .. وانتهت مرحلة الأحقاد التاريخية ، والتجمعات العرقية والجهوية . والمطلب الثالث هو أن نمنح شعبنا الثقة في نفسه وفي إمكانياته ، وفي قدرته على تجاوز ما فات ، والنفاذ إلى مرحلة البناء والتعمير . والمطلب الرابع هو أن ندفع كلنا بمساهماتنا وبكل ما نستطيع بمسيرة التنمية المتوازنة إلى الأمام .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يمكن لأشيائنا الجميلة أن تتطور ؟ هل يتراجعوا ؟ (Re: ودقاسم)
|
وأعتقد أن المدخل الأساسي لكل هذه المطالب ، وحتى تصبح ممكنة التحقيق ، هو أن تتراجع القيادات التي سادتنا طيلة السنوات الماضية لصالح قيادات جديدة خالية من مؤثرات الماضي ، وخالية من الشبهات . فالمرحلة تحتاج إلى التجديد ، لا من أجل التجديد ، إنما من أجل ضخ دماء حارة في شريان حركة الحياة في الوطن . أناس يمكن أن يكوّنوا قيادة ملهمة بحق ، تستحث جموع الشعب وتدفعها نحو الإنتاج . والخلو من الرجس التاريخي ، والتطهّر من جينات القصور ، قيادة تراعي قومية القضية ، وتمتلك رؤية واضحة ، وبرنامجا واضحا يقوم على الديمقراطية والحرية والعدالة . برنامج يكون هدفه تطوير الإنسان من أجل مزيد من العطاء الإنساني ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يمكن لأشيائنا الجميلة أن تتطور ؟ هل يتراجعوا ؟ (Re: ودقاسم)
|
القيادات المطالبة بالتراجع لا تنتمي فقط للحكومة ، وإن كانت الأولوية في التراجع لأهل السلطة ، لكن على قيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني أن تتراجع ، فأهل السلطة رموز للديكتاتورية والتعسّف السلطوي ومصادرة الحريات ثم الفشل ... وقيادات الأحزاب كلها بدون استثناء رموز للفشل ، والتردد والخوف ... هؤلاء جميعا لا يجب أن يتسمّروا فوق أنفاسنا ، عليهم أن يفسحوا الطريق لمن هم أكثر منهم ديناميكية ، وعلما ، ودراية ... وأنت تجوب العالم ومنظماته ومؤسساته الكبرى تجد السودانيين يشغلون وظائف قيادية ويحققون نجاحا لا مثيل له ، وتجد السودانيين يفشلون في إدارة وطنهم وتطويره ... إذن لماذا ؟ ببساطة لأن هناك من يتحكم في أمور البلاد والعباد وهو غير مؤهل لذلك ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يمكن لأشيائنا الجميلة أن تتطور ؟ هل يتراجعوا ؟ (Re: عاطف عمر)
|
Quote: التغيير دائماً تقوده النخب ، وهذه النخب قد تكون فرداً واحداً . التاريخ يعلمنا، غاندي في الهند ، الإمام محمد أحمد المهدي في السودان غيروا أوضاع بلدانهم وشعوبهم في ظروف تاريخية معينة . هناك يا ثا بت دائماً مقدمات تقود إلى نتائج العلاقة بينهما طردية فالمقدمات الصحيحة تقود لنتائج صحيحة . الشواهد التي ذكرتها في هذا البوست نتائج طبيعية لخلل التركيبة البنيوية لنخبنا السياسية ،فالشعوب في أغلب الأحوال تكون دائماً هي الضحية . ضحية تخبط نخبها . النخب التي صرفت عليها لتعلمها داخل أقطارها ، و صرفت عليها لتزيد من تعليمها في أرقى الجامعات خارج أقطارها ، وبعد ذلك أعطت الشعوب هذه النخب الفرصة كاملة لتجرب فيها كل ما تعلمته من نظريات فأصبحت الشعوب فئران تجارب لمعتقدات النخب وغرورها الآيدولوجي والشخصي . فإن كان هناك من يجب أن نصوب عليه أصابع إتهامنا فهو :-
النخب السودانية التي أدمنت التنظير والتطبيل لكل حاكم. النخب السودانية التي أدمنت النظر لمشاكل الوطن من منظورها الحزبي الضيق وغرورها الآيدولوجي المتحجر . النخب السودانية التي أدمنت الإهتمام بنتائج الأحداث متجاهلة جذور المشكلات . النخب السودانية التي تجيد الحديث عن مشاكل السودان دون أن تسأل نفسها عن دورها الشخصى وما يمكن أن تقدمه لإزالة ما تنتقده من قصور وهل قامت بهذا الواجب ؟ النخب السودانية التي ساهمت بالصمت العاجز في تمكين أطفال السياسة من العبث بمصير البلاد والعباد .
من القوائم أعلاه يطل حتما شخص العبد الفقير لربه ( عاطف عمر ) |
العزيز ود قاسم مشاركة سابقة في بوست للأخ ثابت أوردها هنا تعضيداً لرؤياكم الثاقبة سوف أرجع لك إن شاء الكريم بعد إكتمال تحليلكم الشيق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يمكن لأشيائنا الجميلة أن تتطور ؟ هل يتراجعوا ؟ (Re: عاطف عمر)
|
أخي عاطف لك التحية من أجمل أشيائنا أننا شعب نفيض وطنية ، ولا نقبل في وطنيتنا أي طعن .. نحن شعب يحب وطنه كثيرا ، وقد خبأنا الوطن في دواخلنا مهما ابتعدنا عنه فنحن نحنّ إليه .... لكن هذه الوطنية الدافقة في كثير من الأحيان تنهزم أمام مغريات السلطة والمال والجاه والشهرة ، فيتملكنا الإحساس بأننا ( يا دنيا ما فيك إلا أنا ) ... إذن هل بالإمكان تطوير هذه الروح الوطنية لتصبح : أولا : أن تكون روحا دائمة لا تزيحها أي مغريات .. ثانيا : أن نعلم تمام العلم أن العمل العام والوظيفي كلها أمور تكليفية . ثالثا : أن غيرنا أيضا جدير بأداء دور في العمل العام لا يقل عن الدور الذي نريده لأنفسنا . رابعا : أن العمل نفسه لابد أن يكون في شكل دورات ، وفرص يتم توزيعها بعدالة على كل المؤهلين . خامسا : مهما كانت مؤهلاتنا لا يحق لنا احتكار العمل العام . سادسا : أن نتأكد تماما أن أي إحساس بالفضل على من سوانا هو إحساس كاذب يحيد بنا عن وطنيتنا .
| |
|
|
|
|
|
|
|